عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11-23-2018, 07:14 PM
 
ذهبي




Y a g i m a

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موضوع مهم يستحق النقاش خصوصا في زمننا للأسف.


لقد دعا الإسلام إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما، ومساعدتهما بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال، والحديث معهما بكل أدب وتقدير، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما، وخاصة عند الكبر، فالأبوان يلزمهما رعاية أكثر من غيرهما رداً للجميل الذي قدموه للأبناء في الصغر، وعليه لا يحق شرعاً للإنسان أن يترك والديه وهما بأمس الحاجة له، وقد رق عظمهما وصارا ضعيفين، قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، ولهذا يعتبر الإسلام البر بالآباء والأمهات من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهما سبب وجود الأبناء، وتربيتهم الصالحة سبب سعادتهم في الحياة الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام: (أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ).

كما أكد الدين الحنيف على وجوب الإنفاق على الوالدين وخدمتهما، وقضاء حوائجهما، وتحقيق رغباتهما، وتلبية طلباتهما بقدر الاستطاعة، دون تأفف أو ضجر، وعليه فلا يجوز أن يضع الابن والديه أو أحدهما في دار المسنين؛ لما في ذلك من قطيعة لهما، إلا إذا كان هذا برضاه وإذنه ورغبته، وبشرط أن لا يكون هذا الإذن بسبب الاضطرار من سوء معاملة الابن مثلا، فإن إذنه عندئذ لا يجدي شيئا. ولكن يكون ذلك بعذر يقبله الوالد كأن يكون الابن مضطرا للسفر، ولا يستطيع أن يترك والديه أو أحدهما بلا راع ولا من يقوم بشئونه، وهو يعلم أن والده لا يغضب لذلك، فيستأذنه فيأذن له، مع التأكد من أن الدار التي ستستضيفه ستقوم بخدمته ورعايته على وجه لائق, غير ذلك فإن الله سبحانه وتعالى جعله موجباً لسوء الخاتمة، وتوعد العاق بتعجيل العاقبة في حياته قبل موته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإن الله تعالى يُعَجِّلُهُ لصاحبه في الحياة قبل الممات), فلا يخفى أن أحدا لا يحب أن يضعه أبناؤه في دار للمسنين، لذا على الأبناء النظر لهذه القضية من هذا المنظور بوضع أنفسهم مكان أباءهم.

اللهم يا ذا الجلال و الإكرام يا حي يا قيوم ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت,أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك ورزق ، اللهم ألبسهما العافية حتى يهنئا بالمعيشة , واختم لهما بالمغفرة حتى لا تضرهما الذنوب ، اللهم اكفيهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها .. برحمتك يا ارحم الراحمين.
__________________


كُن قويّاً، كُن شجاعاً، كُن هادئاً؛ كُن ساسكى .

طاب نهارُك، صارِحني أو أترُك رسالةً طيّبةة فضلاً.
رد مع اقتباس