عنوان الفصل:[قتال بين ساذجين]
وصل إلى المقصف كانامي ليدخل و من ثم تدخل إيانو بعده ، مضيا إلى قسم الأطعمه المتنوعه و التي بدو شهيه للغاية بمجرد إلقاء النظر عليها خلف الزجاج الفاصل بينها و بينهما ، طلبا من العماله الشابه و التي تبدو في أواخر العشرينات من عمرها أن تضع لهما ما يشتهيان من طعام على تلك الأطباق البيضاء المرتبه فوق بعضها البعض عند فوق نهايه طاوله القسم العريضه
كانت عينا هيكاري قد إلتقطتهما صدفه لتستمر في التحديق نحوهما ببال مهموم و بخوف مفرط دب في أوصالها ، أهتزت جدران قلبها بتوتر و أرتباك لتزلزل عاصفة قويه أجزائها و تتبعثر إلى شظايا منكسره بمجرد حضور إيانو المسالم الذي لم يكن ضاراً ليؤذي أحد ، تجمد الدم في عروقها لتتجمد مكانها كتمثال حجري عاجزة عن التحرك و كأن الخوف شل حركتها تماماً ، تواجد إيانو رغم بعد المسافة بينهما كأن أشبه بكابوس لاحقها كالعنة التي ستطاردها لبقيه حياتها الدراسية
أخذا يبحثان بأعينهما عن الطاوله التي يجلسان بقيه الأصدقاء عليها بعد أخذ أطباق طعامها على صينيه بيضاء صغيره ليهما بالتوجه نحوهما ، و بدا على إيانو التوتر و أرتباك ممزوج بالقلق لأضطرارها لمواجه هيكاري مرة أخرى ، تقبض على قلبها بخوف عميق مع كل خطوه تخطوها إلى جانب كانامي و كأنها تتوجه لخوض معركة دامية لا مجال للفرار منها إلى أن أصبحاً بجانب طاوله مقعدهما
كانامي"هل تأخرنا عليكما؟!"
هي جين"لا ليس كثيراً"
يوي تحادث نفسها بتضايق و أنزعاج فور رؤية إيانو"مالذي أتى بهذه الفتاة إلى هنا؟!"
أرتجفت يدي إيان بتوتر و و تلك التخيلات المشينة تفرض سيطرتها على عقلها المشتت لتسقط صينيه أطباق طعامها أرضاً و أتسخت تنورتها المدرسية الرمادية
سألها هي جين ملاحظاً لأرتجاف يديها بأهتمام"مالذي أنتِ خائفه منه؟أنظري إلى نفسكِ ، لقد أتسخ زيكِ"
لم تطق هيكاري البقاء أكثر لكون الأجواء قد أصبحت ثقيلهة على كاهلها و أصابها ضغط هائل بسبب ذلك فنهضت بسرعه لتركض على عجله من أمرها هاربة من إيانو خارج المقصف
نهض هيناتا من مكانه مستديراً ببال قلق فور هروبها"هيكاري !"
جر قدمه راكضاً خلفهاً و تتعبته يوي التي تشاركه شعور مقدار القلق أيضا
تهجم شعور خزي و عار ، حزن و ضعف ، دواخل إيانو الهشة و التي قد تشبعت من ندوب الندم بسبب تعذيبها السابق لهيكاري ، أشتعل لهيب الغضب المستعر في داخلها و صرخت في وجه كانامي بحدة و أنفعال:
"كل هذا بسببك أنت !! ، لا تطرح علي أفكارك الغبية مره أخرى !!"
زعزع صراخها دواخله بخوف ممزوج بالقلق:
"هذا لم يكن ما خططت له حقاً ! ، أسف !"
جرت قدمها للخروج من المقصف متجاهلة لأعتذارة ليهم هي جين فوراً بالحاق بها قلقاً أما كانامي فقد بقي على حاله ليحتضن الأحباط روحه المحطمة بعد كل هذه الفوضى التي لم يحسب لها حساباً أبداً
"إيانو! ، مابكِ ؟! إيانو أجيبيني !"
أستدارت إليه واقفه أمامها لتصرخ بقسوة و قد طفح كيلها من كل شيء !
"توقف عن المناداه بأسمي !! ، دعني و شأني !!"
"لكنني قلق ، لقد كنت تتصرفين بغرابة و كأنكِ ترين وحشاً أمامكِ"
"أنا لا أريد من أي شخص أن يتتبعني لذلك أغرب بعيداً عني !!"
أصاب هي جين شيء من الأحباط من محاولته في تفهم خوفها الذي لم يعرف سببه عند قدومها إليهما برفقة كانامي و حار بشأنها
"يالكِ من قاسية ، أنكِ تحطبينني حقاً بتصرفكِ اللئيم هذا"
"لا أتذكر بأنني طلبت منك أن تقلق علي !!"
هي جين و قد بدا يخرج عن أعصابه قليلاً و بغضب طفيف:
"هذا خارج عن أرادتي !"
"على أيه حال لا تتبعني !!"
تظاهر أنه سئم منها ليستدير بجسده إلى الجانب الأخر عنها و يعطيها ظهره لعلها بتصرفه هذا يجعلها تتوقف عن إلقاء صراخها القاسي عليه و تلحقه لتبوح له بكل شيء تكتمه بداخلها عنه
"حسناً ، فهمت سأذهب للألحق بالبقية فالقلق بشأنكِ مجرد مضيعه للوقت !"
"و كأنني أهتم !!"
انفصالاً ليذهب كل منهما في طريقة ، عاد هي جين إلى كانامي في المقصف ليجدة يجلس على مقعد الطاوله الشاغر يتأمل طعامه بعقل مشغول بأفراط في التفكير حول ما حدث منذ قليل ، صراخ إيانو القاسي عليه هز وتراً حساساً بداخله ليعكر مزاجه رغم أنها ليست المرة الأولى ففي ذكرياته القديمة هي قد صرخت عليه رغبة في الأنفصال عنه ، تسللت يداه لتغطي وجهه الذي يعكس على ملامحه شدة إحباطه ليمررها بسلاسه رافعاً تلك الخصلات التي تغطي جبهته و يحك شعره بفوضوية ليغدو مبعثراً بعدها و يحادث نفسه بحسرة
"مالذي قامتا بفعله بجدية؟! كل منهن يتهرب خوفاً من الأخر ، على هذه الحال لن تتقدما بشيء"
دخل هي جين إلى المقصف ليمضي إليه و يجلس على الكرسي المقابل له و سأله بفضول"مالذي فكرت فية لجعل إيانو تصرخ غاضبة عليك هكذا؟"
"لقد كنت أفكر في جعلها هي و هيكاري يتصالحان لكن يبدو بأن ذلك لم ينجح"
"بالطبع فإيانو قد تنمرت عليها و لذلك لا تبدو ودوده بالنسبة إليها"
أطلق كانامي تنهيدة خفيفة يائساً و من ثم تسأل بحيرة"مالذي أستطيع فعله بهذا الشأن؟"
"لا تقم بفعل أي شيء ، الأيام كفلية بتغيير نظرتهن حول بعضهن فقط"
"أنا يأس بالفعل بمجرد صراخ إيانو علي"
"طعامك الذي أصبح بارداً الأن ، سيواسي قلبك"
"أهذه سخرية أم دعابه؟ أو أنك تحاول أبهاجي بقول شيء كهذا؟"
"لا أقصد أي شيء من هذا"
"إذاً ماذا؟!"
"لا أعلم"
" لى أيه حال أما زلت تريد خوض ذلك الرهان؟"
"أجل ، فأنت أيضا ستحتاجها إليس كذلك؟"
"أسف ، أشعر بأنني ألعب دوراً في تحريضك على خوض هذا القتال"
"لا تعتذر فأنا لا أريد تسليمها إلى تلك الأيادي القذرة أيضا"
"لكن يبدو بأنني لن أحضر فبتأكيد إيانو ستكون متواجدة هناك من أجل إيقافك و أنا لست في مزاج لرؤيتها حتى الأن"
"حسناً ، سأحرص على الفوز مهما كلف الثمن"
"أنا أحسدك على هذه القوة الجسديه رغم بأنه لايبدو عليك أنك قوي ، في طفولتي عندما كنت طالباً أبتدائياً مارست رياضة الجودو لكنني أنقطعت عنها في المرحلة المتوسطة ، أشعر بأنني نسيت تقريباً ما تعلمتة سابقاً"
"لماذا؟أهذا بسبب مرضك؟"
"أجل ، كانت المرة الأولى لي و قد كنت مصدوماً جداً بسبب توارثي لهذا المرض و علمي بمدى خطورتة ، لذلك توقفت و أكتفيت بالأستماع إلى نصائح الطبيب حتى تعافيت و أهملتها فوراً بعد ذلك لكنني بغض النظر عن أهمالي مازالت منذ أخر مره تعافيت أقوم ببعض التمرينات البسيطة بحركة أسرع من البداية"
"هذا جيد ، ربما إذا كثقت تدريباتك أكثر ستحصل على عضلات رائعة"
"أتسأل بخصوص ذلك ، أنها مجرد تدريبات بسيطة"
"أنني أتوقع ذلك لا أكثر ، لست مضطراً لأن تنجرف إلى ذاك الحد"
"لكن سيكون ذلك رائعاً حدث ذلك بغض النظر عن كل شيء"
هي جين مازحاً"أجل ، إيانو ستشد شعرها مغضتاه على أنفصالها عنك أن رأت ذلك"
قهقة كانامي بخفة و تلك الغيمة السوداء الكئيبة بدئت تزاح عنه ليصفو مزاجة"ستكون رده فعل مثيرة للأهتمام"
كتبت إيانو إلى ريتا عبر الهاتف رساله كاذبة لم تعني حقاً ما سطرت من حروف فيها داخل الصف و هي جالسه في مقعدها بصمت متخليه عن خطة كانامي لتلقي بها عرض الحائط
"سوف أكون لك ، لذلك لا تخض قتالاً مع هي جين ، أقولها لك و أنا راضيه عن ذلك"
رد ريتا على رسالتها بأستهزاء و بكل برود:
"هل أنتِ حمقاً؟! ، أم أنكِ تظنين بأني مغفل لآتقبل عرضكِ ببساطة؟! ، هذا يبدو مبتذلاً و لا تعجبني فكرة لحصول على شيء باهض الثمن بسهوله !"
"أرجوك أستمع إلي !"
"لا ! و أنا عندما أقول ذلك فأنا أعني رفضي حقاً !"
"أرجوك ! ، سأفعل أي شيء لكن لا تخض ذلك القتال معه !"
"مثل ماذا؟!"
"أي شيء تريدة !"
"أريد قتاله ثم الفوز بالرهان و ليحدث ما بعدها"
إيانو بغضب و قد سئمت عنادة سريعاً"ريتا !!"
أما بالعودة إلى هيكاري فقد بقيت في غرفة المكتبة مختبئة خلف إحدى الرفوف العالية و جالسه على الأرض لتهدء من روعها ، كانت تلتقط أنفاسها بسرعة جراء الركض المرهق في الممرات و تضع يدها على مكان قلبها الذي تتضارب نبضاته يجنون و بذعر شديدين متشبثة بقميصها الأبيض بقوة لتستحضرها تلك الذكرى الموحشة عندما تعرضت لتلك الضربات المؤلمة من إيانو ، و أرتجف جسدها
أكتسح كل من هيناتا و يوي قلق عميق أتجاهها و هما يجلسان أمامها من أجل تفقدها و الآطمئنان عليها ، مد هيناتا كلتا يديه إلى كتفها متشبثاً به بشدة سألاً:
"هيكاري ! ، هل أنتِ بخير؟!"
حاولت أزاحه تلك الذكرى بصعوبة لتعيرة تركيزها لكنها لم تستطع مطلقاً فتظاهرت بتمثيل رديئ بأنها على مايرام لتخبره بنبرة مضطربة:
"أنا بخير ! ، لا يوجد هنالك ما يخيف ! ، أسفة لأثاره قلقكما !"
"لكنك بدوتِ و كأنكِ خائفه من إيانو"
"أنا بخير !"
"إذاٍ لمٓ هربتِ؟"
"لأنني لم أشعر بالأرتياح حولها"
أستقرت مشاعر هيناتا وسط حديثه إلى هيكاري مكملاً بلطف و أطمئنان:
"هكذا إذاَ و لكن تلك الفتاة في الواقع ليست مخيفة كما تظنين ، أنها نادمة على ما أفتعلته بكِ حتى أنها قد أعتذرت إليكِ مسبقاً"
جرت قدميها إليها لتحتضنهما و أنزلت بصرها نحو الأسفل بتعابير يكسوها عبوس طفيف
"لا أستطيع الوثوق بكلامك عندما يتعلق الأمر بها"
يوي بشيء بسيط من الأستياء"على أي حال مالذي أتى بها إلى هنا؟ وجودها أفسد علينا الجو المحيط بنا"
هيناتا"لا أقصد أرغامك على ذلك و لكن إليس كان من الأفضل لو واجهتها؟"
هيكاري"أنا لم أمتلك الشجاعة بعد للقيام بذلك"
حاول هيناتا تشجيعها ببعض الكلمات"هذا الخوف لا يلقيك بك يا هيكاري ، يجب أن تكوني أقوى"
رفعت هيكاري بصرها إليه بشبه أبتسامة متصنعة"لست مستعدة الأن , ربما في المرة القادمة"
"أهذا وعد؟"
"لست متأكدة من ذلك ، و لكنني سأبذل جهدي"
"حسناً ، سوف أساعدكِ في ذلك"
يوي بأستياء طفيف و قبلق"مالذي تقوله أيها الأح؟! , ألم ترى كيف كانت خائفة منذ قليل؟!"
"لكن إيانو كانت خائفة و متوترة أيضا , إليس ذلك دليل على كونها تشعر بالذنب حقاً؟"
هيكاري"شكراً لكم , أنا بالتأكيد سأحاول مواجهتها بصورة أفضل في المرة القادمةا"
[بعد أنتهاء الدوام الدراسي]
أخذ ريتا ينتظر خارج المبنى حضور هي جين بتتوق و لهفه لقتالة ، لم تكن سوى دقائق ضئيلة ليقبل إليه و قد أتت إيانو تركض خلفة متتبعة له ، تحاول إيقافة طوال الوقت و مترجيه بنبرتها القلقة الممزوجة بالخوف:
"هي جين ! ، أرجوك ! ، لا تواجهه ! عد من حيث أتيت !"
جر هي جين قدمه إلى ريتا عازماً تماماً بلا أي تردد أو خوف على ألحاق هزيمة نكراء بريتا و تجاهل رجائات إيانو عديمة الفائدة و التي مازالت تتبعه حتى أقبل أمامه
"لقد أتيت للفوز بالرهان"
بزغت أبتسامة أستخفاف بين شفاه ريتا ساخراً:
"من الجيد أنك أتيت ، لقد كنت أظنك ستتهرب من مواجهتي كفأر جبان"
"لست جباناً ليحدث هذا"
صرخت إيانو بحد يأسة و سائمة بالفعل من عنادهما السقيم و قد طفح كيلها من حماقتهما الساذجة التي سيدفعان ثمنها بجسديهما لو خاضاً هذا القتال الأن
"أرجوكما !! ، توقفاً أيها الأثنان !!"
مضى ريتا نحو إيانو لتسلل يده نحو كتفه بكل برود و دفعها بقوة ليختل توازنها ساقطة على الأرض و تألمت لتصرخ مرة أخرى بغضب حاد:
"مالذي تظن نفسك فاعلاً إيها الأحمق؟!!"
سدد ريتا نظرات مليئة بالرعب إليها ليقول مهدداً"تنحي جانبا، هذا قتال فيما بيننا نحن الأثنان ، إذا حاولتِ التدخل فسأحطم ساقِ حتى لا تستطيعين الحركة"
أستفزت فعلتة هي جين ليشتعل غضبة مستعراً و يتقدم إليه ، خاظاً قتالاً عينفاً شرساً بدء بلكمة عنيفه و سريعة من بواسطة قبضه يده قاصداً فك ريتا لكنه تفاداها بسلاسه ليستدير بجسده رافعاً قدمه و سدد ضربة قوية إلى جسد هي جين ، تفاداها بسهولة و لم تصبة مما جعل ريتا يدرك بأنه ليس بالخصم السهل الذي يستهاهن به فأندفع بجسده يركض مسرعاً ليرفع قبضة يده مسدداً إليه ، و يسدد ضربه نحو بطنه فأستطاع تفاديها مره أخرى ، حاول مره أخرى موجهاً ضربة خاطفة و قوية ، مضاعفة السرعة مستقصداً خصره ليصيبه فنجح في ذلك لتحدث وجعاً فضيعاً في منطقه الأصابة و أخفض ظهره قليلاً و وضع يده مكانها مشتبثاً بقميصه الأبيض بيده
"تباً لك ! ، هذه ليست بضربة هينة !"
كانت إيانو تشاهد قتالهما بصدمة هائلة أعتلت وجهها و ثدتوسعت عيناها على وسعهما بذهول ، تجمد جسدها مكانه بصمت و لم تعد تشعر بنفسها كأنها قد شلت تماماً لتستمر براقبة تحركاتهما
تجاهل هي جين ألمه ليكمل قتالة و أندفع بجسده ليسدد ضربة شديدة العنف إلى خد ريتا و يؤول الحال به متورماً ، أحتدم القتال حاداً بينهما و مستمراً إلى فتره طويله من الزمان و هما يستمران في تلقين الضربات الموجعة إلى بعضهما ليأتي بهما المطاف مكملين قتالهما سقوطاً على الأرض ثم نهضا بعدها مكملين فيما بينهما , أصيبت وجوهمما بالخدوش و رضوض أجسادهما تكاد تهلكهما ، أنهك التعب أجسادهما و بالأخص هي جين الذي هو الأن هو يعاني من ألم لاذع في منطقة خصرة نتيجة تكرار ركلات غير رحيمة من قبل ريتا , لكنهما يرفضان خيار الأستسلام كلياً مما جعلهما يستمران رغم ذلك الأرهاق الذي يخور بجسديهما
"لن أسمح لك بالحصول عليها !!"
"نفس الشيء بالنسبة لي !!"
"سأفوز و لن تذهب معك !"
"في أحلامك !"
هذا ما كان يتلفظان به وأجسادهما لم تعد تقوى على الأحتمال أكثر ، تريد السقوط و لربما تستنجد الأغماء ـأضا مترجية حضورة ليوقف مهزله قتالهما الساذج ، عنادهما لا حدود له عندما يتعلق الأمر بالرهانات التي لابد من الفوز فيها بأي ثمن ! ، أعلن أنتهاء نزالهما بسقوطهما أرضاً و كل منهما يقاوم زحفاً بجسده نحو الأخر برؤيه مشوشه و هما على وشك فقدان الوعي
هي جين بنبرة مبحوحة يتلقط أنفاسة مرهقاً"يـ- يحال أ-أن أ- أخـ - أخسر !"
أردف ريتا بنفس النبرة متلقطاً نفسة بأرهاق"هـ هذه هـ -عي كـ -كلماتي أ- أنا!"
قدر لهي جين أن تغمض عيناه ليفقد وعيه و أنتهى قتالهما بفوز ريتا ليحاول النهوض بصعوبة بالغة للغاية و هو يترنح بجسده الخائر إلى إيانو كشخص سكير
"أنـ نظـ ظـري إل لي يا إيا- إيانو لقـ قد فـ فـ ز زت و حصـ صلـ ت عـ عـليـ يكِ"
سقط أمام أعينها مغمياً لتطلق صرخة مدوية بصوت أعلتى أرتفاعها المكان بحسرة ممزوجه بندم مقيت على عجزها عن إيقافهما ، أستقامت بجسدها بخطوات عجلة نحو هي جين لتجثو أمامه و تتفقدة، تصيح مناديه بقلق هائل:
"هي جين ! ، هل أنت بخير؟! ، إذا كنت تستمع إلي فأجبني ! ، هي جين !!"
[بعد ثلاث ساعات]
كلاهما يستريحان و مازالا فافدين لوعيهما في غرف متفرقه داخل المشفى ، على الأسرة البيضاء و أجهزة المشفى محاطه بهما ، أصاب هي جين أرتجاج خفيف في رأسه الملتف بالضمادات، و أمتلئت بعضاً من مناطق جسدة بالرضوض الزرقاء أما بالنسبة للإصابتة الخطيرة جداً فقد كانت في خصرة و بالعودة إلى ريتا أصيب جسده بالرضوض الضريرة أيضا و أثار الخدوش المؤلمة تتضح بارزة على زوايا وجهه ، خده متورم بشدة تغطيه لصقه جروح صغيرة و رقبتة أصيبت بكسر خطير ليضطر الطبيب المسؤول عنه إلى تجبيرها
كان القلق و الخوف لا يكلان فرض سيطرتهما عليها في الغرفة التي يقبع هي جين فيها ، لم تخبر أحداً عن ما حصل لتكتم كل شيء بداخلها بصمت لاذع فيما تجلس على الكرسي أمام السرير و تراقب جسده الممد بوجه متجمد يخترقة صدمة عميقة و موحشة ! ، تذبل ألف مرة في الثانية بمجرد النظر إليه ، مقلتيها متوسعتان على أشد وسعهما و عيناها لم تخضع لدموع حزنها رغم شعور الأنكسارالذي يبتلعها ، كأنها قد فقدت مقدرتها على البكاء ليحل الصمت مكانه شالاً لسانها الذي أصبح ثقيلاً على النطق بأي شيء و أكتفت بأحتضان يده النحيلة الممتلئة بالخدوش بيدها
مهله من الزمن مرت بلمح البصر ليستفيق هي جين من فقدانة لوعيه و أقبلت الرؤيو لديه ضبابيه أمام كل شيء حوله لتصبح واضحة بعدها ،أفلتت إيانو يدها سريعاً عن يده قبل أن يستشعرها و تظاهرت بالبرود بأتقان أمامه فيما هي تنظر إليه ، بينما الندم يحرق قلبها عليه بشده لعدم إيقافها لأي منهما
رفع هي جين رأسه من فوق الوسادة و هو يستشعر حدة ألم خصرة ليتأوه ثم أعاد رأسه للأستلقاء و سأل"مالذي حدث؟!"
"لقد أتصلت بالمشفى فور أنتهاء قتالكما ، أصاباتك ضريرة و كذلك ريتا إيضا لذلك لا تفكر بشيء حالياً سوى أراحه جسدك"
"لم يكن عليكِ القيام بذلك ، أمي ستهرع قلقة علي الأن أن علمت بما ألت إليه حالي"
أستقامت من على الكرسي مستديره بجسدها لتعطي ظهره له ماضيه:
"سأذهب لتفقد ريتا ، إلى اللقاء"
لم يكن لها ذلك كالعادهة فأدراك هي جين السريع رغم أصابتة ، دفعه ليزحف بجسده قليلاً قبل أن تبتعد عنه و مد بسرعه خاطفة يده إليها ليمسك ذراعها بأحكام قبل أن تبتعد عنه و بأهتمام شديد و لهفة على معرفة الأجابة سألها ذلك السؤال الذي هو متأكد من معرفة أجابتة:
"من الفائز؟!"
أستدارت إيانو بجسدها مره أخرى إليه و هي ما تزال تتظاهر بالبرود:
"أنه ريتا"
أفلتها هي جين بصدمة بالغة أكتسحت دواخله لعتلو وجهه بوضوح و تحدث ندوباً مريرة في قلبة ، أتسعت عيناه على وسعهما بعدم أستعياب لهذا الكلمة التي قد خرجت من طرف لسانها و هو ينظر إليها بينما هي تبتعد عنه متظاهر بعدم الأكتراث مطلقاً إليه فيما هو عاجزاً بالكامل عن الوقوف من أجل الوصول أكثر إليها بسبب أصابه ساقة التي تعيقة ، حواسة تريد بشدة الدفع بجسده إليها لكنه لا يستطيع لكونة لم يحضى بالراحة الكفاية بعد و ما زال متعباً ، تمنى على قدر غبائه بأنه لم يفلتها فيدفنها بين أحضانه مواسياً فلا بد و أن تصرفها الجاف هذا يخبىء الكثير من اللأم الموجعة بداخلها
ضرب هي جين بقبضة يده الجدار بقوة و موجه غضب جامحه تجتاحه بعد أن خرجت مغلقه الباب الأبيض خلفها و أصابتة الخيبة حول نفسه ليحتضن الحزن وحدته ، شعر بإنه خسر العالم بعد أن أختفت عن عيناه كالسراب و ما أمقتها من خسارة شنيعة بالنسبه له ، سهام الألم تخترق قلبة ألف مرة في الثانية لتدميه قهراً على خسارتة ، لم يجد من يتعاطف مع دموعه الحارقه المنسابه إلى أسفل وجنتيه سوى وسادته التي أحتضانها بذراعيه بشدة فيهيء له بأنه هي ليفرغ كومة المشاعر السلبية التي تعتصرة
شعرت إيانو في الخارج و هي تقف خلف الباب بعيداً بالضياع و الضعف ، الندم يضيق بأفاقها لعدم تكمنها من إيقافهما و غصة قوية تعتصر قلبها المخنتق بألم ، غزت الدموع عيناها لتنجرف أسفل وجنتيها و تفجرت سيولها باكيه بتنحب لتجثو على الأرضو و خجبت وجهها العابس بكلتا يديها
"ذلك الأحمق !! ، لما لا يستمع إلي؟!! ، هل شخص منحوس مثلي يستحق القتال من أجلة إلى تلك الدرجة ؟!! , أيسعدة أن يصبح طريح المشفى بعد أن خسر خسارهة غبية كهذا بسبب رهان غبي؟!!"
قررت أن تتصل على كانامي عبر هاتفها ، في هذا الوقت كان يجلس في غرفتة بوجه شارد على مقعدة أمام المكتب يسترجع ذكريات صراخها القاسي علية الذي يتردد داخل أذنية دون توقف ، قطع حبل شرودة صوت أهتزاز هاتفة الذي وضعة ة فوق المكتب ليرى بأن إيانو هي المتصلة فألتقطة فوراً ليجيبها
"مرحباً إيانو ، من الغريب أن تتصلي بي بعد صراخكِ علي في المقصف ، هل خاض هي جين القتال أم أنكِ أستطعتِ إيقافة؟"
إيانو بنبره مبتلة بالبكاء"تعال إلى المشفى بسرعة ! ، يجب عليك أن تأتي حالاً !"
تهجم كانامي قلق ممزوج بالخوف حين سمع صوت بكائها و قد بدا واضحاً في نبرة صوته:
"مالخطب؟!لمٓ تبكين؟!هل أصاب هي جين خطب ما؟!"
صرخت إيانو بحدة وسط بكائها:
"لقد أنهك نفسة و خسر !! ، ذلك المغفل لم يستمع إلي !!"
أستقام كانامي من على المقعد عجلاً:
"حسناً ! ، سوف أتي حالاً ! ، حاولي التهدئه من نفسكِ إلى أن أتي !"
"بسرعة !!"
أنتهى الفصل.
1-توقعتو النتيجة كذا؟
2-توقعاتكم للأحداث القادمة؟
الفصل القادم راح يكون خلال العيد إن شاء الله
دمتم بود.