رياحُ هذا المساء جامحة ، تهُزُ أشجارًا وتحملُ صُحُفًا ومعاطفًا في الأجواء كم تُشبهُ قلبي الصغير ؟؟
هذا الجو يبعثُ القشعريرة في أطرافي ويُشعرُني كما لو أنّي جُثةً مُتحركة !!
الشتاء !! أكئبُ فصول السنة على الأطلاق !! أنه الفصلُ الذي يحملُ أثقل الجراح بين طيات أيامِه...
تحت هذه الأمطار الغزيرة تقبعُ حكايا أناسٍ كُثر عاشوا تحت سقف هذه المدينة لكنهم أبقوها مكتومة!!
اليوم يُشبهُ ذلك اليوم البارد السماء مُمطرة الرعدُ يصرخُ بالسماء كوحشٍ كاسح ...
كُنتُ عائدة من حفلةٍ حضرتُها مع أصدقائي في بيت أحد طلاب مدرستنا كان عُمُري حينها سبعة عشر عامًا بالتحديد ...
وصلتُ للبيت وقد فوتُ حظر التجوال المفروض من قبل أمي بساعات !! كُنتُ مُبللةٍ تمامًا فقد نزلتُ في بداية الشارع كي لا تمسكُني أمي !!
للأمانة كُنتُ خائفة من العودة وواتتني فكرة الهرب لكن التسلل لغرفتي وإدعاء النوم أفضل !!! لم يُكتب لخُطتي السخيفة النجاح !!
فقد أمسِكْتُ وأنا أتسلل عند الحديقة !! كان ابن جيراننا !! سحبني نحو بيته وهو يُكبلُ فمي !!
ما أن دخلتُ البيت حتى انتشلتُ نفسي من بين يديه بغضب : " تبًا لك أيها الطفل المُدلل !! كيف تجرؤ على هذا التصرف الغبي ؟ من .... !! "
لم أكمل فقد كبل فمي مُجددًا هو يعرفُ أنّي إن غضبتُ فلن أهدء إلا بعد إفراقُ كُل كلمات الشتائم !!
أطلق تنهيدةً طويلة وألحق بها كلماتهُ بجدية !!! " امنحيني فُرصة هذه المرة أرجوكِ !! إذا أخبرتُكِ بما رأيت فلن ترغبي بالعودة لبيتُكِ أبدًا !! "
" يتبع "
سوزي مك-كلاين ، العمر 17
الجنسية ؛ امريكية
مكان الاقامة ؛ ولاية فيرجينيا |
التعديل الأخير تم بواسطة FREEAL ; 05-05-2019 الساعة 06:42 PM |