 
حدق بالسماء الليلكية البعيدة ، بسوادها الفاتن و نجومها التي لا تأفل أبد دهر فبدت له كديجور تنيره فوانيس ضوئية لامعة أو كسديم ضج بغبار كوني لماع ، جلبت له هذه الصورة خاطرا من الماضي دفعه إلى الإبتسام بكسل ، ذكرى جميلة لمعت لها أحداقه البيجية بشيء من الحنين فأغلق أجفانه مستذكرا إياها
**
وقف خلف والده أو خلف ساق والده بالأخرى و هو يرتب خصلات شعره البنية بتوتر ، سيلتقي سيدته ، التي سيعمل تحت إمرتها لآخر يوم في حياته ، شارون نييس ، الكاهنة العظيمة التي سمع عنها الكثير من والده و قبلها من جده و التي خدمتها عائلة فارديني لأجيال و أجيال
هل هي عجوز ؟ كم عمرها يا ترى ؟
فكر كلودي ذو العاشرة من عمره و حينها سمع حثيث ثوب قريب و عرف وصول سيدته و التي دفعت الباب بقوة و دخلت بصخب جاعلة من فرائص كلودي الصغير ترتعد ، تكلمت بمرح: أين هو الكتكوت الصغير ؟
ضحك والده بخفة و جذبه من خلفه بينما انحنى لها كلودي بفزع حتى لكاد أنفه يلمس الأرض ، ضحكت بصوت عالي و ضربت ظهره عدة ضربات قوية و قالت باستمتاع: أشعر أنك ستكون تابعا جيدا أيها الولد
تكلمت بضع كلمات قليلة مع والده الذي غادر و تركه ثم قالت و هي تشير لفتاة بدت بنفس عمره: إنها أحد الخدم ، ستتدرب عندي من اليوم لذا ستعرفك على أجزاء المعبد
أومئ لها كريمي الأحداق بطاعة تامة و تبع الفتاة نارية الخصلات ، خضراء الأعين و التي أخذت تردد بمرح أغاني ريفية لم يألفها كلودي ، فجأة توقفت حتى كاد يصطدم بها و استدارت له بسرعة و قبل أن تقول ما كانت ستقوله ، اقتطعت كلامها محدقة في شامة كلودي
صرخت بأنثوية محظة مما أفرع كلودي الذي تلفت يمينا و شمالا
بينما أمسكته هي بقوة من كتفيه و قالت بحماس صارخ في عينيها: أنت تملك شامة تحت عينك
هزت يديه للأسفل و للأعلى و أكملت: هذا يعني أن لك حظا عظيما في الحب ، ستجعل كل فتاة تراك تقع في حبك
ـ أليست هي فتاة ؟ ألا بأس بقولها لهذا ؟ ـ
فكر كلودي باستغراب ، أكملت الفتاة و التي قالت أن اسمها فاير طريقها تمشي خلفيا مقابلة لكلودي و مشبكة ذراعيها خلف رأسها ، كانت تهذر بالكثير من الكلام الذي لم يستمع لنصفه لكنها بدت مستمتعة بوقتها و كان كلودي أكسل من أن يبدي انزعاجا من ثرثرتها ، فجأة قالت الفتاة و هي تمشي: أعتقد أني أحبـ ..
شهق كلودي و صرخ: توقفي
لكن الأوان فات فقد ارتطمت بالنافذة المفتوحة فاقدة الوعي ، تفقدها كلودي بقلق لكنها لم تكن مصابة فجزم أنها ستستيقظ عما قريب ، و بحكم عدم معرفته للمكان جلس قربها مفكرا فيما كانت ستقوله محدقا من خلال النافذة للسماء الليلكية
المقطع دا يجب تخليده *///* 
بقلم snow
مقطع جانبي من روايتها انعكاس
طلبته منها وهي مضغوطة هوهوهو 
  |
التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 06-24-2019 الساعة 09:48 PM |