عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 08-08-2019, 06:23 PM
 
ألماسي











أحسَنت ؛ غنية هي سُطورك بِفيض المشاعر رغم أن حجم الفصل كان مُتوسط إلا أنك نجحت في إشباع كل مشهد بما يَستحقه
C R Y S T A l






الفصلُ التاسع



*ياجيما*

كان غاضبًا مني ! لقد جرحتُ كبريائهُ برفضي المساعدة منه ، لكنني مازلتُ قادرة على رسمِ أبتسامةً دافئة على وجهه .....
بثلاث كلمات بسيطة !

" شكرًا على الطعام ! "

دخلتُ للمطبخ لتسخين الوجبات بالمايكرويف ..... تبعني أخي فجأة وهو يسألُ :

" أكان ذلك هيروشي عندَ الباب ؟! "

أفزعني تمامًا ..... أكان في البيت ؟!

" أجل لقد ذهبت وعُدتُ معه ..... أأنتَ جائع ؟ أشتريتُ طعامًا جاهزًا ..... أأسخنهُ لك الآن ؟ "

" ماذا قال لكِ ؟ هل سيساعدُنا ؟ "


تجاهل كلامي تمامًا وهذه ليست أول مرة يفعلُها ! أشعرني ذلك بالعجز لأولِ مرة منذ سنتَين ، ظنَنّتُ أنّي لن أحتاج
لأحدٍ مادُمتُ أدبرُ أمور حياتي !

" جوان ، ما كان يجب أن تُخبِرَ هيروشي بآخر ما استجد معنا ، حتى لو كان صعبًا علينا حلهُ وحدنا .....
أنا لا أريدُ أن أكون حملًا ثقيلًا عليه ، أنت تعرفهُ جيدًا ! كالعادة سيفعلُ أي شيء ليُساعدَني! "

لأول مرةٍ في حياتي أشعرُ بالعجز ! لا أحبُ هذا الشعور ، انهُ يغيثُني بشدة .

هاج جوان غاضبًا ليقول بألم :

" ماذا تريدينني أن أفعل ؟ أن أجلس وأشاهدك تترُكينني هُنا وحدي ؟ وأجبر على المغادرة البيت ايضًا ؟ "

أخذ يلقط انفاسهُ بصعوبة وهو يُهدء نفسه ليكمل متألمًا :

" أنا لم يبق لي احدٌ سواكِ في الحياة ....... لن استطيع تحمل خسارتك أنتِ أيضًا ! ليس الآن يا أختي .....
حتى وإن كان ذلك عبر طلب المساعدة ! فهيروشي لم يخذلنا من قبل ..... أنسيت ؟! "





وكيف أنسى ؟ هيروشي منقذي .... لطالما كان ، وكذلك سيكون مستقبلًا ! لم يخذلني ،
لم يترك لي المجال لأشعر بالصعوبات ، حتى وأنا لا أعلم ....

ذوبان هذه المثلجات الباردة في فمي ، يُثيرُ الذكرياتِ الدافئة حقًا ......

" ياجي أتريدين المزيد من المثلجات ؟! ......... اذًا طلباتكِ أوامر أميرتي ! "

" لا تحزني ياجيما ، أنا لن أتخلى عنك أبدًا وهذا وعدٌ أبدي !! "

" ياجي أتحتاجين لشيء ؟ أيًا كان لا تنسي أني سأكون بجانبكِ ! "



*ناتاليا*

استيقظتُ في وقتٍ مُبكر اليوم ، أشعرُ بنشاطٍ كبير ، أرتديتُ زييّ المدرسي ونزلتُ لتناول الفطور ولم يكن
هُنالك أحدٌ سوى جدتي والخادمة في المطبخ بالكاد جلستُ لتناول الفطور حتى رن هاتفي ! كان رقمً خاص ، أجبتُ بهدوء :

" مرحبًا ! من معي ؟! "

ليأتي صوتٌ مُخملي من خلف السماعة قائلًا :

" لقد وصلتُ للتو ! أأنتِ جاهزة للذهاب ؟ "

وقفتُ من الصدمة والتقطتُ حقيبتي وخرجتُ مسرعة !

" أنا قادمة ! ................. جدتي أنا ذاهبة ! "

وقفتُ أنظرُ له وهو مُتكئً برأسه على المقود .... ركضتُ الى حيثُ يوقِفُ السيارة على بُعدِ بيتين من بيتي ،
رفع رأسهُ حينها وتابعني بعينيه الى أن جلستُ بجانبه ....

أبتسمتُ قائلة : " صباحُ الخير ! "

بقي ينظرُ نحوي وهو يتفحصُني بغرابة ارتبكتُ حينها ليقول :

" أليس الجو باردًا بعض الشيء؟! "

نظرتُ لنفسي فإذا بي لا أحملُ معطفي فشعرتُ بالإحراج وبقيتُ أحدقُ بعينيه مطولًا .... جدًا ! أدار بوجهه للأمام قائلًا :

" الن تذهبي لإحضاره ؟ لم نتحرك بعد ! ...... "

جمعتُ شتات نفسي وترجلتُ مُعتذرة وعدتُ للبيت ركضًا ، سمعتهُ يقول بصوتٍ مرتفع :

" المظلة أيضًا ..... ستَمطِرُ اليوم ! "

دخلتُ البيت بسرعة وأخذتُ معطفي من على كرسي المائدة ، حينها ظهرت جدتي وبيدها علبة الطعام قائلة
" لما العجلة ناتاليا ؟ لقد نسيت غدائك ! "

ارتديتُ معطفي وأخذتُ الغداء وكدتُ أنسى المظلة ..... خرجتُ مسرعة نحوه وحين جلست بجانبه قال ساخرًا :

" ألم تنسي شيء آخر ؟؟ " نظرتُ بغيض ليُكمل : " ما الداعي للعجلة ؟! "

في الواقع نسيت ! انا لم اتناول الفطور ! لكني احتفظتُ بذلك لنفسي ! لقد أحرجتُ نفسي بما يكفي منذ الصباح .

" انا آسفة ! "

بقيَ يُحدق في عيني طويلًا فازداد شعوري بالإحراج أكثر .... وحين ادرك نفسه ادار محرك السيارة وانطلق ....

كان الجو غائمًا وبدأت الرياح تعبث بالناس ببطئ ، قال تاكامورا فجأة وبصوتٍ منخفض :

" هل تناولتِ الفطور ؟ "

نظرت له مستغربة ! كأنهُ يقرأ افكاري ! تابع قائلًا :

" في الواقع أنا جائع لم أأكُل شيء منذ الأمس ! "

منذ الأمس ! كيف تحمل كل هذا ! أجبتهُ بابتسامة غبية :

" لا لم أأكُل شيءٍ بعد ! لنذهب ونأكُل شيء بأسرع ما يُمكن ! "



جلسنا نأكُلُ وجبات صباحية في كافيتريا قريبة من مدرستي ...... لقد كُنتُ سعيدة برؤيتهُ يأكلُ بعد كُل هذا الوقت ....
أن لا تأكُل شيء لفتره طويلة .... هذا صعب . تطرقتُ لفتح حديث صغير وأنا اشربُ الشاي :

" سيد ناكازاكي ... " منحني انتباههُ لأكمل " ماذا تعمل ؟ "

ابتلع طعامه و رشف القليل من كوب الشاي مُجيبًا : " هذا سر ! "

كست ملامحي خيبة الأمل ليكمل قائلًا :

" أعمل في جمع المعلومات ! "

توسع بؤبؤي وهمستُ بعدم تصديق " جمع .... المعلومات ! ماذا تعني ؟! "

نظر حولهُ وثم قال هامسًا " يمكنك القول محقق ! "

لا اصدق ما قاله ! لحظة !!!!

" في ذلك اليوم ..... على سطح المدرسة ...... أنا لم أفهم ، ما الذي كُنتَ تفعلهُ في المدرسة حينها !؟ "

رفع يدهٌ طالبًا الحساب و هو يقول :

" لنذهب ونكملُ في السيارة ! "



تحرك نحو المدرسة ببطئ ، ليبدأ سرد ما في جُعبته !

" كُنتُ اقومُ بعملي ! لقد كان هذا سبب قبولي عرض ياجيما حين أخبرتني عنكِ .... عذرًا لأنانيتي لكنني
كُنتُ أبحثُ عن سببٍ لأحوم حول المدرسة لتأدية عملي بدون مشاكل !! "




كان ذلك مفاجئًا لي ! وحين استوعبتُ ماقاله ساأتُ منفعلة :

" أتقصد أن ثمة أمرًا يستدعي التأكد منه في مدرسنا ؟! "

اوقف السيارة قائلًا بحزم :

" ليكن هذا سرنا الى أن أنهي عملي ! وليكن اسمي اراتا اوتشيغارا ! سنُكملُ حديثنا في المرة المقبلة !"

لم أشعر بالخوف ! قطبتُ جبيني قائلة : " اعتمد علي اذا اراتا-سان ! "

وضع يده اليمنى على رأسي قائلا : " أجل ! أعتمد عليكِ ! ناتاليا . "

شعرتُ بالإحراج الشديد لفعلته ! تمنيتُ أن يبتسم ، لكنهُ لم يفعل .... انما اقترب مني قائلًا :

" شُكرًا لكِ ! "

نزلتُ متجهة نحو مدخل المدرسة .... استوقفني صوتهُ يُناديني وهو يُمسكُ المظلة مشيرًا لها ، شعرتُ بالإحراج
من تجمُع الطلاب عدتُ نحو السيارة وأخذتُها منه مُبتعدة ... انا رسميًا تورطت !!





" أنا استسلم ! "

انزلت ياجيما علبة العصير تنظرُ نحوي باستغراب " ماذا تقصدين ؟ "

اخذتُ نفسًا عميقًا قبل أن انفجر بوجهها :

" لا استطيع التوقف عن الفكير في أنني اصبحتُ في موقف كهذا ! "


ابتسمت بخبث لتقول مازحة :

" أتقصدين علامتك في اختبار الفيزياء ام تاكامورا ؟ "

اتكئتُ على الجدار ورفعت رأسي نحو الغيوم السوداء

" لقد أتى تاكامورا خلفي هذا الصباح وكان يبدو شاحبًا نوعًا ما ! تحدثنا قليلًا ... "

اقتربت مني و هي تستمع باهتمام ،

" لقد طلب مني ان اقول لمن يسألني ان اسمهُ اراتا اوتشيغارا ! لا يريد أن يعرف احد مَا اسمُه ! "

" لا يُريد ان يتسبب لك بالمشاكل على ما اعتقد ! " قالت مبتسمة ...

تهتُ في كلماتها ! أية مشاكل هذه التي تنبع من اسمه ؟ ياجيما تعرف شيئا لم تخبرني به ، ويجب ان اعرفه الآن !

" ياجيما ...... أية مشاكل ؟ "

قلتُ باصرار جلي لتردف قائلة بهدوء :

" انهُ من عائلة ناكازاكي المعروفة بعملهم ! وبعض الناس يقولون انهم ملعونون بلعنة موت ! اغلب رجال هذه العائلة
يموتون في سن صغيرة ! حتى والده توفي عندما كان تاكامورا لايزال طفلًا ..... طبعًا لا اصدقُ هذا الهراء
ولكن الصحيح هو انهم لا يعيشون طويلًا ! "


بقيتُ مصدومة مطولًا ، هذا مستحيل ليس هُنالك شيء سخيف كلعنة ! ربما هذه صدفة !
انتشلني صوت ياجيما وهي تقول ساخرهة:

" لا تقولي بأنك صدقت هذه القصة السخيفة ، انه مجرد هراء يتناقله الحمقى لاتكوني سخيفة نات ! "

ابتسمت بغباء " أنا لست بهذا الغباء لأصدق هذا النوع من الهراء ! "

نهضت تمسح الغبار من ملابسها قائلة بملل :

" هيا لننزل من السطح قبل ان يرن الجرس ! لا يزالُ لدي طن اسألة يجب ان انسخهم من كُتبك ! "

" يمكنك ان تأخذي الاحياء والادب الكلاسيكي معك ! انا ذاهبة للنادي الرياضي أراك عند الرابعة ! "

نهضت و سبقتني بالنزول ... بقيتُ احدقُ في السماء الملبدة بغيومٍ ماطرة وانا افكر بما حدث اليوم ....
الى ان ايقضتني قطرات المطر من شرودي فهرعت انزل من سلالم السطح ...



* تاكامورا *



لقد تغيرت هذه المدرسة منذ ايام دراستي بعض الشيء ! ألا يفترض أن هذه الغرفة هي غرفة المعدات الكيميائية !؟
تبا الى اين نقلوها ؟! جذب انتباهي وقع خطوات تقترب بسرعة اختبأت خلف مدخل الغرفة بسرعة فدخل شابين
وأخذا بعض الكرات ولم اسمح لهما أن يلمحاني فغادرا لأسترخي واتقدم نحو النافذة ، ليفتح الباب فجأة !
اصدر ارتطامي بالباب صوتًا ينبه من دخل بوجودي ، تواجهت نظراتنا لأسترخي .... انا شاكرٌ أنها هيّ !
بقيتُ أحملق ببحريتيها مطولًا ، كانتا متوسعتين على اشدهما

بدت متوترة وهي تتحقق من اذا كان ثمة احد قريب من غرفة المعدات الى أن اغلقت الباب مرتاحة لتهتف :

" ولكن ما الذي تفعلهُ هُنا سيد تاكامورا ؟ "

بقيتُ ألمس التوتر في كلامها وأنا احدق بعينيها مجددًا ! ولكن ماذا بي !؟ لما تجذبني عينيها في كُل مرة لهذه الدرجة ؟!
أجبتُ مشيرًا نحو النافذة :

" كُنتُ على وشك الخروج ! لقد فاجئتني ، لم اسمعك قادمة انسة ناتاليا ! "

ابتسمت لتقول بحماس :

" لطالما قيل لي اني خفيفة الحركة ! عن ماذا تبحث ، أيمكنني المساعدة ؟"

امسكتُ جبيني امسحه بخفة و أنا أستفسر منها :

" اين نُقلَت غرفة معدات الكيميائية ؟ لقد كانت في هذا المكان من قبل ! "

تقدمت نحو النافذة لتُشير نحو المبنى المجاور قائلة ،

" من النافذة الاولى حتى الخامسة هو مختبر الصف الاول ، في الطابق الثاني وفي نفس الموقع للصف الثاني
وفي الطابق الثالث للصف الثالث ! و تجاور المختبرات المطابخ المخصصة لحصص التدبير المنزلي ونحن
لا نلقي عليه تسمية غرفة المعدات بل مختبر الكيمياء ! قبل سبعة سنوات حدث تحديث بمباني المدرسة
واضيف ذلك المبنى و مبنى الادارة و تم اعادة استخدام هذا المبنى لغرف تبديل الملابس والمعدت الرياضية
بعد ان اضيفت المساحة الخلفية لمساحة المدرسة من اجل الاراضي الرياضية
ويطلق على هذه التعديلات مشروع تطوير المدرسة ! "

" مدهش ! يبدو انه ليست الصفوف وحدها من تم زيادتها "
نظرتُ نحوها و أنا استفسر

" اتتوقعين وجود أحد في مبنى المختبرات الآن ؟ "


بدت تُفكر مؤقتًا لتُجيب وهي تُشير للطابق الثاني :

" فريق الكيمياء للصف الثاني يُجهز لاولمبياد الكيمياء على مستوى البلاد "

ثم اشارت للنافذة المفتوحة من الطابق الاول : " ويبدو أن احد الصفوف الاولى لديه حصة تدبير منزلي ! "

فهمت ! يجب ان أعود للبحث في ما بعد ! و..... قطعت حبل افكاري بصوتها المتردد :

" سيد تاكامورا ؟ "
منحتها انتباهي لتستفسر مترددة : " اتُريد الذهاب للمبنى ؟ "

استغربتُ ملامحها ، بدت قلقة وفي عينيها الكثير من الفضول

" أهُنالك مانع ؟ "

" في الواقع المختبرات مغلقة ولايسمح لغير المعلمين وممثلي الصفوف ورئيس نادي الكيمياء ان يحصلوا على المفاتيح !
وذلك منذ حادثة حريق المخبر في الطابق الاول قبل سنتين ! "

ادهشتني ! " ولكن من أين تعرفين كل هذه المعلومات ! "

امسكت ذراعها اليسرى بيمناها ، لتجيب :

" في الواقع ، كان اخي يدرسُ هنا قبل خمسة سنوات ! وهذه الاشياء اعرفها لأني كُنتُ ممثلة الصف وقت الحريق !
وكُنتُ رئيسة لجنة الطلاب العام الماضي ! لذا ..... "

قطعت كلامها اثر صوت فتاة يُناديها :

" نات-تشان!! نــات-تــشــــان ........ "

نظرت نحوي لتقول بسرعة وهي تأخذ مضارب التنس :

" اراك في الرابعة ! "

و خرجت مُغلقةً الباب بسرعة ....

" ولكن لما تأخرت كثيرا نات-تشان ؟! قلقتُ عليكِ "

" انا اعتذر ، لقد شردتُ قليلًا ! لنذهب بسرعة ... "



اختفى صوتها الرنان شيئا فشيئا .... بقيتُ احدقُ بالمبنى وانا افكر مطولًا بكلامها ، الى أن خطرت لي فكرة ،
فخرجتُ من النافذة وغادرتُ المدرسة.....



انهيت بعض اعمالي في المكتب ورفعت بعض التقارير ، لقد مر الكثير من الوقت لم آتي للمكتب ! منذ ذلك اليوم المشؤوم !
لازلتُ غير قادر على تقبل هذه الحقيقة ! في ذلك اليوم الصيفي ، كان يجب أن أكون انا وليس هو ! .....



*يتبع*




رد مع اقتباس