عرض مشاركة واحدة
  #293  
قديم 01-15-2019, 09:45 PM
 



-إلى منطقتنا المعتادة لنذهب!
قالتها ترف وهي تجذب سماء معها، تتبعانهما في الخلف الفتيات الثلاثة.
مزن وتغريد كانتا تتكلمان في حين تتوسطهما ليال الضائعة في عالمها بينما تستمع لأغاني فرقة bts
-هذا الزحام يذكرني بأيام الصيف.. لما كل هذه الحركة أمام كلية الحقوق؟ تذمرت سماء التي انفصلت
عن ترف بسبب مجموعات الطلاب المتجمهرين أمام الكلية التي كان من المفترض أن يدرسوا بها درسا تطبيقيا.
وعلى درج كلية الأدب واللغات اجتمع الخماسي من جديد، لكن بتنظيم جديد، فمزن قد أمسكت بترف التي ما انفكت
تضحك بصوت مرتفع مع ليال التي استحودت سماء عليها وطلبت منها نزل سماعات الأذن، بينما بقيت
تغريد تتنقل بين الثنائيين إلى ان استقرت مع مزن وترف بعدما ازعجتها سماء بسخريتها منها كالعادة.
وعلى خلاف كثير من الطلبة الذين يدخلون عبر الأبواب الثلاثة للكلية، أخد الخمسة طريقهم عبر رواق
صغير منزوي، فخرجوا إلى ساحة كبيرة بها نافورة على شكل قطرة ماء وتتوسطها كرة اسمنتية عملاقة.
زادت سماء من سرعتها وسحبت ليال معها وهي تضحك: البيضة خاصتنا.
على حافة النافورة اختاروا مكانا لا يكون قريبا من الأرض ولا بعيدا يحتاج منهم القفز ليصلوه، وتوزعوا
بالترتيب: ترف، مزن، سماء فليال، بينما بقيت تغريد واقفة قبالتهم وما انفكت تتكلم في أمر لم يثر اهتمام
ليال فألقت على مسمع سماء -التي كانت غير مهتمة بحديث تغريد هي الأخرى- بطرفة وانفجرتا ضحكا
وهذا ما أثار اهتمام بقية الفتيات فطالبن بأن تعيدها لهن.
وبينما ليال تروي تجربتها الغريبة مع أستاذ العلوم الشرعية في الثانوية، قالت سماء مقاطعة نوبة ضحكهم: حقا!
أريد أن أعرف لما وضعوا هذه الكرة هكذا؟
رمقتها ترف بعيون ضيقة بها رغبة جامحة للقتل، فسماء لم تفسد جوهن فقط بل لم تسأم من طرح هذا السؤال مرارا
وتكرارا منذ دخولهن الجامعة: ألف مرة، لقد أخبرتك بالفعل ألف مرة.. لقد بقي الاسمنت للعمال ولم يجدوا
ما يفعلونه به فقاموا بصنع هذه الكرة منه في وسط هذه النافورة ذات المياه الضحلة القذرة.
تنهدت سماء وقد انزعجت من عدم جدية رفيقتها. وغير عابئة بها، تابعت تغريد كلامها السخيف.
-اجلسي!! نحن لم نمت لتصلي علينا! صرخت سماء في تغريد التي ردت وهي تدفع الأخيرة بشكل مازح
ناحية المياه الملوثة للنافورة: لقد طلبت منك ملايين المرات ألا تعلقي عليّ، إني متأكد أنني سأضربك يوما ما.
ضحكت ليال، بينما أشارت ترف لتغريد أن تجلس بجانبها ففعلت، ثم التفت إلى سماء: ألن تتوقفي عن التنمر
على الصغيرة.
قوست سماء شفتيها: ليس ذنبي أنها تجعل ذاتي السادية تستيقظ.
ضحك كلا من مزن وليال، بينما حركت ترف رأسها بأسى على حال صديقة عمرها، في حين كانت تغريد
تقول شيئا ما في جهتها هناك.
أمسكت مزن هاتفها، ورغم انها بنفس عمر ترف إلا أنها تجسد عمرها العشريني بتصرفاتها على عكس الأخيرة
وقالت: أتصدقون، لم تمر إلا نصف ساعة كم علينا أن ننتظر.
-ساعتان ونصف. قالت سماء وهي تأرجح قدميها وتلعب بهاتفها.ثم فجأة. اتتها رغبة في العودة إلى المنزل
حتى تتمكن من الذهاب في زيارة لخالتها مع والدتها.
التفتت إلى ترف: ترف لنتخطى الدرس.
-حقا؟ سألت، فاومأت لها الأخيرة، ومن دون تعقيد أو نقاش وافقت.
-إذا كنتما ستذهبان أنا سأذهب أيضا. علقت مزن، لتضيف ليال صارخة: أنا أيضا!
كشرت سماء: من يكتب الدرس إذا، لتدخل احداكن.
التفتت ليال إلى تغريد: ستكتبه تغريد.
قفزت تغريد من مكانها، وحركت يديها بطريقة غريبة -وقد كانت عادة لديها- وقالت: إذا ذهبتن إذن لا داعي
لبقائي سأذهب!
تمتمت سماء بسخرية بينما كانوا يمشون نحو المحطة لترف: كان علينا أن نضيف شخصا بضمير دراسي لجماعتنا.
فعلقت عليها الأخيرة بنفس طريقتها: أنت من لم تهضمي شخصيات أصحاب الضمير الدراسي حبيبتي!
-وداعا!
صرخت بها ليال وتغريد مفسدين اجتماعهما الخاص، بينما اكتفت مزن بحركة خفيفة من يدها..
فعلا خلاف ترف وسماء، كان الثلاثة يعيشون في منطقة مختلفة.. ودعتاهما بينما تتبادلان النظرات، ثم انفجرتا
ضحكا داخل الحافلة.


~مسودات فيوليتية~

.


__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس