ماذا تفعل في عشرة دقائق
عبد الملك القاسم
-11-
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
يستطيع الموفق أن يستثمر عشر دقائق في حفظ حديثين أو ثلاثة من أحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم . ولمن أراد أن يسلك هذا السبيل أ يبدأ بحفظ الأربعين النووية بحجم الجيب ووضعها في السيارة وكلما ركب أبناؤه الصغار معه في الصباح يبدأ بقراءة أذكار الصباح ويرددها معهم ثم يناول كل ابن نسخته من الأربعين النووية فكانوا يحفظون في كل يوم حديثاً واحداً فقط... وبالإمكان تطبيق هذا البرنامج على الأسرة في الجلسات العائلية،فيكون فيها تشجيع لمعرفة سريع الحفظ مثلاً لتكون مجالاً للتنافس والحرص. التفكر
هل تفكرت يوماً في عظم مخلوقات الله عز وجل وكبر حجمها ودقة حركتها؟! بل هل فكرت يوماً في نفسك وسرعة أنفاسك وسعة ذاكرتك ونبضات قلبك وتتابعها؟! هل فكرت في بصرك وسمعك؟! يقول الله تعالى: (وّفِي أَنفُسِكُمْ أَفَرَ تُبْصِرُونَ ^) . وبهذا التفكير تعلم أن خالفك واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد سبحانه وتعالى؛ فترجو رحمته وتخشى عقابه0 هل فكرت أخي الحبيب في الموت وشدته والنزع وكربته والقبر وظلمته والحساب وشدته والصراط ودقته؟! يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً لبكيتم كثيراً" [ متفق عليه] . فكر أخي الحبي في المحشر والبرزخ وحين تدنوا الشمس على رؤوس العباد..وتذكر ذلك الموقف العظيم: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ^وَأَمِهِ وَأَبِيهِ^ وَصَحِبَتِهِ وَبَنيِهِ^ لِكُلّ امْرِىٍ مّنِنْهُمْ يَوْمذِ شَأْنُُ يُغْنِيهِ ^) . وتذكر تلك اللحظات الطويلة والأيام العصيبة: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهاَ وَتَرَى النَّاسَ سُكَرَى وَمَا هُم بِسُكَرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ الله ِشَدِيدُُ^ ) . ففكر في تلك الأهوال والصعاب حتى تحرك قلبك وتزيد همتك وتسعى إلى الله بقلب منخلع ونفس ذليلة وتترك حطام الدنيا فلا يشغلك عن الآخر. لماذا دقائق معدودة؟
عشر دقائق من عمرك أيها الحبيب تزن ذهباً وتساوي دهراً ...أرأيت :لأن حياتك ما هي إلا سوى أنفاس ولحظات ودقائق ..وإذا جُمعت كانت ساعات وأياماً وليالي..ثم هي في النهاية سنوات عمرك الذي وإن طال بك لن يتجاوز السبعين أو دون ذلك بعشر .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وقل من يجوز ذلك " [ رواه الترمذي]. ولربما كنت من الذين تخطفتهم يد المنون وهم في زهرة العمر ومقتبل الشباب وهو الأكثر0 وإن أردت أن تعرف أهمية تلك الدقائق فأنظر إلى حال إنسان يحتضر وما هي قيمة عشر دقائق لديه. رسالة دعوية
يسر الله أمر الدعوة وشرف هذه الأمة بأمانة التبليغ وخص أهل هذه البلاد بنعم عظيمة تساعد وتسهل أمر الدعوة إلى الله عز وجل . ومن أسهل الوسائل وأنجحها : إرسال الكتب وتوزيعها عبر الرسائل البريدية إلى مختلف أنحاء العالم،وتؤخذ أسماء المراسلين وعناوين من صفحات التعارف وهواة المراسلة في المجلات0ويمكن إرسال رسالة دعوية بها أربع كتيبات في العقيدة والعبادات والرقائق والأذكار وبالإمكان تجهيز عشر رسائل في عشر دقائق فلو هدى الله على يديك رجلاً واحداً فكم من الأجر سيكون في ميزان حسناتك ؟! إن صلى أو صام وحج وقرأ القرآن فلك مثل أجره ولا ينقص من أجره شيء و والله إنها كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم " [ متفق عليه].