الموضوع: أمراض القلوب -7-
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-23-2008, 07:35 PM
 
Post أمراض القلوب -7-

أمراض القلوب

للدكتور : خالد جبير

-7-


كنت في إجازة عام 1407ه أحضّر للاختبار النهائي للدكتوراه كانت الساعة الثانية ليلاً كنت أذاكر في البيت، جاءني هاجس لماذا لا أذاكر في المستشفى وهي ليست عادتي، فأخذت كتبي ووصلت المستشفى الساعة الثانية والربع وما أن وصلت المستشفى ودخلت قسم المسالك البولية وإذا بممرضة إيرلندية كافرة تقابلني وتقول دكتور جبير تعال وصلّ على هذا المريض الذي يحتضر.
قلت لها : ما به؟
قالت: به سرطان في المثانة انتشر في جسمه كله حتى وصل إلى دماغه وهو مغمىً عليه منذ أسبوعين لا يحرك ساكناً، وهو الآن يحتضر.
قلت لها: ما ضغطه؟
قالت: حوالي الثلاثين . وما نبضه؟
قالت: ضعيف جداً لا أستطيع أن أعده.
قلت: وما اسمه؟
قالت: محمد .
قلت: لها أين هو؟
قالت: في هذه الغرفة .
ذهبت إلى الغرفة وإذا بي أرى العجب العجاب، لم أجده، ذهبت إليها وقلت لها لم أجد أحداً، أين الذي تقولين عنه، أين هو؟
قالت: في الحجرة، وكان بالغرفة خمسة أشخاص ونظرت إلى الخمسة ولم أجد محتضراً .
قالت: هذا هو.
قلت: الذي بجنب الشباك؟
قالت: نعم وإذا بي أرى عجباً رجلاً امتلأ وجهه نوراً وحمرة ببياض وزينة، له لحية سوداء، كأنه جالس، ظننت أنه نائم، لم أظنه بأي حال من الأحوال يحتضر دنوت منه.
قلت له: محمد.
قال: نعم قلت له قل أشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله.
فقالها: ثم توفى.
وتعجبت هذه الكافرة كيف تكلم هذا الذي هو قريب من الموت، سألتها عن أهله أعطتني رقم هاتفهم فكلمت أحد إخوانه وقال أنا بالشقة المفروشة القريبة من المستشفى، سوف آتيك بعد خمس دقائق أو عشر دقائق.
أخبرته عما قال لي قال، لي عجباً والله لو نعمل كما يعمل هذا لكنا بأمر الله إذا أصلحنا صلاتنا مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولكننا لم نضمن لمحمد صلى الله عليه وسلم ما سألنا أن نضمنه له فندخل الجنة برحمة ربنا..
فلما قلت له القصة قال لي يا أخي أن أخي هذا منذ عرفته لم يغتب أحداً ولم يسمح لأحد أن يغتاب أحداً في مجلسه انظروا إلى نهايته إلى حسن خاتمته (احسبه والله حسبه ولا أزكي على الله أحدا).

ما حالنا بعضنا يا إخوان قبل أن يخرج من صلاة العشاء مع جاره الثاني يقول يا أخي"أبو عبد الله الله يهديه وسخ ريحته طالعة يا أخي ماينتظف". يعني كأنهم جيروا صلاة العشاء للرجال، غباء يا إخوان أصبنا بالغباء، كان كمن يغرس فسيلات فإذا بدأت في الإنتاج وطلع ثمرها قلعها وأعطاها جاره وقال له تفضل أو كمن يعبي في قربه مثقوبة تصلي وتصوم والحديث مشهور حديث المفلس أتعلمون من المفلس؟
قالوا لا يا رسول الله ليس المفلس مفلس الدرهم والدينار ولكن المفلس من أتى الله وقد شتم هذا ولعن هذا وظلم هذا أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فيؤخذ من هذا على هذا يبقى فاضياً .

أثر الغيبة في أمراض القلب:
إخواني تريدون أن تسألوا لم ذكرت الغيبة وأثرها في أمراض القلب، وما علاقتها بالخفقان والصمامات والشرايين وغيرها أقول لكم، صاحب الغيبة والنميمة يصير مثل مسّاحات السيارات همه الأول مراقبة الآخرين، يسب هذا، ويتكلم على هذا، قلق عجيب ما يرتاح يجيء المجلس هذا كذا وهذا كذا وهذا ما فيه خير وذا ما ادري ماذا يعمل؟ كأنه موكل بخلق الله وتجده دائما قلقاً ولا يهدى له بال فيصاب بالقلق، والخفقان، والأمراض، وعدم الراحة، وعدم الاطمئنان، ويحشر يوم القيامة مفلساً من كل شيء.
رد مع اقتباس