عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 07-03-2016, 01:34 AM
 
اولاً: كل عام وانتي بخير...وانشالله العمر كله....
ثانياً: غالي والطلب رخيص...ارجو ان تعجبكي هديتي!!


الفصل السابع
" أجمل امرأة في العالم!"

فتحت عينيها فجأة..كانت الغرفة معتمة وباردة..., رفعت إيلا رأسها...عاودها الصداع قليلاً لكنه ما لبث أن زال. أدركت بأن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة..ولكن ؟؟لم لم يوقظها أحد؟ ربما طلب منهم ريكاردو ذلك, حتى يجنبها الاحراج بعد ما حدث ظهر هذا اليوم...! ولكنها تشعر بجوع شديد, وبالطبع فاتها موعد العشاء منذ وقت طويل!!

نظرت الى نفسها...! كانت ترتدي بيجامة قشدية قطنية, كانت فضفاضة قليلاً خاصة عند فتحة العنق..التي كانت تكشف جزءاً من كتفها الأيسر.... كانت ايلا تفضلها على غيرها..لأنها ترتاح فيها كثيراً....خاصة بعد يوم حافل بالمآسي والاحزان والهموم!

" حسناً..لا أظن بأن هناك من يزال مستيقظاً حتى هذه الساعة!"

ومشت وهي حافية القدمين وفتحت باب غرفتها ونزلت بهدوء على رؤوس أقدامها...وكأنها لص يرغب بسرقة جوهرة نفيسة ويخاف أن يكتشف!! وصلت المطبخ.. ودخلت...بدأت تتلمس الجدران حتى تجد زر الاضاءة..وما ان ضغطت عليه...حتى أنار المطبخ بأكمله..التفتت لكنها صعقت..وأحست بأنه سيغمى عليها....

ابتسم ريكاردو..وهو يرتش رشفة من فنجان قهوته....حاولت تدارك الموضوع:" أنا..؟أنا...؟"

نهض من مكانه وسحبها من ذراعها وأجلسها على كرسي قائلاً:" اجلسي هنا..ولا تتحركي ريثما أنتهي!!"

لم تنبس ببنت شفة..وقد أخذ منها الذهول والتوتر والرعب كل مأخذ...., وماهي الا دقائق..حتى وضع أمامها على المنضدة طبقاً شهياً يحتوي شريحة لحم مشوية, وقليلاً من الخضار المسلوقة والبطاطا المهروسة...!

زاد احراجها..:" لكنني..!"

قاطعها صوته وهو يجلس أمامها ويكمل شرب قهوته...

:" علي أن أحذركي بأنكي لن تغادري المكان حتى تنهي عشاءك!"

كانت جائعة الى حد كبير...فلم تجد بداً من الاستسلام...:" حسناً, اذا كنت تصر!"

ابتسم ابتسامة واسعة لم تر مثلها في حياتها كشفت عن غمازتين لم تلاحظهما قبلاً...! أزاحت عينيها عنه وشرعت بالأكل..., ولما لاحظت بأنه يتفحصها ويكاد يلتهمها بعينيه..وبالأخص ذلك الكتف العاري...تلمست ياقة سترتها..ولكن أنى لها اخفاء كتفها!!
فقالت بارتباك:" آسفة على مظهري...لكنني ظننت الجميع نيام..!!"

ابتسم ابتسامة هادئة ثم قال بعد طول تأمل:" أتعنين بأن هذه ملابس خاصة فقط بغرفة نومك؟"

أجابت وكأنها تدفع عن نفسها تهمة:" هذا مؤكد!"

ابتسم بمكر:" اذاً أنا محظوظ جداً حتى أتمكن من رؤيتكي فيها! انها تعجبني جداً..وأرجو حقاً أن لا يراها أحد .....غيري!"

توردت وجنتا ايلا...! ما الذي يحاول قوله؟ أيريد أن يغريها الآن؟ لكنني لست واحدة من نسائك أيها الدونجوان...! عادت الثقة الى صوتها..وأكملت تناول طعامها وكأنها لم تسمع شيئاً مما قال....

" هل أنت معتاد على السهر في ظلمة المطبخ؟؟"

أدرك أنها تلعب لعبته..فقبل ذلك بكل سرور...:" حسناً, لست أفعل ذلك عادة, ولكنني كنت أنتظرك!"

مثلت عدم الاندهاش ..الا أن قلبها كاد ينخلع من مكانه....

:" هيا الآن...بامكانك ايجاد عذر أفضل من هذا!"

ابتسم وتابع بهدوء...:" هذا صحيح! ومع ذلك آثرت قول الحقيقة...لأنني...كنت قلقاً عليكي يا ساندريلا!"

تساءلت بحيرة:" قلقاً علي؟ مم؟ لم يكن عليك ذلك....انني راشدة وأعرف كيف أعتني بنفسي....لقد عشت حياتي بأكملها وأنا أفعل ذلك..لم علي الآن أن أبحث عمن يفعل ذلك عني؟"

عاد البرود ليكسو ملامحه وصوته:" أتجدين ذلك مرضياً؟؟ أن تجعلي من نفسك الضحية دائماً؟؟"

أجابت بعصبية:" أنا لا أجعل من نفسي ضحية..!!اولكن؟؟كيف لك أن تفهم...؟لقد اعتدت على الاهتمام والرعاية من جميع من هم حولك...انني لا أرى أحداً يخالفك الرأي هنا!!لا أحد يتجرأ ليخالف أمرك...!وتأتي لتناقشني بكل جرأة عن حياتي!!هذا مسل حقاً!"

:" لن نظل هنا طوال الليل..نناقش طفولة من كانت الاتعس!!!! لكن..لا تعتمدي أبداً على المظاهر! على كل حال.... لقد انتهت تلك الفترة المظلمة من حياتك وولت بلا رجعة....فلم تصرين على العيش فيها؟؟؟لم تحبين تعذيب نفسك...والآخرين؟؟؟"

أجابت بمرارة..والسخرية تعلو وجهها...:" أحقاً ولت؟؟" وهي تهم بالنهوض...

" لن أدعها تعود...! كوني واثقة من ذلك !!"

نظرت الى وجهه وهي تحاول أن تفهم....:" لماذا؟"

كرر من ورائها وهو يكاد ينفجر...:" لماذا؟؟؟أوه صحيح...لماذا؟؟لماذا برأيك ؟؟؟ أم تجدين بان الامير السخيف من الصعب أن يهتم بطفلة مثلكي يا ساندريلا...؟؟!!"

كانت قد عاهدت نفسها أن ترمي جنونها وعصبيتها خلفها.., لكنها سرعان ما نست العهد ورمت به عرض الحائط..! تركت طبقها ونهضت من مكانها..وهي تكور يديها على شكل قبضة بجانبها....

:" أنت انسان لا تحتمل أبداً..تتعمد اغاظتي مهما حاولت التروي...لماذا تفعل ذلك؟؟؟ أتحاول الانتقام مني بسبب اعترافي لك تلك الليلة اللعينة عن رأيي في شخصك العظيم؟ حسناً! اعلم بأنني لا زلت عند رأيي ومتمسكة به حتى آخر يوم في عمري..."

وهمت بالذهاب..لكنه كان أسرع من الفهد...جاذباً اياها من ذراعيها...وضاماً اياها الى صدره بقسوة...

" اتركني أيها الوغد!"

قال وهو يتلذذ بمقاومتها:" والا ماذا يا ساندريلا؟"

أحست بأنها ستنفجر..ستنهار..لا تستطيع احتمال قربه...وهو يلسعها بلمساته النارية وكلماته الاستفزازية..., لم تجد بداً من الاستسلام...ربما يتركها حينها! ولكن عناقه كان بركانياً محموماً.., أدركت بأنه سيصهر جمودها وسيذهب عقلها الى ما لا يحمد عقباه..فنادت:" ريكاردو!"

رفع رأسها عن صدره..وهو يحيط وجهها بيديه...تبادلا النظرات لبرهة...ثم قال بعد جهد:" كنت أعرف بأن اسمي سيكون ذو رنة مثيرة من شفتيك!"

أحست بأن الموقف عاد لينقلب عليها مرة أخرى...رأته يحدق في شفتيها المرتجفتين...فأشاحت برأسها هاربة من خطر...أيقنت أنها هالكة منه لا محالة.

قالت بصوت هامس متوسل:" أرجوك ريكاردو...هذا يكفي!"

لمس ذقنها ورفع رأسها حتى التقت أعينهما سوياً..وكانت قد انسابت دمعتين على وجنتي ايلا...! زفر زفرة طويلة ثم مسح دموعها وهو يلعن ويشتم..., نظرت اليه خائفة من غضبه.., لاحظ في عينيها ذلك...فضمها طويلاً اليه...ولم تعترض هي..على العكس! أحست بالأمان والسلام والحب..أجل انها تحبه..تعترف الآن!

قال بصوت أجش:" اللعنة عليكي يا ساندريلا! انكي تفقدينني عقلي...تجعلينني كالمجنون!( ابتعد عنها لحظة لينظر اليها..)..وما هذا الذي ترتدينه؟! تباً لغبائكي!" وقد نزع نفسه مجبراً ليبتعد عنها ويسرع خارج المطبخ....لكنه توقف عند الباب...وقال وهو لا يزال معطيا اياها ظهره.....

:" أنتي أجمل امرأة في العالم يا ساندريلا!" وغادر سريعاً.....

بقيت ايلا للحظة..غير مستوعبة كل ما حدث معها!! لكنها فجأة خرجت تهرول مسرعة الى غرفتها وهي تتمنى أن لا تلتقي ريكاردو في طريقها..., وما ان وصلت حتى أغلقت باب غرفتها سريعاً وارتمت على سريرها وهي ترتجف ودموعها تنهمر...من الخوف والذعر ربما!..لا بل من المفاجأة...! أو من الاثارة...؟ أو.............من الحب!
  #12  
قديم 07-03-2016, 01:35 AM
 

الفصل الثامن
" لا تتركني وحيدة....!"

لم تر ايلا ريكاردو أسبوعاً كاملاً بعد حادثة المطبخ شعرت أنها الدهر كله! فهي حقاً مرتاحة البال غذ أنها لن تضطر لمواجهته بعدما حدث بينهما, لكنها كانت تحس بنقص وملل فظيعين! غابت الالوان عن حياتها من جديد, بعد اشراق سريع, توقعت أن يستمر أكثر بقليل..لكن ذلك غاب معه...مع ريكاردو!
لم تكن تظن بأنها ستفتقده بهذا الشكل! بل انها تتمنى لو أنه يعود ويغيظها بكلماته الاستفزازية...على أن تراه فقط! لن تفقد أعصابها أو تغضب ان ناداها بساندريلا أو نعتها بالطفلة! وهي ؟؟أوليست طفلة؟؟تكره قربه...وتموت لبعده!!أوليست طفلة..لا تعرف حقاً ما تريد...مثلما وصفها ريكاردو؟؟؟!! ومع هذا لا يمكنه تركها الآن..بعد أن نفض عن قلبها الرماد, ونثر الازهار في دربها..وأطلق الفراشات الزاهية..لتلون عالمها الجليدي البارد..وتفتح لها أبواب السعادة والعشق!!
" آه...لكم اشتقت اليه!!" وهي تربت على شعر حصانه الاسود....

" وأنا متأكد بأنه مشتاق اليكي كذلك!"

راعها صوت خلفها, فالتفت بذعر, اقترب منها السنيور سلفادور باسماً...أما فهي فتضرجت وجنتاها بالحمرة, وقالت متلعثمة:" لم..لم ..ألحظ دخولك سنيور!"

قال وهو يضحك:" هذا مؤكد يا صغيرتي..لأنكي شاردة مع فارس أحلامك!"

أجابت مرتبكة:" أنت مخطئ سنيور...كنت...فقط أكلم الفرس!!"

أجاب السنيور باسماً:" أوه..فهمت!! تقصدين فرس ريكاردو؟!"

وما ان رأى الحمرة عادت لتغزو خديها من جديد, حتى انفجر ضاحكاً..لكنه ربت على كتف الفتاة, وطمأنها بصوته الحنون...
" لا تقلقي..لن يصمد أكثر! ما ان ينهي صفقات ومعاملات المحاصيل, حتى يعود فوراً"

هزت الفتاة رأسها بالايجاب..وهي تبتسم بخجل, حاول أن يخرجها من الكآبة التي ترافقها....
:" أتجيدين ركوب الخيل يا ايلا؟"
ابتسمت.:" قليلاً!"
" هذا حسن جداً! كنت أظن بأنني سمعت ريكاردو يقول بأنكي أخبرته العكس!"
ارتبكت ايلا..وردت معتذرة:" لقد كنت فقط..أحاول أن أغيظه!"
ضحك السنيور سلفادور من جديد...
" كنت أعرف بأن هناك فتاة مشاكسة, تختفي في مكان ما..خلف هذا الوجه البريء..انكي نسخة عن جدك يا عزيزتي!"
ابتسمت ايلا.., وأحست بحب كبير ناحية السنيور سلفادور, فقالت وقد عاد لها مرحها:" أستطيع أن أريك اذا شئت!"

" أوه! هذه فرصة لا تفوت!..هيا..اختري فرسك..واعتبريها لكي منذ اللحظة! طبعاً هذا مشروط بمقدرتك على ركوبها!"

لمعت عينا ايلا من الاثارة..وقالت بفرح الاطفال..وهي تشير الى فرس بيضاء ذات شعر أشقر...
" هذه! أختار هذه!!"
التفت السنيور سلفادور الى مكان اشارتها .." اذن..لقد اخترتي ميدوسا! حسناً..علي أن أحذرك بأنها فرس جميلة حقاً, لكنها ثائرة ومزاجية, وقد لا تكون آمنة في بعض الاحيان..لم لا تجربين مادلين هناك؟ انها فرس طيبة وهادئة!" وهو يشير الى فرس أخرى ذات لون بني...كانت جميلة, لكن ميدوسا هي الفرس المطلوبة!!

" أرى أن ميدوسا هي الفرس المناسبة لي! كما أن صفاتها تناسب صفاتي..انني أعلم بأن الفرس يجب أن تشترك مع الفارس في الصفات حتى ينسجما سوياً!فإن لم يكن لديك مانع سنيور؟"

" أرى بأنكي تعرفين الشيء الكثير عن الخيول!!لهذا أنا أثق بك..ومنذ هذه اللحظة..ستكون ميدوسا لك..هيا أرني شجاعتك يا ايلا!"

ابتسمت ايلا..واقتربت من ميدوسا..التي انفعلت وعلا صهيلها, لكن ..شيئاً فشيئاً..بدأت تهدأ وايلا تمسح على رأسها وشعرها...وتقترب منها حتى تألفها.... اقتربت منها وتمتمت وهي تستمر بالمسح على رأسها..." حسناً يا ميدوسا, سنكون أصدقاء منذ الآن فصاعداً....هل تحبين ذلك؟"

كان سلفادور يراقب بدهشة..وبابتسامة لم تفارق وجهه! لكنه لم يكن الوحيد الذي يفعل ذلك!!كان يقف عند باب الاصطبل...يحدق بايلا مشدوهاً..!.
ووبخففة امتطت ايلا ميدوسا..وهي تبتسم لسلفادور.., لكنها ما لبثت ان تلاشت الابتسامة حين رأته متكئاً على الباب, ينظر لها بنظرات اعجاب..أو شوق!!لم تستطع أن تحدد..!!ربما كان ذلك كله من نسج خيالها...!لأنه مالبث أن عاد الاستهزاء في عينيه!!
صرخ سلفادور:" أحسنتي يا فتاة..انتي تعجبينني أكثر فأكثر..ولكن؟ مابالك شاردة هناك؟" وهو يلتفت..ليرى ريكاردو..الذي اقترب ليحيي جده...

" آه..ريكاردو! كان علي أن أعلم من وجه ايلا أنه أنت!"

أطرقت ايلا صامتة...وعادت الحمرة تكسو وجنتيها الناعمتين...., ابتسم ريكاردو:" كيف حالك يا جدي؟ أرى بأن صحتك تحسنت كثيراً منذ مجيئ السنيورا ايلا!"

" هذا صحيح! ولكن بما أنك هنا الآن, فبإمكانك اصطحاب ايلا في نزهة على ظهر جوادها..وسنتحدث لاحقاً عن نتائج اجتماعاتك...! استمتعا!"
وهو يغمز ايلا..مبتسماً...ومضى....
ابتسم ريكاردو..وامتطى فرسه..ونظر اليها...:" متأكدة انكي تستطيعين ذلك؟"
لم تعجبها لهجة الاستخفاف في كلامه...حتى أنه لم يسألها عن أحوالها او حتى وجهه اليها اي كلمة منذ وصوله....! حتى "مرحباً" لم يقلها لها!! فنظرت اليه نظرة تحدي..ونغزت بقدمها الفرس..وانطلقت ..تعدو على ظهر ميدوسا..وتقطع مساحات واسعة من الاراضي امامه...! جن جنون ريكاردو..فانطلق في اثرها وهو يصيح منادياً اياها أن تتوقف, ولكنها لم تذعن لطلبه الا بعد أن ابتعدا عن القصر مسافة طويلة...!

وما ان وصل الى حيث كانت تقف..بعد أن ترجلت عن فرسها...وبدأت تمسح على شعرها بحنان وسعادة.." أنتي فرس طيبة يا ميدوسا"..
ترجل ريكاردو عن فرسه واتجه اليها...كانت عيناه تقدحان شرراً, لم ترفع ايلا عينيها عن ميدوسا, لكنها قالت ببرود:" كما ترى سنيور! أنا أجيد ركوب الخيل! ولم تكن هناك حاجة للهجة الاستعلاء المتكررة في حديثك معي! وكأن ركوب الخيل مقتصر على سموك!!"

اقترب منها وأمسك أكتافها بوحشية وهو يهزها:" أهذا فقط ما توصل اليه عقلك الجميل هذا؟ الاستعلاء؟؟"
ذعرت ايلا منه..وحاولت مقاومته والافلات منه:" اتركني..اتركني!"
لكنه لم يفعل, بل اشتد غضبه وغرز اصابعه في لحمها أكثر حتى صاحت من الالم.." انك تؤلمني ريكاردو!"

" هذا أفضل..! حتى تتعلمي أن تفكري قبل أن تؤلمي الآخرين بكلامك السخيف هذا!"

صرخت وقد أحست بالقوة فجأة:" أنت من تحاول ايذائي واستفزازي!"

رد عليها بغضب:" ألأنني خفت عليكي من أن تؤذي نفسك؟ لقد أخبرتني سابقاً انكي لا تجيدين ركوب الخيل, وما ان رأيتك تنطلقين بهذه السرعة حتى كدت أفقد عقلي! كنت خائفاً عليكي من السقوط! خصوصاً وانتي تمتطين فرساً ذات تاريخ حافل!!"

ارتبكت ايلا وعادت وجنتاها للاحمرار..., ارتخت قبضة ريكاردو عليها وبدت أكثر لطفاً...رددت بدون أن ترفع رأسها " أنا....!!"
عاد الاستهزاء لصوته.." أنتي ماذا يا ساندريلا؟"
رفعت رأسها تنظر اليه, ولما رأت نظرات السخرية قد عادت اليه..نفضت نفسها منه وهي تقول بغضب :" أنت تستمتع بهذا؟ أليس كذلك؟ حسناً..أنا أعتذر!! هل أنت فرح الآن!!"
قالت ذلك وهي تعود لتمتطي فرسها. ضحك ريكاردو عالياً, وقال وهو يعود لامتطاء حصانه.." هذا أغرب اعتذار سمعته في حياتي!!!"

ردت براحة بعد أن سمعت ضحكته الرنانة التي أثلجت صدرها...
" هذا شأنك! فأنت لن تحصل على غيره!"
مشيا جنباً الى جنب, كل على فرسه. كانت الكلمات تصل الى شفتيها ثم تعود لترتد, لكنها تشحعت أخيراً وقالت....
" هل يحتاج عملك لسفرات طويلة كهذه الرحلة؟!"

استغرب من سؤالها..وارتسمت على وجهه ابتسامة...لا..ليست سخرية...بل ارتياح! لكنها حينما رأت ردة فعله, لعنت نفسها مئة مرة واستدركت بسرعة..
" لم أقصد أن أتدخل فيما لا يعنيني..أرجو المعذرة!"

أجاب بهدوء وهو ينظر أمامه.." في بعض الاحيان..أضطر لذلك! أنتي تعلمين بأنني مسؤول عن كل أعمال عائلة لوبيز, لكن الرحلة لا تستمر أكثر من أسبوع في معظم الاحيان...اطمئني!" قالها وهو ينظر اليها بمكر....

ارتبكت ايلا ودافعت بسرعة:" وما شأني أنا؟ لقد كان سؤالاً عابراً فقط!"

ابتسم ريكاردو:" حسناً..أخبريني هل كنتي تستمتعين بوقتك؟!"

ردت ايلا في صراحتها المعهودة:" ليس كثيراً, فلا يوجد الكثير مما أفعله..ربما أبدأ برسم بعض اللوحات..فالمناظر هنا خلابة!!"

" سنرجأ أمر لوحاتك الى وقت آخر...فأنتي لم تخرجي مرة واحدة منذ حضورك الى بلدي..صحيح؟؟"

هزت رأسها بالنفي..." حسناً, قد تحبين مرافقتي الليلة الى سهرة بسيطة في النادي!"

ماذا يقول؟ يريدها أن ترافقه؟ هل هي مجنونة حتى ترافقه الى اي مكان؟

" اسمع,,,لا أظن.." لكنه قاطعها قائلاً...." كوني جاهزة في تمام الثامنة...والآن هيا سابقيني على ظهر ميدوسا..لأرى ان كانت مهارتك في ركوب الخيل..بقدر جمالك؟؟" قال ذلك مبتسماً وهو يسبقها متقدماً الى القصر....
" ولكن؟...انتظر!!"
لم تملك بداً من اللحاق به...!
يا الهي! لم يترك لي فرصة الكلام حتى! جمالي؟؟هل يجدني جميلة الى هذا الحد؟؟أوه...ما العمل معه الآن؟؟ماذا يظن نفسه..حين يدفعني للصراخ من تصرفاته...ثم يعود ويسكتني بكلمة واحدة..!!انه يعلم تأثيره علي ولاشك..حتى يفعل ذلك! انه يقرر عني ويرضخني الى ما يريد! ولكن تباً..انني أود مرافقته من كل قلبي؟! أيعقل أن لا يكون لديه رفيقة؟لم أرى هذا مستحيلاً؟

" هاي.....!! ماهذه السرعة الجنونية؟؟لقد أذهلتني حقاً! أهذا كل ما لديكي؟"
أفاقت على نبرة السخرية من صوته...., فتملكها الغضب وغمزت الحصان وانطلقت كالسهم...تعدو أمامه...حتى تعدته, قالت صارخة وقد عاد لها غرورها.." ما رأيك الآن؟؟؟؟هل أذهلك هذا؟؟لا أظنك تستطيع اللحاق بي أيها الفارس!!!"

كان ينظر اليها باعجاب...أسرع فرسه حتى يلحق بها..." نعم! بقدر جمالك!!"

نظرت اليه للحظة وهي محتارة...كانت نظراته عميقة رائعة خطرة...كانت تحرجها ..لكنها كانت تحبها...عادت لتنظر أمامها...ولتعود معها الافكار والهواجس التي تؤرقها..ألا يوجد لديه رفيقة؟؟؟ انها تراهن بان الفتيات يتهافتن عليه...وقد لاحظت ذلك جلياً حينما راقصها في حفل موسم القطاف..

كادت الغيرة تأكل قلبها! عادت فحاولت نفض هذه الافكار عنها..., فهي تعرف بأنها مجرد طفلة في نظره..وما الذي سيعجبه فيها؟!
عادا الى القصر معاً...وهي تحاول رسم الابتسامة على وجهها...الا أن الافكار في رأسها...تتشابك وتتصارع!!!
  #13  
قديم 07-03-2016, 01:35 AM
 

الفصل التاسع.....
" من أجلك!!"
وفي الساعة الثامنة تماماً.., نزلت ايلا من غرفتها واتجهت الى غرفة الجلوس, وكان ريكاردو أول من التقت عيناها به, وحاولت بجهد اخفاء سعادتها..حينما رأت نظرة الاعجاب والانبهار على وجهه, خاصة عندما رافق ذلك تلك الابتسامة الساحرة التي قلما يوجهها لها!

بالطبع لم تخل الاجواء من ابتسامات ومغامزات السيد سلفادور ولولا.., ومن نظرات غل وحقد من فران...

" هل أنتي مستعدة؟"

أجابت ايلا بابتسامة عذبة:" أنا كذلك!"

رفع يده كفارس نبيل لتتأبط ايلا ذراعه, لكن صوت فران أوقفها...

" ايلا حبيبتي...لحظة من فضلك! اعذرني سنيور ريكاردو...ان كنت سأخطف منك هذه الحسناء لدقيقة؟!"

ردت ايلا بحنق:" ولكن ألا يمكنكي الانتظار حتى أرجع..أو الى الغد؟"

" لا أظن يا عزيزتي..فالأمر هام! ولا تخافي لن أؤخركي كثيراً!"

حاول ريكاردو التخفيف من حدة ايلا:" لا مشكلة سنيوريتا...! سأنتظركي في السيارة.." قال ذلك بابتسامة ناعمة..وهو يهز برأسه لايلا كناية عن تفهمه...وذهب..
خرجت ايلا ولحقتها فران...." ما الأمر فران؟"

ردت فران بغيظ:" أرى أنكي لا تدخرين وسعاً في اجتذاب الامير الثري!! وهذا جيد حقاً, ولكن منذ الان فصاعداً ستقومين باعلامي بكل شيء..ولن أسمح لكي بالتخطيط وحدك! فالخطة خطتي قبل كل شيء!"

أحست ايلا بالغثيان والقرف..قالت وهي تتجه الى خارج القصر حتى توقفت على أعلى درجة..
" لست أتبع أي خطة! ثم لا تفسري الامور على هواكي..لا يوجد أي شيء بيننا..بل على العكس..نحن في حالة حرب دائمة! فاتركيني وشأني!"

" لست عمياء يا فتاة! استطيع ان افهم جيداً سيل النظرات بينكما! لا ادري حقاً لم ذوقه مقرف هكذا! ولكنه بالتأكيد معجب بكي...لن تخفى علي ...تلك النظرات المحمومة!!"

ارتبكت ايلا..." لا أعرف شيئاً مما تتحدثين به!"

بصوت أقرب الى الهمس...الممزوج بالغيظ:" بل تعرفين جيداً! فكفي عن المراوغة واستمعي الي!!"
قالت ايلا بنفاد صبر:" لا! لن افعل ذلك ابداً! أتفهمين؟"
وقبل أن تمشي..أمسكتها فران من ذراعها مجبرة اياها على الالتفات اليها..

" ان لم تفعلي ما أقوله لكي...فسأخبر هذه العائلة الرائعة..وحبيبك الوسيم عن كل ما خططنا له سوية...أفهمتي يا صغيرتي؟"

"..لن تفعلي ذلك!"

قالت فران بضحكة شيطانية:" أوه..بلى يا صغيرتي..تعرفين بأنني سأفعل...!!حينها ستجدين نفسكي حقيرة وملقاة في الشارع..كما كنتي!"

ردت ايلا والغضب قد أعمى قلبها:".حسناً, لنقل بأنني أود أن أجرب كيف كنتي تعيشين قبل أن ينتشلكي أبي من مستنقعكي القذر!"

" أيتها الحقيرة البائسة!"

وهي ترفع يدها لتصفعها.., لكن ايلا أمسكت ذراعها...وقالت بمرارة وحزن..
:" كان هذا في الماضي! ولن يعود أبداً فران!"
وألقت بيدها..وركضت تنزل الدرجات الحجرية بسرعة وهي تحاول السيطرة على نفسها حتى لا تنساب دموعها أمام ريكاردو....

وصلت السيارة وجلست في المقعد الامامي بجانبه...وقالت بصوت يبدو عليه المرح..لكن باطنه يقطر منه الدم...
" آسفة على تأخري!"

نظر اليها طويلاً قبل أن يحرك السيارة..:" هل أنتي بخير؟!"

ردت بسرعة بدون أن تلتفت اليه:" لا يمكن أن أكون أفضل من هذا...ألن نتحرك؟"

رد بهدوء:" طبعاً!"

وتحرك بسيارته..وبدأ يقطع الغابات الشاسعة المحيطة بقصره...
كان القمر بدراً في تلك الليلة...ويرسل شعاعه الفضي لينير طريق رحلتهما...ويزيد من جمال اللحظة ولهيبها! سأل وهو ينظر أمامه..اذ لاحظ انها شاردة...

" ماذا كانت تريد فران منك؟"

حاولت التهرب:" لا ..لا شيء مهم!"

" لكنكما كنتما تتجادلان!!"

ارتبكت ايلا..وقالت :" لاأعرف ماذا أقول!! لن أستطيع فهمها أبداً!"

كان ينظر اليها بين لحظة وأخرى...وهو يدرك مرارة ايلا وهي تتحدث عنها, فنظر اليها وسأل..
:" اعذريني على ما سأقوله!"

التفتت اليه..تنتظر كلامه.., أما هو فقد ركز نظره أمامه حتى لا يحرجها....

" هل كانت تضربك؟"

احمر وجه ايلا..فأخفضت رأسها.. ا..اذاً؟ لقد رأى فران تحاول ضربها...لا فائدة اذاً من اختراع القصص!...... كانت تدعك يديها في حجرها بعصبية...وكان ريكاردو ينظر اليها نظرة جانبية متفحصة....
:" مرة...أو اثنتين!" قالت بصوت منخفض....
لم يعلق.., لكنها أحست بشعلة من الحرارة تنبعث بجانبها...لقد ازدادت ضربات قلبه..وازداد تنفسه..., لقد أحست به يلهث...فرفعت رأسها لتنظر اليه.., كانت يداه تضغطان على عجلة القيادة بقوة..وكأنه يريد اقتلاعها من مكانها...! وبدا وجهه محمراً غاضباً...وجبينه مقطباً. لم تكن قد رأت وجهه هكذا من قبل...! قطع شرودها صوته المتهدج الغاضب..

" سوف أطرد هذه المرأة فوراً حال رجوعنا!"

" لا ريكاردو!"

"عليها أن تكون ممتنة لأنني سأمسك نفسي عن فعل مايدور في خاطري!"

مدت ايلا يدها لا شعورياً الى ذراعه متوسلة:" أرجوك ريكاردو..لاتفعل هذا! انها تظل زوجة أبي...وهي الآن وحيدة..ولايوجد من تذهب اليه..أرجوك!"

نظر اليها بعصبية بالغة وقال:" أبعد كل مافعلته بكي؟ انها لا تستحق شفقتك! أوه....تباً! سأقتلها!!"

ارتاعت ايلا :" ريكاردو أرجوك!! أتوسل اليك أن تدعها...انني أسامحها حقاً! أرجوك..! من أجلي!!"

نظر اليها..ثم زفر زفرة طويلة....وبرغم النيران التي تشتعل في صدره..شقت ابتسامة بل نصف ابتسامة..طريقها الى وجهه...حينما أدرك يدها الممسكة بلطف بذراعه..., لاحظت ايلا ذلك فأنزلت يدها وهي تحمر خجلاً....

لكن ريكاردو سحب يدها من حضنها وقبلها...ثم ضمها الى صدره..., وقال بصوت دافئ حنون:" من أجلكي فقط يا ساندريلا! لكنني لن أسمح لأحد..أي أحد بعد اليوم...أن يؤذيكي! ولن يثنيني عن رأيي حينها..حتي توسلك الرقيق هذا... مع أنه.. يثير جنوني!!"

وعاد ينظر أمامه وهو يقود السيارة مبتسماً, أما هي؟ فكانت في عالم آخر...!!ما كل هذا الحب والحنان والخوف في صوته وفي عينيه عليها؟! هل هو حقاً يحبها؟! لكنه يتصرف تصرفات المحبين؟ وما أدراها هي بتصرفات المحبين وهي التي لم تحب أحداً في حياتها قبل ريكاردو..!

حاولت سحب يدها..لكنه قال مبتسماً:" هذه ستظل معي حتى نصل, وهذا أمر لا نقاش فيه, حتى لو اضطررت لعمل حادث!" ثم ابتسم براحة حينما لاحظ ابتسامة عذبة خجولة تكسو وجه ايلا..وتزيد من اشراقه وجماله!
  #14  
قديم 07-03-2016, 01:37 AM
 
الفصل العاشر...
" رحلة الأحلام..."

وما ان وصلا..حتى انهلت على ريكاردو شتى أنواع الترحيب من رواد ذلك المكان. اكتشفت ايلا كم هو محبوب في مجتمعه ومن مختلف الشرائح. بدأ ريكاردو يعرف ايلا على الجميع, كانوا فرحين جداً بها, وهي أيضاً استمتعت كثيراً بصحبتهم. لكنها شعرت فجأة بالحر, فخلعت سترتها الفضية, وتفاجأت بريكاردو يسحب عنها سترتها ويضعها جانباً.., ثم يسحب ايلا من ذراعها لتلتفت اليه, وما ان فعلت حتى أخذ يحدق فيها بملء عينيه وكأنه يحاول أن يحتويها فيهما, فلا يعود بمقدور أي كان رؤيتها!!

كانت ايلا ترتدي فستاناً أسود متهدل, بدون أكمام, بياقة مثلثة مغرية..كان يضيق عند الخصر ليبرز نحوله وجماله, ثم ينساب بهدوء حتى ركبتيها, وكانت ترتدي حذاءاً أسود لماع ذو كعب عال...وزاد أناقتها تلك السلسلة الفضية الطويلة المتدلية في عنقها الجميلة, وتلك الاقراط الدائرية الكبيرة الفضية في أذنيها الصغيرتين..مما أضفى نوعاً من العصرية مع مظهرها الكلاسيكي...! أما شعرها فعقصت منه عقصات عشوائية ليضفي تموجاً رائعاً على خصلات شعرها الناعمة, وتركته لينسدل على ظهرها....!أما مازادها سحراً ودلالاً...فهو خجلها وبراءتها الظاهرين في عينيها ووجهها الملائكي.

همس ريكاردو بصوت مخملي:" أنتي جميلة جداً يا ساندريلا!"

ابتسمت ايلا وقالت بخجل:" وأنت أيضاً...لست سيئاً!"

ضحك ريكاردو :" ماهذا التواضع يا طفلتي!"

كانت ايلا تنظر اليه بهيام! انه الرجل الذي تمنته في أحلامها منذ الصغر..آه كم هو وسيم وجذاب! كان يرتدي بذلة عصرية ذات لون أزرق داكن..كانت تبرز أكتافه العريضة وخصره النحيل وطول قامته...!كان مثالياً فيها تماماً..اما شعره فكان مبللاً ومسرحاً الى الخلف, كان شعره يجذبها..كم كانت ترغب أن تتخلل أصابعها خصلات شعره الكثيفة واللامعه....خاصة تلك المتهدلة على عنقه!

أيقظها من أحلامها..غوستاف وهو يقدم لها كوباً من شراب الكرز المثلج, وقال ضاحكاً:" لا تغضبي مني! فقد حذرنا ريكاردو من جلب أي شيء آخر!"

ابتسمت ايلا ورشفت رشفة من كأسها..وقالت بفرح:
" لا عليك! أي شيء مثلج لذيذ في هذا الجو الحار!"

" كيف السهرة؟ هل تعجبكي؟ أم أن ريكاردو يحول دون ذلك؟"

" على العكس...أنا فرحة جداً! لم أحضر حفلة كهذه..منذ..!(وصمتت قليلاً..ثم أردفت)..منذ زمن!"

أحس غوستاف بلمحة حزن على وجهها للحظة..لكنها مالبثت ان اختفت...

" كنت أعرف بأنني سأجدك هنا!"

نظرت ايلا الى مصدر الصوت, رأت شاباً طويلاً ربما في الثلاثين من عمره..أشقراً وأزرق العينين.., وكان يبتسم وهو ينظر لإيلا...

" أهلاً ماريو!..ولكن كيف أفلت من براثن ليزا؟"

" لقد ذهبت لتصلح زينتها, مرحباً سنيورا...لابد أنكي ايلا..أليس كذلك؟"

ابتسمت ايلا وقالت بدهشة :" هل أصبحت مشهورة الى هذا الحد؟!"

ضحكوا جميعاً وأردف ماريو قائلاً:" طبعاً! فالفتاة التي أعادت اهتمام ريكاردو بالجنس الاخر, لابد وأن تكون جديرة بالاهتمام والشكر أيضاً! لقد بدأنا نقلق من أن يعيش حياته ناسكاً..ولكن أرى جيداً بأن ذلك لن يحدث!! أنا ماريو! سررت بلقائك يا حلوتي!"

لم تفهم ايلا ماذا قصد ماريو بكلامه ذاك! هل يعني هذا بأنه لايوجد حبيبة أو رفيقة لريكاردو؟؟؟!! والآن هو يلمح بأنها الفتاة المنشودة!! لم تشعر بأن في الامر سراً؟؟!

" ماريو؟ آن تستشيط غضبا ....أظنها قد رأتك تغازل ايلا؟" قال غوستاف بخبث...

انتفض ماريو بذعر:" أين؟ أين هي؟"

وانفجرت ايلا وغوستاف ضحكاً, حينها عرف ماريو بأنه قد تعرض للخدعة..

" مضحك ها؟ حسناً يا غس...سوف تدفع ثمن هذا في أقرب فرصة ممكنه...سررت بمعرفتك سنيورا ايلا!"

وهي تبتسم:" وأنا أيضاً ماريو!"

وتابع غوستاف نكاته ومزاحه وايلا لا تكف عن الضحك...خاصة بعد أن أحضر ماريو آن ليعرفها على ايلا..فتعالت الضحكات من جديد...!

كان ريكاردو يراقب ايلا من زاوية بعيدة في النادي..حيث كان يقوم باجراء مكالمة ضرورية, وما ان أغلق السماعة حتى ظل يحدق بها وهي تضحك تارة..وتحمر تارة أخرى من الخجل...

" اذاً ...وقعت في الفخ يا صديقي!"

تلفت ريكاردو, ما كان المتكلم الا كرستوف العجوز, صديق ريكاردو منذ زمن وصاحب المكان, وكان بمثابة الاب لريكاردو. قال ذلك وهو يقدم له كوباً مثلجاً وينظر اليه مبتسماً.

" أي فخ؟"

رد كرستوف مبتسماً:" وماذا غيره؟! الحب!!"

ابتسم ريكاردو ورشف كوبه مرة واحدة, وقال قبل أن يغادر.."أجل...وماذا غيره؟!"

اقترب من ايلا وأمسك ذراعها, تفاجأت لكن ما ان رأته حتى ابتسمت ونهضت مطيعة..,أخذها بعيداً عن مكان جلوسها..وأشار برأسه لكرستوف فخفتت الانوار وبدأت تنبعث الالحان الرائعة الهادئة من جهاز التسجيل الخاص بالمكان, وبدأ بعض الاشخاص بالرقص في الساحة المخصصة لذلك. سحب ريكاردو ايلا الى وسط الساحة قائلاً..

" هل تسمحين لي بمراقصتك سنيورا ايلا؟!"

أجابت بحركة خفيفة من رأسها..لابد أنها فقدت القدرة على الكلام..ازاء كل هذا السحر والخيال!! انها تشعر بأنها في عالم الاحلام...وبأنها تحلق مع ريكاردو عالياً في السماء...حيث تتناثر عليهما بتلات الورود..وتحلق الجنيات الصغيرات حولهما وتفتح أكياسها الصغيرة التي تحملها على اجنحتها الشفافة لتنثر بريق وسحر العشق والسعادة عليهما...فلايعود بمقدور أي كان التفريق بينهما..ولاسلب هذه اللحظات الرائعة منهما...!!

أحست ايلا بالتوتر والجو المشحون بالمشاعر والاحاسيس الخطرة! لقد كان ريكاردو يضمها اليه كثيراً! وهي تشعر بأنفاسه وبنبضات قلبه المتسارعة, وبعطره المثير للاعصاب!

قالت في محاولة للهرب من هذا الجو الحالم العاصف.....

: " هذه أغنية جميلة جداً! مع انني لا افهم كلماتها!"

ابتسم ريكاردو وقال وهو يرمقها بنظرات آسرة جذابة...
" يسعدني أنها تعجبكي, فهي من احب الاغنيات الى قلبي واخترتها خصيصاً لكي..! أتحبين أن تعرفي كلماتها؟"

مرة أخرى لم تجد ايلا القدرة على النطق في عالمها السحري المقتصر عليها وعلى ريكاردو...فهزت رأسها بالايجاب....

وبصوت دافئ ومثير..:" انها تقول.....

سأفعل أي شيء من أجل الحب...
سأذهب للجحيم وأعود...ان احتاج الامر..

أحياناً تكونين مشتعلة...وكأنكي تتنفسين اللهب!
وأحياناً...تبتعدين....وتكتسين بالجليد والثلج!

لكن في بعض الليالي........أراكي كما لم أر أي أحد من قبل!
ولن أر حتى بعد!
قد أكون مجنوناً...............أجل أنا مجنون وهذا صحيح!
أعرف بأنك الوحيدة....انتي الوحيدة التي يمكنها انقاذي!

طالما الكواكب تدور................وطالما النجوم تحترق
وطالما الاماني تتحقق...
فالافضل لكي أن تتأكدي.....بأنني سأفعل أي شيء من أجل الحب!
ومن أجل أن أحقق أمانيكي!
سأفعل أي شيء من أجل الحب!
ولن يعود هناك طريق للرجوع!

أثناء ترجمته للكلمات كان يضمها اليه أكثر حتى عبقت انفاسه برائحة عطرها المميز الذي يعشقه, فدس أنفه في شعرها..وهو يقبله بين كل كلمة وأخرى..
ثم طبع قبلة على جبينها وعلى أذنها...فاستثارها الى ابعد حد..حتى دفعت بيديها خلف عنقه ضامة اياه..!

لم يستطع ريكاردو تحمل عاطفتها! هذه أول مرة تستجيب معه وتظهر مشاعرها, فقال كلمته الاخيرة وهو ينظر في عينيها بشوق...

" سأفعل أي شيء من أجلك ساندريلا!"

لم تصدق ايلا أذنيها, لكن عينا ريكاردو كانتا تؤكدان لها ماسمعته! انحنى رأسه باحثاً عن شفتيها...ورفعت رأسها لتصل الى شفتيه وهي تشعر بالبراكين تتفجر داخلها...., وقبل أن تتلامس الشفاه المحرومة...؟؟

" ريكاردو حبيبي!"

وكأن كوباً من الماء البارد انسكب على وجه ايلا, فابتعدت قليلاً حينما رأت امرأة بشعر أشقرر داكن وعينين رماديتين وجسم مثير فاتن..تعانق ريكاردو بحرارة وتقبله كما لو كانت حبيبته!

أبعدها ريكاردو بلطف, خاصة بعد أن لمح الصدمه على وجه ايلا..تباً! لم الان؟؟لقد كان يتحرق للوصول الى شفتي ايلا!!لقد كان ذلك بمثابة حلم راوده منذ سنوات طويلة! لقد خيل اليه انه يعيش الآن احدى احلامه اللذيذة...التي كانت دوماً ايلا هي بطلتها....لماذا لاتنفك المنغصات بالتهافت عليه؟؟؟وفي أسعد لحظاته؟؟! قال بضجر وملامح الضيق بادية على وجهه....

" لم أعرف أنكي هنا صوفيا؟"

" طبعاً حبيبي أنا هنا, ولكن عقلك مشغول بالعمل والحسابات حتى في وقت المرح كما هو الحال دوما..فلم تلحظ وجودي!"

ثم التفتت لايلا قائلة ببرود:" اعذريني يا صغيرتي! لم ارحب بكي أنا صوفيا!"

ردت ايلا محاولة أن تكون طبيعية:" أهلا!..أنا ايلا!"

" آه..اسم ظريف لفتاة صغيرة ظريفة مثلك...هل أحضرتها الى هنا للاعتناء بها يا ريكاردو؟لابد أنها قريبتك؟ولكن بالله عليك يا رجل...كيف تحضرها الى مكان كهذا؟ هذا المكان لا يليق بالصغيرات أمثالها!"

ردت ايلا ببرود وخاصة حينما لاحظت التجهم البادي على وجه ريكاردو:" أشكر لكي اهتمامك سنيورا!"

" نادني عزيزتي باسمي...صوفيا! والآن سأسرق منكي ريكي للحظة..فهذه أغنيتنا المفضلة!"

وتأبطت ذراع ريكاردو الذي كان مقطب الجبين وعابس الوجه..ومع هذا لم يقل كلمة! بل رافق صوفيا الى حلبة الرقص..وانسجما في رقص مثير كحركات صوفيا الاغرائية...والتي فهمت ايلا بانها المقصودة منها..وبأن هذه السيدة تحاول الحفاظ على ممتلكاتها..كما يبدو واضحاً!!اذاً لم يكن كلام ماريو عن تنسك ريكاردو صحيحاً! هذا شأنه...ولكن ؟؟أيعني ذلك أنه كان يمثل علي؟؟وانا البلهاء الغبية التي صدقته وكدت انساق وراء مشاعري الغبية..!! لم يكن الا حب الاستكشاف والفضول..بالتأكيد هو ذلك! فهو لم يقابل في حياته من يعارضه او يتحداه! ويبدو ان ذلك أعجبه مني...فقرر قبول التحدي والحصول علي وبأي ثمن؟؟؟ أوه..ذلك البائس...ولكن..سأريه كيف تثأر الساندريلا من أميرها الاحمق!


لمحت غوستاف واقفاً غير بعيد منها وهو يطلب كوباً منعشاً..اتجهت اليه وطلبت منه ان يراقصها..طبعاً كان ذلك من دواعي سروره.., وما ان أمسك بخصرها..ورفعت يديها الى كتفيه..حتى أحست بيد غليظة حديدية تنزع يدي غوستاف عن خصرها بقوة...! وبالطبع لم يكن الا ريكاردو...لم تستطع أن تقول عن نفسها انها انتقمت منه أو انتصرت عليه..لأنه لم يترك لها سبيلاً الى ذلك..بل سحبها بسرعة من ذراعها الى جانبه وكأنه يتملكها..وقال بجفاء..

" المعذرة..علينا الذهاب!"

وأحضر سترة وحقيبة ايلا وخرج من النادي مسرعاً وهو يجرها من ذراعها...كانت تركض خلفه حتى تلحق بخطواته الواسعة السريعة ولا تتعثر او تقع...! كان واضحاً أن ذلك لا يهمه كثيراً الآن..بل على العكس...ربما تهدأ نيران صدره ان حصل لها ذلك!

وما ان وصلا السيارة حتى فتح لها الباب وقال بعصبية :" اركبي!"

خافت منه وبسرعة ركبت.., ألقى سترتها وحقيبتها في الكرسي الخلفي بغل..وكأنه يقذفهما في وجهها....ثم أغلق الباب خلفها بعصبية واضحة...وركب بدوره والشرر يتطاير من عينيه...وما ان حرك السيارة حتى انطلق كالمجنون..

كاد قلب ايلا ينخلع من الخوف...ومع هذا آثرت السكوت...على الاقل ريثما يهدأ وتعود له انسانيته...بدلاً من الوحش الذي كان يجلس على مقربة منها! لقد كانت ملامحه مخيفة حقاً! لن تجرؤ أبداً على الكلام معه الآن..ولا توضيح أي شيء!!كما انها ليست مضطرة للتوضيح..!فهو المنافق التعس الذي حاول غوايتها ليحصل عليها ويضيفها الى سجل نسائه!! لن تخاف منه حتى وان خنقها بيديه الحديديتين!!

قطع افكارها توقفه المفاجئ..فتمسكت بالكرسي لئلا تندفع للامام...ونظرت اليه غاضبة ...لكنها هدأت قليلاً حينما رأت كمية الغضب والحقد الظاهرة في عينيه القاسيتين....وما لبث أن صاح بصوت كالرعد....

" ماذا كنتي تظنين نفسك فاعلة؟!"

نظرت اليه ايلا ومشاعر الحزن والغضب والخوف كلها تتضارب وتتصارع في داخلها فآثرت السكوت..وأشاحت بوجهها عنه, لكنه سألها سؤالاً ويتوقع منها اجابة..مع انه يعرف بأن أي اجابة لن تكون كفيلة باخماد نيران صدره!! فسحبها من ذراعها بقوة آلمتها...مجبراً اياها على الالتفات اليه..وقال بصوت أكثر غضباً

:" أجيبيني الآن!! لم فعلتي ذلك؟! أيعجبكي غس؟! أتجدينه لا يقاوم؟؟أجيبي الآن عليكي اللعنة!!!"

لم تستطع ان تفتح فمها لتقول اي شيء...كيف يمكن أن يتبدل من حال الى حال بهذا الشكل؟؟! ومع ذلك بلعت ريقها بصعوبة...وقالت بصوت حاولت ان تغلفه بالهدوء والبرود...

" فعلت ماذا؟!"

قال وقد بدأ صبره ينفد:" لا تلعبي معي الآن يا صغيرتي!! لقد بدأت أفقد أعصابي حقاً..وهذا مالن يعجبكي..ثقي بي!"

نظرت ايلا أمامها وتنهدت...ثم نظرت اليه وقالت بألم:" أتعلم؟ لايهمني ان كان هذا لا يعجبك, ولكنني لا أتقن مهارة ذو الوجهين ! وان كان غس يعجبني..فذاك شأني وحدي..وأنت؟لا دخل لك بي! "

قال أخيراً وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ..:" لن تحدثيني بهذه الطريقة أبداً يا ساندريلا! ليس بعد كل ما جرى! لهذا سيكون عقابك أكبر مما كنت قد خططت!!"

قالت بخوف:" ماذا تنوي أن تفعل ..!!"

لكنها لم تكد تكمل جملتها حتى كان ضاماً اياها الى صدره بقسوة..وكأنه ينوي سحق ضلوعها..لم يكن عناقاً جميلاً محموماً كما اعتادت منه!بل كان عناقاً تملكياً قهرياً مؤلماً...كرهته بكل جوارحها...كرهت لمسته ورائحة عطره المختلطة برائحة جلده التي كانت تعشقها!! حاولت ان تقاوم..ولكنها كانت كالريشة بين ذراعيه القاسيتين...فاستسلمت ونزلت دموعها رغماً عنها...وبدأت تتعالى شهقاتها وهي تحس نفسها عاجزة مهانة, ومسلوبة الارادة بهذا الشكل....حتى تركها ريكاردو فجأة....وفتح باب السيارة وخرج وملامحه لا تنذر بالخير...أشعل سيجاره وبدأ ينفث الدخان...والألم يكاد يعتصر فؤاده...وهو يسمع أنات ايلا الرقيقة...!!!

لم يعد بمقدوره ان يتحمل..فألقى السيجار جانباً وعاد الى سيارته.. نظر اليها كانت ما تزال تذرف الدموع السخية وهي تنظر الى يديها اللتين كانت تفركهما بقوة في حجرها...كانت تشبة فتاة صغيرة قد تعرضت للعقوبة ظلماً...!! آه..كم منظرها يعذبه....اقترب منها وفتح الباب وسحب ذراعها ليخرجها وتصبح أمامه تماماً..وهي لم تعارض لقد خافت أن يعاقبها ثانية ان هي رفضت الانصياع له....لكنها ما ان أصبحت أمامه من جديد حتى أشاحت بوجهها عنه...

همس بصوت دافئ:" انظري الي!"

كانت دموعها تنساب بصمت..فلم تحب أن يرى ذلك..بل انها تلعن نفسها الحساسة التي سرعان ما تذرف الدموع...سيظنها الآن غير قادرة على مجابهة قسوته واستبداده, سيتبين له انها ما تزال طفلة صغيرة! لقد كرهت دموعها وبكاؤها السخيفين...ومع هذا لم تستطع التوقف!

" قلت انظري الي!"

بلهجة أكثر تهديداً....رفعت ايلا رأسها قليلاً حتى التقت عينيها الدامعتين بعينيه القاسيتين...لكنهما تبدلتا في الحال...فظهر فيهما الحنان والعطف الذي اعتادت عليهما مؤخراً....., وظهرت ابتسامة دافئة صغيرة على فم ريكاردو....وهو يمسح دموع ايلا بأصابعه.....

" توقفي عن البكاء ! فدموعكي هذه غالية علي "

لكن جملته تلك أثارت شجونها أكثر فانفجرت اخيراً بالبكاء...لكنه احتضنها بحنان وهي دفنت رأسها في صدره وهي تجهش بالبكاء....تحسس شعرها ووجنتيها وهو يضمها اليه أكثر...ويقول بحنان..

" أنا؟؟؟؟؟....... آسف؟! هل بامكانك مسامحتي؟"

رفعت رأسها وقالت من بين الدموع:" لم فعلت ذلك؟! أنا أكرهك! أكرهك يا ريكاردو!"

عاد لمسح دموعها بيديه...ثم لمس ذقنها ورفع رأسها....

" أرجوكي أن تكفي عن البكاء! لا أستطيع تحمل ذلك!"

بدأت تهدأ تدريجياً وهي تحدق في عينيه الرماديتين....كانت تبدوان مختلفتين الآن عن أي وقت مضى....وما ان مسح آخر دمعة سالت على وجنتها...حتى قال :

" والآن؟ هل حقاً أنتي تكرهينني؟؟!"

أشاحت بنظرها الى الاسفل محاولة التهرب من الاجابة...عاد لرفع رأسها

" ايلا؟"

لم يتعمد نطق اسمها بهذه الطريقة الجذابة...؟؟ هذا الجذاب اللعين! بالطبع هي لا تكرهه!! بل هي صريعة هواه...

قالت بصوت خافت:" لم أقصد ذلك!"

صدرت منه تنهيدة ارتياح...وعاد لضمها اليه :" أنت تنتمين الي ساندريلا! منذ ولادتك..كنت لي! وستظلين لي!!"

رفعت ايلا رأسها مستغربة...:" لا أفهم كلامك ريك!"

نظر اليها ريكاردو بحب...وهو يقبل طرف أنفها..

" لا عليكي حبيبتي! هيا بنا الآن...وسيكون هناك الوقت المناسب لنتحدث بكل شيء!"
ابتسمت موافقة...قبلها على جبينها وانطلقا في رحلة العودة من الاحلام!


وعلى باب غرفتها......

" تصبحين على خير يا صغيرتي..نامي جيداً فالغد سيكون مليئاً بالمفاجآت,وسنتحدث عن كل مايشغل بالك بشأن هذه الليلة! لهذا ارتاحي اليوم...فأنتي متعبة للغاية!"

ابتسمت ايلا وهزت رأسها موافقة " تصبح على خير ريك"

قبلها على جبينها ثم همس بصوت دافئ :" لو لم أكن مجبراً...لما تركتك تذهبين يا زنبقتي البيضاء...ولكنني سأكون بانتظارك.. ما ان تشرق الشمس..وترسل أشعتها الذهبية..لتبعثر خصلات شعرك الناعم ( وهو يعبث بخصلات شعرها)...وتداعب جفونك الناعسة (وهو يلمس بأنامله جفونها..فتغمض ايلا عينيها وقلبها يخفق بشدة)..فتوقظك..وتقول لكي..بأنني بانتظارك, ومتلهف للقائك!"

" أوه ..ريك!" وعانقته بقوة...وبادلها العناق لهنيهة...ثم جذبها عنه بصعوبة وهو يلهث...., طبع قبلة سريعة على جبينها " الى الغد يا ملاكي!"

" الى الغد!"

تأكد أنها دخلت غرفتها ثم أغلق الباب خلفها...وأسند ظهره عليه..لاهثاً فرحاً..ذائباً من العشق! كانت تسمع صوت تنفسه السريع اللاهث..ولم تكن حالها بأحسن من حاله..اتجهت الى سريرها وألقت بجسدها عليه وهي تضحك بسعادة...! لم تصدق شدة حب وعشق ريكاردو لها...بالرغم من وجود تلك البغيضة صوفيا! الا انها لن تدعها تكدر عليها سعادتها! ريكاردو يحبها وهي تحس بذلك جيداً! فهل يمكن أن تضحك لها الدنيا أخيراً!

هدأ ريكاردو قليلاً..ثم التفت ليذهب الى غرفته....

" سنيور ريكاردو!" التفت ريكاردو بدهشة..من هذا الذي لا يزال مستيقظاً حتى هذه الساعة المتأخرة؟

" آه! انه انتي!"

اقتربت منه بثقة وعينيها تقدح شرراً مما رأته وسمعته بينه وبين ايلا..

" هل تسمح لي بالقليل من وقتك!"

رد بجفاء وهو يهم بالذهاب:" لا أظن بأن مالديكي يهمني! عمتي مساءاً سنيوريتا!"

أمسكت فران بذراعه:" لدي شيء مهم لأطلعك عليه..., وهو..يخص ايلا!"

التفت ريكاردو بسرعة نحو فران, فابتسمت بخبث لأنها عرفت بأنها استحوذت اهتمامه...

" لن أستطيع التحدث هنا!"

أشار بيده بنفاذ صبر نحو المكتبة, ابتسمت فران...." هذا أفضل!"

وسارت وسار وراءها ريكاردو...وهو يتساءل, ماهو السر الذي تخفيه فران..ويخص ايلا؟!!
دخلا المكتبة...وأغلق ريكاردو الباب!

استمتعوا...*__^
  #15  
قديم 07-03-2016, 03:40 AM
 





الثاني عشر...
" الحزن قدري!"

فتحت ايلا عينيها على أول شعاع شمس يتسلل من شرفتها. تذكرت كلام ريكاردو لها في الليلة السابقة..فابتسمت بفرح وقلبها يخفق بشدة حتى كاد يتوقف!

" أوه..لو يعلم كم أحبه!"

ونهضت وهي تحس بالقوة والنشاط يملآنها, استحمت ثم شرعت في ارتداء ثيابها. كانت هذه هي المرة الأولى التي تقف فيها أمام خزانة ثيابها حائرة! أي ثوب تختار؟وفي النهاية قررت ارتداء بنطال جينز أزرق بحزام عريض, وبلوزة قطنية وردية اللون, وتركت شعرها ينساب بحرية بعد أن سرحته. القليل من الزينة, رشتين بعد من عطرها المميز..وها هي قد أصبحت جاهزة للقاء حبيبها!

نظرت نظرة أخيرة الى نفسها في المرآة, ولم تعرف نفسها في بادئ الامر! كانت تنظر الى فتاة جميلة وسعيدة, يظهر الحب في عينيها ووجنتيها المحمرتين!

ابتسمت بفرح وأسرعت في الذهاب لحبيبها, كانت تنزل كل درجتين بقفزة واحدة وهي تضحك بفرحة الاطفال!

أسرعت الى الحديقة حيث رأت ريكاردو يجلس قرب حوض السباحة معطياً اياها ظهره...وهو ينفث الدخان من سيجاره...ويعود ليتأمل سكون ماء البركة!

ابتسمت ايلا و مشت بحذر حتى أصبحت خلفه, ثم وضعت يديها على عينيه وترقبت رد فعله بشوق ولهفة كبيرين!
لكن, ما ان تسربت رائحة عطرها الى أنفه..حتى انتفض ونزع يديها بحدة عنه..ونظر اليها بقسوة..ثم مالبث أن ابتسم باستهزاء وقال...

:" تظهر على وجهك فرحة العاشقين!!! آه....أولستي بريئة ورائعة هكذا؟!"

قالت بحيرة :" صباح الخير!"

أجاب بنفس النبرة الساخرة :" صباح الخير يا زنبقتي! كنت انتظرك! تعالي اجلسي!"

دهشت ايلا لرد فعله غير المتوقع ولبروده وصده غير المبرر. كما صدمتها نظرة السخرية والاحتقار التي بدت في عيني ريكاردو المحمرة جراء السهر! كان واضحاً بأنه لم يذق طعم النوم الليلة السابقة...ولكن لماذا؟؟وماذا حدث بعد دخولها لغرفتها؟؟؟!

قال بحدة أكبر:" اجلسي! فهناك ما علينا التحدث بشأنه!"

اقتربت ايلا وهي تحس بتقلص في معدتها. جلست بجانبه ونظرت اليه..علها تفهم شيئاً من ملامح وجهه! لكنها كانت قاسية وباردة الى أبعد حد!!!


" ما الأمر ريك؟ أنا....انا لا أفهم شيئاً!!!"


قال بسخرية:" لا؟ أوه..لا عليكي يا صغيرتي..هاكي ما يساعدك على الفهم!"


أخرج من جيبه مغلفاً وألقاه اليها, التقطته ايلا وقلبته بين أصابعها..فاتضح لها بأنه مظروف رسالة موجهة اليها...تساءلت بحيرة:" ما هذا؟"


بدا ريكاردو نافذ الصبر:" ألا تعرفين ما هذا؟!"
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مــٓـــلآگـــٓيــّٓ الــٓــحــٓـّ{ــٓمــٓـ}ـــٓـراء ... هــٓــلــٓ تــَســْ{ـــٓمــٓـ}ــحـِـيــْنــٓ لــَــٓيـــٓ بــهــٓـذهـٓ الـٓــرَّقــّـ دقيوس و مقيوسxd حواء ~ 12 08-27-2017 05:57 PM
بريق ألماس : رُواية صِــرٓاعٓــــاتِ كٓــــادِحٓـــه ، بـقلم الكٓاتبة i v a n رُوفِ روايات طويلة 57 08-25-2016 09:28 AM
ॐ نـٓهريـــنْ وٓ حـٓـضآرةٌ وٓ خـآرِطـٓةةُ وتــآرِيخْ .. يـٓعنيْ أنتٓ » العِــرآقْ « أشلونْ مآ حبگ ؟! ॐ ٱۆڳسِجْينٌ ✖ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 10-11-2013 06:39 PM
أٓحـبكّْـ... مٓعنــْاهـٌا إذٓا بعٓـدت عِّنيْ تبــّٓقىْ فيِنـِي...[❤] Nanachix مدونات الأعضاء 50 05-28-2013 08:43 PM


الساعة الآن 09:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011