❝ ❣ ❤ ⏏ ❝ - ما نَظُركِ نحْو المُستقبل .. ؟
- لمْ أحدد بَعد ، أقصد .. لمْ أنظر بعْد ، فأنا لم أحدد يَومًا ، فالقدرُ هو سَيد قرَاراتِي ..
- لا ، أقصدُ ماذا سَتصبِحِين .. ؟
- لا أعلَم ، رُبما شاعِرَة ..
- وهَل تشْعرِين ..؟
- نعَم ، رُبما ..
**** - ماذَا سَتصبِحين .. ؟
- كاتِبة ..
- ألَم تقُولي .. أنكِ ستُصبحِين شاعِرَة .. ؟
- أدرَكت أني لا أشعر ..
- هلْ فقدتِ الإحساس .. ؟
- لا ،، رَأيتُ أن الشّاعِر يَحتاجُ إلى كَلماتٍ وقوافٍ وأوزان ، لتَنبعَ في الأخِير أبياتًا ذات معَان ..
- وهل سَتُصبحِين كاتبَة ..؟!
- نَعم ، اظن .. فالكَاتب لا يَحتاجُ إلى قَوانِين ، هُو خارجٌ وخارقٌ لقانُون العجزِ والصدْر ، القَصيدَة والشعْر .. حُرٌ في تَجولِه بَين الكلمآت ، طَلِيقٌ هُو في اختِيار الحُروف ..
مَوقِعُها ، بُعدها .. فَيسجِل بذلِكَ الهدَف ..
نَعم ، هُو سيُوَفقُ على أي حال ..
- لم تجِيبِي على قدرِ السؤَال ..
- لا يُهم ..
- إذن .. أَتُريدِين القَولَ أن الشاعِر مُكبلٌ في سِجنِ القَوافِي ..؟ أو تائِهٌ في صَحراءٍ وفيافِي .. ؟
- أبدًا ، الشعْرُ يحتاج إلى وَقت ، إلى نَفس ، إلى عَقل مُرتاح وبالٍ طويل ..
أما الكَاتب فيَرفعُ القلَم متَى شاء ، وأينما شاء ..
يَكفِي أنهُ كاتِب ..
**** - مَاذا سَتصبحِين ..
- طبِيبَة ..
- ألَم تقُولي .. أنكِ ستُصبحِين كَاتبَة ..؟
- أدرَكتُ اني لا أكتُب ..
- هل فَقدتِ القِرطاس .. ؟
- لا ، رَأيتُ ان الكَاتبَ لا يَنفعُ الناسَ بشَيء ..
يُصبح علَى القلَم ، يُضحِي على القَلم ، يُمسِي علَى القلَم ، ينام عَلى القَلم ، يَحلُم بالقلَم ..
ومَع ذلك ، يُصبح ذا جاهٍ وصَيتٍ ذائعَين ..
- أترِيدِين القَول أن الكُتاب لا أهمِية لهُم فِي الحَياة ..؟
- لا ، أبدًا ..
لَم أنسَ أنهُم كَرسُوا حَياتَهم من أجلِ العلْم ، من أجل بُلُوغ المعالِي والقِمم ..
لكِن حَقا لا أهمِية لهُم في الحياة ، فبوُجودهم أو بعَدمهم ..
وتَستمِر الحيَاة ..
- نعَم ، وتَستمِر الحيَاة إذن ..؟
لكِن .. ما دَخل الطِب في الشعر .. ؟ أو ما دخل العُلوم في الأداب .. ؟
- الأدبِي يَستطِيع أن يُصبح علمِيًّا ..
لكِن .. يَستحِيل أن تَجد من يَهتم بالعُلوم والفِيزياء ، يبحَث عَن الفرق .. بين كلِمتي ذكاءٍ ودهَاء ..
- إذن .. فَقد اعتَنقتِ العُلومَ من أجلِ مهنَة ثَالثَة .. ؟
- أجل ، علَى الأقل ..
الطبِيب يعَالج ويُساعِد ..
بمَا تعَلمَه أو بمَا استنْتَجهُ بَعدَ نظْرَةٍ مُعمقَةٍ نَحو الحياة ..
نَعم ، هُو يفهَم الطِب بطَريقَة أدبِية ..
**** - مَاذا ستُصبحِين .. ؟
حَدسِي يَقول أن لكِ مهْنَة رابِعَة ، فتَغدو حياتكِ بأحلام المِهن دونَ تنفِيذهَا ..
فتُصبحِين عاطِلَة ..
- شاعِرة ، وكاتِبة ، وطَبيبَة ..
- لم أتوقع كُل هَذا .. !
بالله .. دَعِيني أفقَه ما تَقولِين ..
- ما الشيْء الغامِض في كلامِي .. ؟
- كَيف ستُصبحِين : شاعِرة وكاتِبة ، وطبِيبة .. ؟
معَ أنك كُنت ترفُضِين الأول والثانِي منهُم .. ؟
- بَسيطَة ، لن أعِيش في مُستَشفى علَى أي حال ..
هل لَدي عُطل ، اوقات فراغ .. ؟
- بالتأكِيد ، إذن .. حَسبما فَهمت ..
أن تُكرسِي صغركِ في التعَب علَى كَسب العلم ، ثم تهَبين حياتَكِ في الكِبرِ إلى تعبٍ آخر لكَسب العَمل ..
- نَعم هناكَ ما يُقال عنْه مَوهِبَة وهوَاية ، ألنْ تَفي الكَلمتَين لتَنطَبقَا علَى الحدَث .. ؟
- بَلى ، صدَقتِ ..!
**** - ماذَا ستُصبِحِين .. ؟
- سأُصبحُ قلمًا ..
- حَقًّا .. ؟!
- كُنتُ أكذِب ، لَقد أثرْتُ عليك ..
طَابت ليْلَتك ..
⏏ ❞