عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-16-2019, 05:49 PM
 







[SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=#641f29]
[COLOR="White"]رَفعتُ يَراعِي ..
فبكَى ..
هيّأتُ قِرطَآسِي ..
فدَمى ..
جُلتُ ببَصرِي فَوجَدتُ أناسًا يَموتُون عِند ذَلكَ الخَندقِ ..
وآخَرِين وَسْط المُثْعَنجَرِ الأبْلَقِ ..
مُسَلطٌ علَيهم ، احمِرارُ الشّفَقِ ..
بَعضُهم مَعبُوطٌ ..
وأكْثرُهم مُعَذّبٌ ..
تُؤْخَذُ أشلَاءُهم .. بالرّيحِ الزَّفْـزَفِ ..
وآخَرونَ فَوق غِربِـيبٍ أسوَدٍ ..
مِن حَولِهم ذِئآبٌ خُضرٌ ..
غابَ فِيهم طابعَ الرّونَقِ ..
لا يَرحَمُون صغَارًا ..
ولا يُشفِقُون عَلى أمهَاتِ الدّردقِ ..
اللّاتِي يحْلُمن بِكُوبِ السّمادِج ..
ويَحمِلْن في قُلُوبهِنَّ جُل المَواجِد ..
كَان وُجودهُم كَوجودِ العَقعَقِ ..
إذا حَطّ ، تَشاءَم منْه جَمعَ الفَيلقِ ..
بِعُيُونٍ زُرقٍ ..
ادْلَهمَّت مِن سَوادِ الفَرَزدَقِ ..
حَتَّى إذا طَلبُوا لُقمةً ..
قالُوا : كَلّا ..
إنّما علَيكم التّأمُل ، وَعَدمَ التّعلّقِ ..
وأبٌ يَطُوف حَول نَفسِه ..
بِقَلبه المرهَقِ ..
وكَأنّه أرنَبٌ ..
يَبحَثُ عن صَغيرِه الخَرنَقِ ..
فَهيهَآتٌ لِمنْ عَصى ..
وهَيهاتٌ للخَارجِ عن قَانونِ الرّعَـادِيـدِ ..
فَسيَروُونكَ بِرصَاصٍ .. كالوَدقِ ..
ويَثبُون عَليكَ كَقطّ الوَشَقِ ..
يَجعَلونَكَ تتمنّى قطرَة نَدَى ..
وأن تَنعَم بالكَرَى ..
وتَلتَهمَ القَرَى ..
ثمّ تسِير عَلى الثّرَى ..
بِنفسٍ مطْمئِنةٍ ..
ومُلاءَة الاسْتَبرَقِ ..
ويُحِيطكَ دِفئَ السّرْدَقِ ..
صَهٍ .. !!!
فأنت تَحلُم فِي الوَقتِ المُهجّرِ ..
يَجعَلون حوْل رَقبَتكَ حَبلَ الوَهقِ ..
آهٍ ، لَقد حَسبُوكَ دابّةً منَ الوَرَقِ ..
ولَم يُنجِدُوكَ أبدًا ، منَ الغَرَقِ ..
أراحِلَةٌ يا فِلسطِين .. ؟
أم أنّكِ سَتُجاهِدينَ إلَى آخِر الغَسَقِ ..
فَوَيلٌ للمُستَوطنِين ..
الذِينَ إن قابلْتَهم ..
استَعدّوا لرَفعِ سلَاحٍ بكاتِم الصّوتِ ..
فَيَتركُ أعسانًا على الكَفِّ والسّاعِدِ ..
فَهم مُذ نَشَأنا ، كَنبَآتِ السَّنعْبَقِ ..
برَآئحةٍ خبِيثَةٍ ، عَكسَ العَبقِ ..
وحَناجرَ أعجميّةٍ ..
تُوهمُ غَيْرَها بالكَلامِ المُلفَقِ ..
فَتعْطِيهم حُرّيةَ الحُلم ..
ببضْع كَلماتٍ ، ومُجرّد حُروفٍ ..
فتَبنِي لهم أحْلامًا ..
التِي سَتصبِح كالبِئرِ المُعمَّقِ ..
آهٍ يا فِلسطِين ، وآهٍ ثم آهٍ ..
ومتَى كانتِ الآهاتُ جُنّة المُحارِبِين .. ؟
لَقَد جَعَلوكِ يا وَطنَتِي كالبَيْعةِ ..
وفجَّرُوا فيكِ صَوتَ الهَيْعَةِ ..
ولَم يَترُكُوا لكِ حلَاوَة الانعِتاقِ المُطلَقِ ..
لَقد عَذّبُوكِ يا وَطنَتِي ..
واتَّخذُوكِ ملْجأَ المُستَشْرِقِ ..
لَقد عَكّرُوكِ ..
فأصبَحتِ كالمُثعَنْجَرِ الأبلَقِ ..
وكَم كنتِ كالبَحرِ الذِي ..
علَى شُطآنِه ، زَهرَ البَنَفسَجِ ..
تَفوحُ منه رَائحَة الشَّذى المنْبَثقِ ..
ويُسمَع نالِسيّ أمواجِه المتَلاطِمَة ..
لَقد أهَانُوكِ يا فِلسطِين ..
فتَرَكُوا أثرًا على الشّدَقِ ..
وقَفوا يَومَها على تُربتكِ الزّكِيّة ..
بأقدام حَقِيرَةٍ ..
وسِيقَانَ طَوِيلةٍ ..
كِدْت أُسمّيهم طائرَ اللّقلقِ ..
لمْ يَدعُوكِ يا فلسطِين ، أن تَسترْزقِ ..
بل أجبرُوا أهلَكِ ..
علَى القُعودِ تَحتَ الصّيهَدِ ..
أو تَحتَ الجَوّ الصّرِدِ ..
بيْن جُدران السّلَقِ ..
فإن كانَ طعامُ اليَهُودِ صَحنَ البُندقِ ..
وطَعام فلسْطِين كَومَةَ الخَردَقِ ..
والرّصاصِ المُلحَقِ ..
فقَد انتَهت علاقَاتُ الاحترَامِ والتّبجِيل ..
فَهل لَنا أن نَكُون كالرّجُل النّحرِيرِ الحَاذقِ ..
الذِي يُرَضرضُ طعامَ فلسْطين ..
وأن نَكُون كالجَمع الغَدقِ ..
كسُقوطِ المَطر الغَزِير ..
علَى النّباتِ والكلأِ ..
لا شاربًا للقَهوَة ..
لا حَولَ لهَا ولا قُوّةٍ ..
أو عازِفًا للمَعزُوفَة ..
المُغضبةِ للخالقِ ..
فتَجعلُ شقًّا في الدّين كالفَلقِ ..
وفِي الأخير ..
بَعد أن تكأكَـأَ الحِبرُ بالوَرَقِ ..
وأبَى الحُزن أنْ يَفرنْقِعِ ..
واسْتحالَت فلسْطِين إلى دمارٍ ..
بَعد أن اسْتعْمرهَا أصحَآب اللهقَب المسْتشرِقِ ..
تبًّا لمجمعِ البَعِير ..
وذلِكَ الـ "ترامبِ" رأس الخِنزِير ..
الذي جَعل طلَبَ فلسْطين ، طلَبًا عسِير ..
فاغفِر لنا ربنَا عن وَصفِنا ..
لعِبادٍ خَلقتَهم ظالمِين ..
وتَمّتِ الكلِمات بحَمدِ الله وسُورَة العلَقِ ..



__________________

مشكُورَة الأخت R O Z I T A على العيدية

التعديل الأخير تم بواسطة رَذآذ حبـرٍ ; 08-05-2019 الساعة 05:47 PM
رد مع اقتباس