رد: قصة واقعيه قصتي مع فاطمة وجيونكو وكاثرين الحلقة الخامسة عشر
سبحان الله سبحان الله لا أعلم من أين تأتيني هذه الردود الجميلة ، ماذا حدث يا فاطمة، اليوم كنت أتناقش مع مجموعة من الكوريين حول الإسلام وكانوا بالفعل منصتين ومتفاجئين لما أقوله لهم بل ومعجبين، إلا تلك الفتاة ذات الرداء القصير أتراها ، نعم ما بالها ، هي من نوع سيء من الكوريون ، كما ترى لبسها ومحاولتها لأن تكون علاقة مع ذالك الشاب الإيطالي، حتى الكوريون لا يحبونها، وماذا فعلت لكي، كانت تناقشني بكل استهزاء على خلاف غيرها ، فقالت لي انا لا أصدق هذه الأديان التي تمحي هوية المرأة ة وتؤمن بأنها مخلوقة من ضلع الرجل وكأننا مجرد مكملات للرجل وهذا أمر مؤسف، ولكن أتعلم سبحان الله وجدت نفسي أرد عليها برد غريب خرج من داخل أعماقي فقلت لها أتعلمين أن أجمل التحف وأغلاها وأثمنها قدرا قد خلق من ضلع شجرة في الوقت الذي لا توجد قيمة لهذه الشجرة فتفاجأت من ردي وسكتت متعجبة وأبدى الآخرون إعجابهم بجوابي لها، لكن من أين جاءني هذا الجواب المقنع لا أعلم فكأني مسلمة ومؤمنة ومعتقدة كل الاعتقاد بالإسلام منذ مولدي، قلت لها هذا الفرق بين من آمن وهو مقتنع وبين من يرث الدين ميراثا ولا يعلم عنه شيء، بارك الله فيكي يا فاطمة وفتح عليك وعمر قلبك بالإيمان.
لكن مهلا مال هذه الفتاة التي كنت تتحدث معها فإني أراها في حيرة من أمرها عن ماذا كنتم تتحدثون، قلت لها دعيها فلقد علمت الحقيقة وأني أرى في عينيها ايمانا وتصديقا وإقتناعا بما علمت، فقالت فاطمة إذا هل ناقشتها عن الإسلام، قلت نعم ، عن ماذا ، فقلت عن كل شيء بدأ بقصة البداية حتى الإعجاز العلمي في القران الكريم وتركت لها روابط من الإنترنت لتقرأ فيها، انها شاردة الذهن وكأنها لا ترى أحدا حولها ، قلت لها أدعي لها يافاطمة إن كان بها خير أن يهديها الله للإسلام، فقالت اللهم اهديها يارب.
اقترب شهر رمضان المبارك فهو على الأبواب ما بقي سوى أسبوعين ثم يدخل الشهر الكريم، كم أنا حزين لأني سأقضي رمضان بعيدا عن أهلي وعن بلادي، صدقوني لم أجد أجمل من قضاء شهر رمضان المبارك في السعودية، فالحمد لله هناك تشعر بروحانية الشهر الكريم أكثر من غيرها من البلاد التي يكثر فيها البدع والحفلات الرمضانية الغريبة التي ابتليت بها الأمة في الآونة الأخيرة ، أما في السعودية فعند خروجك من أمام شاشات التلفاز المتنوعة والمسلسلات والبرامج التي فعلا تلهينا كل اللهو عن العبادة الصحيحة في رمضان مع العلم بأني لا أخفي حبي لمتابعة المسلسلات الرمضانية إلا أنك تشعر برقية عامة في البلاد بسماع القران الكريم كل ليلة من مكبرات المساجد في كل مكان ونهايتها بالدعاء وكأنك فعلا ترقي البلاد والعباد بالقران الكريم وتطرد الشياطين منها وتغسل الهموم فسبحان الله، لكن وللأسف سأقضيه في بلاد غير مسلمة على الإطلاق، ولا أعلم أين وكيف سنصلي التراويح والتهجد ، كما سنحرم من تلك الرقية السنوية، لكن عزائي أني سأكون مع فاطمة في أول تجربة روحانية لها في رمضان.
في المنزل وأثناء ما كنت أتوضأ للصلاة وأنا أنزل على الدرج ذو الحواف الحديدية والتي تنتهي بها كل درجة من درجاته وبسبب قليل من الماء على الأرض الذي تسبب في تعثري وانزلاقي فسقط على ظهري إلى أن بلغت الأرض وبعدها فقدت القدرة على الحركة، وبدأت أصرخ من شدة الألم ، جاءني محمد زميلي في السكن يركض هو وفاطمة والقا وأم المنزل الأمريكية التي لا تقف عن الضحك والتنكيت ، ولكن هذه المرة رأيت في عينها نظرة ذهول ورعب، فقال لها محمد اطلبي الإسعاف على الفور، فحاولت أن تقنعه بأن تأتي بطبيب ، لكنه رفض وقال لها اطلبي الإسعاف وإلا طلبت أنا الشرطة، فقالت سأفعل ، وما هي إلا ثلاثة إلى أربعة دقائق بالعدد وإذا بقوة من الطوارئ 911 بسيارة شرطة وسيارة إسعاف وسيارة مطافئ كانت أمام المنزل، ثم دخل الجميع وبدءوا في توثيقي على الحمالة من كل جزء من جسمي حتى رأسي وساعدي وأقدامي في الوقت الذي كان المحقق يسألني هل كان هناك أي اعتداء عليك أو حاول أحد دفعك أو تتهم أي أحد بأي شيء ، فقلت لا بل انزلقت بسب الماء الذي كنت أنا السبب به بعد الوضوء ، فحملوني وطاروا بي إلى المستشفى التي عاينتني وقامت بعمل كافة الأشعة وراعوني أفضل رعاية ، إلى أن اتضح عدم وجود أي إصابات والحمد لله فكلها رضوض أثر السقوط، وقد أصبحت أستطيع الحركة والحمد لله، فسمحوا لي بالخروج بعده بأربع ساعات، وأغلقت القضية التي كان من الممكن أن تتهم فيها صاحبة المنزل بإهمالها وعدم تنظيف المكان من الماء، ما قد أحصل مقابله على تعويض مادي ضخم، لكن الحمد لله على نعمة الإسلام الذي هذبنا وعلمنا الحلال والحرام، لقد أبدت لي صاحبة المنزل مدى امتنانها بإغلاق القضية، وهذا هو سبب عدم رغبتها في دعوة الإسعاف في بادي الأمر، فالقانون في الولايات المتحدة غريب جدا ويعتمد على المحامي الشاطر الذي يستطيع أن يأتي لأي أحد بتعويض لوجود أي ثغرة وهم بالفعل ماهرون في ذلك، فقضية ماكدونلدز الشهيرة حين طلبت إحدى زبونات المطعم القهوة وأخذتها من نافذة الطلبات الخارجية ، ثم وضعتها بين رجليها فسكب قليلا منها عليها ما أدى إلى حروق في جلدها فرفعت قضية على ماكدونالدز وحصلت على ملايين الدولارات بحجة أن القهوة كانت ذات درجة حرارة مرتفعة ولم يكن هذا الأمر موضح على كوب القهوة ، ومن بعدها أصبح إلزاما أن يكتب على أي كوب ورقي يحوي قهوة عبارة تحذير( شديدة الحرارة). ملاحظة اكتشفت أن المستشفى التي قدمت لي العلاج كانت مستشفى إسرائيلي.
جيونكو ما زالت متعلقة بهذا الشاب الذي أمتلك قلبها وعقلها وكل جوارحها، في نفس الوقت أصبحت تحب أن تقترب مني ومن طارق الذي كانت تناقشه من ناحية أخرى عن عادات العرب والمسلمون وعن الإسلام ، فبارك الله فيه كان مناقشا جيدا وقام بتوضيح النقاط الكثيرة عن الدين الحنيف وعن فلسفت هذا الدين الحق فيما حلل وحرم، ففي إحدى الأيام جاءتني جيونكو البريئة ذات القلب الأبيض تقول لي كنت سأواعد حبيبي يوم السبت لكنه للأسف أعتذر مني بسبب أن السبت هو أول أيام الشهر المقدس عندكم ( شهر رمضان ) فقلت لها لا لن يبدأ رمضان يوم السبت، بل متوقع أن يكون الاثنين أو الثلاثاء، فقالت لكنه قال لي هذا تعني حبيبها، فقلت لم يصدقك القول وداعبتها قائلا أعله يواعد فتاة أخرى من يدري، فجنت وقالت لا هو لا يكذب ، فقلت لها اسأليه، وفي اليوم التالي جاءتني وهي في قمة سعادتها وقالت لقد سألته بالأمس وقال نعم أنك صادق فرمضان سيبدأ يوم السبت في بلاده وبسبب اختلاف الوقت بين بلاده وبين أمريكا فسيبدأ هنا يوم الاثنين، فقلت لها كذب عليك مرة أخرى، فقالت كيف فسألت طارق أمامها متى متوقع أن يبدأ رمضان؟ فقال الاثنين أو الثلاثاء ، فقلت له هل سيبدأ السبت في السعودية؟ فتعجب لسؤالي وقال لا أيضا إما الاثنين أو الثلاثاء، فقالت وكيف تعلمون؟ فقلنا لها لا تنسي بأننا سعوديون، ونعلم متى سيبدأ رمضان ثم أخذ طارق في التوضيح بالتفصيل عن مسألة رؤية الهلال وتحري بداية الشهر الكريم وعن المراكز الإسلامية التي ستتحرى الهلال في أمريكا يوم الاثنين أو الثلاثاء.
كل يوم كانت تكتشف جيونكو مدى كذب حبيبها عليها، وكنت أستغل هذا الأمر في أثناء نقاشها المفصل معي عن الإسلام.
في تلك الأثناء كانت فاطمة مستمرة في الدعوة لأبناء جلدتها من الكوريون وسعيدة جدا بذالك، كما بدأت بفتح باب جديد من النقاش مع المسيحيون منهم عن التحريف والتغيرات الكثيرة في دينهم معتمدة على قراءتها عبر النت لمواضيع الجدال التي كتبها الأستاذ الداعية ذو الصوت القرآني الجميل والذي كان بالصدفة إمام لمسجد إسكان التحلية بالرياض الذي كنا نسكن بجانبه الأستاذ الداعية ( عبد الرحمن الدمشقية ) وهو لبناني مسلم يملك صوت عذب جدا في القران وقد كان في يوم من الأيام مغني وعازف للجيتار بفرنسا ولكن هداه الله وأصبح داعية شهير جدا وله أشرطة ولقاءات على القنوات العربية، فله موضوع في موقع WWW.ISLAMWAY.COM نقاشات توضح أن في الإنجيل الكثير من التشريعات الإسلامية كالحجاب وحرمت أكل الخنزير ورجم الزانية وتعدد الزوجات وحرمة شرب الخمر، كما يوجد في العهد القديم الكثير الكثير من الإهانات لأنبياء الله ورسله باتهامهم بالزنا ولعياذ بالله بالإضافة إلى الآيات التي تصف عملية زنا الأنبياء شرفهم الله بأسوأ أساليب الوصف الدقيقة بمسميات الأعضاء وكأنك تقرأ لكتاب من كتب الإثارة الجنسية التي لا يعقل أن يكتب في كتاب مقدس. بالإضافة إلى معلومات عن معتقدات غريبة جدا ومنها أن الطفل الذي لا يؤمن بالمسيح ربا فمصيره النار ، وكذلك الأقوام التي أتت وانتهت قبل ميلاد المسيح عليه السلام ولم تؤمن به فإن مصيرها النار.
كادت فاطمة أن تجن وهي تناقشني وتقول الا يعقلون هؤلاء فعلا الحمد لله على الإسلام.
جيونكو تتأثر يوما بعد يوم بما تسمعه عن الإسلام وتشعر بأنه منطقي ومقنع ولكنها تحتاج الى دعم أكبر، في نفس الوقت عقلها مشغول جدا بالحبيب الكاذب الذي فعلا بدأ يتهرب منها فرمضان سيبدأ غدا بإذن الله والليلة أولى صلوات التراويح والتي تواعدنا جميعا أن نأخذ فاطمة الى المسجد كي نصلي هناك.
الله اكبر تكبيرة الإحرام لصلاة التراويح ، صلينا ولم نشعر بأننا أكملنا الصلاة كاملة دون تعب أو جهد، فكنا في تعطش كبير في الوقت الذي كنت أصلي في الرياض أربع ركعات وأختم وأمشي وذلك في معظم الأيام إذا نويت ان أصلي التراويح فيها، لكن هنا لا بل إني على استعداد أن أصليها كاملة إلى 23 ركعة، وبعد ما انتهينا لم نجد وسيلة مواصلات للمنزل سوى التاكسي وهو غالي الثمن ، إذا انه أمر صعب أن نصلي كل يوم في المسجد لكن سنصلي جماعة في المنزل ونحاول أن نأتي في أيام نهاية الأسبوع.
اليوم التالي أول أيام الصيام شعور مميز فنحن فعلا مميزون ، كلنا صائمون ، وكل مسلم يحمل مصحف ويقرأ فيه بين كل حصة والتي تليها ، شعور بالعزة كبير سبحان الله ، الكثير من الفاتنات والملابس المغرية والشباب المسلم لا يحاولون رفع أعينهم من المصحف، الكل يأكل ونحن وبحمد الله ممتلئين ومكتفيين بنعمة الصوم، وعند الصلاة كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدور في القاعات لتنادي هيا إلى الصلاة يا إخوان جزآكم الله خيرا ، نعم انها فاطمة، تعلق السواك الذي أهداها إياه طارق والذي جاءه من السعودية في فمها وتنادي المسلمون إلى صلاة الظهر والعصر والكل يتبعها ( سبحان الله هيئة من كوريا ).
جاء وقت الإفطار وجاء طارق يدعونا لنذهب إلى جامعة هارفرد أشهر الجامعات الأمريكية فالجالية الإسلامية من الطلاب يحضرون الطعام ويجتمعون ويدعون الجميع والكل ينتظر موعد الأذان، ذهبنا إلى هناك وفي ساحة المبنى الرئيسي ووقفنا ننتظر ونحن ننظر إلى الطعام الهندي الجميل الذي حضرته الجالية الهندية ، لقد جاء وقت الأذان من يؤذن ، فطلبت أن أرفع الأذان في قلب جامعة هارفرد ( ملاحظة : لقد أنعم الله علي بنعم كثيرة ، وإحدى أجمل هذه النعم نعمة حسن الصوت وخاصة في الأذان فأجيد الأذان بطرق عدة كطريقة الأذان في مكة والمدينة ومصر) رفعت الأذان وبكل ما أنعم الله علي من قوة في الصوت وحسن وجمال فيه بطريقة مكة المكرمة كما يرفعها الشيخ علي ملا مؤذن الحرم المكي حفظه الله، شعور عظيم لا أنساه وانا أكبر الله عز وجل وأوحده وأشهد بمحمد صلى الله عليه وسلم رسوله وادعوا إلى الصلاة والفلاح واكبر وأوحد الله في قلب صرح علمي كبير جدا في أكبر دول العالم، والطلاب غير المسلمين يتأملون في وأنا أؤذن ويتأملون في المسلمون وهم يرددون كلمات الأذان من بعدي ، وبعد إنتهاء الأذان أكلنا وصلينا ثم خرجنا وإذا بفاطمة تسمعني أجمل خبر سمعته في حياتي، خبر لم ولن أسمع أجمل منه على الإطلاق، خبر هز كياني لا بل أدمع عيني من فرحتي فلا أصدق.
التكملة في الحلقة التالية
مع تحيات أخوكم فهد |