الموضوع: نحو الايمان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2008, 11:33 AM
 
Post نحو الايمان

رَسَائِل تَثبيت الإيمَان

(4)
نحَو الإيمَان




تأليف الشيخ عَبْد المَجيد الزّندَاني



هَل نحنُ ضَائِعون

وإذا تأمل الإنسان في حياة الناس وجد حياة أكثرهم تشهد أنهم في تيه وضياع, فعلامة الضائعين وأمارتهم أن تجدهم مختلفين في طريقهم مترددين في أعماق أنفسهم قلقين في مشاعرهم أدلتهم ظنون وأوهام وأماني وهكذا حياة أكثر الناس اليوم.
فهذه الدول تعيش في اختلاف وصراع وكذلك الأحزاب والهيئات والجماعات والقبائل داخل تلك الدول ونشهد الصراع أيضاً والاختلاف داخل أجنحة الحزب الواحد والهيئة الواحدة، والجماعة الواحدة والقبيلة الواحدة، وفي داخل كل جناح خلاف وصراع وحياة كأنها الضياع، فما هو السر في هذا الاختلاف وما هو السر في حياة الضياع؟. وما هو السر في هذا الصراع؟ لو تأملنا وتفكرنا لوجدنا أن السبب في الاختلاف يرجع إلى أن الناس قد اختلفوا في مبادئهم وآرائهم، وإذا تفكرنا في سبب اختلاف الناس في مبادئهم وآرائهم وجدنا أن السبب يرجع إلى اختلافهم فيما يلي:
- اختلاف الناس في علومهم وهذا يؤدي إلى اختلاف الآراء.
- اختلاف الناس في أخلاقهم وهذا يؤدي إلى اختلاف الآراء.
- اختلاف الناس في أفهامهم وعقولهم وهذا يؤدي إلى اختلاف آرائهم.
- اختلاف الناس في تجاربهم وهذا يؤدي إلى اختلاف الآراء.
- اختلاف الناس في مصالحهم وهذا يؤدي إلى اختلاف الآراء.
فإذا كان رأي كل واحد منا يتوقف على علمه، وخلقه، وفهمه، وتجربته، ومصلحته.
وإذا كان الناس يختلفون في كل هذا ولا يمكن أن تجد اثنين علومهم وأخلاقهم وأفهامهم، وتجاربهم ومصالحهم متساوية وموحدة, إذن فلا يمكن للبشر أن يتحدوا إلا إذا وحدنا آراءهم.
ولا يمكن أن تتحد الآراء والنظريات إلا إذا وحدنا الناس فجعلنا علومهم وأخلاقهم وأفهامهم وعقولهم وتجاربهم ومصالحهم واحدة. وهذا مستحيل فلا بد من الاختلاف ومن المستحيل، إذن أن يكون اتحاد بين الناس ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118)إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ﴾ (سورة هود: آية 118- 119)
__________________
أنا جروح في صورة انسان

أنا ذكرى منسية

أنا دموع واحزان

بأختصار أنا قصة

طويلة ما يحفظها كتاب
رد مع اقتباس