عرض مشاركة واحدة
  #159  
قديم 08-11-2008, 11:47 AM
 
رد: قصة واقعيه قصتي مع فاطمة وجيونكو وكاثرين

الحلقة الرابعة عشر

مظاهرة ضخمة جدا في بارك استريت في مدينة بوسطن، مظهر مهول و مخيف جدا، لم أرى مثله من قبل، ولا أعتقد أن أحدا منكم رآه من قبل، من ضخامة المظاهرة لم أستطيع أن ارى شيء، ولا أعتقد أن هناك صحيفة أو وسيلة إعلامية لم تتحدث عن هذه المظاهرة المكونة من أربعة أشخاص يطالبون بعدم استخدام جلود الحيوانات في صناعة الملبوسات والفرو والحقائب والأحذية.

خجلا أقولها، إن أكبر دولة في العالم تستعمي وتستجهل شعبها ، نعم إنها الولايات المتحدة الأمريكية، شعب يجهل الحقائق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بالطبع هذا الجهل ليس من الشعب ، بل من أيد خفية تتلاعب بوسائل الإعلام لتتحدث عن ما تريد هذه الأيدي الخفية وتمتنع عن مالا تريد، بل وتزيف وتشوه ما تريد من حقائق، محمد الدرة قتل في فلسطين بأيد همجية من بني صهيون، ولا أحد يعلم عنه في أمريكا رغم انتشار الخبر والصور على أيدي الإعلام الفرنسي وهذا أمر قد أصدقه، لكن أن تقوم مظاهرة مكونة من ثلاثين ألف أو أكثر من المتظاهرين في قلب البيت البيض ولا يكتب عنها خبر واحد حتى في مجلة ميكي أو تنتان مصيبة، خاصة في الوقت الذي تعلن معظم الصحف الأمريكية عن مظاهرة جلود الحيوانات المكونة من أربعة أشخاص والتي تتكرر نشرها في نشرات الأخبار لأكثر من مرة فهذه كارثة.

اليوم تأكدت من الكارثة التي أصعقتني أكثر وأكثر، كنت أتابع أنا وطارق إحدى القنوات التي تعرض برنامج عن الإسلام في كل يوم اثنين، رجل من ذوي البشرة السوداء يدعي أن الله عز وجل يتجسد فيه فيغفر لمن يشاء ويسامح من يشاء، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، تعالى الله عما يفعلون، هؤلاء هم أتباع إليجة محمد الذي ادعى أنه رسول الإسلام في امريكا، ومن أراد أن يعرف قصة المسلمون السود فليتابع فيلم أمريكي شهير جدا اسمه مالكم اكس(
Malcolm X
) مالكم اكس هو أحد الأمريكان السود الذين تبناهم إليجا محمد مدعي النبوة الأمريكي أثناء ما كان مالكم في السجن متهم في قضية عنصرية لأمر كان من المحرامات في أمريكا في الستينات تقريبا وهو أنه كان على علاقة بفتاة أمريكية بيضاء، هذه الفترة كانت قضية إتهاض الأمريكان السود في قمة توهجها ، مما أسعد مالكم المقهور بهذا الظلم أن يكون أحد السود الذين ترابطوا تحت إسم الدين الإسلامي المحرف الذي يعتقد فيه بأن السود هم الشعب المختار، كان مالكم متحدث لبق وقوي الشخصية ، فبحديثه ودعوته للسود كي يتوحدوا تحت جناح إليجا محمد باسم الإسلام قد أثر على كم مهول من الأمريكان السود مما وحد صفوفهم وجعل لهم قوة صارمة في الولايات المتحدة الأمريكة، فبدءوا مراحل التحرر من الاستعباد والقهر، وفي أحد الأيام سافر مالكم إكس الى مصر ، ورأى هناك أن الإسلام لا يفرق بين الأبيض والأسود وعلم أن كل تعاليم اليجه محمد عن الإسلام خاطئة، فطلب أن يزور المملكة العربية السعودية ، فحصل على دعوة للحج بأمر من الملك فيصل رحمه الله ، فأتى الى المملكة وحج وتعلم المنهج الإسلامي الصحيح، ثم عاد إلى أمريكا وبدأ بمحاربة إليجا محمد وأعوانه ، وذلك بعمل ندوات يوضح بها حقيقة الإسلام الصحيح، وبدأ في الانتصار على اليجه محمد ما تسبب في اغتياله على أيدي أعوان إليجة محمد.

رحم الله مالكم اكس، ولكن وبعد مرور كل هذه السنين ما زال الإعلام الأمريكي يعطي الحرية للإسلام الأسود الخاطئ كي يظهر في شاشات التلفاز على أنه هو الدين الإسلامي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المدمرة كول التي تعرضت للتفجير بالقرب من اليمن أصبحت حديث الساعة في أمريكا، ففي إحدى الحصص في مادة من مواد الكتابة كانت المعلمة غاضبة جدا بسبب ما حدث للمدمرة كول، وأخذت تتحدث عن الإرهاب الإسلامي الذي كان وراء هذا الاعتداء ، وقالت لماذا هؤلاء المسلمون إرهابيون واسترسلت في الإهانة للعرب والمسلمون، فقلت لها الإرهاب لم يولد عند المسلمين بدون سبب ، فالاعتداءات التي تحدث لهم في بلادهم وخاصة فلسطين الحبيبة هو السبب الذي أعما قلوب بعضهم هداهم الله وأخذوا يردون عليه بأي وسيلة حتى بالقتل والتفجير مع العلم بأننا المسلمون أول من يرفض هذا الإرهاب فديننا سمح وعلماؤنا حفظهم الله يحرمون ويحاربون الإرهاب قبل أي شخص أخر، فقالت وما هي فلسطين؟ وهنا كانت الصدمة، فهي تعتقد أن الفلسطينيون هم مسلموا إسرائيل. ففي كل بلد يوجد مسلمين ويخرج منهم الإرهابيون، وهي تعتقد أن الفلسطينيون هم إسرائيليون لكن مسلمون، وهنا كانت الصدمة والفاجعة الجديدة بالنسبة لي، فاخترت تاريخ فلسطين كي يكون عنوان موضوعي الذي سأكتب عنه وأقدمه لها في نهاية الشهر، وبالفعل كتبت كل ما أعرفه عن تاريخ فلسطين وإعتداء اسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية، وبعد قراءتها للموضوع كتبت لي بعد التصحيح للأخطاء والقواعد ( إذا كان ما كتبته في هذه المقالة صحيح فهذه كارثة، وهذا يعني أننا في أمريكا نعيش في كذبة كبيرة).

كثرت الإيميلات والمواقع التي تحمل صور عن الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، وفيها الكثير من الصور المحزنة لشعبنا المنكوب في فلسطين أسأل الله لهم النصر واسترجاع حقوقهم امين يارب العالمين، وبينما كنت أتصفح النت وأتأمل بعض صور محمد الدرة وغيرها من الصور المؤلمة، وإذا بتلك الفتاة اليابانية التي التفتت لي في غرفة الكمبيوترات وكانت تجلس على الجهاز الذي كان على يميني وتقول ما هذه الصور، فشرحت لها الوضع في فلسطين، فأخذت تعتذر عن هذه المأساة ، وقالت هل أنت من هذه البلاد فقلت لها أنا من السعودية ونحن نعد فلسطين بلاد لكل مسلم ، فقالت اها البوي فرند حبيبي من السعودية، فقلت لها ما اسمك، قالت جيونكو هياشي، فقلت لها أنتي يابانية صحيح؟ قالت نعم. قلت وما دينك؟ قالت لا أؤمن بأي دين، فقلت وما نهاية علاقتك بحبيبك السعودي؟ قالت يريد الزواج مني. فضحكت، فقالت لماذا تضحك. قلت لن يتزوجك. فتفاجأت. وقالت لماذا؟ قلت نحن المسلمون لا نتزوج إلا من المسلمات وقد نتزوج من المسيحيات أو اليهوديات فقط ولا نستطيع الزواج من غيرهم لأن هذا يخالف تعاليم ديننا. فغضبت وقالت لا بل هو من عرض علي الزواج . فقلت لها بكل برود لن يتزوجك صدقيني. فاستأذنت وتركتني وذهبت.

في اليوم التالي رأتني جيونكو فجاءتني تركض وقالت لي آه أنت متوء، فقلت ماذا؟ كررت الكلمة، فلم أفهمها فقالت سألت صديقي السعودي بالأمس عن ما قلته لي فسألني عنك إن كنت تملك لحية، فقلت نعم ( ملاحظة : أنا أملك سكسوكة وليست لحية ) فقال انه متوء متشدد فلا تنصتي له، فضحكت كثيرا وعلمت أنها تقصد بأني مطوع أي ملتزم دينيا، فقلت لها لحظة، فناديت على طارق، ( ملاحظة: طارق حليق اللحية تماما) وسألته أمامها ، هل يمكن للمسلم أن يتزوج من فتاة غير مسلمة وليست من أهل الكتاب؟ فقال بالطبع لا، فقلت هل سمعتي هو يؤكد كلامي مع العلم أنه لا يملك لحية وليس متوء ( مطوع ). فتفاجأت وتركتنا وذهبت.

الشعب الياباني كما أسلفت سابقا شعب طيب جدا، خاصة جيونكو فتاة طيبة القلب نقية من الداخل وفيها براءة شديدة لا توصف، وكما هو معروف أن الفتيات اليابانيات يقدسن الزوج بشكل غريب، فيقال عنهن أنهن يبلغن في تقديسهن للزوج مبلغ العبادة ولعياذ بالله ، هذا الأمر متداول عنهن في دول آسيا، فجاءتني جيونكو من جديد في غرفة الكمبيوتر تسألني عن الإسلام والعرب، فهي تريد معرفة كل شيء عن حبيبها من معلومات عن بلاده وعاداتهم ودياناتهم وكل شيء يجعلها تتأهب له كي تستطيع التقرب منه وإسعاده، مسكينة هذه الجيونكو، كم من شاب في الدنيا يتمنى أن يتزوج من فتاة حريصة عليه وعلى عاداته وتقاليده وما يحب وما يكره مثل جيونكو ، بالفعل ان فيهم لصفات يجب أن تتوفر في بنات الإسلام رغم أنهن لسن بمسلمات.

‏حدثنا ‏ ‏محمود بن غيلان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏النضر بن شميل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏محمد بن عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال (‏
‏لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
)
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
فاحرصن أخواتي بارك الله فيكن على رضاء أزواجكن فيما يرضي الله عز وجل.

وفي المقابل يجب علينا نحن الرجال أن نحرص على زوجاتنا بما يرضي الله عز وجل أيضا فقد فرض الله على الأزواج حقوقاً تجاه زوجاتهم ، فمن حفظها وحافظ عليها وأداها على وجهها ، فقد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهله ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : "
استوصوا بالنساء خيراً " [ متفق عليه ] ، فمن حفظ هذه الحقوق ، وحافظ عليها ، وأدى الذي عليه فيها ، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي
" [ أخرجه ابن حبان في صحيحه ].

جاءت جيونكو لمصيرها بنفسها، ومن هنا بدأت الحكاية.

التكملة في الحلقة القادمة بإذن الله

مع تحيات أخوكم فهد