الموضوع: الفريق الرابع
عرض مشاركة واحدة
  #219  
قديم 08-21-2019, 12:35 PM
 
وأخيراً كان الكتاب بيد الصبية الأخيرة.. والتي اختارت صفحة جميلة ملونة خُط في منتصفها اسم "ميغيل أنطونيو سميث"
ظهر من فوره ليمثل أمامها فجلست قُبالته بابتسامة هادئة مرحبة :
من الجميل أن نلتقي شخصياً سيد سميث.. اسمك يذكرني بشخصياتٍ روائية تقمصته.. مرحباً بك سيد سميث
_ أهلاً بكِ
_ حدثني عن تاريخ مولدك وأين ولدت
_ كان ذلك في ٢٩ من سبتمبر ١٨٣٢م
_ قصة كفاحٍ طويلة هي قصتك.. أخبرني كيف تمكنت من المواصلة رغم معارضة والديك الشديدة للفن ولما كانت تلك المعارضة
_ كان والدي جورج كما تعلمين بمثابة القنصل في سانتياغو و والدتي كارمن ابنة زعيم الاستقلال أنطونيو خوسيه دي إيساري .لذلك اختارت لي أن أكون محامياً لكنني لم أرد ذلك.. وبمالي الخاص اشتريت العدة والألوان ولازلت أذكر كيف تخلصو منها أمام مرأى عينيّ.. كان ذلك فضيعاً
_ اذاً كيف تمكنت من اقناعهم؟!
_ عندما تظل متمسكاً بحلمك.. ستصل حتماً ولن يقف أحد لمعارضتك ففي عام 1849 ، استسلمت عائلتي أخيراً وسمحت لي بالدراسة في "Academia de Pintura" في الأكاديميه الجديدة التي أسسها الرئيس مانويل بولنيس.. وهناك كانت أولى بدايات تعلمي..
_ هذا رائع بالفعل.. لقد بدأت بتحقيق حلمك.. فمن كان له الأثر الأكبر بفنك..
_ كان أول من تدخل بفني إن صح التعبير هومعلمي والذي كان المخرج و الفنان الإيطالي المولد يدعى إليخاندرو تشيكاريلي ، والذي عمل على غرس الأسلوب الأكاديمي في طلابه.
_ وكيف ذلك؟
_ كنت أهوى رسم الطبيعة.. لكنه كان يختار لي أن أرسم موضوعاتٍ أسطووية.. حين تمسك بفرشاة فنان وتجبره على اختيار مايرسم.. ينتهي به المطاف محبطاً تماماً، وهذا ماحدث معي فقد تركت تعلم الفن منه وبدأت الرسم بتلقاء نفسي بحرية..
_ الرسم الفكاهي أو الكاريكاتير.. ماكان دوره في حياتك
_ لقد كنت حينها أعمل في
صحيفة le Correo Literario.. وذلك بعد فترة مذ بدأت تعلم الرسم حيث جُنّدت وبعدها تزوجت وعملت تارة في البنوك حتى وصلت للصحيفة وهناك امتهنت رسم الكاريكاتير منتقداً جمهورية المحافظين..
_ كانت المعدات قديمة حسبما سمعت لكنك ابتكرت عددًا هائلاً من الرسوم الكاريكاتورية الشخصية لأشخاص بارزين.. اذكر لي واحدة منها..
_ اوه كان من أهمها عدوي اللدود Ciccarelli وقد كان وجهه نحساً علي اذ اضطررنا بعدها لإغلاق الصحيفة لفترة..
_ سميث والهجرة.. ماذا تقول في ذلك؟
_ آه.. لست أنسى ذلك التاريخ 1859 حيث فشلت الثورة فأُجبرت على الهجرة إلى فرنسا، وبعد فترة قصيرة ، حققت نجاحاً معقولاً ومع ذلك ، فإن نمط الحياة البوهيمي الذي تبنيته تسبب في تبديد أموالي ، لذلك كان علي أن أذهب إلى الولايات المتحدة لطلب المساعدة المالية من جدي ، أنطونيو خوسيه ، الذي كان في ذلك الوقت دبلوماسيًا في نيويورك. ثم ذهبت إلى إيطاليا ، وأمضيت عامًا في العمل مع رسام المناظر الطبيعية كارلو ماركو. بعد ذلك ، قررت العودة إلى تشيلي ، على الرغم من المخاطر التي ينطوي عليها السفر البحري خلال حرب جزر تشينشا.

لابد أن العمل معه أمتعك
_ كان ملائماً لي للغاية فأفكارنا كانت أكثر قرباً وانسجاماً.. لكن لم يدم ذلك ففي عام 1866 ، بعد رحلة صعبة استغرقت ستة أشهر ، هبطت في سان أنطونيو وانضممت إلى مجموعة من رجال الإطفاء من سانتياغو ، على الرغم من أني لم أبق معهم لفترة طويلة. كانت هناك إصلاحات ثقافية خطيرة تجتاح البلاد ، وكم كان مدهشاً كمية التغيرات التي طرأت على الأمور في الأكاديمية. وقد كان ذلك البغيض Ciccarelli لا يزال مسؤولاً
_ وأنت حتماً لم تكن لتعمل معه مجدداِ
_ باالطبع لذلك أنشأت ورشة التدريس الخاصة بي في عام 1869
_ ماذا عن Ciccarelli الى متى استمر بالتدريس؟
_ أخيراً تم استبداله بإرنست كيرشباخ ، وهو رسام ألماني كان أكثر استعدادًا للعمل معي ، فبدأنا في تبادل الطلاب
_ مذهل.. حدثني عن أسهر طلابك.. لابد وأن بعض النجوم أشرقت في فضائك
_ بالطبع.. ومن بين أشهر طلابي كان ألفريدو فالنزويلا بويلما وبيدرو ليرا وألبرتو أوريغو لوكو وأونوفري جاربا وكوسمي سان مارتين، وددت لو كان بالامكان احضارهم معي فلكم أنا فخور بهم..
_ ولكن يؤسفني أن من بين انجازاتك العظيمة انتقدت بأنك معلم مزاجي وغير منظم.. خلفت الكثير من اللوحات الناقصة خلفك ونفذت البعض بسرعة..
_حسناً لايمكن أن يكون المرء كاملاً ولابد من هفوات
_ معك كل الحق.. ولكن بصمتك العظيمة لن تُنسى.. كنت معلماً قاد تلاميذه نحو العظمة.. وقد افتخرو بك وكذا زملائك.. وأنا الآن فخورة بأني من سيطوي الكتاب على صفحتك بعدما أظهرت لوحاتك للنور تزيين هذه الغرفة.. فشكراً لك سيد سميث
_ على الرحب.. وشكراً لكم لاستضافتي هاهنا



الخاتمة ##

هنا.. نختتم أربعة من أهم لقائاتنا بالماضي..
بصماتٍ بعضها لن ينسى لانجازاته العظيمة
والبعض لن ينسى لكوارثه الأليمة
وبين النور والظلام
خيط حاد لايمكنك عنده الوقوف في المنتصف
بل اختر الجانب المشرق وانظر للسماء فقد باتت قريبة منك
تحملك نحو أحلامك تحققها

وبكل الود.. نلتقيكم مجدداً في لقاء آخر قريباً
ودمتم بخير
رد مع اقتباس