CRY نسمات خفيفة وباردة تضرب وجهها العابس وهي تضع يديها على ذاك السور الذي يحيط الشرفة ،تنهدت باستياء وهي ترمق الحديقة الكبيرة والمرتبة بشكل كلاسيكي ،حدقت بتلك المجموعة من الزهور الحمراء بنظرات باردة هي لم تعد تعشق الزهور كما في السابق لقد مات الكثير في داخلها،جلست على كرسيٍ أبيض منقوش بالذهبي وكان امامها طاولة دائرية بنفس اللون والنقوش ومقابلاً لها كرسي مطابق لكرسيها ولقدكان فارغاً،لقد رحلت من كانت تجلس معها وتشاركها آلمها وهذا الكرسي يشهد بذلك ،اسسندت مرفقها على الطاولة وهي تميل جسدها للأمام قليلاً وتضع يدها تحت خدها بينما مدت يدها الأخرى وهي تسحب بتلة حمراء من المزهرية الموضوعة على الطاولة ،قبضت على تلك الورقة بملامح فارغة ،صوت طرقات خافتة انسابت لاذنها تجهم ملامحها واردفت بانزعاج"تفضل"
اطلت الخادمة وهي تعتذر وتقول باحترام"سيدتي عاد السيد لاوسون وهو يريد مقابلتكِ في مكتبه"
نظرت للخادمة ببرود وهي فهمت المعنى واسرعت بالخروج وهي تتأسف على الإزعاج،زفرت بتاضيق ورفعت رأسها تحدق بالسماء للحظة لماذا عاد الآن ومالذي يريد منها هي لاتريد مقابلته لايأتي الخير منه أبداً ولكن ان لم تذهب فهو سيأتي اليها وقد تتعرض لعقوبة شديدة ،نهضت من مكانها واتجهت للداخل اخذت شالها المخملي المرمي على الأريكة بأهمال ووضعته فوق كتفها ،نظرت لنفسها في المرآة وهي تتخيل نفسها صغيرة وأمها ترتب لها شعرها ،ابتسمت بألم واحست انها ستبكي في اي لحظة لكنها قاومت ذلك وهي تخرج بخطوات ثابتة بعكس مشاعرها المتأرجحة،كانت تقف أمام باب أسود منقوش باللون الذهبي ،ترددت للحظة هل هي متأكدة من كل ماتفعله قد تندم بعد ذلك تنهدت وهي تفكر ان لامجال للتهرب وان كانت تكره كل مايجري حولها طرقت الباب بخفة
اتى صوته الوقور وهو يقول "تفضلي "
ادارت المقبض وهي تشعر بالإرتباك ودخلت ،كان ذاك الرجل الذي تجاوز عقده الخامس يجلس امام مكتبه وكان له شعر أسود والذي تداخل فيه الشيب كشاهد على العمر الذي عاشه مع عينين بلون البحر كان يطابقها في الشكل تماما لم عليها ان تشبهه بين كل الناس اوليس لانه والدها وياله من والد!
"كيف حالكِ أورورا"قال بهدوء وهو يركز بصره عليها
رمقته بحدة وقالت ببرود "لاداعي لهذه المقدمات مالذي تريده سيد لاوسون"
استقام واقفاً واستدار ينظر من خلال النافذة وهو يشبك يديه للخلف وقال "انها لاتسمى مقدمات بل إطمئنان والد على ابنته"
ابتسمت بسخرية عن ماذا يتحدث كيف يريد ان يطمئن عليها وهو الذي ابعد عنها اغلى ماتملك وثم تخلص منها بطريقة محترمة تحت مسمى الزواج
اكمل بهدوء "اتصل بي ميلر واخبرني انكِ غادرت القصر منذ أربعة أشهر ،اورورا هذا ليس تصرفاً تقوم به امرأة عاقلة ،عودي اليه انه الآن قلق عليكِ"
قبضت على فستانها وهي تشد عليه بينما تصر على اسنانها بقهر لم لايختصر عليها ويخبرها انها مطرودة من بيتها اذا هو لم يرحب بها فمن سيفعل قالت بحدة"اخبرتك مسبقاً حتى لو تزوجته فسأتركه يوماً ما وسأعود لهذا القصر "واكملت بتهكم"لكن يبدو انك يا أبي وضعت خططتك أيضاً لطردي"
قال مدافعاً عن نفسه"أورورا هذا ليس صحيحاً القصر قصركي يا ابنتي لكني لا أريد منكِ ان تفسدي أسرتكِ"
وضعت يديها على اذنيها وصاحت بنفاذ صبر "كفى!"
واستدارت تركض للخارج و عيناها تذرفان الدموع بغزارة الى متى سيستمر بتمثيل دور الأب الصالح .
طفل صغير بشعر مجعد أشقر وعينين عشبيتين واسعتين وبوجه بشوش وأبيض كان يمشي بهدوء ويتجه باتجاه المعاكس لأورورا توقف باستغراب اليست هذه أخته لم تبكي صاح باسمها بقلق"اورورا!"
سمعت صوته لقد اشتاقت له بالفعل لكنها تجاهلت ذلك لانها لا تريد ان ترى أحدا الآن استمرت تجري الى ان وصلت لغرفتها وقد اغلقت الباب خلفها واقفلته ،لحق بها وبدء يطرق الباب وهو بقول بقلق "أختي لم تبكين ؟أورورا هل تشعرين بأي ألم هل تردين ان اتصل على الطبيب؟"
ازداد نحيبها وهي تدفن وجهها في الوسادة وقد بللته لم لايتركها هو الآخر مثل الجميع سيكون الأمر أفضل لها قالت لحدة"اتركني يا إدوين انا بخير"كم كانت تلك الكلمة صعبة وهي تشعر انها تسير فوق زجاج محطم حافية القدمين،هو لم يبتعد وقد احس من نبرتها انها بالفعل تتوجع اردف بهدوء"اختي انا سأبقى هنا الى ان اطمئن عليك"
هي تجاهلته سيذهب عندما يشعر بالملل لأنها لن تفتح الباب أبداً وستحبس نفسها هنا الى ان تموت
***
كان يمسك بالهاتف وهو امام مكتبه قال بهدوء "الأفضل لك ان تأتي بنفسك "
اردف الطرف الآخر وهو يبتسم بخبث بينما هو جالس فوق المكتب يضع قدماً فوق الآخرى"كما ترغب عمي سأكون عندك قريباً"
بعد ثلاث ساعات أوقف ذاك الشاب سيارته الفارهة أمام قصر عمه الكبير ،ترجل من السيارة وهو يسير بشموخ كان يرتدي بدلة رسمية سوداء مع قميص أبيض بدون ربطة عنق وساعة ذهبية تبين ثراءه
كان ذو شعر أشقر املس خصلاته الأمامية متفاوتة الطول الجانبان أطول والوسط أقصر بقليل ويلامس انفه قليلاً والخصلات الأخرى قصيرة تغطي جبينه فقط أما من الخلف فكان شعره قصيراً بالكاد يصل لرقبته وكانت عيناه حادتين مشبعتان بالحمرة ،
اصطف له الخدم وهو يرحبون به "أهلاً بك سيد لاوسون"
تخطاهم وهو يمر من البوابة توجه لمكتب عمه مباشرة
قال أحد الخدم بعد ان رأه وهو كان يبحث عنه"سيدي لقد غادر السيد للتو وقال انه سيكون هنا مع العشاء يمكنك ان تنتظره في الغرفة الجلوس"
رمقه بحده ثم قال بهدوء "حسناً اذاً لكني لا ارغب بذلك ،اعطيني مفتاح غرفة أورورا"
قال الخادم بارتباك "سيدي لم اتلقى أوامر بخصوص ذلك"
رمقه بسخرية واردف وهو يضع يديه في جيبيه"هذا يعني انك لم تتلقى اوامر تمنعك من هذا ،صحيح؟"
قال بتقطع"ل..لك..لكن"
اعطاه نظرة حادة كتهديد ،شعر الخادم بالخوف واسرع يحضر له المفتاح.
كان يسير في الممر بلامبالاة وضوء الشمس الأحمر انعكست على ملامحه بتناسق مع عينيه القرمزيتين
رمق بطرف عينيه ذاك الطفل النائم والذي كان يجلس على الأرض ويستند بالجدار ورأسه مائل لكتفه ابتسم باستهزاء لم ينام ادوين بهذه الطريقة المثيرة للشفقة
اخرج المفتاح من جيب سترته وادخلها في مكانها المخصص ثم فتح الباب ودخل شعر انه يخدش كبرياءه نوعاً ما وهو الذي لم يحدثها منذ ان غادرت ولم يكلف نفسه بإرسال رسالةٍ قصيرة حتى ،حدق بملامحها وهي نائمة كان آثار البكاء واضحاً له ،جلس على الأريكة باستياء متى ستستيقظ ،انتظر لخمسة دقائق شعر بالملل والضيق انه يكره الإنتظار بشدة لذا قال بصوت جهوري "اورورا"
__________________ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ صراحة
التعديل الأخير تم بواسطة Starleen ; 01-29-2019 الساعة 01:41 PM |