عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-14-2019, 06:44 PM
 
شيء صغير يسمى الأمل



زاحف فوق جدران اليأس ، وقبل ان تبلغ القمة يتداعى حلمك
لا تنتظر حتى تبلغ القمة ، حطم جدران سجنك وحلق عالياً.......
ابتسامة هادئة كانت تحتل معالم وجهه التي قبلت بها بترحيب فهي لم تزدها سوى سلاماً فوق ذلك الهدوء الملكي الذي يتربع قسمات وجهه التي ورغم تلك البسمة لا تزال تنطق بنوع من الحزن الدفين لم يستطع كسر أطلال عينيه الذهبيتين كالشمس الدافئة وبقي حبيساً لجردانهما السرمدية ولم يبرق منه سوى لمعان طفيف كان الشيء الوحيد الذي عبرت به لمحة الحزن عن وجودها
يستند بأريحية إلى شجرة الكستناء التي جفت أوراقها معلنة عن انتصاف فصل الخريف فتساقطت بخفة لتلقي عليه تحية رقيقة خجلاً من أن تواجهه مباشرة
كان يمسك بإحدى يديه كتاباً ذا غلاف أزرق بدا كبيراً نوعاً ما ويده الأخرى استقرت فوق الأعشاب التي تحيطه معبرة عن مدى الانسجام الذي يلاقيه مع صديقه الوحيد في هذا العالم وانعزاله عن العالم الخارجي حتى أنه لم يأبه لياقة قميصه الأبيض التي ارتفعت عن مكانها المعهود بين أحضان السترة الزرقاء التي يرتديها فوقها ، الأزرق
لون ملكي ذو طابع هاديء لا يفهم رقيه الكثير ، لون معبر تماماً عنه وهذا ما استدعى كونه لونه المفضل
منظره وحده يبث الاسترخاء في مناظريه بينما ذلك الرقي يبعث شيئاً من الهيبة إليه لكن مع هذا لم تستطع أن تخفي الطيبة التي ارتشفها هدوء ملامحه فامتزج بها مكوناً هالة غريبة من الاطمئنان أحاطت به بعناية كرضيع تخشى أن تلوثه بأحقاد البشر ، بدا الأمر كذلك مع جلسة هادئة يبدو صاحبها منعزلاً عن هذا العالم أو ربما جاء من عالم آخر لا يسكنه البشر
احتل جدران عالمه الصغير ارتطام خفيف نثر بضعة أوراق من شجرة الكستناء كانت تأمل أن تقضي برفقته بعض الوقت مما دفعه ليبعد نظره عن الكتاب ويوجه أنظاره ناحية كرة القدم التي اصطدمت بخصلات شعره البرتقالية كأشعة شمس تبدأ في وداع يوم آخر ملقية التحية على القمر الذي يتوارى خجلاً خلفها
نظر إلى الصغيرين القادمين نحوه فوضع كتابه على الأرض بحرص ثم نهض بهدوء قبل أن يركل الكرة نحوهما فرفع الأصغر منهما يده إليه ملوحاً له بابتسامة
ابتسم له ذلك الشاب بود قبل أن يعود إلى جلسته السابقة مستكملاً الغوص داخل ثنايا عالمه ، كان ينظر إلى الكتاب الذي بيده لكن كان عقله في مكان آخر تماماً
أصوات ضحك الطفلين ترددت بعقله لكن كان صداها يحمل ضحكاتها هي ، عيناه تفضحان شوقاً غريباً اجتاحه بشدة بعد أن ذهب الطفلان من أمامه فقد تفجرت بداخل ذكريات ذلك اليوم
أطلق تنهيدة خفيفة ثم أغلق الكتاب بعد أن علم أن لا مفر من هذه الذكريات التي تراوده فأرجع رأسه إلى الخلف يريحه على شجرة الكستناء وبدون أن يشعر تمردت دمعة صغيرة هربت من عينيه فاتحة الباب لذكريا أيام رغم غرابتها كانت أجمل ما شهده بواقعه

-انتهى-
احم احم هذه مقدمة لرواية سأنشرها هنا


الفهرس


البارت الأول






الفصل الأول قريباً

__________________



NOTHING,
EVERYTHING


التعديل الأخير تم بواسطة مَنفىّ ❝ ; 05-17-2019 الساعة 05:12 AM