عرض مشاركة واحدة
  #170  
قديم 08-16-2008, 03:35 PM
 
رد: قصة واقعيه قصتي مع فاطمة وجيونكو وكاثرين

الحلقة السابعة عشر

ماذا تقول طارق ؟ لماذا؟ وماذا حدث؟ نعم ، نعم، وهل ذهبتم مرة أخرى؟ ثم ماذا؟ وماذا فعلت أنت؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. لا عليك ، حاول من ناحيتك وخذ الأمور برفق، وما فعلته كان رائع وليكتب الله ما يشاء.

أنهيت المكالمة مع طارق، وسألتني أختي ماذا حدث فأخبرتها بما حدث، فقالت توكلوا على الله وليقضي الله ما يشاء فهو الهادي إلى سواء السبيل.

جينكو مترددة وخائفة ، فبعدما أخذها طارق إلى المسجد لأكثر من مرة ولكن وللأسف في كل مرة لا يجدون الشيخ بسيوني إمام المسجد، وفي آخر مرة ذهب طارق وجيونكو والحبيب السعودي صديق جيونكو ولكنهم أيضا لم يجدوه.

شعر طارق بالرغم من اقتناع جيونكو بالإسلام الا أن لحبيبها السعودي تأثير عليها فمن ضمن الأسباب التي شجعتها على الإسلام كان ذالك المعشوق ، فأعتقد والله اعلم كانت جيونكو تتأمل بأن تتزوج به في حال أن أسلمت ، ولكنه لم يكن يرغب بالزواج منها ، فدمجت بين مشاعر الخوف من التغيير واعتناق دين جديد وبين مشاعر الحب الذي شعرت بأنه مفقود لا محالة، ولكن طارق أخذ موقفا صارما لينهي تلك التشويشات التي كانت تلعب بمشاعر جيونكو، فجلس مع الشاب السعودي وبلغة الأخ الغيور على أخته واجهه بل وهدده بأن يختار إحدى أمرين اما الزواج بها بعد إسلامها ، أو أن يتركها ويقطع اتصاله بها بلا رجعة نهائيا وإلا فأنه سيخبر أهله عنه ، فبالصدفة اكتشف طارق أنه يعرف مجموعة من أهل الشاب بعدما سأله أليس فلان من الناس قريبك وفلان وفلان ، فقال نعم فقال إن لم تبتعد عنها نهائيا فسيكون لي معك شأن أخر ، كان الشاب الذي أراد أن يقضي وقت من اللهو واللعب مع جيونكو هداه الله قد بدأ فعلا بالابتعاد عنها ولكن بالتدريج ، لشعوره بالذنب نحوها ، ففي الوقت الذي أراد الحرام معها لمعرفته انها ليست بمسلمة ، طلبت هي الحلال معه بل وطلبت الإسلام ، فقال له طارق أبتعد عنها تماما يا أخي هداك الله ، فابتعد وذهب إلى غير عودة.

انتهت إجازتي وعدت إلى بوسطن وكل ما يشغلني هو جيونكو، وما سأفعله معها فهي لم ترتد عن الإسلام لكنها خائفة ومترددة ومشتتة التفكير، فيا ترى ماذا سأفعل معها ويا ترى ماذا حدث معها في تلك الفترة؟ هذا ما سأعرفه عند لقائها.

يا سبحان الله كل شيء أصبح ابيض اللون، حتى النهر الذي يشق بوسطن كله أصبح أبيض اللون من الثلج ، فعلا انه منظر رائع وجميل



في اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة وقمت بالبحث عن جيونكو بلهفة كبيرة، هاهي في قاعة المسرح تتحدث مع صديقاتها ، تركتها وجلست على احد الكراسي في الزاوية البعيدة أتأمل بها وهي لا تراني، كنت أتحدث أنا وعمر وحسن عن ما قام كل واحد منا به في الإجازة، ولم ارفع نظري عنها في الوقت الذي شعرت من كثرة نظراتها باتجاه الباب وكأنها تبحث عن شخص ما، وفجأة رأتني فارتبكت فسلمت عليها من بعيد بالإشارة ، فجاءتني في استحياء ففاجأتها قائلا: أعلم أنكي تريدين قول شيء صح؟ فابتسمت قائلة نعم كيف عرفت، فقلت لها وأعلم ماذا تريدين أن تقولي، فقالت وماذا أريد أن أقول؟ فقلت تريدين أن تقولي أنكي اقتنعتي تماما بالإسلام وتريدين أن تذهبي إلى المسجد لتعلني إسلامك وأنتي مقتنعة دون أي ضغوط ، صح؟ فضحكت في انبهار كبير وهي تقول كيف عرفت هذا أمرك غريب جدا ، فقلت عينييك تقولان لا اله إلا الله محمد رسول الله، قالت أتعلم أنني قطعت علاقتي تماما مع البوي فرند وانه سافر إلى بلاده، وأما من ناحيتي فقد قرأت القران بالكامل عبر الانترنت بالانجليزي والياباني كما قرأت الكثير عن الإسلام، كنت أواصل يوميا حتى الصباح وأنا أقرأ، بالفعل انه دين عظيم، فكل شيء مقنع ، فقلت لها أعلم أنك ذهبتي إلى المسجد عدة مرات ولم تلاقي الإمام، أتعلمين لماذا؟ قالت لماذا؟ قلت لقد رغبتي في التقرب إلى الله ولكن ما في قلبك من مشاعر لم تكن لله وحده ، لأن ذالك الشاب كان يملك جزأ من قلبك وهذا ما شوش تفكيرك ، وأعل هذا هو السبب في أن لم يسهل الله أمر إعلان إسلامك فقلبك يجب أن يتعلق به وحده دون مشاركات، ولكن وبعد أن تركتي هذا الشاب بلا رجعة ، فان شاء الله سيكتمل أمر إسلامك بقلب صافي وبإذن الله ستتيسر الأمور ، ما رأيك في أن نذهب الآن إلى المسجد ، فقالت موافقة، فذهبت أنا وهي وطارق الذي قابلناه أثناء حديثنا والذي سر سرورا كبيرا بأنها ستستمر على دينها


عندما بلغنا المسجد سألنا عن الإمام فقالوا لنا أدركوه على الدرج فهو صاعد إلى مكتبه ، فهرولنا إليه ورأيته وهو صاعد فقلت له وأنا أمازحه بلكنته المصرية: إيه يا عم الشيخ بلاش الناس تسلم بأه عشان انته مش موجود، فقال أستغفر الله العلي العظيم يا أخي ليه هو حصل ايه ، فقلت له الأخت كل ما تيجي تسلم عندك متلأكش بلاش تسلم يعني، فضحك وقال استغفر الله العظيم طب دهيه مسلمة من يوم ما نوت سواء أنا موجود ولا مش موجود إن شاء الله حتى لو مفيش حد معاها خالص دي حاجة بنها وبين ربها بس احنه بنعلمها الطريقة الصحيحة ونوثق لها إسلامها لا أكتر ولا أقل.

دخلنا مكتب الشيخ بسيوني فقال لها قبل أي شيء : لا يوجد في الإسلام علاقة بين شاب وفتاة يعني أول شخص يجب أن تبتعدي عنه هو هذا الشاب ، كان يعنيني. فتفاجأت من قوله وقالت نحن مجرد أصدقاء في المدرسة، وكانت تنظر إلي ، فقلت أعلم ما يرمي له الشيخ وهو صائب ، فقال لها اسمعي يابنتي : ما أن يختلي رجل بامرأة إلا وقد تظهر بينهما أحاسيس لا إرادية فلا أريدك أن تقعي في مثل هذا بعد الإسلام ، أليس كلامي بصحيح ، فتأملت وكأنها تحاول أن تتخيل المنظر ثم قالت أتعلم أن كلامك صحيح ومنطقي وفعلا هذا ما يحدث في كثير من الأحيان.

هنا أتوقف، ما هذا ماذا نسمع من جيونكو ، إنها فتاة صادقة مع نفسها فعلا ، كثيرا من بنات العرب عندما تقول لها الاختلاط غير جائز ويسبب الفتن ، ترد وهي تنظر إليك باشمئزاز وتقول هذا تخلف ، أنت تشعر بهذا كونك مصاب بمشكلة ، فالعالم في الغرب يختلطون طوال حياتهم ولا ترمي الفتاة بمشاعرها إلا سوى تجاه من تحب، طبعا وعن تجربة هذا غير صحيح على الإطلاق ، لكن لن أقولها أنا فأنا عربي وقد أكون قد أصبت بفيروز العرب من التخلف على حد اعتقاد بنات العرب المدافعات عن الحرية ، ولكن هاهي جيونكو تقولها بكل اقتناع، فهي يابانية ، أي ابنة لأحد أكبر دول العالم من حيث الحضارة والتطور والحرية، ولكنها أمنت واقتنعت بكلام الإمام المصري حفظه الله،

انتهى الحوار والتنبيه ، ثم لقن الشيخ جيونكو للشهادتين مرة أخرى ، نطقتها بكل ثقة وإيمان واعتقاد وهي تأكد بها إسلامها الذي بدأته وكانت متذبذبة الأفكار قليلا ولكن هذه المرة تأكده بكل إيمان وعقيدة فالحمد لله.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا
لا اله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون


عدنا إلى المدرسة وبارك لها كل المسلمون وهنئوها بالإسلام في فرحة عارمة ، فلم يكن أحد يعلم شيء فكانت المفاجأة لكل مسلم وأصبحت صدمة لغير المسلمين، فالمسلمون الذين حزنوا على فراق فاطمة أشد الحزن هللوا وكبروا الله وحمدوه بولادة صافية ، نعم فمعنى كلمة جيونكو بالياباني هو صافية ونقية ، فعندما طلبت جيونكو أن تحتفظ باسمها لأنها تحبه ، فسألنها ما معناه وفسرته لنا بأن معناه صافية ،فقلنا لا داعي لأن تغيريه فهو لا يتنافى مع الإسلام ولكن اعلمي أن اسمك العربي والمماثل له هو صافية ولكننا سنناديك جيونكو كما تحبين.

سبحان الله الشباب المسلم برغم ما كانت فاطمة تمثل لهم عين الرقيب التي يخافونها إلا أنهم كانوا يحبونها جدا ويتعلقون بها جدا ففي أحد الأيام جاءتني فاطمة حزينة ومشدودة الأعصاب غضبا بعد ما تشاجرت مع الطالبان البرازيليان اللذان وبكل عفوية غير مقصودة أخبرا المدرس عن أسباب التخريب الذي حدث قبلها بليلة في السكن بسبب شربهما الخمر لحد السكر وأوضحا إنهما لم يكونا لوحدهما بل شاركهما طالبان من السعودية، ما أغضب فاطمة اعتقادا منها أنهما يحاولان تشويه صورة المسلمون، فرفضت قولهما وقالت المسلمون لا يشربون الخمر، لكنهما أصرا على قولهما ما أغضب فاطمة وجعلها تترك القاعة وتأتي منزعجة لتشتكي لي ، مسكينة هذه الفاطمة فكانت تعتقد أن كل المسلمون يطبقون الإسلام بحذافيره دون خطأ ، فلم أجادلها وقتها ، لكني أوضحت لها لا حقا بأن المسلمون بشر وقد يخطئون ويشربون الخمر بل وقد ويزنون أيضا فلا تعتقدي أنك إذا زرتي أي بلد مسلم حتى مكة المكرمة فسترين الناس في قمة الالتزام فنحن بشر خطاءون والله هو الغفور الرحيم، ولكن عندما علم الشابان السعوديان بافتضاح أمرهما أمام فاطمة وحزنا حزنا شديدا وغضبا وأرادا أن يتعاركا مع الشابان البرازيليان فقلت لهم لا يا شباب ما هكذا تحل الأمور فهما لم يقصدان التشهير بكما، لقد قالا الحقيقة بعفوية، وعندما رأيا فاطمة أخذا يقسمان لها بأن هؤلاء البرازيليان كاذبان، نعم كانا يخشيان من تشويه صورتهما أمام فاطمة ، فمن المنطقي أن يرتاحا نوعا ما بعد سفرها وبالرغم من ذلك فرحا جدا بجيونكو المسلمة الجديدة فرحا شديدا.

في اليوم التالي وبدون أي مقدمات جيونكو حضرت الى المدرسة وهي ترتدي الحجاب، ما فاجأنا جميعا، فقلت لها لما عجلتي في ارتداءه ، فسبحان الله على ما قالت ، الم يأمرني ربي بالحجاب ، فكيف لي أن لا ألبي، لقد قلت لك سابقا أني إذا أسلمت سأطبق كل ما يطلبه ربي فاني أحب إذا عملت عمل أن أتقنه فماذا عن عمل أقدمه لله وهو يحبه، سبحان الله فاطمة جديدة، أين أنتم يا بنات المسلمين هدانا الله وإياكم ، ها يونج لي الكورية وجيونكو اليابانية يدعون كل من يراهما للإسلام بهذا الحجاب، وأنتن تدعون شباب الإسلام للفتنة بتزين أنفسكن بالتبرج ، أي قانون هذا بل أي معادلة غريبة التي تحدث، لكنها إرادة الله عز وجل ، نعم فالله سبحانه وتعالى هو العدل الحكم، لا يهدي إلا من شاء أن يهتدي، فالدين ليس بالميراث، والحسنات ليست بالميراث، لن تدخلوا الجنة كونكن ولدتن مسلمات أو من أب وأم مسلمين ، بل يجب أن تجتهدن لتنلن رضا الله عز وجل، هدانا الله وإياكن أجمعين آمين يارب العالمين.

بعد إسلام جيونكو وارتدائها الحجاب بدأت الأسئلة تنهار علينا يمينا ويسارا، من كل من سبق وسأل ومن الطلاب الجدد الذين انضموا إلى المدرسة، هذه المرة بدون عداء أو مشاكل، لأن اليابانيين ليسوا منغلقين كالكوريين ، إنها أسئلة المحتارون الباحثون عن سبب إسلام جيونكو ولبسها للحجاب، ما هذا الدين الذي أقنعها بأن تترك الحرية فيما تلبس وتأكل وتشرب كي تغطي شعرها وتستر جسمها بلباس طويل ولا تشرب الخمر ولا تأكل الخنزير، جيونكو تملك عقلية مميزة، فهي فتات مثقفة ولها شخصيتها ومنطقها ، ما الذي جذبها للإسلام.

طالب اسباني كان كثيرا ما يقترب مني أثناء الدروس، فإن طلب منا تكوين مجموعات لنناقش موضوع معين كان يأتي ليجلس بجواري، ويحاول أن يمازحني خارج القاعة، وفي أحدى الليالي ليوم من أيام الإجازة رأيته في سكن الطلاب الذي انتقلت للعيش فيه بعد سفر فاطمة ومحمد والقا، وكان ثملا للغاية وعندما رآني قال اعلم عن دينكم الكثير ، قلت جيد ماذا تعلم، قال أركان الإسلام، والإيمان والصلاة وكثيرا من المعلومات، قلت جميل جدا قال أنت لا تعلم شيء عني وإذا علمت فستبتعد عني تماما، قلت وما هذا الشيء الذي سينفرني منك إذا علمته ، هل أنت يهودي ؟ فتفاجأ من سؤالي وقال نعم كيف عرفت ، فقلت هل أنت من إسرائيل؟ قال لا أنا من أسبانيا، قلت إذا لا مشكلة بالنسبة لي على الإطلاق، فالإسرائيليون اعتدوا على أرضنا وبلادنا لذا فهم أعداء لنا ، أما اليهود فهم كالنصارى ، بل هم أهل كتاب نأكل أكلهم ونتزوج منهم وهذا ما أوصانا به ديننا الحنيف، ففرح جدا ، فهو يحب المنطق الذي نتحدث به نحن المسلمون فكان يحب الاقتراب من كل مسلم يصادفه في الدرس، اللهم حبب خلقك فينا بما يجذبهم لدينك الحق يارب العالمين.

أوننا اليابانية، فتاة مرحة جدا وتحب الضحك، مميزة بالغمازتين الواضحتين في خدها عند الضحك، تناقشني كثيرا عن أمور الدنيا وتعجب بوجهات النظر التي أقدمها لها في الحكم على الأمور، ولكنها تتعجب لأني دائما أوضح أن وجهت نظري تنبثق من تعاليم ديني الحنيف، فقالت لي في إحدى المرات، غريب أمر دينكم الذي لا يترك شيء إلا وناقشه ووضع له حل ، والأغرب أن فيه حكمة بالغة ومنطق سليم ومحسوس، حدثني عن دينك، فحدثتها عن كل شيء كالعادة ابتداء من قصة البداية إلى الإعجاز العلمي، انبهرت جدا وطال الحديث إلى أن اكتشفنا أن الدرس قد فاتنا ولم تهتم وقالت أتعلم أن دينكم هو الدين الحق وأن نبيكم بالفعل رسول من عند الله، فقلت لها كالعادة اليوم علمتي الحقيقة كاملة ومن يعلم ليس كالذي لا يعلم، فقالت صدقني سأفكر في الموضوع.

في أحد الأيام طلبت منا المعلمة في القاعة أن يذكر كل واحد منا حلم ويفسره الآخرون، وجاء دوري، فتذكرت طريقة لتحليل الشخصيات كنت قد قرأتها و نجحت معي كثيرا في تحليل شخصيات مختلفة قابلتها في حياتي ، وهي عبارة عن أني أضع الشخص في رحلة وهمية إلى غابة وفيها مواقف يجب أن يجتازها باختيار تصرف معين يقوم به عند كل موقف ، وبناء على اختياراته أحلل شخصيته حيث لكل تصرف تحليل للشخصية، فقصصت بأني حلمت بأني ذاهب لغابة وتعرضت لمواقف وأريد من كل شخص منكم أن يحضر ورقة وقلم ويضع نفسه مكاني ويختار التصرف الذي كان سيقوم به لو تعرض له ، فأعجبوا بالفكرة رغم غرابتها ولكنهم شعوب تحب أن تجرب، وبعد انتهائي من الحلم الكاذب، قلت لا تحاولوا تفسير حلمي فما كان بحلم ، انها لعبة لتحليل الشخصيات ، كل شخص منكم عليه أن يعطيني إجاباته واحلل شخصيته، فتعجبوا ولكن جازت لهم التجربة، وبدأوا فعلا في إعطائي الردود وأنا احلل ويشهد الله أن لا أحد منهم قل صواب تحليلي لشخصيته عن نسبة 90% من الصحة على حد قولهم، أعلم أنكم تتعجبون لما فعلته وما شأن ذالك والقصة، لكن هدفي أن اقترب منهم أكثر وأن يستأنسوا بالحديث معي ، وهذا ما حدث، فانتهى الدرس وخرج الجميع ما عادا ربيكا البرازيلية التي أخذت تبدي لي إعجابها في تحليلي للأمور سواء في اللعبة السابقة أو في تفسيري وحكمي على الأمور عامة، وناقشتني في سبب إسلام فاطمة وجيونكو وعاودت الكرة وبدأت من قصة البداية إلى الإعجاز العلمي في النهاية، فقالت كما قالت اننا اليابانية، ولكنها طلبت مني أمر غريبا، فقالت أعلم أن العرب يقرؤون فنجان القهوة، فقلت وما المثير في ذالك ، فقالت هل تعرف أنت؟ فقلت طبعا أعرف فانا ماهر في ذلك (وكانت مرارتي ستنفجر فأنا أحدثها في مكان وهي تفكر في مكان أخر) فقالت هنالك مقهى عربي جزائري قريب من المدرسة ما رأيك أن نذهب إليه اليوم بنهاية الدوام ونشرب القهوة وتقرأ لي الفنجان ، فقلت حاضر لكن سيأتي معنا طارق فنحن العرب نحب القهوة ولم نكن نعلم بهذا المكان من قبل ، وبالفعل بنهاية اليوم الدراسي قابلتها وقابلت طارق وذهبنا إلى ذلك المقهى، ونحن في الطريق كنت أمازحها قائلا ، أتعلمين سأقرأ لكي الفنجان وسأكذب عليكي وستصدقينني، فضحكت وقالت لا لن تقدر فسأكشفك ان كذبت، وبلغنا ذلك المقهى وطلبنا القهوة التركية وشربناها وقلبت لها فنجانها ثم أمسكته وبدأت أقرأه لها وهنا كانت الكوميديا.

التكملة في الحلقة القادمة بإذن الله

مع تحيات أخوكم فهد