الرابعة صباحا
المسجد مضاء ... بعض الرجال في المتوضأ....واخرون يقرؤون القران في الداخل....بينما بدأ المصلون يصلون تباعا..
ويؤدون صلاه تحية المسجد وبعضهم يداعبون حبات المسبحة بأصابعهم وهم يتمتمون بالتسابيح والذكر ...القادمون يلقون السلام على الجالسين...الريح تصفر من ثقب النافذة العلوية..الامطار بدأت تنهمر...المؤذن يرفع الاذان..اتجه الامام الى احد المصلين همس في اذنه....جلس في المقدمة يقرأ القرآن..يونس ابن الامام يدخل االمسجد .. يقيم الصلاه ...ينهره والده... يصلي وحده بصوت عالي...يبتسم الحاضرون ابتسامة خجولة بينما تمتم الامام....انا لله وانا اليه لراجعون....لا حول ولا قوة الا بالله...
أنهى يونس صلاته...هتف بصوت عالي:
- بدي اصلي لحالي وبديش صلاتك يا ابو يونس ... اصلا الصلاة وراك حرام..
هتف به احد المصلين..
-بس يا يونس عيب عليك..
أشار يونس بيده الى والده وهو يصرخ:
-إمامكم حرامي وبيقول عني اهبل... والي بيصلي وراه بيكون زيو ...
تمتم ابو يونس:
-الله ييهديك يا ابني ..مالي بركة الا انتا...
خرج يونس من المسجد...في الثلاثين من عمره..أعزب طويل القامة ذو لحية طويلة يلبس معطفا ثقيلا وكوفيه وحذائه ذو رقبة طويلة...يمشي في الشارع تحت الامطار...تبتلعه العتمه...يقيم المؤذن الصلاه يصطف المصلون.. الامطار منعت الكثيرين من الحضور ...الصف الاول لم يكتمل ...لا زال يونس يمشي في الشوارع وقد علا صوته بأغنيته...رخي يا مطرة رخي الحكاية قلبت مخي ... ثم بصوت عالي جهوري ...يلعن..يا ابو يونس ...يلعن... يا رابين ...كل العالم00000.. اصحوا يا عالم وروحوا عالجامع ...مش سامعين الأذان...ولا عاملين حالكم طرشان...بدكم اياها على الجاهز...هادي ذقني ازا حدا فيكو بيخش الجنة...الجنة ما بتحوا 000 زيكو...انتو واليهود زي بعض يلعن ابو اليهود ... الدورية تستوقف يونس...يطلبون منه الهوية...
نظر اليهم يونس بغضب ثم قال:
- أنت مش عارف مع مين بتحكي ؟
أحد الجنود شك في سلامة عقله..نزل من الجيب ...اقترب منه بحذر...
-شو اسمك..؟
يونس:وقد ثنى ساعديه الى اعلى ليظهر عضلاته...
-أنا هرقل ...ملك العالم...
ضحك الجندي الذي يفهم العربية .. هتف به الجنود:
-ما هو اومير(ماذا يقول)؟
-هو اومير شي هرقل(هو بيقول انو هرقل)...
ضحك الجنود...ونزلو من الجيب والتفوا حوله..
نظر اليهم يونس ثم قال:
-اسمع انا مش خايف منكو...انا مش خايف من شامير ولا من رابيين ..
حب الجندي سلاحه ... وصوبه ناحيته..ثم قال ضاحكا:
-ارفع ايديك يا هرقل...
رفع يونس يده قائلا:
-مش رافع...
نظر الجندي الى زملائه...ثم انفجر ضاحكا...ثم قال:
-نكاح أتوه لمحنيه(نأخده للمعسكر)...
هتف الجنود الأخرون بسرور:
-بيسيدر...توف ميئود...
حمله الجنود ... والقوه في الجيب العسكري بقوة...بينما صرخات يونس:
-يلعن ابوك يا 00000.أنا راح اطخك...انا نابليون..انا رمسيس الثاني...لازم اتصل بالامم المتحدة...
ابتعدت السيارة العسكرية حتى غابت عن الانظار..متجهة إلى معسكر الجيش القريب من مخيم الاجئين , وبدات صرخات يونس بالتلاشي في العتمة تدريجيا....
انشا الله الجزء التالت بالطريق
بس بدي اشوف الردود
mlaak