الآن عرفت مبلغ عظمتها , وفضل هدايتها , ومقدار ما يبلغه الحب الشريف من النفس , فهاأنذا اشعر كأن نفسي مرآة يغشاها الصدأ , وكأن الحب سيضل يصقلها فيجلو صفاتها شيئا فشيئا .
كنت احمل بين جوانحي لأعدائي ضغنا وحقدا , فأصبحت لا اشعر بما كنت اشعر به من قبل , لان الحب ملك على قلبي , واستخلصه لنفسه فلم يترك مجالا لشيء سواه .
كنت ضيق الصدر ان مسني الم .. سريع الغضب إن فاتني مأرب..فأصبحت فسيح رقعة الحلم , لا يستفزني غضب , ولا يحرجني محرج لأني قنعت بسعادة الحب , فلم احفل بعدها بشيء سواها.
كنت شديد القسوة , متحجر القلب , لا اعطف على بائس , ولا أحنو على ضعيف , فأصبحت اشعر بالمصيبة أراها تصيب غيري ولا تصيبني , وأتألم لبؤس كل بائس وحزن كل محزون , لان الحب أشرق في قلبي فملأه نورا .. فارتفع ذلك الستار الذي كان مسبلا بينه وبين القلوب.
وجملة القول أنني كنت وحشا ضاريا أعيا العالمين رياضته وتدليله , فصرت بين يدي الحب الشريف إنسانا شريفا , وملكا كريما .)
.
.
مصطفي لطفي المنفلوطي
من رواية
علي سرير الموت
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |