الصرخة المنتظرة وليد عمار الصرخة المُنتظرة ! - قصة قصيرة - بقلم : وليد عَمار ظل طوال عمره يخشى الموت لم يكن يشغل باله شيء غير هذا الموت ، وكان الشعور الذي يسيطر علية كل يوم قبل أن ينام أنة سوف يستيقظ على صُراخ يُعلمه بأنة قد فقد أحد مُحبيه ، ولكن هذا لم يحدث فهو لم يستيقظ يوماً واحداً على هذه الصرخة المنتظرة وكان هذا الأمر في حد ذاته هو باعث القلق علية ، إذ أنة كان أقلق ما يقلقه وما يقض علية مضجعه لهو ذالك الشعور الجارم الذي يجتاحه مثل السيل العارم بأن هذه الصرخة سوف تنطلق يوماً ما من أحد الحناجر، وكان الأمر الذي يجعل عيناه تعلنان كل يوم شق عصا الطاعة وعدم الرضوخ للوسن وتأبيا إلا أن تملئوهما الحيرة والحزن، هو علي مَن يا تُري سوف تنطلق هذه الصرخة . لم يكن يخشى هذا الموت أبدا، بل كان يخشى على ذوية من الموت ،كم زهره يا تُرى سوف تدوسُها أقدام الخريف هذا العام، كان يملئه الخوف -الخوف الذي يلتهم حبال الأمل ويمزق أشلأ الحُلم الجميل- وظل كثيراً ينتظر هذه الصرخة إلا أن جاء هذا اليوم الذي استيقظ فيه علي صرخة علم معها وهو يقفز من مضجعه ويلتهم الخطوات بينة وبين حُجره والديه، أنها الصرخة المنتظرة وعلم بعد أن استطاع أن يُميز صوت بكاء والدته أن والده قد مات ولكن الأمر العجيب أنة قد رأى والده وليس عليه إمارات الموت ولكن الذي أستلفت انتباهه أن والدة لا يتحرك .... لقد شُل والده ... نعم شُل والدة ...! لقد لعب القدر لعبته المشهورة وآبى إلا أن يتركه ولم تعد له القدرة على الحركة ولا حتى الكلام . ومرت الأيام وتبدل حالة وأخذ هو نفسه ينتظر هذه الصرخة عله يريح والده من جراء هذا العذاب ولكن هيهات لقد ضن علية القدر حتى بالصرخة ، ومضى العمر وحاله والده تزداد سؤ إلي أن كان يوماً عاد فيه من عمله فوجد كل الجيران أمام الباب ينتظرون عودته- ليخففوا عليه واقع الصدمة لعلمهم بمدى صلته بوالده- ووجد نساء البيت كلهن يتشحن بالسواد فعلم بأن مراده قد حدث ولكنه لم يزرف دمعه واحده أو يهتز قلبه ففي هدوء وبلا خوف وبلا أدنى إحساس دخل على والدة المُسجى كان لدية سؤال يلف كيانه كالإعصار.. أين الصرخة المُنتظرة ؟! أين بداية الموت ؟! أهكذا ينتهي كل شيء بالرغم عنة! ومنذ هذا اليوم نسي كل ما كان يقلقه .. نسي كل شيء .. وأكثر ما نساه هو .. الصرخة المنتظرة..!
التعديل الأخير تم بواسطة *GHADA* ; 07-02-2009 الساعة 10:36 AM |