05-18-2019, 03:26 PM
|
|
-آماس استيقظت بطريقة ما في عالم آخر مخملي الطبع ! طبقات راقية من عصورٍ وسطى .. في حفلة تحمل الاجساد المتراقصة بأثواب باهظة الجمال ، ما عداها بثيابها المدنية من عالمها ، سترة وردية مع بنطال جينز بسيط ... همسة واحدة أيقظتها من تأملها بهذا الوضع الغريب ! وكأن صاحب هذا الهمس يحاول جذب انتباهها ؛ التفتت لذاك الشخص الذي يشير لها ناحية الباب بجواره بقيت ثواني تستوعب حتى دلفت نحوه بعدم فهم ! دخل قبلها وأخرج لها ثوب وردي يصل لمنتصف الركبة بدون أكمام ، واسع في قطعته السفلية كأثواب الأميرات ثم نطق أخيراً " أرتديه قبل ان تثيري ريبة الأخرين "
كان يبتسم بلطف ثم خرج ليعطيها مساحة وهي لم تتردد بتنفيذ ما قاله بدون ان تلفظ بكلمة او تسأل ، فهي مشوشة بالكامل عما يحدث
عندما خرجت قابلته ينتظرها فوضع الكأس الذي بيده جانباً وأعاد ابتسامته اللطيفة ؛ تجرأت وسألت اخيراً
- من انت ؟
كان واضحٌ عليه التفاجئ في البداية ثم مد يده يصافحها
" خوسيه ، ألا تتذكرين ؟ "
بادلته المصافحة ثم حركت رأسها بالنفي في شرود تحاول تفسير الاحداث وتنتهي محاولتها بالفشل
" ألا تريدين مقابلته ؟ "
- من ؟
" روبرت .. أنتِ هنا لمقابلته صحيح ؟ "
بقيت صامتة حتى اخذها خارج الصالة ليجلسوا عند الطاولات محاولاً تشجيعها لمقابلة روبرت ، شعرت بالتوتر والتردد خاصة عندما عرفت عن انه متكبر ولا ينظر لأي احد اقل مكانة ولا يستمع لهم حتى ! حتى الخادمات لا يسمح لهم بمشاركته الجو نفسه
عندما ذهبت اخيراً لرؤيته وطرقت باب مكتبه لم تسمع شيئاً ثم عاودت الطرق ليأتينا إذن بالدخول إليه
فتحت الباب لترى مكتبه الواسع وهو يجلس خلفه منشغلاً بالأوراق بين يديه ، تقدمت ناحيته وبقيت صامتة ولكنه لم يرفع نظره إليها ابداً
" انا لا أعلم لما أتيت لمقابلتك ، ولا اعلم ما هذا المكان ولا من تكون ! منذ قليل اخبروني بأن اسمك روبرت "
مازال يعبث بأوراقه ويكتب وكأنه لا يعطي اهمية لأي حديث تقوله
" هل تعلم لما انا هنا ؟ "
- لكي تجلبي الصداع إلى رأسي.
كانت تظن بأنه سيتجاهلها مجدداً ولكنه أجابها عن تساؤلها بكل و قاحة جعلتها تشك بأنه سيساعدها ! هذا المتكبر النرجسي.
تمتمت بضياع " انا حقاً لا أعلم شيئاً"
التفتت تخرج ولم تنتبه بأنه ألقى نظرة سريعة ناحية ظهرها قبل خروجها ثم عاد إلى لا مبالاته فعمله بالنسبة له اهم من اي احد اخر
عادت هي بكل حزن إلى خوسيه الذي أخذ يواسيها ويكلمها بلطف وقد استضافها عنده محاولاً ان يقربهما معاً
وبالفعل استطاعت هي لفت انتباه روبرت وبدأ ينجذب لها لأول مرة في حياتها تاركاً الفتاة التي من المفترض ان تكون خطيبته
وعندما تشاركا أول رقصة وأسندت كفها على ذراعه ويدها الاخرى على كتفه الأيسر ، وبعد خطوات قليلة وهمسات وبسمات ؛ فتحت عيناها ليتغير كل شيء حولها ! وجدت نفسها تحت الماء في أعماق البحار ، تحيط تمثالاً غارق
دققت بالنظر لتجد بأن ملامحه تشبه روبرت إلى حد كبير ! خفق قلبها وكاد الأكسجين ينفذ فسارعت بالخروج لسطح الماء لتجد انها قريبة من مغارة
دلفت إليها بحذر لتجد داخل ظلامها بوابة مائية وكأنها زمنية !
عليها ان تعود لتغير المستقبل. |