وأنا في زيارة القصر تصادف يوم الزيارة مع تواجد فريق إنتاج فيلم وثائقي بالمكان أخذوا يعيثوا في المكان بأدواتهم وأجهزتهم تملأ الدور الأرضي بالقصر حيث التصوير .. الدور الأرضي يالقصر هو الدور الوحيد المستخدم بالقصر وعلمت إنه يتم فيه تصوير العديد من الأغاني والكليبات للمغنيين والإعلانات لشركات التليفونات .. وكانت دي تقريباً الصدمة الأولي .. أو نقول الصدمة التانية .. لإن الصدمة الأولي كانت أول مادخلت القصر وشفت بعيني كم الأتربة المتواجد بالمكان للدرجة إللي حسيت بيها إني نفسي ولو كنت جيبت معايا مقشة عشان أكنس كم الأتربة الموجود سواء على التماثيل أو نقوش الجدران أو درجات السلم
الدور التاني للقصر ممكن نسميه دور العفاريت والأشباح .. لإنه مهجور تماماً بكل المقاييس .. وبعد أن تصعد درجات السلم الخشبية المطموسة المعالم تحت كم الأتربة التي لونت الدرجات الخسبية بلون التراب .. تجد نفسك بتدخل بيت الأشباح .. كأي بيت هجره سكانه ولم يحرصوا أو يعتنوا به أو بإغلاقه .. فأخذت الأتربة تلون كل أجزاؤه وتطمس منه ماتستطيع أن تلتهمه في غفلة من حراسه .
ولكن مازالت كثير من هذه المعالم تناطح جاهده في حربها مع الإهمال وغارة التراب .. فتقف في شموخ نعلن عن جمالها وحرفة صانعيها ..
كانت أول مرة لي أني أروح منطقة السكاكيني أو أعرف حتى فين هي منطقة السكاكيني بالقاهرة ..طبعاً أعترف هو جهل مني .. وغفلة مثل الكثيرين .. كنت دايماً بأسمع من هنا أو هناك عن المنطقة والقصر وماكانش لي أي معلومات عنها أو فكرت حتى إني أزورها .. لكن الزيارة جت بالصدفة وكانت فرصة رائعة بالنسبة لي فمتعتي بين صفحات التاريخ تعتبر من أسعد لحظات حياتي
أول ما تقترب من الميدان القابع فيه القصر .. تجد نفسك تتحرك وتقترب منه وكأنك تزيح عن طريقك غابة مزدحمة وخانقة من الأبنية المتهالكة من عمارات وفيلات قديمة تحيط بالقصر.
ولكن ماإن تقترب منه .. يخطف القصر الأنفاس والإنتباه والدهشة والإنبهار.. ويختفي كل ماهو حوله .. أنا للأسف لحظتها لم ألتقط صورة للقصر من الخارج ...ولكن بالبحث على الإنترنت لقيت أخ فاضل saher00 له بعض هذه الصور .. أنقل لكم صورتين من الصور التي صورها بنفسه لواجهات القصر.. أعتبرهم لقطات مهمة توضح كلامي .. ويبدو إن الإحساس بأن القصر يقبع وسط غابة من الأبنية المتهالكة التي لا تحمل أي حس جمالي .. لم يكن إحساسي أنا فقط .