من كنوز السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: " من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن ؟ قال أبو هريرة :فقلت :أنا يا رسول الله , فأخذ بيدي فعد خمسا فقال : * اتق المحارم تكن أعبد الناس * وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس * وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا * و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما * و لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " ( رواه الترمذي ) فحين تسمو النفوس و تكبر الآمال و تصبح الحياة عامرة بالتقوى و فضائل الأعمال , تتطلع النفس البشرية إلى معرفة الفضائل و المكارم فتصبح العبادة محبوبة إلى النفس و تصبح الطاعة سجية من سجياها. فرسولنا الكريم , يوضح لنا في هذا الحديث النبوي الشريف الذي هو قبس من قبسات النبوة , و منار من منارات الهدي , يوضح لنا سبيل الخير , و يرشدنا إلى مدارج العز في وصايا ثمينة غالية فالوصية الأولى :بيان معنى العبادة فهي ليست مظاهر وهمية ولا أشكال إجتماعية بل العبادة هي الجمال و الجلال و الإستقامة في الشريعة فإذا إجتنب العبد المحارم و إبتعد عن الهوى فذاك التقي الصالح و العابد الزاهد الذي يحبه الإسلام و في الوصية الثانية :بيان حقيقة الغنى فليس بكثرة المال و لا بالعقار ولا بالثروات و تكديسها.بل الرضى بالرزق المقسوم راحة النفس و طمئنينة القلب .و الثروة هي كل نعم الله علينا كالإيمان و الصحة و...... و الوصية الثالثة :دعوة إلى البرو الإحسان إلى أقرب الناس له و أولاهم بحسن المعاملة وهو الجار الذي أوصانا قرآننا مرارا عنه كما قال رسولنا الكريم عنه ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) و في الوصية الرابعة : هنا تظهر مثالية الإسلام , في حبه الخير لجميع الأنام , فليس الدين إلا رحمة و عطفا , فلا يتحقق بالإسلام إلا من أحب الخير لجميع الناس .لا تفريق بين ألوانهم و لا أجناسهم و لا أديانهم و في الوصية الخامسة :دعوة إلى الخلق الرصين بإجتناب حياة الهزل , و تحذير من الإكثار من الضحك , فإن ذلك يتنافى مع وقارالمسلم ..فليست الحياة لهوا و عبثا , و ليست هزلا و صخبا بل هي في نظر العاقل حياة جد و كفاح , و عمل و نضال فما أجمل أخلاق إسلامنا , و ما أروع نصائح رسولنا , وما أسعدنا لو تمسكنا بها
__________________ أنا جروح في صورة انسان أنا ذكرى منسية أنا دموع واحزان بأختصار أنا قصة طويلة ما يحفظها كتاب |