عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-10-2019, 05:39 PM
 
Post قصيدة امنحوني حق الاختيار

[gdwl]




قصيدة امنحوني حق الاختيار
لفرط ما كتبتني أحزاني
أصبحت أهوى النسيان
لفرط ما تجرعت مرارة ضعفي
أجبرت على نظم الأشجان
ما بك يا قدر تعاندني ؟
ألا تأبه بنفسي والكيان ؟
ما بك يا قدري أيها البائس؟
أتجعل قلبي يعاني؟
أتريد سقوطي والانهيار ؟
في إنهياري وقمة أحزاني
سقطت في عمق الوديان
لقد سلكت منذ وقت طويل
دروب الأحزان
لقد جعلت في لحظة ضعف

اليأس رفيق حياتي وأنيس الكيان
لقد افقدني موج البحر وجداني والأمان
ونزع مشاعر الفرح من الأذهان
خالي كلما ناجيته هرب من الباب
وتوارى عني بعيدا في الضباب
وضاع في حطام الزمان
أملي يتلاشى وعزمي يتهاوى بالمكان
أصبحت لا أعي ماذا افعل
آو مما تعاني نفس إنسان؟
أصبحت مغمورة بظلام الأحزان
خائفة أسير في الشوارع وحدي
والبرد ينهشني ويحطم العظام
ماذا افعل حتى أتخلص من نفسي والهذيان ؟
ماذا افعل حتى ارمي كومة الأحزان؟
وقفت على شاطئ البحر الصافي
أداعب بقدميّ مياهه يوما
لكن باغتني موجه العاتي
وقذفني في أعماق روحه الأليمة
صرخت لكن لم أجد احد بالجوار
لم أجد احد ينسيني انهياري
ويرمم عاصفة الانكسار
ويعيد إلي صوابي ويخبرني بالجواب
إنني يائسة ضائعة يا زماني
في وحدة هذا المكان البارد
فأترجاك يا قدر بالإكراه
أن تبدل ألوان ورائحة الأزهار
وتجعلني قادرة على الغناء
من فرط الفرح كأطيار السماء
وتجدد عهدي القديم
وتحمل ألام سنيني بعيدا
عن غمي الأسير
فبيني وبين السماء قصص وحكايات
وخفايا الهموم تشكل عائق للنجاة
فبيني وبين الغمام نجمة دكناء
أخبرتها بجل أسراري والآلام
فقذفتني من سمائي إلى بحري الحزين
إني اغرق يا أحزاني
في دوامة يأسي
ولا منجد يغوص لإنقاذي
إني اغرق يا أحزاني
فكفى يا نفسي لا تفكري بالانتحار
فعسى هذا الظلام الحالك يزول
وعسى نفسي الكئيبة
تتبدل من حال إلى أحوال
والفرح يغزو الروح السقيمة بالآمال يجول
ولا يجعلها لعبة بيد الأقدار المتعثرة
فعبثا أحاول جمع كومة أوراق المبعثرة
فتلك ذكرياتي التي تناسيتها في لحظة الهذيان
قد عادت إليّ للاختصار الآن
فماذا افعل
وقلبي مشرد في دنيا الأسرار
ماذا افعل
وكل كتاباتي صارت هراء وبلا معاني
ماذا افعل وقد خذلتني الأقدار
وأصدرت محكمة الأوراق القرار
ففي سنيني الماضية
فكرت بالانتحار
لكن لم أجد
فيّ الشجاعة للاختيار
وقد منحت وقتا
لكن لا مجال للانهيار
فقد منحت زمنا
كان للصبر فيه القرار
فلم تهن نفسي ولم تفر
ولم تتمطى في الخيال
فهذهِ حياتي يا ناس
فدعوني كي لا انهار
فانا أحسن الاختيار
فإني عالقة بدنيا من رماد الأحزان
إني عالقة في دنيا الأسرار
لا مخرج منها
ولا طريق يمكنّني من الفرار
و قد مررت صدفة
في ليلة ظلماء بشارع الأحزان
فرأيت شخصا جالس
على الرصيف يبكي
فأشفقت نفسي عليه
فقالت له: ما بك أيها الباكي
مما تشتكي ؟
فأجاب بدمع فيّاض من عيني :
ألا يا فتاتي الحبيبة ابكي معي فعلني
اخفف من جراحك الشقية
ابكي عسى تأتيني رياحك الشرقية
بأخبار وأنباء مفرحة
فقد طال انتظاري لعمري الفاني
دعيني اروي الحكاية
وأتخلص من نزيف القلب المتألم
دعيني اشكي فعسى بدموعك
تضيء شموع الأيام
دعيني ابكي عساي أجد وسيلة
لأتحكم بالكلام بدهاء
وأتخلص من ألام دهري الرعناء
دعيني اذهب في حال سبيلي بذكاء
ولا تلاحقيني كأحزاني في الخفاء
دعيني وحدي ولك خالص امتناني
دعيني انظم قصيدي واسطر بأقلامي
عذب الكلام بجفاء
وصدى دمعاتي تلطخ الصفحات
دعيني أتمطى في خيالي
وابتعد عن حنين وجدي
وشوقي إليك يا حبيبي الغالي


اكبر من أن يقال باللّسان
دعيني اعبر عن حبي وعن خالص تقديري لخالي الحنون
فانه سندي وقوتي في الحياة
من تأليف مجدولين

[/gdwl]
رد مع اقتباس