الحكام الخونه خانو قضيه فلسطين
خيانة حكام العرب والمسلمين لقضية فلسطين وأهلها
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ما يقارب ثمانية أشهر واليهود يواصلون اعتداءاتهم اليومية على المسلمين في فلسطين. وعلى الرغم من استصراخ أهل فلسطين وكثرة مناشداتهم اليومية المتكررة لإخوتهم في الخارج لم يتحرك أحد من حكام العرب والمسلمين لنجدتهم. وكأن هؤلاء الحكام في عالم الأموات !
رُبَّ وامُعْتَصِماهُ انْطَلَقَتْ مِلْءَ أَفْواهِ الصَّبايا اليُتَّمِ
لامَسَتْ أَسْماعَهُمْ لكِنَّها لَمْ تُلامِسْ نَخْوَةَ المُعْتَصِمِ
وفي الأيام الأخيرة استخدم اليهود سلاحاً أكثر فتكاً وتدميراً، وفي المقابل زاد الحكام تخاذلاً وجبناً. يعربد عدو الله شارون في قصفه لغزة ونابلس وطولكرم ورام الله، فيهدم البيوت على أهلها، والحكامُ يتآمرون على القضايا المصيرية للأمة خدمةً لأسيادهم من دول الكفر وطمعاً في إرضاء اليهود.
اجتمعت يوم السبت (18/05/2001) في القاهرة ما أسموها «لجنة المتابعة العربية» فكانت قراراتها مزيداً من التخاذل، ومحاولةً متعمَّدةً لخداع الشعوب وتضليلها، فكانت أسوأ مما لو لم تجتمع. ومن هذه القرارات: «وقف كل الاتصالات السياسية العربية» مع الكيان اليهودي (باستثناء السفارات) «طالما استمر في العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني...»، كما وقررت اللجنة: «مطالبة جميع الدول بالمقاطعة الكاملة لأية منتجات للمستوطنات»، أي أن لجنة المتابعة قررت التصدي للطائرات الفتاكة المقاتلة «أف 16» وطائرات الأباتشي وغيرها من الأسلحة الأميركية المتطورة، قررت التصدي لها بوقف «الاتصالات السياسية»، وليس كل الاتصالات، وبمقاطعة منتجات المستوطنات، وليس منتجات الكيان اليهودي، بدلاً من اتخاذ القرار بإعلان الجهاد وتحريك الجيوش للقضاء على كيان يهود واستئصاله من جذوره. إنها المهزلة الكبرى التي يمارسها حكام العرب في خيانة الأمة وخداع شعوبهم وتضليلها. وهي مواقفُ غايةٌ في الجبن والخيانة والنذالة.
ومن القرارات: «طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الوضع الخطير الناجم عن التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، والدعوة إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة». وهذا القرار بنصه وحروفه هو الذي قرره مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في القاهرة في تشرين الأول عام 2000، وفي مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في عمان في شباط من هذا العام. وهم في طلب الحماية هذا يكونون قد تجردوا من القِيَمِ الإسلامية، ومن النخوة والشهامة والمروءة والخجل، وتصرفوا تَصَرُّفَ القاصر الذي يطلب الحماية من ولي أمره.
ومع أن حكام العرب يعلمون علم اليقين أن هذه القرارات خيانة وخذلان صريحان في حق إخوتهم في فلسطين، وتحدٍّ واستفزازٌ لمشاعر شعوبهم التي تتحرق لنجدتهم، ويعلمون أن حماية أهل فلسطين لا تتأتى بحماية أعدائهم لهم من دول الكفر، وعلى رأسها أميركا التي أطلقت يد شارون لقتلهم والتنكيل بهم. ومع كل ذلك فإن اللجنة التي انبثقت من مؤتمرات القمة العربية لا زالت تجتر هذه القرارات الخيانية المخزية التي طَلَعَ بها حكام العرب على شعوبهم. فإذا كانت هذه هي حقيقة القرارات، فما هو الغرض إذن من تكرار الإعلان عن القرارات نفسها في الوقت الذي أصبح الأمر يتطلب أعمالاً لا أقوالاً لحماية أهل فلسطين ؟ أليس في هذا كله ما يكفي لبيان مبلغ ما وصل إليه هؤلاء الحكام في خيانتهم وخداعهم وتضليلهم لهذه الأمة ؟!
لا يكاد يمر يوم في هذه الأيام إلا ويرى المرء بأم عينيه العديد من الأحداث التي تشهد على خيانة الحكام لقضايا الأمة المصيرية، ما يستوجب خلعهم والقضاء عليهم لإراحة الأمة من شرهم، فهم رأس البلاء الذين بهم يتغطى الكافر عدو الله.
لا يخفى على مسلم أن الحدود المصطنعة بين المسلمين قد وضعها الكفار لتقطيع أوصال أمتهم الإسلامية. فلا يجوز أن تكون هذه الحدود حائلاً بينهم وبين إخوتهم في فلسطين وغيرها عندما يتعرضون لاعتداءات اليهود والأميركان. وليس تخاذل الحكام وجبنهم وخَوَرُهُمْ هو لِقِلَّةٍ في المال والرجال، أو نقصٍ في السلاح والعتاد، إذ إن إمكانات المسلمين وجيوشهم قادرة على اجتثاث الكيان اليهودي الجبان، وقادرة على صد العدوان الأميركي بثوبه اليهودي، ولكن تبعية الحكام للدول الكافرة تبعيةَ العبيد لأسيادهم، وحرصَهم على السلطان الذي اغتصبوه من الأمة بمساعدة هذه الدول هو الذي جعل منهم حراساً لمصالح الكفر وللكيان اليهودي.
فالشعوب الإسلامية أمة واحدة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهو والحمى» وقال r: «المؤمنون كرجل واحد إذا اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». وثروات الأمة وفيرة وجيوشها قوية جرارة غنية بضباطها المخلصين القادرين على إنقاذ الأمة من سيطرة الدول الكافرة وعدوان اليهود. فعلى هؤلاء الضباط واجب الإطاحة بالخونة وكسرِ الحدود المصطنعة التي يسهر الكفر وعملاؤه للمحافظة عليها. ولم يعد خافياً على أحد أن أهل فلسطين وحدهم غير قادرين على صد العدوان اليهودي والأميركي، ما يوجب تَحَرُّكَ هذه الجيوش لدك قصور الحكام الخونة الذين يحولون دون نجدتهم، ويوجب التحركَ لاجتثاث الكيان اليهودي من جذوره، ويوجب الوقوفَ أمام العدوان الأميركي، بثوبه اليهودي، على الأمة، قال تعالى: ]وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم[ وقال: ]واقتلوهم حيثُ ثَقِفْتُموهم وأَخرِجوهم مِنْ حيثُ أخرجوكم[ وقال: ]قاتلوهم يعذّبْهم الله بأيديكم ويُخْزِهِمْ وينصرْكم عليهم ويَشْفِ صدورَ قومٍ مؤمنين[ وقال: ]فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم[.
لم يتمادَ عدو الله شارون في عدوانه على فلسطين ولبنان وسوريا إلا بعد أن اطمأن لتخاذل حكام العرب والمسلمين وجبنِهم الذي ظهر في مواقفهم الفردية والجماعية في القمم التي عقدوها في القاهرة وعمّان والدوحة، وبعد أن اطمأن للدعم الأميركي القوي والصريح الذي أخذه من الرئيس الأميركي بوش وأركان حكمه في زيارته لهم في 20/03/2001.
إن أميركا، رأسَ الكفر وعدوَّ الإسلام والمسلمين، التي تعمل على فرض سيطرتها على العالم الإسلامي، ونهب ثرواته، والتي تَتخذ موقفاً عدائياً سافراً من الأمة الإسلامية بانحيازها لليهود ودعمها غير المحدود لهم، هي عدو حقيقي للمسلمين، فيجب على المسلمين اتخاذ حالة العداء أساساً للتعامل معها، فمثلاً لا تجوز العلاقات الديبلوماسية معها، كما لا يجوز الرجوع إليها في حل قضايانا، ولا يجوز أن يُسمح لشركاتها أن تعمل في بلادنا، ولا أن تتدخل في أي شأن من شؤوننا ولا في أية قضية من قضايانا، ولا يجوز أن يُسمح باستقبال مبعوثيها. كما لا يجوز أن تبقى جاثمةً على منطقة الخليج وثرواتها، ولا أن يبقى لها أي وجود أو أي نفوذ في بلاد المسلمين.
أيها المسلمون: إن إخوتكم في فلسطين ينادونكم، وأنتم تتحرقون لنجدتهم، ولكن الحكام الخونة يحولون دون قيامكم بنجدتهم، أيْ دون قيامكم بالفرض الذي فرضه الله عليكم، بالجهاد واستئصال شأفة اليهود. فإلى متى الصبر على هؤلاء الخونة ؟! وإلى متى سيظلون سادرين في غِيِّهِم دون رادع يردعهم ؟! أما آنَ للجيش الإسلامي الذي لا يُغلب أن يعود للظهور مرةً أخرى ويستأنفَ انتصاراته الكبرى، فيكسرَ الأغلالَ، ويتمرد على أوامر الطغاة، ويزيلهم ويرفع راية الخلافة، ويحرر الأمة، ويزلزل الأرض تحت أقدام الكفار، ويعيد للأمة عزتها وكرامتها ؟
إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد[(
|