الموضوع: موت الحكاية ...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-07-2008, 06:30 AM
 
موت الحكاية ...

ليس كل الحكايات تموت بموت ابطالها...ولا كل الابطال يموتون بموت
الحكاية
.
.
.

تموتالحكاية
كما تموت الاشياء من حولنا
وموت الحكاية لا يعني حكاية انتهت
او تفاصيل تلاشت
او طقوسا لم يعد لها وجود
او دفتر حب كان مفتوحا واغلق
او قصيدة عشق لم تعد صالحة للقراءة
.
.
فموت الحكاية ياسيدي
هو موت احساس
احساس كان يعيش فينا ونعيش فيه
احساس كنا نتنفسه كي نبقى
احساس كنا نسقيه دمنا كي يبقى
احساس كان يجعل الوجود أروع و أجمل
احساس كان يشعرنا بأننا على قيد الحياة
.
.
موت الحكاية ياسيدي
هو موت حلم
حلم كان نابضا بالحياة
حلم كنا نخبئه تحت وسائدنا كي ندفئه
حلم كان يخبئنا تحت بحر الأمان كي يدفئنا
حلم كنا نحمله كالطفل في أعماقنا
حلم كنا نهدهده كي يغفو للأبد في خيالنا
حلم كنا نسعى كي يكتمل ويكبر
حلم كنا نخشى عليه تقلبات الواقع
حلم كنا نتمنى أن يدوم و يدوم و يدوم
.
.
موت الحكاية ياسيدي
هو موت ليل
ليل كان دافئا كالأوطان
كان رائعا كقمر الشعراء
ليل كان حميميا كحنين الطفولة
ليل كان قاسيا كإنتظار الأحبة
ليل كان حنونا كقلوب الأمهات
ليل كان ملونا كصناديق الأحلام
ليل كان ساترا كالظلام
.
.
موت الحكاية يا سيدي
هو ولادة الخوف
ولادة الخوف بكامل أجزائه
و كامل قواه
و كامل سيطرته
و كامل قسوته
و كامل انتصاراته
.
.
موت الحكاية ياسيدي
هو فقدان الأمان
الأمان الذي كان لنا أرضا
و كان لنا محطات
و كان لنا شواطئ
و كان لنا مراسي
و كان لنا وطنا
.
.
موت الحكاية يا سيدي
هو انطفاء الشموع
و إنتهاء طقوس العشق
و اشتعال مصابيح الوحدة
و ولادة الصمت
و موت الصوت
و اتساع رقعة الفراغ بنا
و ضيق الوجود حولنا
فلا نتسع لشيء . . و لا يتسع لنا شيء
.
.
موت الحكاية ياسيدي
هو انكسار المرايا
هو ضياع ملامحنا في المرآة
هو تهشم وجوهنا حزنا
هو انطفاء أعيننا بكاء
هو استبداد الحزن بنا
هو انعكاس انكسارنا
هو خداع المرايا لنا
.
.
موت الحكاية ياسيدي
هو سقوط مدينة
مدينة كاملة من الحلم
بأبطالها و مواطنيها
بمبانيها الملونة بألوان الأحلام
بطرقاتها المعبدة بطين الأماني
بشوارعها المضاءة بمصابيح الأمل
بمحطاتها المليئة بقطارات العمر
.
.
موت الحكاية يا سيدي
هو احتراق .. دفتر
غلافه عمرنا
أوراقه سنواتنا
سطوره أحداثنا
كلماته ذكرياتنا
عباراته أمانينا
يخبئ بين السطر و السطر أسرارنا المعتقه
و بين الورقة و الورقة رائحة حكاية محترقة
.
.
موت الحكاية ياسيدي
هو إسدال الستائر المظلمة
على أشياء كانت و لم تعد
و إحساس كان ولم يدم
و حلم لم يتحقق
و مرحلة لم تكتمل
.
.
نعم
عندما تموت الحكاية .. لا نموت
لكن يموت فينا من الأشياء و الأحداث و الإحساس
ما يجعلنا نشعر بتوقف الحياة من حولنا

تحياتي
نفس تائهة
__________________
مسكين ...
إلي معطي نفسه ...
أهمية ...