الموضوع: ʟσƨт -
عرض مشاركة واحدة
  #426  
قديم 08-08-2019, 05:29 AM
 



لم يكونوا يكترثون ، وكنت أكترث .. ظنّاً بأني قد قصّرت ولكني لم أكن،بل أفَضت وابِل محَوت
فيه أدنى نقص ،لقد أخطأت في حقّ نفسي ، أنا مَن إفتقرتُ للحاجة والعون .. مَن كنتُ طريحة ،
لعشرات المرات ، و ابتلعت غصّة ألمي كَشَخص هو الأكثر معافاة على وجه الكون ،
تحدّثت ..رغم الشقوق المدمّاة التي تثقب روحي ..، تظاهرت ببراعة أن ما مِن شقوق هناك ،
تلك الابتسامات الثقيلة التي تستطيل على شفتاي وكأنها تمزّقها ، لذلك ..لم يكن غريباً أن لا
أرى كفّ تقترب وتسندني على الوقوف ..،أو تشدّني فحسب .. ، إذاً كنت أنا الضحيّة في كل
الأحوال لم أعد أكترث،مَحوت الاكتراث .. لا أريده ..، لقد كان خطأ ، إهتمام زائد وهبته
وضاعفت السوء في أناتي / تلك الأنا المعرّضة للأذى . أريد أن أتجمّد ، لأوقف كل نبض يدق في
دواخلي ،حتى النبض يصبح خانقاً ، أكاد لا أتنفس !لا بأس .. لا بأس ، أحاول تهدئتني ، أكبت
صرخاتي فإذا نطقت بها سيختفي صوتي ، يارب حرّرني من هذا الجسد الضعيف أنّه زنزانتي
منذ أن تيقنت تفاصيلها ، إن ّّ كل شيء يغدو .. ثقيل .. خانق .. موجع ،مثل الدقّات التي
تكاد تَنفجر ولا أسمع بسببها صمتَ الوقت . ولكن كأمنية أخيرة ، أريد أن أشاهد الكعبة أمام
مرأى بَصري حينها لن أطلب أدنى أمر ، سيكون وقتها قد حققّت من ذلك الشيء كل شيء
.وقتها أبتغي لروحي أن ترتفع بسلام ، في ذلك البياض ، أرتفع عن الوحل الذي لطّخني ، أنا
مؤمنة أنّ في تلك اللحظات لن أشعر بوخزات الألم تقرصني ، وسأبتسم ، لأول مرة إبتسامة
عميقة غير زائفة .. ، الله يعلم بأني لست مغرمة بما تحتويه الدنيا ، فكل جماد فيها هو صورة
رماديّة باهتة ، أنا لا أرى الألوان ، هو يعلم أنّي لست من سكّانها ، وأنّ مستقري في الأعلى
..لربما هو السبب الرئيسي في تعلّقي الشديد بالسماء .. ، هذه المحطة هي بعيدة
جداً عن جميع ما تخطيّته ، عندما وصلت إليها أدركت بها أنّ كل ما يهمني هو رضا خالقي
عنّي . لذلك يارب .. أريد أن أرتاح من هذا العناء ، ففي كلّ مرة أشعر أن روحي تقترب لحنجرتي
، بطاقتي التي تتأرجح إلى نهاياتها . جلّ ما أحتاجه من دواء .. هو الرحمة منك ، تنصب و
تغمرني .
ذلك اللطف الإلهي ، إجعله يا الله مُحتضناً روحي الضائعة .




8-8-2019
lost