الموضوع: من هنا .... وهناك
عرض مشاركة واحدة
  #358  
قديم 10-26-2019, 09:28 AM
 
مقال

ممّا لا شكّ فيه أن كلمة "شغف" أضحت أكثر شيوعًا بين جيل الشباب في الآونة الأخيرة، وازدادت الدعوة لاتّباع الشغف وتحقيقه والعثور عليه، فما هو الشغف؟ كيف تعيشه؟ وكيف تعثر عليه؟

تمّ تعريف الشغف في قاموس أوكسفورد بأنه شعور قويّ للغاية بالكاد تستطيع السيطرة عليه.
ووصفته أوبرا وينفري قائلة: "الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك".
لقد صدقت أوبرا بالفعل في وصفها، فإذا التقيت بشخص شغوف ستلحظ وتشعر على الفور بكميّة هائلة من الطاقة تنبعث منه.

وكلّما زاد شغفك اتجاه نفسك، عملك، حياتك أو أي شيء تقوم به، زادت كميّة الطاقة الإيجابية المنبعثة منك.
والسعادة الحقيقية تأتي حينما تتبع شغفك. قد تتساءل: ما نفع الشغف وما أثره على حياتي؟

والجواب هو أنّ للشغف عظيم الأثر على كلّ جانب من جوانب حياتك مهما كبر أو صغر، فهو يشكّل وجودك،
ويوقد إلهامك ويفتح أمامك فرصًا عظيمة. إنّه ببساطة الحماس والإثارة للحياة.




كيف تعيش مع شغفك؟

العيش بشغف يعني امتلاك الشجاعة الكافية للتعبير عن أفكارك وآرائك وقناعتك بلا خوف، إنه وسيلتك للتعبير عن حبّك للحياة. ويأتي حبك هذا من واقع أنّك تعيش حياة أنت اخترتها وليس حياة أجبرت على عيشها.






وكنوز التراث الحضاري الإنساني طافحةٌ بنماذجَ من أفكارٍ وإبداعات
إنما كانت نتيجة لأفرادٍ استطاعوا بقوة العزم والإيمان في نفوسهم أن يخرجوا عن المألوف

في بيئتهم، بداية من الخيال خطوةً أولى، ثم العمل، نهاية إلى الابتكار.
وقدْ جُبِل بُسطاء الناس وعامّتهم على استعجال النتائج، وقطف ثمارٍ عاجلةٍ عن كل عمل يحمل وراءه غاية

علماً أن الغاية كلما كانت ثمينةً وذات قيمة سامية لزم أن تكون بعيدةً غاية البُعد؛ يكتنفها عاملان لا يصبرُ عليهما إلا ذو الجَلَد والصبر: التّعبُ والزمن.
يُحكى أن أحد الأمراءِ قديماً سمع عن رجلٍ يزْعُم أنه ذو موهبَة فذَّة ونادرة النظير، فجيء بالرجل بين يدي الأمير

ليعرض موهبَته مقابل أن يُجزِل له العطاء، فوضع الرجل إبرة صغيرة وثبتها في الأرض على مرمى أمتارٍ منهُ ثم أخذ إبرة أخرى فرمى بها الأولى لتنفُذ من مكان الخيط إلى الجهة الأخرى.
كانت النتيجة أن أمرَ له الأميرُ بمائة دينار ومائة جَلدة، فسُقِط في يده واستفسر عن الأمر فكان جواب الأمير: أن مائة دينار لأنك أتقنت العمل وتكبدت عناء المِراس مدةً طويلة لتجيد الرمي، ومائة جلدة لأن العمل لا يفيد شيئاً ذا بال لا من قريب ولا من بعيد”
مغزى الحكاية أن الغاية من الشغف إذا لم تكن سليمة وذات أهميةٍ تعود على المرء ومجتمعه بالفائدة، فلا معنى للكد والنصب فيها مهما بلغ صاحبُها من الجهد في تحصيلها.
وهذا الأمر ينظم في أعطافه الكثير من أشكال الشغف التي لا تقدّم ولا تؤخر، أو التي يكون مردودها محدوداً لا يتجاوز صاحبه، بل يقدمها إعلامنا الكرتوني على أنها “مواهب” و “إبداعات” و”ابتكارات” وهَلم شرّاً….
وما أكثر من تخطّفته هذه الجوائح ممن “ضلَ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”


__________________


متيقنة
أن الله ب القرب دائماً
اللهم ارحم امي وابي واعفو عنهما واغفر لهما
اللهم إنك أرحم مني عليهم فأدخلهم الجنة من أوسع أبوابها واغفر لهم
















رد مع اقتباس