عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-11-2008, 11:45 AM
 
كما كتب على الذين من قبلكم

كما كتب على الذين من قبلكم

مَن تَأَمَّل المنقول إلينا مِن شرائع الأنبياء - عليهم السلام - وعباداتهم وأعمالهم، عَرَف أن أركان الإسلام الخمسة، قد جاءت بها شرائعُهم، وأَكَّدَت عليها رسالاتُهم، وهذا يدل على فخامَة شأن هذه الأركان في الشرائع المُنَزَّلَة، وعظيم منزلتها عند ربِّ العالمين؛ إذ كَرَّرَ - سبحانه - فَرْضَها على البَشَر أمَّة بعد أمةٍ، وبعثَ بها أنبياءَه ورسلَه - عليهم السلام.
فأما شهادة التوحيد: فقد بعث الله - تعالى - بها كلَّ الأنبياء والرسل - عليهم السلام - {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].
وأمَّا الصلاة: فإنَّ القرآن الكريم مَليء بأخبار صلاة الأنبياء والمرسلين - عليهم السلام - وركوعهم، وسجودهم، وقنوتهم، ودعائهم في محارِيبهم.
وأمَّا الزكاة: فجاءَتْ بها شرائعُهم، وَوُصِّيَ بها بعضُهم، كما قال المسيح - عليه السلام - {‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31].
وأمَّا الحج: فقد أذَّن به الخليل - عليه السلام - في الناس عقب بنائه للبيت، فلبى النَّبيون - عليهم السلام - نداءَه، ونُقِل إلينا حج الكليم موسى - عليه السلام - وفي آخر الزمان يزور عيسى - عليه السلام - البيت الحرام، حاجًّا، أو معتمرًا، أو جامعًا بينهما.
وأما الصِّيام: فهو منَ الشرائع القديمة في تاريخ البَشَر؛ إذ وَرَد في المسند، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: أن يوم عاشوراء، يوم اسْتَوَتْ فيه السفينة على الجُودِي، فصامه نوح؛ شكرًا لله - تعالى - ثم صامَه بعد قرون موسى؛ شكرًا على نجاتهم من فرعون وبَطْشه
.

تابعنا