مَعَ اللهِ
-3-
شعر / عمر بهاء الدين الأميري
مَعَ اللهِ عِنْدَ هَزيمِ الرُعودِ***ولَمْعِ البُروقِ ودَفْقِ المَطَرْ
مَعَ اللهِ في الفَلَكِ المُستَطيرِ***وفي الشَمسِ تَجري إلى مُستقَرْ
مع الله ، في الأرض، في سَهْلها***وأوْدائها ، والرَّواسِي الكُبَر
مَعَ اللهِ في البَحرِ مِلحٌ أُجاجٍ ***مَعَ اللهِ في سَلسَبيلِ النَّهَرْ
مَعَ اللهِ في نأمَاتِ الوجودِ***مَعَ اللهِ في كُلِّ ما قَدْ فَطَرْ
مَعَ اللهِ في سَكَناتِ الحَياةِ***مَعَ اللهِ في حَرَكاتِ الحَجَرْ
مَعَ اللهِ في نَسَماتِ الرياحِ ***اللواقِحِ تَخْطُرُ بَينَ الشَّجَرْ
مَعَ اللهِ في نَفَحاتِ الشَذا***مَعَ اللهِ مِلءَ ثُغورِ الزَّهَرْ
مَعَ اللهِ في الحَقْلِ حُلْوَ الجَنَى***مَعَ اللهِ في الرَوضِ دَاني الثَّمَرْ
مَعَ اللهِ سَامعِ صَوتَ الدَبيبِ ***مِنَ النَّملِ أَنّى وَأَيّاَن مَرْ
مَعَ اللهِ والنَّحلُ يَحْسو الرَحيقَ***وَيحمي جَنَاهُ بِوَخْزِ الإِبَرْ
مَعَ اللهِ في رَفرَفاتِ الفَراشِ***تَلامَعَ في الشَّمسِ مِثلَ الدُرَرْ
مَعَ اللهِ والطَيرُ تَغدو خِماصاً ***وَتَنعَمُ بالرِّزقِ مُنذُ البُكَرْ
مَعَ اللهِ في سَيرِ وَحشِ الفَلاةِ ***بِهَدْي الغَرائزِ تَقْضي الوَطَرْ
مَعَ اللهِ يَنْفُخُ مِن روحِهِ ***على حَمَأٍ فَيكونُ البَشَرْ
مَعَ اللهِ ما اخْتَلَجَتْ نُطفةٌ ***بِروحٍ خَفِيٍ وَما دَرَّ دَرْ