كانت هُناكَ تلك الفتاة.. وذاكَ المنزِلُ بحجراتِه الأربعة، وكلُّ ما فيه تعلمهُ أوداجُها.
كانتْ مُدرِكةً لأصغر حُجراته إذ كانت مظلمةً.. قد تَكونُ هكذا بالطّبيعة!
لكنّها غفلت عن انطِفاءِ شمعاتِ الحجراتِ المتبقيةِ تدريجيّاً.. حتّى لم تتبقَّ سوى واحدة!
ظلّت تُراقِبُ ذوبانَها وتطايُرِ أبخرتِها..
أدركت أنّها الأخيرة.. وأنّ لا نورَ سيبقى بعدَها بتاتاً.
حاولتْ إنقاذَها أو على الأقل إبقاءها كما هي.. لكنّها بدأت تغيبُ عن الوعيِ ويتعذَّرُ عليها التفكير إذ بدأ ضوءُ الشّمعةِ
يتراقَصُ متقطِّعاً حولَ عودِه الأخير!!
جاهَدت لأجلِ الحِفاظِ عليه.. لكنّها لم تتخيّل قط أنّ أحداً سينفُثُ عليه
متعمِّداً إعدامه!!
ذاك الضّوءُ الأخيرُ.. قد رحل!
ذاكَ المنزِلُ سيستقِرُّ كركنٍ مظلِمٍ إلى الأبد!
لمْ تكن تلكَ الحجرةُ الوحيدة المظلمةُ هي السّبب!!!