بسم الله الرحمن الرحيم
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " ,
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ " ,
" وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ " ,
" وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ "
لما كان الضمير هنا هو " نا الدالة على الفاعلين " , في حين نعلم أن الفاعل هنا هو الله وحده لا شريك ولا فاعل آخر معه – تعالى وتبارك ؟!
يحكي الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري قصة أو نقاش حصل له مع أحد البريطانين حول ذلك :
يقول أن ذلك الشخص قال : كيف تدعوننا إلى دينكم , وأن إلهكم إلهٌ واحد , و كتابكم يدل على غير ذلك ! ..
قلت : كيف ؟!
قال : في كتابكم يقول " فعلنا , قلنا , جعلنا "
لو كان إله واحد كما تقولون لقال " فعلت , قلت , جعلت "
قلت هذا من باب التقديس والتعظيم ,
لكنه لم يقتنع !
قلت له : الآن ملكة بريطانيا عندما تصدر خطابًا رسميًا ماذا تكتب وتقول فيه , هل تقول " I am " أو تقول " We are "
قال : We are
قلت : لماذا ؟
قال من باب التعظيم للقرار ومن هذا القبيل .
قلت : الأمر هنا بالضبط – تعالى الله وتقدّس – هو إله واحد لا شريك له و جاء بصيغة الفاعلين من باب التعظيم ,
,’,
" قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ, قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ "
يقول سفيان بن عيينة : "يابن آدم : لا تيأس من دعاء ربك فإن إبليس قد دعا الله واستجاب له "
,’,
في قصة عذاب قوم لوط : " وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ "
" فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ "
في قصة عذاب أهل مدين : " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ "
هنا عبرة ولطيفة قرآنية أخرى : وذلك أن العذاب لأغلب الأمم الهالكة أتاها في الصباح ,
والحكمة أن الصباح وقت هدوء وغفلة لدى كثير من الناس , فيأخذ الله الهالكين بذنوبهم على حين غفلة منهم ,
ياراقد الليل مسرور بأوله -----------
إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
وقبل خمس سنوات في زلزال الهند المعلوم لدى الجميع , كان وقت حدوثه مع صلاة الفجر , ويقال أن الذين خرجوا لصلاة الفجر لم يصابوا بأذى كونهم يخرجون خارج القرية لآداء الصلاة ..
,’,
" لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ "
هذه الآية جاءت بين مجموعة آيات تحكي قصة قوم لوط , ومن يقرأها دون تدبر يظن أنها موجهة للوط عليه السلام ,
لكنها في الحقيقة جاءت تخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ,
وفيها تشريف عظيم له صلى الله عليه وسلم لم يحصل لأحدٍ غيره , حيث أقسم الله به في قوله " لعمرك " ولم يقسم جلً وعلى بأحدٍ غيره ,
,’,
" وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ "
هنا لطيفة نحوية : حيث جاءت ضيف بلفظ المفرد في الظاهر في حين أنها تدل على جمع وهم الملائكة الذين أوكلوا بعذاب قوم لوط ,
وسبب مجيئها كذلك أن محلها الإعرابي هنا مضافة , وإذا جاءت مضافة فإنها تدل على العموم ,