عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-25-2018, 08:34 PM
 
ضحايا الذئب الأسود

الجزء الأول
بعد يوم عمل شاق، خرج المزارع يوسف من مزرعته، كان قد هم بالذهاب إلى بيته حينها، لكنه تذكر الجائزة التي وعد أبنه بها بعد حفظه للحروف الهجائية التي هو نفسه لا يعرفها.
توجه مباشرة إلى أحدى محلات الألعاب البعيدة قليلا عن قريته، و أشترى لعبة باهظة الثمن مقارنة بما كسبه اليوم من المال رغم الدين الذي أثقله للتاجر مالك (تاجر الفرار).
كان مالك هو صاحب المزرعة، قبل أن يشتريها يوسف منه بالتقسيط، وبعد أن باع المزرعة أنتقل للمتاجرة بالفرار بعد أن سمع عن الرابح الوفير فيها.
بعد أن أشترى يوسف لعبة لصغيره، توجه مباشرة عائدا للمنزل، كان اشتياقه لعائلته شديدا،كأنه لم يتهم منذ سنوات رغم أنه لم يفارقهم إلا سويعات قليلة.
لم تكن هذه أول مره يشعر بالاشتياق، ففي كل يوم يشعر بذلك، لكنه في هذا اليوم قد ازداد.
اقترب يوسف من كوخه الذي أحاطت به الظلمة من كل مكان، كان كوخا خشبيا بالكامل، ولم يكن فيه سوى عدة حجرات صغيرة، إلا أنه في نظره يساوي الدنيا ومافيها طالما طفله وزوجته يعيشان فيه بأمان وسعادة.
حينما وقف عند الباب طرقه ثلاثا، مخبأ خلف ظهره اللعبة التي أحضرها لإبنه، ثم انتظر الرد منه لمهلة.
لم يكن هناك رد، حينها أخذ يصيح:يا أم حمزة،أفتحي الباب، لقد عدت من المزرعة ولدى مفاجأة لحمزة.
أنتظر مرة أخرى، لكن لم يجبه أحد، حينها شعر بأن شيئا ما قد يحدث، وبدأ القلق يعتريه.
دفع الباب بقوة كافيه لفتحه ثم دخل، ثم أخذ ينادي وهو يمشي بحذر، ويتفقد الحجرات قائلا:نسمة… حمزة… أين أنتما؟
كان المكان هادئا، من غير أي صوت، مجرد صمت قاتل، إلى أن سمع أصوات غريبة قادمة من حجرة نومه.
توجه نحو الحجرة مباشرة بخطوات حذرة، ثم دفع بابها الخشبي المهترئ بخفة كادت أن تصدر صريرا، وأطل برأسه من خلف الباب يتفقد مصدر الصوت.
رأى ما لم يكن يتوقعه يوما، منظر مفجع، رأى دماء دماء تملأ الحجرة، تلطخ أرضيتها وجدرانها، و أشلاء مبعثرة، تنتشر في أرجاء الحجرة بشكل مخيف ومروع،
كانت الغرفة مظلمة، غير ضوء شمعة خلف الباب يخفف من ظلمتها، وكان السرير قد اكتسى باللون الأحمر من دماء قد سألت عليه وعلى من حوله، وكان يبدو شيئا ما عليه بارزا أخفت ما هيته الظلمة، فاقترب يوسف من هذا الشئ وأمسك به، رفعه لأعلى لكي يراه، وإذ به رأس إنسان ليس بغريب عليه.
كان رأس أم ولده وزوجته (نسمة)، وكان مشوها جدا كأن وحشا قد انقض عليه، لم يكن ليعرفه لولا عيناه البنيتان وخصلات شعره السوداء.
لوهلة شعر أنه يعيش كابوسا مرعبا في نومه، لم يكن يعلم ما يحدث من حوله، كان مرعوبا جدا وخائفا، لكن كسر خوفه سؤال تبادر إلى ذهنه "ماذا عن ابني ؟".
أسقط اللعبة من يده، وأخذ يتعمن رأس زوجته والرعب ممسك بجفونه التي لاتكاد ترمش إلا أن سمع صوتا من أسفل السرير.
صاح قائلا بغصة من خوف وحزن وأمل بائس: حمزة؟
ثم أطل أسفل السرير، وإذ بطفله اضجع من غير أي حراك والدموع تنهمر من خديه قائلا بصوت منخفض كالهمس :أبي، هل ذهب الوحش؟
تسائل يوسف حينها في نفسه:أي وحش؟ من الذي يجري؟
لكن صوتا مرعبا متهدجا قادما من الجهة المظلمة في الحجرة قد قاطعه تاركا اياه متجمدا في مكانه.
كان ذئبا أسود كالظلام حالك السواد، لكنه ليس كأي ذئب، فقد كان ضخم جدا، من النظرة الأولى ليوسف أدرك أنه يرى وحشا ظن الناس أنه انقرض منذ زمن بعيد، أدرك أنه يرى (ذئبا رهيبا)
اقترب هذا (الوحش) والمظلمة تقترب معه إلى يوسف، ولم يكن ليراه الأخير لولا عيناه الذهبيتين المحمرتين كاللهب وأنيابه ناصعة البياض.
كان الدم يقطر من شعره الاسود، مع قطع صغيرة من أحشاء زوجة يوسف المسكينة، وكانت أنيابه بارزة، مستعدة للقضاء على يوسف، لكن الأخير استطاع إبعاده واخافته، حينما رماه باللعبة التي اشتراها لابنه الصغير.
هرب(الذئب الرهيب) من نافذة الحجرة، محطما إياها بجسده الضخم، تاركا خلفه ثقب واسع في جدار الكوخ كان نافذة في ما سبق، لحجرة أصبحت مليئة بالدماء والألم، بعد أن كانت في أمان وسلام.
يتبع...
  #2  
قديم 01-29-2018, 03:54 PM
 
الجزء الثاني من ضحايا الذئب الأسود

الجزء الثاني
بعد مرور عدة أيام على الحادثة المريعة التي حدثت لزوجة يوسف وابنه، ادا فقد الأخير رجليه بعد أن مزقها (الذئب الرهيب)، أصبحت التعاسة والألم تمنع يوسف من نعيم الراحة، فلم يكن يأكل كما كان، ولم يكن يكن ينام الليل، بعد أن هم بالبحث عن (الوحش) والقضاء عليه ثأرا لما فعله.
كان يملك بندقية عتيقة، لم يستخدمها منذ زمن، منذ أن كان صيادا قبل أن يشتري المزرعة، وهم بأن يقتل بها (الذئب الرهيب) لكنها كانت معطلة نتيجة لمرور الزمن.
توجه مباشرة إلى مالك (تاجر الفرار) لكي يستدين منه مرة أخرى رغم أن دينه السابق لم يسدد، لكن الأخير رفض، وطلب منه أن يسدد دينه الذي عليه قبل أن يتوجه إلى الشرطة شاكيا إياه.
كان مالك خسيس الطبع والخلق محبا للمال حبا جما، لدرجة أنه في يوم عزاء زوجة يوسف أتى يسأله عن ماله الذي استدانه منه، ولم يراعي مصيبته التي هو فيها، بل وهدده للمرة الأولى بإحضار للشرطة.
بعد أن رفض مالك أن يدين يوسف، وأمره بأن يسدد دينه قبل أن يشكوه للشرطة، لم يكن يوسف يملك مالا لإصلاح بندقيته، فقرر إصلاحها بنفسه وأخذ يسهر ليلا على إصلاحها، مستعينا بالعمل الالهاء نفسه عن ألم وحرقة التفكير بما حدث.
كان يتوقف أحيانا عن العمل، حينما يتذكر زوجته وما تعرضت له، وتبدأ الدموع تنهمر على خده، والحراقة والألم تعتصر صدره، لكنه بسرعة إلى عمله، حينما يتذكر أنه يعمل من أجل الثأر.
وبعد عدة ليالي من العمل، تمكن يوسف أخيرا من إصلاح بندقيته لكي يثأر لزوجته، وأصبح جاهزاً لذلك، لكن مشكلة ما تمنعه من ذلك.
كان يجهل مكان ذلك (الذئب الرهيب)... يعلم بأن أغلب الذئاب القريبة منه تسكن جبال السندان، وتشكل قطعان في تلك المنطقة، مما يجعل مهمته خطيرة جداً، ولكنه على كل حال قرر الذهاب إلى هناك، و التخييم قرب الجبال العالية برفقة أبنه الصغير (حمزة)، الذي لم ليتركه بعد الحادثة الشنيعة.
توجه إلى إحدى غابات الصنوبر القريبة جدا من سلسلة الجبال، وهو يحمل أمتعته وابنه على ظهر، إلى أن وجد المكان المناسب الذي يستطيع من خلاله أن يرى جبال السندان بشكل واضح، وقرر التخييم فيه.
أقام خيمته الصغيرة له ولابنه، وأضرم النار خارجها، ثم وضع قدره فوقها وطبخ حساء له ولحمزة الصغير.
جلس الاثنان مرتكزان على صخرة رمادية كبيرة، وسط أشجار الصنوبر العالية، ينظران إلى النجوم اللامعة والقمر الساطع الذي يعلو جبال السندان بهدوء تام، إلى أن سمع يوسف صوتا كان في انتظاره.
كان صوت عواء ذئاب عالي، قادم من جهة الجبال، ويبدو أنه قريب جداً.
جهز بندقيته العتيقة، وأصفا نيرانه التي ضرامها سابقا، ثم حمل أبنه على ظهره، بعد أن ربطه بقطعة قماش سمكية تحيط بهما، وتوجه مباشرة للجبال حتى وصل إلى سفوحها.
قال حمزة :أبي أنا خائف، أرجوك دعنا نعود أدرجنا.
رد يوسف :لا تخف يا بني.
ثم أكمل بصوت لا يسمعه غيره:سنثأر لأمك الليلة.
كان منظر الجبال مهيبا وجميلا في نفس الوقت. يكسوها لون رمادي باهت، ويعلوها ثلج أبيض ناصع البياض، لكن ما أفسد جمالها في نظر يوسف على الأقل، هي الكهوف الكثيرة المنتشرة على امتداد البصر، غير تلك المخلوقات المتوحشة التي تسكنها.
كانت الجبال عالية جداً، ولم يكن يوسف ليصل إلى أعلاها لو لم يكن هناك طريق مؤدي إلى قمتها.
كان الطريق متعبا جداً ليوسف، وحينها اقترب من الكهوف، توقف واستراح بالقرب من صخرة عملاقة على جانب الطريق، وبمجرد أن جلس لبضع ثواني حتى سمع أصوات خطوات خفيفة تعبر الطريق من خلف -خلف الصخرة- حينها التف بحذر وهو على وضعيته وأبنه بجانبه وأرى قطيعا من الذئاب.
قال حمزة بقلق :ذئاب يا أبي ذئاب!
رد والده: اششش، لا تقلق فأبوك بجانبك يا صغيري.
كان القطيع يتبع ذئبا لم يره يوسف بعد، متوجهين إلى غابات الصنوبر، عابرين الطريق الذي سلكه يوسف في الصعود، وما أن ابتعدوا حتى تركوا ذئبا منهم ورائهم، يتفقد المكان قبل ذهابهم إلى الأسفل.
كان ذئبا أبيض كالثلج، ذا لثة سوداء حالكة السواد، ذا حجم متوسط مثل باقي الذئاب.
بعد لحظات هم الذئب باللحاق بمجموعته، بعد أن استدار تاركا يوسف وأبنه خلفه، لكن رائحة البشر قد اوقفته، وقبل أن يعي لمجموعة محذراً، قفز يوسف عليه، و أطبق على فكيه كي لا يصدر صوتا. ثم غرسا سكينا في صدره حتى سال دمه على الثلج الابيض، وسحبه إلى الحافة من غير أن يراه حمزة، ورماه منها إلى غابات الصنوبر، بعد أن ارتطم بعدة صخور قبل ذلك كادت أن تفكك لحمه.
أخذ يوسف أبنه حاملاََ إياه على ظهره، ثم توجه إلى أحد الكهوف القريبة منه، ودخل إليها بحذر.
كان كهفََا مظلمََا طويلا جدََا، حتى أن يوسف ظن أن ضوء النهار لا يستطيع إن يصل إلى آخرها كما فعل هو.
حينما وصل يوسف إلى آخر الكهف، وجد شيئا ما داكنََا شديد الظلمة متكورََا على نفسه، حاول لمسه، وبمجرد أن فعل ذلك حتى تحرك هذا الشئ.
كان صغير ذئب شديد السواد، لطيف الشكل، كبير قليلا عن حجم صغار الذئاب، اقترب من يوسف مداعبََا إياه وأخذ يطلق صوتََا لطيفََا جدََا، ثم رفع رأسه وأخذ ينظر في عيني يوسف، وبمجرد أن فعل حتى بانت ليوسف ما هيته.
كان يمتلك عينان من لهب تشبه تلك التي رآها في بيته ليلة مقتل زوجته إن صح التعبير، رأى من خلالها ذكرى دخوله البيت عائدََا باللعبة التي اشتراها لابنه، حينما راي الدماء والاحشاء تملأ الغرفة، وفور تذكره لذلك، عاد غضب تلك الليلة وحزنها، وتذكر قسمها بأن يثأر لذلك، فأخرج سكينه الصغيرة، ونحر عنق الذئب المسكين، قم ألتفت إلى حمزة قائلََا:لا تنظر له.
فأوما برأسه ايجاباََ مذهولا مما رآه.
بعد ذلك، خرج يوسف من الكهف، تاركا خلفه صغير الذئب الذي قتل زوجته، ممسكا بندقيته حذرََا من أية أخطار، مستعدا لقتل (الذئب الرهيب).
توجه مباشرة إلى الطريق الذي صعد منه، لكن قبل ذلك قابل (الذئب الرهيب) ومجموعته.
كشر الذئب عن أنيابه المخيفة، وأخذ يزمجر بصوت مكتوم، ويرمق يوسف بعينيه المخيفتين ذاتها التي رآها لأول مرة، لكن باغته يوسف بطلقة تحذيرية في الهواء، جعلته يتراجع هو ومجموعته للوراء.
كان يريد أن تكون الطلقة في قلبه - قلب الذئب - لكن الذئاب من حوله ستنقض عليه أن فعل ذلك، وابنه معه، فتخلي عن ذلك لوقت لاحق.
كان (الذئب الرهيب) هو قائد المجموعة، فهو الذي يتقدمهم، ويبدو أنهم عادوا حينما لاحظوا اختفاء أحدهم، أو أنهم رأوا الذئب الابيض ميتا في الأسفل.
أخذ يوسف يتحرك نازلََا الطريق بخطوات متراجعة، إلى أن ابتعد عنهم، بينما حمزة مذهول مما رآه متسع العينين، ثم أكملا طريقهما إلى المخيم الصغير.
وصل إلى المخيم، ثم أعد فراشه وفراش حمزة، وأخذ يتبادلان الحديث لبعض الوقت ثم نام كل منهم بعد ذلك.
يتبع…

التعديل الأخير تم بواسطة السمو2000 ; 01-30-2018 الساعة 08:42 AM
  #3  
قديم 01-30-2018, 08:44 AM
 
الجزء الثالث من ضحايا الذئب الأسود

الجزء الثالث
بعد منتصف الليل، أستيقظ يوسف مفزوعا من نومه، بعد أن راوده كابوس مرعب عن تلك الليلة التي قتلت فيها زوجته.
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم نهض عن فراشه، وتوجه خارجا من الخيمة لكي يقضي حاجته.
ابتعد قليلا عن المخيم، وقضى حاجته هناك، ثم هم بالعودة، لكن شيئا ما قد أوقفه، يتحرك بهدوء بين الشجيرات.
أقترب منه لكي يرى ما هيته، مزيجا الأغصان بهدوء، لكنه لم يرى شيئا ما، فالتف عائدََا إلى المخيم، لكن عينان صفراوتان تحدقان به عن قرب.
كان ذئبا رمادي اللون، ذو أنياب حادة، تراءى ليوسف أنه رآه من قبل، ويبدو أنه من قطيع الذئاب الذي يقودهم ذلك (الذئب الرهيب).
قفز الذئب على يوسف، وغرس أسنانه العلوية في جبهته والسفلية بفكه السفلي، وأخذ يحاول نزع وجه يوسف من مكانه، لكن الأخير يتقدم بوجه مع كل محاولة لإنتشاله ،ويعيق الذئب الرمادي.
لم يكن يوسف يرى شيئا، سوى فم الذئب القذر، ذو الرائحة الكريهة، فأخذ يحاول التخلص منه لكنه لم يقدر على ذلك.
أخذ يتحسس الأرض من حوله، باحثا عن أي شيء قد يخلصه من الموت، و الذئب يحاول إنتشال وجهه، وهو يتقدم برأسه مع كل محاولة، إلى أن استطاع أن يمسك بشيء ما.
وجد غصنا خشبيا ثخينا نوعا ما، حاد الطرف، فأخذه بيده اليمنى، ثم أخذ يتحسس بيده اليسرى صدر الذئب باحثا عن قلبه النابض إلى أن وجده، وغرس الغصن الخشبي فيه حتى توقف عن النبض مفارقا الحياة.
دفع يوسف الذئب جانبا، وأخذ يلتقط أنفاسه قليلاً، ثم تذكر شيئََا ما في خطر.
صرخ قائلا بقلق :حمزة
ثم توجه راكضا بخطوات متعثرة إلى المخيم.
حينما أقترب من المخيم، سمع صراخ مؤلم يملأ المكان، فزاد من سرعته حتى وقف أمام منظر مرعب، ذكره بتلك الليلة التي قتلت فيها زوجته.
كانت الذئاب تحيط بالخيمة، ممزقتاََ إيها بعد أن بعثرت المكان، وحمزة يصرخ مرعوبََا ومتألمََا من عضتها المفترسة التي مزقت يداه وهو يصيح مناديا :أبي… أبي… أنقذني أرجوك… أنا أتألم.
كان يوسف مذهول مما رآه، متجمدا في مكانه، إلى أن رأى سيل من الدم مختلطََا ب"البنزين" المسكوب من الاسطوانات التي هشمتها الذئاب قد ملأ المكان، حينها تبادر إلى ذهنه فكرة قد تنقذ أبنه مما هو فيه.
أسرع مباشرة إلى موقد النار، ثم غرس يده في رمادها، وأخرجها بعد ذلك منها، ثم قذف ما في يده تجاه الذئاب.
كان يبحث عن جمرة من بين الرماد، قد تنقذ أبنه مما هو فيه، وبالفعل أحس بحرارة واحدة منها فأخرجها وقذفها اتجاه أسطوانات "البنزين"، التي سرعان ما اشتعلت ناشرة ألسنة من اللهب، محرقة الذئاب التي تعوي ألمََا بعدما كانت تعوي غطرسة ووحشية.
ومن بين اللهب والشرر المتطاير، و الذئاب المتفحمة والأخرى التي تركض والنيران قد أكلت جسمها، قفز يوسف راكضا إلى الخيمة، إلى أبنه الصغير حمزة…
توقف جانبه، ثم انحنى بسرعة متفقدََا حاله وهو يصرخ قائلََا :حمزة… حمزة… أجبني يا بني… لاتدعني وحدي هكذا.
ثم أخذ يهزه بقوة قائلََا: لا تمت… ليس الآن… لا، ليس الآن.
لكن حمزة كان بارد الجسم، بعدما فقد الكثير من الدماء ويبدو أنه قد فارق الحياة.
حينها أخذت الدموع تنهمر من عيني يوسف بغزارة، وهو يرى أبنه ممزقا بين يديه كما مزقت أمه سابقا، وبدأت ذاكرته تعيده لتلك الحادثة من جديد، وتعيد الألم القديم معها، جاعلة إياه في موقف مؤلم لا يحسد عليه.
وبين ألسنة اللهب التي تحيط به رأى وحشا أسودََا بعينيه الذهبيتين، اللتان أخذتا في اللمعان مع ضوء النار المضرمة، يقف على الصخرة التي كان هو وابنه قد استلقى عليها سابقا.
كان هذا الوحش هو (الذئب الرهيب) يقف منتصبََا بجسمه ، وينظر للمكان من حوله بشموخ وكبرياء وكأنه يقول ليوسف "ها أنا أخذت بثأر أبني الذي قتلته".
اشتط غضب يوسف، واشتعل كما اللهب الذي يحيط به، فتوجه راكضا بأسرع ما يمكن إلى الوحش، بعد أن التقط صخرة حادة أشبه بنصل سكين، بينما الآخر كشر عن أنيابه المرعبة، وأخذت عيناه بالاشتعال التي كانت لتخيف أي بشري آخر، مترقبََا إقتراب يوسف لكي ينقض عليه.
اقترب يوسف من الذئب، ثم قفز قفزة عالية، واضعََا النصل بين يديه، ونزل إليه بضربه بين فكيه، اللذان أطبقا على يدي يوسف بعد ذلك.
كان مشهدََا مريعََا، ظن يوسف حينها أنه في عداد الموتى بعد أن انقضاء عليه الذئب، وشعر بأن نهايته قد اقتربت، لكنه أدرك بعد ذلك أن الصخرة الحادة قد اخترقت جسد الذئب واسكتته للأبد.
سقط الذئب صريعََا من أعلى الصخرة ويدا يوسف بين فكيه، بينما يوسف نفسه أعلى الصخرة ينظر للدماء انهمرت من يديه المقطوعتان. توجه مباشرةََ لقطعة خشب تجمرت بعد أن احرقها اللهب، وغرس كلتا يديه في جمارتها لإغلاق جرحه من غير أي ألم أو صراخ.
هدأت النيران بعد ذلك، لكن دخانها كان قد جذب بعض الرجال القريبين، الذي سرعان ما أتوا حينما قضي على الذئب.
ساعدوا الرحال يوسف، ثم أخذوه هو وابنه الذي يبدو أنه قد فارق الحياة معهم، وتوجهوا ذاهبين إلى أقرب مشفى.
كان مالك (تاجر الفرار) من بين الرجال الذين ساعدوا يوسف، وكان هو الوحيد الذي فهم طلب يوسف وقام بتنفيذه.
طلب يوسف من الرجال أن يحضروا الذئب معهم، ولن يكونوا يعرفوا سبب طلبه الغريب، غير مالك الذي فهم أنه يريد أن يسدد ديونه الذي عليه، فقام بأخباره بأن دينه مسدد وأنه لا يطلبه شيئا بعد الآن.
مر يوم بعد الحادثة، ودفن حمزة بعد أن أعلنت وفاته نتيجة لفقدانه الكثير من الدماء التي لا يمكن تعويضها، غير الأضرار البالغة التي حلت بجسمه الممزق، ثم أقيم العزاء الذي حضره العديد من أقارب يوسف وأقارب زوجته، واختتم اليوم بعد ذلك بحضور مالك (تاجر الفرار) الذي أعطى يوسف مالََا كان قد تبقى من حقه في فراء الذئب، الذي ساعده فيما بعد في بناء حياة جديدة.
النهاية.
  #4  
قديم 02-20-2018, 03:24 PM
 
لأمانة القصة منقولة
من حساب novels.p على انستقرام
اتمنى ان تنال إعجابكم
في أمان الله
  #5  
قديم 03-08-2018, 12:11 PM
 
فضي


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/27/png//20e1e57deedee7e.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


ياااااي اول رد

بداية م شاء الله ع الكاتبة والله مبدعة لو كنت تعرفيها اتمنى ان توصلي لها ما سأكتب
أبدعت في كتابتها ولكن ما كتبته محزن حقا
تقطع قلبي على يوسف ذلك الرجل الذي فقد زوجته وابنه بسبب مخلوقات متوحشة
الاسطر الاخيرة خاطفة للأنفاس قد جعلتني اذرف دموعي حقا
صحيح أردت أن استمر بقراءة المزيد عن حياة يوسف وكيف سيعيشها أو هل ستتغير للافضل؟
العنوان يجذب ويحمس يحمل فيه القليل من الرعب ❤
بالفعل شعرتُني أشاهد فيلم ذو إخراج قوي
شو بقدر احكي ؟ عن جد يصعب الكلام
والان علي ان اودعك
دمت بود





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
Bu imkansız olmayacak

هناك في ذلك الفضاء البعيد وجدت شعاع أمل صغير





التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 10-16-2018 الساعة 07:33 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا تخاف الجن من الذئب؟؟...*معلومات عن الذئب غريبة Al-narutiah أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 09-29-2012 02:01 AM
خطوات عمل شاي الليمون الأسود 2013 , وصفة جديدة شاي الليمون الأسود 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 4 09-15-2012 12:54 AM
لايفوتكم هل الجن تخاف من الذئب, وهل ياكل الذئب الجن بالفعل؟!! الامير سام مواضيع عامة 28 08-30-2012 07:19 AM
مقبلات لذيذة على المائدة 2013 , سلطة الفلفل المشوي , طريقة تحضير سلطة الفلفل المشوي ملاك الرومنسيه أطباق شهية 0 04-13-2012 07:42 PM
الذئب من هو الذئب المنتدى saad0com أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 12-19-2006 12:24 AM


الساعة الآن 09:16 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011