رد: اللى يوصل للرقم 8 يقولالى بخاطره {8} قالت لي الحياة:
خذ مني أروع ما فيَ من معان ٍ، وأحسن ما يصدر عني من حديث، وأطرب شدوي وألحاني...
قلت: أي المعاني تقصدين؟
قالت: ذلك المعنى المتجدد في كل شيء، في الفجر،في الولادة،في كل غض جديد
قلت:ولكن كل حي فيك إلى بلى ً صائر، فأي جدة وحداثة تعنين؟
قالت:نعم، ولكن معنى الحياة وأفياءها أروعُ ، وكل ما فيها عودٌ على بدء؛ وتفتق بعد انغلاق، وتفتح بعد انطماس ،وانبجاس بعد كمون!
أبصر بعينيك نوراً يتجدد كل فجر يشق غياهب الظلمات ليعلن تفتحه لحياة جديدة!
وتأمل برعم زهر يتفتق لتخرج زهرته تبسم للحياة! ترنو ببصرها إلى السماء وتقول : "ياسماء ربي وربك الله"
وانظر هناك إلى الطير يشق بيضته ليخرج ثَمَ إلى عالمه الجديد ولا يلبث أن يرى الأفق الرحب فيرفرف بجناحيه محاولاً الانطلاق ثم لا يلبث أن تراه يجوب الفضاء مع الطيور صافات ويقبضن!
وتأمل سحب السماء تجتمع لتصير مزناً ثم تنزل كل الحياة غيثاً حديث عهد بربه...
هناك تأمل قلبك فإن كان نقياً صافياً طيباً خرج نبته بإذن ربه
وانظر ثم لنفسك، لروحك،حين تحيا مع الكون وتذوق من شهده ومعانيه وتفقه دروسه وأسراره حينها تدرك ذلك المعنى الجميل!!
قلت: ما أحيلاه من معنى، فهلا أخبرتني أي حديثك أحسن؟
قالت : خذ زوج حمام واذكر الله عند هديله، هو أحسن الحديث وأعذبه "ولذكر الله أكبر"
تلك الألسن المسبحة حين تضج بمئات الأصوات ومختلف اللغات، تحدث روحك بل حشا القلب منك ، تذكرك أنك من هناك أتيت وأنها معك لتذكرك بموطنك الأول:
"فحي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم"
لتبقى مرسومة في مخيلتك غير غائبة عنك ، لأنها تحبك وتشتاق روح المؤمن!
قلت: زيديني... فأي شدوك أعذب؟
قالت: ذلك الصدى من ذلك المنبت الطيب،تغريد البلابل وشدو الطيور في البكور
حفيف الشجر حاملاً رقة وعذوبة النسيم، خرير الماء من الكوثر من منبع الأنهار، من جنات عدن!
وصوت قدسي ينادي أن حي على الفلاح ،وياباغي الجنة أقبل...
ثم صمتتْ ...حين فاضت أدمعي، وقالت: أتشتاق؟
قلت: أكثر من شوق طفل والتياع أم!
قالت : أتحن؟
قلت: أشد من حنين ناقة فقدت وليدها!
قالت : فأين روحك؟
قلت: جسمي هنا لكن الروح عندكم!
قالت: اصدق ... فالجنة طابت لمن أخلص العمل
__________________ عشقت الموت خوفاً من أن تعشقني الحياة و دخلت مدرسة الجهاد حتى اتعلم كيف اموت شهيد |