مع ان الطائرة كانت مليئة بالركاب
قبيل فترة الانطلاق و الكل مشغول بأمتعته و توزيع المقاعد الا اني شعرت نفسي داخل قوقعه فولاذية لا اسمع اي شي خارجها و لا ارى احداث فوضة الاقلاع
و لما احسست بتحرك الطائرة تيقنت ان الفرصة ذهبت و اني لن أتي مرة اخرى هنا
في تلك اللحظة تحطم شي في داخلي لم يتعافى حتى هذه اللحظة
تحطم و اطلق العنان لبكاء هستيري
بكيت حتى تبللت رقبتي بكيت كأني وحدي بغرفتي لا احد يراني فأبكي كما اشاء
لم يلتفت لي احد !! و لم ابالي بمن حولي على الاطلاق
كنت اعلم كما يقال ان للدموع حرقة
تلك اول مرة اشعر بحرقة البكاء
بعد تلك اللحظات توقف الزمن و لم ارى نفسي الا على المدرج عند الوصول
دعوات الله استجابت بأن هوّن علي مدة الرحلة
لحظات داخل تلك القوقعه انتهت سريعا لكن كانت ذات تأثير عابر للزمن
لا اعتقد اني سأتشافى من ذلك الكسر كسر الرحلة الذي كان كتلك القشة التي قسمت ظهر البعير
لكنها بالنسبة لي لم تكن قشة بل كانت جبل جليدي عملاق بحجمه بارد شديد البرودة جمد كل جميل في نظري تلك الفترة