الكويت :
عيسى : خلاص يابنت مالج مكان بينا ... انا قلت يومين .. واحمدي ربج خليتهم اسبوع
مها تنزل الارض عند رجوله : الله يخليك وين اروح بهالبرد ..؟
عيسى : باللي مايحفظج... اهم شي تطلعين من بيتي
حصه : عيسى الله يهديك شتقول عنا الناس ؟
عيسى : شعلي من الناس؟ ... وبعدين الناس ماخلت شي عقب ماتزوجت امها من ابوها اللي ماينتسمى
مها وهي توقف : خلاص ... اللي خلقني ماينساني
عيسى : اخذي كل اغراضج معاج ولاتخلين شي يذكرنا فيج
تروح مها وتاخذ اغراضها وتطلع من البيت بعد ماعرفت وين تروح ... ماكان ببالها غير ساره... ساره الوحيده اللي ممكن تستقبلها .... طول هالاسبوع وهي تحاول تتذكر رقم ساره بس ماقدرت ...
وعند باب بيت ساره نزلت من السياره بعد ماشكرت سايق جدتها اللي وصلها لحد البيت جدتها كانت طيبه بعض الشيء وعطتها مبلغ من المال لابأس فيه ...
طقت الباب ... محد يرد وطقته مره ثانيه هم محد يرد.. شافت السيارات واقفه عند الباب.. فقالت لنفسها يمكن رايحين لمشوار والحين يرجعون ... قعدت على عتبة الباب وطول قعادها ... ساعه ... ساعتين ... ثلاث.. صار الليل وبرد الجو اكثر ومها معقده ايدينها لصدرها وتفرك كفوفها ببعض.. طال الانتظار ...
وفي هاللحظه كان جراح نازل من بيتهم .. وشاف احد ما قاعد على عتبة باب بيت حبيبته ... قرب اكثر وهو يتفحص هالوجه الغريب ..
جراح بإستغراب : مهااااا؟
مها ترفع راسها على جراح وتوقف بسرعه عجيبه : انت جراح ؟
جراح: ايه انا جراح... مها شفيج ؟؟ منو تنطرين؟وين كنتي ؟ متى رجعتي من السعوديه؟
مها بإرتباك : انا انطر ساره ..
جراح يهز راسه : ساره مو موجوده... ساره موموجوده بالديره كلها
مها بخوف : وينها؟؟
جراح : سافرت للخارج تكمل دراستها
مها تقعد من جديد بأسى : لا .. لاتقول
رجعت تبجي من جديد ..
جراح : مها الجو بارد ...
مها : ماعندي مكان اروحله.. الكل مايبيني
جراح : بكونج رفيجة ساره فهالشي وحده يكفي اني استقبلج ببيتي
مها بخوف : لالا مابي
جراح : لاتخافين انا مع عائلتي .. تذكرين خواتي امل وختام ؟
مها : لا مااذكر احد .. ماتزوجت ساره؟؟
جراح بحزن : لا ماحصل نصيب والحين قومي معاي .. مايصير تقعدين بهالبرد بعدين تجمدين
مها لاحول لها ولاقوة ... قامت معاه ودخلت لبيت جراح الصغير والمكتظ بالناس والاطفال ...
امل كانت قاعده بالصاله ومجمعه شلة جهال تدرسهم واول ماشافت جراح ومعاه مها فزت من مكانها
امل : بسم الله الرحمن الرحيم ... جراح يالخبل احنا بروحنا نحتاج من يتصدق علينا جايبلنا فقيره الله يهداك
جراح : عيب امل هذي مو فقيره ...هذي مها رفيجة ساره
مها كانت منزله راسها بالارض ..
امل : ايه تذكرتها.. كانت اكثر من رفيجتها .. بس مها طيبه عكس ساره اللي كانت شريره
رفعت مها راسها بغضب صوب امل ... وشوي شوي بدت ترجعلها الذكرى .. وابتسمت اكثر لما تذكرت امل الشيطانه ...
امل بإبتسامه : مها شلونج ؟
مها : بخير
امل : بتعيشين عندنا ... الله وناسه في احد جديد
جراح : فتره مؤقته ... وين امي؟
امل : امي تحوس بالبيوت .. تدور ملابس جديده
جراح : امل بس عيب ... ختام وين ؟
امل : شتبي فيها ؟؟ ...تلقاها بغرفتها تقرى كتب يعني مثقفه ...
جراح : انزين امل اخذي مها لغرفتج وانا بروح اكلم ختام
امل وهي توقف والفرحه غامرتها : يلا تعالي
تروح مها مع امل لغرفتها ويروح جراح لغرفة ختام ويشرحلها الحاله الجديده ..
ختام : لاوالله انت من صجك ؟؟؟ .. خلصنا من ساره وجتنا مها
جراح : ختام البنت محتاجتنا
ختام : اخاف بيتنا مأوى الايتام وانا ماادري؟
جراح : ختام ... عمل خير
ختام : انا ماامانع بعمل الخير بس مثل ماانت عارف احنا ناس على قد حالنا ويالله لاقين لقمه ناكلها ... وبعدين لاتنسى ان بيتنا مليان شباب ...وهم اخوانك المراهقين
جراح وهو يوقف : دائما انتي اللي تقلبين موازيني.. ماادري ليش ردة فعل امل غير عن ردة فعلج ؟
ختام : امل خياليه ... وانا واقعيه
جراح : الله يقطع الواقع ... عالعموم البنت مابتطول عندنا ... مسألة يوم والا يومين ...وغرفة امل صغير يادوب تكفيها وتكفي اخوانج الصغار ... خلي مها تنام عندج اليوم
ختام : جراح
جراح : اعتبريه طلب
ختام : اوكيه ... مع اني مو مقتنعه بفكرة ان غريبه تنام معاي بنفس الغرفه
جراح : جزاج الله خير ... يلا انا طالع اكلمها وعقب بطلع عندي شوية اشغال مع ناصر
ختام : في حفظ الله ... بس دير بالك لاتحط عينك عليها ...
جراح : عيب هالكلام ختام... انتي شوفي حالتها بعدين تعالي تكلمي ... وتأكدي اني عقب ساره لايمكن احط عيني على وحده ثانيه
ختام : ياهالساره اللي حتى وهي بآخر الدنيا تحذف علينا مشاكلها
جراح يبتسم وهو طالع : كل شي منها حلو
وقبل يدخل غرفة امل طلعلته امل وسحبته مع ايده شوي بعيد عن الغرفه ....
امل بإحباط: جراح هذي ماتونس
جراح : شلون يعني؟
امل : هالبنت على طول ساكته ... ماتتكلم ولاتضحك.. انا ماخليت نكته ماقلتها لها ..
جراح :أي نكت انتي بعد؟؟ البنت ظروفها شوي قاسيه وانتي جايه مع نكتج .. المهم خليها تروح لختام ها
امل : تعال انت كلمها انا ماترد علي
جراح يكلم مها ويطلب منها تروح لغرفة ختام ...
وفي غرفة ختام ... استقبلت مها استقبال بارد وبدون تجاذب أي نوع من اطراف الحديث .. فرشت ختام لمها فراش على الارض...
وفي الليل ماقدرت ختام تنام بسبب مها وبكائها الطويل ....
ماصدقت على الله يطلع الصبح وتروح لغرفة جراح :
ختام : جراح ارجوك قوم وفكني من البلوه اللي قطيتها علي
جراح وعلى عيونه النوم : ختاموو شفيج الله يهديج خلي الواحد ينام ؟
ختام : انت نايم مرتاح وانا ماذقت النوم من البارح
جراح يعتدل في قعدته : شصاير بعد ؟
ختام تتنهد : هالمها اللي انت جايبها من امس مانامت ... بس تبجي وتون اظن فيها حاله نفسيه
جراح : والمطلوب ؟
ختام : جراح طلعها من بيتنا ... انت ماشفت اخوانك امس شلون استانسوا لما عرفوا بوجودها ببيتنا وامي شلون عصبت ..حتى ابوي لو شافها ممكن تصير مصيبه بالبيت ......
جراح : خلاص خلاص ... خلي البنت تتريق وبعدين بشوف صرفه معاها
ختام : انشالله تبيني اسويلها ريوق بعد؟
جراح : ايه ليش لا ؟؟ البنت ضيفه عندج
ختام : اووووووف ياشين الرسميات
وبعد مده من الوقت ... مها وجراح على انفراد
جراح : اسف مها بس لازم تقدرين ظروفي
مها : مكتوب علي الشقا ... مكتوب علي الغربه وانا بديرتي
جراح : اسمحيلي .. والله لو بإيدي شي سويته
مها : خلاص جراح .. انا بطلع ..
جراح : تحبين اوصلج لأي مكان ؟
مها : لاماتقصر
جراح يطلع من بوكه عشرين دينار : ميخالف مها ابيج تاخذين هالفلوس وتسامحينا على القصور
مها ترد الفلوس: عندي جراح... عندي اللي يكفيني
جراح : اكرر اسفي ... وهذا رقمي اذا احتجتي أي شي
تقوم مها من مكانها ويتبعها جراح لباب البيت ...
مسكت جنطتها الخفيفه بإيدها ومشت على وجهها ... ماكانت تدري وين تروح المهم انها مشت ومشت.. مسافات طويله مااهتمت ببرودة الجو ولا بتعبها ولابجرحها النفسي العميق ... واخيرا قعدت على احد الكراسي اللي ينتظرون فيها الباص ...
اول ماقعدت عليه تذكرت فيصل حبيبها ومرت ببالها كل ذكرياتهم الحلوه مع بعض تذكرت لما تسافر معاه لأبها وتذكرت لما تطلع معاه للبحر تذكرت اول مره تطلع للبر معاه ومع درعا اللي كانت وحشيه لأبعد درجه .. تذكرت حنية فيصل لما يعطيها جاكيته تتدفا فيه وشلون درعا اشعلت نار هوجاء هذيك اللحظه درعا اللي كانت في اوج قوتها وطغيانه .. الحين طاحت .. ومحد متحملها ... كل شي .. كل شي طرى على بالها بصوره ضبابيه ... وقالت ...
فيصل لو ان الجروح اللي تلاحقنا *** تصد عنا وتتركنا وتنسانا
لو هالبقايا "لوجه الله" تعتقنا *** ونعيش انا وانت يافيصل بدنيانا
ونَسج عن ماضي عيَا يفارقنا *** لاراح عنَا "بلارجعه" ولاجانا
من واقع اليوم ... ليه اليوم يسرقنا *** وعن واقع الامس ليه اليوم ماارضانا
كنًا..نحس الجروح ولاتضايقنا *** ونعيش"نشوة جروحن"في حنايانا
فيصل "تأخرت" والذكرى ترافقنا *** وجه هجرناه لكن ماتعدَانا
بالله .. هو مثل ماضينا وسابقنا *** يضيع عن كل شي لين يلقانا
بالله هو كل صبح وعصر يغرقنا *** في دمعه من عيونه لين .. يقصانا
بالله.. هو في حروف الحب ينطقنا *** يعني ليااليوم ...يكتبنا .. ويقرانا
بالله..هو كل هم به يعانقنا *** بالله هو " مانسينا " لو تناسانا
هو ذاق " ليلة فراقه " مثل ماذقنا *** الله من الهم صبحنا ومسانا
الله لوعقب هالغيبه توافقنا *** وشلون دنياك .. يافيصل .. بليانا
فيصل ...ترى كل شي لك يضايقنا *** وشلون جبته ولاجبته ولاجانا
متى نخلي زمان مأيوافقنا *** ونعيش انا وانت يافيصل بدنيانا
عقبها شافت الباص من بعيد كأنه يطير ... اختلطت الرؤيا بنظرها .. وقفت بتعب .. دارت فيها الدنيا .. وطاحت على الارض.. اقصد انهارت على الارض..... الارض من جديد الواقع المر...
تجمعوا عليها الناس واتصلوا بالاسعاف ...