كنت لاازال فى عمر العشرون عندما تقدمت
للعمل فى احدى المستشفيات ؛ كنت قد طلبت
من المسؤلين أن يجعل عملى فى قسم العجائز ؛
وتم قبول طلبى انذاك ؛ انه اليوم الأول لى
لقد مررت بهدوء على بعض الغرف وعرفت نفسي
بعضهم رحب بى والاخر لم يدرك حتى اننى
دخلت الى الغرفه ، انه امر طبيعي
فى نهايه هذا الممر يوجد غرفه لم امر بها
طرقت الباب بهدوء ومن ثم دخلت كان هناك
مريضان مسنين جدا مصابين بمرض عضال
احدهم مستلقى على سريرة فى الزاويه لا يستطيع
ابدا الجلوس ، والأخر يجلس بقرب النافذه الوحيدة
بالغرفه ، كان يسمح له الطبيب بالجلوس ساعه واحدة
فقط عصراً ومن ثم يستلقى طوال اليوم
كان صديقه ينتظر تلك الساعه كل يوم بفارغ الصبر
ليسمع من صديقه ما يراه فى الخارج خلال جلوسه
بقرب النافذة هذا الساعه كانت ساعه الحياه بالنسبه
له كل يوم يروى له مشهد مختلف عن تلك البحيره التى
تطل عليها المشفى وكيف كان الاطفال يصنعون القوارب
الورقيه ويطلقونها بالبحيرة ،
وحدثه عن تلك الحديقه بجانب البحيره التى يلعب
بها الاطفال ، وكيف يلتفون حول بائع المثلجات
ويلعبون بالطائرات الورقيه ، ويوم ما وصف
له عن عرض عسكري رغم انه لم يسمع
اى صوت للموسيقى لكنه كان ينظر
لسقف الغرفه وهو يرى بخياله
جمال هذا العرض
كان المسن صديق النافذة يرورى المشاهد التى
يراها لصديقه المستلقى طوال عام كامل
وانا اتابع كل هذا بصمت