[/poem]قال الأصمعي: دخلت بعض مقابر الأعراب ومعي صاحب لي, فإذا جارية على قبر كأنها لؤلؤة وعليها من الحلي والحلل ما لم أر مثله, وهي تبكي بعين غزيرة وصوت شجي, فالتفت إلى صاحبي فقلت: هل رأيت أعجب من هذه؟ قال: لا والله ولا أحسبني أراه. ثم قلت لها: ياهذه إني أراك حزينة وما عليك زي الحزن؟ فأنشأت تقول: [poem=font="Tahoma,4,black,normal,italic" bkcolor="transparent" bkimage="./images/backgrounds/35.gif" border="double,7,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فإن تسألاني فيم حزني فإنني=رهينة هذا القبر يا فتيان
وإني لأستجيبه والترب بيننا=كما كنت أستجيبه حين يراني
أهابك إجلالا وإن كنت في الثرى مخافة يوم أن يسؤك لساني
ثم اندفعت في البكاء وجعلت تقول:
يا صاحب القبر يا من كان ينعم بي=بالا ويكثر في الدنيا مواساتي
قد زرت قبرك في حلي وفي حلل=كأنني لست من أهل المصيبات
أردت آتيك فيما كنت أعرفه=أن قد تسر به من بعض هيأتـــــــــي
فمن رأني رأى عبرة مولهة=عجيبة الزي تبكي بين أموات
ابيات محزنة تقطع القلب
الله يسلمك