07-30-2008, 11:19 PM
|
|
قصه من اروع القصص قصةقصّها الأستاذ الدكتورخالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته القي ّمة (أسبابٌٌ منسية) فأعيرونيانتباهكم فالقصة مؤثرة ولنا فيها بإذن الله العظة و العبرةيقولالدكتور : - في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف وكان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء ،وفي يوم الأربعاءكان الطفل فيحيوية و عافيةيوم الخميس الساعة 11:15ولا أنسى هذا الوقت - للصدمة التي وقعت - إذ بأحد الممرضاتتخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل؛ فذهبت إلى الطفل مسرعا ً وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت 45 دقيقة وطول هذهالفترة لم يكن قلبه يعمل، وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا الله تعالى . ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته و كماتعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريضبحالتهإذا كانت سيئة وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري ، فسألت عن والدالطفل فلمأجده لكني وجدت أمه فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجةنزيف في الحنجرة ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد ماتفماذا تتوقعونأنها قالت؟هل صرخت ؟ هل صاحت؟ هلقالتأنت السبب؟لم تقل شيئا من هذا كلهبل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت.بعد 10 أيام بدأ الطفلفي التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيرا ً بأن حالة الدماغ معقولة، بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف؛ فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحرك قلبه قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد ، فقالت الحمد لله اللهم إن كانفي شفائه خيرا ً فاشفه يا رب. و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكررتوقف قلبهذا الطفل بعدذلك 6 مرات إلى أن تمكن أخصائيٌ القصبةالهوائية بأمر الله أنيوقف النزيف ويعود قلبهللعمل .ومر ت الآن 3 أشهر ونصف و الطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به يصاب بخراج ٍ وصديد عجيب غريب عظيم في رأسه لم أرى مثله، فقلنا للأم بأن ولدك ميت لا محالة ،فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج، فقالت الحمد لله ثم تركتني و ذهبت . بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب وتولوا معالجة الصبي ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج ،لكنه لا يتحرك . و بعدأسبوعينيصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى 41 ,2 درجةمئوية فقلت للأم: إندماغ ابنك فيخطر شديد لا أمل في نجاته فقالت بصبر و يقين الحمد لله، اللهم إن كانفي شفائه خيرا ً فاشفه. بعد أن أخبرت أم هذاالطفل بحالة ولدها الذي كان يرقدعلىالسرير رقم 5 ذهبت للمريض على السرير رقم6 لمعاينته وإذا بأم هذا المريض تبكي وتصيح وتقول يا دكتور يادكتورالحقنييا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة راح يموتراح يموت فقلت لها متعجبا ً : شوفي أم هذا الطفل الراقد علىالسرير رقم 5 حرارةولدها 41 درجةوزيادة وهي صابرة و تحمد الله، فقالت أم المريض صاحب السرير رقم 6 عنأم هذا الطفل: ( هذه المرأة مو صاحية ولا واعية) ؛ فتذكرتحديث المصطفى صلىالله عليهوسلم الجميل العظيم (طوبى للغرباء) مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزانأمةلم أرى في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا إثنين فقط . بعد ذلك بفترة توقفتالكلى فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد للهوتركتني ككل مرةوذهبت . دخلنا الآن في الأسبوع الأخير من الشهرالرابع وقد شفي الولد بحمد الله منالتسمم ،ثمما أن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصابالطفلبمرض عجيب لم أره في حياتي ،التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا ، بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك . عندما وصلت حالت الطفل لهذهالمرحلة ،قلت للأم: خلاصهذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقموضعه؛فقالت الحمد لله كدأبها ولم تقل شيئا آخر مضى الآنعلينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاشلا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحركلا يضحك و صدره مفتوح ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك، والأم هي التي تساعد في تبديل الغياراتصابرة ومحتسبة. هل تعلمون ما حدثبعدذلك ؟وقبل أنأخبركم ،ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر و الآلام والأمراض،وما ذا تتوقعون منهذه الأمالصابرة أن تفعل و ولدها أمامها عل شفير القبر، و لا تملك من أمرها الاالدعاء والتضرع لله تعالى. هلتعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف للطفل الذييمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجلجزاء ً لهذه الأمالصالحة، وهوالآن يسابق أمه على رجليه كأن شيئا ً لم يصبه وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً. لم تنته القصة بعد ما أبكاني ليس هذا، ما أبكاني هو القادم : بعد خروجالطفل من المستشفى بسنة و نصف ،يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلا ًوزوجته ومعهم ولدين ،يريدون رؤيتك، فقلت من هم ؟ فقالبأنهلا يعرفهم. فذهبتلرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العملياتالسابقةعمره الآن 5سنوات مثل الوردة في صحة وعافية كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولودعمره 4أشهر . فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذاالمولود الجديد الذي تحمله أمه هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد ؟ فنظر إليبابتسامة عجيبة ( كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنك مسكين)ثم قال لي بعد هذه الابتسامة : إن هذا هوالولدالثاني وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينابعد 17 عاما من العقم وبعد أن رزقنا به، أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها. لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموعوسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثمأدخلتهفي غرفة عندي وسألته عنزوجته ،قلت له من هي زوجتكهذه التي تصبر كل هذاالصبرعلى طفلها الذي أتاها بعد 17 عاما من العقم ؟ لا بد أن قلبها ليس بورا ً بلهو خصبٌُُُ بالإيمان باللهتعالى. هل تعلمونماذا قال ؟أنصتوا معي ياأخواني و يا أخواتي وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات فيكفيكنفخرا ً في هذا الزمانأن تكون هذهالمسلمة من بني جلدتكن . لقد قال:أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاماوطولهذه المدة لمتترك قيام الليل إلا بعذر شرعي، وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولاكذب ، واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب وتدعولي وتستقبلني وترحببي وتقومبأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان . ويكمل الرجل حديثهويقول : يادكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح عينيفيها حياءً منها وخجلا ً ؛ فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعلمنكانتهىكلامالدكتورخالد الجبير حفظه الله .. ------------ --------- --------- --------- --------- ------ وأقول: إخواني و أخواتي، قد تتعجبون من هذه القصة ومن صبر هذه المرأة ولكن اعلموا أن الإيمان بالله تعالى حق الإيمان والتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح هو ما يثبت المسلم عند الشدائد والمحن وهذا الصبر هو توفيق من الله تعالى ورحمة . يقولالله تعالى :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْبِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِوَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِوَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155)الَّذِينَإِذَا أَصَابَتْهُممُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِرَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْوَرَحْمَةٌوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)-سورةالبقرة ويقولعليه الصلاة والسلام: (( مايصيب ُ المسلم َ من نصب ٍ ولا وصبٍ ولاهم ٍ ولاحزن ٍ ولا أذىً ولا غم ٍ، حتىالشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه )) فاستعينوا إخواني و أخواتي بالله وأسألوه حوائجكم وادعوه وحدهوالجئوااليه في السراء والضراء إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير وجزاكم الله خيرا ً ولا تنسونا من صالح دعائكم لاتنسون الردود |