الموضوع
:
الدكتاتور
عرض مشاركة واحدة
#
1
07-31-2008, 10:50 PM
أبو آدم
الدكتاتور
قرأت ملخصاً لمسرحية ""
الدكتاتور
" للكاتب المسرحى الفرنسى "
جول رومان
" والتى كتبها عام 1911. عندما تقرأ هذه المسرحية يستطيع الإضطراب أن يحتل مكاناً سريعاً بقلبك. المسرحية تحكى عن النائب المعارض الشرس "
دينيس
" والذى فجر فضيحة مدوية للوزراء فى البرلمان وعلى إثرها أُقيلت الوزارة ثم كان الإختبار أن الملك عرض عليه قبول رئاسة الوزراء حتى يحقق أمال المعارضة فى البلاد وكافة التغييرات التى ظل ينادى بها طوال السنين !!!"
ماكان من صديق كفاحه ""
فيريول
" إلا أن خاض معه صراعاً بألا ينحدر إلى تبعات السلطة ومتطلباتها ومسئوليتها خوفاً من الوقوع فى بئرها العميق .."
ولكن ""
دينيس
" قبِل الوزارة وبدلاً من أن ينتقل إليها بأفكاره ونضاله .. إنتقلت هى إليه بعوارها وكل مساوئها !!"
كان من أوائل مطالبه للملك أن يصدر مرسوم بحل البرلمان !! البرلمان الذى لولاه ماكان هو شخصياً إستطاع إسقاط الحكومة الفاسدة السابقة !!
الملك نفسه ذُهِلَ من الطلب الذى يصل بالديموقراطية التى كان يطالب بها ""
دينيس
" إلى الحضيض ، ولكن وافقه الملك وأصدر المرسوم وبذلك أصبح "
دينيس
" بعد أن كان معارضاً عتويلاً .. أصبح رئيس وزراء بسلطات مطلقة .. أصبح الديموقراطى المعارض لكل مايشوبه الظلم والدكتاتورية هو أكبر دكتاتور .. ولكن لم تنتهى المسرحية بعد !!"
على الجانب الآخر كان صديقه ""
فيريول
" رفيق كفاحه الوطنى المشترك يؤجج الشعب وينظم المظاهرات والإضرابات .. كان يستعد لإشعال أكبر إنقلاب شعبى فى تاريخ البلاد !"
وحدثت المواجهة بين الصديقين الذين تنامى العداء بينهما بلا حدود .. تراشقا بالكلمات وأتهم كل منهما الآخر بإفساد البلاد .. تنتهى المسرحية بإصدار "دينيس" أمراً بإعتقال ""
فيريول
" !!!!"
وكأن الكاتب يصفع المعارضين على وجوههم بمسرحيته وكأنه يريد أن يقول أن المعارضة والحكومة وجهان لعملة واحدة .. ممسوحة من على الجانبين .. وأن كل منهما يحتل وظيفة ويعمل من أجلها .. المعارض يجب أن يكون معارضاً بلا أى حيادية والحكومى سيكون حكومياً أصيلاً طوال الوقت ولو تبدلت المواقع لتبدلت المبادئ والمعتقدات بكل يسر ..
حتى ""
فيريول
" المعارض والصديق و المعتقل فى النهاية إختزله الكاتب فى أنه يفكر تجاه السلطة فى شكل واحد وهو أن السلطة لاتواجه إلا بالعنف والمظاهرات والإضرابات بلا سبيل للتحاور والتحادث المنطقى العقلانى ..."
كان منذ البداية رافضاً للفكرة إثباتاً لنظرية أن السلطة هى من تغير وليس العكس .
وأنا أعتقد أن الكاتب شرح مأساة لايستطيع أن يخفيها أحد . هل لو تحول أى من المعارضين الموجودين على الساحة فى بلادنا جمعاء إلى رؤساء ، أو وضعوا فى موقع يعطيهم السلطات المتاحة بإفراط هل سيظلون على مبادئهم ومطالبهم
أم ...
سيتحولون إلى مجرد ""
دينيس
" آخر ؟؟"
أبو آدم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أبو آدم
زيارة موقع أبو آدم المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها أبو آدم