عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-28-2016, 10:46 PM
 

الفصل العاشر
" أبواب جحيمه الرائعة!"

بعد تخرجها يصر والدها كثيراً على انضمامها له في عمله...ولكن تستمر بالرفض, أما الآن...وقد سيطر أندرو على تفكيرها..رأت بأن هذا هو أحسن حل لما هي فيه.....فراحت تعمل وتجهد نفسها في العمل...حتى تعود آخر النهار منهكة متعبة..غير قادرة الا على النوم!!!
وخلال شهرين..كانت نائبة ناجحة لوالدها..وأثبتت نفسها بجدارة...ولمع صيتها في عالم الاعمال....سمكة القرش الفاتنة!! مثال الاناقة والجمال...والذكاء!!!
ازدهر العمل في عهدها...حتى بدأ والدها يفكر جدياً في التقاعد المبكر وتسليمها مجموعة شركاته....
الى أن جاء ذلك اليوم الذي لن تنساه أبداً........
دخلت كعادتها من باب الشركة....مشرقة ..رائعة وخطيرة!!! وفوراً اشرأبت الاعناق لتلمحها للحظة كحال كل يوم... وهي تمشي بثقة ونعومة....حقاً هي أصبحت سيدة الاعمال الناجحة التي لا تقهر....ولكنها ما زالت لوسي الفتاة الرائعة المحبة للحياة...فلم تتكبر يوماً على أحد...وكانت تتعامل مع الموظفين بكل محبة ورقة..
لهذا وجدت بأن الكل يحبها...ويحترمها...مما زاد من انتاجية العمل في عهدها!..فظروف العمل الجيدة...تعني انتاجاً جيداً....هكذا كان شعارها!!
كانت تلقي التحايا على الموظفين هنا وهنا...وللحقيقة كانوا يتسابقون لذلك..بل كان بعضهم يرمي بنفسه في طريقها ليحوز ابتسامة رائعة كوجه الصباح منها....فيمضي يومه سعيداً وهانئاً......
وما ان فتحت باب غرفة الاجتماعات....وهي تبتسم وتقول معتذرة:" عذراً على التأخير...فالسير...!!!" وتوقفت عن الكلام....وهي تلمح ذاك الذي يجلس الى جانب والدها ويترأس الاجتماع على مايبدو....
جاءها صوت والدها:" وهل يمكننا بدأ اجتماعنا دونك حبيبتي....تعالي اقتربي لأعرفكي على شريكنا الجديد ورئيس مجلس الادراة..."
فتحت عيناها دهشة:" ماذا؟(ثم استدركت أنها بين الموظفين..فقالت بصوت منخفض..) أنت تمزح أبي بالتأكيد!!!هذا لا يمكن!!"
" اجلسي حبيبتي..واهدأي...أرجوا أن تعذرونا للحظة....!!"
فانسحب الجميع بين تمتات خفيفة..اذا قد لاحظ الكل مدى تفاجأ وصدمة لوسي بهذا الشريك المفاجئ الذي سرق منها منصبها هي...وترقيتها التي انتظرتها لفترة طويلة!!!
وبعد خروج الجميع...
" اجلسي حبيبتي واهدأي.."..
قالت بعصبية:" أبي..لا تطلب مني الهدوء...فكل هذا جنون لا أقدر على احتماله!!"
" لوسي!!هذا يكفي!!رحبي بالسيد ماير...وكفي عن تصرفات الاطفال!!"
نظرت لوسي بحنق الى أندرو رافعة حاجبها الانيق باستهزاء....وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ....
كان هو ينظر اليها متلذذاً طوال الوقت.....لقد سمع عن هذه الحسناء الفولاذية..كما ينعتها البعض..لكنه يعرف بأنها ليست الا لوس حبيبته...هو يعرفها أكثر من نفسها....
وعلى الرغم من أن مظهرها الجديد..رائع ومثير....وهي ترتدي فستاناً رمادياً ضيقاً بدون أكمام يصل حتى ركبتيها..ذو حزام أحمر رفيع ليبرز نحول خصرها ورشاقته...وحذاء أحمر عال..
وقامت بعقص شعرها ورفعه عن طريقها بدبابيس صغيرة..مما أضفى عليها وقاراً وجاذبية...
لكن أحمر الشفاه....كان ذو لون أحمر قاني......انها تريد أن توحي كم هي امرأة واثقة وخطيرة...ومغامرة..لاتخش شيئاً...!!!
أما مع أندرو!!؟فهو يعرفها حق المعرفة......أخذ يحدق بشفتيها المغريتين طويلاً..
حتى أربكها...فراحت تقول باستهزاء:" أهلاً أيها الكاوبوي....أقصد سيد ماير!!!"
" لوسي!!" صرخ والدها بغضب.......
وأخيراً تكلم بهدوء مصحوب بابتسامة:" لا عليك سيد ماكغواير...فأنا ولوس معتادان على المزاح!!!"
"معتادان؟؟....أتعرفان بعضيكما.؟؟؟"
وهنا قالت لوسي باستهزاء:" ماذا سيد ماير؟؟ألم تخبر أبي بذلك؟؟"
حسناً....مع كل هذه الاثارة والفتنة...لكنه يفضل لوسي صغيرته البريئة...بشورتها الجينز..وقميصها الازرق...وبشعرها الرائع المنسدل على صدره...!!لكم سيبدو هذا المنظر رائعاً...ومثيراً.....
مما جعله يقول ببرود:" لا...فهذا شيء ثانوي بالنسبة للعمل!! ولكنني سأفعل الآن (بابتسامة مستفزة)...سيد ماكغواير..انني شقيق أماندا...صديقة لوسي...لقد أقامت لوسي في بيت عائلتنا الريفي في احدى الاجازات..برفقة بعض الصديقات!!"
" آه...أجل تذكرت...اذاً أنت شقيق أماندا؟؟لكم يسرني ذلك...فهي الصديقة المميزة لدي لوسي..أليس كذلك حبيبتي؟؟؟"
تذكرت لوسي أماندا...وكيف أنها سترزق بعد عدة أشهر بطفلة رائعة جميلة....انها تفتقدها كثيراً....ولكم ترغب ان تكون موجودة لحظة ولادتها......
قالت بهدوء:" بلى أبي...هي كذلك!!"
علق اندرو:" لم لا تأتين لزيارتها..ستفرح كثيراً!!"
" ربما أفعل ذلك..عند مجيئ الطفلة!"
ابتسم أندرو براحة....لكنها عادت لتقول:" ولكن هذا لا يعني بأنني قبلت وجودك هنا!!!"
" أوه عزيزتي...أخشى أن عليكي تقبل ذلك....فقد أصبح كل شيء رسمياً الآن!!"
استغرب السيد ماكغواير الجدال المحتدم والمستمر بينهما...شعر بأن هناك شيئاً خفياً يجري بينهما...هناك شيء لا يفهمه...لكن ماهو!؟؟
" حبيبتي اهدأي...لقد فعلت مافيه مصلحة العمل!!"
" لقد كان هذا المنصب من حقي أبي....كيف؟كيف تفعل بي هذا؟؟لقد عملت جاهدة من أجل الوصول اليه..وبكل بساطة تأتي لتقلده هذا الريفي!!"
" لوسي!!كفي عن هذا فوراً!"
" حسناً سأفعل....كما أنني أنبئك من الآن...بأنني لن أعمل تحت امرة هذا الكاوبوي!!"
" بل ستعملين وستجلسين الآن أيتها السيدة الصغيرة...لأننا تأخرنا عن اجتماعنا!!"
" أبي؟؟"
" لوسي؟؟أنتي لن تحرجيني أمام موظفيي.....ليس بعد كل هذا العمر!!"
خجلت لوسي من نفسها...فبادرت معتذرة وهي تنظر الى ذلك الذي يجلس يحدق بها ويبتسم بمكر...
" اعذرني أبي...لم أقصد اغضابك!!"
فوراً بدا الارتياح على وجه السيد ماكغواير....وهو يدق الزر ويطلب من السكرتيرة ادخال الموظفين المنتظرين خارجاً...
اتجهت لوسي الى الكرسي المجاور لوالدها والذي كان مقابلاً لأندرو.....كانت تنظر اليه بحقد...وأحست بأن رأسها سينفجر من الغيظ.....بدأ والدها الاجتماع..وهي تشير الى السكرتيرة بيدها الى فنجان كبير من القهوة...عله يخفف هذا التوتر الناري الذي يفتك بها......
واحتدمت الاراء خلال الاجتماع بين مؤيد ومعارض....وتصادمت لوسي كثيراً مع اندرو....وللحق كانت معظم الوقت على خطأ....كانت تجادله وتعارضه فقط لأنها تريد ذلك...ولكنها كانت أبعد مايكون عن التفكير المنطقي...والتوسع في الانتاج والربح...كل ذلك كان وراء ظهرها...مما دفع والدها للتساؤل مرة أخرى...فليس ذلك من عادتها أبداً!!!
انتهى الاجتماع....ورأت نفسها تغادر بسرعة حتى قبل الموظفين أنفسهم....اتجهت فوراً الى مكتبها...حتى لم تلق على السكرتيرة التحية...مما أجفل تلك المسكينة فهي لم تعتد مع لوسي الا كل محبة وعطف.....
دخلت المكتب وهي تصفع الباب خلفها بشدة...وتلقي بحقيبتها بعنف على المكتب..وكأنها تلقي بأندرو نفسه.....
لكنها بعد لحظات...عادت فالتقطت حقيبتها..وهي تبحث عن المسكن الخاص بصداعها.....و فتح الباب فجأة...وظهر منه ذاك المدمر...ومن خلفه بدت السكرتيرة مرتاعة وخائفة....
" آسفة لوسي....لكن السيد ماير..قال!!"
بادر أندرو مخففاً عن المسكينة التوتر:" لا عليكي سوزان...اذهبي وأتمي عملك..فأنا ولوسي أصدقاء!!"
لم يبد لسوزان أبداً بأنهما اصدقاء..فقد كانت لوسي على وشك التهامه....خرجت مرتعدة....ودخل اندرو وأغلق الباب خلفه...
" لقد ارعبتي المسكينة....!!اذاً صحيح ما أسمعه عنكي أيتها المفترسة الجميلة!!"
هزت رأسها علامة الاحباط..وعادت تنقب في حقيبتها...حتى وجدت شريط الحبوب...بدأت بفتح الاقراص... وفجأة! خطف اندرو الشريط منها وابتعد...
" أنت؟؟؟؟ماذا تعتقد نفسك فاعلاً؟؟؟أعد لي الاقراص!!"
" أوه عزيزتي لن أسمح لكي بتناول هذه الاقراص على معدة فارغة!!هل تناولتي فطوركي؟"
صرخت غير مصدقة:" ما شأنك أنت؟؟؟من تظن نفسك؟؟أعطني هذه الاقراص اللعينة في الحال!!!"
نظر اليها متأملاً....لقد بدت مختلفة...أصبحت عصبية سريعة التأثر...وشديدة التوتر...سوف تنهار قريباً اذا لم يفعل شيئاً...
" حسناً...فقط قرص واحد!"
" قلت لك هاتها!!!"
" قرص واحد..أو سأرميها الآن من النافذة!!"
"آه يا الهي!! أي صباح هذا؟ !!"
وهي تنهار على كرسيها وتحيط رأسها بين يديها باعياء....فتح ثلاجتها وأخرج قارورة ماء صغيرة....اتجه اليها...وهو يرفع رأسها قائلاً
" تناولي هذا القرص حبيبتي..وستشعرين بالتحسن!!"
قالت والدموع تتجمع في مقلتيها:" أنا لست حبيبتك!!ألا تفهم؟ لم تلاحقني؟؟ماذا تريد مني؟؟؟لم لا تتركني وشأني!!"
" تناولي هذا القرص..وانسي كل شيء الآن!!فأنا لاأستطيع رؤيتكي حزينة ومتألمة هكذا! وبعدها سنتحدث!!"
نظرت اليه بحزن...تناولت القرص منه وشربته على الفور.....
" اشربي القليل من الماء..."
أطاعته مكرهة...فالقرص توقف في حلقها...ابتعلت كمية من الماء....
" والان...سأترككي قليلاً...حتى تهدأي...وسأعود فيما بعد لنتكلم بجدية!!"
لم تعرف ماذا تقول له ...اكتفى هو بطبع قبلة على جبينها....وخرج على الفور..تاركاً اياها في حيرة وعذاب كبيرين.......

وللحق..بدت بعد ساعتين أهدأ بكثير...كما حضر والدها للاطمئنان عليها بعد اندفاعها وعصبيتها التي لم يرهما قبل اليوم....وأسعده تقبلها المؤقت-على حد تعبيرها- لوجود أندرو.....
وماهي الا دقائق....حتى دخلت سوزان السكرتيرة من أجل اعلامها بأن السيد ماير ينتظرها في سيارته..من أجل معاينة المشروع الجديد...الذي هم بصدد تنفيذه..
حسناً..هو لن يتركني وشأني..الا ان تلقى صفعة قوية من الفاتنة الفولاذية كما يدعي...سأريه الآن!!
" لوسي؟؟"
تنبهت لوسي لسوزان التي ماتزال تنتظر ردها..:" أوه..حسناً سوزان...أنا في طريقي..وبالمناسبة لن أرجع اليوم الى المكتب..فبامكانك المغادرة حالما تنتهين!!"
" أشكركي لوسي!!" قالت سوزان بفرح وهي تنطلق لتنهي بسرعة مالديها...
ابتسمت لوسي...لقد كانت تعلم بأن خطيب سوزان سيصل اليوم من اسكتلندا..وبأنها تتوق للقائه والبقاء معه....وها هي تعتذر لها بطريقتها على مابدر منها صباحاً!!!
تناولت حقيبتها وعدلت زينتها...وخرجت......ولما وصلت بوابة الشركة....ارتدت نظارتها الشمسية السوداء..لتضفي عليها غموضاً وجاذبية اضافية...وأخذت تبحث بعينيها عن اندرو....حتى رأته أخيراً في سيارة رائعة..لم تكن تظن بأنه يمتلك مثلها.....
اتجهت اليه وما ان وصلت...حتى وجدته يفتح لها الباب بأدب....لوت شفتيها وهي تقول بتعجب يميل الى السخرية....
" أوووه!! سيارة فاخرة حقاً!!أهي لك أندرو؟؟"
فطن هو الى سخريتها الاذعة..لكنه اكتفى بالابتسام وهو يغلق الباب ويجلس خلف المقود.....وينظر اليها قائلاً:" ماذا حبيبتي؟؟أكنتي تظنين بأنني فقير معدم الى هذه الدرجة؟؟؟"
حاولت أن تظل هادئة:" ان كنت ترغب ان نعمل سوياً..فعليك أن تكف عن مناداتي بحبيبتي!!اتفقنا؟"
ابتسم وهو يحرك السيارة...:" اتفقنا! ولكن فقط أثناء العمل!!"
كظمت غيظها وأشاحت بوجهها عنه....." كيف حالك الآن؟؟أزال الصداع عنك؟"
أجابت بدون أن تحرك نظرها:" أنا بخير...!"
انه لا يعرف بأنه من يسبب لها الصداع....بل هو يفصل روحها عن جسدها بمجرد ان ينظر اليها نظرته العميقة المشتاقة تلك!!اه يا الهي...كيف ستتحمل ان تكون بقربه الى هذا الحد...دون أن يحرقها لهيبه؟؟؟
" بماذا تفكرين؟"
" لاشيء!.." لكنها نظرت اليه..:" في الحقيقة..كنت أفكر كيف وصل بك الحال الى شركتنا؟؟ألا تنوي أن تقص علي تلك القصة المشوقة؟؟"
ابتسم بتسلية قائلاً:" بلى...لكنني أدخرها الى مناسبة أكثر تشويقاً!"
" ماذا تعني؟؟؟"
" ستعلمين حبيبتي في وقته.....أووبس...نسيت أننا في أوقات الدوام الرسمي...عذراً لوس!"
أشاحت وجهها عنه بغيظ....
وحينما انتهيا من جولتهما التفقدية......وكانت الساعة قد تجاوزت موعد الغداء...
ركبا السيارة....ولم تتوقف الا أمام فندق فخم ورائع........
" ماذا؟؟"
" لايمكننا العمل بدون تناول الطعام!!هيا!"
" أنا لا أريد!أخبرتك من البداية أندرو...لا ألعاب!!"
" ومن قال انني ألعب؟؟كل ما اريده هو تناول الطعام...ألستي جائعة؟؟"
كانت معدتها تصرخ من الجوع...:" كلا! أريد فقط أن أعود للبيت...بامكانك ايصالي الى حيث تركت سيارتي ثم تذهب لتناول غدائك كما تشاء!!"
" هناك ما أريد أن اعطيكي اياه!!حملته لكي من الريف!!"
"لا أريد شيئاً منك!!"
قال بحنق:" ليس مني!!والآن كفي عن تصرفات الاطفال...لن آكلكي...سنتناول طعامنا وأعطيكي ماهو لكي..ونرحل!!أم أنكي لا تثقين بنفسكي؟؟" قال بمكر..

" أنا لا أثق بك..وليس بنفسي!!"
رسم على وجهه البراءة:" أنا لم أفعل أي شيء...بدون موافقتكي!!لست من هذا النوع لوس!!والآن؟ هل سنظل نتجادل هنا طوال اليوم؟؟لقد بدأ الناس ينظرون الينا..ربما يعتقدون بأنكي مخطوفة!!"
" آه لا تكن سخيفاً!" وهي تنزل من السيارة في كبرياء وتعالي.......
رافقها عبر البوابة وهو يبتسم.....لقد لفتت الانظار بقامتها الممشوقة وأنوثتها الطاغية.....لكنها ملكه وحده...وليس مسموحاً لأي أحد الاقتراب...وان كان بامكانه منعهم من النظر اليها لفعل ذلك دون أدنى شك......
وما ان ركبا المصعد...." هل سنصعد الى غرفتك؟؟؟لقد جننت حتماً!!"
" هل أنتي خائفة مني لوس؟؟أم من نفسك؟؟؟"
" أندرو!"
" لا تقلقي لن ألمسكي...وان كنت أموت شوقاً لذلك!!"
ابتعلت ريقها بصعوبة....وهي تلعن نفسها على غبائها وحمقها...لقد سقطت في الفخ من جديد.....مالذي جعلها توافق على الصعود الى هنا؟؟؟كبرياؤها اللعينة!!
آه..تباً لغبائكي لوسي....ولكن تماسكي...فقد أقسم أن لا يلمسكي!!وأنتي لن تنهاري أبداً!!!
" من هنا لوس!"
تبعته...وما ان دخلت..حتى راقتها الغرفة كثيراً...وبعد لحظة..تبين لها أنها في جناح خاص.....
عقدت الدهشة لسانها....وماهي الا لحظات حتى انضم اليها اندرو وهو يحمل كوبين من العصير..
" هل أعجبتكي غرفتي؟" وهو يناولها كوبها.....
" غرفة؟؟؟ انه جناح خاص....." قالت باستنكار..وهي ترشف رشفة من كوبها علها ترطب حلقها الجاف قليلاً....
" وما الغريب في الامر؟؟؟"
" أندرو!! قص علي تلك القصة التي كنت تؤجلها..أريد أن أعرف كل شيء..والآن!!!"
ابتسم بهدوء:" لقد أصبحتي عصبية وثائرة على الدوام لوس....وهذا يزعجني!!فهو يؤثر على صحتكي حبيبتي!"
قالت بنفاذ صبر:" لا دخل لك بصحتي...وقلت لك لا تنادني حبيبتي....والآن ستخبرني أم أخرج في الحال!!"
" لا تهدديني لوس....وأنتي لن تخرجي من هنا...قبل تناول الغداء سوياً!!"
فتحت عينيها دهشة:" وهل ستجبرني ؟؟؟"
اقترب منها وقال بلطف:" بالطبع لا حبيبتي...فلن أحتاج لذلك!!"
واذا به يسمع طرقاً خفيفاً على الباب.....قال بابتسامة هادئة:" هاقد وصل الطعام!!"
فتح الباب ودخل النادل وهو يدفع منضدة محملة بالاطباق الشهية...رتب المائدة الخاصة بذلك وغادر على الفور....
" حسناً كل شيء جاهز....هل نأكل؟؟" قال ذلك وهو يتأبط ذراعها ويسير بها حتى كرسيها.....الذي يسحبه لها وما ان تجلس حتى يغلقه....
انه يعاملها كأميرة....ويتصرف وكأنه فارس نبيل...كيف بامكانها مقاومة ذلك؟
وما ان ألقت نظرة على الاطباق..حتى أحست بمعدتها تزقزق......
" علي أن أعترف الآن....بأنني أحس بالجوع الشديد!!"
ضحك اندرو من صراحتها:" هيا اذاً ...أريدكي أن تجهزي على جميع هذه الاطباق..."
ابتسمت وهي تتناول القليل من السلطة:" ليس الى هذا الحد!!"
وبعد برهة لاحظت بأنه لا يأكل...بل اكتفى بالتحديق اليها مبتسماً....
تساءلت بحرج:" لم لا تأكل؟؟؟"
قال بسعاده:" حينما أنظر اليكي حبيبتي...لا أعود بحاجة الاكل او الشرب او حتى النوم!!"
" كف عن هذا الكلام...وتناول طعامك حالاً!!!كما أنني لا أحب أن يراقبني أحد وأنا آكل!!انه لشيء مزعج حقاً!!"
ضحك من قولها وهو يشرع بالطعام:" حسناً ...ها أنا سآكل...ألذ وجبة في حياتي...لأنها مع حياتي!!"
شعرت بالارتباك...فأطرقت صامتة....ثم عادت تقول لتكسر الجو المشحون بالعواطف بينهما...
" أخبرني الآن قصتك!!"
" أنتي مصرة اذاً؟؟؟حسن جداً.....باختصار شديد..أردت أن أكون قريباً منكي...ولم أجد الا هذه الطريقة كي أحقق ذلك!!"
" ماذا؟؟" قالت بدهشة....
" أكملي طعامكي..والا لن اكمل!!" بلهجة الامر.....
تابعت تناول طعامها وهي تنظر اليه منتظرة منه اكمال كلامه....
ابتسم على تجاوبها السريع:" كنت قد أخبرتني سابقاً بأن والدكي يلح عليكي في الامساك بزمام الشركات ومساعدته في ذلك...فذهبت اليه وطرحت عليه مشروع اقامة منتزه ريفي سياحي.....حيث الطبيعة الخلابة....فيقوم ببناء عدد من المساكن بتصاميم هندسية حالمة تتناسب وطبيعة المكان.....ويقوم بتأجيرها للسياح..وقدمت له دراسة جدوى...فنالت أكثر من موافقته....لكن شرطي الوحيد...أن اقوم أنا بادارة هذا المشروع...وأن أكون كذلك مجلس ادارة شركته الرئيسية...والتي أعلم طبعاً أنكي تعملين فيها!!!!
" هذا مكر ودهاء كبيرين منك اندرو ماير!!"
" حسناً..لست سهلاً كما تظنين!!"
" أووه..أبعد الظن عنك أن تكون سهلاً أو بسيطاً!! بل أنت ثعلب محترف!!"
" هذا جيد!!"
" ومن أين أتيت بكل هذا المال لدعم المشروع؟؟لقد قال أبي أنك شريك جديد!!"
" لم تظنين بأنني لا أملك مثل هذا المبلغ؟؟؟"
" حسناً...لقد كنت وأماندا صديقات منذ مدة طويلة...ولم أسمعها تتحدث يوماً عن ذلك!!"
" ولما لم تتحدث أماندا....افترضتي أننا ريفيون فقراء....نمضي يومنا في العمل من أجل تأمين لقمة العيش!!!"
قالت باحراج:" أنا لم أقصد أن أقول هذا...لكن اليانور كانت دائماً تضايقني بسبب ثراء عائلتي.....فإن كانت أماندا كذلك..؟؟؟"
" آه لوس....ابنة المدينة تختلف عن ابنة الريف!! وللحق مع ثرائنا...الا أننا لا نصل الى ثروة والدك!! وأظنكي تعرفين هذا!!"
" أنا لم أهتم يوماً بثروة والدي...أو ثروة أي كان!!هذه أمور تافهة لا تشغل بالي!"
" حقاً؟ لم اذاً أنتي مستميتة في عملك الى حد الجنون؟؟؟؟أنتي على حافة الانهيار لوس....أتعلمين هذا؟؟؟؟"
" أه..لا تبدأ الآن...أنا أعمل لأشغل وقتي!! وليس من أجل زيادة الثروة!!"
" بعد أن رأيت مدى انفعالكي اليوم لرغبتك في ذلك المنصب...لست أعرف ان كان كلامكي الآن مقنعاً!"
" وماذا تنتظر مني؟؟؟لقد استحققت هذا المنصب بعملي وجهدي....وليس لأنني ابنة المدير!! اسمع...لايهمني كل هذا!! أنت لن تذكر بالطبع..كم كنت أحلم بالسفر حول العالم.....والحرية من كل هذه القيود!!"
قال متأملاً:" بلى لوس...أذكر كل شيء عنكي! وهذا ما يجعلني أستغرب ان اراكي الآن....سمكة قرش شرسة!!!لم ترغبي بهذا يوماً..فما الذي بدل رأيكي؟؟"

شعرت بالكآبة من قوله:" لهذا كنت عصبية وحادة المزاج هذا الصباح....لأنني حينما قررت أن أنسى أحلامي..وأستجيب لالحاح أبي كي أساعده....أجده أخيراً يكافأني بهذا الشكل!!!قل لي؟؟أليس هذا مؤلماً وكريهاً؟؟ألا يبعث ذلك على الجنون؟؟؟"
وهي تنهض بتوتر وتقف ناحية النافذة...محاولة تمالك أعصابها......
لكنها وجدته خلفها :" أعتذر لوس! لم أعرف بأن الامر يعنيكي الى هذا الحد!ومع هذا فقد كنت مضطراً!!لكنني لم أرغب أبداً في ايذائكي!!"
حاولت لملمة حطام نفسها" لا بأس....أخبرني الآن أين يمكنني غسل وجهي بالماء؟!!"
" الباب الثاني الى اليمين!"
" أشكرك!"
وانسحبت بسرعة.......اغتسلت ومسحت وجهها بقليل من الماء...فأحست فوراً بالفرق....عدلت زينتها..وخرجت....
" هل نغادر الآن؟"
" بالطبع...بعد أن تري هديتك؟"
" ماهي؟" وهي تتفحصها بيديها.....
" افتحيها......"
جلست على الاريكة وفتحت غطاء الصندوق الوردي....لتجد داخله ثوب طفلة صغيرة..مع جواربه...وعليه غصن لافندر...ابتسمت غير مصدقة وهي تتبادل النظرات مع اندرو...الذي كان يحدق بها بحب.....
ثم رأت بطاقة..فتحتها وقرأت مافيها....." لقد ابتعت هذا الفستان الرائع لطفلتينا...نعم! ستلبس طفلتينا نفس الثوب الاول...وان كنت سأسبقكي في ذلك!!!! اشتقت اليكي لوسي!ويجب أن تكوني هنا..حينما تصل طفلتي الى العالم...أحبكي
"أماندا"

تناولت لوسي غصن اللافندر واشتمته بعمق.....آه هذه الصديقة الوفية...تعلم كم تحب لوسي رائحة اللافندر المنتشر في تلك المنطقة بكثرة.....
"لم تدعني أذهب حتى أعدها بان أوصل لكي هذه.....!!"
رفعت عينيها الدامعتين اليه:" لقد اشتقت اليها كثيراً..كثيراً!"
" ربما تزورينها قريباً.....حينما أذهب المرة القادمة..سأصطحبكي معي!!"
أعادت الاشياء الى العلبة وأغلقتها بسرعة وهي تنهض..:" لا أظنها فكرة صائبة!"
أمسكت حقيبتها...لكن أندرو جذب منها الصندوق والحقيبة...وألقاهما على الاريكة..وهو يقترب منها....
توترت لوسي:" أندرو...لقد وعدتني!!!"
" وأنا لا أستطيع أن أراكي حزينة هكذا...!!"
" أندرو...لا!!"
لكنها كانت بين ذراعيه القويتين...وللحق لم تعد تملك الطاقة الكافية لمقاومته...فاستسلمت..واستكانت بهدوء...وهي تسند رأسها الى صدره...
كان عناقه حانياً مهدئاً......بعث الراحة والسلام في أرجاء روحها المعذبة...
قال أخيراً:" لو كنت أعلم بأن هدية أماندا..ستثير الاحزان في قلبك بهذا الشكل...ما كنت أوصلتها اليكي!!"
نزعت نفسها عنه بصعوبة وهي تقول بصوت حزين حاولت اظهار المرح فيه..ولكن دون جدوى:" لاتقل هذا....على العكس!كل مافي الامر....أنني مشتاقة لها ...أتصدق؟؟أماندا ستصبح أماً...وستنجب طفلة؟؟آه..طفلة صغيرة رائعة كوالدتها...كم أنا متشوقة لتلك اللحظة....ترى ماذا ستسميها؟؟ألم تقل؟؟"

ابتسم بحنان وهو ينظر الى حبيبته الصغيرة:" لم ترغب في الكشف عن ذلك...تريد مفاجأة الجميع !!"
ضحكت لوسي بفرح...وكانت هذه هي اول مرة منذ زمن يراها تضحك بهذا الصدق والسعاده....:"ونحن؟ متى سيحين دورنا؟؟؟" وهو يمد أصابعه نحو وجنتها....
ارتبكت لوسي....فهي الآن في أضعف حالاتها....وبدا أن أندرو يستغل ذلك...
" أندرو؟"
"أه لوس....اشتقت اليكي..اشتقت اليكي كثيراً....وكنت أحاول طوال اليوم...أن لا اقترب منكي!!لكنني الآن لم أعد قادراً حبيبتي...فأنتي تثيرين جنوني!!"
وهو مازال يتلمس وجنتها المخملية بأصابعه الدافئة...فأغمضت عينيها وبدا له بأن ليس لديها مانع.....
فانقض بشفتيه الجائعتين على تلك التفاحتين الحمراويين...اللتين عذبتاه طوال هذا اليوم.....
لكن لوسي انتفضت فجأة....:" كيف تجرؤ؟؟؟؟"
وهي تمسح شفتيها بحركة لا ارادية.......مما لطخ وجهها ويدها بأحمر الشفاه القاني.....
" كيف أجرؤ؟؟؟أووه....أنتي تعلمين أنني أجرؤ وأجرؤ.....!!" وهو يقترب منها..
ارتعدت لوسي....مالذي حصل له هذا المجنون..حتى ماعاد يسيطر على نفسه...
" أندرو..ابتعد عني!! لا تجعلني أكرهك!!!"
" اذاً أنتي تحبينني؟؟ اممم...مع أنني أذكر بأنكي ادعيتي عكس ذلك...آخر مرة التقينا!!أليس هذا صحيحاً؟؟"
أثار حنقها....:" انك مجنون!!!"
" أوكنتي تظنين بأن حبكي يترك في المرء عقلاً؟؟؟ يا الهي!! انظري الى نفسك....! وهذا التلطيخ على فمك...؟اللعنة....! يجعلني أفقد الذرة الاخيرة من تعقلي!!"

رفعت لوسي أصابعها الى شفتيها...ثم ركضت بسرعة مبتعدة الى الداخل.....زفر أندرو كأسد غاضب.....كل ما يحدث فوق طاقته!! ان تمالك نفسه اليوم...فهو غير واثق من حصول ذلك في الغد.....لهذا!! عليه أن يحاصر لوسي..ويجعلها تعترف بحبه..في أقرب وقت ممكن!!!
خرجت وقد عدلت نفسها....لكنه لاحظ عدم وضعها لأحمر الشفاه ثانية...ابتسم بمكر قائلاً:" هذا أفضل!! وربما لن تقومي باستخدامه في الشركة بعد الآن!!!والا؟؟؟هاقد رأيتي النتائج!!!"
" أنت لن تملي علي..ما أفعله ...!أفهمت؟ من فضلك الآن....أوصلني الى سيارتي!!"
" تفضلي آنستي....ولاتنسي هديتكي!!" وهو يناولها هديتها وحقيبتها....
أمسكت بهما على مضض....واندفعت خارجة ...تبعها وهو يضحك بصمت...
وحينما خرجا من المصعد لاحظا كيف أن جميع الانظار كانت تحدق بهما وبالاخص أندرو....
وما ان ركبا السيارة....
" لقد جن الناس حتماً!!ألا يمكن للمرء التمتع بخصوصيته قليلاً!!؟ولكنني لست ألومهم....بينما تسير الى جانبي هذه الفاتنة المثيرة!!"
نظرت اليه بغضب....لكنها ما ان فعلت....حتى راحت التقطيبة شيئاً فشيئاً...وراحت الابتسامة تشق طريقها...عبر عبوسها وتكدرها...لكنها لم تستطع أخيراً منع نفسها من الضحك.....
شعر أندرو بالفرح لأنه رآها تضحك بهذا الشكل....لكنه أحس أن في الامر سراً...
" أنا سعيد حقاً لأنني أراكي تضحكين أخيراً....لكنني سأكون أسعد حينما أعرف السبب!!"
نظرت اليه من جديد وهي لا تستطيع تمالك نفسها......
" اتود أن تعرف سبب تحديق الناس الينا...أه عذراً..أو اليك؟؟"
نظر اليها بحيرة.....فماكان منها الا أن أخرجت منديلاً..ومسحت به فمه....ومن ثم رفعته اليه كي يراه بوضوح.....
وحينما رأى آثار أحمر الشفاه الذي كان عالقاً بشفتيه...حتى بدأ هو الاخر بالابتسام....
" اذاً.....كان هذا مايحدث!!"
استمرت لوسي بالضحك.....مما أثلج صدره لكن ذلك كله توقف حينما قال..
" هذا جيد! ليعرف جميع الناس مدى علاقتنا...وارتباطنا معاً...خاصة وأنكي قد قمتي بمسح أحمر الشفاه عن فمك..مما يعطي الانطباع..بأننا فعلنا..أكثر من مجرد الغداء!!!"

الآن عادت لها شخصيتها الفولاذية الباردة:" لقد فعلت هذا عن قصد!! يا الهي كم كنت مغفلة!!"
الآن جاء دوره ليضحك..:" حبيبتي لا تستائي..فالناس كانوا سيعرفون بأنكي امرأتي عاجلاً أم آجلاً!"
فتحت عينيها على اتساعهما دهشة:" أنت لا تحتمل!!! كم مرة علي أن أقول..بأننني لست امرأتك أو حبيبتك؟؟؟.... يا الهي!! سيدفعني للجنون!!!"

عاد للابتسام..:" حسناً..هوني عليكي...سيكون كل شيء على مايرام!"
" لاتعاملني وكأني طفلة!!! تذكر مع من تتكلم!!!"
" آه حسناً...أنا أتكلم مع الآنسة الفولاذية الحسناء! أهذا أفضل؟؟"
" أوووه يا الهي!"
وهي تشيح بوجهها عنه....هذا الانسان المثير للاعصاب.والاستفزاز..كاد يفقدها عقلها ويدفعها الى الجنون...لم تعد تعرف كيف تتصرف معه...وكيف ستهرب من محاصرته..وهو لاينفك عن الاعتراف بحبه لها طوال الوقت...وهي ؟؟؟حتى متى ستتمكن من المقاومة؟؟؟؟؟
  #12  
قديم 06-28-2016, 10:52 PM
 

رد: "ما زلت مريضاً بكي!"


الفصل الحادي عشر
" هل يمسح عن قلبها الرماد؟؟؟"

تستمر المواقف بينهما...وتستمر مقاومتها لحبه وجاذبيته....وتشعر بأنها تضعف يوماً بعد يوم!!!
كان يستغل اللحظات...أي لحظة..حتى يكون الى جانبها!!!
حتى كان هذا اليوم..الذي لم يزعجها فيه بكثرة اتصالاته...ولم تره فيه ولا حتى مرة واحدة.....
احتارت....

" حسناً هذا أفضل!! على الاقل سأرتاح منه ليوم واحد!!!"

ولكن الراحة لم تعرف لها طريقاً......كانت ترغب دائماً بابتعاده عنها...وقد أخبرته ذلك في أكثر من مناسبة......فلماذا اذن..لا تستطيع التركيز على كلمة واحدة مما في يديها؟؟؟؟
بدون تفكير....أمسكت بالهاتف وتكلمت مع سكرتيرته.....فعرفت انه لم يحضر اليوم...وأخبرتها أنه بدا متعباً بالامس.......
أقفلت السماعة....حملت حقيبتها واتجهت لفورها الى الفندق الذي يقطن فيه.....
صعدت الى جناحه وطرقت الباب....لكن....؟لا جواب! أعادت الكرة مرة واثنتين وثلاثاً.....ولما لم يأتها الرد في أي منها...بدأ الهلع يغزو قلبها....فلربما أصابه مكروه ما....ومن الذي سيعرف عنه..أو يهتم به؟؟؟
وحينما كانت على وشك النزول لطلب النجدة من ادارة الفندق....سمعت صوت مزلاج الباب,....وفتح الباب قليلاً....

نادت بحذر :" أندرو؟؟؟"

فتح الباب على مصراعيه ...ونظر بعدم تصديق..:" لوس؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟"

" أنا....؟؟جئت ..من أجل العمل؟؟؟"

" آه...صحيح...حسناً..لن آتي كما هو واضح لليومين القادمين...وأعرف بأنكي ستبلين خيراً في غيابي...والآن ان لم يكن لديكي مانع....اذهبي حتى لا تصابي بالعدوى!!"

وهو يتركها على الباب ويمضي ليلقي بنفسه على سريره باعياء.....
لم تقاوم الامر.....ولم تستطع الذهاب بكل بساطة....فدخلت وأغلقت الباب خلفها....
لحقت به الى غرفته....وما ان رآها حتى بدا الانزعاج على وجهه....

" حسبتك غادرتي؟؟؟ماذا هناك أيضاً؟"

ألقت حقيبتها ومعطفها جانباً....وجلست الى جانبه قائلة:" أنت مريض!!"

" مفاجأة ...أليس كذلك؟؟؟؟"

اقتربت منه ولمست جبهته..:" يا الهي!! حرارتك مرتفعة!!!"

لم يعلق.......

" هل تناولت غداءك؟؟؟"

" لست جائعاً!!"

" حسن ..حسن....هذا رائع!!!"

نظر اليها بعدم فهم:" ماهو الرائع؟؟؟"

نهضت من مكانها.....قائلة:" أعطني مفتاح الجناح!!"

" ولماذا؟"

" سأذهب لأحضر بعض الاشياء...وأعود....ولا أريد ازعاجك ثانية لتفتح لي الباب!!!"

" ها هو هناك.....على المنضدة!"

تناولته ولكن قبل مغادرتها.......:" هل تريد ان أحضر لك شيئاً معيناً؟"

" كنت سأكتفي بكي.....لكن في حالتي هذه..أتمنى ان لا تقتربي مني!!!لن أتحمل رؤيتكي طريحة الفراش... وبسببي!!"

قالت بابتسامة ساخرة:" سأجرب فرصي!! والآن نم ولا تتحرك من مكانك! فلن أتأخر!!"

" أحبكي وأنتي متسلطة!!!" وأغمض عينيه وقد راح في سبات عميق.....

مع انها ارتبكت من كلماته..الا انها كانت سعيدة بها.....خرجت...وبعد الساعة تقريباً....رجعت وهي تحمل بعض الاكياس التي تحتوي الادوية وميزان حرارة...
وكانت قد طلبت في طريقها وجبة طعام له من الفندق......

رتبت المكان من حولها حيث كان كل شيء متناثراً....وما ان وصل الطعام....حتى أيقظته وعملت على جعله يتناول طبق الحساء بالخضار والدجاج بأكمله....

وبعد ان تناول الدواء عاد للنوم مرة أخرى.......
نظرت الى ساعتها...لقد تجاوزت التاسعة..ويوم غد هو اجازة....ماذا تفعل؟؟لن يكون بامكانها تركه وحده....قد ترتفع حرارته او قد يحتاج شيئاً ما....فماذا تفعل؟؟؟

أخيراً....حدثت والدتها في الهاتف مخبرة اياها انه ستمكث عند صديقة لهذه الليلة....وما الذي سيجعلها تخبرها الحقيقة؟؟؟
هي لا تريد اي تلميحات بينها وبين اندرو خاصة لدى ذوويها.......

وما ان أنهت ذلك.....حتى دخلت لتغتسل....وخلعت حذائها ذو الساق العالية....وحيث أنه لا يوجد ما يناسبها لدى اندرو....وحيث انها لا ترغب في ارتداء اي شيء يعنيه حتى لا يضفي ذلك حميمية على الاجواء بينهما....
رأت ان تظل بفستانها الاخضر الزيتوني القصير..وبنطالها الشفاف الاسود...جلست براحة على اريكة مقابلة لسريره...وبدأت ترتخي بالتدريج...تثاءبت....ودون ان تشعر كانت في سبات عميق........

استيقظت على صوت هذيانه....كان يتقلب في الفراش..يمنة ويسرة...ويهذي بكلمات كثيرة...غير مفهومة...سمعت من بينها "لا".....

"بماذا تراه يحلم؟؟؟" فكرت في نفسها....اقتربت منه ولمست جبينه...

" يا الهي!! انها الحمى من جديد!!"


حاولت ايقاظه حتى يتناول دوائه....فتح عينيه باعياء....وهو يشعر بأنه بين الحقيقة والخيال...فقد تداخلت الصور....وهاهي حبيبته تدخل الى حلمه الكئيب..المعتم....

" لا...لا لوس...اهربي حبيبتي!!" بدأ يهذي.....

عادت لتهزه:" أندرو!! استيقظ....عليك ان تتناول دوائك حتى لا تسوء حالتك!!هيا!"

وهي تحاول رفع رأسه وساعدها هو قليلاً...مما أشعرها بأنه بدأ يستيقظ...
وما ان ابتلع دوائه والقليل من الماء..حتى عادت لتسند رأسه الى الوسادة...
مسحت رأسه بالماء البارد...وهو ينظر اليها من بين اجفانه شبه المغمضة...

" أشعر بالبرد!!!"

"حسناً...ها أنا سأدثرك! لا تقلق!!" وهي تغطيه جيداً بلحافه...وتشده عليه...

" هل هذا أفضل؟؟" تساءلت بقلق....

لكنه لم يرد....نظرت اليه ..وجدته قد استغرق في النوم من جديد....وقد بدت علامات الاعياء واضحة على وجهه الوسيم......
ترددت....لكنها سمحت ليدها بالمسح على شعره...ورفع خصلة شعر متدلية على جبينه.......

قالت هامسة:" أه أندرو!! أيها الحبيب المجنون!!!" وهي تمسح دمعة صغيرة انسابت على خدها.....ونهضت لتعود الى اريكتها وتسترخي فيها من جديد..وهي تنظر الى حبيبها الراقد أمامها......وأغمضت عينيها على صورته!!!

ومع أول خيوط النهار.....وزقزقة العصافير.....فتح أندرو عينيه...وهو يشعر بأنه نام لدهر....لقد كان يشعر بالحيوية والنشاط.....
رفع رأسه من سريره....لكنه ذعرحينما عرف أنه ليس وحيداً..ولكن؟؟أهي لوس؟؟ ابتسم رغماً عنه..وهو ينهض من مكانه بهدوء ويتجه الى حيث تنام كالطفلة....
ركع بجانبها....وأخذ يحدق في وجهها عن قرب وهو مستمتع.. وأي استمتاع!!!
لمس بشرتها باصبعه...فتململت وهي ماتزال مغلقة عينيها....وتقول بكسل:" ماذا؟"
لكنه لم يجب..اكتفى بتحسس شعرها.....فابتسمت بدلال...وهي تقول:" كفي ماري..!"

فقال متعجباً:" ماري؟؟؟"

لكنها ما ان سمعت هذا الصوت..حتى نهضت مذعورة...وهي تجلس في مكانها...لكنها ما ان فعلت ذلك حتى أحست بالالم في خصرها ورقبتها...ومع هذا نظرت الى اندرو...الذي كان عاري الصدر...ومكتفياً فقط ببنطال بيجامته الحريرية السوداء....

" أوه..تباً!!" لم تعرف ان كان ذلك بسبب المها...أم بسبب هذا الجذاب اللعين..

" هل أنتي بخير؟؟؟" تساءل برقة....

" علي أنا أن أسألك هذا!! كيف تشعر اليوم؟" قالت ذلك...وهي تمد يدها الى جبينه بحركة تلقائية.....

لكن هذا آخر ماتوقعه فراح يقول:"كنت جيداً..ولكن الآن؟؟؟أظن بأن الحمى قد عادت إلي!!!"
سحبت يدها بسرعة....
ونهض هو من مكانه وهو يبتسم......" لقد قضيتي ليلة سيئة على هذه الاريكة...وأنا آسف حقاً!!!ليتني.."

قاطعته وهي تنهض ..:" لا تعتذر..فأنا؟؟"

نظر اليها وهو يقترب منها:" أنتي ماذا لوس؟"

" أنا...قلقت عليك....وحينما وصلت كنت تهذي من الحمى...فلم أجد بداً من قضاء الليلة هنا....!!لقد كنت متعباً جداً!!!".... وهي تحاول دفع التهمة عنها!

ابتسم ضاحكاً:" هذا صحيح..وأشكرك جداً لذلك!!! وخصوصاً حينما انتابتني الحمى الليلية! "

ارتبكت لوسي هنا وهي تقول:" ما..ماذا بشأنها؟؟"

ابتسم...:" لنقل...بأنني أتمنى لو تصيبني الحمى كل يوم....حتى تعتني بي كما فعلتي بالامس!!!"

ارتبكت أكثر وهي تقول:" لست أفهم عما تتحدث!! والآن..أتريد استخدام الحمام..أم أبدأ أنا؟؟"

" من بعدك طبعاً!!" ذهبت وهي حانقة....ولكنها لم تدر بأن هناك أكثر من حمام في الجناح.....
وما ان رتبت نفسها واغتسلت حتى وجدته هو الآخر قد أصبح أندرو الذي تعرفه..نشيطاً..وسيماً..أنيقاً...يفيض بالجاذبية والرجولة!!!!

جلست ترتدي حذائها الطويل....وهي تقول:" حسناً..يجب ان أغادر الآن..!"

ناولها معطفها وهي تنهض....وهو يقول:" لا!! بل سنذهب لتناول الفطور..ومعاً!!"

" اسمع أندرو!"

" بل أنتي من ستسمعين!! لقد اعتنيت بك مرة وأنتي مريضة...وحضرت لكي الفطور بنفسي!!!لهذا..عليك ان تعوضيني عن ذلك...بقبول الفطور معي!!"


وهل بامكانها ان ترفض...حينما يصوغ الامر بهذه الصورة المحببة...هي ببساطة ستوافق من كل قلبها....
وجدها تبتسم وهي تقول:" حسناً...لا بأس!!"

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يضع ذراعه على خصرها مقرباً اياها اليه بينما هما يمشيان....
كانت لوسي تفهم حركاته تلك....هو يريد ان يعرف الجميع انها تخصه هو..وبأنها ملكه وحده....ولم تعرف ..لماذا أعجبها ذلك!! ولم تمانع أبداً كما في السابق!!

فهل تغير فيها شيء؟؟؟؟ وهل نفض الرماد عن قلبها أخيراً!!!!


  #13  
قديم 06-28-2016, 11:49 PM
 

رد: "ما زلت مريضاً بكي!"

الفصل الثاني عشر
" ما أجمل العودة!"


يقترب موعد ولادة أماندا......وتستعد للذهاب لتكون الى جانبها....لكنها ترفض مرافقة أندرو...وتقرر الذهاب برفقة صديقاتها.....اليانور وكيتي.....!

وفي آخر لحظة....تعتذر اليانور..حيث أنه لن يمكنها أخذ اجازة من عملها الجديد...لكنها وعدت بأن تأتي حالما تستطيع!

أما كيتي...فقد كانت خارج البلاد....في زيارة لعمتها في انجلترا...وعلى مايبدو...فهناك مشروع حب يلوح في الافق..حيث تعرفت على شاب يقطن بالقرب من منزل عمتها..وتظن كيتي بأنه معجب بها وهي كذلك....

اذاً....عليها الذهاب وحدها!!!! فما المانع من الذهاب برفقة أندرو؟؟؟

" كلا...لن أذهب معه!!! لا يمكن أن أحتمل كل هذا المسافة...وهو الى جانبي!!"

انها تخاف من انهيار عزيمتها أخيراً.............

" سأذهب وحدي!!" قررت ذلك.....

وما ان حضرت حقيبتها....وأخبرت والديها....وعمدت الى عدم نشر الخبر في الشركة..حتى لا يعرف أندرو بموعد ذهابها مسبقاً!!!
انطلقت بسيارتها......
حسناً! انها تحس بالراحة.....لقد عادت الى طبيعتها من جديد...بدون أي ضوابط أو قيود.....
عادت لوسي الفتاة المرحة المحبة للحياة والطبيعة.....
تركت جميع بذلها الانيقة...وثيابها الثمينة.....وكل ما يتعلق بالفاتنة الفولاذية خلفها...
هي تريد أن تكون هنا...فقط لوسي...!!

وما ان وصلت وتوقفت سيارتها أمام منزل العائلة....حتى تنهدت براحة

:" ما أحلى العودة!!!"

ومر في خاطرها شريط ذكريات سريع...لآخر اجازة قضتها في هذا البيت....
تذكرت حينما كانت تهرب من الدجاج....والتقت بأندرو...الذي بدا وسيماً وواثقاً من نفسه الى ابعد درجة.....
تذكرت كيف كان ينظر اليها...ويبتسم لها ابتسامته الهازئة تلك...!!
ابتسمت بهدوء وهي تغمض عينيها....لكنها عادت فعبست:" لماذا أنتي حمقاء هكذا لوسي؟؟؟؟"

نفضت من رأسها تلك الافكار...وأسرعت الى المنزل.....لقد كانت مشتاقة جداً لأماندا.....وللسيد والسيدة ماير....!!حسناً...وربما لأندرو!

كان التوتر واللهفة يأكلان قلبها.....لقد علمت أن أندرو قد سبقها الى هنا حينما ظن بأنها سترافق صديقاتها......
ولابد أنها ستفاجأه الآن....!!بل انها ...لن تقف في سعادتهما مرة أخرى!! هي تحبه....وهو يحبها!! أجل هي واثقة أنه يحبها...صحيح أنه لم يقلها صراحة...لكن تصرفاته...نظراته كلها تبوح لها بالشيء الكثير...فلم الانتظار؟؟ولم العذاب؟؟؟
انها تشعر بالسعادة الغامرة...وهي تقفز درجات المنزل...أهي سعيدة اليوم؟؟أم أن جو الريف...و وجودها في هذا المنزل..هو من يفرض عليها ذلك؟؟؟
قرعت الجرس وانتظرت.....وملامح السعادة تزيد من جمال وجهها الفاتن...وتلون وجنتيها بلون الغروب.....
فتح الباب مع صوت ضحكة...وأطل وجه ستيف......

" أوه...من؟؟لوسي...؟؟أهلاً بكي!"

" كيف حالك ستيف؟؟؟" وهي تمد يدها مصافحة اياه.....

" تفضلي بالدخول...ستجن أماندا حين تراكي....فهي لا تفتأ تسأل عنكي...ولن تعرفي ماذا فعلت بأندرو....حين علمت بأنه لم يصطحبكي واياه!!"

" أندرو..هنا؟؟"

" أجل..لقد وصل بالامس!! لكنه أخبرنا بأن لديكي عملاً..ولن تستطيعي الحضور قبل الاسبوع القادم!!"

قالت لوسي بحرج وهي تدخل:" تبدلت الامور في اخر لحظة...!"

" حسن هذا جيد!! سيفرح الجميع بقدومكي!!"

وقد وصلا الى غرفة الجلوس....فتقدم ستيف وهو يعلن بفرح:" لن تحزروا من هنا!!!"

نظر الجميع الى باب الغرفة....وحينها تقدمت لوسي...بخجل!!أهي المرة الاولى أم ماذا؟؟؟لماذا تشعر بكل هذا الخجل والحرج!!أوه تباً! لم لا تستطيع ارتداء قناع المرأة الفولاذية حينما تحتاجه؟؟؟!!

" مرحباً!" قالت..وهي ترفع عينيها.....ولكن؟؟؟هي سرحت قليلاً...وهو كذلك أحس بالارتباك......
كان أندرو يجلس على كرسي بينما كان من الواضح بأن جوزي لم تجد مكاناً تجلس فيه..سوا ذراع الكرسي الخاص بأندرو.....علماً بأن هناك أريكة كاملة فارغة!!
وما ان لمحتها جوزي....حتى رفعت حاجبيها بمكر...وابتسمت ابتسامتها الشيطانية تلك....وأراحت ذراعها على كتف أندرو.......
كان يبدو على أندرو الضيق....كان يرغب بالتوضيح للوسي..بأن الامر لم يتعدى الصدفة وبأنه لا يعني له شيئاً...لكنه تأكد بأن جهوده ستكون سدى وبدون أي فائدة....فاكتفى بالسكوت..وهو يزيح ذراع جوزي......

رحب بها الجميع أحلى ترحيب...وكأنها فرد من العائلة....أما أماندا....فراحت تبكي وهي تعانق لوسي قائلة:" ظننتكي لن تأتي!!قال أندرو!!"

قاطعتها لوسي وهي تقول بحنان:" أجل...لكن الامور تغيرت بسرعة..وأصبح بامكاني القدوم!! وما كنت لأفوت هذا الحدث السعيد أبداً أيتها العزيزة أماندا!!"

" أه لوسي!!!"

قال ستيف وهو يجذب أماندا اليه ويمسح دموعها:" اهدأي حبيبتي...لم كل هذه الدموع! ستحزنين لوسي وتجعلينها تندم على القدوم!!"

مسحت لوسي دموعها وهي تبتسم لستيف....بينما قالت أماندا من بين الدموع:"اعذريني حقاً حبيبتي..لست أدري لم أصبحت أفرط في مشاعري كثيراً!!ربما السبب هو اختلال الهرمونات!!"

" بالطبع حبيبتي..فالكل يعلم مدى تأثر الحامل!!"

" كيف هما والداكي يا عزيزتي!! ان أندرو..مسرور جداً بالعمل مع والدكي...لابد أن يأتيا لزيارة الريف يوماً...واثق بأنهما سيعجبان به!"

" واثقة بأنهما سيفرحان بذلك كثيراً!" أجابت بلباقة.......

" كيف حالك جوزي؟؟؟" تساءلت مكرهة.....

" أوه بأحسن حال عزيزتي..كما ترين!!" وهي تنظر الى اندرو بابتسام.....

" حقاً؟؟متى سنسمع اذاً الاخبار السعيدة؟؟؟" تساءلت وهي تكاد تنفجر...

ضحكت جوزي بعصبية..:" أوه عزيزتي...أنتي تستبقين الاحداث!!أليس كذلك أندرو؟؟؟"

فما كان من أندرو الا أن نظر الى لوسي بعينين تلمعان كالرصاص....ثم مالبث ان نهض من مكانه معتذراً...وغادر على الفور...ووجهه يضج بالغضب.....

وللخروج من هذا الجو المشحون..سارعت السيدة ماير لاحضار الشاي...بينما راحت أماندا تمطر لوسي بوابل من الاسئلة...عن حياتها وعملها وصداقاتها...وحتى عن اندرو!!!

انقضى اليوم ثقيلاً....بائساً...مشحوناً بالغضب والتوتر!!
كما أن لوسي لم تلمح خلاله أندرو الا مرة أثناء العشاء...وبعدها ذهب ليوصل جوزي الى بيتها....
باتت تعرف الآن أي نوع من العلاقات يربطهما!! خاصة ..حينما سمعت صوت أقدامه على الدرج...بعد منتصف الليل!!!
وهي التي أرادت أن تبدأ من جديد....وتصارحه بكل ما لديها!! بينما كان هو يلهو بها هناك...ويعود في اخر المطاف الى حبه الاول..."جوزي"!

كيف ظنت أنه يمكنه نسيانها؟؟وهي التي تعيش قربه...ويراها كل يوم؟؟؟؟
أه كم كانت مغفلة وغبية!! ولكن لم يفت الوقت بعد!! فهي قررت مصارحته...لكنها لم تفعل!!

" تباً لك أندرو...لن أفعل ذلك أبداً!" قالت بحقد.......


  #14  
قديم 06-29-2016, 01:22 AM
 
الفصل الثالث عشر
" قسوة المشاعر!"

كانت جالسة وأماندا في الحديقة.....في احدى الامسيات الريفية الرائعة.....
تثاءبت اماندا...ثم ما لبثت أن أغمضت عينيها.....نظرت اليها لوسي بحب وهي تبتسم...
انها لا تصدق بأن صديقتها العزيزة ستصبح عما قريب أماً!! ياه....كم تمر السنون بسرعة!!! لقد كانتا بالامس فقط...فتاتين لهما احلامهما وطموحاتهما.....كانتا تعبثان وتلهوان....ولاتحملان اية مسؤوليات...!!لكن الآن؟؟؟
" مرحباً!"
استيقظت من شرودها....لتجد كلاً من ستيف واندرو يقفان أمامها.....
" أهلاً!"
" كيف حال جميلتي؟؟" قال ستيف ذلك وهو يقترب من أماندا ويقبلها على رأسها...
قالت لوسي وهي تبتسم:" انها نائمة!!"
قالت بجفون مثقلة:"لا...أنا مستيقظ....ة!!" وتثاءبت من جديد وعادت لتغط في النوم.....
ضحكوا جميعاً من أماندا التي لا تريد اضاعة لحظة برفقة لوسي....
لكن ستيف هزها بلطف قائلاً:" هيا حبيبتي الى غرفتك....وفي الصباح ستجدين لوسي بانتظارك!! أليس كذلك لوسي؟"
" هذا مؤكد!!" قالت بابتسامة....
" حسناً! تصبحون على خير!!" وهي تنهض بتثاقل....فأسرع ستيف الى جانبها وهو يهمس للوسي....
" أظن بأنني بدأت أغار منكي لوسي!!"
" ماذا تقول ستيف؟؟" قالت اماندا بتباطؤ....
" لا..لاشيء حبيبتي! هيا بنا!!"
ضحكت لوسي من كلام ستيف...لكنها توقفت عن ذلك..حينما لاحظت بأن أندرو يحدق فيها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رائعة!!....وما ان توارت اماندا وستيف عن الانظار.....
حتى نهضت لوسي بسرعة وهي تقول متحججه.....
" سوف أذهب للنوم! عن اذنك!" وهي تلتفت لتغادر...
" انتظري لوس!" وهو يمسك ذراعها ليمنعها من الذهاب.......
نظرت اليه وهي تحدق متعمدة في ذراعه التي تقبض عليها بهذا الشكل....فتنهد وهو يترك ذراعها ويتمتم معتذراً
" أنا آسف!..لكنني أرغب في التكلم معك!"
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تنظر اليه ببرود مصطنع:" أنا أستمع!"
لم تعجبه نبرة البرود والتجاهل في صوتها ومع هذا ....
" هل من الممكن أن تجلسي؟"
"لا!" قالت بتحدي....
فما كان منه الا أن جلس وجذبها بقوة من ذراعها لتجلس الى جانبه......اتسعت عينيها غير مصدقة....
" كيف تسمح لنفسك بالتصرف معي بهذه الصورة الهمجية؟؟؟"
" بنفس الطريقة التي سمحتي فيها لرأسكي الجميل هذا...بالتفكير بهمجية!!!!" قال غاضباً....
مما أربكها..:" أنا....لا أفهم ماتقصده!"
" بل تفهمين جيداً! ومع أنني لست بحاجة الى التبرير..."
قاطعته بسخرية:" يالهذا الغرور!!!"
" ألن تصمتي حتى استطيع انهاء ما أريد قوله؟" قال بنفاد صبر...لكنها أيضاً..كانت قد تمردت على مشاعرها نحوه....وعادت شخصيتها الفولاذية للاكتساح.....
" وربما أنا لا أريد أن أسمع كلمة من الهراء الذي ستقوله؟؟!!" وهي تعود للنهوض....
مما يجبره على الوقوف ومواجهتها....
" لقد حذرتكي مرة لوس من اهانتي!! صحيح بأنك تسرين في شراييني مسرى الدم....لكنني لن أسمح لامرأتي أبداً باهانتي!!!"

اقتربت منه متعمدة وقد أعماها مايقول....وقربت وجهها من وجهه...وهي تقول بتحدي وحنق:" لست امرأتك أيها الكاوبوي! أترغب في تهجئتها لك؟حسناً!"
أمسكت بكفه وبدأت تعد على اصابعه وهي تنظر اليه باستهزاء....
" ل..س..ت...ام..ر..أ..ت..ك!" ثم أسقطت يده من بين أصابعها ..قائلة ببرود..." عمت مساءاً!"
هل ظنت بأنها انتهت منه هكذا؟؟؟ حسناً..ان كانت تظن هذا ..فهي حتماً مخطئة! بل هي لم تكد تشعر بطعم النصر في هذه الجولة...حتى أكد لها أندرو..بأنها تشاركه الخسارة...أكثر مما ظنت.......
أمسكها من ذراعيها بخشونة....وقربها منه " اتركني!" وهي ترتعد..حينما رأت عينيه القاتمتين.....
وبنفس طريقتها....قرب وجهه من وجهها.....حتى شعرت بأنفاسه الدافئة التي تناقض برودة ملامحه.....
" حالما نتزوج....سأقوم بتهذيب لسانكي السليط هذا! ومنذ الان حتى ذلك الوقت...سأعاقبكي بطريقتي!!"
وهو يشدها اليه معانقاً.....بقسوة وغضب....أجل! انه يصب كل غضبه منها...عليها وفي عناقه البارد..الخالي من المشاعر....
حاولت التخلص منه..." اتركني أيها المجنون!! اتركني!!"
لكنه بدا وكأنه لا يسمعها......قالت بأسى:" أندرو!!!"
رفع رأسه وعينيه ما زالتا تقدحان شرراً...وهو يطالع عينيها البائستين..قالت بمرار..
"دعني!"
" لا!" قال بتصميم...
" ماذا تريد مني؟؟؟"
" ما كنت أريده منذ أول يوم رأيتك فيه!!" قال بعينين قاسيتين..لم تلمح فيهما اي أثر للعاطفة......
" ولكنني لا أريد ...!!"
قاطعها قائلاً:" بل أنتي تريدينه!!"
ارتبكت..فحاولت التململ من جديد:" اتركني اندرو! ما تفعله لن يحل المشكلة!!"

فكر قليلاً...ثم قال:" هذا صحيح!!" وهو يقترب منها...مما أجفلها:" ماذا ستفعل؟؟أوه يالهي..أندرو تعقل!!"
لكنه أمسك بها وحملها على ظهره وكأنها كيس بطاطا.....
صرخت بحدة:" أندرو أيها المعتوه...ماذا تفعل!!؟؟أنزلني في الحال!!"
لكنه اكتفى بالصمت...وهو يسير بها نحو سيارته....وهناك ألقاها في الداخل...وفي دقيقة كان قد انطلق بها الى حيث لا يعلم أحد!!!!

كانت تصرخ في السيارة...." هل أنت مجنون؟؟؟أين تأخذني؟؟ أنزلني في الحال!! أقول لك أنزلني فوراً والا ستندم حقاً أندرو ماير!!!"

لم يكلف نفسه حتى عناء النظر اليها......

مما أفقدها أعصابها:" سأقاضيك!! سأجعلك تدفع كل ما تملكه في المحاكم!!! سترى أيها المجرم!!"

أيضاً لم يرد......حسناً, لقد بدأت حقاً تشعر بالخوف!! هي تعرف بأنها تثق بأندرو حتى النخاع!!
لكنها خائفة من أشياء أخرى....بدت جلية في ملامح وجهه!!
وأخيراً توقفا......
خرج من السيارة وسحبها من ذراعها ....وهو يسير بها سريعاً مما جعلها تتعثر أكثر من مرة....وبعثر خصلات شعرها حول وجهها......
ولما رأت بأنهما يقتربان من كوخ....ارتاعت صارخة:" أوه..لا!!"
وأخذت تحاول مقاومة السير مع اندرو....التفت اليها فسارعت بلكمه بقبضتيها الصغيرتين محاولة ابعاده عنها....
ولما أحست بعدم جدوى ذلك...عادت تضربه براحتي يديها دون فائدة وهي تنهار باكية
:" لا..اندرو..اتركني....لا تفعل بي هذا!!!"
وهي تسترخي بين ذراعيه..مما جعله يدرك ما كانت تفكر فيه...أمسك وجهها بين راحتي يديه...وقال وهو غير مصدق ماتظنه...
" أكنتي تظنين بأنني أنوي...؟؟" رفعت عينيها اليه..ورأت مقدار الالم الذي لاح فيهما....
" أوه لوس!!! أي وحش عديم الاخلاق تظنيني؟؟؟ ظننت بأنكي تعرفينني!! ولكنني واهم حقاً...أليس كذلك؟؟ أم أن أبناء الريف هم مجرد ذئاب بشرية تشتهي تمزيق براءة فتيات المدينة الفاتنات؟؟؟"
" أنا؟؟"
" أجيبيني!!" وهو يهز كتفيها بغضب.....ولما لم تجب..تركها من بين ذراعيه....وابتعد عنها قليلاً...ثم عاد ليقول وهو ينظر اليها بألم....
" اطمئني أيتها الاميرة!! لست أبداً كما تظنين! كنت أرغب بمفاجأتكي بهذا الكوخ..الذي اشتريته لكي ..بجانب البحيرة الصغيرة....
كنت أرغب أن نتحدث بحرية....كما فعلنا ذات يوم...في نفس هذا المكان...
ولكن؟؟؟... لا أظن بأن لذلك أي فائدة الآن...!!"

نظرت اليه وهي تشعر بقلبها يتمزق بين ضلوعها...هل حطمت كل شيء؟؟هل مات حبها في قلبه؟؟؟هل يحتقرها الآن...أو يكرهها؟؟؟؟ يا الله..ما الذي فعلته!!!!
ولم تشعر به..الا وهو يهبط ويساعدها على النهوض...نظر الى وجهها طويلاً حينما استقرت واقفة أمامه....رفع خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها... فحاولت الكلام حينما التقت عينيها بعينيه المعذبتين...لكن اصبعه الذي استقر على شفتيها أمات الكلام في مهده.....
" لا تقولي شيئاً!" ومع أن عينيه تعلقت باصبعه الذي كان يلامس شفتيها الناعمتين....بل هو نسي نفسه للحظة..وظن أنه؟؟؟..لا.....قال بصوت مكتوم..لم يسمعه الا هو..... وسحب نفسه بعيداً عنها طالباً منها الركوب.......
أعادها الى المنزل....وانتظر حتى تنزل من السيارة....لكنها لم تفعل!! نظرت اليه..كان وجهه جامداً..بارداً..لم تعهد فيه كل هذه القسوة قبلاً....!
كان ينظر أمامه وكأنه لا يراها.....
قالت برقة:" أندرو...؟ لم أكن أقصد...لقد ظننت؟؟؟" ولكنه ايضاً لم يتحرك...
تابعت بعد ان ابتلعت ريقها بصعوبة....
" حسناً...كنت غاضباً...وحملتني قسراً الى مكان معتم مهجور...أليس من الطبيعي أن أظن ذلك؟؟؟"
أيضاً....لا جواب!!!
حينها نظرت اليه بغضب وقالت..:" لا بأس....لك ما تريد!" وهي تخرج غاضبة وحانقة حتى دون أن تنظر خلفها..ثم سارت مسرعة باتجاه المنزل...لكنها سمعت صوت سيارته بمجرد خروجها منها...استرقت نظرة للخلف...كان قد انطلق من جديد وهو ينهب الارض نهباً....متوارياً بسرعة البرق...عن أنظارها!!!
  #15  
قديم 06-29-2016, 01:25 AM
 
الفصل الرابع عشر...
"حبيبتي..... حتى الموت!"

يمر يومين دون أن تراه........ومع هذا تعرف بأنه يقضي وقته في المزرعة الجنوبية...وبدا بأن لاأحد على علم بماحدث بينهما!!!

" لوسي؟؟ تعالي حالاً...لدينا ضيوف!!" صرخت أماندا من أسفل السلم...
كانت مستلقية على سريرها تقلب صفحات مجله دون ان تركز فيها....فكل تركيزها كان مع ذلك الاسمر الذي خطف قلبها منذ زمن!!! لكنها ما ان سمعت صوت أماندا....حتى ألقت بها بعنف...وهي لا تعرف ماسبب مزاجها السيء لهذا اليوم!! ونهضت عن سريرها...ألقت نظرة الى نفسها في المرآة....ثم هبطت في الحال.....وما ان وصلت الى غرفة الضيوف...حتى فوجئت بذلك الشاب الوسيم...والذي تشعر بأن ملامحه مألوفة لها بعض الشيء!!
تقدمت لتحييه.....
" مرحباً!"
"أهلاً..كيف حالكي؟" قال مبتسماً بعينين مضيئتين..وهو يصافحها...
" بخير...وأنت؟" قالت وهي تنظر الى أماندا مستنجدة..فذاكرتها لا تسعفها...وبدا بأن هذا الشخص يعرفها.....
اقتربت أماندا وهي تضحك:" انه تيد!! ألا تذكرينه؟؟"
" آه تيد! كيف حالك؟؟" وهي ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها....هل يفترض بأن يذكرها اسمه بهويته؟
ضحك تيد وقال:" أنتي لا تذكرينني؟؟؟"
ابتسمت بحرج:" حسناً...تبدو مألوفاً لدي...ولكن ذاكرتي لا تسعفني هذه الايام!!"
صرخت اماندا وهي تضحك:" ألا تذكرين رفيقكي ...من الحفل الريفي؟؟"
وهنا صرخت لوسي:" آه الآن تذكرت!!! كيف نسيت هذا؟؟ انه لمن المفرح ان اراك حقاً بعد كل هذه السنين...كيف حالك؟"
" أنا في احسن حال...وأرى أنكي كذلك!!"
" لكن؟؟كيف حدث وتعارفتما؟؟" تساءلت لوسي..
" انه صديق ستيف! " هتفت أماندا....
" أوه! لم أعرف هذا!"
" لا عليكي!! فصداقتنا حديثة العهد!!"..
" حسناً..ألن نجلس؟ سيحضر ستيف قريباً..!"
تساءلت لوسي وهي تجلس..:" والى أين ذهب مبكراً هكذا؟؟"
" ذهب لمعاونة أندرو في المزرعة الجنوبية!! فالعمل شاق ومنهك هذه الايام! وأظنهما سيعودان معاً!!"
ارتبكت لوسي....لكنها عادت لتنظر الى تيد الذي كان ينظر اليها محدقاً...
فوجدت نفسها تقول:" هل تشرب شيئاً تيد؟ شاي أم قهوة؟؟"
" فنجان من الشاي سيكون رائعاً..أشكرك!" قال برقة...
بينما انسحبت هي بهدوء...الى المطبخ..لتلتقي السيدة ماير..وتنخرطان معاً في الحديث عن هذا التيد......

ويأتي الليل...لينشر أجنحته ويلف المكان......هذا السكون والعتمة......يخرقه صوت عزف غيتار ...وأصوات غناء وضحك هستيري...تنبعث من...بيته!!!
نظر باستغراب الى ستيف....بادله الاخر نفس النظرات.....
تقدم أندرو..وفتح الباب ومن خلفه ستيف...خلع معطفه وحذائه الملطخ بالطين....وارتدى الحذاء المنزلي....تقدم الى مصدر الصوت....حتى وصل الى غرفة المعيشة....
ليجد لوسي تتوسط أماندا وتيد على الاريكة المقابلة للمدفأة...وهي تدق على غيتارها..وتغني بصوتها الشجي...ومما يبدو بأن السهرة كانت أكثر من ممتعة...فهاهي اماندا..وكذلك تيد...يغنيان باعلى صوتهيما في محاولة لمرافقة غناء لوسي....
والجميع في ضحك واهتياج.....ولمعت عيني اندرو..وهو يرى ذراع تيد المرتاحة على كتفي لوسي....
لكن ما ان لمح ستيف تيد حتى هرع الى الداخل مرحباً..........
" أكل هذه الجلبة منك أيها المحتال؟؟؟" قال ستيف وهو يعانق تيد......
" وماذا سنفعل؟ ان كانت هذه الحسناء تفقدنا صوابنا؟؟" وهو ينظر الى لوسي
بهيام....
مما أجفل المسكينة..خاصة وهي تلمح نظرات اندرو النارية......
تقدم اندرو وقبل شقيقته على رأسها...واكتفى بالقاء تحية جافة على لوسي...
بينما وقف أمام تيد وهو ينظر اليه بتحدي....
شعر ستيف بحرب اثبات الافضل بينهما..فسارع الى تقديم كل منهما للآخر...
" ومن لا يعرف أندرو ماير....الاعزب الوسيم!! انك حلم كل فتيات البلدة يا رجل!!"
ارتفعت زاوية فمه بشكل بسيط وقال بسخرية:" لم أكن أعرف هذا! تفضل بالجلوس!!"
ولم يعرف تيد لم لم يعجبه ترحيب اندرو...بل هو للحق يبادله الشعور...فوجد نفسه يمسك بمعطفه...وهو يقول معتذراً
" أرجو ان تسمحوا لي الان بالانصراف...لقد تأخر الوقت..ولم ألحظ ذلك!"
" وكيف ستفعل ذلك...وقد أفقدتك هذه الحسناء...صوابك- على حد تعبيرك-؟؟؟" قال باستهزاء وهو ينظر الى لوسي بشزر....
ابتسم تيد بدون مرح...وقال:" هذا صحيح! أراك لاحقاً ستيف! عن اذنكم!" وهو يغادر....
نظر اندرو الى لوسي وعينيه تقدحان شرراً.... لو أن النظرات تقتل...لأرداها قتيلة على الفور!!مما جعلها تحول ناظريها بعيداً عنه...وماذا فعلت حتى ينظر اليها بهذه الصورة؟؟؟!
قال بغضب غير مبرر:" أرجو المعذرة!!" وهو يغادر كالثور الهائج.....
تساءلت أماندا بحيرة:" ماذا يجري ستيف؟؟ماباله أندرو؟؟"
وبدا بأن ستيف ايضاً يشعر بالحيرة...:" لست أعرف حقاً! كان بخير منذ لحظات!!ولكن؟؟" وهو يحول نظره ليستقر على لوسي....
" هل هناك شيء ستيف؟" تساءلت لوسي بقلق....
" لا..أبداً! يبدو أنني شردت...اعذراني حقاً..فانني منهك وليس لدي اية فكرة عما يحدث!!"
اقتربت اماندا معانقة اياه:" أوه حبيبي...لابد أنك تعبت كثيراً اليوم...هيا اصعد لتأخذ حماماً منعشاً ريثما احضر لك شيئاً تأكله!!"
قبل رأسها وهو يقول:" لا حبيبتي...لقد تناولت العشاء برفقة اندرو...لايمكنك توقع بقائي حتى الآن بلا طعام..خاصة بعد المجهود الذي بذلناه...يا الهي !! كان يوماً متعباً بحق!! "
ابتسمت أماندا ثم قالت:" حسناً اذاً أنت بحاجة الى الراحة!!"
" وأنتي كذلك حبيبتي ...هيا بنا!" وهو يضمها اليه...ويساعدها لتمشي...
" ألن تنامي لوس؟" تساءلت أماندا.....
بينما استيقظت لوسي من شرودها على صوت صديقتها...:" أوه..أجل بالطبع!! تصبحان على خير...." وهي تنهض وتصعد الى غرفتها بسرعة.......
لكنها لم تستطع التحرك من مكانها.....بعد دخولها الى غرفتها..كان هناك مايشغل تفكيرها......أندرو!!!
مضت ساعة.....وهي تخرج الى الشرفة تارة...وتارة تذرع أرضية الغرفة جيئة وذهاباً....
جلست على سريرها...وهي تحضن رأسها بين يديها....ولم تشعر الا والباب يفتح على مصرعيه...ويظهر اندرو بملامح غاضبة جداً......
تراجعت للخلف مذعورة....وهي تتمتم:" أن...درو!"
كان كالعاصفة الهوجاء....كالزوبعة.....وهو يجذبها من ذراعيها بقوة...ويسحبها حتى غرفته.....
وهي حتى لم تعترض....بل ان الصدمة ألجمت لسانها......
وحينما أصبحا هناك......دفعها الى الداخل..وأغلق الباب......
التفتت بسرعة...وهي تنظر اليه مرتاعة....نظر اليها مطولاً......ثم قال آمراً....
" لن تقابلي هذا التيد مرة أخرى!"
نظرت اليه غير مصدقة:" م..ماذا؟"
"سمعتني!" قال بجفاء.....
حينها لم تستطع تمالك غضبها...:" ومنذ متى أتلقى الاوامر منك؟؟"
" منذ اليوم!!"
نهضت وهي تهم بالخروج:" اذاً أنت واهم كبير!!"
أمسكها من ذراعها....وكان يهم بقول شيء..لكنه عاد فقال....وهو يبتسم بسخرية
" نسيت أنكي مولعة بالتحدي!!"
نظرت اليه وهي تبتسم ببرود......دون ان تضيف شيئاً...
"حسن اذاً! لكي هذا!! أمسكي الغيتار!!"...
قالت مصعوقة:" ماذا؟؟؟"
" أنا أتحداكي ايتها الاميرة....ماذا؟ هل أنتي خائفة من الخسارة!!"
" كان هذا في الماضي!!" قالت بتحدي....
" حسناً..أرني ما لديكي!!" وهو يقول بتصميم لايقل عن تصميمها....

أمسكت بالغيتار الذي أعطاها اياه.....وجلست على كرسي خشبي وسط غرفته..بينما جلس هو على الارض كعادته....وتناول غيتاراً اخرا من مجموعته...
نظر اليها.....
ياللسماء....كم تفقده عقله!!!
كانت ترتدي قميصاً أزرقاً ضيق من الكاروهات..وبنطالاً من الجينز الضيق...بينما ينساب شعرها بتموجات رائعة ويحيط بجانبي وجهها....
حسناً..لقد كانت حافية القدمين..حينما جذبها من غرفتها....فظهرت أصابع قدميها الصغيرة المطلية باللون الاحمر.... مما زاد من شكلها المغري...برأي اندرو بالطبع..فهي لم تقصد اي من هذا.....
ربما لهذا فقد عقله حينما رآها بصحبة تيد....كاد الفتى يأكلها بنظرات عينيه!!وكان أهون على أندرو أن يقتلع عينيه من محجريهما على ان يحدق بحبيبته بهذا الشكل!!

نظرت اليه بحقد...وقررت بأنه يجب ان يخسر بأي ثمن...
بدأت بعزف مقطوعة فرنسية...وهي متأكدة من أنه لن يعرفها لأنها مغمورة جداً..وحديثة العهد....ورافقتها بغنائها الرائع....

" أنا المطر ..وأنت قطراتي...
أنت المؤكد....وأنا الشك...
أنت الباقة....وأنا الزهور....
أنت اللحظة وأنا السعادة...
أنت شروق الشمس...وأنا غروبها....
أنا جحيم كل خطاياك.....
أنت حبي...أنت حبي..
أنا الحكيم....وأنت المجنون...
أنت لاشيء وأنا كل شيء..."

كانت تغني هذه الكلمات بتمهل...وبصوت فيه بحة رائعة...وهامسة...أثارت عواصف مشاعره وزوابع العاطفة في جسده وقلبه....
وبما أنه لم يكمل معزوفتها..توقفت وهي تبتسم لأنها هزمته....لكنها تفاجأت به...يقول بحزم..لا يحتمل الرفض...
"أكملي!!!"
نظرت اليه مستغربة...لكن نظرات عينيه أفهمتها أنه لا نقاش...فعادت تدق أوتار غيتارها..وتكمل أغنيتها..وقد أصبحت على النمط السريع....وهي تهز رأسها تأثراً باللحن...وتبتسم حيناً...ثم تعود لتنظر اليه حيناً بتحدي....
لكنه كان أبعد ما يكون عن التحدي....لقد كان سارحاً معها ومع عذوبتها التي تدفعه للجنون....
وأخيراً...وصلت لمقطع الذي تقوم فيه فقط بتلفظ الكلمات بدون لحن...مرافقة عزفها....بنفس بحتها الشقية..
" أنا كتابتك.....وأنت صورتي...
أنت روايتي....وأنا مرآتك....
أنت الرغبة....وأنا الايماءة...
أنت الليمون.....وأنا قشرته....امممممم (وهذه الاممممم أفقدته صوابه...!!)
أنا الشاي....وأنت الكوب
أنت الغيتار...وأنا الناي....
أنت حبي....أنت حبي...

رفعت رأسها..ونظرت اليه بتحدي.....وقالت بسخرية وهي تبعد الغيتار جانباً:" هل اعجبتك مقطوعتي؟"
فهي تعرف بأن كلمات أغنيتها سخيفة جداً....لكنها اختارتها لأنها متأكدة من عدم معرفته بها....مما يعني فوزها في التحدي أخيراً!!!! امم....لقد كانت محتاطة اذاً هذه المرة!!!
نهض من مكانه وهو لا يكاد يسيطر على نفسه..واقترب منها وهو يشد ذراعها لتقف هي الاخرى وتواجهه...وهي تنظر اليه بتوجس....
" بل أنتي من أعجبتني...!!"
" أندرو..!!!لا...!!" قالت محذرة....
ولكنه لم يعطها اي فرصة..اذ ضمها اليه في عناق محموم...مجنون....لم تستطع الهرب منه!! وظلا هكذا لبرهة من الوقت...حتى بدأت تستيقظ على مايحدث....فحاولت التململ....
" أندرو...اتركني!!"
ابتعد قليلاً وهي ماتزال بين ذراعيه.....نظر اليها...ثم عاد فأسند جبهته على جبهتها...قائلاً مغمض العينين ......
" أنا...أعتذر! أعرف بأنه لم يتوجب علي ذلك....لكنكي المذنبة الوحيدة هنا!اللعنة..فلم أر من هي بمثل اثارتك وجمالك وهي تغني....وأنا لست حجراً! بل في الحقيقة..أنا أبعد مايكون عن الحجارة...كما تعلمين!!"
انتفضت مبتعدة من كلماته ولمساته التي هزتها...." أنت لا تحتمل!!وقد كانت غلطتي من البداية.مجيئي معك الى هنا!!كان علي أن أعلم أنك لست أهلاً للثقة؟"
جذبها اليه من جديد:" وهل أنتي كذلك؟؟؟"
" ماذا تقصد؟؟"
قال بسخرية:" أعني أنكي لا تثقين حتى بنفسك....حينما أطلقتي لها العنان...وكنتي دافئة ورائعة بين ذراعي قبل قليل....!!فكيف تريدين مني أنا منع نفسي؟؟؟؟"

نظرت اليه بحقد وهي تحاول تخليص نفسها من قبضته..:" أنت وغد كبير!!!"

ضحك بسخرية...:" حسناً...أيتها الحمل الصغير!!!" وهو يتركها......فسارت باتجاه الباب حانقة وهي تود لو أن بامكانها صفعه....لكن صوته استوقفها وهي تفتح الباب لتخرج...

" لم تقولي؟ماهي هديتك؟فأنتي في النهاية قد ربحتي التحدي ..!!"

نظرت اليه بغضب...قائلة:" أريدك أن تتركني وشأني.....!!"

" هذا أمر غير قابل للنقاش..!! فأنا لن أتركك حتى الموت حبيبتي!!!"

" آهههه!" قالت بحنق....وخرجت وهي تصفق الباب خلفها.....
لكنها لم تدر لم شعرت بالراحة لكلمته تلك......حسناً هذا واضح!! فهذا يعني بأن حبه لها لم يمت...ولكنها لا تعرف....لم تفقد السيطرة على اعصابها ...حينما يقترب منها؟؟؟ لم لا تستطيع اخباره بكل بساطة.....كم تحبه!
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة غلطة للكاتبة إبتسام بن عتش. ابتسآآآم نآصر قصص قصيرة 0 12-13-2011 07:13 AM


الساعة الآن 02:49 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011