رأيي الشّخصي / هناك العديد من الأمور التي جعلتني أصنّف الانمي من ضمن القصص التي يجدر عدم تفويتها إلى جانب كونه ذو شخصيات رهيبة ، خصوصاً شخصية بيشامون – المفضّلة لدي – وجودة الرسم و المشاهد القتالية ذات الدقة العالية ، الأنمي ببساطة رهيب ويستحق المشاهدة ولكن إضافة إلى ذلك ، ومن منظوري الشخصي ، أحببت في القصة أنها مرتبطة بعالمين مختلفين ، الأنمي ذا تصنيف خياليّ بحت ولكن في ذات الوقت ، يرتبط بالواقعية من زوايا . . !! وكأنَّ الكاتب جسّد معاناة ونوايا البشر ، بالرغم من أن هذه التجسيدات هي وحي الخيال . . ، ربطت الأنمي بالحياة التي نعيشها . . كيف ذلك ؟ في الأنمي ، الـ آياكشي يتوالدون من مشاعر البشر السيئة ، عندما تظهر فقد تراها فوق كتف أحدهم وهو واقف على الرصيف المقابل . . ، أو بجانب رأس رجل ما مصاب بالجشع ، أو وراء طالب ثانوي أصابه اليأس ، فتقوم الـ آياكاشي بتحريض تلك المشاعر السيئة وزيادة تدفقها ، تتحدث إلى الشخص بكلماتٍ تحثّه على عمل فعلٍ سيء ، كالـ إنتحار ، أو الإنتقام من زميل أو قتل شخصٍ ما . . عن طريق عبارات مثل : إنّهم سيئون . . ! أٌقضي عليه ، . . مَ الفائدة مِن العَيش ؟ أنا يائس . . وألخ فهذا الظهور للـ آياكاشي مع البشر أليس إنعكاساً خيالياً لوسوسة الشيطان لنا ؟ فالبشر معرّضون لمختلف المشاعر ، وإن لم يدفع الإنسان نفسه عنها ويبعدها فسوف تزداد وتؤدي إلى أفعال لن تكون تحت نطاق صحيح ! في الأنمي القضاء على الوحوش يكون عن طريق الآلهات ، وفي حياتنا الواقعية نحن كمسلمين نعلم أن الترتيل بالآيات أو الدعاء يدحض وجود الوساوس ، فِ الأنمي عندما يصاب الشخص بالتلوّث مِن الوحوش تظهر الآثار على جسده ويعاني من الألم ولو تفكّرنا قليلاً فـالـ الوساوس والذنوب تحدث ضرراً غير مرئي بأرواحنا وقلوبنا بل وتفقدنا البصيرة أحياناً . . المغزى العميق يختبئ تحت الأحداث ، ببساطة أن اليأس والألم و الحزن والإحباط والغضب ، جميعها تتآكل فينا وتدّمر دواخلنا دون التنبّه لها سريعاً هذه النقاط التي شعرت أنها فريدة في الأنمي ، وكأنه نقل فكرة من الحياة بطريقة ما . . . ، الأحداث تجري في نطاق مثير تغلّفها الكوميدية بأغلب المشاهد ، وأنا عادة لا أشاهد أنمي إلّا بوجود مغزى فيه . السلبية الوحيدة التي واجهتها هي وجود الآلهات وما إلى ذلك ولكن اليابان لديهم ثقافتهم الخاصة بمثل هذه الأمور ، ونحن كمسلمين لا تؤثّر علينا بتاتاً.