الموضوع
:
وهجُ أجارثا || رواية أعمى البصيرة منقذي •
عرض مشاركة واحدة
#
132
08-13-2019, 11:13 PM
Florisa
الفصل الخامس عشر
.
.
في هذه المشاركة سيتم إضافة الفصل الخامس عشر خلال الساعات التالية
أحبكم وأسعدني جداً تشجيعكم
لست أنت من تَختار حياتك !
بل حياتك هي التي تختارك ، ربط مصيرها معك وتضع كامل ثقتها بك بأنك تستطيع تغييرها نحو الأفضل.
مساحة لذكر
الله
سبحانك
اللهم
وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك
سبحان
الله
وبحمده
سبحان
الله
العظيم
الفصل الخامس عشر -
تغلب على خوفك
-
"
النيران تحتل المكان
"
"
النيران
"
"
ابي ... امي
"
اخذ يتمتم وهو يدفن رأسه في كتفي بصدمة من النيران كما لو انه عالق في تلك الذكرى وسبب له الأمر رهاباً!
أحتويت وجهه بين يداي ورفعت رأسه لأجعل نظره يقابل نظري "
تيم انا معك ، انت لست وحدك ..
حتى إن قررت الهلاك كالجبناء لن أسمح لك !
".
بدا نظره مشتتاً ولكنه لا يستجيب لي لألعن تحت أنفاسي فالدخان خانق هنا ، وضعت القماش الرطب كمامةً له
من الدخان ليستطيع التركيز والصمود أكثر ، ما الخطوة التالية ؟ ماذا علي ان أفعل الأن ؟ صحت به بيأس
"
واللعنة تيم لقد فقدت قوتي ، إن قاومت السحر على إطفاء النار ستتضرر والدتك
"
-
والدتي !.
استجاب معي اخيراً وقد انتفض عند ذكر جزء والدته ، أومأت له ثم أكملت
"
بإمكانك إنقاذها من الهلاك هذه المرة
"
جال بنظره حولنا بارتباك ولا ارى سوى انعكاس النار على لمعة عينيه ، همس بخفوت :-
ولكن كيف !
صحيح ، كيف ؟ النيران تحيط بِنَا لا نستطيع ان نخطو ناحية المخرج ، إيثان لا يستطيع الدخول وفقدت قوتي
بسبب سحر تيم ! اخرجني من تفكيري انجذاب جسدي ناحية الأرض فجأةً بفعل تيم وهو يصرح
"
الدخان يكون مرتفع عن سطح الأرض لذا علينا التحرك زحفاً إن أردنا الحفاظ على وعينا
"
التحرك زحفاً ! وهل يسعنا التحرك والنار تشعل كل شيء حولنا ؟ صحيح بأن قواي أبعدت القليل منهم
ولكن المسافة ما زالت خطرة ؛ الأهم من كل هذا بأنه قد أستعاد تركيزه وقوته
"
ماذا الأن ؟
"
-
أحاول إيجاد خطة ولكن فكرة دخولكِ إلى هنا يجعل عقلي يكاد يجن.
رمقني بحدة وهو يتوعد وكأني مخطئة "
أنا التي لا يمكنها فهم كيف أشعلت النار هنا ، هل تحول المدير إلى طباخ فجأة
؟! "
أعطاني نظرة حارقة أكثر من تلك التي خلفي ، نظرة تعني - سأرسلكِ إلى الجحيم - أنا في الجحيم بالفعل ؛خطة فاشلة
مستر قوانين ، تبدلت نظرته إلى جدية وقد اختفى التردد والارتباك الذي كان يحتله سابقاً :
-
لست أنا من أشعل النار
.
عقدت حاجبّي بتفكير فجملته تلك تُخبئ الكثير "
مالذي جبلك إلى هنا ؟
" سألته بحذر
-
أخبرني فتى بأن هناك مشكلة في المطبخ ، حينما وصلت إلى هنا انطلقت النار في كل مكان
.
"
عند دخولك هل لاحظت شيئاً
؟ "
-
أجل
.
"
ماذا
! "
-
كان الوضع على ما يرام
.
"
هل تعني بأنه لم تكن هناك مشكلة بتاتاً
؟!! "
أومأ بحذر ثم أجاب بغضب مكتوم :
-
كانت حيلة لإستدراجي
.
"
من سيفعل ذلك ؟ إن كان ريكارد مرمياً في السجن
! "
كاد أن يجيب لكنه صمت للحظة وسط ترقبي للإجابة هل لديه نفوذ أم عدواً آخر ! من المستحيل أن يقوم بحماقات
بعدما رأى ما تستطيع روح انجيلا فعله ولكن واللعنة أين اختفت ؟! فاجئني برمي السؤال نحوي بعد استيعابه للأمر
الذي كان يفكر فيه : -
ألهذا اختفيتِ
؟
دحرجت عيني بعيداً عنه ولم أعرف هل هذا هو السبب الوحيد لهجري إلى الريف ؟ تجنب التورط مع ريكاردو !
"
الأمر معقد.
"
-
لن يكون كالذي مضى.
"
ربما
"
-
سيكون لدينا حديثٌ طويل حالما نخرج من هنا
.- أشار نحوي بتهديد -
ولا تحاولي الهرب
.
في البداية بلعت هضابي بتوتر وقد جف حلقي بالكامل ولكني أعطيته نظرة سخرية ، من قد تهرب من مجرد حوار !
لنكن صريحين أجل قد أفعلها ففي المرة السابقة أُصبت بالحمى بسبب إصراره على معرفة كل شيء على الشاطى
او انه سيتخذ اسلوب المحققين في الإف بي آي
كنا طوال حديثنا نتحرك بواسطة السواعد والركب ..
"
أشعر بأني سأتحول إلى دودة مشوية
"
-
وجبة جيدة لأحد النزلاء الصينيين هنا
.
قلبت عيناي بضجر ، وعقلك ذو حبة الفاصولياء المشوية ، شهقت عندما لمحت تلك الاسطوانة الحمراء الفاتنة
وأخيراً طوق النجاة "
المطفأة هنا
"
صحت به ثم حَبست أنفاسي ووقفت أحملق في الزجاح الذي يحتوي منقذتي ، كنت أَبحث عن طريقة لفك القفل
وفتح النافذة الزحاجية ولكن أفزعني تكسره بواسطة مرفق تيم "
تمهل أذيت ذراعك
"
-
سنحترق قبل أن تَكسر الأميرة أظافرها
.
كدت أن أرد عليه إلا ان ولعة النار التي ولجت نحوي أخرستني ودلفتني خلف ظهر تيم ، من شدة فزعي وتسرعي
اصطدمت بالخزائن التي خلفي ؛ ترقبت حركات تيم وقف بإستعداد وسحب مسمار الأمان ، جزم قبضته على المقبض
بإرتجاف يحاول ضبط أنفاسه ونظره لا يفارق النار ، إنه يحارب خوفه !
مازال واقفاً ولا يستطيع القيام في شيء
"
تستطيع فعلها ! أنت الآن تيم الذي تهابه العصابات ، لست ضعيفاً ، تغلب على النار إنك أقوى منها
"
- أنا ..
هرب صوته حينما أسندت جبيني على ظهره بتهالك ، صوت النار وصوت نبضه ! تنفسه المتسارع ؛ همست له
"
انت قوي
"
توقف ارتجافه لأبتسم "
اقضي على عدوك يا رجل القوانين
" زفر بحدة ثم رفع فوهة المطفأة ناحية النار
ها أنت سترحل بعيداً أيها الخوف.
-
أعدكِ ستخرجين من هنا وستكونين بخير
.
ضحكت بخفة مع المسحوق الذي اندثر في الهواء كان كفيلاً بأن يغلق رئتي ثم صحت كي يسمعني
"
سنخرج معاً
"
-
أمسكي بثيابي ولا تُفلتيني.
كدت أن أجيب بـ حسناً مع وجنتين متوردتين وأنا أمسك طرف قميصه ، ولكن عن من أتحدث ؟
هذا تيم فقد سارع بالركض والنار تخفت في طريقنا إثر المطفئة التي تنثرأمامنا ؛ كان أشبه بالتمسك بأحد الثيران
والجري خلفه ، عقلي المذنب إنه يتخيل أمور لا وجود لها .. اصطدمت به إثر توقفه لمقابلة عمال الإطفاء
لا يمكنني ان أصف المساحة الهائلة لقاعة الطبخ وتوجب عليهم العمل بدقة تجنباً لأي اندلاعات هائلة قد تزيد الوضع سوءاً
، قادنا بعض العمال إلى الخارج وأخيراً هواء نظيف ، أُصاب المدراء بالهلع برؤية رئيسهم خارجاً بذراع مصبوغة بالدماء
وثيابه متسخة ، بحثت بعيناي عن إيثان وقد وجدته يهرول نحوي بقلق ويكاد يقسم رأسي نصفين ومن حسن الحظ منجله
ليس بحوزته الأن ولكنه تلاشى فجأةً قبل أن يصل لي ، ملامحه الأخيرة التي تحمل الإندهاش اختفت! تسلل الخوف
والقلق إلى قلبي ولكنه وجد تفسير حينما حط تيم كفه على كتفي قائلاً لهم "
أعتنوا بها أولاً
" إذاً لهذا تلاشى
إيثان بعيداً بسبب وجود تيم لجواري ، مسكين سيحقد على تيم كثيراً إن كان في كل مرة يطرد لمكان آخر بعيد عن
هنا ثم يعاود القدوم ، يبدو بأني أطلت النظر في تيم حتى ألحظ ملامح الأهتمام على محياه
فوضعت أكبر ابتسامة مطمئنة "
لقد خرجنا حقاً
" ربت على رأسي بإبتسامة هادئة
-
دعي المضيفة تقدم لكِ العناية الأن حتى استطيع تأنيبكِ بضمير مرتاح
.
"
ظننتك ستقول' حتى أستطيع شكركِ دون الشعور بالذنب '
" رفع حاجبه بإستنكار وكاد أن يجيب إلا أني رمقت
المضيفة التي بجواري بحركة سريعة ثم عاودت النظر له ، تكلم يا مديرها ! فهم مقصدي فهو يكون رسمياً
وراقياً جداً في دائرة العمل وأمام موظفينه ما عدا أنا طبعاً ; سرقتني ضحكته التي اخترقت اذني ثم أردف
"
حقاً انتِ تدهشيني في كل مرة أنسة إيليا !
"
هل هذه نظرة متعة التي تلمع بعينيه ؟ شردت به وربما توترت لم أدري ماذا أقول ؟
هل أذهب أم أبقى واقفة هكذا في المجابهة البصرية هذه ! رفعت خصلات شعري عن جبيني بحركة متوترة
والتفت ناحية المضيفة التي قالت بإحترام "
تعالي معي ، من فضلكِ
"
تحركت خلفها بعقل متوقف وجسد متعب، الجدران تقترب وتبتعد ، الأرض تتمايل يميناً ثم يساراً
حتى تحتضن جسدي بقسوة عندما أنطفأ كل شيء ! أصوات كثيرة حولي ثم هدوء تام وظلام دامس
ظهرت أمامي فجأةً مما أفزعني ، روح أنجيلا ! إنها شاحبة جداً اكثر من أي وقت مضى ، أخذت نفساً عميقاً
قبل أن أنفجر بأسئلتي عليها "
أين كنتِ طوال تلك المدة حاولت التواصل معكِ ؟ لما تبدين ضعيفة ؟
هل كنتي تعلمين عن سلبيات الإندماج الروحي ؟
"
-
رويداً رويداً يا فتاة سأجيبكِ عن كل شيء
.
"
أخبريني لما اختفيتِ ! ظننتكِ ذهبتِ للعالم الآخر ، ما الأمر هذه المرة
؟ "
تنهدت منكسةً رأسها ثم نظرت إلى يديها بأسى تقول :
-
أكاد أختفي بالفعل.
تصنمت لوهلة في صدمة أحاول الاستيعاب لكني راجعت الأمور في رأسي
"
ولكن ! ريكارد لا يستطيع إيذاءكِ فأنتِ روح
" قلت بإستنكار فالأرواح حقاً لا تموت ما سبب إختفاءها إذاً !
أجابتني رغم ان السؤال كان داخل رأسي :-
لم أكن أعلم بأنكِ ستتمكنين من استخدام الطاقة أو تلاحظينها حتى
.
"
في الحقيقة انا لم أكن أعلم وكانت كل الأمور تسير بطبيعية لكني أدركت كل شيء في الأوئنة الأخيرة.
"
مضى الصمت بيننا وهي تتحاشى النظر في عيني إلى أن سألتها بحذر
"
لم تكوني تعلمين بأمر الاندماج الروحي ، أليس كذلك ؟
"
-
سمعت عنه فقط
.
"
لما لم تُحذريني قبل أن نندمج أم ..
" أكملت بنبرة غاضبة "
أردتِ أن يحدث هذا
"
أن يوقع بك احدهم أمراً مؤلم وخصوصاً إن كانت رغبتك المساعدة فقط أو التخلص من وجع الرأس
فتجد بأنهم يورطوك بأمر آخر ، لكن لا .. هذا خطأي كان علي ان أسأل واستفسر بدل الإندفاع والتهور
اخذت أنفاسي ووليتها ظهري بتفكير لا أريد أن أعاتب ولا ان أرى ملامح مشبعة بالندم ، كدت أن أقول لها
أتعلمين ما شعور احتمال فقدان الجسد مرة آخرى ! إن حدث خطأ في الطاقة ستخرج روحي من جسدي
لكني ابتلعت كل ذاك الكلام لأني أيضاً لا أريد ان تختفي والدته للأبد ، أن لا يقابلها في العالم الآخر ايضاً سيكون
قاسياً، فأردفت "
ليس لدي رغبة بتحمل ذنب إختفاءكِ لذا .. ماذا علي أن أفعل ؟
"
-
أن تجمعي الطاقة ، فالروح التي تسكن الجسد تستهلك طاقة أكثر من الروح الحرة .. فـــ
قاطعت جوابها السريع "
أعلم كيفية جمع الطاقة
" نظرت لها بطرف عيني في حيرة
"
ولكن إلى متى سأستمر بذلك ؟
"
-
فقط حتى أتدبر أمر ريكارد
"
كان سبب وجودكِ هو استنجاد تيم بكِ في صغره ولكنه اليوم استطاع التغلب على خوفه
"
صمت لفترة ثم التفت لها أكمل بتعجب
"
لما لا ترقدين بسلام ؟ ان يكون لكِ فرصة بلقاءه في النهاية أمرٌ جيد
"
-
كيف لي أن أترك طفلي تحت رحمة قاتلي ؟
رمشت بقلة استيعاب ثمة خطأ هنا ،لوحت أمام ناظريها
"
مرحباً عمة أنجيلا ، طفلكِ ذاك رجل في العشرينات من العمر يتعامل مع عصابات ويدير الأن فندقاً بأكمله
!!"
رفعت كتفيها بقلة حيلة ثم تنهدت : -
فقط حتى أطمئن .. لبعض الوقت
.
أأمل ألا تتجدد رغباتها أكثر من ذلك ، لو أنها تحظى بمحادثة واحدة مع من تسميه بـ -الطفل - لكانت هرولت
سريعاً للعالم الآخر ، إنه أقوى منا جميعاً لا يحتاج إلى عناية ! تيم الوحيد الذي يستطيع تغيير رأي والدته
وإقناعها ليتني أجد طريقة لذلك ، مسحت على وجهي بقلة حيلة فالمتاعب أطول مني ; بدأ الظلام ينقشع
ويسيطر الضوء على المكان ها أنا أعود إلى الواقع ، فتحت عيناي ببطء من قوة الضوء لأقابل سقف الغرفة
ذو الثريةة الذهبية إنها غرفتي في الفندق ، رفعت أناملي أتلمس قناع الأكسجين عند أنفي وفمي لأزيحه فوضعه مزعج
، لا شيء أجمل من التنفس الطبيعي "
لا تخلعيه !
" هذا صوت أمي لقد نزعته وانتهى الأمر يبدو بأن هناك
من في الغرفة أيضاً لم ألحظهم "
لا بأس امي أنا بخير
" رفعت جسدي اعتدل جلوسي ولكن أزعجني شيءٌ ما
في ذراعي اليسرى ، ألقيت نظرة لأجد إبرة ذو وصلة تنتهي بالكيس المعلق الذي يحتوي سائل شفاف
"
فليأتي أحد وينزعه إنه مزعج
" تقدم أبي وجلس على طرف السرير يمسد على ذراعي اليسرى
"
قالت الطبيبة بأنكِ استنشقتي الكثير مِن الدُخان فسبب بفقدانكِ للوعي
"
نقل نظره إلى امي أكملت عنه "
تحملي فقط حتى ينتهي المغذي
"
تنهدت للمرة التي لا أتذكر كم لهذا اليوم واستسلمت فقط حتى ينتهي محتوى هذا الكيس "
بعض الماء ؟
"
أومأت لأبي بإمتنان إنهما حقاً يهتمان بي الأن وعلى هذه الحال اتمنى البقاء في الفراش طويلاً ، ليس طويلاً جداً
فالناس وحتى الأهل يقل اهتمامهم يوماً بعد يوم ..
-
أأمل بأنكِ الأن في صحة جيدة .
رفعت رأسي ناحية العم جوزيف الذي كان متواجد منذ البداية مكتفاً ذراعيه ومستنداً على الجدار خلفه ؛ إنه مقابل
لي تماماً أومأت له في صمت وعبثت في أناملي
-
المدير كان شديد القلق عليكِ.
تيم ؟ لمحت نظرة السخرية في عينيه ولكني بحيرة عما يجول في رأسه ، أجبت ببساطة
"
بالطبع فهو سيتحمل مسؤولية صحة أحد زباءنه خاصةً وأن الضرر من الفندق بحد ذاته.
"
حاولت مسح أي ارتباك قد يطرأ على نبرتي ولما قد أرتبك ؟! أيّ شخص قد يقلق على شخصٍ اخر كان معه
ثم سقط أرضاً ، صمت قليلاً ثم أردف يصطنع اللطف :
-
والأن اطمئنت قلوبنا دعونا نعود لغرفنا فالوقت متأخر و إيليا تحتاج إلى الراحة.
"
أنت محق يا صاحبي
" وافقه أبي وقد نهض من قربي مستعداً للرحيل لكني نفيت بسرعة
"
لا بأس فلتبقوا لم تجلسوا معي منذ زمن
" طبع قبلة على جبيني ثم قال
"
سنلتصق بكِ غداً ، والدتكِ أيضاً تحتاج للراحة
"
نقلت نظري لها لربما يكون لها رأياً آخر ولكن عقلي سخيف التفكير فقد عدلت لي الوسادة ثم قالت "
نامي جيداً
"
كنت سأصاب بصدمة نفسية لو حصل غير ذلك ، أخذهم جوزيف لإيصالهم إلى غرفتهم بحجة الصديق الوفي الذي
يطمئن عليهم ، ها أنا الأن عدت وحيدة لا أبي ولا أمي هنا .. إيثان ليس هنا أيضاً من المفترض أن يعود لا أعلم
كم من المسافة قُذف ، أما تيم .. حسناً لم أراه لقد كانت ذراعه مصابة ولا بد بأنه استنشق الكثيرمن الدخان أيضاً
حالته قاسية أين قد يكون الأن ؟ حاولت العودة للنوم قد أراه صباحاً ، تقلبت يميناً ثم يساراً ويمر الوقت بينما النوم
يهرب من عيني ، حسناً لنرى أين ذاك الأهوج سألقي نظرة وأعود حالاً لربما أستطيع النوم بعدها.
نهضت من الفراش مصطحبةً معي الموصل المغذي المُعلق على عامودٍ حديدي ذو عجلات يسمح للمريض بالتحرك
خرجت من غرفتي أسير في الممر بهدوء فلا أسمع سوى صوت أنفاسي هنا خطوة فاثنتان ثم تفاجأت بجسدي
يُسحب ويُحاصر عند الجدار ، جوزيف ! كاد قلبي ان يتوقف من الخوف ظننت بأن أحداً ما قد يغتالني
كان قريباً جداً وهو يسند ذراعيه على الجدار خلفي بحيث لا يسعني الإلتفات حتى !
"
أنت ! مالذي يحصل معك
؟ "
أجابني بهدوء :-
أحاول منعكِ من التهرب مني كما تفعلين كل مرة.
التهرب أم تجاهلك ! ليس لديه طريقة أقل همجية من هذه ليسمعني ما في حوزته ، لقد ظننت بأن الكِبار عقلاء
بعض الشيء ! لكني سأرمي ظنوني في أقرب سلة مهملات منذ اليوم
"
حسناً إبتعد سأسمع ما لديك
. "
لكنه لم يتحرك شبراً ! مازال متصنم بمكانه ينظر مباشرةً في عيني ويرتب الكلام في رأسه ثم قال :
-
لقد سمعتُ أنكِ تستطيعين رؤية الأرواح ، أتيت إلى هنا لأن قصتكِ أثارت اهتمامي فأنا من الأشخاص
المولعين في الخوارق والأحداث الغريبة
.
صمت لفترة ثم صرح ببرود :-
وليتني لم أأتي
.
أتفق معك في ذلك ، بالطبع لن أخبرك عكس ذلك ولكن هل نجح تجاهلي له في تراجعه عن أمر الخطوبة
والرحيل عن وجهي ؟!
-
أخبرتني اليوم بأن لديكِ مواعداً مع صديق
- تسلل الخبث في صوته عندما أكمل
-
هل كان صديقكِ ذاك هو مالك الفندق الذي َطلبكِ إلى مطبخ خالٍ من العمال
!
"
ما يدور في رأسك مختلف تماماً عن الحقيقة
. "
- بل هذه هي حقيقتكِ ، اختلقتِ قصة مرضكِ لوالديكِ المسكينان وأنتي تَلهين مع الرجال هنا وهناك
.
ألجمت الصدمة لساني وقد تيبست حدقتي عليه ، يالتفكيرك القذر ! ابتسم بسخرية مما جعل الدماء تغلي في عروقي
فدفعته بغضب "
لا يحق لك إتهامي ، أنا بريئة من كل أفكارك اللعينة
" كان صوتي عالي ولم أتحكم به من
شدة إنفعالي لكنه همس لي بمكر
-
شش ! لا تريدين أن تفضحي نفسكِ ، صحيح ؟
لَمحت إيثان متواجد عاد أخيراً للمكان وهذا ليس وقته ولكن ما صدمني هو إندفاعه ورميه لجسد جوزيف أرضاً
صفعت رأسي عندما صاح بذعر :-
من أطاح بي
؟!
أطاح بِكَ شبحٌ كسول صرف طاقة كبيرة في هذا اليوم وكنت انت الشخص المناسب لإفراغ كافة غضبه بك
بالطبع لن أقول كل هذا "
أنا من فعلت ، ما بالك ترتجف كالدجاجة المبتلة ؟ أنت لا تصدق بأني ارى الأرواح ، صحيح
؟ "
كان كلامي مشبع بالسخرية والاستهزاء لا أدري لما أشعر بنوع من التنمر ، رمقني إيثان بحدة بسبب نسب الفعل لي
كدت ان أصيح به لالاااا تفعل لأنه قد تحرك ناحية جوزيف ورفعه عن الأرض ، المسكين أقصد اللعين يجد نفسه
مرتفعاً في الهواء وعيناه ستخرجان من مكانهما ثم رماه ليُقبل وجهه الأرض ، أوتش هذا مؤلم ! ولم يكتفي
بل أعطاه أيضاً ركلات ولكمات في أنحاء جسده ، كنت غافلة عن عنفك يا إيثان
في النهاية هرول جوزيف بعيداً ممسكاً بمعدته وأنا ما زلت مكاني ملتصقة بالجدار
كاد أن يلحق به لكني اوقفته "
توقف لقد نال كفايته
"
كان يتنفس سريعاً بسبب غضبه :-
هل أقتنع الأن
؟
نظرت إلى نهاية الممر حيث اختفى جوزيف وأجبت
"
أجل أعتقد وصلت القناعة إلى الصميم وسيتجنبني من الأن فصاعداً
"
حولت نظري لإيثان الذي يمسح على وجهه يزفر غضبه "
ولما أنت غاضب
! "
-
لما غاضب ؟ لقد رماني ذاك اللعين إلى قرية بعيدة عن المدينة وكلفني ذلك جهداً كبيراً ، أنا الذي لا أتحرك
في اليوم سوى مرةً واحدة أضطررت لقطع كل تلك المسافات لأعود وأجد لعيناً أخر يتحدث بالتفاهات ، وأعيد
التذكير بأن شعوركِ يؤثر على الأرواح من حولكِ فكان علي ركل مؤخرته إلى المريخ
.
رمشت بصدمة ، لقد أنفجر في وجهي هذا الذي لا يتحدث كثيراً ويختصر الكثير
"
كان يوماً صعباً عليك
"
ماذا ؟ لم أجد غير ذلك لأقوله تخفيفاً عنه لقد صدمني حرفياً ، عاد إليه تركيزه وسألني :-
من يكون ؟
"
أي لعين تقصد
؟ " لقد عنى في حديثه تيم أولاً ثم جوزيف من حقي أن أحتار عن مَن يسأل هنا
صفع على رأسه ثم قال بتململ :-
اسمعي ، لنتحدث بعدما أستيقظ.
"
حسناً لا ينقصني إنفجار آخر ، خذ حماماً تزيح به تعبك ثم أخلد للنوم
"
تحرك وتخطاني بخطوات متكاسلة ، ما لبث إلا توقف والتفت برأسه لي قائلاً : -
ألن تأتي !
"
هناك أمر سأتأكد منه ثم سألحق بك
"
-
تجنبي المشاكل
.
هذا أصعب من اختيار ملابس لموعدٍ غرامي ، لوح لي بملامح ناعسة وأكمل سيره ناحية شقتي ، أحترت أين قد
أجد تيم الان وأنا لا أعلم مسكنه لذلك وجدت أقدامي تقودني إلى -مكتب المدير- حفظت الطريق عندما أوصلني
تيم إلى هنا صباح اليوم أو أقول أمس ؛ عجباً لا يمتلك أي سكرتير هنا ! من ينظم مواعيده
التصقت في الباب أضع أذني أحاول سماع أي شيء ولكن لا فائدة ، بعثرت شعري بضجر ثم حبست أنفاسي
لأطرق الباب بخفة ، لم أسمع أي إجابة .. شيءٌ طبيعي من قد يتواجد في مكتبه بعد منتصف الليل هو في
النهاية ليس نشيطاً ليفعلها ، أستدرت مقررةً الرحيل أسحب العمود المتحرك خلفي ولكن أوقفتي صوت الباب يُفتح
-
إيليا !
ابتلعت هضابي بتوتر حقاً لم أتوقع هذا ! التفت برأسي فقط بملامح غبية
"
لم أتوقع بأنك في المكتب بهذا الوقت .. أعني
"
هرب الكلام مني لم أعلم عما أتحدث ، حلقت عينيه على ثيابي المنزلية والمغذي الموصول بذراعي
ثم أبتعد عن الباب قائلاً :-
فالتدخلي.
حركت رأسي بالنفي ثم نظرت إلى ذراعه المضمدة "
أردت فقط التأكد من سلامتك ، لن أُشغلك عن عَملك.
"
كتف ذراعيه صامتاً لوهلة ثم قال :-
لا بأس كُنت فقط منغمساً بمراقبة حدثٍ ما حصل بأحد ممرات فندقي.
تجمدت الدماء في جسدي ! هل كان يرى كل ما حدث أم أن شيئاً آخر كان يجري في ممر آخر لا علاقة لي به !
ضحكت ضحكة تخلو من الفكاهة كما لو أنك مُجبراً عليها "
حقاً !
" انتهى بي الأمر أمام الشاشات المعلقة
على جدار الغرفة تعرض تحركات ممر كل طابق ، ضغط تيم على زر في لوحة التحكم على مكتبه لتعيد لقطات
سابقة في كُل شاشة ، وهناك كان ما حدث قبل قليل ، نظرت لـ تيم بطرف عيني :-
ماذا ؟
"
هذا لا ينقل الصوت أيضاً ، صحيح ؟
"
-
للأسف لا ، هل قال شيئاً سيئاً ؟!
أملت برأسي قليلاً أُفكر "
بعض الشيء
"
أستند على المكتب خلفه وعينه لا تبتعد عن الشاشات يتمتم :
-
كنت سأطرده خارجاً على الفور.. لكن ما حدث معه جمدني
.
عرضت الشاشة لقطات تحليقه في الهواء وتلقيه للضرب دون وجود أي شيء حوله
"
أوه ، هذا ..
" كيف سأشرح ذلك ؟ لا أود أن أبدو مخيفةً بنظره
قضمت شفتي ثم قلت سريعاً "
صديقٌ لي لقنه درساً
"
-
صديقك ذاك ! غير مرئي
؟
"
مرئيٌ بالنسبة لي فقط
" كانت إجاباتي سريعة أحاول جعلها مختصرة ، نعم عدوة إيثان تفيدني هنا
أخفض رأسه محاولاً إخفاء إبتسامته ثم تمتم : -
تطورتي كثيراً
.
"
أجل وأنت أيضاً
. "
أنا لم أعد تلك التي تلاحقها الأرواح وتكمل حياتها هروباً ، بل أصبحت أمتلك قوة بالرغم من أن استخدامها تترك
أثار سلبية على انجيلا ولكني استطيع التأثير بالأرواح ومساعدتهم ولقد حصلت على وظيفة جيدة ، أما هو فقد
تغلب على خوفه من النار واستعاد مكانته الأصلية حاملاً إسم عائلته متحولاً من مجرم كـ رجل القوانين إلى مدير
مرموق ، خرج هو أيضاً من شروده بسؤال يملك كل حيرته : -
كيف حدثت كل تلك التغيرات فجأةً ؟
"
القدر
" رفعت كتفاي مجيبةً ببساطة لكنه أدركت بكمية الكوارث التي أخفيها خلف تلك الكلمة
لا أستطيع التلاعب بالحقائق مع هذا الرجل ، حرك رأسه بالنفي ثم اعتدل واقفاً يصرح :
-
لو تعلمين كم مِن سؤالٍ وسؤال داخل رأسي .
لن أخفي بأن صبر تيم علي قد فاق توقعاتي ، من قد يتعامل مع كل هذا الغموض الذي يحيط به !
نظرت إلى الكيس المغذي ورفعت ذراعي اليسرى بأسى "
ولو تعلم كم أن هذا المصل مزعج
"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ميار ونوتي
لاريسا
بلاك روز والقمر الجميلة
لو تعرفو فرحتي وتأثيركم فيني بحماسكم مع الرواية
كل عام وانتو بألف خير للأسف خلص العيد ومعايدتي جاءت بوقت متأخر
شي متوقع من كاتبة دايماً فصول روايتها متأخرة ، للأسف بهي الرواية كتير فقدت الأمل منها
وأكثر من مرة بقول خلاص بوقفها لأن احس تأسيسها مو متين وتحتاج تعديل ببدايتها
وتخطر ع بالي أفكار روايات رهيييبة منها اللوجرس ومنها المجنحين ومنها صوت داخل رأسي
اوووه حرقت كتير روايات مخبئة مابتنتشر لحتى تخلص أعمى البصيرة
كثير من صديقاتي بالواقع كانوا يحسوا بالملل من العنوان اممم ممكن جدي زيادة ؟
بس اللي يبدأ عمل لازم ينجزه للأخير ، ما بعرف إذا أحد أحب الرواية ، حبيتوها ؟ - تهرب -
لأجلكم بحاول انهيها سريعاً وامشي بكتابة الفصصول بسرعة خارقة - تفرقع اصابعها -
الحقيقة من أول يوم العيد بكتب بهالفصل وانشغال وهيك وبحس أقصر فصل بكتبه من لما فتحت الرواية
لقيت طريقة جديدة تساعدني بكتابة الفصول بطريقة سهلة ووقت أسرع من السابق مثل تلخيص الفصل إلى نقاط
-الخروج من النيران
-إختفاء إيثان
- الهلاك وقناع الأكسجين حديث مع روح انجيلا
- مقابلة والديها عند استيقاظها
-هجوم إيثان على جوزيف
-مراقبة تيم الأحداث من الكاميرات
بهذا البارت كانت كتابته مختلفة وسيناريو ثاني لا يمد بهذا البارت بصلة ، بس كان لازم نعطي قوة لتيم ويتغلب على خوفه
بدلاً من ان تستخدم إيليا قوتها وتصير كوارث معها ومع روح انجيلا
رأيكم بالقتلة اللي أكلها جوزيف من إيثان ؟ فعلاً كتابة الأحداث لها طعم أخر تماماً أجمل بكتير من تخيلها
أنك تجسدها بتفصيل دقيق يخليك تحس بمتعة الموقف ، جاري كتابة الفصل التالي لأن النقاط جاهزة باقي التفصيل
سبب استمراري هو أنتم وسؤالكم
بفتخر لما تتعلقوا بالرواية
بفتخر وبنبسط لما بشوف أقوال الشخصيات عالقة بذاكرتكم
فتغير هدفي من هالروايةة وهي اني اعمل منها هدف ودرس
مثلاً فيرسوس ليس دايماً المظهر يدل ع الشر ، هو أصلع يب وعنده ندب ووشم على طول ذراعه ولكنه وسيم
والأشرار ما بيخلقوا اشرار في ظروف تجبرهم ليصير بهذا الدور ، فـ فيرسوس لا تكرهوه مو سيء ههههههه
تيم قدر يتغلب ع فوبيا النار خلونا نبارك له سمعوني صوت التصفيق ، والشي الثاني اللي خلاني افتخر بهالرواية
بإنها استحقت السرقة هههههههه رغم انها معاقة بنظري إلا انه تمت سرقتها بأمينو وانتسبت لشخص ثاني
حولها لأنمي بدل تيم " كانيكي " - تضرب ع راسها -
بإنتظار ردكم ولو جملة ، جملة قادرة على إسعادي ودفعي للإستمرار
ربي يسعدكم
سو أحبكم
.
.
__________________
يا رفاق ،
ترقبوا
، زمن من المفرقعات قادم!
┊سبحان الله
┊ الحمدلله
┊
لا إله إلا الله
┊
الله أكبر
┊
استغفر الله
┊
هل لديك ما تخبرني إياه ؟
|
مدونتي
|
معرضي
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-15-2019 الساعة
01:34 PM
Florisa
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Florisa
زيارة موقع Florisa المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها Florisa