موسوعة قصص القرآن <قصة آدم> الجزء الثانى
و الصلصال : الطين ، و الحمأ : الطين الأسود . والمسنون : هو المتغير بسبب التفاعل الكيميائى .
و قد شبه - سبحانه - صلصلة هذا الطين بصلصلة الفخار ، فقال : { خلق الانسان من صلصال كالفخار } .
و قد شبه طينة آدم فى يبسها و صلصلتها بالفخار ; {{ لأن الفخار - كما يقول الدكتور محمد وصفى - لايصنع و لا يتكون الا من طين غنى بالعناصر اليتى يتركب منها الانسان ، و ينشأ منها النبات }} .
و من هذه الآيات نعلم عليه السلام قد مر فى خلقه بأطوار مختلفة ، كما تمر ذريته بأطوار مختلفة .
و عدد الأطوار التى مر بها آدم عليه السلام قبل نفخ الروح فيه خمسة على الجملة لا على التفصيل هى : 1- طور التراب اليابس الذى لا حراك فيه و لا حياة . 2- طور الطين الذى لم تتفاعل عناصره بعد . 3- طور الطين المتماسك الذى أشار الله اليه فى قوله : { انا خلقناكم من طين لازب } . 4- و ما لبث هذا الطين - حتى اسود و تفاعلت عناصره - فكان حمأ مسنونا . 5- طور الصلصال ، فقد يبس هذا الطين - بعد أن تفاعلت عناصره - يبوسة تامة حتى صار له رنين كرنين الفخار .
وبين كل طور من هذه الأطوار أطوار لا يعلمها الا الله .
ثم سواه الله و نفخ فيه روحه , أى من سره المكنون , فصار انسانا سويا مزودا بالعقل و العلم , و بكل المؤهلات التى تجعله قادرا باذنه - تعالى - على تأدية وظيفته , التى خلقه من أجلها . |