عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 12-13-2016, 09:15 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background
image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_11_16147947369637871.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].
















.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_11_16147947416074811.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




الفصل الثالث " خصم لا يرحم "


لاعب فيكتور ليجي في اليومين التاليين كصياد ماهر يتلاعب بسمكة عالقة في سنارته
أحياناً كان يرخي الخيط فتجد الحرية في الذهاب والمجيء كما تشاء دون الإحساس بعينين تراقبان تحركاتها لكن حينما تبدأ تتمتع بحريتها يشد الخيط بقوة ، هذا السادي عديم الأخلاق كان يبدو متمتعا بسيطرته عليها
كان الطلب الوحيد ، حتى الآن الذي طلبه منها هو مجرد وجودها على مائدته وقت الطعام وجبات كانت تتناولها بجهد وصمت وباختصار شديد ولحسن الحظ لم يكن هناك دليل آخر على مزيد من الابتزاز
كانت سعيدة بحلول اليوم النهائي للمؤتمر لتركه وراءها على الأبد قبل ان تمدد عطلتها في ( باربادوس ) على الأقل لن يكون هناك
للغرابة ، لم تجده على مائدة الغداء في اليوم الأخير ، كانت قد رأته في قاعة المؤتمرات في وقت سابق لكنه لم يلحق ببقية المؤتمرين حين توجهوا للغداء تناولت ليجي طعامها لوحدها مهنئة نفسها على حظها الجيد وقد تمكنت فعلاً بالتمتع بما تأكله لأول مرة منذ أيام ، بدلاً من ازدراده كالكلب الجائع !!
كان لديها أكثر من سبب لاحتفال هادئ حين نزلت وقت العشاء ، فهي تعرف أن الأمسية كانت مميزة ؛ موسيقى راقصة ستعزف للمناسبة ، وقد طلب من الجميع ارتداء ملابس رسمية وحلت الساعة الثامنة , ثم الثامنة والنصف ولا أثر لفيكتور وبدأت ليجي تحس بارتفاع معنوياتها ربما غادر ميامي ، أو ربما أجبرته أزمة ما على العودة لفرنسا
تنهدت آملة في الواقع سيكون هذا نعمة لها ، وسيعني هذا أنها حرة في التمتع بهذه الليلة
لكن ، في تلك اللحظة بالذات ، ظهر شخص إلى جانبها :
- بما أنك وحدك ظننت أنك ترغبين في الانضمام لي ولكاري
إنه صوت آلن رفعت رأسها لتجده يبتسم لها ولم تتردد :
- سأحب هذا تماماً
حملت حقيبتها وسمحت له بمرافقتها منذ تلك المصادفة التي أجبرها فيكتور فيها على مرافقته ،وبطريقة مذلة تابعت ليجي صداقتها وشرحت علاقتها بفيكتور بالقول إنه يعرف رب عملها وقالت كاذبة :
- من المفترض أن أكون لطيفة معه وأنا مضطرة فعلاً لمشاركته مائدته
لكن كل هذا أصبح وراءها الآن ، وابتسمت لنفسها بانتصار ، وهي تجلس إلى طاولة الشابين

قال كاري :
- إذاً ستسافرين إلى ( باربادوس ) ؟ كم أتمنى لو أذهب معك
ابتسم آلن :
- تخلي عن فكرة باربادوس وتعالي لقضاء الأسبوعين في فيلادلفيا
ضحكت ليجي :
- أحب أن أرى فيلادلفيا ، وبقية أمريكا كذلك لكن لا مجال لإقناعي بترك باربادوس إنها العطلة الحلم التي كنت أفكر فيها
هز آلن رأسه :
- حسنا على الأقل حاولي مع ذلك يجب عليك لو عدت مرة أخرى إلى أمريكا ، أن تبحثي عني ، أرغب أن أريك البلاد
ابتسمت له ،آلن شاب لطيف كان يمكن في ظروف أخرى أن توطد معرفتها به ، تمنت أن تقع في حبه فهو بعيد ملايين السنوات الضوئية عن أمثال جيريمي تنهدت لنفسها نساء عائلة دايلي لا حظ لهن في الحب ، أمي تزوجت رجل فاشل تركها في وضع حرج مع ابنتين صغيرتين ثم ما حصل لاليانور فتجربتها مع جيريمي كانت تافهة بالمقارنة بما حدث مع اليانورفقد كانت لديه كرامة ليظهر خيانته قبل أن تتورط معه لكن علمتها التجربة على أي حال درس مرير
ابتسمت لآلن :
- سأتذكر عرضك إذا عدت يوماً إلى أمريكا
- فتاة طيبة ! فأنا أعني ما أقول ما رأيك بالرقص ؟
دون تردد وقفت تؤكد له :
- أرغب في ذلك
كانت ليجي تدندن بنعومة اللحن المألوف الذي كانت تعزفه الفرقة لكن بعد لحظات تبدد هدوءها فقد انجذبت عيناها بقوة مغناطيسية لتستقرا على الطاولة في الغرفة التي بدأت بها هذه الأمسية صدمة كهربائية سرت في جسمها لرؤية الجالس الأسمر الوحيد هناك
أحست ببرد شديد يغمرها إذاً لم يسافر لفرنسا انتزعت ليجي عينيها عنه ، بينما العينان العدائيتان تتابعان ملاحقتها
سألها آلن :
- هل تتمتعين بالرقص ؟
_ أجل
امتلأت بأحاسيس الخوف السوداء لماذا عاد فيكتور ؟ ولماذا يراقبها بهذه الطريقة الشرسة ؟
تساؤلها لم ينتظر الرد طويلاً :
- أعذرني هل لي شرف مراقصتها ؟
فجأة كان الجسم الطويل لفيكتور دوما رشيه واقفاً عند كتف آلن الأيمن وهو يبتسم تلاشت الخطوط الخشنة عن قسماته وكرر طلبه :
- هل لي بسعادة مراقصتها ؟
لهجته كانت مانعة لي رفض بالرغم من التوتر الذي أصاب ليجي ، إلا أنها لم تكن مرتبكة بقدر شريكها فبدات الاحتجاج :
- هاي ،تمهل لحظة !!

لكن قلبها غاص عندما تركها آلن ، وسيطر عليها فيكتور دوما رشيه بطريقة متسلطة وأكملت :
- ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
رفع حاجبيه :
- وماذا يبدو لك ؟ أنا أتدخل لأراقصك
بابتسامة سعى آلن لتهدئتها :
- لابأس ليجي تابعي الرقص
وتراجع ليراقبها من جانب الحلبة ، ابتسم فيكتور دوما رشيه بخبث وقال :
- أرأيت ؟ شريكك لا يمانع أبداً
ردت بغضب :
- حسناً ، ولكنني أمانع لطفاً أتركني في هذه اللحظة !
لم تتغير ابتسامته لكن السر تلاشى من عينيه

- لامجال سترقصين معي هذه الرقصة شيري أحببت هذا أم لا لذا لماذا لا تسترخين وتبدي وكأنك تتمتعين بالرقص ؟
ردت بصوت منخفض حاد :
- أنت تطلب المستحيل ربما تستطيع إجباري أن أرقص معك ، لكن لن تجبرني على ادعاء التمتع !
هز كتفيه بلا اكتراث :
- افعلي ما شئت وأعترف أنني أفضل شريك
أفضل ملائمة لكن على المرء أن يتعلم كيف يستغل المتعة حين يجدها !
ياللنذل عديم الأخلاق ! ألا يمتلك شيء من الخجل أو التردد ؟
يبنما كان يدور بها في الحلبة بخفة ورشاقة أخذت إبر من الأحاسيس تغزو عروقها من جراء وجودها قربه بينما نظرات عينيه لها كانت تأسرها

لا عجب أن وقعت المسكينة اليانور بيأس تحت سحره فهي لا شك كانت عرضة لهجوم أكثر بكثير من هذا!!
فجأة أدركت أنه يتكلم ، وجذبها بحدة من أفكارها المشينة قال:
- هل افتقدت رفقتي على الغداء اليوم ؟
-افتقدتك كمفتقد لجرعة من الطاعون !
ابتسم :
- أحب مزاحك الانكليزي ،أنه منعش لكنني أعتقد أنني تحملت ما يكفي منه الآن ، وكذلك ما يكفي من الرقص وأقترح أن نذهب لمكان أكثر خلوة ولأكن أكثر تحديداً ، إلى غرفتك عزيزتي
أجفلت ليجي متوترة :
- أرجو عفوك ؟ لا أظنني فهمتك جيداً
- المزيد من المكر الانكليزي ؟ لا تقلقي ستفهمين كل شيء عندما نصبح وحدنا
سالت بصوت أجش :
- وهل نحن بحاجة لأن نكون وحدنا ؟ مهما كانت المسألة ،ألا يمكن أن نبحثها هنا ؟
هز رأسه :
- هيا الآن عزيزتي , أين هو حب الانكليز للخلوة؟ما إن تنتهي الموسيقى ، حتى تذهبي وتعتذري من صديقك ، ثم تعودي فوراً لغرفتك وتنتظريني هناك وحدك سأتي إليك بعد نصف ساعة وتأكدي من فعل ما أقوله لك !
بنظرة سوداء تركها فيكتور لتشق طريقها نحو آلن الذي وقف ونظرة قلق في عينيه :
- هل أنت بخير ليجي ؟ تبدين شاحبة قليلاً

- أجل أحس أنني متعبة ، حدث لي هذا فجأة هل تمانعان لو ذهبت إلى غرفتي أظنني بحاجة أن استلقي قليلاً
تحرك آلن نحوها :
- بالطبع لا سآتي معك هيا بنا .. أنتِ فعلاً لا تبدين على ما يرام
- هذا غير ضروري في الواقع سأتدبر أمري
لكنه صمم:
- أنا قادم معك ، فقولي عمت مساءً لكاري ، سنذهب
كان الموقف محرجا للغاية وهي تتجه برفقة الشاب لبهو الفندق تسألت إذا كان فيكتور دوما رشيه يراقبها ، ويستحسن تمثيلها بسخرية ،شتمته في سرها لتسببه بهذا الإذلال الجديد لها
أبقت وداعها الأخير لآلن قصير جداً
قال بلطف وهي تتعثر بمفتاح الباب :
- هل أطلب من إدارة الفندق إرسال بعض الأسبرين لك , أو ربما شراب ساخن ، أو اتصل بطبيب الفندق ؟
هزت رأسها قائلة
- لا شكراً سأكون على ما يرام .. أظن أن كل ما احتاج إليه هو النوم الجيد
- حسناً جداً ، إذا كنت مصرة على ذلك
ثم قطب وهي تفتح الباب :
- أنا آسف لن أراك مجدداً قبل سفري فطائرة فيلادلفيا ستنطلق في الصباح الباكر غداً أرجو أن تتمتعي بعطلتك في باربادوس وتذكري عرضي فأنا جاد فيه إن عدت مرة أخرى لأمريكا اسعي للتفتيش عني ، لديك عنواني
ابتسمت له بحرارة :
- هذا غير محتمل ، لكن لو حصل، فسأتصل بك وداعاً آلن وأرجو أن تكون رحلتك جيدة
- نامي جيداً وأرجو أن تتحسني في الصباح
وهي تقفل الباب وراءها لم تستطع كبت ابتسامه أنها محقة فآلن من النوع الطيب ومن المخجل أن تحرم فرصة معرفته أكثر
فتحت البراد لكن بعد سماع ضربة خفيفة على الباب سارعت لترد قالت حين شاهدته يقف بالباب:
- أنت مبكر !
بطريقته المثالية ، تجاهلها وألقى نفسه بارتياح على مقعد بذراعين
- كان ذلك دوراً صغيراً مؤثراً لعبته مع صديقك آسف إذا كان موعدنا هذا شوش خططك
- لم تكن لدي فكرة أنك تسترق النظر للتجسس على الآخرين على قمة لائحة صفاتك الأخرى ! كان يجب أن أعرف أن أي نوع من التسلية ليست رفيعة بالنسبة إليك!
تراجع للوراء وابتسامة صغيرة على فمه :
- لاتغتري بنفسك لم أكن أتلصص عليك الذي حدث هو أنني وصلت زاوية الممر في اللحظة الحاسمة لكنني سارعت إلى الانسحاب حتى تأكدت أن اللحظة انتهت
استدارت تغلي وأخذت كوب البرتقال من البراد ، رسمت على وجهها نظرة اشمئزاز واستدارت له
- قلت ونحن في الأسفل ان لديك ما تقوله لي ربما تكون الأن لطيفاً بما يكفي كي تخبرني ما هو
رفع حاجبيه بمكر :
- وهل قلت هذا ؟ هل قلت لدي شيء أقوله لك ؟ أذكر جيدا قولي إنني أتمنى أن أراك على انفراد
إنه محق فهذا ما قاله
- في الواقع أريد أن اقترح عليك شيئاً
مد يده لداخل سترته وأخرج قطعة ورق من صحيفة مطبوعة :
- لكن أظن أنك يجب أن تقرأي هذا أولاً
كانت قصاصة من صحيفة محلية عنوانها ( الحب بين الأدمغة المثقفة ) لكن ما كان يحتاج لتركيز هو صورة صغيرة في إحدى زوايا المقال صاحت ليجي بارتياع :
- إنها لي ولك ! لابد أن أحد التقطها لنا في الفندق ونحن نتناول العشاء على طاولتك
ابتلعت ريقها ببؤس من قال أن الكاميرا لاتكذب ؟
أخذ فيكتور الصورة من أصابعها المجمدة فجأة :
- الصورة هي أقل ما في الأمر انتظري حتى تسمعي القصة ( المليونير الفرنسي اللعوب فيكتور دوما رشيه الموجود حالياً في ميامي لحضور المؤتمر الدولي للبحوث العلمية ، أخذ وقت راحة من مشاغله ،ليمضي أمسية رومانسية مع آخر حب له ، البنية الشعر الجميلة ، ليجي دايلي من انكلترا

سكت ونظر إليها فأحست بدمها يبرد
إنه نفس الكلام الذي قرأته عنه مرات ومرات في الصحف على مر السنين التي مضت في الماضي كانت تدير رأسها مستنكرة ، وتدير الصفحة لكن هذا مثير للسخط ! كيف لأي كان أن يكتب هذه القصة القذرة عنها ؟
- هل ترغبين في سماع المزيد ؟ هناك بعض صور أخرى في نفس السياق
اشتد ضغط شفتيها حتى أصبحت خطاً رفيعاً
- لا لا أريد سماع المزيد ! ما أريده هو أن تتصل برئيس التحرير وتأمره أن يكذب القصة فوراً!!

ابتسم فيكتور :
- أنت تطرين غروري بافتراض أن لي مثل هذه السلطة على أي حال أمضيت معظم بعد الظهر هذا اليوم في إدارة هذه الصحيفة أتحدث مع رئيس تحريرها

- ألم تتمكن من إقناعه بنشر تكذيب ؟

فك ربطة عنقه قليلاً وهز رأسه :

- لم أحاول حتى مثل هذا الكلام الهراء ، بالرغم من أنه يثير التوتر ، لايضر أبداً
بازدراء كور الورقة ورماها بدقة لسلم المهملات في الزاوية

- ولا يستحق الانزعاج
هذا أمر يسهل عليه قوله !!

- قد لاتظن هذا لكنني أخشى أن أظنه أنا ! نعرف جميعاً كم تحب أن تجذب اهتمام الصحافة لنفسك لكنني لست معتادة على نشر أشياء عني في مقالات الإشاعات!

نظر إليها بقسوة :

- وهل هذا صحيح عزيزتي ؟ حسناً جداً ربما من الأفضل لك أن تبدئي بالاعتياد عليه
أجفلت للتهديد في صوته :

- وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟
أبقى عينيه ثابتتين عليها :

- إن سبب ذهابي للتحدث مع مدير التحرير اليوم هو الرسالة التي رافقت القصاصة ، وسلمت باليد للفندق في الصباح ، خالية من أي اسم

- ماذا تقول ؟

- ليست لدي فكرة عمن أرسلها لم يكن شخصاً من الصحيفة وكان فيها تحذير ، بان أعدائي انطلقوا للنيل مني وأنهم سيستخدمون كل الوسائل الممكنة ليشوهوا اسمي

استمرت ليجي تنظر إليه بثبات وقالت دون إشفاق :
- كنت أظن أن مهمتهم ستكون سهلة فرجل مثلك لابد أن يكون له الكثير في ماضيه يخجل منه

ابتسم بسخرية :

- يبدو أن هذا هو استنتاجهم كذلك .. فقد تكبدوا عناء التأكيد لي ، أنه إضافة إلى الجواسيس الذين يراقبونني ليل ونهار ، يوظفون عدد من الخبراء لنبش ماضي الملوث

وهذه مهمة يحسدون عليها سألت :

- وما الغرض من وراء كل هذا ؟ لا أظنهم منغمسون في مثل هذا العمل لإضاعة الوقت ؟

- بالفعل لا

استند للخلف ، وعلق إصبعه في خصر بنطلونه

- واضح أن خطتهم هي منعي من الاستيلاء على شركة عقاقير محلية ، أنا في الوقت الحاضر أتفاوض لشرائها والحصول عليها مهم جداً مستقبل المؤسسة كله قد يتأثر إذا فشلت المحادثات كما هو مخطط لها وهذا واقع يعرفه كاتب الرسالة المغفل الاسم ولهذا السبب أنا هنا كي أتولى المفاوضات بنفسي فكما أشرت بحق في أول لقاء لنا ، نادراً ما أجد الوقت لحضور المؤتمرات

تنهد ثم مرر إصبعه على أنفه الجميل الشكل

- وكالعادة حين يكون المرء متورط في عملية الاستيلاء على شيء ما يوجد منافسون محليون ، مستشيطون غيظاً ومراسلي المجهول يعتقد أن في مقدوره بنشر بعض الشائعات حولي ، أن يقلب الميزان ضدي

كائناً من كان أن كان قصده إسقاط فيكتور دوما رشيه ، فهي تتمنى كل الحظ له لكن الأمر الذي يزعجها في كل هذا هو أنها أصبحت بشكل ما متورطة

-إذاً ما الغرض من هذا المقال ؟ فكما قلت أنه كلام عادي وسيحتاجون إلى شيء أقوى بكثير من هذا ؟

- أوه كان هذا مجرد اختبار لإقناعي أنهم فعلاً يراقبونني وأن الصحف مستعدة لنشر القصص عني وهذه الصحيفة هي التي قادت الحملة ضد عملية الاستيلاء وسيكونون أكثر من سعداء في نشر كل ما يمكن أن يضعوا أيديهم عليه ولذلك قررت أن أذهب وأواجه مدير التحرير (كوري ) أردت أن أعرف من أوصل إليه القصة

- وهل فعل ؟

- لا وكما توقعت ، أصر على أنه لايستطيع الكشف عن المصدر، لذا وجهت إليه تحذيراً جدياً بأنني سأقاضيه وصحيفته إذا نشر شيء سيء عني

ارتجفت ليجي للقوة السوداء التي ظهرت عليه
بقيت صامته وهو يتابع :

- كذلك زرت رئيس البوليس المحلي لأضعه في الصورة واستأجرت لنفسي تحرياً خاصاً لمحاولة اقتفاء أثر من وراء هذا كله
بدأت القصة وكأنها فيلم عصابات

- يبدو لي أنك رتبت الأمر كله ويبدوا من غير المحتمل أن يتمكنوا من أذيتك ابداً

- ربما أنت على حق .. يبدو هذا غير محتمل لكن ليس هناك طريقة تجعلني أترك هذه المسالة ، وسوف أنال شخصياً ممن كان ورائها وألقنه درساً لن ينساه أبداً
أسود وجهه كظلام العاصفة :

- لا أحد يرسل لي تهديدات مجهولة ، وينجو بفعلته !

- لقد كلفت التحري الخاص بتقصي الأمر ولاشك أن المسألة الآن مسألة وقت
نفخ بنفاذ صبر:

- الوقت .. هو شيء ينقصني في هذه المرحلة المفاوضات انتهت الآن ، ولجنة محلية ستقرر حول مسألة الاستيلاء خلال شهر ولهذا يجب أن أفعل شيء بنفسي .. التحري الخاص هو مجرد داعم لي ، نوع من شبكة الأمان في حال فشلت

استدار إليها فجأة :

- لكنني لن أفشل إذا ساعدتني

ذُهلت للاقتراح لماذا ؟إنها تحيي في قلبها أعداءه ، فكيف تبحث عن طريقة تساعده للخروج من ورطته ؟
نظرت إليه نظرة متحجرة :

- ولماذا أساعدك ؟
إنه سؤال سخيف وهذا ما أظهره فوراً :

- هناك مسألة صغيرة ، الشريط!
ذلك الشريط ! كيف نسيته ؟!

- أتعني أنني لو لم ..!

ابتسم بسخرية

- هذا بالضبط ما أعنيه لو رفضت التعاون معي سأتقدم بشكوى رسمية ضدك لمنظمي المؤتمر وبالطبع ، مع إعلام رؤسائك بإرسال نسخة من الشريط

اندفعت تدافع عن نفسها :

- فات الوقت ! ولن يفيدك هذا الآن ! لقد انتظرت طويلاً فلماذا سعيت إلى صحبتي كل مساء وأنت تعرف أنني جاسوسة ؟

- هذا من السهل شرحه أنت من سعيت لصحبتي ووافقتك على أمل أن تعترفي لي على حده بما تنوين فعله وكنت أتجنب الكشف عنك لأنك تبدين في الواجهة فتاة لطيفة لكن مع الآسف

قلد نظرة أسف ساخرة وتابع :

- في النهاية أجبرتني ، بطريقة ما ، ولم تتركي لي حقا أي خيار

أحست بالهزيمة ، ومثل شقيقتها اكتشفت أنه كاذب من الطراز الأول ، وإذا أراد فعلاً فسيجعل قصته تبدو حقيقية

نظرت إليه باكتئاب وهو يكمل :

- أفهمت ما أعني ؟ لا أمل لك وأظن فعلاً أن من الحكمة لك أن تتعاوني

شدت على أسنانها حتى آلمها فكها هذا الرجل كما تعرف لن يوقفه شيء

نظرت لوجهه بكراهية قلبية صادقة :
- ماذا تريدني أن أفعل ؟

- هكذا أفضل أنا مسرور لتمكني من إقناعك بالمنطق

دار حول مقعدها وتابع :
- ما أريدك أن تفعليه ، بسيط جداً ويتطلب تعديل لخطتك

أحست أن قلبها يخفق بتوتر لكن بعد لحظة توقف قلبها تماماً ، وهو يقول بنبرات باردة :
- أنتً، عزيزتي ، بانتظارك متعة لا مثيل لها

جلس في مقعده مرة أخرى , ومال نحوها قائلاً :
- أنت وأنا ستكون بيننا علاقة حب !





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_11_16147947369643283.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].




.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
  #12  
قديم 03-27-2017, 08:03 PM
 
طرح مكتمل بجميع جوانبه جعل اقلامنا
تقف عاجزة عن الاضافة
كل الشكر والتقدير
  #13  
قديم 04-25-2018, 05:32 PM
 
4/ فرصة الانتقام


كاد كوب العصير الذي تحمله أن يقع من يدها ، عيناها انفتحت واسعتين كما تنفتح المظلة ، تسأل برعب :
- ماذا قلت ؟
- مابالك ؟ ألا تعجبك الفكرة أؤكد لك أن هناك الكثير من النساء يعملن المستحيل للحصول على فرصة إقامة علاقة مع فيكتور دومارشيه
وابتسم بخبث ، وفمه العريض يرتجف مكراً عند الزوايا
يا للتافه ال****************!
- إذاً دعهن يعملن المستحيل ! فأنا آسفة لتخيبي أملك ! أنا لست واحدة منهن ! واعتقد أن لك جرأة واضحة للتفكير بمثل هذا الاقتراح !
اتسعت ابتسامته !! إضافة أن الرجل لا يملك ذوقاً مدركاً ، فهو يملك دون شك إحساس بشعاً بالمرح!!
راقبته بقلق وهو يجر مقعده نحوها قليلاً
- اهدئي عزيزتي أنتِ تنظرين إلي بخفة العلاقة التي أفكر فيها ليست حقيقية ، مجرد واجهة لمصلحة الناس فقط
وماذا يفترض بهذا أن يعني ؟ هزت رأسها بعبوس وتابعت :
- أنا آسفة لا أفهمك
- إذاً دعيني أشرح لك كما قلت لك منذ لحظة ، في نيتي أن ألقي القبض على من يكون وراء هذه الحملة التخريبية دون شك أستطيع أن أفعل هذا لوحدي لكنني قررت إنها قد تكون أسرع لو استعنت بمساعدتك لي
- تستعين بي أهذا ما تسميها ؟ تكاد تصفها بأنها عملية تطوعية !
- هيا الآن ياعزيزي دعينا لا نتجادل حول التفاصيل ما أنوي فعله هو الاعتماد على الاهتمام الذي يبدو أن علاقتنا قد أثارته الجواسيس الذي يراقبونني يظنونا منغمسين في علاقة حب متقدة

صمت بابتسامة متعة خبيثة وهو يراقب القرف على وجهها ثم تابع :
- إذاً لاشيء أكثر طبيعية أن يتمتع حبيبين مثلنا بنزهة على جزيرة مثالية نائية في البحر الكاريبي ؟ ومن الطبيعي أن يلحق بنا الجواسيس ، معتقدين أننا مشغولان ببعضنا أكثر من أن نلاحظ وجودهم ولن يلزمنا الكثير من العناء لخداعهم والكشف عنهم
وبينما هو ينتظر ردها نظرت إليه ليجي بعينين عدائيتين ما كل هذا الكلام عن نحن ومعاً ؟ أنه لاشك يفترض حتى قبل توضيح خطته لها ، أنها ستوافق على تنفيذها لكنها لم تعترض ، لأنها تعرف كيف يرد عليها هكذا استمرت في التقاط العيوب في منطقه
- بكل تأكيد بعد التهديد ، سيتوقعون حتماً أن تكون حذراً ، ولو سألتني رأيي أقول إنهم سيشكون على الفور بأن كل هذا مجرد فخ
ابتسم لها :
- محاولة جيدة ، لكن التحليل النفسي , كما أرى ليس من فضائلك القوية فبعيداً عن الاعتقاد بالفخ ، سيفترضون ببساطة أنني أتصرف حسب شخصيتي المعروفة ولن تكون هذه المرة الأولى في حياتي التي أقضي فيها إجازة مع شابة جميلة
بالفعل لا
تابع :
- أعدائي ليسوا غرباء عني ، وأنا واثق تماماً من هذا ، ويعرفون أنني لست من النوع الذي ينهار في وجه التهديد ويعرفون أنني لا أغير طريقة حياتي بسهولة وأنا واثق أنهم سيرتابون لو فعلت في الواقع يعرفون أنني سأعامل تهديداتهم بالازدراء الذي تستحقها
لايمكن لليجي أن تنكر ذلك على الأقل هو قادر أن يكون صادقاً حول نفسه ويعترف أنه زير نساء متعجرف ، يضع نزواته الأنانية قبل كل شيء
لكنها تجاهلت تعليقه التالي وهو يقول :
- من الطبيعي أن يصدقوا كل هذه الأمور ، لأنهم يصدقون كل الهراء الذي يقرؤونه عني
هراء ! يا سلام ! نظرت إليه ساخرة وصورة مفاجئه لاليانور تقفز إلى ذهنها انها تعرف شخصياً كم هو صحيح ما يدعوه بالهراء لسوء حظ فيكتور دومارشيه
ضيقت عينيها محاولة للتخلص من الفخ الذي يتراءى لها
- لماذا لا تذهب على تلك اللجنة التي ذكرتها تلك التي ستقرر مسألة البيع وتشرح لها ما يجري ؟ يمكنك بهذا تحذير أعضاءها مقدماً ، من أن
يصدقوا القصص المسيئة التي قد تظهر عنك في الصحافة
- ولنضع في أذهانهم بذور الشك ، لا فلست انوي الانتحار المهني على أي حال ، حتى ولو أقنعت اللجنة ، فمثل هذه القصص تثير الناس علي وسأجد نفسي مرة أخرى حيث بدأت
ابتسمت لفكرة خطرت لها :
- أقم دعوة ضد الصحيفة وامنعها من نشر أية أخبار مسيئة
ابتسم بدوره
- محاولاتك لمساعدتي مؤثرة جداً على أي حال، أخشى أن يكون هذا الاقتراح فاشلاً أيضاً فحتى لو حصلت على حكم محكمة ، فإن أعدائي قد يتصلون بصحيفة أخرى ، ولا يمكنني الحصول على حكم ضد كل صحف العالم
أحست بأنها محاصرة وردت بتوتر :
- لا أرى لماذا يجب أن تفعل شيئاً بنفسك على أي حال قلت لي أنك استخدمت تحرياً خاصاً فلماذا لاتترك له الأمر ؟
- قد اضطر لهذا في النهاية لكن كما سبق وقلت لك ، التحري الخاص مجرد دعم لي وأنا أفضل أن احل اللغز بنفسي
إنه عنيد مثير للأعصاب !
- أتفضل أن تشتري كلباً ثم تنبح بنفسك ؟
ضحك فيكتور لهذا التشبيه
- إذا كنت ترين الأمر هكذا ، نعم لكنني آمل أن أقوم بأشياء أكثر من النباح في الواقع أنا أتطلع شوقاً إلى لذة غرز أسناني في وجوههم القذرة هذه ليست لعبة إنه تحد شخصي ، لاأنوي التراجع عنه

انكمشت ليجي لقد حصلت على الرد لا يكفيه إلقاء القبض على مهدديه بل يجب أن يحصل على لذة تسديد الضربة النهائية !
تباً له وتباً لغروره
صاحت به
- حسناً أنا لن أتعاون معك ! فلأمر ليس ضروري ولن أقوم به !
فجأة دون مقدمات ، مال نحوها ، ممسكا ذراعي مقعدها بشدة :
- أوه لا عزيزتي !
وقبل أن تستطيع القيام بشيء يمنعه ، شد المقعد إليه مع إبقائه لها سجينة المقعد ، أحست أن قلبها يخفق بجنون
اقترب بوجهه منها ، مما جعلها ترتد للوراء :
- أجد من المضجر جداً أن استمر في تذكيرك بطبيعة الموقف بيننا
هز المقعد بشدة مما جعل عظامها تهتز :
- هل ذاكرتك ضعيفة لهذا الحد ؟
لم تستطع الرد عليه تابع بحدة :
- بكل تأكيد لاترغبين في أن تجبريني على كشفك ؟ فهذا سيكون خسارة كبيرة
يا للوغد !!
- لا استطيع الموافقة على ما تقترح !
انعقد الحاجبان الأسودان :
- ولماذا لا ؟ وهل هناك مانع ؟ ذلك الأمريكي الشاب صديقك هل خططتما لشيء ؟ كأن يلحق بك على باربادوس ؟
كانت توشك أن تقول نعم لكنها تعرف أن كذبتها لن تغير شيئاً حتى لو كانت صحيحة رجل مثله لن يسمح لأمثال آلن أن يقفوا في طريقه ، فهو يزيحهم بكل بساطة من طريقه ، أو يدوس عليهم ، كما فعل باليانور تماماً
هزت رأسها بوقار وأكدت له :
- لا آلن ليس مسافراً معي
- حسناً إذاً عزيزتي
اكمل
- هذه مشكلة انتهينا منها فهل هناك مشاكل أخرى أغفلت ذكرها لي ؟
فقط ، أنني أكرهك وأحتقرك وبكل ذرة في كياني وانني لن أسامحك على ما فعلته باليانور
وأنني أدعو كي تتعفن في جهنم لآبد الآبدين !
لكنه كان بانتظار ردها :
- إذا لم يكن هناك مشاكل أخرى ، أعتقد أنني قادر على الافتراض أنك ستقبلين أن تتعاوني معي ؟
نظرت ليجي على وجهه وهي على حافة الهزيمة تكره نفسها كيف ستعيش بعد الآن مع نفسها ؟! وهي تعرف أن هذا العدو المرير ، قد استطاع التسلط عليها ودفعها للتحالف معه !!وهي تسعى لدماره ؟
ثم واتتها فكرة من حيث لا تعلم فجأة ، ما كانت تصلي لأجله كان ينظر لها وجه لوجه
أطرقت برأسها لمقاومة ابتهاجها المفاجئ وتمتمت بانهزام :
- ليس لدي خيار سافعل ما تقول
فجأة واتتها الفكرة وكأنها نور سماوي وعرفت كيف ستنتقم !
عندما تركها انتظرت طلوع الصبح بفارغ الصبر
استلقت في فراشها تلك الليلة تخطط ، وفكرها متهلل بما تخططه وابتسمت في الظلام كيف اتفق أنها تأخرت هكذا للتفكير بها ؟
وفكرت مرتجفة يا إلهي ! لو عرف فيكتور دوما رشيه!
استيقظت في الصباح التالي ، واستحمت وارتدت ثيابها أبكر من عادتها لقد أمرها فيكتور دوما رشيه أن تقابله في البهو عند التاسعة والنصف ن حقائبها جاهزة ومستعدة للطيران إلى باربادوس وهذا يعني أن وقتها محدود للغاية
لحظة لامس عقرب الساعة التاسعة تماما ً التقطت سماعة الهاتف ، وطلبت الرقم الذي أمضت الليل تستظهره رن الجرس مرتين :
- مكتب تحرير صحيفة ( بوغل )
ابتلعت ريقها لتريح حلقها الجاف :
- أريد التحدث إلى مدير التحرير ، سيد كوبي
- السيد كوبي لم يحضر إلي المكتب بعد أترغبين في ترك رسالة له ؟
تأوهت ليجي فهذا ما كانت تخشاه
- لا يجب أن أكلمه شخصياً متى تتوقعين حضوره ؟
- بعد العاشرة بقليل هل اطلب منه الاتصال بك حين يصل ؟

في العاشرة ستكون في طريقها للمطار ومن هناك على باربادوس وأحست بذعر فهل ستفشل بسبب نصف ساعة ؟
- هل هناك شخص آخر أستطيع أن أكلمه ؟ ماذا عن المرأة التي تكتب مقالة الشائعات ؟
- الانسه ديانا ايفرارد ؟ ليست هنا أيضاً، لكنها تصل حوالي التاسعة والنصف
أحست أنها ستبكي من الإحباط :
- في حال وصلت باكرة ، اتركي لها رسالة واطلبي منها أن تتصل بي فوراً فلأمر عاجل حقاً ، وسأكون على هذا الرقم لمدة نصف ساعة فقط
سجلت السكرتيرة الاسم والرقم
كانت تذرع الغرفة كقطة على رماد ساخن ، حين رن جرس الهاتف الذي جعلها تقفز لتمسك السماعة :
- آلو ؟ ليجي دايلي تتكلم
- صباح الخير يا عزيزتي
غاص قلبها كبالون من الرصاص :
- أتصل لأذكرك ، أننا سنلتقي بعد عشرين دقيقة
ردت بلهجة حادة :
- لم أنس لا تقلق سأكون هناك ، وداعاً
وأقفلت السماعة
نظرت ببؤس إلى ساعتها التاسعة وثلاثة عشر دقيقة أحست وكأنها تعد الدقائق لموعد إعدامها نظرت لصورتها في المرآة محاولة رائعة ليجي من المؤسف أن تفشل
ثم مع بدء موت أملها ، انبعثت الحياة في الهاتف رفعت السماعة بقلب متجمد كادت تبكي فرحاً لسماع صوت أنثويا متشدقاً :
- ديانا إيفرارد أعتقد أنك تريدين التحدث إلي ؟
لزمها خمس دقائق لتقول ما حضرته فقد حفظته غيباً لمرات لا عد لها أحست بتأثر عميق وهي تروي للمجهولة في الطرف الآخر من الخط قصة اليانور وكيف قتلها فيكتور دوما رشيه
في نهاية كشفها صمتت قليلا ، ثم قالت الآنسة ديانا :
- تدركين طبعاً ، أننا يجب أن نتحقق من القصة بأنفسنا قبل نشرها ؟
- تحققي كما تشائين كل كلمة قلتها هي الحقيقة وكما قلت لك أنا أنوي انتزاع المزيد من الأسرار منه أي نوع أنا متأكدة أن صحيفتكم ستهتم بنشره فأنا متلهفة كذلك لمنع عملية الاستيلاء

بدأت المرأة الأخرى تفكر بكلامها
- فهمت وأنا واثقة أننا سنهتم بأية قصص قد تبلغينا بها

حين أعادت ليجي السماعة إلى مكانها كانت يداها ترتجفان ومعدتها متقلصة لقد فعلتها !! وهنأت نفسها كان رأسها يترنح من هول ما فعلت لقد دفعت العجلات للحركة ، العجلاات التي ستحمل فيكتور دوما رشيه في النهاية إلى دماره الذي يستحقه جيداً.
- استرخي عزيزتي حاولي الابتسام قليلاً تذكري من المفترض أننا حبيبان حالمان ننطلق في رحلة كاريبية مثالية

عنده تلاعب خيالي بالكلمات كانا يتسلقان سلم الطائرة التي ستقلهما في رحلتهما إلى باربادوس
بدل من تعذيب نفسها بعقدة الذنب ، من الأفضل لها أن تركز على ما أمامها من مهمة كيف ستتمكن من إيجاد توازن بين دورين تلعبهما الآن من ناحية هي رفيقة لفيكتور بالقوة ، وفي نفس الوقت يجب أن تشق طريقها بدفء إلى ثقته بها بما يكفي لتشجعه على مصارحتها
لن تكون مهنة هينة فلو غيرت تصرفها معه فجأة لارتاب بها من الضروري أن تتصرف بسرعة فأمامها وقت محدد لا يجب أن تضيعه لتجمع أكبر قدر من الأدلة ضده ولن تسنح لها فرصة مثل هذه للانتقام مرة أخرى
استغرقت الرحلة لباربادوس ربع ساعة نعمت فيها ليجي بالنعيم فلأول مرة في حياتها تسافر في الدرجة الأولى
قال لها فيكتور :
- أنا دائماً أسافر في الدرجة الأولى ، وكذلك السيدات اللواتي يرافقنني بالطبع ، أجريت الترتيبات اللازمة لإقامتنا حين نصل بإمكانك إلغاء الحجز في فندقك وسأدفع أي مبلغ قد يطالبون به أنا واثق أنك سترتاحين أكثر حيث نحن ذاهبان على الأقل ستكونين متأكدة أنه ليس هناك صراصير
عبست في وجهه فقال
- ابتسمي! حاولي إقناع من يرانا إذا أصريت على التجهم فسيرتابون بأنك تحقدين علي أو أنني لا أغازلك بما يكفي
إنه دون خجل بغيض ، بلا أخلاق تماماً على الأقل هو لا يشك بشيء
أخيراً أخذت الطائرة تهبط نحو الأرض أمام المنظر الذي واجهها شهقت عجباً تحتها كان البحر يمتد بلا نهاية ، أزرق ياقوتي يلمع تحت أشعة الشمس وكأنه جوهرة ضخمة لا ثمن لها في وسطه كانت جزيرة زمردية خضراء كانت تكبر وتكبر، وتزداد جمالاً مع استمرار الطائرة في الدوران نحو الأسفل أنها باربادوس لؤلؤة البحر الكاريبي
مال فيكتور من ورائها ينظر إلى الأسفل
- جميلة، أليست كذلك ؟
هزت رأسها موافقة فهي لم تر شيئاً يماثل هذا الجمال في حياتها
رحلة التاكسي من المطار كانت مماثلة في الإثارة أخذت عيناها تتنقلان من جانب لآخر بانشداد كامل للجمال البراق ، تستوعب التلال الخضراء المتموجة المرقطة بالخباز البري القرمزي وبغابات من النباتات المتعرشة الزاهية والكاريبي العظيم المتدفق وفيه كل ألوان الأزرق المتدرجة التي يمكن للمرء إن يتصورها
فتنت الجزيرة الساحرة خطفت أنفاسها
عادت للواقع مجفلة مع انتقال التاكسي من الطريق الرئيسي على الطريق الفرعي
مرا عبر بوابتين مرتفعتين ، تحملان اسم ( الخليج الفضي ) كانت تظنه فندق لكن ما يقتربان منه ليس فندقاً بل فيلا خاصة
بإجفال حذر ، استدارت إليه :
- إلى أين تأخذني ؟
رفع حاجبيه وابتسم لها
- مابالك ؟ ألا يعجبك ؟
لم تكن المسالة يعجبها أو لا ، فلا مجال لإنكار مظهر المكان الرائع مايهم أنها فيلا خاصة بعيدة بأميال عن أي مكان
- ظننت أننا سنقيم في فندق
رد عليها بابتسامة خبيثة :
- لالا عزيزتي في وضعنا هذا سنكون وحدنا معاً تماماً دون شك ما كنت تتمنين إزعاج الفندق مع الناس حولنا باستمرار ؟
لكن بالضبط هذا ما كانت تتمناه أن تكون محاطة بالناس
الباب الرئيسي للمنزل كان في الطابق الأول ، سلم خشبي يرتفع نحوه وتحيط به شرفة فجاة انفتح الباب ، وظهرت امرأة من السكان المحليين مبتسمة ، نزلت السلم بسرعة لتستقبلهما
- أنا مارولا أرسلتني الوكالة لأعتني بكما
أشكر الله على هذا !
بارتياح ردت ليجي على ابتسامة المرأة إذاً لن تكون هي وفيكتور لوحدهما وهذا ما جعلها تشعر بأنها أفضل حالا!
سألتهما مارولا ماذا كانا يرغبان في شراب بارد ووجبة طعام خفيفة ، بينما تفرغ الحقائب فهزت ليجي رأسها ، فالحرارة شديدة في الخارج والشراب البارد هم بالضبط ما ترغب به الآن
لكن قبل أن تقول ذلك قطع فيكتور المسافة بينهما ولرعبها سمعته يقول :
- لا أظن هذا .. ليس الآن مارولا فالآنسة دايلي وأنا نفضل أن نكون وحدنا ربما يمكنك أن ترشدينا لغرفة النوم الرئيسية
استدارت مارولا بابتسامة معرفة ماكرة لتشير إلى الممر الرخامي
- إنها هناك إلى اليسار ياسيدي ، وهي جاهزة وستجدانها مريحة جداً
رد بصوت منخفض
- ممتاز
ثم استدار ليلقي ابتسامة في وجه ليجي المحمر
- الآنسة دايلي وأنا سنتناول وجبة ما فيما بعد ربما ساعتين
ماهي إلا لحظات حتى كان يقودها ، بالرغم من ممانعتها المتصلة في لممر لغرفة النوم المنتظرة
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
  #14  
قديم 04-25-2018, 06:15 PM
 
الفصل الخامس :لعبة بلا قوانين




ما أن أصبحا داخل غرفة النوم حتى ابتعدت ليجي عنه ، واستدارت لتواجهه
- ما الذي تظن نفسك فاعله ؟ ألا تظن أنك تبالغ ؟
- أبداً عزيزتي من الطبيعي أن نرغب في أن نكون لوحدنا هل نسيت أننا عاشقان
- لا لسنا عاشقان! نحن فقط ندعي ذلك ! وعلى أي حال ، في رأي أنت تدفع بالأمور إلى البعيد كثيرا!
هز فيكتور رأسه ببطء ونظر لوجهها الأحمر:
- ما بالك ألا تملكين في نفسك أي عاطفة ؟ أليس لديك خيال ؟ واضح أنك لم تعرفي علاقة حب من قبل ، وإلا ما كنت مضطراً لأن أشرح لك الاندفاع الملح لحبيبين يريدان أن يكونا لوحدهما !
على الأقل هو محق في شيء واحد لم يسبق لليجي أن كان لها علاقة حب في حياتها ، أما بالنسبة للخيال والعاطفة فلديها ما يكفي لتحس أنها في خطر مطبق والعاطفة في نفسه هو ، هي التي تقلقها
بابتسامة ماكرة أدار فيكتور المفتاح في قفل الباب ، ووضعه في جيبه :
- بما أنك بهذه البراءة ، أرى أن أعطيك التعليمات يجب أن نتعامل فورا مع هذه الفجوة المحزنة في ثقافتك عزيزتي
خلع سترته ورماها على ظهر كرسي ثم أرخى ربطة عنقه ، وجلس على السرير ليخلع حذائه الرجل لا يطاق ! ما الذي يقترحه ؟ أحست ليجي نفسها مجمدة على الجدار
- عما تتحدث ؟ ولطفاً لماذا أقفلت الباب بالمفتاح

- للخلوة عزيزتي لن نرغب أن يزعجنا أحد
فك ياقة قميصه ، ثم مال مستنداً إلى كومة وسائد ناعمة ربت على الغطاء إلى جانبه :
- تعالي .. تعالي وأجلسي هنا
لم تتحرك ليجي قيد أنملة :
- لماذا ؟
- لماذا !! كي أتمكن من إعطائك بعض المعلومات عن الحب فأنت ، كما فهمت تجهلين هذه الأمور !!
نظرت إليه بغضب :
- أنوي أن أبقى هكذا !
لو تجرأ وقام بحركة واحدة نحوها ، فستصرخ حتى تدمر هذا المنزل اللعين !
لكنه لم يتحرك ، بل ابتسم قائلاً :
- إهدائي ياليجي لا شيء تخافين منه
فتح زرين من قميصه وهو يمعن النظر إليها :
- أؤكد لك أن نوع التعليمات التي في ذهني هي نظرية بالكامل ، وليست عملية بماذا تفكرين ؟!
لاحظ الارتياح ، والنظرة البلهاء على وجهها :
- هل فكرت أنني أنوي الاعتداء عليك ؟ لا شك أنك تعتبرينني يائساً حقاً كي الجأ لمثل هذا التصرف الوحشي ؟
أحست بالاهانة لقوله ( يائس حقاً ) فردت عليه بحدة :
- وما المفترض بفتاة محترمة أن تظن غير هذا ؟ حين يقفل رجل الباب عليها في غرفة نوم ويضع المفتاح في جيبه ؟ أظنها ستكون معذورة في مثل هذا الاستنتاج !
- إذاً هذا ما أقلقك ؟ لكن لا يجب أن تقفزي لاستنتاجات لا أساس لها إقفالي الباب ، هو لأجل مارولا وللتأكيد على حاجتنا أن نكون لوحدنا ، دون خوف من المقاطعة ولم يكن بقصد إخافتك

نظرت ليجي إليه ، نصف مصدقة لما يقول ، فواقع أنه لا ينوي فرض نفسه عليها ، دون شك صحيح فيكتور دوما رشيه الفاتن الكبير لن يكون بحاجة لهذا علاقاته تعتمد على رقة سحره وجاذبيته
أما ادعاؤه أنه لم يكن ينوي أخافتها ، فهي لا تتقبل هذا كثيراً ، إنه لاعب ماهر خبير ، عديم الرحمة ولن يتردد أمام شيء لتكون له اليد العليا

واست نفسها وهي تتقدم لتجلس إلى جانبه تذكري هذا : لقد اخترت عدو لدود خطير وإذا قللت من شأنه فسيكون ذلك على حسابك
سألته بابتسامة باردة :
- إذاً ماهي هذه التعليمات التي تنوي إعطاؤها لي ؟ هيا أخبرني كلي آذان صاغية
استند إلى الخلف على الوسائد ، ووضع يديه خلف رأسه :
- يبدو أنك بحاجة إلى تعليمات حول كيفية التعامل مع علاقة ، أو بالأحرى كيفية التظاهر بالتعامل معها بما أن وجهة النظر لكل هذا العمل هو شد الانتباه إلى أنفسنا ، يجب أن نتأكد أن تمثيليتنا الصغيرة مقنعة ، ويجب أن أقول أن أداءك في الرحلة إلى هنا كان يبعث على الشفقة

ارتفع اللون الأحمر إلى وجهها ، وهي تلمح لمعاناً خبيثاً في عينيه
- وبأي طريقة تظن أن أدائي لها يفي جداً بالمراد ؟
قطب وجهه :
- هذا ما كنت أخشاه ، ولهذا نحن بحاجة إلى الحديث المفترض أن نكون عاشقان عزيزتي وأننا شخصان يشتاقان لبعضهما وليس مجرد اثنين يعرفان بعضهما ، ويجفلان مبتعدين عن بعضهما كل فترة !
وضعه التصوري جعل وجهها يلتهب وقالت محتجة :
- بكل تأكيد يكفي أن نكون معاً نعيش في هذا المنزل ولا أرى أية ضرورة لأي شيء أكثر من هذا

- إذاً عزيزتي ، أنا مضطر لأن أصحح وهمك براءتك فاتنة ، لكن جهلك يجب أن يصحح فإذا كان لهذه الخطة أي فرصة للنجاح ، يجب إذن أن تقومي بجهد لأداء دورينا بطريقة صحيحة وإذا كنت تذكرين ، وافقت على التعاون الكامل
ابتسمت لنفسها سراً فليس هذا كل ما وافقت عليه لكنه لو يعلم ؟ قالت له :
- أجل أذكر وسأتعاون
استرخى على السرير :
- هذا سيكون أفضل وبإمكانك دوماً مواساة نفسك بواقع أن تظاهرنا هو للإرضاء العلني فقط حين نكون وحدنا يكون تصرفنا من اختيارنا

- في هذه الحالة إذا كنت لا تمانع ، سأستغل هذه الفرصة لأستريح في غرفتي الخاصة
نزلت من السرير ، ومدت يدها له وتابعت بحدة :
- أعطني المفتاح ، درسك التوجيهي مفهوم تماماً
ابتسم يهز رأسه ببطء :
- قد يكون درسي قد انتهى لكنك ستبقين هنا ، فهذه ، عزيزتي غرفتك وغرفتي !
- لكنك قلت لتوك ! بالتأكيد لا تتوقع أن أشاركك غرفة النوم ؟
- أنا لا أتوقع فحسب بل أصر عليه ! ماذا ستظن مارولا لو أننا نمنا في غرفتين منفصلتين لا لا عزيزتي ، لا يمكننا المخاطرة مثل هذه المعلومات تنتشر بسهولة
أنه على حق أعترفت بقلب هابط تلعن نفسها لسذاجتها لم يخطر ببالها التفكير بمثل هذه التفاصيل حين رمت نفسها بكل تهور في هذه المهزلة !
- حسناً أنا واثقة تماماً أنني لن أشاركك السرير لذا لاتحاول إقناعي أن هذا جزء ضروري من الخطة فلا مجال لذلك
- لن أحاول عزيزتي في الواقع ، فكرت بحل لهذه المشكلة بالذات الفراش على هذا السرير ، هو فراشان منفردان ملتصقان ، سأفصلهما واضع ,أحدا على الأرض ، ثم نعيد جمعهما في الصباح وهذا سيشمل تخريب الأغطية بالطبع
تابع بتسلية خبيثة :
- لكنني أشك في أن تتوقع مارولا أن تكون الأغطية في حالة سوية في الصباح
تكورت شفتي ليجي بسخط ديه طريقة خبيثة في التلاعب بالألفاظ ، وتجاهل للذوق السليم من سيصدق بعد الآن أنها فتاة لها مثل أخلاقية عليا؟
وكأنه قرأ أفكارها :
- لا تقلقي إذا سار كل شيء على ما يرام ، سنتمكن من إنهاء كل شيء قبل أن تنتشر القصص حولنا فمن غير المحتمل أن يعرف أصدقاؤك وعائلتك في لندن شيئاً عن هذا
نظرت إليه بكراهية فالخوف من أن تعرف أمها بهذا دخل رأسها وبعد ما فعله فيكتور باليانور لن تسامحها أمها وأكمل :
- أما بالنسبة لأهل البلاد هنا ، فأؤكد لك أن لا أحد منهم سيهتم أما مارولا فلن تزعج رأسها واستطيع القول ، من مجرد النظر إليها إنها امرأة خبيرة
وهو خبير بالنساء طبعاً ! استدارت إليه بسخط :

- امرأة خبيرة أم لا ، لم تكن بحاجة للتمادي بإعطائها انطباع سيء بأننا على وشك التمادي في علاقتنا
التوى فمه :
- إن قضاءنا ساعتين معاً لا يعتبر تمادياً ، أنت حقاً بحاجة لأن تعرفي ألكثير عن الحب
هذا أمر لا شك فيه لكن لن يكون هو من يعلمها

تراجعت خطوة وهو ينزل عن السرير مبتسماً لها :
- إذا ماذا تقترحين لنمضي ما بقي من الساعتين ؟ يمكن لساعة ونصف أن تمر ثقيلة إلا إذا ، بالطبع فكرت مجدداً في التمادي الذي كنا نتحدث عنه
تسمرت عينيها على وجهه ، تكره السخرية والوقاحة المشعة منه كيف ستتمكن من انجاز مهمتها والتلاعب به ؟ لا يمكن التلاعب معه ! والأكثر من ذلك لديها إحساس غير مريح بأنها هي التي يتلاعب بها ، بدا يفك ما تبقى من أزرار قميصه ، وعيناه لا تفارقانه
ابتلعت ريقها بصعوبة :
- ماذا تفعل الآن ؟
- ماذا تأملين أن أفعل ، عزيزتي ؟ طالما أنت غير راغبة في شيء ، سأستحم
ثم استدار متجها ً إلى الحمام
راقبته بقلب يخفق بجنون هذا الرجل هو أكثر خطراً مما تظن ، وربما تكون هذه بداية تأثيره عليها

أثبت فيكتور شهامة لم تكن تعرفها فيه
في أول ليلة لهما معاً ، ولدهشة ليجي أصر على أن يأخذ الفراش الذي على الأرض تاركاً ليجي تنعم بفخامة السرير لنفسها ، ثم استسلم وعلى الفور في نوم عميق بينما تقلبت هي بشكل يدعو للأسى لوقت طويل قبل أن يأتي النوم ليستولي عليها فلم يكن التعامل مع مقالات الإشاعات يروق لها في الحقيقة كانت تكره صحفاً مسيئة مثل ( البوغل ) وأحست إحساس غير مريح لمجرد أنها باحت لهم بسرها
وهي بكل بساطة لم تكن متعودة على كل هذه الأسرار والغموض فمثلاً لقد اتفقت مع ديانا إيفرارد ، أن أي معلومات ستتمكن من انتزاعها من فيكتور ، سترسلها بالبريد فوراً لميامي ، وأنها حال وصولها لباربادوس ستعلم الصحيفة بمكان إقامتها ، في حال اضطرت للاتصال بها
تقلبت في الفراش يجب أن تكتب لهذه المرأة فوراً لتعلمها بضرورة إيجاد ترتيبات أخرى لكن كيف ترسل أية كلمة وفيكتور يلازمها كأنفاسها طوال الوقت ؟ وبالتفكير هل ستتمكن من لعب دور الجاسوسة دون أن يشك بها ؟ ثم ما هي أفضل إستراتيجية لكسب ثقته ؟
كانت كل هذه الأسئلة ، لاتزال دون جواب ، حين استولى عليها الإرهاق واستسلمت للنوم
لم يكن يبدو على فيكتور أي اضطراب على عكس حالتها المضطربة ففي الصباح التالي وهما يتناولان الفطور ، شرع باستمتاع ينفذ تمثيليتهما

اضطرت ليجي لوضع قناع الشجاعة على وجهها ، وهو يعرضها لكل أنواع الغزل وفنون التودد ، ألأمر الذي وفر لمارولا تسلية سهلة لاشك أنه مثل هذا الدور دائماً لدرجة أنه قادر على تمثيله وهو نائم !!
من جهتها جارته في لعبته ، لا تبدأ شيئاً ، لكنها لا تصده ، شيئا فشيئاً يجب أن تبدو وكأنه يكسبها وقليلاً قليلاً يجب أن تقنعه بأن يثق بها
كانت فيلتهما على رمية حجر من الكاريبي وهناك بقعة على الشاطئ محفوفة بأشجار النخيل منزوية لاستخدامهما الخاص هاهي الآن ، ولساعتين من النعيم ستغلق عينيها – وهي ممدة على فراش الشمس – ناسية وجود فيكتور متظاهرة بأنها لوحدها !!
لكن كل ما حصلت عليه كان بضع دقائق وقع ظل فوقها فجأة ، وسأل صوت مخملي عميق
- يجب أن تضعي الزيت عليك عزيزتي .. أنصحك بهذا ، الشمس هنا أقوى مما تظنين
جلست منتفضة وقالت بحدة :
- لا أحتاج لنصائحك !
- هذه ليست الطريقة الملائمة للرد على حبيبك
كانت لهجته حادة وهو يخفض جسده على فراش الشمس قربها
- قد تظنين أننا في خلوة هنا لكن ، من يعلم أية عيون سرية تراقبنا ؟
تطلع لأشجار النخيل المتداخلة ، ثم مد إشارته إلى البحر ، حيث مجموعة ملونة من المراكب الصغيرة :
- بكل تأكيد لا يمكن أن تتوقعي ممن عملهم التجسس علينا أن يعلنوا عن مكان وجودهم بألعاب نارية وأعلام خفاقة ؟
- بالطبع لا .. كنت سخيفة
صوتها لم يكشف عن مشاعرها لكنها انتظرت لحظة لتقول
- إذا لم يكن لديك خطط أخرى أريد الذهاب إلى بلدة ( بريد جتاون ) بعد الغداء
- لا بأس في هذا بالنسبة لي هل من سبب محدد؟ هل هناك شيء معين تفعلينه هناك ؟
- لا اشيء محدد لمجرد مشاهدة المحلات ، وربما لشراء بعض البطاقات البريدية
أكملت لنفسها سراً : وللذهاب لمكتب البريد لإرسال رسالة إلى ميامي
قال محذراً :
- حسن جدا لكن أرجو أن لا تكوني تخططين للضياع بين الجموع ، فهذا سيكون مضيعة للوقت

قلدت صوت البراءة
- وهل أفعل شيء كهذا ؟
وردت بنظرة باردة على ابتسامته لكنها في داخلها كان قلبها يخفق توتراً لكن كان يجب أن تتغلب على توترها وتقوم بالاتصال بديانا ايفارارد
بينما فيكتور يغير ثيابه أغلقت على نفسها الحمام ،وكتبت بسرعة رسالة لديانا كانت في معظمها توسلاً لها أن لا تحاول الاتصال بها بل أن تكتب لها عبر البريد في ( بريد جتاون ) ترددت لحظة : هل تضيف إلى رسالتها تقول أنها غيرت رأيها ؟
هل تتراجع الآن وأمامها الوقت اللازم ؟
متنهدة لعقت غلاف الرسالة وألصقته وأمرت نفسها ، فكري بإيجابية !
قادها فيكتور نزولا على السلم الخشبي إلى حيث الكاديلاك البيضاء المؤجرة وقال مبتسماً :
- إلى مهمة ( بريد جتاون )
مزاجه الجيد استمر طوال بعد الظهر ، وهو يأخذها في جولة حول العاصمة :
- يقال أن ( بريد جتاون )هي الأكثر انكليزية بين مدن الكاريبي ولسوف تشعرين بأنك في بلادك
نظرت ليجي للساحة المغبرة بواجهات محلاتها الملونة ، وأرضها المرصوفة بالكوبالت وردت ساخرة :
- أوه أجل إنها مثل انكلترا تماماً في كل التفاصيل خاصة في الطقس
- لا يمكنك توقع شيء فالطقس الانكليزي فريد من نوعه لكن أراهن أنك لم تكوني تتوقعين أن تجدي نفسك وسط الكاريبي وفي وسط ساحة ترافلغار
أكملت قائلة :
- أنظر إلى نسخة مصغرة من تمثال نيلسون
كان هذا بالفعل مفاجأة للحظة ظننت نفسي عدت إلى لندن ! كيف اتفق أنك تعرف هذا المكان جيداً

ضحك :
- زرت الجزيرة من قبل ، إنها أحد الأمكنة المفضلة عندي في العالم
- أعتقد أنها ستصبح كذلك بالنسبة لي
- من يدري ! أشياء أغرب من هذه حصلت !
مع التقاء عيونهما ، مرت بينهما ومضة تعاطف ، ودون تفكير تجاوبت مع ابتسامته
وأكمل :
- أنوي أن أكون متأكداً أنك ستحصلين على أفضل ما يمكن من رحلتك هذه ولا سبب يمنعنا من أن لا نتمتع ، بسبب ( اتفاقنا )
أشاحت بوجهها كارهة التفكير بهذا الاقتراح لكنها في الواقع كانت تتمتع تماماً حين لا يكون متسلط، يكون مرافق ساحر
نظر لساعته :
- اقترح أن نقف بعد هذا عند مركز البريد ، قلت أنك تريدين إرسال بطاقات بريدية ، ولست واثقاً من موعد إقفال المكتب
أخفت ارتباكها :
- حسن جدا لا بأس بهذا بالنسبة لي
على الفور أخذ قلبها يضرب بشدة وهما يسيران لمركز البريد بطريقة ما يجب أن ترسل الرسالة لديانا، لكن كيف ستتمكن من ذلك إذا أصر فيكتور على الدخول معها لمركز البريد ؟
قاطع أفكارها مقترحاً :
- إذا كنت تظنين انه بإمكانك تدبير أمر نفسك ، سأذهب إلى ذلك المتجر عبر الشارع ، واشتري بعض علب العصير والمرطبات
أحست بارتياح :
- فكرة جيدة سأنتظرك في الخارج حين أنتهي

أسرعت لداخل مكتب البريد مسلحة بالطوابع البريدية ، وبيدين مرتجفتين ، وضعت الطوابع على المغلف ثم أعادته لحقيبتها وأكملت بسرعة بقية البطاقات وأسرعت نحو صندوق بريد ورمت الرسالة فيه بعدها تعاملت مع بقية الطوابع بروية
وهي تستدير أحست براحة ضعيفة في قلبها
لكن في اللحظة التالية جمد الدم في عروقها وامتلأت عيناها بصورة الجسم الطويل الذي كان يراقبها عند الباب أوه يا إلهي هل شاهدها تضع الرسالة ؟
تقدمت نحوه بساقين غير ثابتتين لكن كل ماقاله :
- هل أنهيت كل شيء ؟ تعالي إذن دعينا نذهب
ودون تفكير لحقت به تحت أشعة الشمس القوية التي تعكس دفء الارتياح في قلبها لم يكن ارتياحها لأنها أرسلت الرسالة فقط بل لأن لاضرر حقيقي حدث حتى الآن وهذا سيجعلها تكسب ثقته
لكن وهما يسيران معاً عبر الشارع كانت هناك زاوية سرية في قلبها تعرف أن هذا لم يعد صحيحا تماماً
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
  #15  
قديم 04-25-2018, 06:22 PM
 
الفصل السادس : أسئلة بلا أجوبة



تناولت ليجي ملء فمها من الحلوى اللذيذة ونظرت إلى فيكتور عبر الطاولة المزينة بالشموع
- إذا كم جاسوسا اكتشفت حتى الآن ؟
كان يرتدي بنطلوناً أسود اللون ، وسترة بيضاء ، وقميصاً أبيض ، مع ربطة عنق في نور الشموع كانت خطوط وجهه الخشنة أحياناً ترق وتزداد سحراً وهو يبتسم كانت تزداد زرقة عينيه بشكل مذهل وقال :
- ليس بعد إنهم مختفون عن الأنظار لكن لاتقلقي ، فالليل لا زال في أوله
هذا صحيح والقصد من مجيئهما لهذا النادي الفخم لم يكن للمتعة فقط كانت نية فيكتور وفكرته إغراء أعدائه بالظهور علناً منذ وصولهما على الجزيرة في الأيام القليلة الماضية ، كان مقتنعاً في مناسبتين منفصلتين مرة على الشاطئ ومرة في الفيلا ، أن شخصا كان يراقبهما وهو يأمل هنا في النادي أن يكشف النقاب عنه ، أو عنهم قال يقنعها
- في مكان محصور كهذا لن يكون من السهل بقاؤهم مختبئين ، وسيكون من السهل أن نكشف أي إنسان يتصرف بطريقة مشبوهة
- ما يحيرني كيف ستتمكن من التفريق بين جواسيسك الذين تدفع لهم من وكالة التحري ، وبين من يفترض أنهم يلاحقوك لكنني أعتقد أنك في هذه الأمور أكثر خبرة مني
ابتسم بكسل :
- ربما لهذا أجد براءتك ساحرة مع إنك تبدين أقل براءة هذا المساء
أحست بالاحمرار يتسلل من عنقها صعوداً
ونظرته الكسولة تتركز على وجهها ثم فوق ياقة الفستان المتعدد الأوان بتنوره الواسعة ، وخصر يحيط به حزام عريض ، وقلادة ذهبية صغيرة ، تلمع عند عنقها
ابتسم لها :
- هذا الفستان يناسبك عزيزتي أنت هذا المساء افتن من العادة
ارتجفت حين تقابلت نظراتهما :
- ستفسدني دلالاً بكل هذه الإطراءات تذكر نحن الانكليزيات العمليات لسنا معتادات على الفتنة الفرنسية
طبعاً في ظروف أخرى ستصده لكن الشيء الذي يمنعها أنها بحاجة لأن تسحره إنه جزء محسوب بدقة من خطتها

وخطتها الآن تعمل بنجاح فقد تجاوب فيكتور مع تغيير تصرفاتها نحوه بحماس الرجل المتمرس ، فقد تبادل معها الابتسامات والنظرات لكنه لم يخطو خارج الحدود التي كانت تضعها بحزم في ذهنها :
- إذاً ، أنت مسرورة لإصراري على المجئ معك ؟ لا بد وأن تعترفي أنك تمضين وقتاً أفضل معي مما لو كنت مع صديقك الآخر آلن
رفرفت عينيها لعجرفته ، لكنها لم تستطع أن تنكر أن في كلامه بعض الحقيقة فخلال البضعة أيام الماضية كان عند وعده بأن يحرص على أن تتمتع بعطلتها ولم يكن هناك لحظة ملل واحدة
أجابت :
- آلن ليس صديقي كما تظن ، إنه صديق عادي ، كما سبق وقلت لك
- أنا مسرور لسماع هذا وهل لديك آلن آخر في وطنك ؟
- إذا كنت تقصد أصدقاء من الرجال أجل لدي البعض منهم
- لكن ،دون شخص مميز ؟
- ليس في الوقت الحاضر
- إذاً كان هناك في الماضي ؟
كانت على وشك أن تقول له إن هذا ليس من شأنك ، لكن لسبب ما وجدت نفسها ترد :
- مرة ، كان هناك شخص مميز وتبين لي أنني كنت مخطئة
أحست أنه ابتسم :
- هذا ما كنت أظن ، وهذا ما يفسر قلقك لكن يجب أن تتعلمي أن تكوني أكثر ثقة بالناس ، فتاة مثلك يجب أن يكون لها شخص مميز في حياتها لا بد أنك تدركين أنك قد لاتجدين هذا الشخص إذا استمريت في إضاعة الوقت مع شبان مثل آلن

- وما الخطب في آلن ؟
- لا شيء أبداً لفتاة غيرك لكن ليس لك عزيزتي ليجي ما تحتاجين إليه نوع مختلف من الرجال
وهو يميل نحوها فجأة ، ويثبت نظره تجاهها ، قالت :
- وكيف تعرف ما أحتاج إليه ؟ أنت لا تعرف عني في الواقع أي شيء
هب واقفاً وقال :
- دعينا نوضح شيء عما أعنيه تعالي عزيزتي ، دعينا نرقص
استطاعت بصعوبة أن تسيطر على خفقان قلبها وهو يراقصها هل هذا ما يعنيه ؟! هل هذا الإيضاح الذي ينويه ؟ هل يريد أن يظهر لها أنه قادر على التأثير فيها كما لم يؤثر عليها رجل من قبل ؟
- أترين تدعين أنني لا أعرف شيئاً عنك لكنني أعرف الكثير ، أكثر مما تظنين
أحست ببرودة مفاجئة في داخلها هل كشف سرها ؟ أيعرف من هي ؟ بل الأسوأ : هل اكتشف ما تنوي القيام به ؟
لكنه أكمل :
- وكيف يمكن غير هذا ؟ في الأيام الماضية عشنا معاً وأظنك أصبحت تعرفين قليلاً عني كذلك ولم تعودي تعتقدين أنني متوحش

للأسف الشديد هذا صحيح مع مرور كل يوم ، كانت تجد صعوبة أكبر في متابعة النظر إليه كما كانت تنظر من قبل ، وكأنه تجسيد للمكر ، بل لذهولها وجدت فيه أشياء تعجبها ، ولهذا بالرغم من تعاظم القلق بينهما ، لم تحاول أن تنتزع منه أي أسرار ، وهذا يجعلها تحس بالذنب العميق :
- هل أنا محقة أم مخطئة في اعتقادي أنك متوحش ؟
ابتسم بتسلط ، قائلاً :
- سأكون ما تريدين أن أكون إذا كنت تحبين الوحوش فأنا متوحش وإذا كنت تفضلين شيء أكثر رقة ، فسأكون دميتك
مالت إليه تحس بارتباك أكثر من السابق فقد شكت في وجود حقيقة في هذا القول الصادر من قلب خالي فيكتور دوما رشيه كالحرباء المتقلبة ، قادر على أن يكون ما يشاء
توقفت الموسيقى وعادا إلى الطاولة فجأة نادى صوت نسائي :
- فيكتور دمارشيه ! هذا أنت ! على أي حال ! من بين كل الناس ممن التقي بهم صدفة !
لحقت ليجي بعيني فيكتور عبر الطاولات إلى حيث تجلس امرأة شقراء الشعر في ثوب أسود ناعم مسترسل ، تلوح لجذب انتباهه صاح عجباً ، وأسرع نحوها :
- نادين !
بعد عشر دقائق ، جرى إعادة ترتيب الطاولات ، لتجلس ليجي وفيكتور مع نادين وزوجها اللطيف كينيث ، معاً يضحكون ويتبادلون أطراف الحديث

كانت نادين ، كما اكتشفت ليجي على علاقة سابقة مع فيكتور وهذا أدهش ليجي !!
لم تكن مسألة أنهما كانا على علاقة هو الذي صعب على ليجي تصديقه !! فغرام فيكتور بالنساء الجميلات أمر معروف جداً ، ما أدهشها وأربكها هو كونهما الآن وبشكل واضح صديقان عزيزان وهذا شيء لا ينطبق على سمعته العامة كرجل يتخلى عمن يحب بقساوة ، بحيث لا يمكن لصديقة سابقة أن تشعر بمثل هذه اللهفة تجاهه ليست صديقته السابقة فقط ، بل زوجها كذلك ، فمن الواضح أن الثلاثة هم أصدقاء مقربون جداً وتزايد تشوش ليجي
كانوا يتحدثون عن ذوقهم في الموسيقى ، نادين تتحدث عن موسيقى الآلات النحاسية في الكاريبي حين وافق فيكتور ، أطلقت ضحكة خبيثة :
- أرى أنك تتوسع في ذوقك الموسيقي ما كنا نصغي سوى للموسيقى الكلاسيكية !
رد ملاحظتها بمرح :
- هذا غير صحيح ! فأنا لي ذوق عام وواسع في الموسيقى إلى أقصى حد !
قاطعته ليجي بلا تفكير :
- سمعت أنك مولع بالأوبرا ؟
ولم تكن أبداً مستعدة لرد نادين
- ومن قال لك هذا ؟ فيكتور يكره الأوبرا ! لطالما حاولت إقناعه أكثر من مرة ، لكنه كان يرفض حتى الإصغاء إليها !
- لكنني ظننت
وصمتت تتذكر مصدر معلوماتها الخاطئة إنها اليانور ، المتعلقة بحب ( فيردي ) والتي قصت لها تفاصيل رحلتها إلى باريس مع فيكتور ألى دار الأوبرا ، لعرض خاص لأوبرا ( عايدة )
وهي تتراجع في كرسيها مرتبكة ، أكد لها فيكتور :
- نادين محقة تماماً وأنا واثق أن هذه فجوة رهيبة في ثقافتي الموسيقية لكنني لم أحضر أوبرا في حياتي
هزت ليجي كتفيها وضحكت
- لا بد أنني حلمت بالأمر !
مع متابعة الحديث في مواضيع أخرى كان دماغها يمتلئ بسؤال مقلق لماذا تخترع اليانور تلك القصة ؟ هذا لايبدو منطقيا أبداً وهذا قادها لسؤال آخر ، وأكثر بعثاً للقلق إذا كانت اليانور قد اخترعت هذه القصة حول الأوبرا ، أمن الممكن أن تكون اخترعت أشياء أخرى ؟
أحست بخفة غادرة من الإثارة لهذه الفكرة لو كان اتهام اليانور لفيكتور غير صحيح ، فهذا سيبرر تغير مشاعرها نحوه ، ولن تعود تشعر بعقدة الذنب
لكن على الفور شعرت بالخجل من نفسها اليانور شقيقتها ويجب أن يكون ولاءها لها فكذبة صغيرة روتها لا تلغي قصتها كلها
بطريقة ما انتقل الحديث إلى التزلج كانت نادين تسأل فيكتور :
- ألا زلت تحتفظ بالشاليه في ( الهوت سافوا ) ؟
هز فيكتور رأسه ، فالتفتت نادين إلى ليجي :
- يجب أن تقنعيه أن يأخذك يوماً إلى هناك ، خاصة إن كنت تهتمين بالتزلج
دست يدها بعاطفة في ذراع زوجها :
- كينيث وأنا أمضينا أجمل عطلة تزلج هناك منذ سنتين
تجنبت ليجي النظر لفيكتور متعمده ، فهي تتصور مدى تسليه اقتراح نادين !
ردت :
- في الواقع أنا مولعة جداً بالتزلج مع أنني لا زلت مبتدئة
- فليعلمك فيكتور إنه خبير ومعلم صبور ، أؤكد لك هذا
ضحك كينيث :
- وأنا أؤكده أيضاً فهو الذي أخرجني من منحدرات التدريب
مالت نادين نحو زوجها :
- كينيث زوج رائع لكنه قطعاً ليس رياضي وإن كان صادقاً سيقول لك إنه يفضل ما بعد التزلج ، على التزلج نفسه !
وغمزت ليجي مبتسمة وافقها كينيث :
- أنا أحب الجانب الاجتماعي في رحلات التزلج ولحسن الحظ حين تكونين مع فيكتور لا ينقصك هذا
ابتسمت ليجي موافقة فقد أصبحت تعرف عنه هذا ثم أخذت تنظر إلى نادين التي أخذت تضحك فجأة :
- بينما نحن نتحدث في الحياة الاجتماعية ، ما رأيك بتلك الحفلة التي أقمتها السنة الماضية ، وشاركت فيها تلك السيدة المعروفة التي لم تكن هناك لأجل التزلج ؟
سمت رجل سياسي فرنسي وتابعت :
- يالها من قصة فظيعة قديمة الطراز مالذي حدث بالضبط يا فيكتور ؟ لم تخبرنا أبداً بالتفاصيل
بدا مترددا ثم قال :
- كانت قضية غامضة ، واخشي أن أكون نسيت معظم التفاصيل
لكن طريقة إشاحته بعينيه وهو يتكلم ليبدي اهتمام مفاجئ بطاولة قرب الغرفة ، هي
التي أطلقت أجهزة الإنذار في رأس ليجي
استدار كينيث بدبلوماسيه إلى زوجته يدعوها للرقص مدركاً تلميح فيكتور ، وثبتت ليجي عينيها على جانب وجه فيكتور بإحساس ندم مختلط بالخوف
لقد أدركت أنه يخفي شيئاً ربما تكون القصة التي صممت أن تحصل عليها وفي نفس اللحظة ، في أعماق قلبها كانت تصلي أن لا تكون هناك قصة إطلاقاً
افترق الفريق الرباعي بعد منتصف الليل بقليل ، وبعد الاتفاق على اللقاء مجدداً بعد يومين ،وقضاء يوم كامل في عرض البحر وعد كينيث وهما يصعدان كل لسيارته :
- سأتدبر أمر القارب من فندقنا سأتصل بك فيما بعد ، ونتفق على التفاصيل
صعد فيكتور إلى الكاديلاك ، وأدار المحرك ونظر إليها :
- هل تمتعت بالأمسية ؟
- جداً إن نادين وكينيث شخصان رائعان حقاً وأنا سعيدة للقائنا بهما ومع ذلك ، من المؤسف أنك لم تلق القبض على أي جاسوس !
دفع فيكتور مقبض المحرك لمستوى القيادة ، وغمزها قائلاً :
- لكنك مخطئة ! قد لا أكون نجحت في إلقاء القبض على أحد إلا أنني تمكنت من ملاحظتهم على أي حال كانت هناك امرأة حمراء الشعر ، وشاب نحيل يجلسان على بعد طاولتين منا وكان لهما بكل تأكيد اهتمام بنا تمكنت من النظر إليهما جيداً ، وأنا واثق تماماً أنني سأعرفهما لو رأيتهما مرة أخرى
- هذا جيد
لكنها لاحظت بأنها تجد صعوبة في فهم كلمة مما يقول لأنه كان ينظر إليها بثبات
أخذت نفساً عميقاً لتوقف نبض قلبها وسألته :
- إذاً ، ما هي الخطوة الثانية ؟
- لست واثقاً بالضبط أعتقد أنني سأبقى مترقباً لأرى ما إذا كنت سأراهما مرة أخرى يبدو أن خطتنا بدأت تعمل
هزت رأسها كالمسحورة وأجابت :
- عظيم
لكنها في الواقع لم تعرف أهذا جيد أم لا
توقف فيكتور تحت الشرفة المضيئة للفيلا وشد المكبح اليدوي وليجي تمد يدها إلى المقبض ، استدار إليها ووضع ذراعه على مقعدها ليتأملها من جديد بنظراته
نظرت إلى عينيه بإحساس شوق يائس وفي تلك اللحظة صدمتها فكرة فقطبت في وجهه بينما خفق قلبها بشدة :
- ذانك الشخصان اللذان شاهدتهما في النادي متى لمحتهما بالضبط ؟ في أية مرحلة من الأمسية ؟
انضم حاجباه معاً :
- لا أتذكر كان ذلك حوالي النهاية
- حين كنا نتكلم عن التزلج ؟ قبل أن يذهب نادين وكينيث للرقص ؟
هز رأسه :
- أجل في الواقع أعتقد ذلك وما الفرق ؟ ولماذا أردت أن تعرفي ؟
- لا سبب لا سبب أبداً
ابتسامة كبيرة ملأت وجهها فقد عرفت لماذا تغير مزاجه عندما أثارت نادين موضوع تلك الفضيحة فوق جبال الألب ، وليس السبب ما ارتابت به ليجي من قبل فهو لم يكن يشعر بالذنب إطلاقاً بل السبب أنه في تلك اللحظة شاهد الشخصين يراقبانهما
رقص قلبها في داخلها كانت مخطئة في أن تشك به لم يكن يحاول إخفاء شيء ما ! ثم تذكرت كذبة اليانور حول الأوبرا وخاصية صداقة فيكتور لنادين ، صديقته السابقة كل الأشياء السيئة التي سمعتها عنه لا يمكن أن تكون صحيحة ! هي وبقية العالم أساءوا الحكم عليه!!
أحست بقبضة مفاجئة من الحزن تمزق قلبها فقد أدركت فجأة ، وهو يستدير عنها ، أن الشوق في داخلها ، لن يستجاب ومع أنها بالنسبة له مجرد امرأة من بين الآلاف ، صورة مارة سرعان ما ينساها إلا أنها في تلك اللحظة كانت مستعدة لبيع روحها من أجل أن تسمع منه تمتمة لكلمة حب واحدة !
__________________

يا رفاق ،ترقبوا ، زمن من المفرقعات قادم!

┊سبحان الله ┊ الحمدلله لا إله إلا اللهالله أكبراستغفر الله
هل لديك ما تخبرني إياه ؟| مدونتي | معرضي
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دروس من الحياة للمرأة - ستيفاني مارستون خالد الاشهب تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 77 03-12-2020 06:17 AM
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية تحاكي الواقع (الفجر الازرق )منقولة+رعب كلمات انثى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-28-2012 03:53 AM
صور من جزر هوارى على على رمضان موسوعة الصور 9 08-27-2011 04:33 AM
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، كاملة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 02-15-2011 06:24 AM


الساعة الآن 06:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011