عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-21-2019, 01:41 AM
 





طويت كتاب غابرييلا.. وأطل غلاف معتم دموي..
شعرت بالخوف فمددته نحو زملائي علهم يحملون ثقل هذه المهمة عني..
وبالفعل امتدت يده لاستلام التحقيق معه، فمثله لن نشيد بأفعاله حتمًا!!!

نطق بحزم ما إن مثُلت صورته أمامه جالسًا على الكرسي بزهو وخُيلاء: إنني أعجب حقًا كيف لأحدهم امتلاك تاريخٍ كهذا.. حافلٍ بالدماء! وحتى آخر السطور كنت أتوقع أن تُعدم..
لكن ورغم أنك احتجزت لمرات عديدة كنت تعود لتعيش مجددًا الحياة بحقارة.. لَكم تملك تاريخًا طويلًا ملوثًا!
أظنك أكملت المئة عامٍ من الشر؟

ابتسم المدعو بتحسر: بل هي أقل بقليل، إن عمر الظلم طويل وحسابه جدُ عسير.
- إذًا أنت تعترف بأخطائك وجرائمك؟!
- من ذاق مثلي الموت بالحياة مراتٍ ومرات سيكون هذا شعوره حتمًا، لا تعلم كم تمنيت سرًا الموت منذ أول مرة سُجنت فيها !

- انتظر، قبل أن نتحدث عن نهايتك، لنعد معًا إلى البداية، حين بدأت سطورك سيد بونوشيه.
- حسنًا إذًا؛ كان مولدي بتاريخ 25 نوفمبر 1915 فالبارايسو في تشيلي
أما وفاتي في العاشر من ديسمبر 2006 بمدينة سانتياغو، تشيلي بعد أن احتفلت بعامي الـ91.

- وتوفيت بنوبة قلبية فقط!!
- وهل كنت تتمنى ماهو أكثر من هذا العذاب؟

- مقارنة ب 3200 حالة إعدام واعتقال ما يصل إلى 80000 شخص وتعذيب عشرات الآلاف مايصل إلى 28000
وربما أكثر.. تمنيت لك موتًا يلائمك أكثر!
- حسنًا إنها أُولى إنجازاتي وحسب.

- أخبرني بأي حقٍ اُنتخِبت؟
- عمّ تتحدث؟ لم تكن هناك انتخاباتٍ أوماشابه.. كل ما هنالك أني وصلت إلى السُلطة في انقلاب سبتمبر 1973
وكنت جنرالًا وقتها حين قصفت القوة الجوية التشيلية القصر الرئاسي في الحادي عشر من سبتمبر، بينما اقتحم القصر من
قبل جنود المشاة والدبابات
’ رئيس تشيلي المنتخب سلفادور ألليندي رفض الاستسلام ’ وقُتل أثناء الاجتياح للقصر
وكنت رئيسًا للقوة الأكبر سلطة فأصبحت القائد وكونت زمرتي الخاصة.


- والتي اشتهرت كأكثر منتهكي حقوق الإنسان في العالم وقد حولت تشيلي إلى سجنٍ كبير احتجزت فيه
حتى أعدائك من الكتاب والمثقفين والأدباء عالميًا.

بتبجحٍ أجاب: لقد كانوا فضوليين بشكل لا يطاق! يكتبون كل ما يجب عليهم عدم افتضاحه.
- وقد كشفوا أسراركم وجرائمكم وخططكم الدموية وأولها أنك كنت أساس الانقلاب، أليس كذلك؟
- حسنًا، إنني أعترف بذلك.

- يقال أن الثروة ازدهرت في البنوك حتى إيزابيل ألليندي عبرت عن هذه الحالة في رواية بيت الأرواح على لسان الحفيدة
بالقول: "لم يكن جدي قادرًا على متابعة ثرواته، كان يكفي أن يتركها في البنوك لتتضاعف وحدها". ماذا تقول عن هذا؟
- إنها واحدة من أكبر إنجازاتي.

- والتي كانت عبارة عن اختلاسات متتالية وظلم لحقوق الشعب... حسنًا لنكتفِ بهذا القدر، لم أعد قادرًا على تعداد
جرائمك التي لاتحصى. ما رأيك أن نتحدث عن سقوطك؟ أظنه حديثًا سيمتعني.

- في الواقع أخشى أن أخذلك يا فتى. فقد حدثت انقلابات كثيرة وتمت محاولة اغتيالي ولكني نجوت بجراح طفيفة رغم
مقتل من كان معي. وقد نجوت من الموت مراتٍ لاتحصى. ولَكم سُجنت وحُكم علي بالإعدام ولكني خرجت بسبب عقلي.


-آه تذكرت! كنت دائمًا تحتج بعقلك وذاكرتك الضعيفة وصرت تحتال على القانون وتستتر خلف الأطباء والتقارير المزورة.

- ولكن في نهاية المطاف لقد اختارني الموت بعد أن أدركوا أن عقلي سليم وطالبوا برفع القضايا مجددًا
والبحث في الجثث التي أعدَمتها وأخفيتها.

- لقد حدثت مظاهرة عظيمة بعد موتك احتفل فيها معارضوك بموتك؛ وددت لو كنتُ معهم صدقًا!

- أنت قاسٍ! لكني سأحطم سعادتك قليلًا. لقد اتخذت احتياطاتي وطلبت منهم إحراقي وإعطاء رمادي لابني
كي لا يقوم المخربون بالانتقام مني في قبري.

- الرحمة يا الهي! أنا لم أعد قادرًا على الإكمال. ننتهي هنا ونطوي هذا الكتاب أخيرًا.
نعتذر لإزعاجكم بأبشع شخصية لهذا اليوم... انتهى.




__________________



The only me is me

?....are you sure the only you is you








معـــــــــــرضي


التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 08-22-2019 الساعة 05:56 PM
رد مع اقتباس