عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree52Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-22-2017, 09:26 PM
 
[frame="9 80"]البـــــــــــــــــــــــــارت العاشر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أغــــــــــــــــــــــــــــــــــار

...............................................
حل المساء بمرور الساعات .. لازلت بغرفتها .. تحدق بالتلفاز بملل .. بعد أن ملت من استخدام الحاسوب.. طُرق باب غرفتها فجأة فهتفت - تفضل .....دخلت سيدرا بابتسامة عريضة .. فرحت عندما رأت سيدرا تدخل .. اطلقت شهقة عندما رأت علبة كبيرة من المثلجات تحملها سيدرا قالت سيدرا بمرح- انظري ماذا احضرت لك ..؟نطت من على الأريكة .. نحو سيدرا .. ألتقطت المعلقة من يدها وفتحت علبة المثلجات دون تردد .. بالفروالة .. بدون تردد تذوقت المثلجات كأنها لم تتذوقها من قبل .. هتفت بسعادة- مذاقها لذيذ .. ماذا تنتظرين سيدرا تعالي وشاركيني .. اطلقت ضحكة وهي تقول - لو عرف السيد دانيال بسعادة خطيبته لأحضر ثلاجة من المثلجات ..كادت ان تختنق فجأة.. بدون شعور رفعت نظرها نحو سيدرا ففوجئت بها تقول- أحضرها السيد دانيال قبل قليل .. أوصاني بأن أعطيك إياه .. رن هاتف سيدرا بتلك اللحظة عندما حدقت بالشاشة قالت- ساعود بعد دقائقخرجت سيدرا كالبرق .. فيما ظلت سلين تحدق بعلبة المثلجات بهدوء .. لكنها لم تأبه لشيء .. أنهُ ثاني شاب بعد روك يهديها المثلجات .. لكن من دانيالقيمتها غريبة .. وجدت نفسها تلتهم الكثير .. العلبة كانت كبيرة ومن افضل أنواع المثلجات شهرة في العالم .. كانت تتذكر ان هذه النوع سعره باهضبكم ستكون هذه العلبة الكبيرة .. تناولت حجم كبير لغير عادتها ثم وضعت العلبة بعدها بالبراد ..وهي تعد نفسها انها ستنهيها في الغد .. مسحت فمها علىصوت انفتاح باب غرفتها .. حدقت بسيدرا المرتبكة همست قائلة- ما بك سيدرا ..؟ تقدمت نحوها تقول - سلين .. لنفعل شيء .. السيد روك يقف خارج الفلا اطلقت شهقة قائلة- روك ! ردت بارتباك - يصر على مقابلتك أخشى أن يراه دانيال .. اقنعته أن يغادر لكنهُ رفض بسرعة هرولت سلين نحو الشرفة ... لمحتهُ يقف خارج الفلا .. لم تستطع العودة بل ظلت تحدق به .. شهقت عندما رآها .. أشار لها بيده .. فحركت رأسها بالنفيأرادت أن يفهم انها لا تستطيع النزول لتقابله .. لكنه صرخ بصوت عال - لن اغادر حتى أراك ..شهقت خوفاً أن يسمعه أحد .. هي الآن تعتبر خطيبة لدانيال .. دخلت لغرفتها فستقبلتها سيدرا تقول باضطراب- ما الذي يريد منك ..؟ أنتِ ملك لغيره سلين ..شعرات بطعنات قوية من سيدرا .. أنها لا تعرف شيء ..هي تقتلها عندما تملكها لدانيال .. فركت يديها بتوتر و هي تمشي في الغرفة ذهاباً و إياباً تفكر بحل .. توقفت فجأة وهي تشعر بكل الأفكار تتداخل برأسها .. رفعت نظرها نحو سيدرا حدقت بها لثوان ثم همست- سأقابله .. تقدمت نحوها سيدرا تقول بعدم فهم- ماذا تقولين سلين ..؟ ! .. يبــد..قطعتها سلين قائلة - لا يوجد شيء مما تفكرين .. هو صديق فقط .. !ارتدت معطفها وهي تختم جملتها .. لبست حذائها وقبل أن تخرج استوقفتها سيدرا تقول ..- ستخرجين إلى الخارج ..! .. ماذا عن حصار السيد شارلي لك ..ابتسمت لها بثقة قائلة- لا تأبهي لذلك .. لن يقول شيء ..نزلت السلالم بسرعة .. قبل أن تخرج من الفلا .. استوقفها صوت السيد شارلي يقول بثبات- إلى أين سلين ..؟توترت لكنها أخفت ذلك بابتسامتها المتصنعة قالت - ساتمشى قليلاً .. حدق بها بشك فاكملت لا تقلق لن اهرب .. لقد بت أعتاد على هذه الفلا ..تركت السيد شارلي مذهولاً من جملتها الأخيرة .. لقد تعمدت قول ذلك لتشغله قليلاً بالتفكير بها .. كانت تنظر خلفها كاللصوص تماماً .. فور أن خطت أول خطوة خارج حديقة الفلا .. لمحت روك يقف يحدق بشرفة غرفتها من الأسفل .. توجهت بخفة نحوه .. عندما أحس بالخطوات حرك نظره نحو الحركة .. رسم ابتسامةعريضة غير مصدق عندما رآها جاءت له بقدميها .. تأكد من ظنونه الآن .. هناك شيء هي ليست خطيبته .. شعور يخبره بذلك .. تبسم واقترب ليضمها لكنها ابعدتهعنها همست .. - أخشى أن يرانا أحد ..شعرت بيده تنقبض على ذراعها بلطف .. بسرعة كان يغير طريقه داخلاً حارة أخرى ..تنفست عندما وجدت المكان خالي من البشر .. قبل أن تقول شيء هتف بعينين تبرق ..- اشتقتُ إليكنبرة صوته أخافتها قليلاً .. لكنها لم تأبه حدقت به ثم قالت بارتباك- ماذا تفعل هنا روك ..؟ ماذا لو رآنا أحد ..؟- لا يهم .. قالت مؤكدة- لكنهُ يهمني ..شعرت أنها جرحته من نظرة عينيه التي ذبلت فجأة.. صمتت فقال بانفعال ..- ماذا سلين ..؟ ..تخشين أن يراك معي ..هتفت مدافعة بدون شعور- لا ..توسعت عينيه فجأة .. فيما لمحت بريق انتصار مر بعينيه الزيتية التي تبيت مع ضوء القناديل البرتقالي المنـتشر بالحارة .. امسك بكفيه كتفيها بدون تصديق ثم همس - لستِ خطيبته ..لم تستطع رفع عينيها لتحدق به .. شعور الخجل من كذبتها كذلك شعور الخوف من إخباره الحقيقة .. هزها وهو يقول بدون صبر- أرجوك .. قولي شيء .. اهتفي بأنهُ لا يعني لك شيء ..لا تخافي أنا معك .. انفعل مكملاً ..أنتِ لستِ له صحيح ..؟ !انزلت عينيها تنظر للارض .. وجدت نفسها بدون شعور تهز رأسها بالإيجاب.. لن تحتمل أكثر قرب روك هو الأهم .. بشجاعة ممزوجة بالتردد رفعت عينيها لتنظر لعينيه صدمت بالبريق الخاص بعينيه ذكرها بأول لقاء بينهما .. تبسم وهو يهمس- كنتُ أعرف .. لازلتِ أطهر من رأيتها..همست فجأة- لكنني خطيبته !لمحت التعجب من عينيه لم يعد يفهم شيء .. قبل أن تمحى نظرات عينيه الفرحة تمتمت- أمام الناس فقط !حرك رأسه غير مستوعب فيما مرت عينيه عليها بغرابة ثم قال- لا افهمك .!. ولا استطيع فهمكتبسمت له بهدوء .. ومع صوت فحيح الأشجار همست- لا داعي لأن تفهم .. لنقل أنها محض صفقة كنتُ ضحيتها ..ارتفعت يديه لتضم خديها بلطف .. تبسمت براحة .. و ودت الحضاء بحنانه اللطيف .. عما الهدوء بين الطرفين للحظات .. سمح كل طرف للآخر التحديقبملاح بعضهما البعض بحرية .. لم تكن تعرف أي نظرة كانت تلمحها من روك .. هل اشتاق لها بهذا القدر ..؟ .. لقد كانت معهُ البارحة .. تبسمت فجأةعندما تذكرت ليلة البارحة مما جعله يقول- ما بك ...؟ اكتفت بالرد بابتسامة اكبر كادت أن تتحول إلى ضحكة خفيفة فقال بخبث .. هل تذكرتي وعدك البارحة لي بالحصول على هاتف نقال اليوم ..؟اطلقت ضحكة خفيفة فقال - حسناً أخبريني .. صمت فقالت- ماذا ..؟رد مفكراً- اممم .. . . هل اشتقتِ لي ..؟اطلقت ضحكة عذبة ثم قالت - اممم دعني أفكر .. رد بلؤم ممازح - أيتها اللئيمة لقد اشتقتُ لكِ كثيراً ..بدون شعور وجدت نفسها تضحك .. و ترفع يديها خلف رقبته لتشبكهما برقة عفوية.. فيما شعرت بيده تنزل من على خدها لتستقر خلف ظهرها ...جذبهانحو صدره بحنان .. نزلت يده الأخرى من خدها لتستقر على شعرها برقة أخذ يلعب بشعرها لثوان .. مستمتع بقربه منها .. مال ليهمس بأذنها ..قبل أن تفاجئه يدين انتزعت سلين منهُ بالقوة .. انتفضت فجأة .. ثم ارتفعت عينيها لتحدق بدانيال .. اطلقت شهقة ذعر عندما تلقى دانيال ضربة قوية من روك تفادها لكنه وقع بالوحل حيث سقط على الأرض ليخبط رأسه بصخرة .. بسرعة كالبرق وقف كالنمر .. صرخت وهي تحدق به يرد الصاع صاعين لروك بقبضة يده التي ضربت أنف روك بقوة ... لم تعد تحتمل اكثر اقتربت نحوها بمجازفة صرخت برجاء- يكفي .. حدقت بدانيال الذي بدأ بالاشتباك بمعركة قوية فيما لم يكن روك اضعف منهُ نهائياً .. بدأ كل واحد منهم يفرغ طاقته بالآخر دون اهتمام لشيء .. وجدت أن نهاية هذه المعركة الشرسة نهاية مؤسفة لأحد الطرفين فصرخت على دانيال برجاء- دانيال .. ابتعد عنه .. أرجوك .. نزلت دموعها الحارة على خديها ثم التفتت لروك صرخت .. روك كون عاقلاً .. لستما اطفال .. بحق الله توقفوا عن القتال ..استمعت فقط لصراخ روك الذي كان يقول لدانيال بقهر ممزوج بالحقد - أيها الوخذ .. ليست خطيبتك .. بينما كان الآخر يرد باختلاف عن روك حيث لم يرفع صوته لكنهُ حافظ على الغضب الشديد بنبرة صوته- علاقتي معها ليس أمر يخصك ظلت تصرخ لكن لا حياة لمن تنادي .. فور أن اقتربت اكثر لتمنعهما من القتال حتى شعرت بضربة اوقعتها على الأرض .اطلقت صرخة مع أنها لم تشعر إلا بالقليل من الألم .. جلست على الأرض تبكي منهارة .. ما الذي يحدث بحق الله .. ؟ شابان يتقاتلا من أجل ماذا ..؟ .. لا تفهم شيء .. اطلقت شهقة عندما لمحت جرح بذراعها .. بالحقيقة لم تكن تشعر بالألم لكن وجود نقطة دم بذراعها كان كافياً لشعورها بالجنون .. منذُ طفولتها تكره الدم .. لم يرعبها الخدش السطحي علىذراعها كما أرعبها رؤية قليل من الدم عليه .. اجهشت بالبكاء كالأطفال .. فيما شعرت بالخطوات السريعة تتقدم نحوها بسرعة .. - سلين .. سلين ..هتفا بنفس اللحظة .. رفع كل منهما نظره للآخر بتعابير حاقدة ألتقت عينيهما .. ثم أشاح كل منهما نظره بلمح البصر ليوجه نظره نحو سلين .. عينين روك كانت تحدق بها بخوف و بقلق بندم على ما فعل .. بينما العينين الآخرتين كانت باردة جداً خالية من المشاعر .. بصوت باكي همست- توقفا أرجوكما .. فليرحمني أحد .. امتدت يدين روك لترفع ذراع سلين بعد أن لمحها تحدق بذراعها مذعورة .. وجد خدش بسيط لكنهُ أراد أن يتأكد قائل - هل تؤلمك ..؟ لم ترد عليها لأن دانيال كان قد انتزع ذراعها منه وهو يوقفها بهدوء ساعدها على الوقوف محاولاً أن لا يكون قاسياً .. هتف- لنغادر .. دعيني اوصلك للمنزل لم ترد عليه كانت منشغلة بالدم و الخدش على ذراعها .. فيما لم تلحظ نظرات روك التي تحرق دانيال .. تمنى أن يكون محل دانيال .. أن يساعدها هو ..ذاك القاسي لن يساعدها .. تمن أن تناديه .. لن يتردد الآن لحظة بانتزاعها من بين يدين دانيال .. لكنهُ على كل حال قد قام بإخافتها الليلة . . لا يريد أيقتال بينه وبين دانيال فالثمن هي سلين على الأقل لقد اطمئن أنها ليس له .. أدخلها حديقة الفلا و هو منزعج من مشيها البطيء هتف بنفاد صبر عندما توقفت عن المشي - هل تستطيعين إكمال الطريق ..؟حركت راسها بالإيجاب لكنها همست- السيد شارلي ..رد بعد أن فهم مخاوفها بأن يراهما معاً وبهذه الحالة رأسه ينزف بالدماء بينما ابنته تعرضت لخدش صغير .. كان يدرك أن هذا الخدش سيكون كالجرح العميق عندما يراه السيد شارلي لشدة خوفه على ابنته ..همس قائل- هو في مكتبه حالياً .. سارت معه بعدها .. صعدت السلالم ثم اوصلها لغرفتها .. فتح الباب ليصدم بوجود سيدرا .. كانت تنتظر سلين بفارغ الصبر .. لكنها خجلت عندما رأتدانيال يدخل الغرفة مع سلين .. انزلت رأسها للاسفل غير ملاحظة لدماء دانيال واعتذرت وهي تخرج من الغرفة بسرعة .. تحركت سلين لتجلس على سريرها رفعت رأسها تنظر لدانيال الذي لا يزال واقفاً يحدق بها اطلقت شهقة ذعر .. وهي توجه اصبعها نحو رأسه بعينين خائفتين مفتوحتين .. جعله يندهشويرفع أصابعه ليمررها في شعره.. انزل أصابعه فعرف سبب كل هذا الذعر وجد الدماء تغطي أصابعه .. هتف قائل- هل يمكنني دخول الحمام ..؟حركت رأسها بالإيجاب .. فاستمعت لصوت خرير المياه دليل على فتح صنبور المياه .. توقف صوت المياه فادركت أنهُ سيخرج .. خرج بعدها ففوجئت بشعره المبلولقام بغسل الدماء غير مبال بأن هناك جرح ينزف في رأسه .. شعره كان متلاصق ببعضه البعض بفعل المياه .. بدأ منظره جذاباً مع قطرات المياه التي تداعبوجهه وخصلات شعره ..لم يكن وجهه قد تعرض لكدمات زرقاء ..عندما لمحت المياه في رأسه و وجهه قفزت من مكانها و توجهت نحو دولابها فتحتها ثم اخرجت شيء .. هتفت بأمر قائلة - اجلس ... لم يتوجه نحو الأريكة .. سار ليجلس على سريرها .. بلحظات تقدمت نحوه وهي تعطيه منشفه صغيرة .. تناولها من يديها بهدوء و أخذ يفرك بها شعره ..ارتعبت عندما لمحت المنشفة البيضاء يتحول لونها إلى اللون الأحمر .. بينما هو لم يكن يبالي بشيء .. نسيت ذراعها وهبت كالأعصار داخله الحمام .. بحثت بعينيها عن علبة الأسعاف الأولية .. أخذت الأغراض الهامة .. ثم اقتربت نحو دانيال جلست على الأرض أمامه .. وجدها تفتح الأدوية بعناية ..فقال بشك مما ستفعله - ماذا تفعلين ..؟رفعت نظرها نحوه بلؤم قائلة- أنت حقاً مجنون .. بدون شعور أخدت تمرر أصابعها في شعره .. شعره الكثيف كان يغطي على الجرح .. استقرت أصابعها في رأسها من الناحية الخلفية .. فاطلق تأوه بسيط ..ابعدت اصابعها بسرعة .. فصعقت بأصابعها البيضاء مطلية بلون الأحمر .. كان يحدق بها بغرابة من التغيرات التي تظهر على وجهها .. بسرعة صعدت السريروهي تحمل الأدوية ولأول مرة لم تكن تخاف الدماء..خلف ظهره استقرت .. أخذت تعقم الجرح الذي كان ينزف بغزارة .. لكنهُ لم يبدو كسراً فهي تتذكر ما علمته والدتها عن الطب من خبراتها في الدورة الطبية التي درستها والدتها.. تمتمت وهي تعقم الجرح- أنت مجنون .. وتود الموت ..حاول أن يبعدها عنه ليقف .. لكنها اعاقت حركته عندما ضغطت على الجرح فاطلق تأوه وعجز عن الحراك فهتفت بانفعال كتمته لكنهُ ظهر من صوتها ..- تريد الموت .. و أنا لن اسمح لك بذلك ..هتف بألم واضح-تبالغين .. . أخذت تكمل تعقيم الجرح .قالت بجدية ممزوجة بالخوف- لا اعرف كيف هي الطريقة الصحيحة لتعقيم جرح كهذا .سأفعل ما استطيع من الضروري أن تذهب لطبيب سألها فجأة بهدوء داعب صوته قلبها حينما قال- هل تخشين علي ..؟اضطربت من الشعور الذي يسيطر عليها بقربه .. هي حقاً تخاف عليه .. كثيراً .. حركت رأسها بالنفي لا هي لا تخاف عليه .. لا يهمها اطلق تأوه ثم قال بنفاد صبر- أنتِ من سيقتلني ..كوني لطيفة بتعقيم الجروح .. لاحظت أنها تضغط على جرحه بالقوة .. صمتت وهي تضع اللاصق ليغطي جرحه من الهواء .. شعرت بأنفاسه مع سكوتها .. بتوتر أخذت تغلق الأدوية بهدوءتذكرت بلحظة أنهما بغرفتها معاً .. ولا يوجد أحد معهما ..أيعقل أن خوفها عليه أنساها ذلك .. بتوتر أرادت النزول من على السرير..و قبل أن تنزل .. شهقت عندما امتدت يده حول ذراعها .. اغمضت عينيها برعب .. و كأنها ستهرب عندما ترى الظلام .. شعرت بجسدها مستلقي على السرير .. فتحت عينيها ببطء .. لتصعقبه جالساً في وسط السرير أدار رأسه نحوها فارتجفت رعباً .. فكرت بأشياء غبية .. بسرعة ضمت جسدها .. وتراجعت لطرف السرير دون الصراخ .. فقط بيعينين مرعوبة .. صدمت بظهر السرير فيما ظهرت ابتسامة تسلية على دانيال عندما مال عقله لتفكيرها .. أقترب نحوها ببطء وهو يحمل شيء بيده لم تلاحظه من رعبها الذي لم يتحول لصراخ .. عينيها المرعوبتان كانت تحدق به.. عندما شعرت بأنفاسه الحارة قريبة منها و جسده يمتدد نحوها اغمضت عينيها بذعر و حينما همس بصوت كفحيح الأفعى قائل- دوري الآن اطلقت صرخة خفيفة .. وبدون شعور رفعت كفيها تغطي وجهها .. - لا ابتعد عني .. هدأ جسدها المرتجف قليلاً .. عندما تخلل لمسامعها ضحكته المكتومة .. شعرت بأنفاسه تتراجع قليلاً إلى الوراء .. فتحت عينيها ببطء .. و هي تشعر بيده تزيح كفيهاعن وجهها .. هذه المرة قلبها دق من ابتسامته التي اظهرت اسنانه البيضاء .. كان يضغط على اسنانه بقوة كي لا ينفجر بالضحك .. بلحظات داهما سؤال ..لماذا يحرمها من سماع ضحكته العذبة ..؟ .. لكنها نفضت تلك الأفكار .. اقرب وجهه من وجهها ومال يهمس بأذنها بصوت مليئ بالضحك- دوري بتعقيم جرحك .. صمت قليلاً ثم همس مجدداً .. حمقاء .. ابتعد عنها قليلاً .. ثم نزل من على السرير من الجهة الأخرى .. و سار نحو سلين .. جلس على الأرض بجانبها .. لازلت متجمدة بمكانها تشعر بكمية غبائهاوسداجتها تلون وجهها بلون الأحمر احراجاَ..هي لا تلومه حقاً هي حمقاء ..! .. شعرت بيده تمسك ذراعها و تحدق بالجرح - امم .. جرح صغير .. سطحي .. لكن من الضروري تعقيمه..لمحت الأهتمام بعينيه ...شعرت أنهُ يملك الخبرة في الطب .. وضع العطب المعقم على الخدش .. مرره بخفة فاطلقت صراخ كالأطفال - مؤلم ..رفع عينيه يحدق بتألمها الظاهر على وجهها .. شعور أخبره أنها كاذبة .. من المستحيل أن تكون هكذا كالأطفال .. حاربته بقوة لتحرر ذراعها من يديهلكنهُ تجاهلها وأخذ يعقم الجرح همس متجاهل صراخها- كاذبة .. لا يؤلمضربها برأسها بخفة كما يوبخ الطفل .. حدقت به بحقد ثم قالت- لا بل يؤلم رد ببرود- محظ أوهام صرخت عليه بغضب منفعل- قلتُ يكفي .. لا تعقمه .. أنهُ يؤلمنظر لها بغرابة ثم قال - انتهيتُ قبل أقل من دقيقةاحمر وجهها احراجاً .. ما بها اليوم أرادت الصراخ عليه بأي طريقة .. لكنها توقع نفسها بمواقف محرجة حقاً .. حقاُ كان قد انتهى من التعقيم قبل أقل من دقيقة ..لكنها لم تنتبه لذلك .. أشاحت وجهها عنه و هي تشعر به يقف من على الأرض .. و يعدل ملابسه بثقة ..أبت كرامتها أن تسأله إلى أين سيذهب .. لكنها قالتبخشونة - اخرج من غرفتيدس إحدى كفيه في جيب سرواله و هو ينظر لها مستغرباً ..قال بتعجب - حقاً.. ! ..منذُ متى اصبحت غرفتك ؟.. ! توسعت عينيها اندهاشاً من كلامته فاكمل .. يبدو أن هناك تطور بدأتي تشعرين بالإنتماء لهذه الفلا..عضت على شفتيها بقهر ..ومن اعماق قلبها هتفت ..- اخرج .. اعطاها ابتسامة نرفزتها .. قبل أن تسمع صوت انطباق الباب .. فلم تستطع أن تلمح سوى ظله الطويل مغادراً الغرفة .. وجدت نفسها تلتقط انفاسها بهدوء ..ولم تعرف كم مر من الوقت وهي مستلقية على السرير شاردة. .. و تفكر بروك بعمق. حتى نامت بدون أن تبدل ملابسها
.. ..............
اليوم هو الاربعاء مرت الأيام بهدوء على سلين .. حيث لم يكن يشغلها سوى دراستها المكثفة كذلك روك التي لم تراه منذُ ذاك اليوم و في معضم الأحيان يداهمها خيال دانيال الذي لم تتكلم معه بعد تلك المعركة التي هبت بينه و بين روك .. كانت تلمحه بالجامعة ماراً مع بعض الشباب .. كانت تعود إلى الفلا بسرعة كي لا تثير الشك في الجامعة فاللعبة كانت مسلية لم تكن تعرف أنها ستسطيع حرق الفتيات المغرورات بجمالهن و مستواهن المادي ..اطاحت بهن عندما سيطرت على أشد الفتيان شهرة و وسامة في الجامعة .. علاقتها مع السيد شارلي كانت رسمية وجدت أن تعاملها معه بطريقة لا تجلب المشاكل طريقة تريحها كثيراً .. فيما لازلت السيدة رابينا والدة دانيال تتواصل معها عبر الهاتف يتحدثا عن ترتيبات الحفل دوماً.. استيقضت في الصباح على صوت المنبه .. رفعت رأسها وهي تشعر بثقل يجعلها عاجزة عن الحراك .. تثاوبت بنعاس و هي تقف من على السرير نحو الحمامفور أن أنسالت المياه الساخنة على جسدها حتى بدأت تشعر بالنشاط ..بعد خروجها من الحمام .. فضلت ارتداء الملابس الأنيقة .. اختار بلوزة صفراء يتوسطها رسمةبلون الأحمر مع سروال جنيز لامع بلونه الأسود يتبعه حزام اسود تزينه تشيكلة صفراء .. ارتدت الملابس و عندما ادركت أنها ستتأخر عن الجامعة .. مشطتشعرها و جعلته منسدلاً برقة على كتفيها .. زينته بتاج ممزوج بلون الاصفر و الأسود .. و بسرعة وضعت قليل من مساحيق التجميل .. ثم حملت اغراضهاو حقيبتها و وضعت معطفها على ذراعها .. نزلت بسرعة فائقة توجهت لطاولة الافطار فوجدت السيد شارلي ينتظرها على الطاولة كما أعتاد بهذه الأيام هتفت بسرور بوجهها المبتسم- صباح الخير .. رد بسرور- صباح الخير حبيبتي .. أخذت كأس الحليب و شربت نصفه ثم وضعته على الطاولة وهي لازلت واقفة .. التقطت بعض قطع الخيار بالشوكة وأكلتها بعجلة مما جعل السيد شارلي يقول- ما بك ..؟ ..اجلسي سلين و تناولي الأفطار جيداً ..مسحت فمها بالمنديل ثم قالت- سأتأخر لو تناولت الإفطار .. إلى اللقاء سيد شارلي ..لوحت بيده له وقبل أن يقول شيء ركضت خارجة من غرفة الطعام نحو الحديقة بسرعة .. ركبت السيارة فقتادها السائق نحو الجامعة .. حمدت الله بأن الوقت لم يفوتها بعد.. فالطريق لم يكن منزحماً كما توقعت .. دخلت ساحة الجامعة .. أخذت تبحث بعينيها على زميلاتها .. فانتفضت عندما احست بيد رجولية على كتفها .. شعرت بالهواء يختفي .. عندما لمحت دانيال حاولت أن تكون هادئة أمام الطلاب .. استدارت له مبتسمة بتصنع .. حاولت أن تكون قريبة منهُ بعض الشيء فهمس بضيق- لقد صدق الجميع كذبتك .. ليتك مثلتي جيداً أمام اسرتي ... اطلقت ضحكة رقيقة كي تغيض تلك الأعين التي تراقيهم .. أخذت تلعب بأزرار قميصه وتعدله برقة .. بينما شعر هو بالضيق من هذه المسرحية التي تستغلهبها سلين لتنتقم خير انتقام .. عرف كيف يلعب معها نفس اللعبة حيث أخذ يمثل دور العاشق عندما امتدت يديه تلامس خديها برقة . . أحس بالتوتر الذي سرىبجسدها .. ابتسم بخبث عندما تراجعت مبتعدة عنه و كأن حصونها قد دمرت .. يعلم تأثيره على الجنس الأنوثي حتى لو كان يملك مقاومة كبيرة كـسلين لكنها على كل حال تبقى فتاة و يدرك جيداً بأنهُ يؤثر عليها حتى بدون قصد .. فقط نظرات عينيه تكفي او ابتسامته العذبة التي لا ترى إلا نادراً .. وجد الاضطراب بعينيها التي تنظر له .. قالت بتلعثم- محاضرتي ستبدأ استدارت لتخطو اول خطوة مبتعدة عنه فاعترضتها قبضة يده الخفيفة على ذراعها أعادها لتقابله ثم قال بصوت منخفض- دعينا نتحدث ..زمجرت قائلة - لا يوجد شيء نتحدث عنه ..- لم اطلب رأيك شد على كلمته قائل قلتُ لنتحدثلوت شفتيها ثم قالت بدون اقتناع- لذي محاضرة دانيال فلتفهم .. همس بصوت خافت - سانتضرك بالكفتريا .. فور انتهاء محاضرتك قابليني .. قالت وهي تود الخلاص منه- حسناً .. سأذهب .. اخفض صوته خشيه أن يسمعه أحد وهو يميل نحوها أكثر قائل بتحذير- إذا لم تأتي .. ساحضرك بطريقتي .. اقسم سلين !شعرت بالخوف من تحذيره القوي .. هزت رأسها بالإيجاب و انطلقت نحو محاضرتها .. بعد انتهاء المحاضرة .. اعتذرت من الفتيات من مشاركتهن الحديثو هي تتعذر بفخر بأن دانيال ينتظرها ..تلقت تعليقات كانت تسعدها .. ثم انسحبت نحو الكفتيريا .. وجدته جالساً والحاسوب أمامه مركز به باهتمام كعادته.. توجهت نحوهثم سارت ممثله اللطف تغلق الحاسوب عليه بغفله .. كانت تتقصد أذيته .. فهو عاجز حالياً على عقابها ..ضحكت برقة عندما رفع عينيه منصدم عندما اُغلق الحاسوبفجأة .. لم يكن يلاحظ و جودها .. عض على شفتيه بقوة من تصرفها وزاد غضبه عندما قالت- مرحباً عزيزي.. مالت تقبله بخفه على خده أمام الطلاب .. ثم سارت تجلس أمامه على الكرسي .. كانت سعيدة بغضبه الذي لم يلحظه أحد سواها .. وهي مبتسمة بتصنع قالت ببرود- قل ما عندك .. صمت قليلاً .. ثم أخذ يبحث عن شيء فكيس صغير معهُ .. راقبته بفضول فصدمت به يخرج هاتفاً نقال .. مد الهاتف لها و هو يقول ببرود- خذيه.. تمتمت مستغربة- ما هذا ..؟رسم ابتسامة استهزاء على غبائها قائل بسخرية- آنستي ..هذا حاسوب .. عقدت حاجبيه تصحح - هاتف نقال ليس حاسوبتمتم بنفاد صبر- إذن بحق الله .. لماذا تسألين ..؟قالت بتلعثم - اقصد .. لماذا تعطيني إياه ..؟رد ساخراً- اشفقت عليك .. بدل التسلل للهروب و مقابله العاشق روك حدثيه بالهاتف و خططوا جيداً .. اكمل مستهزء أم أنك نسيت وعدك له بالحصول على الهاتف ؟عقدت حاجبيه بقلق .. إذن لم ينسى إفشائها لسر .. وجدت نفسها تأخد الهاتف لن تضيع فرصة كذلك ولا يهمها كم دفع لشرائه لأنهُ هاتف مطور بلمس كما بدالها من منظره .. تريد افلاسه مع انها تشعر أن هذا الشيء مستحيل بطلبات كهذه . . قالت فجأة و هي تتفحص الهاتف- متى اشتريته ..؟-عندما ذهبنا سوياً إلى المجمع .. تذكرت تلك الليلة عندما وجدها مع روك قالت بحنق- و لماذا لم تعطني إياه تلك الفترة ..؟رد باستفزار- عقاب على تجولك مع الغرباء- حسناً .. ألا ترى ما فعلته البارحة أشد من تلك الليلة بالنسبة لك .. لماذا لم تعاقبني ..؟قال ساخراً - تدركين أن ما فعلتيه البارحة يغضبني .. هزت رأسها ثم قالت- نعم .. ادرك لكنه لا يهمني .. بل يسعدني اغضابكاطلق ضحكة استهزاء خفيفة .. ثم رد- لعلمك لم اعطيك الهاتف إلا لأن حفلة خطوبتنا غداً .. كوني مستعدة لتمثيل ..اعطتهُ نظرات حادة ثم قالت - اريد هاتفي السابق .. هذا ليس به أرقام ..- نسختُ لك أرقام زميلاتك و صديقاتك الفتيات من هاتفك السابقبدون شعور هتفت- والشباب رد عليها و هو يقف ويدخل حاسوبه بالحقيبة الخاصة به - غير سيمون لم افعل .لستُ مضطر لتسليتك بالتحدث مع الشباب .. غادر الطاولة بعد أن أعطاها ابتسامة باردة نرفزتها . . شتمته بداخلها .. و أخذت تبحث بين الأرقام حقاً وجدت الاسماء انوثيه عدا اسم السيد شارلي .. وسيمونصعقت عندما رأت رقمه محفوظاً عندها .. و لم تجد روك .. هل سيبعدها عنه بهذه الطريقة .. ؟ أيظن ذلك ..؟ تتساءل لماذا يكره دانيال روك و كذلك العكس..لن يستطيع منعها عن روك .. فرقم هاتفه محفوظاً بذاكرتها .. أخذت تضغط على الأرقام لتتصل له فالشوق كاد يقتلها تريد الاطمئنان عليه .. و هي سعيدة بالهاتفالمطور الجديد .. خرجت من الكفتيريا و سارت تقف بمكان منعزل عن الطلاب انتظرت سماع صوته ثوان... وأخيراً أتاها صوته الرجولي عبر الهاتف يقول- ألو .. مرحباً ..وجدت نفسها تتبسم دون شعور .. نظرت خلفها تتأكد أنهُ لا يوجد من يسمعها .. ثم قالت عندما لم ترى أحد قريب منها - مرحباً .. روك ..كانت تلك الكلمتين كافيتين .. حيث اندفع روك يقول بلهفة - سلين ! .. اطلقت ضحكة رقيقة ..ثم همست - نعم ..اندفع يقول- كيف حصلتي على هاتف نقال ..؟ .. - ليس مهم ذلك .. اكملت بشوق .. المهم أن اعرف اخبارك روك ..واصلت بخوف ممزوج بالقلق .. خفت عليك تلك الليلة كثيراً .. هل ضربك بقوة ..؟كانت تقصد في حديثها دانيال . . لم تفضل ذكر اسمه في مكالمتها مع روك .. أتاها صوته يقول بألم- لستُ بخير سلين .. ظنت أن دانيال قام بتكسير إحدى أجزاء جسده لكنه وضح الأمر مكملاً- سمعتُ أن حفلة خطوبتك الخميس .. أي غداً ..تغيرت ملامح وجهها فجأة .. لقد عكر مزاجها .. الجميع يستعد للحفل بسعادة غيرها وغير دانيال .. كل منهم مجبراً على تلك التمثيلية ..صمتت لثوان ثم قالت- اخبرتك .. أنها حفلة مزيفة .. أمام الناس فقط ! ..اندفع مهرول بالأسئلة بانفعال- كيف ..؟ لتوضحي الأمر .. ما الذي يدعوك لفعل ذلك ..؟ ولماذا ..؟ انفعل اكثر مكملاً .. بل اخبريني لماذا يختارك أنتِ من بين فتيات العالم ..؟ قبل أن يواصل استفهامه قاطعته بغصة تقول- لا تسألني عن شيء روك .. اخبرتك اهم سر يمتلكه دانيال و لا اتسطيع التعمق اكثر .. اخشى هذه المرة أن احترق حقاً بالنار .. استمعت لصوت انفاسه فقط على الهاتف دام الصمت دقيقة ثم قال- لم يعد الأمر سراً .. انجل و زوجها يعرفان بذلك ..اطلقت شهقة ذعر .. فيما انحرف عقلها أن روك من اخبرها بذلك .. فهم من مقصدها من شهقتها الخائفة قال مطمئن- لستُ من فعل ذلك .. وضح اكثر حيث قال .. السيد دانيال صديق لمارتن .. لم يخبره بالمسرحية خشية أن يخبرني .. لكن بعد أن عرفت اخبرهبذلك .. و أختي الغالية سمعت كل شيء خلال مكالمته الهاتفية..لكن حتى الآن لم اعرف سبب كل هذا التمثيل .. فمارتن يحتفظ بسر صديقه جيداًارتبط لسانها عاجزة عن الكلام .. استوعبت كلامه لمدة ثوان .. ثم همست - ستأتي الحفل ؟ادركت من سكوته .. أن الأمر لم يعجبه فقالت برجاء- تعال .. أريد رؤيتك .. اكملت بضعف .. احتاج إليك..فوجئت بصوته الضعيف يقول- لا استطيع .. لا يمكنني رؤيتك بين يديه .. حتى لو كان تمثيلاً .. أنا ارفض الفكرة بأكملها سلين .. أنـقطعته بشوق ورجاء - ارجوك روك ..همس بصوت خافت- آسف .. هذه المرة فقط اعذرينيخاب ظنها .. امتحت الابتسامة المشرقة لتتحول لابتسامة ضعف ..قالت- لا عليك .. اتمنى فقط بأن أراكابتسم و كأنها ستراه ثم قال - بأقرب وقت .. لكن ليس بقصر السيد دانيال .. شعرت بقوة تمتلكها عندما تخيلت أنها ستراه .. بسرعة تبسمت وهي تقول- حسناً إلى اللقاء.. يجب أن اغلق الآن ...- سأشتاق إليك ..داعب صوته الحنون العذب قلبها .. اغمضت عينيها بشوق .. ثم انزلت الهاتف من على أذنيها وهي تغلق المكالمة.. شعرت بقليل من الراحة ..فيما اغلقهو الهاتف على المكتب .. وجد عقله مشغولاً بأشياء كثيرة ..منذُ الصباح لم يستطيع التركيز في العمل .. عندما عرف بحفل الخطوبة حيث تم دعوته .. ودعوة اسرته ..حدق باوراق العمل بملل .. حملها بيديها يحاول التركيز لكنهُ لا يشعر بالنية للعمل .. ارخى ظهره على كرسي العمل المريح .. و هو يحدق بالمكتب ..بلحظات وجد نفسه يلتقط ورقة و قلم .. و بدون شعور بدأ يعبر بكلماته .. كوسيلة لراحتة قليلاً ..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــمر الأربعاء بتوتر ... xxxxب الساعة كانت قد تجاوزت الثانية مساء.. كانت تسير في حديقة القصر متصنعة النشاط و السعادة برفقة السيد رابينا .. كل دقيقةكانت تستمع لترتيبات الحفل الضخمة التي ستقام في حديقة القصر كطلب دانيال ..سارت تتجول المكان بعينين منبهرتين فهي ليست متعودة على الحفلاتالتي تقام بالقصور .. شعرت بالدوار فتوقفت عن السير مما جعل السيدة رابينا تنظر لها ثم قالت- هل أنتِ بخير ..؟ .. هزت رسها بالإيجاب وهي ترسم ابتسامة متصنعة .. فاكملت السيدة رابينا- حسناً .. لو هناك ما لا يعجبك بالترتيبات فلتخبريني يمكننا التعديل .. سارت تتفحص الحديقة المنسقة بالطاولات بديكور راقي حيث ناسق اللون الزهري مع الأبيض ألوان الزهور المنتشرة بالحديقة ... فيما كانت القناديل تنتشر في كل مكان فكرت بأن المنظر سيكون مبهراً لو اطفئت الأنوار القوية في الظلام الدامس ليحل محلها ضوء القناديل الخافت .. تبسمت و هي تقول- شكراً لك سيدة رابينا .. كل شيء على ما يرام .. شعرت بيدين السيدة رابينا تحوطها بلطف من الخلف أدارت رأسها لنظر لها بوضوح .. ففوجئت بابتسامتها الحنونة استمعت إليها تقول بلطف- لا ارغب بأن تناديني سيدتي .. صمتت ثم اكملت بشوق ممزوج بالحنان ..فأنتِ ابنتي الآن.. فوجئت بالحنان المطل من عينيها العسليتان اللامعة .. بدون شعور وجدت نفسها تقترب لتضم السيدة رابينا .. استمتعت كثيراً بحضنها الدافئ .. حقاً فكرت كم أن دانيال أحمق عندما يصر على معاقبتها .. فهو يخسر الكثير .. ابتعدت عنها ثم قالت بابتسامة- حسناً .. ماذا أناديك ..؟ ..- اتمنى أن نكسر الحواجر قولي عمتي .. تعالت ابتسامتها المرحة و بود قالت - حسناً يا عمتي .. اطلقا ضحكة خفيفة عبرت عن سعادة كل منهما قبل أن يتخلل لمسامعهما صوت رجولي - هل انتهيتما الآن ..؟ بسرعة استدارت لتصدم بوجود دانيال على بعد أقل من متر تقريباً .. صدمت أنها لم تلاحظ وجوده .. صدمت بوالدة دانيال تقترب نحو دانيال وهي تقول - مرحباً بني .. هل أنت مستعدة الليلة .. ؟ حرك رأسه بالإيجاب .. كانت تراقب كل تحاريكه بالتفصيل حديثه الهادئ مع والدته .. ابتسامته الخفيفة لوالدته .. بدا جميلاً بملابسه الأنيقة .. بسروال ابيضمع قميص بلون الأخضر الفاتح .. اخفت الألوان الفاتحة شخصيته الجليدية ولم تظهر سوى شاب هادئ خجول ..بدون شعور وجدت نفسها تحدق بثوبها الأنيقالأصفر الواصل لأسفل ركبتيها .. بدت أطول بحذاء عال .. اضطربت عندما ابتعد من عند والدته ليقترب نحوها لحقته والدته فابتسم بلطف وهو قائل- مرحباً عزيزتي .. خرجت تلك الكلمات من دون نفس فهمت أنهُ كان يود أن يقول شيء لكن اقتراب والدته جعله يمثل دور الحبيب .. أنتابها شعور حاقد نحوه بلحظات حقد كانت تقترب لتغلق المسافة الفاصلة بينهما بضمة خفيفة .. ابتعدت بسرعة قبل أن تسمح له أن يضمها .. و ابتسمت بانتصار عندما لمحته عاقد حاجبيه بحنقهل يكره قربها هي فقط أم يكره قربة جميع الفتيات .. .؟ همست بخفة ساخرة- تبدو مستعداُ أيها العريس ..رفع حاجبيه قائل باستفزاز- لستُ أقل منك .. اشعرتيني بالصدمة ..تبدين في قمة السعادة في عكس ذاك المساء حين اجبرتي على موافقة التمثيلعضت على شفتيها بقهر .. لكنها لم تبين لهُ ذلك .. هي حقاً كما قال ما بالها يجب أن تحرق الليلة بالبكاء والصراخ كما فعلت ذاك اليوم .. حتى لو أن النتيجة فاشلةعلى الأقل كانت قد اظهرت رفضها المستمر له .. لكنها بدت شبه راضية على السير معه .. همست ساخرة باستفزاز- ابتسامتي تزعجك و هذا ما أتمناه ..اطلقت ضحكة عذبة كي تظهر لسيدة رابينا حبهما الوهمي .. وبلحظات كانت تقول بصوت مسموع قبل أن تسمح له بالرد - سآراك الليلية .. كن في ابهى حلة .. رفعت كفها تودعه وهي تبتعد عنه قائلة ... أراك المساء .. فجرت قنبلتها مما جعله ينظر نحوها بصدمة عندما هتفت- عمتي .. شعرت بان منادتها لوالدته بعمتي قد اذهلته اكملت كلماتها وهي تقول .. هل اتت المزينة ..؟ظل شارداً يسمع رد والدته التي اقتادتها داخل القصر نحو المزينة .. قبض على كفه بقوة و هو يكتم سيل من الشتائم بقلبه .. همس بحقد- عمتي إذن .. جيد يا سلين .. تلعبين جيداً في النار لكن ليس أمهر مني ....!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــمع حلول المساء .. زادت الأشغال في القصر .. هناك السعيد .. الحاقد .. الكئيب .. أنواع مختلفة من المشاعر سيطرت على معظم المعازيم ..فيما شملت انواعمختلفة من المشاعر في أهم شخصين .. نظرت لنفسها بالمرآة لآخر مرة .. دق قلبها بعنف .. فيما وصاها عقلها بالصمود ..رسمت ابتسامة باهتة ..محدقة بالثوبالأنيق الذي حوط جسدها الرشيق بعناية بلونه المنحرف للون الذهب ..حيث غطى ساقيها بنعومة فيما سرحت شعرها بطريقة ناعمة اظهرت جمالها الصافي .. عينيهاالسوداوتان برقا مع كل ثانية تمر وبلحظات أتاها صوت السيدة رابينا - سلين ..توترت ثم استدارت لمصدر صوت خلفها ابتسمت بضيق أخفته بصعوبة .. فيما تقدمت نحوها السيدة رابينا تقول - المعازيم في انتظارك ..هزت رأسها بالأيجاب وهي تتمنى الجراءة وترك الخوف .. و حقاً اقتحمت حصون الخوف بماهرة ... و بلحظات كانت قدميها تمشي في حديقة القصر الضخمة..التي جُهزت بعناية خاصة احتفالاً بأحلى مناسبة مرت في هذا القصر بالنسبة لهم .. حيث اعدت وجبات ضخمة للمعازيم بالأضافة لتصاميم البالغة الفخامة ... فكرت بكمية المال الذي هدر لشيء فاشل .. شعرت بالأعين التي تحولت نحوها في الحديقة ... و بدون شعور وجدت نفسها سعيدة عندما وجدت أن جميع الفتياتيحسدنها ...تجولت عينيها نحو المعازيم بما فيهم والدها الذي بدا سعيداً وهو يحدق بابنته .. صعقت عينيها من مدعوة غريبة لم تتوقع وجودها بتاتاً .. ثار دمهاعندما لمحت ظل كاثرين بثوب يظهر أكثر مما يخفي من جسدها الذي كان لا يقل جمالاً عن عارضة الأزياء ... بثقة اقتربت نحو دانيال .. ولم تستطع أن تخفيانبهارها بمنظره الأنيق حيث طغى بجماله عن بقية الشباب .. اقتربت نحو وهي ترحب بكل من مرت بجانبه .. توقفت أمام دانيال الواقف بجوار عمه كاسبر ...وبعد تمثيلية استطاعت أن تقنع بها الجميع عن حبهما الطويل .. تم أعلان الخطوبة بسلام .. تجاهلت الأعين الحاقدة و كم شعرت بالسعادة و كأن الأمر حقيقياًعندما ألبسها خاتم الخطوبة الذي نسيت أمره تماماً .. عندما توّج اصبعها بخاتمه اقسمت أن تنسى أنها في تمثيلية وهذا ما حدث بدورها قامت تبادله نفسه الخطوة كانت أجمل لحظات شعرت بها عندما لامست أصابعها أصابعه .. بعد أن تمت مراسيم الخطبة انشغل دانيال بالحديث مع رفيقه مارتن الذي بدا يعرف بكل شيء انتبهت على زوجته انجلكيتا تقترب نحوها بتلك اللحظات تذكرت روك .. ابتسامة انجل اوضحت لها أنها تفهم كل تلك الأمور وجدت أن ذاك السر بدأ يتسرب بسرعة.. فوالدها والسيد مارتن و زوجته بالاضافة إلى روك يعرفان بهذا المخطط .. بخطوات رشيقة اقتربت انجلكيتا من سلين و بعد ترحيب معتاد اقتحمت انجل قلب الموضوع فجأة قائلة- بالحقيقة سعيدة أنها خطوبة مزيفة فقط ..عضت على شفتيها بتوتر محدقة بانجل هزت رأسها بالايجاب ثم قالت- هي كذلك ... ابتسمت بسخرية ثم قالت- بالفعل اتقن دانيال هذه المرة اللعبة .. اضطربت سلين مستمعة لكمات انجل حيث اكملت- اهم شيء أن روك يعلم الحقيقة .. فالواقع هو أنهُ خشي عليك كما خشيتُ عليك أنا من دانيال ..اكملت بحقد بالواقع صديق زوجي يمتلك صفات غريبةتميزه عن بقية الرجال صفات تمتلئ غرابة وتوحشاً لا اعلم من أين يحضر ذاك البرود الذي يمتزج بالسخرية بتحقير الجنس الأنوثي ..توسعت حدقتين عينيها بغرابــة ثم قالت - ماذا تقصدين ..؟ردت بسخرية - عزيزتي أنتِ لا تعرفينه كثيراً .. لو تعلمين أي اسلوب يمتلك عندما تصرح له إحدى الفتيات باعجابها نحوه .. اعتقد انه اسلوب يتصف بالوقاحة .. صمتت وهي تمرر عينيها على سلين التي كانت في قمة الجمال ثم قالت بأسف- تمنيت بهذه الليلة أن يكون روك بدلاً عن دانيال .. تمنيت أن يدخل خاتمه على اصبعك كما فعل دانيال الليلة ...اندهشت من كلامها الغريب .. وهي تلاحظ ذكرها لاسم دانيال من دون ألقاب .. هل لأنهُ صديق زوجها ..؟ .. لم تأبه للموضوع كثيراً كما انتبهت لأمنياتها الغريبة قالت بتوتر مع قليلاً من الاضطراب- انجل ..لا يوجد شيء بيني وبين روك كما تظني... نحن لسنا سوى اصدقاء ... ابتسمت بخبث - حقاً .. ! .. و بصوت خبيث اكملت .. انت لا تحبين ذاك الصغير صاحب الخمسة والعشرون عاماً .. اقصد دانيال .. أنتِ تحبين أخي .. ارتبكت من كلماتها الغريبة حيث ظهر ذاك على ملامح وجهها كثيراً .. قالت رافضة- أنتِ مخطئة ...اكملت مع ابتسامة تمتلئ خبثاً - حسناً ماذا عن تلك الليلة ..؟ .. حركت رأسها مستفهمة قائلة - أي ليلة ..؟ردت بثقة- اخبرني روك أنهُ وجدك بالطريق تبكين و كنتِ متعبة فاحضرك إلى شقته .. اكملت بلغتها الخبيثة .. لقد رأيتك نائمة على سريره ..قاطعتها سلين من هول الصدمة وهي تتذكر كلمات روك أن أخته لا تصدق الأمور بسهولة ..باندفاع قالت- لا لا الأمر.. لم تسمح لها باكمال كلماتها حتى ضحكت ثم قالت- لا اصدق أن تنام فتاة مع شاب عازب بشقة بمفردهما دون أن يحدث شيء ... خاصة لو كانت تلك الفتاة هي أنتِ لأني متأكدة أن روك يكن لك من المشاعرالكثير .. على سيرة روك انشرح قلبها وجدت نفسها تبتسم بسهولة ثم قالت- صدقيني انجل لو خيرت بين رجال العالم لكان روك هو خياري .. لكن الأمور معاكسة تماماً فروك دخل قلبي كصـ..قاطعتها مجدداً قائلة بابتسامة عريضة- لا اصدق كلماتك الأخيرة .. لم تسمح لها بالحديث حيث قالت مكملة غاليتي زوجي ينتظرني .. سأذهب إليه أراك بخير ..ابتعد خطوتين ثم التفت لها قائلة - صحيح تذكرت... رمت قبلة خفيفة لها قائلة .. روك يبعث لك قبلاته ... تنفست الصعداء عندما لم تلحظ بعدها سواء ظلها .. سارت بغير نفس مبتعدة عن الناس تشعر أن الأكسجين يختفي .. كل ما تذكرت كلمات انجل و تفكيرها البعيد تشعر بالدوار .. بلحظات شعرت بصداع فظيع اغمضت عينيها لثوان لتفتحهما برعب على قبضة يد قوية انقبضت على ذراعها انتفضت ذعراً .. لكنها تداركت الأمر عندما لمحت دانيال كالشبح الغاضب بعينيه الرمادية يقف أمامها .. حاولت ان تكون طبيعية أمام الغير ..لكنه أقتادها بهدوء خلف القصر فلم تستطع ابداً المقاومة حتى لا تلفت الانتباه ما يزعجها هذه الايام أنها تبذل طاقتها لتمثل معه جيداً ..افلتت ذراعها من قبضة يده الفولاذية و رفعت نظرها نحوه بغضب شديد لتلتقي عينيهما بوضع متشابك عنيف قالت بحنق- بحق الله ما الذي تفعله ..؟ ماذا لو لاحظ أحد ذلك ..؟ابتسم بسخرية قائلاً باستهزاء- هه .. حقاً ..هل يهمك الأمر كثيراً ..؟ .. نظرت له بعينين تائهة حقاً لا تعرف لماذا تهتم كل هذا القدر بأمره ..بينما مرر هو عينيه المتوحشة بحقد عليها . . فيما رفع سبابته نحوها مؤشراً عليها قائلاً - أنتِ تتمنين اللحظة للخلاص مني .. صحيح ..؟ صمتت كالبلهاء بغرابة تحدق بالنيران بين عينيه .. بينما كان غاضباً شردت بسحر عينيه التيزلزلتها بسحرهما الخارق .. استيقظت على صوته الغاضب الذي خرج من فمه كفحيح الأفعى قائل ..- صحيح ما قلته ..؟ صمتت مجدداً ..ففوجئت بكفيه تنقبض على كتفيها بقوة هزها بعنف قائل بشراسة- قولي ذلك ... ساحررك الآن .. !رفعت عينيها بدون تصديق نحوه هلى سينهي كل شيء ..؟ حقاً .. هل تفرح .. أم تحزن ..؟ وجدت جسدها يرتجف بدون شعور .. وعندما تأملته جيداً وجدت أنها حقاً أعتادت على وجوده بحياتها لكن لازال هناك شيء يصرخ بداخلها يدعوها لتحرر .. ما الذي جرى عليه فجأة ... لماذا يسألها كل هذه الاسئلة ..؟ .. وجددت نفسها ترتجف عندما كرر فرصته لها بالتحرر .. تلألأت الدموع بعينيها من عجزها عن الكلام شعرت بالضعفيحتويها ولمسة كفيه على كتفيها جعلتها كالسمكة التي لو وقعت في شباك الصياد و عجزت عن العودة للبحر ... بلحظات لمحت ابتسامة سخرية منه .. ثم اطلق ضحكة تخلخلت لمسامعها لتهز قلبها الرقيق .. لم تميز تلك الضحكة المليئة بالسخرية .. جذبها نحو أكثر بابتسامة انتصار . . ثم مال نحو وجههالتختلط انفاسه بانفاسها همس كفحيح الأفعى ..- لا تردين التحرر .. هل تعلمين لماذا ..؟ توهجت عينيها ذعراً من قربها منه .. بلحظات كان يهمس مجدداً - لأنك .. صمت ملاحظاً لتغيرات ملامحها ...توترها كان يعجبه ويسليه حيث حافظ جيداً على قربها منه .. همس مجدداً وهو يدفعها إلى الوراء بهدوءفستجابت له كالمغناطيس .. حيث كانت تتحرك معه مستمعة لهمساته .. لأنك يا سلين ... أنت .. توقفت عن الحركة عندما اصطدمت بجدار القصر .. انتفضت على لمسة أنامله لبشرة وجهها برقة .. وبلحضات سند ذراعه الأيسر على الجدار وبيده الأخرىمرر أنامله على وجهها بتلذذ و كأنه يستمتع بتعذيبها .. شعرت بحرارة تشتعل بجسدها و العرق يتجمع على جبينها ...بصعوبة همست - أنا ماذا ..؟ ارتسمت ابتسامة انتصار مع بعض من الثقة الواضحة توهجت حدقتي عينيه لتثبت على حدقتي عينيها بثقة .... همس - تُحبـــيني ...و كأن هناك من وجه لها صفعه قوية على خدها ..انتفضت عينيها رعباً .. ما الذي يقوله لماذا تسمح له بالاقتراب منها ..؟ هي تعجز عن مقاومته ..كرامتها تنهدر .. وجدت نفسها ترتجف إلا أنها قوت نفسها ثم قالت بتهور - أنت تتوهم ..حدقت به بصعوبة ثم اغمضت عينيها بقوة و فجرت قنبلتها بعنف هامسة باصرار ....حررني .. !نطقت تلك الكلمات استعادة لكرامتها .. ففوجئت بضحكة استهزاء ممتزجة بالسخرية ذكرتها بأول لقاء بينهم .. شعرت بتيار يمر بجسدها .. عندما اسند جبينهعلى جبينها ليسمح لانفه بملامسة انفها برقة ..- فانوس علاء الدين طار من يدك يا صغيرة .. امنيتك الكاذبة تبخرت ..فمن يقع بوحلي لا يخرج من دون ذكرى سيئة .. ارتفعت أنامله نحو عينيها لتزيح دمعات أبت النزول على خديها .. فهمست بصوت شبه مسموع- ابتعد ..بلحظات كانت تتدارك وجود شخص ثالث معهما بالمكان.. تمنت أن لا يكون السيد شارلي لأن من يراهما سيفهم الموضوع بشكل آخر كانت تعرف أن السيد شارلي يتمنى تحقيق هذه الخطوبة و تحويلها إلى حقيقة .. عندما استمعا معاً لصوت الأنوثي المليئ بالنعومة الفائضةابتعد عنها دانيال بهدوء فيما تجمدت هي بمكانها ..حولت نظراتها لتصعق بكرستين تحدق بهما بحقد .. تحولت نظراتها نحو دانيال فوجدتهغير مبال بالأمر.. لا يهتم لو رأته كرستين معها .. ادركت في تلك اللحظة غضب كرستين التي ظهر من عينيها لكنها اخفته بمهارة ...اشتعلت سلين غضباً عندما وجدتها تتقدم نحوهما بغنج بثوب يصل لنصف فخديها يظهر كتفيها وجسمها الذي يتفوق عن جسد سلين شعرت بالاشمئزاز عندما وجدتها تقترب من دانيال بغنج وهي تهمس بصوت خفوت لم تسمعه سلين ثم نظرت لسلين قائلة بصوت ناعم- ساسرقه منك قليلاً ..لم تنتظر رد من سلين حتى امسكته من ذراعه و اقتاده بعيداً عنها .. فيما حافظت سلين على ما تبقى لها من كرامة .. حيث عادت إلى الحفلة ..مرت دقائق كالساعات وهي توزع مجاملات وابتسامات خفيفة عينيها لازلت تبحث عن دانيال تشعر بنيران تحرقها .. كيف يجرؤ على الغيابعنها مع تلك الساحرة .. قبضت على كفها بقوة ولم تستطع المقاومة اكثر .. كالبرق غادرت المكان اوهمت نفسها انها تريد المشي في الحديقةلكنها كانت تعلم أنها تكذب على نفسها .. لازل ظل دانيال و انفاسه تحرق وجهها .. ما بها غاضبة .. أيعقل انها تغار ..؟ تشنجت من هذه الفكرة العنيفةالذي رفضها عقلها ..بينما دخلت القصر صعدت السلالم بخفة دارت بين الممرات بهدوء.. استمعت لصوت خفيف الصوت الناعم الذي كرهته كثيراً ..اطل جسدها بخفه .. لتصعق بمنظر كرستين الملتصق بجسد دانيال مباشرة .. اناملها تمر على وجهه برقة لتتحسس صفحة وجه جيداً .. فيما كانت تهمس بصوت خفوت كلماتها المعتادة انت تحبني .. تعشقني .. رفعت كفيها تتلمس وجهه بعشق .. فيما ظل هو صامت يتقبل كلامها و حركاتها بهدوء .. اشتعلت غضباً بتلكاللحظة انهُ لا يرفضها .. يحبها ! ... مستحيل قلبه لا يعشق أحد .. مسحت دمعة كادت أن تتدحرج من عينيها وهي تحدق بخاتم الألماس اللامع باصبعهاو بتلك اللحظة ادركت أنها حقاً فتاة غيورة على خاطبها العجيب .. نعم أنا أغار ..^ ـــ ^ تم.......[/frame]
السمو2000 likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09-22-2017, 09:36 PM
 
[frame="5 80"]البارت الحادي عشر
.......................
البحر و حوريته
.......................
على زقزقة العصافير ابتسمت و ارتفعت عينيها تحدق بسقف الغرفة بهدوء .. اشرقت شمس صباح جديد لم تعرف حتى الان كم مرت أيام على تلك الخطوبة طرقات خفيفة على باب غرفتها جعلتها تهتف بهدوء- ادخل ...اطلت الخادمة تبتسم قائلة- صبــاح الخير آنسة سلين .. طعام الافطار وصل ..دخلت الخادمة تحمل طبق الطعام وضعته باهتمام على الطاولة الموجودة بالغرفة ثم استأذنت برسمية لتغادر الغرفة .. بينما استيقضت سلين من على سريرها بكسل لقد طلبت الطعام إلى غرفتها هذا اليوم لم يكن لها مزاج لمقابلة السيد شارلي تشعر بانقباض ..أخذت تتذكر ليلة الخطوبة كلما تراءت لها صورة دانيال معكرستين تشعر بالغثيان لا تعلم ما الذي حصل بعد ذلك .. كل ما تذكره أنها نزلت إلى الحديقة حفاظ على كرامتها وفور انتهاء الحفل عادت إلا الفلا مباشرة الاتصالات بينها و بين دانيال كانت معدومة ..تكتفي فقط كل يوم بتأليف القصص في الجامعة عن حبهما العميق شعرت بالصداع من تذكر سيرة دانيال فهبتنحو الحمام تغتسل ثم لبست بلوزة بيضاء رقيقة لا تحتوي على اكمام و سروال جينز ازرق لامع ... بعد ان مشطت شعرها برقة تركته منسدل على كتفيهابراحة ثم وضعت ملمع شفاة على شفتيها ابتسمت برضا على شكلها ثم جلست على الكرسي تتناول فطورها قضمت قطعة الخبز بفمها على صوت رنينهاتفها النقال ابتلعت قطعة الخبز وهي تلتقط هاتفها ابتسمت بفرح على اسم المتصل و بسرعة ضغط على الزر الأخضر بشوق رفعت الهاتف إلى أذنهاهاتفة بصوت مشرق- صباح الخير ...- صباح الخير على أحلى أميرة في العالم ...ابتسمت بحرج قائلة - كيف حالك روك ..؟بهيام رد عليها- من يسمع صوتك عند الصباح يكون بأفضل حال صمتت هذه المرة مستمعة لصوت انفاسه .. كم يعجبها لطفه و حنانه معها لكن أحياناً يوترها يجعلها عاجزة عن التحدث بأي شيء .. قالت فجأة- أين أنت الآن ..؟رد بحيوية - على الشاطئ أتمشى ...اطلقت شهقة خفيفة منصدمة ثم تحول صوتها أسى قائلة- اوه ..روك لا تذكرني بالشاطئ منذُ مدة لم ازوره ..اكملت بحماس بأي شاطئ أنت ..؟اطلق ضحكة عذبة ثم قال- احزري ..نرفزها اسلوبه فقالت منزعجة- اكره أن يواجه سؤالي بسؤال آخر ..ضحك مجدداً بحيوية ثم قال- اممم أنا في الشاطئ الذي ألتقيت به معك في اول مرة ...صمتت فجأة بعد إنهاء جملته أخذت الذكريات تعود إلى الوراء .. ضحكته ..ابتسامته .. لطفه ... كل لحظة تذكرتها عندما كانت معه .. لماذا يجذبها إلى هذا الحد ..؟هل الأمان هو روك فقط ..؟ ..! .. ألو .. ألو .. سلين هل أنتِ معي ..؟صوته على الهاتف أيقضها ..رسمت ابتسامة هادئة تمتمت بشرود- معك روك ..ابتسم و كأنه يراها .. لا يعرف كم يبتسم عندما يتحدث معها ..واصل سيره على طول الشاطئ قائل - اممم سلين ما رأيك بنزه ..؟ لمعت الفكرة فجأة برأسها اكمل كلامه- اليوم يوم عطلتك في الجامعة .. اصر مكملاً لا ترفضي أرجوك كان عرضه مناسب جداً لها و خاصة أن دانيال هذه الفترة لم يكلف نفسه بان يتصل اتصال واحد لها .. كانت في شوق لمقابلته لكن كرامتها لم تسمح لها بأن تتنازلبالاتصال له .. فكرت أن من سينسيها دانيال هو روك فقط لا غيره ..قالت- حسناً ... اكملت ممازحة لكن عدني بنزة جميلة موافقتها السريعة ادهشته كثيراً .. بحماس رد- اعدك بأحلى نزهة بحياتك ..ضحكت على حماسه وهي تلعب بخصلات شعرها أتاها صوته بقول- حسناً .. هل أمر إلى الفلا ..؟ تدخلت بسرعة تقول- احذر .. سآتي إليك .. اقصد سآتي إلى الشاطئ ..رد بشك- متأكدة .. بأنك قادرة على مغادرة الفلا اليوم- لا تقلق الأمور تغيرت كثيراً .. السيد شارلي يعطيني كافة الحرية اكملت بسخرية ..بالتأكيد بعد أن ضمن أنني لن اهرب منه .. - أتمنى أن لا تفسدي مزاجك السعيد بالتفكير بالسيد شارلي ..- معك حق .. واصلت بحماس حسناً ساكمل تناول طعامي و آتي إليك ..إلى اللقاء - اعتني بنفسك .. أنا في شوق لرؤيتك اغلقت الهاتف بعدها وبسرعة انهت تناول الطعام .. جهزت حقيبتها و ارتدت معطفها و حذائها .. خرجت من الغرفة بثقة عالية .. نزلت السلالم بهدوء ثم أطلت على السيد شارلي الجالس على الأريكة يقرأ الصحف كعادته .. هتفت- صباح الخير ..ابعد النظارة الطبية عن عينيه وهو يبعد الصحيفة ليحدق بسلين ..ابتسم لها قائل- صباح الخير يا ابنتي تقدمت نحوه قائلة - سيد شارلي .. سأغادر الآن احببت أخبارك فقط ..سألها مستفسر- إلى أين ..؟ردت بكذب- نزهة مع صديقة لي ..ربما اتأخر لا تنتظرني على العشاء ..ابتسم لها قائل- استمتعي صغيرتي .. هل تحتاجين للمال ..؟نظرت له باستغراب قائلة- لذي الكثير منه في بطاقة الأتمان ..- ألم ينفد بعد ..؟حركت رأسها بالنفي ثم قالت- إلى اللقاء ..هبت بعد ذلك نحو الحديقة .. ركبت السيارة بعد أن اخبرت السائق ان يصلها للمكان المطلوب .. نزلت عند الشاطئ بعد أن امرت السائق بالمغادرة ..بحثت عينيهابشوق عن روك و بلحظة لمحته واقف يحدق بالبحر بشرود .. اقتربت نحو بفرح تسارعت خطواتها اكثر فانتبه لوجود أحد استدار لينظر خلفه ..بتلك اللحظات رسم ابتسامة جميلة عندما لمح طيف ابتسامتها لا يصدق كم اشتاق لها منذ القتال الذي جرى بينه وبين دانيال لم يراها ..لا يجمعهما سوى الاتصالات فقط .. زادت ابتسامته عندما وصلت نحوه .. هتفت بمرح - مرحباً ..هاقد عدت.. اكملت جملتها قبل أن يضمها بخفة إليه .. عانقته بشوق أخوي ثم ابتعدت عنه تأمل وجهها بتفحص ثم قال- تبدين أجمل مما كنت عليه من قبل ...رفعت أصابعها تداعب شعرها مع نسمات الهواء العليلة هتفت- شكراً لك ..مد كفه لها برفق ..بلحظات أخدت تتأمله جيداً... كم يبدو وسيماً .. لديه جمال يختلف عن دانيال لا تعرف لماذا تفضل وسامة دانيال الوحشية عنه .. نفضت سيرة دانيال من عقلها .. ثم وضعت كفها على كفه براحة.. مما جعل روك يبتسم ابتسامة مشرقة و هو يشبك أصابعه بأصابع يدها جيداً و كأنهُ يمتلكها و بتلك اللحظة ادرك التغير الذي طرأ على أصابعها بوجود خاتم الألماس اللامع لكنه احكم عقله لم يحب أن يبتدي يومه معها بحياة دانيالحيث رسم ابتسامته الحالمة وهو يبعد يده عن يده لترتفع ذراعه محوطة لكتفيها ليشعر بقربها أكثر ... و اكثر شيء اسعده أن سلين بدت مرحبه بقربه منها و مع نسمات الهواء و لون البحر المنعش سارا معاً و هو يتوعدها بأجمل يوماً ...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــشعور بالعجز كان يداهمه .. صداع مزمن سيطر على رأسه .. الخمول و التعب طغى على قوته .. اطلق تنهيدت تعب و هو يتقلب على السرير بتعب سيطر على قواه كلياً .. لا يصدق أنهُ يعجز عن الاستيقاظ وقد تجاوزت الساعة العاشرة صباحاً ليست عادته التأخر في الاستيقاظ من النوم ..أخذ يتنفس بصعوبة بالغة ما الذي يحدث له ..؟ .. العرق الذي تجمع على جبينه كان كافياً ليقضي على قواه .. مرة أخرى حدق بالبراد و هو يتمنى أن يقف ليأخذ شريط حبوب البندول لعله يفيد في القضاء على الصداع المزمن ... رمى اللحاف من عليه بتعب .. داهمه لحظات صوت طرق البابهتف بصعوبة - ادخللحضه السيئ كان الباب مغلق بالمفتاح .. مما اضطره بصعوبة للوقف... أخيراً شعر أحد بتأخره الغريب بالاسيقاظ من النوم مبكراً حتى لو كان يوم عطلة .. بضعف تجاوز غرفته نحو صالة الجناح ثم سار نحو الباب ليفتح تمتم بصوت تعب- أمي ..ارتفعت عينيه لتحدق بشخص آخر .. ابتسمت بدلال قائلة- صباح الخير دانيال ..تفحصته جيداً ولم تمر ثوان حتى اطلقت شهقة قلق مكملة دانيال ... ما بك ..؟ هذا ما كان ينقصه حقاً في تلك اللحظة ..تمتم بملل- كرستين ..دخلت الجناح بسرعة ثم ساعدته داخلة به غرفته .. جلس على السرير و هو يشعر بالاختناق بينما جثت هي بالأرض بجانب سريره ..ارتفع كفها بلطف لتتحسس درجة حرارته .. شهقة بذعر هاتفة- حرارتك مرتفعة ...حدق بها بملل قائل- بحق الله كرستين دعيني وشأني ..وقفت من على الأرض تنظر له باستغراب ما الذي يقوله ..؟ أنهُ في حالة سيئة لو كانت محله لكانت الآن تبكي بدلال رامية نفسها بين أحضان والديهابعد أن تفحص من قبل الطبيب الخاص بالعائلة ... بلحظة تذكرت شيء مررت أصابعها بشعرها الأشقر القصير تذكرت سبب قدومها نحوه جاءت تترجاهأن يقبل مشاركتهم الرحلة التي اشترك فيها كل من اسرتها و اسرته إلى منطقة جبلية المقرر موعدها اليوم والتي ستدوم لمدة ثلاث أو اربعة أيام حيث ترك السيدكاسبر العمل لفترة قصيرة كراحة بسيطة للجهود الذي قام بها سابقاً ... الجميع ينتظر كرستين في الأسفل لبدئ الرحلة لكنها أصرت على السيدة رابيناأنها ستقنع دانيال الآن بمرافقتهم لم تتوقع أن تراه متعب بهذا الشكل ...تمتمت- دانيال الرحلة ..ابتسم بسخرية قائل- لا تقلقي سأكون بخير .. رافقيهم بدون قلققالت بتردد- ألن تأتي معنا..؟رد ساخراً- حقاً .. تعلمين أني أكره رحلات كهذهاستغربت أنه لا يزال يصر على رأيه .. لم يتنازل ويقول أنا متعب .. بتلك اللحظات اقتحمت المكان السيدة رابينا ... ألقت التحية قبل أن تقترب بذعر ممزوج بالقلقنحو دانيال .. وضعت كفها على جبينه لتصدم بحرارته العالية .. ارتعبت عينيها خوفاً عليه .. بلحظات كانت تسير نحو هاتف الجناح قبل أن تضغط على الأرقام قطعها بسرعة بصوته قائل- لا تتصلي لطبيب كان يعرف بتلك اللحظات أنها ستتصل بالطبيب .. فترددت وهي تحدق به هل جن ابنها نهائياً ..؟ لمحت رفضه من عينيه فاعادت السماعة مكانها و اقتربت نحوه تقول- أرجوك .. دانيال اكملت بقلق .. تحتاج لطبيب حرارتك مرتفعة ... تدخلت كرستين تقول مؤيدة بقلق- السيدة رابينا على حق .. يجب أن تزور الطبيب ..زفر باستياء قائل- ما بكم يا جماعة ..؟ لستُ طفلاً و لستُ أول من يصب بتعب خفيف .. أحتاج لنوم فقط ..قبل أن يستلقي على السرير شعر بوالدته تقترب لتجلس بجانبه ... ربتت على كتفه بحنان فيما لن تتلقى سوى نظرات عادية باردة .. شعرت بألم يمزق قلبهاعندما لاحظت أنهُ لا يحتاج لرعايتها بتاتاً و لا يحب أي مساعدة منها ... تمتم قائل- رافقيهم إلى الرحلة أمي اعتقد أن الجميع ينتظرك في الأسفل ... تدخلت مندفعة تقول- أنت مريـــ...قطعها قائل- سأكون بخير .. لا تشعري بالقلق ...محاولاتها في البقاء معه كانت فاشلة يبدو أن الوقت فات فدانيال ليس الطفل الذي كان يتمنى مرافقة أمه دوماً .. لقد دمرت تلك الأمنية بأفكارها في الدفاع عن الأموالو في انتزاعه من عالمه الموسيقي ...انسحبت مع كرستين من الجناح بهدوء ليذهب جسدها في رحلة جبلية بينما ظلت روحها قلقة على ابنها العنيد ....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــاطلقت ضحكة انوثية رقيقة محدقة بروك حيث كان جالساً على الكرسي مقابل لها في إحدى المطاعم المشهورة .. كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساءشربت القليل من عصير الليمون ثم قالت معلقة على كلام روك - كنت شقي في صغرك روك .. لم أكن اتوقع ذلك حقاً ..اطلق ضحكة رجولية بدأ يرد قبل أن يقاطعه رنين هاتفها النقال اعتذرت بهدوء و هي تخرج الهاتف من الحقيبة شد انتباهها اسم المتصل فوقفت من الطاولة و سارت خارجة من المطعم .. السيدة رابينا تتصل بك .. ردت باستغراب ثم قالت- مرحباً عمتي ..اتاها صوت السيدة رابينا تقول بحنان ..- سلين .. كيف حالك ...؟بهدوء ردت - بخير ..دام الهدوء لثوان قبل أن تقطعه السيدة رابينا قائلة بتوتر- أين أنت الآن ..؟نظرت خلفها حيث روك ينتظرها ثم أعادت نظراتها للهاتف قالت بكذب - أنا مع إحدى الصديقات .. أتاها صمت السيدة رابينا فقالت بشك .. أهناك امر مهم ..؟سألتها فجأة- ألم تتحدثي مع دانيال طوال النهار ..؟..باضطراب قالت- اه .. لا .. اقصد نعم ..تحدث معه سألتها بشوق غير ملاحظها صوتها المرتبك- كيف كانت حالته ..؟ .. هل كان مريضاً ..؟اطلقت شهقة خفيفة ثم قالت- مريضاً .. تلعثمت ثم قالت .. عندما تحدثت معه قال بأنهُ بخير ..ردت ..- اعرف ابني جيداً .. يرفض أن يخبر أحد بمرضه ... اضطربت فجأة فيما ارتعش جسدها رعباً مما تسمعه .. دانيال مريض .. قالت محاولة أن تواسي السيدة رابينا - لا عليك سأتصل به ..- هذا لا يكفي سلين .. اكملت بقلق و برجاء قالت.. أرجوك اذهبي إليه !- ماذا ؟ ! ..فكرت بصعوبة ما تطلبه السيدة رابينا أتاها صوتها يقول- ما بك سلين ..؟ ألستِ خطيبته .. ؟ أكاد أموت قلقاً سيقتلني هذا الولد يوماً هل تعرفي أنني حينما اتصلت لهاتف القصر لم يرد علي أحدو حينما اتصلت لهاتف المسؤولة عن الخدم .. قالت أن دانيال صرف جميع الخدم حتى عودتنا ..كانت تعرف برحلة السيدة رابينا الذي أخبرها السيد شارلي عنها كم ترجتها أن تذهب معهم مظنة أن دانيال لو عرف بذلك لوافق على تلك الرحلة ..لكنها أبت بعذر الجامعة .. فكرت بتصرف دانيال الأحمق .. فقالت متعذرة - أقدر اهتمامك .. اكملت بتمثيل العاشقة .. لقد اقلقتني عليه كثيراً .. لكن من الصعب أن ادع صديقتي بمفردها .. اندفعت السيدة رابينا تقول برجاء- أرجوك سلين .. لا تعرفين دانيال حينما يمرض .. أنهُ يرهق كثيراً و ترتفع حرارته بشكل مخيف .. وبخوف اكملت أخشى انه اصيببشيء فهو لا يرد على مكالماتيبتلك اللحظة سيطر الخوف عليها .. هل أصابه مكروه ..؟ ارتعبت من هذه الفكرة ختمت الكلام تقول- حسناً عمتي .. لا تقلقي سأهتم بالأمر .. انشرح صوتها قائلة- حقاً لا اعرف كيف اشكرك يا ابنتي .. سأعتمد عليك ..بتلك اللحظة استدارت تنظر لروك حيث تبين لها من خلال الزجاج .. ابتسمت له باعتذار على التأخر فابتسم لها برضا .. ختمت المكالمة بعد أن اقنعت السيدة رابينا بالهدوء و الاستمتاع برحلتها ... ثم جرت في بالها ألف فكرة و فكرة .. هل ستزوره ..؟ مستحيل رفضت تلك الفكرة .. و قبل أن تقررالعودة لروك شعرت بجزء بداخلها يدعوها على الأقل للاتصال به لم تتسطع مقاومة تلك الفكرة .. فوجدت نفسها بدون شعور تتصل عليه ..رفعت الهاتف لأذنها . . دق قلبها برعب و هي تنتظر جواب منه فلم تجد من يرد عليها حاولت مجدداً بيأس فاستغرب عندما رد عليها بسرعة - ألو ...أتاها صوته الغامض عبر الهاتف .. بلعت ريقها و هي تنطق باسمه بصعوبة - دانيال ..- ماذا تريدين سلين ..؟ارتعبت من صوته الحازم فقالت بتلعثم - اه .. هل أنت بخير ..؟اتاها صوته الساخر قائل- هل قامت والدتي بمكالمات لك ..؟ اطمئني فأنا بخير أيتها الحمقاء ..! لم تسمع بعدها صوته لأنه ببساطة كان قد اغلق الخط قبل أن يسمع أي كلمة منها ..انزلت الهاتف تحدق به بحقد .. بحقد هتفت بصوت منخفض- فلتذهب إلى الجحيم .. الحق على من يفكر بالأطمئنان عليك ..زمجرت بحنق و هي تعود نحو روك .. اطلت ابتسامتها حينما رأته فجلست على الكرسي مقابلة لها و هي تعتذر على تأخرها ..فجأة سألها ..- ما رأيك بالذهاب لمكان ستري فيه كافة كتاباتي ..عقدت حاجبيها ثم قالت بشوق كبير- أتمنى ذلك ...بحماس سألته أي مكان يكون ذلكأراح ظهره على ظهر الكرسي فيما لم تبتعد عينيه عن عينيها.. ابتسم بخفة ..- شقتي ..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تشحرج صوته و هو يدخل في نوبة من السعال القوية ... احس بكف صديقه يربت على كتفه في شرفة جناحه المطل على حديقة القصر .. .. دانيال .. لا تبدو بخير .. لم يرد عليه بل استمر في نوبة السعال كأنهُ يبحث عن الأكسجين .. اتاه صوت مارتن يقول بقلق دقيقة فقط .. سأتصل لطبيب ..قبل أن ينسحب شعر بكف دانيال تمسك ذراعه .. تمتم بصعوبة ... أنا بخيـــر ... لا أحتاج لطبيب...نظر له بعدم اقتناع ..يبدو مرهق للغاية ..بدأت نوبة السعال تخف لتختفي شيء فشيء لكن الارهاق لم يمتحي من ملامحه بتاتاً ...رنين هاتف مارتن جعله ينسحب ليرد على الهاتف عاد بعد قليل لدانيال الذي كان واقفاً في الشرفة ..هتف قائل- تعال ندخل .. الجو بارد في الخـارج ..نظر لمارتن خلفه ..فكر بكلامه قليلاً .. ثم دخل بهدوء غرفته .. جلس على سريره ثم قال - مارتن .. هل كان المتصل زوجتك ..؟ .. عد لمنزلك أنا بخير ..- لم تكن هي ..رفع نظره لتلتقي عينيه بعينين مارتن .. مرت ثوان حيث عما الهدوء في الغرفة .. تقدم مارتن ليجلس بجانبه على السرير و هو يقول- صهري ..ابتسم بسخرية وهو ينزل عينيه قائل- السيد روك ..- لماذا تكرهه..؟سأله بغرابة .. فلم يتلقى سوى نظرات هادئة لا تعبر على شيء.. قال بعد ذلك ..- هل تعرف مع من هو الآن ..؟ ..رد باستخفاف ..- لا يهمني ..- لو اخبرتك أنها سلين ..ارتفعت عينيه بسرعة لتلتقي بعينين مارتن .. عينيه التي امتلأت بالكبرياء العميق ..نظر لمارتن و كأنه يكذبه ثم أعاد نظراته بلا مبالاة ليحدق بالأرض بهدوء ...أتاه صوت مارتن يقول- أرك صامت يا رجل ..ابتسم بسخرية قبل أن يقول ...- روك .. و سلين .. اطلق ضحكة استهزاء جعلت الدهشة تتسع بعينين مارتن ... اتجهت عينيه نحو مارتن ليقول بثقة امتزجت بصوته الرجولي الواثقتلك الحمقاء الصغيرة لا ترى بعينيها سواي ...تلك الثقة ابهرته .. قال و هو يسير ليجلس بجانبه على السرير ..- اعتقد أنها تكن مشاعر لروك .. و لا داع لإخبارك بتأكدي من أن روك يكن مشاعر لها .. وهذا ما يقلقني ..- يقلقك ! .. ابتسم بسخرية قائل- ألا تلاحظ أنك أعز اصدقائي .. و روك يكون صهري .. لو شبت ناراً حارقة بينكما على الآنسة سلين ..بأي موقف ساكون أنا خاصة أنَّ زوجتي تكن الحقد إليك نظراً لتعاملك السيئ مع الفتيات بشكل عام.. ذاك صهري وعزيز علي وأنت لا تقل مكانة عنه ..فوجئ بضحكة هستريرة عبرت عن سخرية واضحة ...توقف عن الضحك و هو يرفع نظره لمارتن قال- لا تتعب نفسك بتلك الأوهام يا صاح .. فلتطمئن .. حقاً لا أنوي امتلاك تلك الصغيرة الحمقاء ...لكن ليكن لعلمك روك يكرهني اكمل بحقدو انا أكن له نفس المشاعر بل ربما اكثر .. لذلك لن اسمح له بالاقتراب من سلين حالياً فهي خطيبتي ... فور ان اتخلص منها فليتهنى معها - و متى ستفعل ذلك ..؟ اقصد متى ستتخلص منها .؟سأله ببرود فرد عليه- عندما اتخلص من كرستين ...سألها مصراً على جواب - وهل تظن أيها الذكي أنا كرستين ستمل منك ...؟ ..رد بثقة - ستمل .. ستمل ..باصرار رد عليه - حتى لو ملت .. ستبتعد عنك لكن فور أن تعرف خبر فسخ خطوبتك عن سلين ستعود حالاً .. - لن افسخ الخطبة حتى اتأكد أنها رحلت بعيداً .. بانفعال سأله - وماذا عن الآنسة سلين ..؟. . هل ستربطها معك طويلاً ..رفع حاجبيه مستغرب من انفعال مارتن ببرود كالصخر رد بلا مبالاة- اظن ذلك .. حتى لو استمرنا اكثر من عام فكما تعلم لا افكر بالارتباط حالياً و سلين لازلت صغيرة لا اعتقد أنها سـ.....قطعه فوراً انفعل كثيراً قائل- أجننت .. أليس لذيك ضمير ..؟ وقف من على السرير ثم سار كالوحش ليقابله ..اكمل .. كيف تربطها معك كل هذه المدة .. لقد ظنيت في البدايةأن الأمر سيستمر شهر او شهرين .. ليس كل هذه المدة .. تلك الفتاة تريد أن تعيش مثلك تماماً .. تريد أن تمتلك صديق تمرح كما تشاء ..هل تعرفهي ستنحرم من كل تلك الأشياء بسبب خاتمك الحقير في اصبعها ...استغرب من انفعال صديقه فتدخل ليقول- ما بك يا رجل..؟ فلتهدأ قليلاً ..صرخ قائل- كيف اهدأ بحق الله اخبرني ..؟ .. هل تعرف انك لئيم ..؟ ..! رد مدافع عن نفسه - الأمر ليس بذاك السوء ..اجلس يا مارتن لا داع للعصبية .. حرك رأسه غير مستوعب الأمر .. تنهد و هو يتمالك أعصابه بقدر الأمكان ..نظر لدانيال بطرف عين ثم قال ...- أنت لا تستحقها بتاتاً ..تنهد و هو يكمل تعلم من يستحقها هو روك ...لم يلمح اي تغيرات على وجه دانيال فاكمل باصرار ...نعم هو يستحقها ..باستفزار قال .. هل تعلم أين هما الآن ..؟ .. لأول مرة أراد أن يستفز دانيال اكمل ..هي في طريقها مه روك لشقته ... والله اعلم ما الذي سيفعلهروك معها فهو المشهور برومنسيته و لطفه مع جميع الأجناس ...شعر بخيبة أمل من جمود صديقه .. لم يعد يطيق البقاء معه دقيقة هتف ...- سأغادر .. لعلي أرتاح مع زوجتي قليلاً .. قبل أن يغادر الغرفة اوقفه صوت دانيال - مارتن ..توقف عن السير دون أن يلتفت له صمت فقال دانيال- أهي حقاً معه ...؟ اخيراً شعر بالانتصار لقد استطاع و لو قليلاً أن يدفعه لسؤال .. رد بهدوء- نعم .. تمتم- في نفس شقته إذن ..خشي أن يتهور دانيال فقال محذر- دانيال .. لا تُثير أي مشاكل .. إياك و التهور ...ابتسم بسخرية قائل- هه .. تلك الحمقاء حذرتها لأكثر من مرة ..دعنا نرى من سينقذها من مخالبه الليلة ..تظن أن الجميع يفكر بعقليتها السخيفة ... رد بثقة ساخراً- على الأقل روك أشد منك حذراً في حمايتها بتر جملته ثم هب مغادر القصر بأكمله .. لم يكن قلق بسبب عصبيته على دانيال فهو متعود على شيء كذلك ..يعرف أن ذاك الحوار المنفعل لن يسبب في علاقة متوترة بينه و بين دانيال بتاتاً ..تسطح دانيال على السرير بصعوبة حالته تزداد سوء و يرفض استدعاء الطبيب .. كان يكتفي بحبوب مسكنة ..اغمض عينيهمحاولاً الراحة وضع ذراعه على عينيه محاول أن يرتاح قليلاً .............................فتح باب الشقة بالمفتاح .. دخل فلحقته بهدوء .. شعرت بالخوف من الظلام الفاحش الذي يسود المكان .. احست بجسده يتحرك ليشعل النور ..همس لها- أتخافين الظلام ..؟ابتسمت بهدوء قائلة- ربما روك ..اعطاها ابتسامة حنونة و هو يجذبها نحوه بعفوية محوطاً على كتفيها بذراعه همس بلطف- مع روك لا تخافي ..ضحكت بخفة .. فسارت معه ليشعل النور في جميع الغرف قالت- المرة الأولى لم اتجول بشقتك .. سأكون كاذبة لو أخبرتك أني لا اود تفحصها .. أخشى أن يقتلني الفضولاطلق ضحكة دافئة ثم قال - تجولي بها كما تشائين ..هزت رأسها بالإيجاب و ما هي إلا دقائق حتى خذت تدور بشقته الجميلة متفحصة كل جزء فيها .. تمتمت بانبهار .. جميلة شقتك روك ..قرص وجنتيها بمداعبة خفيفة ثم قال مداعب- دعينا نتناول كوب من القهوة أيتها الشقية ..اقتادها نحو الصالة فزمجرت قائلة - لا اريد قهوة ..و ضع ساعديه على صدره و هو ينظر لها ثم قال- ماذا تريدين إذن .؟ابتسمت بفرح قائلة- وعدتني بأن تريني كتاباتك روك ..أنا متأكدة أن تلك الغرفة المغلقة بالمفتاح هي مكتبة لكتبك المفضلة و ما خطه قلمك من ابداع ..- إذن لم تنسي بعد ..ضحكت فابتسم على ضحكتها .. ثم اقتادها نحو تلك الغرفة المغلقة لقد حقاً كانت كما قالت سلين .. اطلقت شهقة انبهار من الغرفة المليئة بالكتب مرتبة داخل دولاب مخصص للكتب ..بشكل مبهر .. الغرفة كانت دافئة للغاية ...دخلت دون تردد اخذت تتلمس الكتب بانبهار كم ظل سنواتيشتري هذه الكتب .. كتب النثر و الشعر لأفضل الكتاب كانت في مكتبته العجيبة .. نظرت له قائلة بانبهار .. - روك .. كيف جمعت كل هذه الكتب .. ؟ يا لك من مدهش ..!لم يرد عليها بل اسند جسده على إطار الباب و ابتسم لها بخفوت فما كان منها إلا أنها تركته و أخذت تقرأ صفحات من الكتب التي شدتها .. تحرك من مكانه بهدوءملاحظ أنها لم تنتبه لاقترابه منها وقف امام المكتبة المليئة بالكتب تأملها جيداً وهي بجواره تخرج كتاب وتقرأ عنوانه بصوت خافت مسموع ثم تقرأ صفحة او صفحتين منه وتعيده و تنتقل لكتاب آخر .. وجد نفسه يبتسم بدون شعور ...تأمل شعرها الأسود المحرر على كتفيها برقة ... ابتسامتها اللطيفة .. فرحها كل ما رأت كتاب يعجبها .. ارتفعت كفه ببطئ و كأنها تنوي أن تلامس شعرها الأسود .. أراد ذلك بعنف و لأول مرة شعر بنبضات قلبه تدق بقوة .. مابه هل جن ..؟أراد بلحظة أن تمر أنامله برقة على خديها الناعمتين .. على شفتيها الورديتين .. لا يمكنه المقاومة أكثر .. بتلك اللحظات استقرت عينيه على خاتم الألماسفي اصبعها ... حاجز كبير كان بينهم حتى لو كانت كذبة .. أشاح عينيه عنها بسرعة فيما كسا الحمود وجهه بلحظات .. بتلك الأثناء تحركت سلين لتفاجئبوجود روك بجانبها .. وجدت نفسها تقول- روك .. لم اشعر بك بجانبي ..شعر بالضحك على دهشتها و خروج الكلمات ببراءة من فمها ..اسند ذراعه على المكتبة قائلاً- كنتُ منسجمة بقراءة الكتب .. هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت- روك .. لم أقرأ حتى الآن كتاباتك ...ابتسم لها و هو يشير باصبعه لمكتبة أخرى .. فاتجهت نحوها بسرعة ..أشار لها نحو إحدى الرفوف ..فوجد ابتسامة عريضة منها .. ثم ضحكة سعادة قائلة بعدها- حقاً لا اصدق .. يا طالما كنتُ احلم بقراءة كتاباتك ..لم يعلق على كلامها .. كل ما يثيره فقط ابتسامتها اللطيفة .. جمالها البريئ ... عينيها اللامعة .. شعور اخبره بأن يبتعد عنها و إلا لن يستطيع المقاومة أكثرهمس باضطراب ..- سانتظرك في الشرفة .. حينما تنتهي من القراءة وافيني .. هزت رأسها بدون مبالاة و بدأت منشغلة بالقراءة ..انصرف ليدخل غرفته .. ثم اتجه نحو الشرفة المطلة على الخارج جلس على الكرسي الموجود بالشرفة .. شاعراً بالتعبب .. ستقتلني الليلة .. تمتم بتلك الكلمات بصوت خفوت .. مرر أصابعه على شعره و هو يشده بعنف ... الأفكار تتضارب بعقله بقوة ..كانت منسجمة بالقراءة كثيراً .. وجدت أن هناك الكثير من الكتابات لم ينشرها في الصحف .. كتاباته كانت مبهرة ..شعرت بأنكتاباتها لا تساوي شيء امام قلمه المبدع .. شد انتباها بعض الكتابات المكتوبة في الورق ... أرادت أن تسأله عن أشياء كثيرة ..لكنه لم يكن معها .. شعرت بالوقت يمر خشيت أن يسألها السيد شارلي عن تأخرها فأخذت تقرأ ما يشد انتباها اكثر من العناوينبعد مرور أكثر من ساعة و هي تغوص بين الدفاتر و الأوراق .. وجدت نفسها تلاحظ غياب روك .. حملت بعض الأوراق .. وخرجت من المكتبة .. الهدوء كان يعم الشقة.. لمحت باب غرفته المفتوح .. طرقت الباب فلم تسمع رداً .. دخلت بهدوء فلمحتهفي الشرفة .. واقف بهدوء .. تقدمت أكثر لتلاحظ شروده .. يحدق بالخارج بشرود كبير .. مشت خطوتين لتدخل الشرفة ..و كأنه لاحظ تواجدها معه .. التفت خلفه ليجد سلين تقف خلفه تحدق به بذهول ... عقدت حاجبيها قائلة - تبدو شارد الذهن رسم ابتسامة هادئة .. فتقدمت أكثر سألته بفضول - بمَّ أنت شارد ..؟ ابتسمت بخبث مكملة اعترف أيها الخبيث .. هل دخلت في قصة حب غرامية ..؟و كأن كلامها جاء على الوتر الحساس اطلقت ضحكة خبيثة عندما اغمض عينيه محاول أن يهدأ فاكملت - هيا اخبرني روك .. ضربته بخفة على كتفه مكملة من تلك الفتاة غمزت قائلة .. غبية لو لم تكن تحبك ...- حقاً ..استغربت عندما استمر على هدوئه .. لم يتجاوب معها بتاتاً .. بدا لها كالطير الجريح .. و لأول مرة ادركت كم روك رومنسياً من خلالتلك الكتابات الرومنسية التي وجدتها معه .. لمح الاوراق بيدها مستفهماً و كأنها فهمت عليه سألته ..- أكل هذا الغزل الذي خطه قلمك في هذه الأوراق لحبيبتك ..؟ أشاح عنها نظراته بهدوء بدا مجروح و هو يحدق بالشارع .. مما جعلها تشك انها ازعجته حقاً .. تمتمت بعينين ذابلة .. روك ..لم يرد عليها اقتربت لتمسك بذراعه ثم قالت برجاء ..- أرجوك اخبرني عن حكايتك .. صدقني سأساعدك كثيراً .. تأملها بهدوء فاكملت يمكنني بكل سرور أن اجمعك مع حبيبتك .. عندما لمحت عدم الرضا من عينيه اكملت .. صدقني ساحاول ..ابعد كفها عن ذراعه بلطف و كأن لمستها تأثر عليه فقالت - لا تتردد روك .. اخبرني عن حكايتك ..اعاد نظره لها لتلتقي بعينيها اللامعة ..بجدية سألها- لن تنصدمي ..بثقة ردت- لا فرد عليها ..- لن تهربي مني ..حركت رأسها بالنفي - لا ..و آخر مرة قال بضعف - ولن تكرهينني ..استغربت من اسلوبه لكنها اصرت قائلة- لا .. تأثرت عينيه و هو يحدق بها .. لم يعد قادراً على المقاومة بتاتاً .. كسر كل الحواجر عندما ذبلت عينيه و هو يقول بصوت مؤلم يندمج بالحزن ..- حكايتي مع حورية جميلة .. شدتني و اسرتني .. ثم قتلتني بدون علم ..اطلقت شهقة خفيفة و هي تحدق به مذهولة فابتسم بألم .. و اقترب اكثر ليجعل المسافة بينهما قريبة اكثر .. اكمل بعينين حزينتين امتلأت ألماً و بنبرة جريحة اكمل- سأحكي لك قصة .. لم ينتظر جوابها فاكمل حكاية لبحر جريح ..حكى حكايته عن حوريته بألم فكنتُ مثل حكايته بالضبط ...تاهت عينيها غير مستوعبة لما يجري لروك من تغيرات مؤلمة في وجهه .. لكنها قررت أخيراً الاستماع له .. ^_^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09-22-2017, 09:46 PM
 
[frame="1 80"]الــــبارت الثاني عشر
..............................
أنت لي ..!
..............................



كانت منسجمة بالقراءة كثيراً .. وجدت أن هناك الكثير من الكتابات لم ينشرها في الصحف .. كتاباته كانت مبهرة ..شعرت بأن
كتاباتها لا تساوي شيء امام قلمه المبدع .. شد انتباها بعض الكتابات المكتوبة في الورق ... أرادت أن تسأله عن أشياء كثيرة ..
لكنه لم يكن معها .. شعرت بالوقت يمر خشيت أن يسألها السيد شارلي عن تأخرها فأخذت تقرأ ما يشد انتباها اكثر من العناوين
وهي تعد نفسها بقراءة ما تبقى لها في يوم آخر ...بعد مرور أكثر من ساعة و هي تغوص بين الدفاتر و الأوراق لاحظت غياب روك حملت
بعض الأوراق وخرجت من المكتبة .. الهدوء كان يعم الشقة.. لمحت باب غرفته المفتوح .. طرقت الباب فلم تسمع رداً .. دخلت بهدوء فلمحته
في الشرفة .. واقف بهدوء .. تقدمت أكثر لتلاحظ شروده .. يحدق بالخارج بشرود كبير .. مشت خطوتين لتدخل الشرفة ..
و كأنه لاحظ تواجدها معه .. التفت خلفه ليجد سلين تقف خلفه تحدق به بذهول ... عقدت حاجبيها قائلة
- تبدو شارد الذهن
رسم ابتسامة هادئة .. فتقدمت أكثر سألته بفضول
- بمَّ أنت شارد ..؟ ابتسمت بخبث مكملة اعترف أيها الخبيث .. هل دخلت في قصة حب غرامية ..؟
و كأن كلامها جاء على الوتر الحساس اطلقت ضحكة خبيثة عندما اغمض عينيه محاول أن يهدأ فاكملت
- هيا اخبرني روك .. ضربته بخفة على كتفه مكملة من تلك الفتاة غمزت قائلة .. غبية لو لم تكن تحبك ...
- حقاً ..
استغربت عندما استمر على هدوئه .. لم يتجاوب معها بتاتاً .. بدا لها كالطير الجريح .. و لأول مرة ادركت كم روك رومنسياً من خلال
تلك الكتابات الرومنسية التي وجدتها معه .. لمح الاوراق بيدها مستفهماً و كأنها فهمت عليه سألته ..
- أكل هذا الغزل الذي خطه قلمك في هذه الأوراق لحبيبتك ..؟
أشاح عنها نظراته بهدوء بدا مجروح و هو يحدق بالشارع .. مما جعلها تشك انها ازعجته حقاً .. تمتمت بعينين ذابلة .. روك ..
لم يرد عليها اقتربت لتمسك بذراعه ثم قالت برجاء ..
- أرجوك اخبرني عن حكايتك .. صدقني سأساعدك كثيراً .. تأملها بهدوء فاكملت يمكنني بكل سرور أن اجمعك مع حبيبتك لو اردت ..
عندما لمحت عدم الرضا من عينيه اكملت .. صدقني ساحاول ..ابعد كفها عن ذراعه بلطف و كأن لمستها تأثر عليه فقالت
- لا تتردد روك .. اخبرني عن حكايتك ..
اعاد نظره لها لتلتقي بعينيها اللامعة ..بجدية سألها
- لن تنصدمي ..
بثقة ردت
- لا
فرد عليها ..
- لن تهربي مني ..
حركت رأسها بالنفي
- لا ..
و آخر مرة قال بضعف
- ولن تكرهينني ..
استغربت من اسلوبه لكنها اصرت قائلة
- لا ..
تأثرت عينيه و هو يحدق بها .. لم يعد قادراً على المقاومة بتاتاً .. كسر كل الحواجر عندما ذبلت عينيه و هو يقول بصوت مؤلم يندمج بالحزن ..
- حكايتي مع حورية جميلة .. شدتني و اسرتني .. ثم قتلتني بدون علم ..
اطلقت شهقة خفيفة و هي تحدق به مذهولة فابتسم بألم .. و اقترب اكثر ليجعل المسافة بينهما قريبة اكثر .. اكمل بعينين حزينتين امتلأت ألماً
و بنبرة جريحة اكمل
- سأحكي لك قصة .. لم ينتظر جوابها فاكمل حكاية لبحر جريح ..حكى حكايته عن حوريته بألم فكنتُ مثل حكايته بالضبط ...
تاهت عينيها غير مستوعبة لما يجري لروك من تغيرات مؤلمة في وجهه .. لكنها قررت أن تستمع لحكايته العجيبة
فاستمعت له يقول


لو أخبرتك أن قلبي بحر عجيب ...

لو أخبرتك أنَّ في أعماقه صناديق ذهبية
لو أخبرتك أن مفتاحها هو ضحكاتك البريئة
فاعلمي عندها أنك حوريته الحسناء !

لونت حوريتي بحري بجمالها الساحر ...
زالت الأذى منهُ بلطف و منحته الدواء ...

تنهد محدق بملامح سلين المتعجبة فاشتد ألماً و هو يكمل

.... بلمستها الحنونة .....
... بعينيها الجميلة .....

و بابتسامتها اللذيذة تراقصت أمواجـــه...
و عندما مرضت كائناتي غاصت تنقذهم ..
و رفعت رأسها في وسط البحر بكل سرور
فارتجف بحري و هو يحدق بحوريته مندسة في أعماقه ..
بدا شعرها كليال سوداء ...
و برقت عينيها كالنجوم فهمست لي بلحظة
أن المستحيل في بحري ليس له وجود
و عندما أردت الجواب .. وجدتها فجأة تخرج
تخرج من أعماقي نحو الشاطئ.. كانت كعصفور أبيض جريح ..
فنسيتُ كل شيء و أنا تائه بجمالها ..
و بلحظات كانت واقعة في شباك الصياد ...

اطلقتُ صريخاً هز الجبل الذي أحاطني...
و أنا انظر لها في شباك صياد ساحر ...
فنظر لي الصياد مستمتع بفريسته و بلحظات
هبَّ مغادراً شاطئي فلم اسمع بعدها سوى
أنين حوريتي الحسناء ......


اطلقت شهقة أخرى .. وهي تحدق بروك الذي اغمض عينيه غير قادر على الاكمال بينما اندمجت حواسها معه .. فاكمل بغصة

تلون بحري بدمائها ...
و عندما أوشكت كائناتي على تنظيف بحري ..
صرخت واجماً .. بأني اعشق حتى مذاق دمائها ..
فغضبت الكائنات و تخلت عني ... فيما ذبلت اعشابي مستسلمة..!
و هبت أمواجي غاضبة تصفع الصيادين بقوة ...!
فرفضت القوارب الخشبية السير علي ..
و ماتت الكائنات فطفت على سطحي
فاصبحت ملوثاً بدم غيرها ..
بدوت قبيحاً لدرجة أنَّ ضوء القمر في ليلة سوداء
لم يستطع أن يزيد حلتي جمالاً .. !
البحر كان غاضباً لم يأبه لفراق أحـــد ...
لم يحزن على كائناته كما حزن على حوريته ...
فحزن القمر من منظري ... و بدا واجماً و هو يحدق بي ...!
فيما اسود جاري الجبل غضباً ...
و حين حل الصباح سألتني الشمس ...
ما بالك أيها البحر ..؟ ..!
كنت كالأمير بحلتك ..
كنت بسمة لمن لعب بمائك..
و دواء لمن ذاق كائناتك ..
ويحك اليوم اليوم كبستان قاحل .. !
لا تكن بخيلاً كالنخلة الحمقاء بخيرها
فهوت في النار تستعر ...!
تبسمت فجأة بألم .. و رديت واثقاً
أنا لستُ البحر يا صديقتي ..
أن البحر هو حوريتي الحسناء..
و حوريتي الآن تحت تأثير شباك صياد ساحر ..
~ فهنيئاً له بهــــــــــا ! . . ~

نعم فهنيئ له بها ... تمتم بضعف اخر كلماته فما كان منها إلا أن ترتجف أكثر .. رفعت عينيها لتصدم بقربه الشديد منها .. عجزت لسانها عن الكلام ..
فيما ارتجف جسدها محدقة بعينيه التائهة وسقطت الاوراق من يدها بدون شعور ... ماذا يقصد ..؟ .. عينيها تأملت وجهه بصعوبة .. فصدمت أن عينيه
كانت اشد ألماً .. تمتم بصعوبة
- سلين ..
لم يجد رداً منها .. بانامله رفع ذقنها بلطف لتقابل عينيه .. لم يجد سوى فتاة ترتجف .. ياريته يفهمها .. اغمض عينيه ثم فتحهما قائل من بين أعماق قلبه
- سلين .. ألا تسمعين نبضات قلبي ..؟ يكاد قلبي يخرج من أضلاعي و أنتِ معي ..
تأمل عينيها التي برقت .. فلمح الدموع المتلألأة في أجفانها ..احس بارتجاف جسدها الصغير ... شفتيها التي كانت ترتجف .. خصلات شعرها التي
تتمايل على وجهها بنعومة .. تمتم مجدداً ..
- سلين اشعري بي ..
رفعت عينيه بقوة نحو عينيه .. اطلقت شهقة بكاء قاومتها كثيراً ... شعر بقلبه يتمزق من بكائها .. لم يستطع مقاومتها هذه المرة .. ضمها بقوة نحوه
و هو يحيط ظهرها بذراعيه الدافئة .. غاصت بين أحضانه تائهة فدخلت بنوبة من البكاء حادة و هي تشعر بذراعيه تضمها نحوه اكثر ..
- أرجوك لا تبكي سلين ..
كيف لا تبكي ..؟ .. روك .. مستحيل .. لقد ظنته لا يكن لها أي مشاعر .. حسناً لماذا لا تفرح ..؟ .. أليس هو رفيقها الحنون .. ..؟
دانيال .. مرت صورته في عينيه فوجدت قلبها يرتجف .. مستحيل .. هي بين احضان رجل آخر .. كيف لدانيال ان يسيطر الآن عليها ..
وجدت نفسها بدون شعور تتبتعد عن روك .. اجهشت بنوبة بكاء حادة و هي تبتعد عنه بخطوات إلى الوراء ..ارتجف جسدها عندما اقترب
نحوها امسك بذراعها و هو يقربها نحوه بلطف ثم حرر ذراعها ليلامس كفه خدها بنعومة وبيده الأخرى مرر أصابعه ليمسح دموعها .. لمحت عينيه الجريحة
قال بصوته الحنون ..
- سلين تأمليني جيداً ..عندما أطالت النظر لملامح وجهه اكمل .. ألم تعرفي من تلك الحورية ..؟ .. ألم تعرفي من هو البحر و الصياد ..؟
اغمضت عينيها و هي تكبت شهقة كبيرة كتمتها بصعوبة حركت رأسها بالنفي لا تريد سماع شيء لكنه اصر مكمل
- أنتِ هي حوريتي سلين .. أنت تعيشين في بحري .. كل يوم .. كل يوم و ثانية أنتِ في قلبي .. نعم في قلبي ...
- اتركني ...
تمتمت بصعوبة قبل أن تدفعه بقوة للتخلص من لمساته تراجعت إلى الوراء رفعت عينيه بنظرات مصدومة غاضبة فاقترب نحوها عندما مد كفه ليلمسها صرخت بجنون
- لا تلمسني .. رفعت عينيها لتواجه عينيه فصعق بالخوف الممزوج بالرفض بعينيها تمتمت .. إياك أن تتقترب روك ..
جمد بمكانه بدون تصديق .. حرك رأسه رافض للحقيقة هتف باسمها برجاء ..
- سلين اسمعيني فقط ...
وضعت كفيها على أذنيها بقوة رافضة أن تسمع شي .. بلحظات مرت صورة دانيال بعينيها .. قالت بصوت مهزوز
- لا أريد سماع أكثر من ذلك ..
و كأنها سمحت له بالكلام حيث قال باندفاع
- .. اعطني فرصة .. ستحبيني سلين ..أنا واثق ..
ردت بألم بصوت مهزوز
- ريتني قابلتك من قبل .. لكن الآن أنا .. بقسوة لم تتعمدها اكملت لا يمكنني أن أحبك ..
اتسعت عينيه ذهولاً .. خوفاً من فقدانها .. فبدا كأسد يجاهد لخروجه من السجن ..كل الحواجز دمرتها بكلاماتها الأخيرة .. بجنون صرخ
- هل تحبيه ..؟ صرخ بعنف .. الوخذ دانيال.. هل سحرك الصياد حقاً سلين ..؟
وجد جسدها يرتجف و هي تسد أذنيها اكثر ترفض سماع اسم دانيال .. جن جنونه فاكمل
- تحبيه .. .. صرخ مجدداً . ليس من بين كل الرجال ..دانيال .. ذاك الحقير لا يستحق حبك بتاتاً ...
فجأة انهارت حصونها انهارت تبكي .. صارخة
- لا روك ..أنا لا أحبه .. أنا اكرهه ..
كانت تدرك أن في كلامه شيء خاطئ ..توقف عن الكلام فعما الهدوء فجأة ليستمع فقط صوت انفاسهما المتضاربة ..
- اثبتي ذلك ..
تمتمت بصعوبة
- كيف ..؟
مرت عينيه على جسدها لتستقر على الخاتم في اصبعها تأمله كثيراً .. فانتبهت على ما يفكر ارتعبت من طلبه المتوقع و حقاً كان كما تخيلت
تمتم بهدوء قبل العاصفة
- اخلعي خاتمه ...فقط اليوم الآن أمام عيني ..
طلبه كان كالصفعة على خدها .. نزلت عينيها نحو الخاتم الألماس الذي يبرق كبريق عينين دانيال الساحرة .. ثم ببطء رفعت عينيها المرتجفتين
نحو روك ..و كأنها تترجاه أن يغير طلبه ... وجدت نفسها فجأة تسأل قلبها لماذا ترفض هذا الطلب .. ؟ ألم تكن تتمنى ذلك ..؟ شعرت بدموعها
تنسال على خديها .. و بدون شعور حركت رأسها بالنفي ..فوجئت بضحكة هستريرية من روك ..ارتفعت عينيها المرتعشتين تنظر له برعب ..
للحظة فكرت انه جن تماماً .. تشحرج صوته و هو يقول
- لقد توقعت .. حرك رأسه و هو يكمل نعم توقعت .. صرخ بعنف ..توقعت ذلك منذُ أن بعتي له منزلك .. منذُ تلك الخطوبة التي قتلتني ..
ابتسم بسخرية وهو يكمل باستسلام نعم.. لا استطيع لومك تبقين فتاة تتأثر تحت جذابية رجولته...

يكــــفي ...

صرخت بعنف و لأول مرة كانت تصرخ على روك .. حركت رأسها و كأنها لم تفهم شيء .. وفجأة هرولت لتخرج من الشرفة داخلة غرفته .. ركضت
نحو باب غرفته لتمسك بمعصم الباب فتحته بيد مرتجفة قبل أن تتعترضها ذراع أعادتها للخلف بسهولة ..
- سلين .. لا ترحلي ..
بتلك اللحظات نسيت انه روك رفيقها العزيز .. دفعته باشمئزاز عنها صارخة بعنف ..
- انت لست روك ..
قبل أن تعاود خروجها من الغرفة مجدداً اعترض طريقها و هذه المرة قاومته بالشراسة فيما كان يرد يتوسلها بالهدوء يصرح لها انهُ لن يؤذيها بتاتاً ..
ركلته بعنف بقدمها فاصابت ساقه مما جعله يغمض عينيه بقوة و هو يكبت شهقة ألم .. حين احس بنفورها منه فتح عينيه باصرار .. و لأول مرة لمحت
ملامح العشق بعينيه كأنه ينظر لحبيبته وليس لرفيقته الصغيرة .. شهقت حينما دفعها ليثبتها عالجدار و بحركة سريعة ثبت يديها بيديه ليمنع حركتها مثبتاً
يديها في الجدار .. بلحظات دام الصمت مع ظلام الغرفة الذي يتخلل إليها جزء بسيط من الضوء من الداخل عبر الشرفة المفتوحة .. وحين مال بوجهه
اكثر ليقابل وجهها بالضبط .. احست بانفاسه تلفح وجهها فلم تكن ترى سوى ملامح وجهه التي تتأملها بعمق .. عينيه الزيتية التي يا طالما وجدت بهما الأمان..
ارتجف قلبها لوضع روك الغريب .. بلحظات فكرت أنها لم تسأل نفسها يوماً هل تحبه .. .؟. لكن كل ما تعرفه أنها تحتاج إليه كما تدرك جيداً أنهُ في نظرها علاقتها
معه تتفوق عن الصداقة .. لكن عقلها يعجز عن أختيار شيء دام شبح دانيال و ظله يرافقها حتى في منامها ..ارتعدت على لمسة أنامله الرقيقة على خدها ..
فانتبهت أنهُ حرر إحدى يديها ليستطيع لمسة خدها الناعم برقة أذابتها ..تشنج جسدها وتصلبت عينيها ذعراً فهذه المرة لمسته كانت مختلفة عن سابقتها لأول
مرة أحست أنهُ يلمسها بحب ..بعشق ... رق قلبها له حينما لمحت الانكسار بعينيه الزيتية انزل عينيه بانكسار ليقول
- أحياناً اسهر الليالي عاجزاً عن النوم ..و حينما اغمض عيني للحظات يأتيني ظلك .. استمع لصدى ضحكاته .. أرى بسمتك .. صمت وهو يغمض عينيه بألم ويفتحمها
ليكمل بغصة .. أرى عيناك .. صمت وكأن العبرة خنقته ثم اكمل .. عيناك التي سحرتني منذُ أول لحظة رأيتك سلين .. منذُ ليلة الشاطئ و أنا أفكر بك ..
لن اكذب واقول بأني احببتك عندها لكن ربما انجذبت نحوك فأنا رأيت شخصاً غريب .. بريء .. شدني إليك طيبتك .. نقائك .. ابتسم بألم و هو يقول
و أحيانا غبائك ... فوجدت نفسي اغرق .. كل يوم اغرق .. و كل يوم اكتشف بك شيء لذيذ و فريد .. حتى قضيتي علي ..سلين انا ..تلعثم وكأنهُ عاجز عن الكلام
لكنهُ قابل عينيها بجراءة ممزوجة بالقوة بخلاف صوته التي يتناقض مع عينيه قال مجازف .. امنحيني فرصة ..بثقة اكمل دانيال لن يفعل لك شيء ..ذاك لا يعرف
الحب ولد فقط لتدمير ..!
كانت تشعر أنها بحلم عجيب ما سمعته من روك شيء مستحيل ..لم تتخيل يوم أنهُ يكن لها أي مشاعر .. لماذا لا أحد يشعر بها ..؟.. يطلب فرصة ..
ارتجفت شفتيها و هي تقول
- روك .. أنت .. نزلت دمعتين على خديها تليها عددة دموع حارة .. لماذا تصمت ..؟ لن تصمت بتاتاً لقد تعبت اليوم حقاً ..ارتعب فجأة من صراخها المفاجئ
بعنف كانت تقول .. روك .. أنت تخيفني !.. قبل أن يفتح فمه ليعترض كلامها و ينفيه هاجمته بكلامها تقول .. أيام ليست قليلة مرت ونحن اصدقاء ..
و بلحظات تقلب الأمور رأساً على عقب .. صمتت و هي تتنفس بقوة نظراً للجهد الذي بدلته في الصراخ ثم اكملت بتأنيب . . ألم تفكر بي ..؟
كنتُ معك أشعر بأني عصفورة اجنحتها أنت ! تعرف كيف أشعر الآن .. رفعت إحدى حاجبيها تكمل بقهر .. اشعر أنني فتاة بلهاء عصفورة
من غير أجنحة ..لقد جرحتني بالشدة روك ..!
أحست بأنها جرحتهُ كثيراً ..تمتم بيأس
- أنا آسف ..
توقعت انهُ يعتذر لما سببه لها من رعب في ختام يومه الذي كانت بدايته جميلة لكنهُ رفع عينيه بيأس ليهمس بهيام مكملاً و موضحاً مقصده
- آسف .. لأني أحبـــك
التقت عينيهما بتلك اللحظة ..فغاص ببحر عينيها الجميلة .. يحبها .. يعشقها كثيراً .. اغمض عينيه يحاول ضبط مشاعره المتخبطة ..
فتح عينيه بصعوبة.. لتستقر على شفتيها الوردية.. بلع ريقه بصعوبة و هو يشعر برغبة بتقبيلها و فجأة مالت شفتيه نحو شفتيها قبل
أن يفاجئ بردة فعل قاسية .. افلتت شهقة بكاء بكبيرة.. ما عادت تحتمل فوق طاقتها دفعته بجنون جعله يتراجع إلى الوراء محرراً إياها..
لم يكن يسمع سوى شهقاتها العالية .. التي لم تستمر قليلاً ترن في أذنيه .. حتى لمحها تحمل معطفها و حقيبتها قبل أن يسمع صوت انفتاح باب الشقة ..
ادرك تلك اللحظة أن حريته ستغارد تماماً ..ظل دقيقة و خيال اليوم يمر عليه ... لقائهم في الصباح تناولهم للغداء معاً .. تناولهم لوجبة العشاء .. صرخاتها .. ضحكاتها ..
شريط اليوم مر بذاكرته كالخيال.. بلحظات عاد للواقع .. سار بغرفته كالنمر المفترس قبل أن تحط يداه على الطاولة ليرمي كل ما عليها
بعنف على الأرض .. ايقظه صوت تحطم زجاج كأس الماء الذي كان محطوط على الطاولة .. تـضاربت انفاسه بقوة و هو يحدق بأشلاء
الزجاج المتناشرة بالارضية .. كان مثلها تماماً مشتت لا يعرف ماذا يفعل ..؟ استقرت عينيه على باب الشقة التي فرت منهُ سلين .. قبل
ان يصرخ باسمها بعنف .. وهذه المرة دفع الطاولة الخشبية كأنهُ يفرغ ما بداخله من قهر و ألم ...ثم هب كالأعصار يلحق بها ..

كانت تركض بجنون .. فيما تشعر بدموعها تسيل بغزارة على خديها .. زاد انهيارها اكثر حين لمحت روك يحاول أن يلحقها ..
توسلاته كانت ترن بأذنيها كالصدى..أستطاع أن يلحق ركضها التي كان عبارة عن ركض خفيف بالنسبة لقدرته في الركض ..
اعترض طريقها حين امسك بذراعها بكفه .. شعر بأشلاء قلبه تتحطم حين رآها ترتجف من قربها منه ... تخافه .. نعم تخافه ..
انتفض من تلك الفكرة المخيفة بالنسبة له ... عما الهدوء بين الطرفين ليستمع فقط صوت انفاسهما المتضاربة ..و فجأة شعرت بالشيء
الذي كان يتساقط عليها ليبللها ارتفعت عينيها لسماء لتـتلقى قطرات من ماء المطر تتساقط برفق عليهما معاً لاحظ أنها الآن انتبهت للمطر
لم يسمح لها بالكلام فقال مهاجماً بصوت خشن
- ثامن و عشرون عاماً مرت من عمري .. فيها لم أركض بعد فتاة كما فعلتي بي ...
وضعت كفها على شفتيها لتمنع شهقات بكائها القوية .. اكمل
- سلين .. أنا لا اقدر على خسارتك .. أنت حياتي ..
حركت رأسها بالنفي بعنف و كأنها ترفض الفكرة ... فقال باندفاع
- لو تخشين السيد دانيال والسيد شارلي .. سأحررك منهما بطريقتي الخاصة لو كنتِ لي سلين ..!
همَّ مندفع يضمها إليها و كأنه يعلن امتلاكها لكنهُ فوجئ بركلة قوية بساقه . . و هذه المرة حقاً ضربته بعنف جعلته يتأوه ألماً .. عاجزاً عن اللحاق بها ..
حدق بها و هي تركض حاملة حقيبتها ومعطفها على ذراعها اليسرى ... تركض بلا هدف والمطر يبللها ..صرخ بعنف باسمها لكنهُ لم يلقى رد ..

أخذت تركض بدون شعور .. لا تعرف أين تذهب ..؟ ..لم يلاحظ كثير من الناس حاتها فالكل كان يهرب من المطر .. الذي يشتد غزارته شيء فشيء..
حتى لاحظت خلوة الشارع من الناس .. عندها توقفت عن السير .. تحدق بالشارع بغرابة كأنهُ شيء غريب لم تراه من قبل .. كانت كالطفل المشرد ..
بلحظات أخذت تنهار باكية و كأن الأمور بدأت تتوضح لها لقد كاد أن يقبلها .. لقد حاول ذلك..

ســــــــــــــــليــــــن


بلحظات أنهيارها أخذت تدرك بمن يوجد معها بالشارع ..انتفضت حين ادركت أنهُ روك .. لقد لحقها .. ادارت وجهها للخلف فلم تجد احد ..فأعادت
نظراتها للأمام ..لتجده واقفاً على بعد ستة أمتار تقريباً منها .. هدأت فجأة محدقة به بسروال جينز اسود و قميص اسود مشمر اكمامه ليظهر شيء من ذراعه ..
فيما كانت أول زرين فضيتين من قميصة مفتوحة ليظهر أعلى تفاصيل صدره ....شعره وجسده كان مبلل بالمياه و مع انعكاس ضوء القمر بدا كأمير
وسيم ... تمتم مجدداً بصوت خافت و عينيه تمر على أنحاء جسدها المبلل بالمياه
- ســلين ...
أنهارت بتلك اللحظات محدقة بآخر شخص توقعت وجوده .. و كأنهُ كان دواء لها بتلك اللحظات ..افلتت حقيبتها و سقط معطفها من ذراعها
و هي تنظر له ... ملامحه رغم أنها لم تمتلأ بالحنان و العطف إلا أنها كانت خالية من القسوة كانت هادئة فيما عينيه كانت تلمع دفئاً بخلاف
ملامح وجهه الهادئة .. بدون شعور تمتمت وقد توقفت عن البكاء
- د...دانــ...يال
بصوتها المرتجف تمتمت باسمه .. و حين لم تجد ملامح سخرية منه شعرت بشعور غريب نحوه ... و شعرت برغبة بالبكاء وهذه المرة لم تعرف لماذا أرادت البكاء ..
صرخت باسمه من اعماق قلبها .. فيما اندفعت فجأة بدون شعور نحوه ألقت جسدها بين أحضانه تبكي بعنف فيما استقرت كفيها خلف ظهره و هي تجهش بنوبة كبيرة
من البكاء.. تأمل جسدها بين أحضانه بغرابة ارتبك من وضعها الغريب ... شفتاه لم تزينها ابتسامة مواساه فيما يخلاف وجهه الذي بدا لأول مرة كأنهُ يريد مواساتها لكنه
يعجز عن ذلك ..تمتم بهدوء
- سلين .. اهدئي قليلاً...
فوجئ عندما أخذت تدس نفسها بين أحضانه بقوة و هي تشد كفيها خلف ظهره و كأنها تطالبه بالحماية .. بلطف استطاع أن يبعدها عنه قليلاً ..اشتد المطر
اكثر ليبللهما بشدة .. ارتفعت عينيها الدامعتان تحدق به فيما ارتجف جسدها برداً .. امسك ذقنها بين سبابته وأبهامه بلطف و رفعهما لينظر إليها بشكل أوضح
- لا تخافي أنا معك ..
استغرب حين امتلأت عينيها بالدموع مجدداً و كأن جملته اثرت بها كثيراً .. غريب أمر الفتيات هذا ما قاله بداخله ..تأوه فجأة حينما شعر بقبضة يديها
تندفع بقوة نحو صدره لتضربه بقهر ..من بين دموعها هتفت
- أين كنت ..؟ .. خائفة كثيراً .... أنا خائفة دانيال ...
ادرك في تلك اللحظات أنهُ لم يصل في الوقت المناسب اشتدت عينيه غضباً .. امسك كتفيها بقوة ليعيقها عن ضربه ثبتها فعجزت عن الحراك مال بوجهه
نحوه لتفاجئ بتلك العينين الغاضبة همس من بين اسنانه
- الحقير.. هل أذاك ..؟...
صمتت تنظر إليه فقال بصوت بدا اشبه بفحيح الأفعى
- اهتفي سلين ..
حركت رأسها بالنفي .. ثم هتفت بصوت باكي
- لا تتركني دانيال ..
ارتجفت برداً بتلك اللحظة حين اشتدت الامطار غزارة أكثر فهي بملابس خفيفة ولا ترتدي معطفاً ..ارتخت يديه لتنزل من كتفيها و ترتفع نحو خديها المبللة بدموعها
و بماء المطر ..حوط بكفيه خدها ..ثم همس
- ترتدين ملابس خفيفة .. أخشى عليك البرد ...
ابتسمت بصعوبة ابتسامة باهتة كم فرحت حين صرح بخوفه عليها .. بلحظات وجدت نفسها تقول بدلال غير مقصود و هي تهز رأسها بالإيجاب
- نعم .. اشعر بالبرد ..
شعرت بكفه تنزل من خدها لتمسك بذراعها و لم تكن ثواني حتى جذبها بلطف نحو جسده .. عانقها بخفة هامساً في أذنها
- سلين .. أنتِ ...
توقف عن الكلام فجأة .. و فجأة أيضاً شعرت به يعانقها بقوة ... عانقها بقوة و هو يضم جسدها نحوه .. فيما لم تكن سلين تعرف بتاتاً سر ذاك العناق
الشديد .. ببساطة لأنها لم تلمح تلك العينين الزيتية خلفها التي كانت تحدق بهما بألم فيما تشع حقداً نحو دانيال .. استمر يعانقها و كأنهُ يواسيها .. حتى بدأت
نوبة البكاء بالتوقف قليلاً .. شعر بها تريد التحرر منه .. فلم يمانع بذلك خاصة لمح روك يغادر بخسارة..بتلك اللحظة أنتابه سعال قوي ..
مشى سائراً نحو حقيبتها و معطفها المرمين في الشارع حملهما ثم استدار خلفه ليجدها واقفة تنظر إليه .. توسعت حدقتي عينيها متأملة ملامح وجهه المتعبة
بلحظات تذكرت مكالمة السيدة رابينا .. راقبته يقترب نحوها بتعب أخفاه و هو يتصنع القوة حين اقترب نحوها امسكها من ذراعها ليقتادها نحو سيارته دون
حديث مشى ليخرجها من الشارع و هي تستجيب لتحركها معه .. اغمض عينيه بتعب واضح وكأنهُ يعجز عن السير ...فجأة ارتخت قبضته من ذراعها ..هتفت باسمه
بضعف حين راح يبتعد عنها ليدخل بنوبة سعال كادت أن تقضي عليه ..استند على جدار إحدى العمائر و هو يحاول ألتقاط انفاسه .. اقتربت نحوه تقول بخوف
- دانيال .. لم تكن تعرف ماذا تقول له بالاساس فاخذت تكمل ..دانيال رد علي .. هل أنت بخير ..؟
وضع كفه على فمه ليكبت سعال كان يداهمه من الصغر .. أخيراً استطاع ألتقاط انفاسه ليقول
- السيارة في الشارع الثاني .. راقبته يخرج مفتاح ألكتروني من جيب سرواله و هو يمده لها اكمل و هو يلهث من التعب ..
- ادخلي السيارة فالمطر غزيز ..
حركت رأسها بالنفي ثم قالت
- و أنت .. !
اغمض عينيه بتعب ثم قال
- احضري البخاخ من السيارة ...
- بخاخ ! ..
ادركت من صوته المتعب أنهُ يعجز عن السير لسيارة .. لكن كلمة بخاخ شدت انتباها و تذكرت فجأة أي مرض يضطر الشخص لاستخدام البخاخ ..
اطلقت شهقة و حدقت به مذعورة و كأنه فهم الأمر رسم ابتسامة باهتة ثم رد
- لا تقلقي ... أنا بـخير ...
شعرت أنها ستموت لو أصابه مكروه .. الربو .. أول احتمال صادفها عندما رأته مجدداً يدخل في نوبة من السعال ..لم تعرف كيف تخيلت أن الهواء سينفذ
منه حتى يموت .. هرولت تقترب منه غير مبالية لتلك الأمطار الغزيرة التي جعلت منظرهما كمن خرج من وسط البحر ..
- ارتكأ علي ..
رفع عينيه الرمادية لتلتقي بعينيها فسرت قشعريرة في أنحاء جسدها .. حثته بعيناها على الصمود.. تلألأت عينيها بالدموع برجاء نظرت إليه وتشحرج صوتها وهي تقول
- دانيال .. تشنج جسدها وهي تتأمله متعب بشكل فظيع .. أنت مريض .. .تأملتهُ ملياً تنتظر رداً فلم تجد سوى السكوت .. صرخت بعنف كأنها تلوم سكوته ..
لا تــمرض بسببي أرجوك .. ازداد صراخها مكملة .. أنا استحق .. انا فتاة صمتت ثم اكملت.. حقاً أنا حمقاء .. سكتت تحاول أن تلم شتات افكارها .. أنت رغم
صفاتك السيئة أنا لازلت أخاف عليك .. عضت على شفتيها تمنعهما من الارتجاف فيما اغمضت عينيها بعنف لتكمل بألم .. لا تموت أرجوك .. لا تفعل بي ذلك ..
ثم انهارت تبكي بعنف ..
شششش سلين ..
حين فتحت عينيها ..شعرت بجسده قريب منها لم تعرف متى تحرك ليقترب منها لكنها اسندت رأسها بضعف على صدره ..تعبت كثيراً ..ثواني مرت قبل أن تشعر
باصابعه تتخلل بين شعرها المبلل ..لنمشي .. هتف بتلك الكلمة ثم ابعدها عنه سار فلحقته محاولة السيطرة على مشاعرها الغريبة التي انفجرت فجأة .. دخلا
الشارع الآخر فلمحت سيارته الرمادية تسقط الأمطار عليها بغزارة .. شعرت في ذاك الوقت بالبرد يكسر عضامها فوجدت نفسها ترتجف برداً و هي تركض نحو السيارة
لتلحق دانيال الذي فتح باب السيارة عبر المفتاح الألكتروني ثم اعتل مقعد السائق ..فيما ركبت سلين المقعد الأمامي ..راقبته يبحث عن شيء بالسيارة .. بين تلك الأكياس
المليئة بأغراض مختلفة .. فأكياس تحتوي على بعض الاوراق كما لمحت .. والآخر كتب ضخمة .. مجلات رياضية .. أغراض شبابية لم تلفت انتباهها كثيراً .. فيما
كان السعال يشتد أكثر ليسيطر عليه ففهمت بتلك الأثناء انهُ يبحث عن البخاخ فاسرعت بجهد تبحث معه .. كان من المفترض أن يجعله في ماكن مخصص
في حالة اصابته نوبة سعال هذا ما فكرت فيه .. نظرت للمقاعد الخلفية و هي تبحث بعينيها عن البخاخ .. لمحت كيس عليه اسم لإحدى الصيدليات .. التقطته بسرعة رهيبة
.. باندفاع أخذت تقول وهي تفتح الكيس
- أهذا ما تبحث عنه ..؟
لم يرد عليها لكنها فهمت الجواب حين أخذ الكيس من بين يديها ثم اخرج البخاخ الذي كان يبدو لم يستعمل من قبل ... راقبته و هو يلتقط البخاخ بين يده التي كانت ترتجف
وضعه بفمه بسرعة اغمض عينيه و هو لازل يرش البخاخ في فمه .. بدأ يهدأ شيء فشيء .. حتى ابعد البخاخ عن فمه و هو يلتقط انفاسه .. انتهت نوبة السعال .. رمى البخاخ
باهمال بالسيارة.. ثم استند على كرسي السيارة براحة وعينيه تنظر لسقف السيارة بشرود ..دقائق مرت لا يسمع بها سوى صوت المطر الشديد الذي يتساقط على السيارة..
لم يكن يلاحظ العينين السوداء والجسد الصغير الذي معه بالسيارة تلك الفتاة الجميلة التي تحدق بكل جزء به .. دقائق ثم جلس مستعداً لتحريك السيارة و كأنهُ يقاوم ذاك التعب
قبل أن يحرك السيارة قاطعتهُ تقول
- سنموت ! ... نظر إليها بتعجب فاكملت .. سنموت لو قدت السيارة و أنت في هذه الحالة .. اتوقع حدوث حادث مرعب لنا ...
ابتسم ابتسامة باهتة فاكمل
- مشهور أنا بقيادتي الجيدة ..
- لستَ و أنت متعب ..
و كأنها لن تقل شيء قال بصوت خافت
- سأصلك للمنزلك اولاً ..ثـ..
اعترضته تقول
- لا .. عقد حاجبيه مستغرب فاكملت .. مستحيل أن ادعك وحيداً بهذه الحالة ..
- أنا بخير ..
باصرار منفعل قالت
- كاذب
فوجئ من اصرارها فاكملت
- على العموم الفلا بعيدة جداً عن شقة روك .. اعتقد أن القصر اقرب لك .. قبل أن يتكلم اندفعت تكمل .. بالحقيقة لا أود الموت بحادث مرعب ..
ابتسم بتعب على اصرارها لكنهُ كان يدرك أنهُ لو استطاع أن يصلها للفلا لكان بغير قادر على العودة للقصر بتاتاً ..قاد بحذر وببطئ .. ولأول مرة كان
يقود بحذر فضيع .. تبسم أخيراً حين لمح القصر .. اقترب الحارس نحوهما و هو يلقي التحية فيما ابتسم بلطف لسلين ولم تفوتها نظرة الاستغراب من منظرهما المبلل
لكنه أعاد نظره لدانيال قائل..
- سيد دانيال . . لا تبدو بخيراً ..
ابتسم بتصنع قائلاً
- أنا بخير ..
رد يقول
- السيد كاسبر اتصل لي والدتك تبدو قلقة عليك .. لم أخبرهما على خروجك بالحقيقة خشيت أن يزداد قلقهما
تنهد براحة ثم قال
- شكراً لك .. تصرفاً رائع ..
ابتسم تقديراً لدانيال ثم اكمل
- هل تحتاج لطبيب سيدي..؟
ابتسم بخفة ليقول
- لا اعتقد ذلك .. كما ترى نظر لسلين ثم أعاد نظره للحارس ولينهي النقاش اكمل .. خطيبتي معي ..
لم يلحظ تورد خدين سلين من ضحكة الحارس الخفيفة .. دخلت السيارة القصر وبدون أي تعليق خرج من السيارة و أعطى المفتاح للسائق ليقود السيارة كالعادة إلى الكراج..
نزلت من مقعدها و لحقته راكضة من قطرات المطر التي لم تتوقف بعد نحو البوابة التي تدخل إلى القصر .. الأضواء كانت مشتعلة .. هدوء كبير كان يعم القصر .. لا يوجد
اثر للخدم .. صرخت حين رأت جسد دانيال يميل وكأنه سيسقط لكنه اسرع يتمالك نفسه حين امسك بطرف إحدى الأرائك بقوة .. ثم رمى نفسه على الأريكة بضعف ..
اطلق تنهيدة قبل أن يغمض عينيه بتعب .. فاسرعت نحوه ..جثا جسدها على الأرض و عينيها تمر على جسده بقلق ..قالت برجاء
- دانيال أرجوك تمالك قليلاً .. قم معي إلى جناحك تحتاج لتخلص من هذه الملابس المبللة ..
استمع لكلامها و وقف بطاعة متصنع القوة لكن لمحة الضعف في عينيه لم يستطع أن يمحيها .. وجدت نفسها تسير معه داخلة السلم الكهربائي ليعم بعدها
الهدوء في المصعد ..أخيراً فُتِحَ باب المصعد فور أن دخلت جناحه الضخم شعرت بقشعريرة بجسدها من الهواء البارد هذا غير معقول فجهاز التكييف كان
شغالاً ..
- جهاز التكييف ومن يستعمله في هذا الجو البارد .. يا لك من غريب .. !
نطقت جملتها وهي تسير نحو الجهاز لتعدل وضعه من برودة لتدفئة ...ثم استدارت له فوجدته يدخل غرفته بسكوت أهو متعب لهذا لا يرد عليها .. أم أنهُ يتعمد
السكوت ..؟ ..بلحظة تذكرت مع من هي و بقصر كبير بمفردهما .. تجاهلت خوفها مفكرة فقط بدانيال يستحيل أن تتركه بهذا الوضع .. حدقت بباب غرفته المفتوح
ترددت قليلاً لكنها قررت الدخول ..دخلت بخطوات هادئة لمحته يجلس على سريره فيما يضع كفيه على وجهه بتعب .. المياه التي كانت تنسال من شعره و رغم
ذلك يجلس بغرفته غير مكثرت بالبرودة القاسية بها .. شعرت بعضامها يتجمد فكيف هو ..؟ أنهُ مريض .. تلك الفكرة ارعبتها .. تقدمت نحو السرير الضخم..
و همست باسمه لم يرد عليها بكلمة واحدة .. فاتجهت عينيها نحو دولابه بدون تردد تقدمت لتفحته بحثت بعينيها عن شيء مناسب له ..
ملابسه كانت منظمة جداً .. فعلى الرفوف وجدت ملابس مكواة لكنها بدأت ملابس يستعملها عند خروجه أو في الزيارات أرادت ملابس دافئة ..استقرت عينيها على
ملابس ضخمة معلقة بمكان مخصص لها .. بينما وجد على بقية الرفوف ملابس مطوية بعناية فادركت كم يحب الترتيب .. مدت يديها تبحث بين الملابس عن شيء دافئ
دون أن تصدر أي فوضى في الملابس
- لا تعبثي بأغراضي ..
أتاها صوته فارتعبت بمكانها فوجدت نفسها تلتقط اول قطعتان وقعت يديها عليهما اغلقت باب الدولاب بارتباك غير ملاحظة لصورتان التي سقططت من ملابسه
سارت نحوه و كأنها لم تفتش بأغراضه مدت له الملابس بارتباك كان لازال جالساً على السرير لكنه هذه المرة لم تكن كفيه تغطي وجهه ..قالت بارتباك..
- خذ حماماً ساخناً ..
وقف بدون أن يتفوه بكلمة فتح دولابه وجدته يخرج منشفتان بيضاء و من مكانه رمى المنشفة عليها فجأة مما ارعبها همس قبل أن يدخل الحمام ..
- لستِ أقل مني تبللاً ..
نزلت عينيها على المنشفة بين يديها و كأنها بدأت تستوعب هزت كتفيها باستغراب لكنها حقاً كانت تحتاج لتلك المنشفة .. فور أن سمعت صوت المياه في الحمام
حتى تنفست براحة ... مررت المنشفة على جسدها بقوة شعرت بالدفئ رغم أن ملابسها كانت مبللة إلا أنها استطاعات أن تشعر بالدفئ ..اتجهت نحو حقيبتها لتخرج
مشط بنفسجي أنيق مررته على شعرها أمام المرآة رتبته قليلاً و هي لاتزال تضم المنشفة إلى جسدها ..سارت بالغرفة ذهاباً و إياباً تقف أمام النافذة تحدق بالمطر ..
ثم تعاود السير مجدداً اتجهت عينيها نحو ساعة الحائط الضخمة اطلقت شهقة ذعر حين كانت xxxxب الساعة على العاشرة مساء مر الوقت ولم تشعر بمروره ..
اتجهت عينيها نحو باب الحمام صوت توقف المياه توقف منذُ دقائق لكن دانيال لم يخرج من الحمام شعرت بالخوف حين فكرت أن مكروه قد أصابه حدقت بباب الحمام
بتردد ثم سارت ببطء نحوه اسندت رأسها على باب الحمام لثوان ..همست بصوت شبه مسموع .. دانيال ..
ابتعدت بسرعة عن الباب خشية أن يخرج ويراها انزلت عينيها إلى الأرض تتأمل لمعانها بشرود قبل أن يلفت انتباها صورتان مرمية بجانب دولاب دانيال ..
تقدمت نحو الدولاب وانحنت تحمل الصورتان تأملت الصورة الأولى بين يديها فرأت دانيال مع رجل كبير إلا أن ملامحه الحادة كانت ظاهرة حيث بدا رجلاً
ذكي قوي .. اطلقت شهقة خفيفة حين لمحت الشبه بينه وبين دانيال..والده .. اول فكرة خطرت في بالها .. تأملت ابتسامة دانيال المشرقة التي لم تستطع أن تراها
على الحقيقة بتاتاً جالساً على كرسي البيانو بثقة راسماً ابتسامة جميلة و والده واقفاً بجوار الأداة يبدو فخوراً بولده ادركت من ملامح الصورة أن دانيال كان
مراهق في تلك المرحلة العمرية ..قلبت الصورة لتقرأ المكتوب عليها لان قلبها حين قرأت
.. أشتاق إليك يا أبي ..حفل موسيقي في ثانويتي.. ثم كتب تاريخ ذاك الحفل ..
صدمت مما قرأته أحقاً يشتاق إليه ..يمتلك قلباً إذن ..اعجبت بالصورة كثيراً أرادت أن تأخذها سراً لكن حين لمحت الصورة الثانية سمحت لنظرها
بمعرفة محتوى الصورة الأخرى توسعت حدقتي عينيها دهشة ..معقول ..آخر ما توقعته أن ترى صورتها بحوزته ..حين كانت طفلة ذات خمسة أعوام
تلك الصورة التي رآها في شقة والدتها تألمت صورتها جيداً وهي في احضان والدتها ..هل نسخ الصورة .. ؟..شعرت بالمنشفة تسقط أرضاً ..
مررت أناملها على صورة برقة قبل أن تسمع صوت انفتاح باب الحمام ..احست بخطواته من الخلف تتقدم لم تأبه من هول الصدمة لوجوده خلفها
توقفت خطواته على بعد بسيط منها فشعرت بلسانها عاجزة عن الكلام..همست بصعوبة..
- سأغادر الآن.. اهتم بصحتك ..
اغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما وسارت خطوتين لتخرج من غرفته بعد أن تركت الصورتان تسقط أرضاً..توقفت فجأة عاجزة عن الحراك حين همس باسمها
احست بجسده يستقر خلفها لم تنظر إليه لأنها كانت تخشى أن تضعف أمامه .. مرت ثوان كساعات ..ابتسم بخفة حين لمح ذاك الارتجاف بجسدها ..
- سلين
تمتم باسمها وهي تشعر بجسدها ينجذب إلى الخلف قليلاً تصنمت غير مستوعبة لما يحدث .. ضم جسدها من الخلف برقة ..ظهرها كان يلتصق بصدره ..انزل
يديه ليحوط خصرها بهدوء فيما مال برأسه ليسنده على كتفها براحة ..عما الهدوء أرجاء المكان فنسيت كل العالم قربه منها دمر كل الحصون لم تستطع
أن تكذب على نفسها هذه المرة شعرت بالراحة ..لم تستطع سوى أن تبتسم ابتسامة باهتة لم يلحظها دانيال ..اغمضت عينيها لثوان و صوته يتخلخل إلى مسامعها ..
- القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ ..
لم تستطع أن تفتح عينيها كأنها تخشى الاستيقاظ من الحلم ..كلماته رنت بأذنيها فلم تستطع أن تفهم مغزاها ..حررها مبتعد عنها ففتحت عينيها و كأن تأثيره قد زال
عنها لمحت عينيه الناعستان المتعبة وجسده الذي سار تلقائياً نحو السرير ليرمي نفسه بضعف ارتعبت عينيها و هي تهرول نحو السرير جثت جالسة بجانب السرير
فلمحت العرق متجمع على جبينه يلهت بتعب فيما عينيه مغمضتان بتعب بدا غير مرتاح حتى و هو مستلقي على السرير ...لم تعرف ماذا تفعل ..؟ بدت مرتبكة للغاية
ابعدت خصلات شعرة على جبينه ثم وضعت كفها على جبينه حرارته ارعبتها ..
- دانيال .. ضربت باطراف اصابعها على خده بخفه .. هل تسمعني ..؟
لم تلقى رداً سوى صوت تنفسه المضطرب فوقفت بارتباك تنظر للغرفة بغباء وكأنها تبحث عن شيء ينقذه ..استقرت عينيها على البراد اخذت تسرع تفتحه
لمحت حبوب مسكنة للألم أخذتها ثم صبت كأس من الماء بسرعة عادت إليه ابتسمت حين رأت عينيه مفتوحة بتعب قالت وهي تقترب نحوه لتجلس على طرف
السرير بعيدة بمسافة مقبولة عن جسده المستلقي بالسرير ..
- دانيال اشرب هذه ربما تفيدك بعض الشيء ..
اخذ ينظر لحبوب الدواء على المنديل بين يديها ففهمت أنه عاجز عن الشرب وضعت الحبوب والكأس على المنضدة ثم وضعت الوسادة خلف ظهره ساعدته على
الجلوس على السرير بعناية اعطته حبوب الدواء فأخذها بهدوء وضعها بفمه مد يده ليأخذ كأس الماء من يدها احست بقشعريرة حين لامست انامله اناملها التي
تحمل الكأس لقد تعمد ذلك لم ينزل عينيه عن عينيها حتى بادرت هي بذلك ..
- تخافين علي ...
اعادت نظراتها نحوه بسرعة يشرب الماء من الكأس وعينيه معلقة بعينيها بثقة رغم ذاك التعب المطل من عينيه ..
- ألن تأخذيه ..؟
انتبهت أنه يعطيها كأس الماء بعد أن شرب منه وهي شاردة الذهن بلعت ريقها وهي تهز رأسها بغباء حملت الكأس وبسرعة وقفت مستعدة للمغادرة قبل أن تتعترضها
كفه التي امسكت بكفها بخفة كتـنبيه لتوقف قابل ظهرها وجه فيما تعلقت عينيها نحو الباب بهدوء قالت بتوتر ..
- أتريد شيء ..؟
بصوته المتعب
- لا تذهبي ..ابقي بجواري . .. تنفس ثم اكمل ..أنت تريدين ذلك أنا اعرف ..
جلست استجابة له بهدوء على السرير تفصلهما مسافة مقبولة تعرف أنه يقول اشياء لا تدخل العقل لم تستطع لومه وهو مريض ..
ارتعبت حين شعرت بيده تلامس يدها اليمنى لم تتوقع تلك الحركة المفاجئة مرر اصابعه على اصابعها بهدوء ابتسم بنصر حين لمح
الخاتم يلمع على اصبع البنصر تحولت ابتسامته لسخرية ليقول
- إذن لم تنزعيه بعد .. ها .. وجهت نظراتها نحوه بغرابة فاكمل بقسوة تمتلأ بالاشمئزاز هل قبلك ثم عرض عليك الزواج كأي عاشق ..؟
هل حقق لك احلامك فأخذك معه نحو عالمه الخيالي..؟ هل تعرفين بحقد اكمل أنا اكره اكره كثيراً .. و أنتِ كذلك لو ذهبت معه بدون تردد
ساقتلك ..
ختم كلامه بحقد فضيع من بين اسنانه قال ساقتلك اخافها تهديده لكنها توقعت أنهُ يهذي فحرارته مرتفعة .. تنفس بقوة نظراً لجهاده بالكلام قالت بقلق اخفته
- فلتهدئ لا داع للكلام .. ستضطر لاستخدام البخاخ مجدداً ..
و كأنه لم يأبه لكلامها حيث قال من بين انفاسه المتضاربة
- أنتِ تحبيه ..
رفعت عينيها لتلتقي بعينيه صمتت ثوان تنظر له بلعت ريقها وهي تكبح سيل المشاعر التي تداهمها بتهور قالت
- نعم .. صرخت وهي تشيح وجهها عنه .. احبه وليس لك أي شأن بيننا دانيال ..
- كاذبة ..
أعادت نظراتها نحوه ...شفتيها كانت ترتجف لم تتوقع رداً بارداً فيما ذبلت عينيها وهي تنظر له باستسلام اكمل
- لا تستطيعين أن تحبيه .. أنا هو ساجنك و أنتِ سجينتي ! ..
حركت رأسها بالنفي باستسلام لا تفهم كلامه المتناقض لم يقل قبل قليل أنها تحب روك كيف يغير كلامه بأقل من دقيقتين .. مريض هو مريض لا داعي
لأن تلومه هذا ما فكرت به بسرها ..اقتربت نحوه اكثر وهي تضع كفها على جبينه وقفت تقول
- سأحضر لك كمادات ..
اعترضت سيرها قبضة يده على معصمها ادارت راسها وهي تغمض عينيها بنفاد صبر تمتمت
- ماذا الآن ...؟ ارتفع صوتها لتكمل هل تود الموت ..؟ .. حرارتك عالية صرخت غير ملاحظة لدمعة الحارة التي نزلت من أجفانها وهي تكمل قلتُ
دعني احضر الكمادات أنت شخص مهمل بصحـ....
- لماذا تبكي ..؟ .. قطع كلماتها .. ثم اكمل لماذا لم تنفصلي عني ..؟ .. لم يسمع رد لها فاكمل ببساطة لأنك غير قادرة على ذلك
اندفعت بصراخ تقول
- لأن الثمن هو جامعتي .. !
ضحك ضحكة خفيفة ثم قال
- كان بامكانك الانفصال يوجد الكثير من الحلول .. اولها روك الذي بكل تأكيد قدم لك اكثر حل .. لكنك لا تريدي ذلك ترفضين الحقيقة لانك تريدين البقاء معي ..
اطلقت شهقة بكاء كبتتها واضعة اصابعها على فمها فاكمل بصوته المتعب ..
- تعرفين لم يغب منظرك يوماً عن عيناي و أنت في احضان روك تلك الليلة المشؤمة تنفس بقوة وقد اشتدت حالته سوء وهو يكمل ..ذاك الحادث اراد تذكيرها
فقال موضحاً حين صدمتك والدتي بالسيارة .تلك الليلة.كنتِ بين احضانه .. ماذا فعلتم تلك الليلة هل .. تشرحج صوته وهو يكمل أتجرأ على الاقتراب منك ..؟ ..
تمتمت بصدمة
- توقف لا تكمل .. تجاهلها وهو يكمل
- اخبريني انك لم تسمحي له بذلك .. اخبريني أنهُ لم يلمس شعرة واحدة منك ..
رفع عينيه لينظر لها كانت واقفة تنظر له مصدومة بذهول فيما عينيها كانت محمرتين أثر الدموع تعض على شفتيها تمنعهما من الارتجاف ..
عينيه كانت تطالبها برد فعجزت التفوه بأي كلمة فيما يده كانت لازلت تمسك بمعصمها ..شد على معصمها بقوة فاطلقت تأوه خفيف قبل
أن تطلق شهقة ذعر حين احست بذراعه تجذبها بقوة لتسقطها على السرير بحركة مفاجئة ...فتحت عينيها مستدركة أنها لم تسقط على السرير
رفعت رأسها ببطء لتصدم أنها واقعة على صدر دانيال ارتكأت بيدها على صدره فاطلق تأوه فتذكرت بلحظة أنهُ مريض انزلت كفها على الفراش
ضغطت عليه كمحاولة للوقوف قبل أن تفاجئ بحركة جسده التي تغيرت لتغير وضعهما تماماً زحزح جسدها من صدره للجهة ذات المساحة
الفارغة من السرير و بحركة سريعة غير الوضع السابق للعكس ليكون هو فوقها لكنه لم يضع ثقله عليها حيث ضغط بكفيه على السرير ابتسم بخبث
حين لمح تلك العينين المرعوبة تترجاه بالابتعاد .. فيما كاد قلب سلين يسقط وقد ادركت أن الصياد قرر افتراسها الآن ..لم يسمع سوى صوت انفاسهما
ومع ضوء الأبجورة الخافت بدا المنظر رومنسياً للغاية ..بلعت ريقها وهي تقول
- دانيال .. ابتعد قليلاً ..
- ماذا لو لم افعل ..؟..
حركت رأسها بالنفي بصعوبة شاعرة أن الهواء قد نفذ تماماً ..رسم ابتسامة صفراء و هو يمرر اصابعه في شعرها المبلل قليلاً اثر ماء المطر ..اكمل
بصوت اخافها
- وماذا لو فعلت ما يدور بعقلك حالياً ..؟ ها ..
توقفت اصابعه تلعب بخصلات شعرها تمتمت برعب
- اتركني دانيال ..ضعف صوتها وهي تكمل ارجوك ..
تأمل وجهها لثوان قبل أن يقول ..
- هل اقترب منك روك من قبل ..؟ .. شد على اسنانه وهو يغمض عينيه بنفاد صبر قائل... اجيبيني ..
نزلت دموعها رعباً بضعف ممزوج بخوف..رسم ابتسامة غريبة سخرية .. لوى شفتيه بغرابة فيما كانت تشعر بانفاسه تحرق وجهها
بقوة .. اسند جبينه على جبينها ففوجئت بجمال عينيه الساحر قال بصوت رجولي خشن
- أنت ..بلع ريقه .. لم أكن اعلم أن عيناك سوداء جميلة .. تشبهين .. تشبهين أميرات الكرتون .. !
ارتفعت انامله نحو عينيها لتزيح دموع كانت متحجرة بأجفانها واصل قائل
- ألا تنوي الاجابة على سؤالي .. ؟
عينيه المركزة في عينيها كانت تمنعها من المقاومة هزت رأسها بالنفي بخفة فيما تمتمت شاعرة بقلبها يدق بقوة
- لا .. لم يحصل أي شيء .. بلعت ريقها تكمل كان لطيفاً بقدر أنهُ لم يستغل ضعفي ..
امسك باطراف اصابعه ذقنها لمحت شبح ابتسامة قبل أن تميل شفتاه فجأة نحو شفتيها بطريقة مفاجئة لها لينهي المسافة بقبلة عاصفية ...لمسة شفتيه على شفتيها
كانت كصفعة قوية على خدها إلا انها كانت كمخدر قوي جعلها تفتح عينيها بدهشة واستسلام اغمضت عينيها بدون شعور فيما زادت قبلته عاطفية و مررت اصابع
يده الأخرى تعبث بشعرها
بطريقة أذابتها لم تعرف كم مر من الوقت قبل أن تخف قبلته شيء فشيء حتى ابتعد بهدوء عنها ليميل للجهة الأخرى ثم عاد دانيال القديم سكوت . هدوء ..
عاد لجهته الأخرى و كأن شيء من الحوار لم يتم لا بل كأنه لم يقبلها بتاتاً فور أن تنفست الصعداء بثوان قفزت من على السرير من الجهة الأخرى بخفة
لم تتجرأ على النظر إليه بتاتاً جرت قدميها نحو باب الحمام دخلت الحمام لاهثة انفاسها كانت غير منتظمة تتنفس بقوة فيما قلبها كان يدق بجنون استندت
على باب الحمام اغمضت عينيها وهي تضع كفها على قلبها وكأنها تحثه على الهدوء ..فتحت عينيها غير مستوعبة لما يحدث فليصفعها أحد لأنها لا تصدق
ما حصل قبل دقائق ..سارت لتحدق بنفسها على المرآة فزعت من شعرها المبعثر أثر لمسات يديه ثم رفعت أناملها بدون تصديق لتلمس شفتيها بخفة ..
همست بصوت خافت
- لقد قبلني ..
لم تستطع أن تمحو ابتسامة ضعيفة لم تعرف لماذا رسمتها .. انزلت عينيها نحو حنفية المياه فتحتها بدون تردد أخذت تغسل وجهها بالمياه الباردة
لتنعش نفسها قليلاً لم تكن تتذكر سوى قبلته الحارة التي اثارتها نعم اثارتها كثيراً .. جسدها يرتجف بعنف لماذا قبلها ..؟ يحبني ..! ابعدت تلك الفكرة
السخيفة من رأسها .. فرفعت رأسها لتنظر لوجهها على المرآة لم تستطع بتاتاً أن تكره تلك القبلة .. أحبتها كثيراً .. كانت غريبة بل عجيبة ..
يستحيل أن تنسى اول قبلة تحصل عليها غريبة ومن شخص غريب ..تذكرت بلحظات دانيال المريض في الخـارج خرجت بعد أن غسلت
وجهها بالماء جيداً لكنها لن تستطع بتاتاً أن تمحي توترها لم تستطع أن تنظر لملامحه فالملاءة كانت تغطي جزء كبير من جسده .. اقتربت بتردد
فلمحت العرق يبلل جبينه اطلقت شهقة خفيفة حين تذكرت الحمى القوية الذي تعرض لها بدون تردد هذه المرة سارت نحو المطبخ صبت ماء بارد
في وعاء فيما لمحت مناشف صغيرة مطوية و مرتبة بعناية على طاولة توسطت المطبخ .. التقطت إحدى المناشف وهي تسير نحو غرفته جثا
جسدها على الأرض بجانب السرير دست المنشفة بالمياه الباردة ثم طوتها بعناية لتضعها على جبينه ثم انزلتها بخفة لتمررها على وجهه ..
تنفس بقوة فيما كانت عينيه مغمضتان بضعف فادركت أنهُ لا يشعر بما يجري معه ..وقفت حين ادركت أنهُ مريض للغاية سارت نحو حقيبتها
واخرجت الهاتف ارتعبت من المكالمات الهائلة من السيد شارلي و رسائل صوتية غاضبة كانت تعرف أن الكذب في هذه اللحظات لن تفيد
معه خاصة حين هددها مجدداً بالجامعة لو لم تأتي خلال ساعة واحدة فانسي كونك طالبة في كلية الأدب هذه الرسالة اثارت اعصابها فوجدت
نفسها ترسل له رسالة باستسلام ..
أنا مع دانيال .. ربما اتأخر كثيراً لا داعي للقلق فأنا لا افكر بالهروب ..
كانت تعرف أنهُ سيهدأ لو عرف أنها مع دانيال تناست تلميحاته التي لن تتوقف وهي متأكدة من ذلك .. لكنها تجاهلت ذاك وهي تغلق الهاتف كلياً ..
عادت إلى دانيال و جلست على الأرض مجدداً أعادت المنشفة في الوعاء ثم أخذت تمررها على وجهه و هكذا مرت اكثر من ساعات على هذه الحال ..
فيها لا يسمع سوى صوت الرعد في الخارج و انفاس دانيال المضطربة غير هذيانه .. فكلمة أبي كانت على لسانه ..
ابتسمت بتعب حين تمتم مجدداً
- أبي .. لا تذهب .. أبي .. أنا اشتاق إليك .. أنا اشتــ...اق لــ...كــ.. ..
كلماته كانت متقطعة النعاس غالبها رفعت عيناها على ساعة الحائط لتفاجئ بأنها تجاوزت الواحدة والمطر يشتدد والنعاس يغالبها بشكر كبير
فيما دانيال انخفضت حرارته قليلاً لكنها لم تزول منه .. اسندت رأسها على السرير قليلاً وهي لازلت جالسة على الأرضية ..قبل أن يداهمها النعاس
انتفضت بسرعة أخذت تتأمل دانيال النائم بسلام ملامحه كانت مسالمة للغاية فلم يبدو كما يكون مستيقظ .. مرة اخرى ابتسمت رغم تعبها و ألم ظهرها
الفظيع لم تسهر على أحد يوماً كما سهرت عليه الليلة ..لقد اتعبها فمرضه لم يكن عادياً راقبته يغمض عينيه بقوة وكأنه غير مرتاح في نومه ..
يبدو أن جسده يؤلمه ..وضعت كفيها على وجهها تقاوم النوم ثم انزلتهما لتنظر لدانيال مجدداً .. لمحت قلم على المنضدة فوق دفتر متوسط الحجم
اخذت قلم الحبر الازرق و اخذت ورقة من الدفتر وضعت الورقة فوق الدفتر لتستطيع الكتابة
لمحت تلك المسافة الموجودة في السرير فدانيال لم يكن نائم على طرف السرير هناك مسافة .. كانت متأكدة أنهُ يستحيل أن يستيقظ فجلست
على السرير وهي تريح ظهرها على ظهر السرير ضمت ركبتيها لتضع الدفتر على ركبتيها.. نظرت لدانيال نائم بجانبها وبلحظة
تذكرت قبلته المثيرة ابتسمت وهي تفرك باصابعها شعرها بحيرة تمتمت
- اممم ماذا اكتب ..؟
نظرت لدانيال ثم قالت
- ما رأيك لو كتبت عنك ..؟ ابتسمت لأنه كان نائم ولا يسمعها .. كأن تلك الفكرة كانت جميلة بالنسبة لها فلأول مرة ستكتب عن شاب دخل حياتها بغرابة
إذن تريد عنوان تحدد فيه نقطة كتابتها .. أنت جميل .. حركت رأسها بالنفي الجميع يعلم أنهُ جميل شيء آخر .. كانت تحدث نفسها بصوت خافت .. رفعت يدها
بفرح هاتفة بخفة .. نعم هو .. أنت لي !
نظرت لدانيال و كأنها تتأكد أنهُ نائم .. عادت نظراتها للورقة .. ثم مسكت القلم بتردد كيف ستعبر هذه المرة ربما يكون التعبير صعباً لأنها لم تكتب
يوماً عن شاب في حياتها .. ابتسمت ثم بدأت تحخ أول الحروف على الورق عنوان خطته بخط جميل كبير على وسط الورقة كاتبة



أنـــــــت لــــــــــــــي !


يوم أن رأيتك كانت أقوى لحظة بحياتي ..
و يوم أن سمعت ألحانك ذاب قلبي بعزفك ..
و عندما حاولت الابتسامة محيت ابتسامتي ..


أنــت لك من السمات لم أرها ببشر واحد


قلبك حجــر فيه تحطمت قلوب منسية ..
شفتاك لا ترسم غير ابتسامات حاقدة ..
أناملك من ذهب مرت على البيانو فعاكست قلباً
تلذذ بتعذيب قلوباً حمقاء وقعت بغرامه !
أما عيناك ...فآه من عينين سحرت بها قلوب البشر ..!
عزفت ألحان أذابت قلبي ..
و تفوهت بكلمات كم حطمتني ....
أ أنت بشر ..؟ .. أم ســاحراً يسحر قلوباً بدون انذار ..؟


آآه ..من قلبي ..آه

يا راسم حياتي ..!
لحظة أن قويت شوكتي هب اعصارك
فتلاشيت كقطع الزجاج بسحر عينيك ..
فحتار قلبي و عقلي ..!
فاردت الهروب فقيدتني بسلاسلك فلذا ..

أنت لي وقلبي لك ..!


بين احشاء قلبي سكنت ..
و في دماء عروقي كنت تسير ..
اخرجتني من وهم الحياة فهي ليس
فانوسي السحري يلبي ماردهُ احلامي ..
اتمناك معي واخشى وجودك ..
ارغب بك كما اكرهك ...
اريدك لي وحدي كما لا اريدك أن تمتلكني ..
ارغب بعنادك وكأني سانتصر عليك ..


أنا سجينة اعشق سجني ..!
أنا سجينة عجيبة ارفض الهروب من سجني ..!
حتى لو جاء المارد يفك اسري !
كم كرهت سجنك ساجني و كم احببت البقاء معه ..!

لازلت انتظر لحظة انتزاع خاتمك من اصبعي ..
فاحذر أن تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ...!
ففي الحقيقة خاتمك هو أنت ..! هو مثلك تماماً
سحر من سحر عينيك ..!

آه لو تعلم اني من دونك ليلاً بلا قمر ..!
شجـــــــر من دون ثمــــــــــــــــــــر !

ساجني سانثر كلمات سرية لك وحدك ..
سجنك لا يعذبني ! ..
بل هو منبع مياه وردية داعبت قلبي ..
و فتحته كما تفعل فراشات الربيع بورد البستان

كل ما تسعدني فقط تلك الأعين الحاقدة الغيورة التي تراقبنا
والكلمات التي تقال كلما نظر أحد إلينا .. يهمسون بحقد

هو لك ... نعم ! .. نعم ! .. حتى لو كانت كذبة فحالياً

أنــــــــت لي ...!





نعم أنت لي .. سقط القلم من يدها على آخر كلمة خطتها .. تمتمت بضعف .. دانيال .. خطيبي ..وضعت ظهر كفها على فمها تقاوم النعاس ...
لكن هذه المرة اغمضت عينيها باستسلام راسمة ابتسامة هادئة لم تشعر بجسدها الذي لم يستطع المقاومة اكثر فاستسلم لنوم فيما ظل قلبها معلقاً
على أمل اقتحام حياة خطيبها الغريب حتى لو مرة في الحلم ..! ..^ــ^

[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09-22-2017, 09:50 PM
 
[frame="6 80"]البــــــــــــارت الثالث عشر.........................................تحيرات .................
تسلسل النور الصباح إلى عينيها من النافدة الكبيرة المفتوحة ليضايق نومها قليلاً ..شي فشيء حتى فتحت عينيها ببطء اول ما نظرت إليه هو سقف الغرفة المختلف عن غرفتها في الفلا اغمضت عينيها ثم فتحتهما مجدداً .. الملاءة تغطي جسدها لتقيه من البرد فيما كانت ملابسها كملابس ليلة البارحة .. ما الذي يجري ..؟ لم تفكر كثيراً لأنها ببساطة تتذكرت كل شيء توسعت عينيها خوفاً لم تلاحظ ذاك الجسد الذي يرش العطر عليه أمام المرآة دفعت الملاءة عن جسدها ثم قفزت من السرير برعب .. بدت غبية جداً و هي تضع كفيها على وجهها من الاحراج لقد نامت بجانبه على السرير .. بحق الله ماذا فعلت ..؟ .. ماذا سيقول عنها الآنيبدو الأمر اكثر احراجاً بعد قبلة البارحة هي لا تستطيع رؤيته سهرت عليه لأنهُ كان نائماً ولا يمكن أن يرى تعابير وجهها بعد قبلته توقعت أنها ستتصل لسيد شارلي ليعيدها للفلا ..- هلا انزلتي كفيك عن وجهك ..؟ .. في الحقيقة لم اشعر بك إلا صباحاً ..انزلت كفيها ببطء ليظهر وجهها ..عينيها تحولت لنظرات استغراب ادركت الموقف حين حدقت بدانيال واقف بقميص من طبقات اللون البنفسجي على بنطال اسود فيما رائحة عطره كانت تنتشر بالغرفة .. بلعت ريقها بصعوبة .. فقال - صباح الخير سلين ..لم ترد عليه من هول الصدمة لكنهُ غادر الغرفة قبل أن يقول -اغراضك داخل الكيس الورقي على المنضدة .. استعدي لذهاب للجامعة ..تحولت عينيها تلقائياً نحو المنضدة ثم سارت تفتح الكيس الورقي دهشت حين وجدت اغراضها كاملة ليوم واحد ملابسها وملازم تحتاجها .. اتجهت عينيها نحو الساعة على الحائط فاطلقت شهقة حين تذكرت جامعتها لازال هناك وقت للاستعداد لكن لم يكن الوقت طويل كما تعتادضربت بكفها على رأسها بغضب قبل أن تهتف بصوت خافت .. حقاً أنا حمقاء ..بسرعة خرجت من الغرفة نحو الصالة فوجدته يرتدي ساعة يده الأنيقة هتفت باسمه بشجاعة- دانيال ..استدار لها ببرود نظر لها قليلاً ثم أعاد نظره ليكمل لبس ساعته بعد أن فهم نظرات عينيها قال- اخبرت السيد شارلي بكل شيء .. لم يكن هناك الكثير من الوقت فطلبت منه أن يحضر ملابسك لذهاب إلى الجامعة هو لا يسوء الظن بك الآن ...رغم أنها متضايقة لاسباب عدة إلا أنهُ أراحها بكلامه ..هتفت بتردد- شكراً لك ..لم ينظر لها لكنهُ قال ببرود أغاضها- لم افعل ذلك لأجلك فعلتهُ لي ..لا اريد أن اصاب بالصداع من خيالات السيد شارلي ..اذهبي وخذي حمام ستفوتك المحاضرة اليوم ..رمقته بنظرات غاضبة لم يراها لكنها استمعت لكلامه أخذت حماماً ساخنا وارتدت تنورة حريرية ناعمة سوداء تصل لركبتيها مع بلوزةحمراء ذات اكمام طويلة تزينها تشكيلات ناعمة ارتدت ملابسها بالحمام لم تجده بالغرفة فاستغلت الفرصة لتنظر لنفسها بالمرآة لفت شعرهاعلى شكر ذيل الحصان ثم رشت عطراً نسائياً برائحة الورد المنعش وارتدت ساعة ايطارها من الكرستال فيما كانت احزمتها من الجلد الاسودارتدت حذاء ذات كعب متوسط الطول احتارت بملابسها القديمة فوضعتهم بالكيس الورقي ستطلب من السائق بعدها أن يأتي ويأخذهم .. حملت أغراضها بإحدى يديها و وضعت حقيبتها الصغيرة على يدها الأخرى بهدوء سارت كي لا يلاحظها دانيال فعدم وجوده بالصالة كان امر رائع قبل أن تتم خطتها وتخرج من الجناح تذكرت بلحظة أنهُ كان مريض توقفت عن السير xxxxxة ماذا تفعل ..؟ هل تتبع نوايهاوتذهب إليه أم أن كبريائها لا يسمح بذلك ..؟ .. هزت رأسها بالنفي قررت بلحظة الهروب لكنها غيرت رأيها بلحظة أخرى ..سمعت اصوات خفيفة في المطبخ فسارت بتردد نحو المطبخ أطل جسدها من الباب المفتوح .. المطبخ كان يلمع نظافة بالتأكيد هو لا يطبخشيء به .. كأنهُ احس بها نظر خلفه ثم أعاد نظراته لثلاجة المفتوحة .. دام الصمت ثوان فقطعه قائل- أي عصير تفضلي ..؟لم تستوعب ما قاله هل يدعوها لشرب العصير بطريقته أم يسألها عن عصيرها المفضل ..؟ لم يسمح لها بالجواب فاكمل- يوجد هنا انواع من العصير .. اممم التفاح ستحبيه كثيراً ..اخرج عصير التفاح الطازج صب كأسان منه على الطاولة فيما كانت تنظر له بدهشة .. تفاح !! لم تكن من عشاق هذا العصير يوماً ..ياطالما أحبت الفراولة او البرتقال تذكرت بلحظات أنهُ يعشق شرب عصير التفاح ذاك حين ذهبت لزيارة العم برون أعطاه عصير التفاحوهو على علم بحب دانيال لذاك العصير .. انتبهت له يضع سندوتشان بالطبق في جهاز التسخين تذكرت سبب مجيئها للمطبخ بدا قد استعاد صحته ..- تناولي طعامك قبل الذهاب للجامعة أمرها كما يأمر شخص طفلاً .. لكنها بدون شعور تمتمت- أ أنت بخير ..؟رفع عينيه لها تمنت أن تجد نظرات مختلفة نظرات توضح لها قبلة البارحة لكنها لم تجد ذلك دانيال هو نفسه بارد .. غامض .. أعاد نظراته نحو جهاز التسخين الذي اصدر صوت دليل على انتهاء الوقت المحدد لتسخين فتحه و حمل الطبق ليضعه على الطاولة قال ..- أنا بخير .. البارحة سهرتي كثيراً تضعين الكمادات لي ..- متأكد ..؟تمتمت بشك فرد عليها- بخير لدرجة أني استطيع الذهاب للجامعة اليوم ..اعترضته بسرعة قائلة- لا يمكنك ذلك .. ... اخفت قلقها حين ظهر بشكل واضح حولت ملامحها لجدية لتكمل .. اقصد ستمرض مجدداً..بأمر قال متجاهل كلماتها- تعالي وتناولي طعامك .. جلس على كرسي أمام الطاولة تأملت طاولة الطعام الصغيرة التي غطت بشرشف أنيق بدا و كأنهُ ليس دانيال من اختاره ..شتمت غبائها وما ادراها بذوق دانيالثلاث كراسي خشبية كانت حول الطاولة سارت بتردد لتقترب من الطاولة مرت بلحظة ذكرى قبلته ليلة البارحة وجدت نفسها تتساءل أي قلب وطباع يمتلكها هذاالرجل ليبرر ما فعله البارحة .. هي لا تجرؤ على البقاء معه وقفت بجانب الكرسي تنظر للأرضية بتفكير ..اه لو يعرف كيف شتت أفكار عقلها رأساً على عقب - هل تعتقدي أن هذا الوقت مناسب لتفكيرك الاحمق ..؟رفعت عينيها لتلقي بعينيه بلعت ريقها بصعوبة .. ابتسم ساخراً قائل باستهزاء- إذن تأثير البارحة لازال قائماً عليك ..اشتدت عينيها بفعل سخريته .. فاكمل- كفاك حماقة رجاء .. فتلك لم تكن سوى قبلة عابرة لا تستحق الارتباك .. القبلة لا تعبر عن الحب سلين لم يعرف كيف أهان قلبها الأحمق .. دمر كل شيء بلحظة ..القبلة لا تعبر عن الحب ..؟ ! .. إذن ما الذي يعبر عن الحب بنظره ..اغضبها كثيراً بتهور قالت..- قبلتك لا تزيدني إلا اشمئزاز .. وفرها لكرستين بالمرة الأخرى ..ألقت ابتسامة سخرية وشعرت بالنصر حين أغاضه اسم كرستين .. بثقة تصنعتها غادرت المطبخ تنفست الصعداء حين خرجت من الجناح .. عدم وجود الخدمو بقية الاسرة كان امراً رائع لها .. نزلت السلالم براحة بهدوء لمحت الباب الفاصل بين الصالة والحديقة فاتجهت نحوه دفعته فكان مفتوحاً .. استنشقت رائحة الهواءالنقي المنبعث من الحديقة الكبيرة .. سارت نحو الأمام قبل أن تمسك بمعصمها قبضة يده ادارات رأسها للخلف لتجده واقفة خلفها لا تفصل بينهما سوى مسافة بسيطةبحزم قالت - اترك يدي ..- سيارتي هنا ..لمحت سيارته الرمادية لكنها عاندت قائلة - لن اذهب معك ساذهب بنفسي ...- وهل طلبت منك مرافقتي ..؟غضبت من الاحراج الذي تعرضت له .. فقالت بحنق- إذن اترك يديابتسم ابتسامة خافتة لم تنتبه لها قال- حسناً .. غيرت رأيي .. يبدو أنني أريد أن اوصلك الآن ..صرخت بعنف قائلة- لستُ دميتك دانيال ..اشار لها بعينيه بالسكوت - اششش .. سينتبه الحراس لنا .. رمقته بنظرات نارية ففهمت أنها بالنهاية ستركب معه مجبورة لذا رفعت ذقنها بشموخ وفضلت مسيارته اعتلت المقعد الأمامي بهدوء حين اعتلى مقعد السائقاشاحت بنظراتها نحو نافذة السيارة تتصنع النظر للخارج فيما عقلها كان مشغول .. اخيراً اوقف السيارة امام مبنى الحرم الجامعي .. دام الصمت ثوان كانتفيه سلين تاكد تموت من التوتر .. فضلت أن تقطع الصمت حين فتحت باب السيارة لكنها تذكرت شيء .. لو تركته يمشي بمفرده لظن الجميع أن مشكلة كبرىحصلت بينهما وخاصة أن أعين الطلاب قد بدأت تنظر لسيارة دانيال ومحتواها بفضول ادركت لو أنها فعلت لكانت اسعدت الفتيات كثيراً ... لكن بلحظةسألت نفسها .. لماذا تهتم ..؟ .. سهل لها الأمر فقال ليقطع الصمت ..- لننزل معاً ..فتحت باب السيارة لتخرج كما فعل هو ايضاً ذلك ..اشاح نظارته الشمسية ليظهر عينيه الرماديتين حرك حاجبيه بمعنى أن تسير معه فطاعته بهدوء ..مشت بجواره وهي تسترق نظرات نحو الفتيات اللاتي يحدقن بهما .. نظرت لساعة يدها حين لمحته يتجه نحو الكفتيريا قالت..- ستبدأ المحاضرة الآن .. توقف عن السير ليقابلها قائلاً - امم .. لا يوجد لدي الكثير من المحاضرات اليوم .. فور انتهائك وافيني إلى الكفتيريا ..ابتسمت بداخلها قليلاً .. إذن سينتظرها لم تعلم من أين جاءت بتلك الأفكار الحمقاء فربما قبلته اثرت بافكارها وشتتها كثيراً ..قالت ببرود- لا داعي لأن تنتظرني ..رد قائل- لا بأس .. سأعمل على جهاز الحاسوب هناك ما يجب علي أن اعمله ..خابت آمالها .. لكنها بثقة قالت- حسنا .. قبل أن تخطو أول خطوة لتبتعد عنها عادت لتقول بتوتر وكأنها تذكرت شيء ..- هل .. هل أنت متأكد..؟هز كتفيها باستفهام فاكملت- متأكد بأنك استعدت صحتك ..ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة قال - انظري لعينيك في المرآة .. لمح الشك والغرابة تطل من عينيها فاكمل .. امم حين تلمحين النعاس بهما ستدركين أني بخير فالكمادات على جبيني طوال الليل كانت تفيد كثيراً ..قال جملته ثم بادر بالمغادرة هو اولاً .. فيما تسآلت عن شيء واحد لماذا لم يختصر كل ذاك الكلام بكلمة واحدة .. شكراً .. تمنت أن تسمع كلمة شكراً لك منه نعم من دانيال لا تريد سماعها من احد سواه ..هل بهذا القدر يعجز عن التفوه بها ابتسمت ابتسامة باهتة .. هي لا تحتاج للمرآةحقا تشعر بنعاس فضيع .. سارت نحو قاعة المحاضرات لتلحق بمحاضرتها ..انتهت المحاضـرة أخيراً لم تكن بتركيز تام بما قاله الدكتور في القاعة .. لمت اغراضها بملل ثم كالعادة أخذت تتحدث مع الفتيات قليلاً و انصرفت بأسلوب جميل من مجموعة الفتيات الملتمة حتى نزلت إلى ساحة الجامعة ..سارت بتوتر نحو الكفتيريا هل لازال ينتظرها ...توقفتعن بعد تراقبه بدون تصديق ..جالساً على الكرسي بطريقة مريحة حيث أراح ظهره على ظهر الكرسي وبيديه كان يمسك كتاباً بينماكانت عينيه منسجمتان بالقراءة فيما حاسوبه النقال كان منطفئ على الطاولة .. أعادت خصلات شعرها إلى الوراء كوسيلة لكسب الثقةبخطوات واثقة تقدمت نحوه انتظرت أن ينظر لها لكنه كان كما يبدو منسجم بمحتوى الكتاب الموسيقي ..تمنت أن تعلم ما يحوي الكتابليجعل حواس دانيال تنسجم معه .. اصدرت صوت دليل على وجودها فاشاح الكتاب عنه ثم بطريقة سريعة اغلقه ليضعه على الطاولةرفع نظراته لها فجلست على الكرسي مقابلة له .. دام الصمت لدقيقة تقريباً ثم قطعته سلين تقول- ماذا تريد مني ..؟ ..لقد طلبتني- ها.!..قالها باستغراب فعقدت حاجبيها غير مقتنعة مرر كفه بشعره ليقول .. اممم نعم فعلت ..زمجرت بملل تقول- اعلم أنك فعلت ..لوت شفتيها بملل كبير حين أخذ يصمت و ينظر لها ببرود أحرقها هل يلعب معها أم ماذا ..؟ .. انزلت عينيها نحو الأرض بملل بينما علا صوت طرقات اصابعه على الطاولة لم تتجرأ أن ترفع عينيها لتراه احست به يعدل حركته على الكرسي تنحنح فرفعت عينيها بهدوء حين التقت عينيها بعينيه سمحتلعينيها أن تتأمله بهدوء ...بينما كان ينظر لها بدون مبالة فجأة اقتحم الموضوع قائل- تـتناولي معي طعام العشاء الليلة...؟- ها ..نطقت بغباء رافعة إحدى حاجبيه .. أتحلم ؟ لا تصدق دانيال يعرض عليها تناول طعام العشاء معه ! ..أشاحت نظراتها عنه تبعد التوتر قليلاً عنهاتمتم مجدداً برسمية وكأنها قبلت بالدعوة ..- سأمر على مشارف الساعة السابعة مساء ..لم تستطع أن تقول سوى - حسناً ..شتمت نفسها بداخلها على موافقتها السريعة لكنها لم تستطع الاعتراض تمتمت - إلى اللقاء ..بسرعة جرت قدميها مغادرة المكان فيما خفقات قلبها كانت تدق بقوة .. السائق كان في انتظارها ركبت بهدوء فور أن وصلت الفلاألقت تحية عابرة نحو السيد شارلي ثم صعدت إلى غرفتها ..أخذت حماماً ساخناً ثم رمت نفسها فوق السرير تعلقت عينيها بسقفالغرفة تأملته بشرود ..قبلت عرض العشاء .. الأمر لا يستحق كل ذاك التوتر صداع شديد سيطر عليهاهي حقاً لم تنام ليلة البارحة لذا استسلمت بدون شعور لنوم عميق ............................................رمى الهاتف على السرير بقوة .. لماذا لا ترد عليه ..؟ زفر بغضب وهو يدور في الغرفة كالأسد في السجن ..لا يستطيع أن يرتاح قبلأن يسمع صوتها يطمئن أنها بخير ..تبهج حين رن هاتفه معلناً عن وصول رسالة التقطت هاتفه يفتح الرسالة بشوق خاب ظنه حين قرأ- روك .. لماذا لا ترد علي يا صديقي ..؟كان المرسل صديقه مايكل رمى الهاتف مجدداً على السرير ثم جلس باحباط واضع كفيه على وجهه محاول تمالك أعصابه ..تفاصيل ليلة البارحة تسيطر على عقله .. بكائها وهي بين أحضان دانيال يشعل النيران في قلبه ..ماذا يفعل ..؟ يستحيل ان يتركها في شباك الصياد سينقذها ..لكن كل ما يخفيه أنها قد تكون واقعة بغرامه .. متأكد أن علاقته بسلين أكبر من الصداقةربما تحبه يوماً ..سينهي عهد صداقتهما لن يخبرها بتاتاً أنهُ يحبها كصديق هو روك الذي احبته الفتيات لرومنسيته الظريفةيا طالما كان تصرفاته تـثير اعجاب الفتيات لا يتصنع الرومنسية لكن طباعه هكذا و هذا ما يخجل سلين دوماً معه رومنسيتهالمعتادة كانت تحرجها كثيراً ..رفع هاتفه مرة اخرى يعاود الاتصال ...حدقت بشاشة الهاتف كثيراً ...هل ترد عليه ..؟ كانت جالسة في الصالة مع السيد شارلي و دانيال الذي قدم لاصطحابها للمطعمفيما هاتفها كان على وضع الصامت لكن ضوء الشاشة كان يضيء باسم روك .. فكرت بأنهُ فعل لها الكثير ومعاقبته بهذه الطريقةربما تكون قاسية يتصل لها من بين لحظة إلى لحظة لكنها لا تملك الجراءة لتحدثه ...رفعت عينيها وهي تدس الهاتف بحقيبتهاالصغيرة بخفة - ماذا قلت ..؟وجهت سؤالها لدانيال الذي سمعته يحدثها لكنها لم تنتبه له .. لوى شفتيه بسخرية أخافتها لكنه عاود يقول - لو حدقت بهاتفك كثيراً سنتأخر على العشاء .. بأمر اكمل دعينا نذهب الآن ..بهدوء طاعته مغادرة الفلا معه فور أن حرك سيارته ليقودها نحو المطعم حتى بدأ التوتر يقتحمها بين لحظة و أخرى كانت تسترق النظر إليهبينما كان هو مركز بالقيادة شعرت بالتوتر و الخوف .. ذاك العشاء ورائه شيء هي تعرف دانيال هو ليس لطيف ليدعوها بنية صافية إلى العشاء- من يتصل لك ..؟ارتجفت من سؤاله الغريب تـتمنى يوماً أن تراه يسألها بحماس دائماً يسألها ببرود و بطريقة لا تعجبها بتاتاً .. اشاحت نظراتها عنه قائلة بجدية متصنعة- لا اسمع صوت هاتف ..- هه .. قالها بسخرية وهو يرسم ابتسامة استهزاء اكمل .. لستُ احمق مثلك هل تعرفين كما حدقتي بشاشة هاتفك ..؟ ! .. هل حبيبك يتصل إليك ..؟ ..صمتت وهي تعيد نظراتها نحوه حدقت به بذهول فاكمل و هو لازال مركز بالقيادة ..ردي عليهسيطلب منك العفو على ما ارتكبه البارحة .. بصوت خشن قالت- لو كان هذا الموضوع سبب دعوتك لي للعشاء فاعدني للفلا حالاً ..وجه نظراته نحوها لثانية ثم أعاد نظره نحو الطريق .. اكملت - روك و أنا علاقتنا لا تخصك .. - لا اعتقد ذلك ..هتف ثم واصل الطريق ..اوقف سيارته نزل فلحقته حدقت بالمكان جيداً باللوحة التي اشارت إلى اسم اكبر المطاعم فخامة في البلاد .. أعطى مفتاح سيارته لإحدى الموضفين ليقودها لمكانها المناسب ثم سارت معه لتدخل المطعم خلعت معطفها لتعطيه للموظفة التي استقبلتهما بترحيب اشارت لهما نحو طاولة بدت محجوزة لهما منقبل سارت بحذاء عال اسود فيما غطا جسدها ثوب اصفر ناعم تزينه ربطة حمراء وحزام احمر .. جلست على الكرسي بهدوء كان المطعم للوجبات الفرنسيةفلم تفهم كلمة من لائحة أنواع الطعام المكتوبة باللغة الفرنسية قالت بحيرة- لا افهم ..! أيوجد من يترجم لنا دانيال ..؟أخذ اللائحة منها مرت عينيه على اللائحة قائل بثقة- لا نحتاج لمترجم .. دعيني اقرأ لك لو كنتِ لا تجيدين اللغة الفرنسية ..صدمت به يقرأ لها بطلاقة و كأنه شاب فرنسي .. أخذ يصف لها الوجبات لكنها لم تفهم شيء لم تذق يوماً طعام فرنسي لذلك تركت لهُ الخيار اختار وجبات لم تعرفها قلبها كان يدق بقوة بينما ظل دانيال صامت .. متأكدة مائة في المائة أنهُ لم يدعوها للأكل فقط وراء هذه الدعوة مصيبة منه لكن ما يحيرها أنهُ هادئ ولا ينطق بشيء فيما كرامتها كانت أكبر لم تتفوه بأي كلمة... حين قدم النادل يحمل الطعام تناولا الطعام بسكوتكان يسمع فقط صوت حركات الشوكة على الأطباق انتهى الطعام فصدمت به يريح جسده على ظهر الكرسي ..كأنهُ لا ينوي المغادرةماذا بقي الآن ..؟ سؤال حيرها تناولا العشاء و ماذا الآن ..؟..شيء فشيء حتى استمعت لطرقات اصابعه على الطاولة تمنت أن يتأملها كما تفعل لكن بالحقيقة كان شارد الذهن عيناه باردتان لا يبدو مستمتع بصحبتها بتاتاً .. تاففت بصوت خافت ثم زمجرت بملل قائلة- ألن نعود ..؟رفع إحدى حاجبيه باستنكار قائل- متأكدة ..؟اطلقت ابتسامة استهزاء وهي تراه يعدل حركته ليبعد ظهره من ظهر الكرسي و ينتصب بثقة فيما كفيه كانت على الطاولة ..قالت- متأكدة ! .. بحق الله راقب ما تقول بت اشعر أني مع رجل آلي وليس بشر ..لوى شفتيه بطريقة استفهام غريبة ثم لمعت عيناها ببريق خبيث ليقول متصنع الغباء بنبرة خبيثة ادخلت الشك في عقل سلين ..- اممم .. احببت أن أريحك قليلاً .. اظن أن وجودي يسعدك سلين ..ظهر في عينيها لمحة غير مطمئنة حدقت به بعدم اقتناع وكأنها تبحث عن ما سيقوله في ملامحه لكنهُ كان غامض بطريقة لم تسمح لها بالتفكير..قالت بكبرياء مقتحمة الموضوع- اعرف انك لم تدعوني لحسن نية دانيال ..فرجاء ادخل بقلب الموضوع مباشرة ..-هه .. بسخرية قالها لمعت عيناها الرمادية كالذئاب اسند كفيه براحة على ظهر الطاولة ثم قرب جسده كوسيلة لتركيز معها وحقاً بلعت ريقهابصعوبة محدقة بعينيه التي استقرت على عينيها بقوة ..بصوت رجولي امتزج بخشونة جذابة مغلفة بالخبث- أنا لك وقلبك لي ..قالها ثم تراجع ليريح جسده على ظهر الكرسي لمح عينيها المبهورتان شفتاها المترجفتان غير مستوعبة لما قال ابتسمت ابتسامة استهزاءثم قالت بصوت مرتجف - احذر أن تصدق نفسك .. اكملت بحقد حيث خشيت أن يسمع ضربات قلبها المتضاربة ..لازلت انتظر لحظة خلاصي منك سأرمي خاتمك بعنف بانفعال اكملت .... ساتخلص منه وكأنهُ شيء قذر ..اطلت ابتسامة ثقة خبيثة منهُ شبك كفيه خلف عنقه قائل- ساكون حذر التصديق لو اخبرتني بأنك تنتظريني هذه اللحظة ..هز رأسه ليقول .. سافعل ما اردتي ..بلحظة ذبلت عيناها .. شيء فشيء أخذت تعود لليلة البارحة قاطع تفكيرها يقول بصوت هادئ يثير الاعصاب- أنت لي وقلبي لك ... ألم تخطي هذه الجملة ..؟ ..امنيتك مستيحلة أيتها الصغيرة ..!كتمت شهقة حين بدت تتذكر ما كتبت .. كلاماته تقارب ما خطته البارحة .. أنت لي وقلبي لك .. فاحذر ان تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ..نعم لقد خطت هذه الكلمات هي .. و وجدت الورقة مرمية بجانب السرير لقد نامت فجأة لذا سقطتت تتذكر أنها دستها الصباح في حقيبة يدها .. رفعت رأسها بعدم تصديق اختفت الكلمات من فمها حلت الصدمة عليها يستمتع باهانتها كثيراً .. قال- حمقاء .. حتى الورقة المعبرة عن قلبك قد رميتها باهمال .. نعم تأكدت لقد قرأها استيقظ قبلها ثم قرأها و أعادها مكانها .. وكأن شيء لم يكن حدثها الصباح و اوصلها للجامعة و حتى المساء جاءيصفي حسابه .. تجمعت الشجاعة بعينيها تقول- تلك الورقة لا تعنيك بتاتاً ... بقسوة قال- بسهولة وقعتي بشباكي .. ظنيتك أقوى ..كانت تود الصراخ لكنها خافت أن تلفت انتباه الناس ..اندفعت تقول باصرار- لا .. لم احبك ..عقد حاجبيه بغضب قائل بصوت بدا اشبح بصوت فحيح الأفعى- لذا احذري أن تحبيني و إلا ..صمت قابضاً على كفه .. لمح الدموع المتجمعة بعينيها فيما قبضت على كفها بقوة لتقول بصوت حاد- و إلا ماذا .. اكمل .. بتهكم اكملت هل ستهينني كبقية الفتيات ..؟ ستفسخ خطوبتنا الغبية .. ؟ أم هناك أساليب وحشية لم اتعرف عنها بعداكملت تقول باستهزاء .. أرني دعني أرى بقية صفات الشراسة بك .. بسخرية قال- لازالت الشجاعة تحوطك .. انتظري قليلاً ساتخلص منك ..بتي كابوساً علي ..كلامه كان جارح جداً شعرت بقلبها يتمزق سالت الدموع على عينيها ولحسن الحظ لم يكن أحد منتبه لهما فصوت الموسيقى كان يعم المطعم..باندفاع قالت- اكرهك .. حقاً تلك اللحظة كانت تكرهه تكره كثيراً باندفاع اكملت .. أنت شخص حقير اكرهك كثير.. اكرهك دانيال .. أناني .. متوحش ..متسلط .. هذا أنت ..هدأت تكمل .. كنتُ حمقاء حين عاقبت روك هو افضل منك أنا احبه هو ..لم تعد تحتمل أكثر أخذت حقيبتها الصغيرة قائلة بحزم- لا تلحقني .. سأذهب لدورة المياه ..جرت اقدامها نحو دورة المياه لسيدات رفعت رأسها نحو المرآة تتأمل الكحل الممزوج مع دموعها ..فتحت حقيبتها لتخرج مناديل خاصة بإزالةالكحل لمحت بتلك اللحظة ضوء هاتفها لازل الهاتف بالوضع الصامت .. روك .. اسم روك زين الشاشة ..حدقت بالمكان الذي هي فيه لم تلمح أحدثم نظرت لشاشة الهاتف بحيرة .. لقد اشتاقت إليه لم تعد تحب دانيال بعد اهانته لها الليلة هي تريد روك .. اغمضت عينيها بألم ما الذي تريده..؟من تحب ..؟ .. لقد اصبحت عاجزة على فهم نفسها مستحيل أن تعاقب روك أكثر ..قررت أن ترد ضغطت على الزر الأخضر ثم رفعت الهاتفبيد مرتعشة نحو أذنها .. صمتت تستمع لصوته الحنون بلهفة يقول- سلين .. مرحبا سلين .. اكمل بتوسل سلين أرجوك ردي علي لا تعذبيني حبيبتي .....حبيبتي شعرت بضربات قلبها تضطرب نطقها بحب و عاطفة استمعت له يكمل
- قولي شيء .. صمتت فاكمل .. حسناً أنا اسف على البارحة .. اعرف أني اخفتك لن اكررها ..سلين قولي شيء لا تخيفيني ارجوك
كلماته كانت حنونه تترجيها بلطف مواسية لها شعرت بكم هي انانية كلما شعرت بالضعف اتصلت إليه تريد قربه في حالتها الصعبة ..
- ر..و..ك ..
نطقت باسمه بارتجاف وبصوت اشبه بالبكاء مما جعله يندفع ليقول
- سلين ما بك ..؟ اخبريني أنك بخير ..اشتقتُ لك كثيراً ...
شعرت برغبة بالبكاء يا طالما احبت سماع تلك الكلمة الآن اشتقتُ إليك كثيراً .. هزت رأسها و انفجرت بنوبة بكاء حادة .تمتمت بضعف
- روك .. أنا ايظن اشتقتُ إليك ..
ابتسم بحب شاعراً براحة لا يصدق ما سمعه هتف قائل
- أين أنت الآن ..؟
ابتسمت من بين بكائها قائلة
- أيمكن أن تجازف و تأتي للفلا بعد حاولي ساعة أو اكثر لكن احذر أن يراك أحد أختبئ بأي مكان حتى آتي إليك
رد بهيام
- لرؤيتك أفعل المستحيل ..
ابتسمت شاعرة بتغير شيء من مزاجها المعكر قالت
- سنتواصل عبر الهاتف ..

ودعته ثم انهت المكالمة.. أعادت تعديل الكحل في عينيها بقوة خرجت من الحمام جارة قدميها بتوتر حدقت بدانيال من بعيد مندمج بهاتفه
النقال...تقدمت نحوه ثم اصدرت صوت دليل على قدومها رفع عينيه من شاشة الهاتف نحوها .. راقبها واقفة ترفض الجلوس قالت بحزم
- سأغادر ..
نظر لها و كأنها لم تقل شيء قال
- ألا تودين تناول المثلجات..
اشتدت ملامحها انزعاجاً ثم قالت
- بلا أريد .. بحدة اكملت لكن ليس معك ..
لوى شفتيه بسخرية قائل
- ألن تكفي عن تمثيل الكراهية ...؟
تاففت بملل فاطلق ضحكة غريبة ثم قال
- لا بأس بتوصيلك ..
نادى النادل ثم دفع الحساب بثوان تجاهل رفضها بتوصيله و قبض بكفه معصمها قادها بصمت نحو السيارة فتح الباب الأمامي
فركبت وهي تشتمه بشتائم مسموعة تجاهلها ببروده و هو يحرك السيارة مغادر المكان.. في الطريق كان الهدوء سيد المكان
حتى قطعه رنين هاتف دانيال معلناً عن اتصال ..رمق الهاتف المرمي بجابنه بنظرات سريعة ثم أعاد نظراته نحو الأمام
استمر رنين الهاتف قليلاً ثم رفعه باستلام نحو أذنه فيما كانت سلين تكاد تجن فضولاً لمعرفة المتحدث رد بهدوئه المعتاد
- مرحباً كرستين ..
لم يلحظ عينين سلين التي توسعت غضباً ..لم تسمع ما قالته كرستين من رد لكن استمعت لدانيال يقول
- أنا بخير و كل شيء على ما يرام ..قال مرة أخرى بعد أن سمع كلامها .. امم لا اعتقد أني مشغول لكن هل الأمر مهم ؟
.. بعد أن استمع مرة أخرى لها رد منهياً المكالمة .. حسناً .. نصف ساعة انتظريني .. إلى اللقاء..

اندهشت من وجود كرستين في المدينة كانت تعلم أنها ذهبت في رحلة مع اسرة دانيال إذن عادوا من الرحلة قبل الوقت المحدد .. فهمت أن دانيال
قد علم بعودتهم قبلها من ردت فعله العادية ..

اغلق الهاتف و لم ينظر نحو سلين التي كانت تكاد تجن من كلامه العادي لقد كان يمنعها من روك بقوة فيما هو يحدث كرستين كما يشاء .. اوقف السيارة
أمام الفلا فتحت باب السيارة لتنزل قبل أن تشعر بكفه تمسك معصمها بخفة ..سرى تيار كهربائي بجسدها صمتت تنتظر ماذا يقول .. همس بصوت أذابها
- لن تقولي إلى اللقاء ..؟
بلعت ريقها بصعوبة صوته كان رقيقاً بطريقة لذيذة..لم تستطع النظر إليه قالت بهدوء
- وهل يهمك أن اتحدث معك ..؟
- لم اطلب منك ذلك .. ألا ترين أن خطوبتا قد شارفت على الانتهاء ....؟ .. كيف لقلبك أن يتحمل سلين ..؟
داست على قلبها بقوة ..قالت وكأنها لم تتأثر
- حين يأتي ذاك اليوم أتمنى أن لا اراك بتاتاً في حياتي ... ذاك اليوم ستشرق شمسي بالنور سابدأ حياتي من الصفر بلعت ريقها بصعوبة تكمل
مع من أحب و مع من أريد ..
بثقة حنونة قال
- ستشتاقين لي ..
شعرت بغصة بعنقها تمنعها عن الكلام حركة رأسها بضعف بالنفي ..فقال مضيفاً
- ملكي أنت .. لن تستطيعين العيش من دوني ..
ردها كان بأنها ترجلت من السيارة بضعف اخفته بهدوئها الطبيعي .. دخلت حديقة الفلا ثم جلست على أرجوحة مريحة .. كانت شاردة بحيرة
بكل شيء كانت تفكر قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها اخرجته بهدوء فور أن لمحت اسم روك على الشاشة حتى تذكرت امره ردت قائلة
- مرحباً روك ..
- انتظرك منذُ اكثر من خمس عشر دقيقة في الحارة الأخرى واقف بجانب سيارتي الزرقاء .. نفذ صبري سليـن ..
ابتسمت على كلامه المندفع قالت
- حسناً ..سأكون عندك ..
دقائق حتى وصلت للحارة ثانية .. كان واقفاُ مستد بذراعه على سيارته ينتظرها بشوق ..حين لمحها من بعيد تقدم نحوها بخطوات سريعة كانت
اشبه من الركض ابتسامته كانت رائعة وقف أمامها أخيراً أراد أن يضمها لكنها تراجعت إلى الخلف مبتسمة قليلاً .. فهم مخاوفها فلم يلومها
تمتم قائلاً
- هل أنت بخير ..؟
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
- نعم .. كما تراني أني بخير ..
عما الهدوء ثوان فقطعه روك قائل ..
- اركبي السيارة ..لو رآني أحد معك لسببت لك مشاكل كثيرة ..
طاعته بهدوء واعتلت المقعد الأمامي ..فيما اعتلى هو مقعد السائق حرك السيارة مبتعد عن الفلا .. لم يكن يعجبه الهدوء الذي
يسود في السيارة لقد فهم جيداً أن سلين استوعبت أنهُ يحبها لذا كفت عن معاملته كصديق و هذا الأمر شجعه فقد بدأت تتقبل فكرة حبه لها
.. صمم على أن يمحي فكرة صداقتهما صمم على أن يعاملها كحبيبة ربما بمرور الوقت تتقبل حبه هو لن يضيع الوقت يعرف
أن سلين باتت أن تقع بوحل دانيال ..نظر لها ثم أعاد تركيزه بالقيادة شجع نفسه على أن يقول بلطف مبتسماً
- أي مكان تفضل حبيبتي زيارته ..؟
رمقته بنظرات تعجب رافعة حاجبيها ابعدت نظراتها عنه قائلة
- لا يهمني ..
ضحك بخفة قائل
- أوافقك .. المهم أن نكون معاً ..
لو قال هذه الجملة قبل أن يصرح بحبه لها لما اهتمت لكنها اصبحت تركز كثيراً على كل كلمة يتفوهها روك .. اوقف السيارة أمام حديقة كبيرة نزل
فنزلت بعده تقدم نحوها ليسير بجانبها عما الصمت مجدداً لا يسمع سوى صوت المارة و صوت اقدامهم على الأرض مرة أخرى قطع الصمت روك قائل
- تعرفين .. أنها المرة الأولى التي يعجز فيها كلانا عن الحديث
توقفت عن السير رافعة نظرها نحوه بذهول فتوقف معها انزلت عينيها إلى الأرض مستشعرة بلمسة أنامله الرقيقة على دقنها ..همس برجاء
- سامحيني ..
انزل انامله من ذقنها ثم وضع كفيه على كتفيها رفعت رأسها تحدق ببريق عينيه الزيتية اسندت رأسها على صدره بخفه كعلامة الرضا ثم ابتعدت عنه
تبتسم .. ابتسامته كانت جميلة وسعيدة جداً شبك أصابع يده باصابع يدها وسار يتمشي معها في الحديقة سألها قائل
- مع من تعشيتي ..؟
ارتبكت ثم قالت
- في الخـارج ..
- أكنتِ وحيدة ..؟
صمتت بتوتر عاجزة عن الكذب فقال بانزعاج بدا من صوته
- مع السيد دانيال ..؟
اغمضت عينيها بنفاد صبر فتحتهما ببطء ثم قالت
- نعم ..
لمحت الغضب الذي برق بعينيه كبت اعصابه وهو يقول
- سأذهب لشراء مثلجات لنا .. انتظريني في هذا المقعد..
ابتسم لها بود فردت الابتسامة وفعلا كما طلب حتى عاد بعد دقائق يحمل مياة معدنية و قطعتان من المثلجات ..رفعت رأسها نحوه منتبهة له فقال
- ما رأيك بالمشي ..؟
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقف تمشي بجواره أعطاها قطعة المثلجات لكنه فوجئ حين قالت
- اعدني للمنزل .. اخشى أن يعرف السيد شارلي بأني لستُ مع دانيال ..
ذبلت عينيه حزنا لقد جرحته حقاً ..لا تقدر حبه بتاتاً تمتم بألم أخفاه
- لم اكن اعلم أنك تخشين السيد شارلي ..
سارت بجانبه وهي تقول بتلعثم حين احست أن كلامها لم يعجبه
- بالحقيقة أنا اتجنب المشاكل فقط ..
ابتسم بألم قائل
- لم اعرفك ضعيفة .. لماذا لا تقولي بكل صراحة أنك تخشين لو عرف السيد دانيال بأنك بصحبتي ..؟ ..!
بانفعال ممزوج بالانزعاج قالت
- بحق الله ماذا تقول ..؟
بصراحة مؤلمة قال
- سلين لا داعي لتكذيب مشاعرك كثيراً ..هل تعرفين كما اتوجع حين يظنك الجميع خطيبته ملكاً لدانيال ..؟
ما يؤلمني اكثر انك بتي لا تهتمين لشيء اصبحت تحت سيطرة المدعو دانيال ..
انزعجت من كلامه قالت بانفعال غاضبة
- توقف عن قول الحماقات ..
برقت عينيه غصباُ توقف عن السير ليقابلها لمحت بريق الغضب الممزوج بالألم بعينيه هتف منفعلاً
- إذن لا افهم لماذا لا تعطي لنفسك فرصة بأن تحبيني ..؟ هل أنا لستُ نوعك المفضل..؟
زمجرت قائلة
- الأمر ليس كما تقول ..بصدق واضح اكملت ..أنت رجل مثالي روك
هز رأسه قائل بنبرة مجروحة
- فهمت .. قلبك مشغولاُ بشخص آخر ..هذا ما يمنعك عن حبي سلين ..
زمجرت قائلة
- سيطول الحديث روك .. لقد بت أجن من سيرة من أحب ..سأعود للمنزل ..
قبل أن تـنصرف هتف قائل بصوته الحنون
- لا تغضبي مني ..
اعتذر بطريقة جميلة مما جعلها تأخذ نفساً ثم تقول
- لستُ غاضبة ..اريد العودة للمنزل فقط
- إذن دعيني اوصلك..
باندفاع قالت
- هذه المرة سأعود بنفسي
- لكن ..
قاطعته بحزم مؤدب تقول
- أرجوك روك .. لم اعد احتمل مشاكل أخرى لو رأنا أحد معاً
هذا اول عذر خطر ببالها بالحقيقة أرادت أن تبقى وحيدة قليلاً ...بدا وكأنهُ اقتنع لكنهُ سألها بشك
- ستردين على اتصالاتي ..؟
هزت رأسها مبتسمة
- سافعل ..
- و تسقبلي مواعدتي ..؟
مرة اخرى ابتسمت قائلة
- لو استطعت ساقبل ..لكنني اعدك ان ابدل جهدي لأراك لأنك لا تستحق غضبي روك .. أنت اروع شخص رأيته بحياتي ..
ابتسم بسعادة شاعراً براحة من كلامها التي جعلته يشعر بانهُ طيراً في السماء.. انصرفت وهي تنظر له عن بعد بين لحظة و أخرى ..
اوصلتها سيارة الاجرى إلى الفلا نزلت بعد أن اعطت السائق أجرته .. دخلت الفلا و انطلقت نحو غرفتها خلعت معطفها ثم جلست
على السرير دقائق بشرود قطع شرودها صوت طرقات باب غرفتها هتفت
ادخل
- سلين ..
أطل وجه السيد شارلي دخل و اغلق الباب خلفه استند على الباب و أخذ ينظر إليها لم تقل لهُ شيء .. قال بنبرة عادية تمتزج بمعاتبة مخفية
و هو يشيح نظراته عنها
- أين كنت ..؟ .. اوصلك دانيال قبل اكثر من ساعة ..
شتمت دانيال بسرها .. ثم قالت
- تمشيت قليلاً ..
أعاد نظراته نحوها فصدمت بالحنان المطل من عينيه..اقترب نحوها كثيراً ليجلس بجانبها على السرير ربت بكفه على كتفها بعطف ..بصوت ابوي سألها
- أنت بخير صحيح ..؟ .. لم يلقى جواب فتابع ..صغيرتي اشعر أني أوذيك كثيراً ..
تلقائياً رفعت عينيها لتلتقي بعينيه ثم انزلتهما بانكسار قائلة بيأس
- جميل أنَّ هذا الشعور يداهمك..
بكفه داعب شعرها الاسود .. وجدت نفسها لأول مرة تشعر بوجود أب لها .. ما بها تضعف ..؟ لماذا تشعر بحنانه الغريب ..؟ ..ارادت لو تنام وهو
يداعب باصابعه الحنونه شعرها نفضت تلك الأفكار على صوته يقول ..
- اشعر بندم فضيع .. هجراني لوالدتك كان اكبر خطأ في حياتي ..ظنيت أني سأعود بسرعة لكنني تأخرت فتحت شركة تلو الأخرى و تناسيت والدتك
بعد سنوات عدت ..صمتت مكملاً بغصة اقسم اني فعلت ..لكني لم أجد أحد لم أجد طفلتي و لا زوجتي ..لأن والدتك كانت قد هاجرت المدينة..

لم يشعر بالدموع المتجمعة بعينيها التي أبت النزول كانت تحدق بكفي يديها المشبوكتان معاً .. لأول مرة يفتح لها سيرة والدتها بموضوع متعمق ..
ذكرى والدتها تأثر بها كثيراً ..بغصة قالت
- افهم من كلامك أنك تلوم والدتي ..
حرك رأسه بالنفي قال بندم
- لا .. أنا المخطئ ..لم ألوم والدتك يوماً ..أنا حقاً نادم سلين
نزلت دمعتان حرتان على خديها و هي تقول
- تركتني و أنا لازلت في أحشاء أمي ..
اغمض عينيه بألم قائل
- اعرف .. لكن اقسم اني لم انوي هجرانكم ..بحثُ عنكما طويلاً وحين اخبرني دانيال عنك لم ينسى أن يخبرني أن زوجتي قد توفت ..
كل ما اريد قوله لك أني حقاً ندمان .. خنقته العبرة وهو يكمل ندمان على كل لحظة مرت من دونكما..
- اعتقد أن وقت الندم قد فات سيد شارلي ..
شعرت باصابعه تمسح دموعها بحنان أبوي دافئ ..رفعت عينيها لتلتقي بعيناه الدافئة تمتم
- رسمت ابتسامات طيلة تلك السنوات لأجلك .. كنتُ على امل أن أراك .. صغيرتي الغالية أنا حقاً اشتاق لاضمك ..فهل تسمحين ..؟
نظرت لعينيه التي تترجاها .. لم ترد عليه لأنهُ لم ينتظر جوابها ضمها بعطف جاذباً إياها نحو صدره .. ابتسم براحة وهو يضم ابنته الوحيدة
استغرب من ردة فعلها الهادئة توقع رداً عنيفاُ قاسياً له ..تمتم بصوت حنون مجروح
- سلين .. أنا اسف .. اسف على كل لحظة مرت و أنا بعيد عنك ..
شعر بجسدها يرتجف بين أحضانه فادرك بأنها تبكي ابعدها عنه بلطف بعد أن ضمها طويلاً حوط بكفيه خدها و هو يبتسم لها بفرح مكسور ..
- والدك يحبك كثيراً .. فهل تعطيه فرصة ..؟
لم تستطع قول شيء .. لأول مرة تجد من يشاركها ضعفها بعد رحيل والدتها ..لا تصدق ذلك ..لأول مرة احست أنه والدها حقاً .. لكن كان صعب
عليها مسامحته بسهولة ..لان قلبها لكنها اشاحت نظراتها عنه بهدوء خوفاً من الاستسلام كأنهُ فهم ترددها قبل رأسها بقلة حنونة ثم وقف قائلاً
- سادعك ترتاحين قليلاً ..قبل أن يغادر الغرفة قال مكملاً سأكون على وعدي سأعوضك سلين ..
رفعت رأسها تلقائياً له فاكمل
- اعرف اني ظلمتك بالارتباط من دانيال .. حاولي أن تجدي حلاً معه يريح الطرفين إذا لم تستطيعي سأتفاهم معه بنفسي ..
لم تستوعب ما قاله السيد شارلي .. لم تتوقع ذلك منه توسعت عينيها دهشة لكنها ذبلت وهي تتذكر كلام دانيال تمتمت بعد أن انزلت عينيها
تحدق بكفيها المشبوكتان معاً قائلة
- لا تهتم لذلك .. اعتقد أن الخطبة قد شارفت على الانتهاء
ابتسم لها ثم غادر غرفتها بينما ترك سلين بحيرتها وحيدة بالغرفة..

الساعات مرت ببطء..كانت مستلقية على السرير بعد أن أخذت حماماَ ساخناً و ارتدت بجامة قطنية ..حدقت بسقف الغرفة بملل لا تستطيع النوم ..
و كيف تنام و هي تكاد تجن لمعرفة أين يكون دانيال ..أهو لازال مع كرستين..؟.. تلك الفكرة أثارت أعصابها ماذا تفعل في هذا الليلة التي أبت
أن تنتهي بسرعة عليها ..هي لا تصدق أنها بسهولة عفت عن روك .. نعم لقد فعلت هو لا يستحق العذاب لكن تدرك جيداً أنها فعلت ذلك لتغيض
دانيال فقط تريد أن تفعل أي شيء يغيضه لكنها تعرف أن ينزعج لأسباب تخصه وليس غيرة عليها .. اه لو كان يغار لكانت قد قضت وقتها
مع روك ..انتفضت على صوت رنين الهاتف معلناً عن رسالة وقفت من على السرير وهي تأخذ الهاتف من المنضدة فتحت الرسالة وهي تفتح
باب الشرفة لتتلقى نسمات هواء عليلة ابتسمت بهدوء حين كانت الرسالة من روك .. تصبحين على خير حبيبتي .. اعتني بنفسك ..
تمنت أن تكون تلك الرسالة من دانيال لكنهُ حلماً من أحلامها ردت على روك .. شكراً لاهتمامك .. ليلة سعيدة روك ..
انهت كتابة الرسالة ثم رسلتها ..حدقت بالساعة في هاتفها كانت العاشرة والنصف مساء تاففت بضجر محاولة نسيان أمر دانيال وكرستين ..
ابتسمت بخبث حين جرت فكرة غريبة بعقلها لم تهتم بالوقت بلحظات أخذت تتصل على هاتف السيدة رابينا ..لم تنتظر كثيراً حتى أتاها صوت
السيدة رابينا جرت ترحيبات معتادة في بداية الحوار ثم قالت سلين بلؤم
- اوه عمتي .. لمَّ لم تخبريني بعودتك المفاجئة .. ؟ كنتُ قد آتي مبكراً لآراك
ردت عليها بحب معتذرة
- آسفة يا حبيبتي .. عودتنا كانت مفاجئة .. لم استطع أن افرح بتاتاً بتلك الرحلة كنت خائفة على دانيال كثيراً ..اصريت على زوجي العودة صباحاً
و رغم أننا اصرينا على اسرة السيد جوزيف الاستمتاع برحلة بمفردهم إلا أنهم اصروا على العودة معنا ..
ردت مطمئنة
- دانيال بخير ..
ابتسمت تقول
- في البداية خفت حين عدنا من الرحلة ولم نجده بالقصر فاخبرنا الحراس أنهُ ذهب للجامعة كدت اموت قلقاُ لكن حين عاد كان يبدو بصحة جيدة ..
يبدو أنك اعتنيت به جيداً سلين ..حقاً اشكرك لقضائك الليل في الاعتناء به ..

اختفى الكلام من لسانها حين ادركت أن السيدة رابينا علمت بأمر قضائها الليلة في الاعتناء بدانيال ... بتلعثم قالت
- اه .. لا تشكريني لم افعل شيء .. ثم انحرفت عن الموضوع مكملة أهو بجانبك الآن ..؟
ردت بسرور ..
- رغم أن الجو بارد لكنهُ يجلس في حديقة القصر ..
ردت بقلق حقيقي
- وماذا يفعل بالحديقة ...؟ الجو بارد سيمرض مجدداً .. تذكرت أمر كرستين صمتت ثم واصلت قائلة أهو بمفرده ..؟
كأن ذاك السؤال لم يعجب السيدة رابينا .. قالت بتوتر
- مع كرستين ..
- كرستين ! .. تغيرت نبرة صوتها لانزعاج قائلة .. ألم تغادر بعد ..؟
- لم تغادر ستقضي الليلة هنا ..
كأن هناك من وجه لها صفعة قوية تلك الساحرة لن تجعل الليلة تمر بخير لن تضيع فرصة بقائها مع دانيال ..صمتت تفكر حتى قالت السيدة رابينا بصدق
- سلين لا تفهي الأمور بشكل خاطئ لقد اصر كاسبر من باب الذوق على والدي كرستين أن يقضوا الليلة معنا .. لكنهم اعتذروا عدا كرستين أرادت
أن تنام معنا اليوم ..
قالت متصنعة القوة
- فهمت .. ثم واصلت بشوق لكن حقاً انا مشتاقة لك عمتي ..
ردت بحب
- و أنا أيضاً ..اكملت بحماس تعالي غداً صباحاً لنتناول الفطور معاً في حديقة القصر سيكون الجو منعشاً ..
- حقاً ..؟
تلك الفكرة اعجبت سلين قليلاً ردت السيدة رابينا بحماس
- غداً العطلة ..جميل أن أراك معنا على طاولة الأفطار ..
ابتسمت بخبث قائلة
- حسناً .. انتظريني غداً صباحاً ..
ضحكت بفرح قائلة
- سيفرح دانيال بقدومك ..تعالي مبكراً
بحب قالت
- و أنا سأفرح برؤيته .. اعتذر على الاتصال بهذا الوقت اتمنى أن لا أكون ازعجتك ..
بعتاب قالت
- ما هذا الكلام ..اتصلي في اي وقت سلين ..
- حسنا إذن .. تصبحين على خير .
اغلقت الهاتف و هي تتوعد دانيال بالغد .. ثم اتجهت نحو سريرها تطالب النوم من أجل أن يحل الصباح مبكراً .. نعم تنتظر الصباح بشوق كبير...^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
  #15  
قديم 09-22-2017, 09:56 PM
 
[frame="5 80"]البــــارت الرابع عشر ........................لشخص واحـــــد فقط !........................
سارت بحديقة القصر بنشاط مستمتعة جداً بجو الصباح المنعش وضعت طبق الخبز على الطاولة و هي تنظر لابنها دانيال جالساُ على كرسي طاولة الأفطار و بجانبه كرستين ابتسمت لهما باشراق فقالت كرستين- ما هذا النشاط سيدة رابينا .. ؟ تقدمين الطعام بنفسك لنا اليوم ..ثم ضحكت برقة فردت عليها بسعادة مبتسمة - اشعر ببعض النشاط حبيبتي ...ثم كيف لي أن لا اقدم الطعام وكرستين الجميلة معنا اليوم ..ابتسمت فبادلتها الابتسامة ..ثم جلسوا حول طاولة الافطار ينتظرون أن يقدم الطعام كاملاً ينقصهم فقط تواجد السيد كاسبر الذي اعتذر بسبب مكالمة طارئة في العمل حيث قالت السيدة رابينا - أمر العمل لا يطاق .. حتى في يوم العطلة لا يمكنه الارتياح قليلاً..- لو فكرتي كثيراً لافسدتي صباحكرددت كرستين عبارتها مما جعل السيدة رابينا تبتسم براحة قائلة- جميلة اليوم يا كرستين .. مشرقة كالشمسحقاً كما وصفتها السيدة رابينا فجمال كرستين كان مغري ..ضحكت برقة وهي ترد عليها- عيناك الجميلة سيدتي .. ثم نظرت لدانيال لعلها ترى تعابير بوجهه لكنها وجدته يصب السكر على القهوة في كوب بدون اهتمام ..بدى شارد الذهن قليلاً تمتمت - دانيال .. دانيال ..احس بكفها الناعمة تلامس ظهر كفه بسرعة أدار رأسه ليحدق بها قال - هل ناديتني ..؟ سألها وهو يزيح ببطء كفه عن كفها ..ابتسمت بدون تصديق قائلة- منذُ زمن لم أراك شارد الذهن كاليوم ..هز رأسه بالإيجاب وهو يعيد نظراته نحو كوب القهوة قائل- أمر ما يشغلني قليلاً- قليلاً ..!قطعت الحوار الغريب السيدة رابينا قائلة ببشرى- دانيال .. لو تعرف من سيشاركنا اليوم طعام الافطار ..لم يفهم كلامها لم يعتادوا على من يشاركهم طعام الافطار ... أنـا ..! لقد وصلت ..فتح عينيه بدون تصديق كأن هذا الصوت يعرفه .. استمع لوالدته تقول باندهاش- وصلتي .. لم اخبر بعد دانيال بقدومك ..سلين تمتم اسمها بهدوء ثم توتر كثيراً لا يعرف كيف سيمثل تلك الحمقاء لقد فاجئته ..وقفت السيدة رابينا من على الكرسي اقتربت تضم سلين وترحب بهافيما لاحظ هو تذمر كرستين الظاهر من عينيها ..هتفت سلين بمرح وهي تتقدم نحو الطاولة ..- وصلت في نصف الحوار ..تقدمت نحو دانيال لامحة بريق غضب بعينيه مالت مبتسمة تقبل خديه قائلة- أن من يشغل بال حبيبي مؤكداً..ضحكت برقة وهي تجلس على يمينه فيما كانت كرستين جالسة على يساره وتقابلهما السيدة رابينا .. كادت تجن من هدوء دانيال لكنه قال اخيراً- اهلاً بك سلين لم تخبريني بقدومك ..غمزت قائلة- احببت أن تكون مفاجئة لك ..نظرت لكرستين قائلة كيف حالك آنسة كرستين..؟بدون نفس ردت- بخــير..اخيرا ابتسم دانيال ليمثل قليلاً من الود - عزيزتي .. هل اطلب لك كوب من القهوة ..؟ ..شعرت بالنصر من تضايق كرستين قالت - اممم ..بعد الافطار ..تأملته قليلاً ثم قالت ..دانيال تبدو متعباً هل عادت الحرارة إليك ..؟سألته وهي تضع كفها على جبينه حرك رأسه بالنفي شعرت بالضحك حين لاحظت حركاته الآلية يبدو متشنجاً من تصرفاتها التي تربكه ..قالت مبتسمة باطمئنان- لا أثر للحرارة دانيال ..رد بابتسامة خفيفة- محظ ارهاق لقلة النوم..عقدت حاجبيها فيما تولد بداخلها شعور الحقد فكرة واحدة دارت برأسها ..دانيال لم ينم بوجود كرستين ..خاصة حين لمحت ابتسامة كرستين الخفيفة قالت- لم تنم !لم يفهم مقصدها حيث هز رأسه بالايجاب ..قلصت غضبها لتحوله لتوبيخ خفيف - لم تشفى نهائياً دانيال .. السهر يرهقك ..ثم اكملت بحب أرجوك حبيبي لا ترهق نفسك بالعمللم يرد لتدخل كرستين المفاجئ حيث قالت بابتسامة خبيثة فهمتها سلين - لقد سهرنا البارحة معناً .. لم يكن من أجل العمل .. نظرت لدانيال قائلة .. أليس كذلك ..؟اغمض عينيه وفتحهما بنفاد صبر هز رأسه بالإيجاب لكنهُ اضاف قائل- سهرت اكثر اتدرب على مقطوعة موسيقية ..شبت نيران في قلب سلين .. تمالكت اعصابها بابتسامة متصنعة إذن ظنونها كانت بمحلها.. رمقت كرستين بطرف عين ثم تدخلت السيدة رابيناتشغلهم بمواضيع مختلفة .. ..بعد أنهوا تناول طعام الافطار ألتموا في الصالة دانيال كان على الأريكة وبجانبه تجلس سلين فيما كرستين جالسة بجانب السيدة رابينا بأريكة أخرى .. كان جالساً يقرأ مجالات لم تستطع سلين حتى قراءة وفهم كلمة مما كتب فيها ... أرادت أن ترضي فضولها بقراءة اسم المجلة على الأقل لكنها لم تفهم شيء .. سألتهُ فجأة- لماذا تصعب الأمور و تقرأ مجالات فرنسية ..؟ .. يوجد مجلات مسلية اكثر بلغة التي نتحدث بها ..اشاح المجلة عن عينيه رافعاً نظراته نحوها قبل أن يرد تدخلت كرستين قائلة بثقة ممزوجة بالفخر ..- اعتقد أنك لا تعرفين أن دانيال يقرأ هذه المجلات فقط ليقوي قدراته بلغات متعددة .. ثم اكملت بخبث ..لم اعتقد أنك لا تعرفين ابسط الأشياء عنه ..حقاً لم تعد تحتمل التجريحات المخفية ..ستريها إذن .. بجراءة مرحة مدت يدها تبعد المجلة عنه بطريقة مفاجأة رمت المجلة على الطاولة الزجاجية فعقد حاجبيه باستغراب و هو يراها تقف فجأة لتمسك كفه تسحبه محاولة أن تجعله يقف قال مندهشاً- ما بك ..؟ !ابتسمت غامزة والنيران تحترق بداخلها ..- أنا هنا .. فلا تنشغل بأحد غيري ..-ها !لم تعطيه فرصة لتحدث حيث زمجرت بتملل يمتزج بغنج فوقف مستسلماً فيما ضحكت السيدة رابينا بفرح .. قادته نحو الحديقة و فور أن ابتعدت الأنظار عنهماحتى حرر كفه من كفها ...قال بغضب من بين اسنانه ..- أيتها الطفلة .. ماذا تفعلين ..؟توقع أنها ستغضب ستصرخ ستتهمه بأنهُ يجرحها دائماً .. لكنها ابتسمت فبدت كالأغبياء وهي تقول ...- رأيت إرجوحة بدت مريحة .. تعال و ادفعني ..اطلق ضحكة استهزاء ثم قال - ادفعك ! ..ما رأيك بان ألعب معك أيضاً ..؟ سيكون مسلياً ..ادركت أنهُ يسخر منها تصنعت عدم المبالة ثم قالت- امم مسلياً .. نعم مسلياً لكن لو رسمت ابتسامة جميلة و ضحكت واصبحت مرحاً قليلاً- اممم فرك باصابعه ذقنه .. إذن أبتسم و اضحك و اصبح مرحاً .. شروط للعب معك ..هزت رأسها بالإيجاب فقال متماسكاً اعصابه- كفي عن التحدث كالأطفال .. ألعبي بمفردك ..- حسنا رافقني ..نطقت باصرار قبل أن يرد شعر بكفها تمسك كفه .. حدق بها باستغراب وجد جسده يتحرك حسب ما تقوده هي اتجهت لمكان بعيد في الحديقة حيث وجدتأرجوحة مريحة لم يكن حقاً يهتم بتواجدها .. ركضت نحوها صارخة بفرح .. ثم جلست وهي تدفع نفسها بخفة من بين لحظة و أخرى كانت تنظر لهُبتشجيع ليتقدم زمجر محدق بها بطرف عين انسحب عائد للقصر قبل ان يبتعد اكثر صرخت بمرح- تعال ..استدار لها محدق بتنورتها الصفراء القصيرة لنصف فخديها تزينها حزام اسود فيما يغطي بقية فخديها وساقيها جوارب صفراء ترتدي بلوزة تظهر ذراعيها اظهرت انوثتها بامتزاجها بلون الأبيض و الأصفر الفاتح فيما رفع شعرها بربطة صفراء أم وجهها لم يزينه سوىكحل بسيط رسم بعينيها ليزيد حلتها جمالاً .. حدق بها و كأنهُ اول مرة يراها .. ابتسم ابتسامة جانبيةعلى نفسه لماذا هو مستغرب من حالتها تبدو لهُ اليوم أكثر اشراقاً ...استيقظ على صوتها الصارخ بمرح- تعال و ادفعني ..رفع حاجبيه مستغرباً .. فواصلت .. ستشعر بالمتعة .. اغمضت عينيها تقول بلذة اممم ..قلبك سينشرح و هموم الدنياستهرب منك .. امم وستشعر أنك طيراً مميز في السماء ...فقط ادفع الأرجوحة و ادفع همومك معها ..مع كل عبارة كانت تغمض عينيها بتعابير مختلفة ..راقبته يعود من بعيد بقميص ابيض مفتوح أول زرين سوداء به ليظهر تفاصيل أعلى صدره مع بنطال ازرق فاتح .. تقدم بابتسامة خفيفة غيرت كثيراً من ملامحه جعلتهُ اكثر جذابة طار قلبها فرحاً .. أول مرة استطاعت تغيير رأيه و أول مرة سمعته يهتف بجدية بدت مرحة نوعاً ما ..- لو اخطأت التعبير .. لأخذت أجرى دفعك يا صغيرة ..لم تستوعب كلامه اكثر لانها فجأة وجدت نفسها تطير إلى الأعلى باندفاع الأرجوحة القوي . اطلقت صرخات عالية فرحة حين اندفعت الأرجوحةإلى الأعلى مجدداً .. طار قلبها فرحاً و هي تهتف بسعادة بدت بعينيها ..- تعال و جرب دانيال .. ستشعر براحة كبيرة ..توقف عن دفعها ثم سار ليقف مقابل لها بدت الأرجوحة تخف سرعتها شيء فشيء أشارت لهُ بجانبها بعينين فرحة ..هتفت- اجلس هنا و جرب ..تأملته يرفع حاجبه و كأن الأمر لم يعجبه شجعته بعينيها فاقترب خطوتان بتردد ثم اكمل المسافة المتبقية بخطوة و جلس بجانبها ..لم تكن حقاً مهتمة بأمره كثيراً كل ما اهتمت به هو اللعب و المرح ..قال - وماذا الان ..؟ من سيدفعنا ..؟بمرح ممزوج بجدية متحمسة قالت- يمكننا دفع انفوسنا ..- تتحدثين بجدية و كأنك تعلميني إحدى الفنون القتالية ..- هههه .. ضحكت بغباء ثم صمتت باحراج حين لم يبتسم حتى .. واصلت تقول .. ساعدني بالدفع ..ازعجها حين أراح ظهره على ظهر الأرجوحة المريح بدا يـفكر وهو برفع رأسه لسماء شابكاً اصابع كفيه خلف عنقه .. صرخت فعدل من جلستهعلى صوتها المنزعج- ترتاح على الأرجوحة ..! .. لم اطلب منك ذلك ..عقد ساعديه أمام صدره ثم حول نظره نحوها قائل - اممم .. موقع الأرجوحة مكان مناسب للاسترخاء ..- انسان ممل ! ..برقت عينيه بلمعة خبيثة اقترب منها اكثر فرفعت ذقنها بشموخ و كأنها لا تهتم لأمره .. تنحنحت بشموخ فيما توترت حين مال برأسه نحو رأسها تمتم بصوت جذاب كاد أن يقضي عليها- امم ممل .. ترغبين ببعض المتعة قليلاً .. برقت عينيه بالخبث وجه عينيه نحو عينيها مباشرة تعمد تأملها كتنويم مغناطيسي فلمح الارتباك المطل من عينيها انزل عينيه ببطء نحو شفتيهاالورديتان بلذة مال بشفتيه ببطء نحو شفتيها فيما توسعت عينيها من نوايه.. لمسة أنفه الخفيفة على أنفها كانت كافية لتجميع طاقتها ودفعه بكلتا يديها عنها ..كبت ضحكة كاد أن يفلتها لكنهُ اطلقها بخفة حين قفزت من مكانها تقول و كأنها تغير الجو قليلاً .. هتفت بارتباك واضح حاولت محيه بعزمها قائلة- لابد أن تجرب الأرجوحة .. هي ليست للاسترخاء فقط ..ظهرت اسنانه البيضاء لضغطه على اسنانه خشية أن ينفجر بالضحك .. اه كما يستمتع بتوترها و اخافتها .. مشيت لتستقر خلفه تقول - سادفعك ..يديها كانت ترتجف وجسدها ايضاً .. استقرت خلفه لتدفعه بيدين مرتجفتين لكنها لم تستطع فثقل جسده و ارتجافها لم يساعدها بذلك ..تنفست بقوة و حاولت مرة أخرى بكل قوتها لكنه وقف بتلك اللحظة صرخت حين اختل توازنها اغمضت عينيها قبل أن تسقطلكنها شعرت بيدين تمسك ذراعيها قبل السقوط أدارها له لتقابله فعقدت حاجبيها بحنق مما فعله تمتم بسخرية لم تكن جارحة و هو يمسك كلتا ذراعيها مشير إلى كفيها قائل- هل ستدفع هذه الكفين الصغيريتن ثقلي ..؟تحولت عينيها لحيرة فقال متعمد استفزازها و هو يتركها ليعود نحو كرسي الأرجوحة - فكري فكري .. ربما لم تصلي لجواب بعد ..اطلق ضحكة مستفزاً إياها بمرح و حقاً كما أراد اشتعلت غضباً و هي تذهب نحوه مهرولة .. بحنق صرخت حين رأته يجلس على الأرجوحة براحةانقضت نحو تجره من ذراعه بقوة .. وهي تهتف- اخرج .. قم من هنا ... أنا سألعب عملك فقط أن تدفعني..الأرجوحة للعب فقطاستجاب لحركتها حين سمح لها بأن تجره لتخرجه من الأرجوحة ..تحولت ملامحه لاستغراب ثم قال مستفزاً- وللاسترخاء أيضاً ..زمجرت بعنف - ليس كذلك ..- خير دليل أننا لا نملك اطفال هنا .. لقد جلبناها فقط للاسترخاء ..صرخت بعنف كالاطفال لم تعد تحتمل بتاتاً ثم أنهالت بقبضات يدها تضرب صدره بعنف .. سمعتهُ يقول ممثل الألم - آه .. لقد آلمتني ..السخرية واضحة بدت عليه ضربت صدره بقهر و هي تشتمه بشتائم عدة .. ثم بلحظة تذكرت ما تفعله توقفت عن ضربه قليلاً ..فكرت أنها لو تشاجرت معه الآن فكرستين هي المنتصرة بدت تشرد قليلاً و عما الهدوء بين الطرفين ليوقظها صوته يقول - ألن تكملي ضربي ..؟رفعت عينيها نحو ليلمح الحيرة و كأنها لم تأبه لما قال برقت عينيها بلمعة خبيثة قالت - لنخرج معاً ..- ها ! ..ضمت شفتيها باستياء فيما عينيها كانت ترجوه بالموافقة حقاً أراد الضحك .. ما الذي تفعل به هذه الطفلة المتيمة بحبه .. ؟ نعم هو واثقمن هذا .. لم يستطع سوى رسم ابتسامة هادئة كانت كافية لتعرف بها سلين الرد ...بعد دقائق كانت جالسة على على المقعد الأمامي في سيارة دانيال لازلت ترسم ابتسامات غبية تعبر عن فرحها فيما دانيال كان يرتدي نظارته السوداء و هو حقاً لا يعرف أين يذهب مع خطيبته كما يقال .. تذكر توصيات والدته الفرحة بأنهُ قرر الخروج معها لتنزه كمااوصتهُ أن يكون لطيفاً فهي بكل تأكيد تفهم ابنها الخالي من المشاعر ..لم يكن مهتماً بعتب كرستين عليه البادي من عينيها حيث لم يكملالنهار معها .. قطعت افكاره صوت سلين تقول- افتح هذا ..رفع عينيه نحو سقف السيارة حيث كانت تشير له باصبعها .. بهدوء لبى طلبها فصرخت بفرح وهي تتلقى نسمات الهواء العليلة بشكل اكبر ..قال بحزم- كوني اكثر هدوءاً .. لا احب المزعجين بسيارتي ..رمقته بنظرات حاقدة ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بانزعاج وحنق واضح .. لا يعرف سوى الهدوء حقاً الحياة بدون مرح تكون كئيبة .. ابتسم هذه المرة على حنقها ثم تخلخل صوت هاتفه معلناً عن متصل رد باحترام خالي من البرود مما ادهش سلين- صباح الخير سيد شارلي .... جاءها فضول من مكالمة السيد شارلي لدانيال بهذا الوقت استمعت لدانيال يرد .. انا بخير و سلين معي الآننحنُ في طريقنا لنزهة .. . نعم هي بجانبي .. تريدنا أن نأتي ؟.. حسنا حسناً حدث سلين بنفسك ..مد هاتفه لسين فاخذته و وضعته على أذنها قالت - مرحباً سيد شارلي .. رد عليها قائل- لماذا لم تودعيني قبل مغادرتك ..؟ابتسمت قائلة- آسفة .. لم أرد ازعاجك بيوم عطلتك فقد كنت نائماً لذا اخبرت الخدم باخبارك ..رد بفرح من كلامها لقد بدت تكلمه باسلوب جميل - حبيبتي .. لقد كنتُ أعد مفاجئة جميلة لك ..- مفاجئة ..! هتفت بدهشة .. فقال- تعالي إلى الفلا برفقة دانيال ..بحيرة ردت - اممم .. حسناً ..انهت المكالمة ثم اعادت الهاتف لدانيال قال و هو يركز بالقيادة - نذهب للفلا .. ؟- اممم ... لكن عدني بأنك لن تنهي النزهة لو ذهبنا . سأرى المفاجئة ثم نعود لنزهة .. ماذا قلت..؟ابتسم على مبايعته بحذر رد - لك ما تشائن فتاتي ..فتاتي ! .. منذُ متى ..؟ لم تهتم كثيراً قالت - تتوقع أي مفاجئة تنتظرني ..؟- بحق الله وما ادراني ..؟زمجرت بملل قائلة- انسان لا تمتلك خيالات ..- افضل من أن اكون خرافي التفكير ..ضحك حين لمح غضبها .. لم يكن يعرف كيف اسعدت ضحكته سلين ... لقد بدا لها شخصاً آخر .. واصل الطريق نحو الفلا .. استقبله الحارس وفتح له باب دخول السيارة لكنهُ صفها خارجاً قائل بأنهما لن يتأخرا كثيراً ...دخلت الفلا معه فانتظرهما السيد شارلي في الداخل رحب بهما ثم قبل وجنتين سلين التي لم تغضب بتاتاً ولم تدفعه باسلوب جارح مما جعل دانيال يعطي اشارة استفهام لسيد شارلي فرد عليه بابتسامة مطمئن .. سلين كانت تحترق شوقاً لتعرف المفاجئة بينما دانيال كان عادياً .. رفض شرب العصير بأدب فاستغلت سلين الفرصة تقول- ما هي المفاجئة ..؟ أكاد أموت شوقاً عن تلك المفاجئة التي وصلت اهميتها لطلبك بتغيـير طريقنا نحو الفلا ..وجهت كلامها لسيد شارلي بفضول فوقف من على الأريكة قائل - اتبعيني يا صغيرتي و أنت دانيال ...وقفا لرغبته و سارا بعده كما فعل هو ..توقف أمام الباب الخلفي لحديقة القصر هتف بابتسامة مكر حين لمح ابتسامة دانيال الجانبية ..- دانيال .. هل اخبرتها عن المفاجئة بالسيارة ..؟ضحك قائل - صدقني لم افعل ..نظرت له سلين بلؤم ثم قالت- يا لك من مخادع .. ألم تقل بانك لا تعرفها ..؟ابتسم على كلماتها فرد السيد شارلي - دانيال من ساعدني ..ردت بشوق- لا اطيق الانتظار .. بسرعة ارجوكما .. شعرت بدانيال يستقر خلف ظهرها بلعت ريقها حين لامست كفيه عينيها لتحجبهما عن النظر .. سمعت صوت انفتاح باب الحديقة الخلفيةتحركت إلى الخارج استجابة لحركة دانيال دق قلبها بقوة من قربها الشديد منه أما لمسته كادت أن تذوب قلبها الضعيف ..هتف بخفوت- مستعدة ..حركت رأسها بالإيجاب فانزل كفيه عن عينيها ببطء .. فتحت عينيها ثم رمشت بدون تصديق ..أتحلم ..؟ .. وضعت كفها على فمها تمنع شهقة فرح .. نظرت لسيد شارلي ثم لدانيال المستقر خلف ظهرها كلاهما كان يرسم ابتسامة خافته .. صرخت - لا اصدق ..ركضت بجنون نحوها و هي تصرخ -سيارة ! ..تأملتها عن قرب .. سيارة حمراء حديثة الطراز تناسب الجنس الأنوثي اكثر ..لمحت العلبة الصغيرة المغلفة بغلاف احمر على السيارة .. فتحتها لتجد مفتاح السيارة بها .. رفعت عينيها نحو دانيال كان ينظر لتعابير وجهها السعيد بتمعن حولت عينيها نحو السيد شارلي بفرح ثم قالت بدون تصديق- حقاً لا اعرف ما اقول .. سيارة .. لقد كنت احلم بقيادتها ..ثم أعادت نظرها لسيارة لتكمل ..جميلة جداً ابتسم بود قائل- طلبتُ من دانيال اختيارها .. نطت فرحاً و عينيها تبرق شوقاً لتجربة السيارة .. اعتلت مقعد السائق بثقة تلاشت كل تلك الثقة فور أن تأملت المحرك .. المقود .. دائرة كالساعة تحتويعلى الأرقام فتذكرت أنها لقياس السرعة .. تلك الاشياء الغريبة جعلت الرعب يقتحمها ... خرجت فاستمعت لسيد شارلي يقول- كيف كانت ..؟ابتسمت بغباء - رغم أنني لم افهم شيء من اجهزتها لكنها كانت جميلة و مدهشة أيضاً ..هل استطيع الخروج فيها مع دانيال لنكمل النزهة..؟بثقة رد عليها- اكيد ..- حقاً .. رسمت ابتسامة كبيرة ثم محتها و كأنها تذكرت شيء .. قالت بخيبة أمل .. لكنني لا أجيد القيادة ..اطلق ضحكة فيما ارتسمت على دانيال ابتسامة على كلامها المضحك .. قال السيد شارلي - ستـتدربي سلين .. زمجرت قائلة بتافف - القيادة صعبة جداً .. لن اتمكن من تعلمها ..ضحك مجدداً ثم قال- حبيبتي ... لا تقولي ذلك ساعلمك بنفسي ..- اليوم ؟؟سألته بفضول .. اتربط لسانه توتر و هو يتذكر العمل في الحاسوب ابتسم قائل- لذي بعض الأعمال اليوم ..فلتذهبي مع دانيال الان لنزهة ..تقدم دانيال على ذكر اسمه ..حقاً اليوم يشعر برغبة كبيرة بالضحك اليوم خاصة مع التغيرات التي تتطرأ على سلين حين ادرك أنها ستصيب السيدشارلي بالصداع من اصرارها العنيد بتعليمها القيادة اليوم تدخل قائل- سلين .. هياا .. استدارت له فاكمل - لنخرج بسيارتك ..- ها !! .. كأنها تستوعب الأمر للحظات حتى هرولت نحوه وابتسامتها تتزايد اكثر .. سنخرج بسيارتي الحمراء .. حرك رأسه بالإيجاب قائل- نعم ثم اكمل باستهزاء ..بالحمراءلم تأبه لشيء .. سعيدة جداً بأنها ستخرج بسيارة لها .. إذن نزهة جميلة ..هتف السيد شارلي و هو يرسل لسلين قبلة بالهواء .. نظرت لدانيال فوجدته قد اعتلى مقعد السائق .. إذن لن تكون هي اول من سيقود سيارتها فدانيالهو الأول دايما .. صعدت السيارة بالمقعد الأمامي.. اعطته مفتاح السيارة فالتقطته وشغل السيارة بحركة متقنة داس على المحرك فاشتغلت السيارةتلك اللحظات مرة على سلين كالحلم .. السيارة الجميلة المغطاة كراسيها بنايلون دليل على أنها جديدة كادت أن تفقد صوابها .. ابتدت الرحلة الصعبةفي الطريق العام حيث كان دانيال يقود السيارة بملل فضيع لا يعرف أين يذهب مع سلين فيما هي تبدو نست النزهة و أخذت تلمس كل قطعة بالسيارةحتى المكيفات أخذت تتفحص درجة برودتهم ..وجهت نظرها لدانيال ثم قالت- تقود بمهارة ..رمقها بنظرات سخرية لكنه لم تظهر بسبب عينيه المغطاة بالنظارة السوداء سألها ..- أين تودين الذهاب ..؟- اممم ... لنذهب إلى الساحل ..تلك المنطقة البعيدة حيث لا يوجد إلا قليل من الناس ..أخذ يتذكر من وصفها قال بملل- بحق الله ما الذي تقولينه ..؟ هل نقطع كل تلك المسافة لمكان لا يوجد فيه سوى سيارات تمر به احياناًلامته قائلة بحنق
- ليس بهذا السوء .. يكفيني فقط الجو المنعش هناك ..لم يستطع سوى التزفير بملل .. ابتسمت حين ادركت انه اقتنع بالذهاب إلى المنطقة الساحلية ..اوقف السيارة أمام مدجر ثم عاد حاملاً كيس يحتوي علىعصائر و مياه معدنية مع بعض قطع الشوكلاه اللذيذة .. احست انها حقاً ستذهب لمكان مهجور ابتسمت برضا ثم أراحت ظهرها على ظهر الكرسي ..اخذت تتحدث مع كاثرين بمكالمة هاتفية اطمئنت بها عن احوالهم .. لفت رأسها نحو دانيال ربما تتحدث معهُ قليلاً لتبعد ذاك الممل الفضيع لكنهُ كانمركز بالقيادة فقط ..ارخت جسدها شاردة قليلاً وضعت سماعات الهاتف على أذنيها لعل الوقت يضيع ..لكن الوقت كان يمر ببطء زفرت قائلة- دانيال .. هل بقي الكثير ..؟- ثلاثون دقيقة ..شهقت ثم قالت- كل ذاك الوقت ولازال هناك ثلاثون دقيقة..- الذهاب لذاك الساحل اشبه بالسفر لقد حذرتك ..فهمت لماذا اشترى مياه معدنية و عصائر .. اطمئنت فعلى الأقل لن تمت عطشاً ..طوال الطريق كانت تتسلى بتأمل السيارة و بأحلامها تفكر وتفكر فقط ..اخيراً اعلن دانيال عن وصولهما اطلقت صرخة تعبر عن فرحها ..فيما صف دانيال السيارة بمكان كان شبه مناسب .. تأملت البحر عن بعد بدا قطعةمن الحرير الأزرق تتاميل مع الرياح لتعطي منظراً في غاية الروعة و مع صوت الأمواج الهائلة التي تصدم بالصخور الكبيرة مصدرة صوت ارتطامقوي جعلها تشعر أنها في اسطورة من الأساطير القديمة .. ! أم تتطاير حبات المياه بسبب الاصطدام بالصخورزاد المنظر روعة و خاصة مع ذاك الجو المغيم على المكان ..! كل ذاك شاهدته من على النافذة المفتوحة .. لم تعد تحتمل صبراً فتحت باب السيارة و ترجلت بهدوء استندت على السيارة تراقب المنظر عن بعديا الله كم تحب هذه الأمكان ..! .. تأملت ناسية العالم فشعرت بكف دانيال تستقر على كتفها رفعت نظرها نحو ثم ابتسمت ابتسامة هادئة قالت ..- المنظر جميل .. رومنسي للغاية ..ابتسم بخبث ثم غمز ..- اه .. لهذا اردتي أن أكون معك ..اطلقت شهقة حين فهمت قصده و ادركت ما قاله .. احمرت وجنتيها ثم قالت ممثلة الحنق- لم اقصدك .. - هههههه اعرف أنك تحبيني ..انزعجت من ضحكته الخبيثة فقالت محاولة أن تشعل الغيرة فيه- لو كان روك في محلك لكنتُ قصدته ..لم يقل شي فانزعجت أنهُ لم يعبر عن غيرته قليلاً بالاساس هو لا يحبها كي يغار ..انزعجت من حذائها العالي و هي تسير نحو الساحل حيث كان يغوص في الرماللكنها فكرت أنها لو خلعته لاصبحت سيارتها ملطخة بالرمال بسبب قدميها .. راقبها عن بعد وهي ترفع ذراعيها لسماء بفرح ثم تنط كالأطفال .. صرخ لتسمعه- سلين .. إياك اللعب قليلاُ في المياه .. أرادت أن تعانده فقالت- سافعل ..صرخ مجدداً لتسمعه- سيارتك ستتوسخ ..زمجرت لأنهُ عرف نقطة ضعفها ..تجاهلته فضحك حين سمع صراخها الطفولي بهتافات لم يكن لها أي معنى ..لحقها بخطوات كبيرة هادئة استقر خلف ظهرها لثوان.. اغمض عينيه بسبب خصلات شعرها التي كانت تتطاير لتضرب وجهه بخفه رمش بعينيه منزعجاً ثم امسك بكفه ذراعها .. استدارات بحركة عادية نحوه حدقت به مطولاً فقال ..- أينبغي أن أظل مطولاً استمع وانظر لجنونك الطفولي ها ..؟سألها متنرفز .. فعقدت حاجبيها بدون رضى عن كلامه قالت بدون مبالة ..- ليس ذنبي لو لم يكن لذيك طريقة خاصة بالاستمتاع ..استفزته فقال بتافف - و هل تسمين هذا الجنون استمتاعاً ..؟ضحكت فاثارت اعصابه بدون قصد قالت - طريقتي المفضلة .. فما هي طريقتك ..؟زفر عاضاً على شفتيه .. ضحكت مجدداً بمرح حيث ادركت سؤالها .. أنها متأكدة أن دانيال لا يوجد لديه طريقة ليسلي نفسه و سؤالها كان صعباً عليه لذا اكتفى بالتزفير .. رحمت حالتهُ فقد استسلم اليوم لرغبتها دون نقاش بالخروج معها دون عناد .. لم ترد أن تزعجه فهي سعيدة أنها اغضبت كرستينحين خرجت مع دانيال لقد ساعدها دانيال باثارت غضب كرستين وهو لا يعرف بذلك .. سارت عنهُ مبتعدة تفكر .. استدارت لهُ في نصف طريق الرمالالمؤذية لساحل ..ابتسامتها السعيدة اظهرت غمزاتها لتضف شيء من الجمال إليها .. تمايل خصلات شعرها الامامية على عينيها زاد وجهها البريئ جمالاً ..ضحكت بفرح رافعة كفها لتلوح لهُ أرادتهُ أن يبتسم ..حيث كان واقفاً داساً يديه في جيبا بنطالة شعره الأسود الكثيف يتمايل مع حركة الرياح الخفيفة ام شفتيه كانت خالية من أي ابتسامة صرخت عن بعد ليسمعها ..- دانيال .. تعال إلى هنا .. لنصعد على هذه أشارت لهُ نحو صخرة كبيرة عريضة على بداية الساحل على يمينه .. . حاول التركيز على ملامحها من بعد .. هتف صارخاً ...- و بأي شعور ساشعر هذه المرة ..؟ حقاً لا اريد التحليق بالسماء مع العصافير ..اطلقت ضحكة رنانة .. جعلتهُ يرسم ابتسامة على طرف شفتاه ..قالت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو الصخرة - هذه المرة ربما ترغب بأن تغوص في اعماق الساحل..لم يستطع سوى الابتسام بهدوء ثم لحقها بخطوات كبيرة توقف أمام الصخرة بجوارها .. عينيها السوداء كانت تلمعان بشغف نحوه .. راقبته يلتسع من جريان المياه الخفيفة الباردة على قدميه لم تكن المياه قوية حيث كانوا في بداية الساحل ..ابتسمت بظرافة ثم قالت- اخلع حذائك .. السيارة لن تتوسخ ههههههحرك رأسه بالنفي - لا احبذا ذلك .. بحركة سريعة اعتلى الصخرة العريضة بمهارة ادهشتها .. كيف لم تضايقه الشروخ على الصخرة لا بل لتقل كيف لم تنزلق قدمه حين اعتلاها بمهارة..راقبته يتنهد ثم يرفع رأسه لسماء المغيمة .. قطع تفكيره بهذه الجو المريح تذكر سلين نظر بجانبه فلم يراها .. وجدها واقفة بجانب الصخرة تتمعن ملامحهلم يأبه لنظرة الحب في عينيها قال ببرود - ما بك ..؟ .. اصعدي ..- امممم ... لمح الحيرة بعينيها فابتسم على ضعف الفتيات بالنسبة له .. اقترب لطرف الصخرة من ناحيتها ليمد كفه نحوها .. - امسكي بي .. قالها بحزم مؤدب ...تاهت أفكارها حين برقت عينيه الرماديتين المركزتان بملامح وجهها فيما كانت كفه لازلت تعرض عليها المساعدةبلعت ريقها بصعوبة ابعدت افكارها الحمقاء ثم ابتسمت باضطراب وضعت كفها على كفه براحة امسكت بيدها الأخرى بالصخرة بقوة شدها إلى الأعلىفصرخت حين رفعها بقوة لم تكن باستعداد لذلك الموقف فقدت توازنها لدفعته القوية لها للأعلى امسكت بكفيها قميصة كي لا تسقط للوراء .. برقت عينيهحين لمح اصابعها تنفتح عن قميصة لتعود إلى الوراء و بحركة سريعة وضع كفه خلف ظهرها منعها من السقوط إلى الوراء لكنهُ لم يتوقع أنها دفعته بقوة بصدره بحركة غباء تلقائية لتتمسك به اكثر .. لم يكن مستعد بتاتاً لخطوتها الحمقاء اختل توازنه مما جعل ظهره يعود إلى الوراء ليتمدد على الصخرة باصطدام قوي جن جنونه حين ادرك الجسد المتمدد على صدره هذا حقاً ما ينقصه ألماً في رأسه وظهره و جسدها على صدره لم تكن ثقيلة لكنها شعرته بضيق تنفس و خاصة في حالتهُ الصعبة تلك .. اطلقت شهقة من صوت ارتطام رأسه على الصخرة .. ادركت أنها امسكت به اكثر لتسقط معه آه .. آه يا رأسي .. اطلقت شهقة مجدداً من صوت دانيال المؤلم .. رفعت رأسها وهي لازلت على صدره كان مغمض عينيه بتألم ..هتفت بخوف- دانيال .. هل مت ..؟ ..تمتم بضيق و يكان يجن من سؤالها الأحمق- ابتعدي عن صدري .. لقد تكسر جسدي ...انزاحت عنهُ فوراً .. مسكين حقاً جسدها كان قد كسر ما تبقي لهُ من عضو .. هذا ما فكرت به ..انزاحت عنهُ لتجلس بجانبه .. رجليه لم تسع طول الصخرة حيث كان نصف جسده على الصخرة والنصف الآخر يتدلا للأسفل.. ثوان حتى ارتكأ بكفه على الصخرة ليجلس بتألم .. مرر كفيه يفرك الضربة على رأسهمصدراً تأوهات خفيفة .. نسي ألمه حين لمح نظرة الخوف بعينين القطة بجانبه بالضبط .. رسم ابتسامة جانبية على لمعة بعينيها مد أنامله بخفة نحو وجهها البريئابتسم ابتسامة اطمئنان شتت قلبها .. استقرت أنامله على عينيها تزيح دمعتان متحجرتان في اجفانها .. تمتمت بغصة- آسفة .. لم أكن اقصد إيذائك .. - أنا بخير أيتها الحمقاءقالها بصوت جذاب بدا يمتلك شيء من الليونة فلم تنزعج من نعتها بالحمقاء ابتسمت بخوف عليه .. أشار بيده لصدرة ثم تمتم بعطف- تعالي إلى هنا ..تلك الدعوة أغرتها كثيراً حقاً كانت خائفة لم ترفض بتاتاً خاصة حين شجعتها عينيه اقتربت لتسند رأسها على صدره بخفه .. شعرت بكفه تستقرخلف ظهرها بعد تردد كبير .. تمتم بعد ثوان - لا أحب دموعك يا سلين .أنا بخير لم أمت بعد . ..دموعك ثمينة .. فتاتي ..فتاتي ! .. مجدداُ قالها وبنفس اليوم نبض قلبها بقوة شعرت بتلك اللحظة بشعرها يتحرر من ربطة الشعر .. ثم لمحت بعد ذلك ربطة الشعر تطير نحو الساحل ابتعد عن صدره قليلاً .. حدقت به بنظرات استغراب فهو من حرر شعرها بيده .. رد بثقة لطيفة من السؤال الذي فهمه من عينيها - احب شعرك مفتوحاً .. يشعرني بالنقاء .. أنتِ ..قطع جملته بالصموت .. محا تلك النظرات اللينة و هو يعدل قميصه من التجعيد .. فيما شردت سلين حقاً .. ما بال دانيال اليوم .. ؟ .. جلست على الصخرةفيما قدميها كانت متدليتان نحو الأسفل .. هتفت- تعال و اجلس بجانبي .. لننظر للبحر ..لم يرد عليها .. بعد ثوان كان جالساً بجانبها كما طلبت صامتاً دون التحدث كلاً منهما كان يتأمل الطبيعة بصمت و انسجام .. هي كانت تشرد بعالمهاالخاص بدانيال الذي اقتحم حياتها فجأة .. روك ..سفر كاثرين و سيمون .. عودة السيد شارلي .. الجامعة .. الدروس .. المحاضرات .. أشياء كثيرةشغلت بالها .. مرت دقائق على نفس الحال ثم لفت نظرها نحو دانيال تمتمت- بماذا تفكر ..؟لم ينظر لها .. قال- بمعزوفة موسيقية ..- ألازلت تتدرس بالمعهد الموسيقي ..؟حرك رأسه بالايجاب قال ..- نعم .. حفلة موسيقية ستقام بعد حوالي اسبوعين .. رسمت ابتسامة فرحة ثم قالت - آآه ! .. حفلة موسيقية جميل ! .. ما هو دورك ..؟- العزف على البيانو .. لازلت حائراً يتطلب أن تكون المعزوفة من تأليفي ..بحيرة قالت- لذيك الكثير من المقطوعات .. لمَّ تهتم كثيراً ..؟ اختر أي واحدة جميعهم رائعون ..حرك رأسه بالنفي ثم قال- معزوفة واحدة فقط دخلت مزاجي ..لكنها صعبة ..حتى الآن لم استطيع تأليف نهاية مدهشة تتناسق مع ضخامتها ..- تبالغ بعض الشيء .. أنت أمير البيانو .. صدقني ..بلحظة عادت إلى أول لقاء لهم في المعهد الموسيقي .. ابتسمت على كلامها السابق أول لقب لقبته .. أمير البيانو .. كيف جمعهم القدر هكذا ..؟قال بحيرة ..- اممم امير البيانو إذن ..احمرت وجنتيها و هي تتذكر اعجابها الشديد به في أول يوم بالتأكيد قبل أن يشب ذاك الصراع بينهما اغمضت عينيها ثم قالت- أودت أن أخبرك في وقت سابق .. لكنني لم استطيع .. أنت حقاً أمير للبيانو يا دانيال ..لفت لها ثم غمز قائل ليذكرها بما كتبت حين قضت الليل عنده حين مرض ..- بالطبع .. فأناملي من ذهب مرت على البيانو لتعاكس قلباً تلذذ بتعذيب قلوباً حمقاء وقعت في غرامه ..بدا حافظاً لكل كلمة كتبتها زفرت بغضب و هي تتذكر هذه الجملة .. قالت بحنق- لم اكتب هذه الكلمات لك دانيال ..رد بسخرية - اه .. حقاً صدقتك !رمقته بنظرات حاقدة .. ثم أشاحت وجهها عنهُ بكبرياء .. بينما أغاضها هو حين نزل من الصخرة بحركة ماهرة .. خشيت البقاء لوحدها خاصة حين سارمبتعد عنها نزلت بتعثر و خوف مع بعض الصعوبة ..لحقته بخطوات أشبه بالركض ... توقف عن السير حين شعر بها .. لم يستدر لها حيث بقي ظهره يقابل وجهها قال بحزم- ماذا الان ..؟ - إلى أين أنت ذاهب ..؟- لسيارة .. واصلي تأملك بنفسك ..بتردد قالت- سأبقى معك بالسيارة ..باستخفاف قال- هل تخافين وحدك في هذه المنطقة الأشبة بالمهجورة ..؟ ها ..زمجرت بحنق و هي ترفع ذقنها بشموخ قالت- لا .. لستُ خائفة ..سار الخطوات المتبقية نحو السيارة قبل أن يهتف باستخفاف - جبانة ..- جبانة ! .تمتمت كلمته بغباء ولم تتح لهُ فرصة حيث لحقته لتركب المقعد الأمامي حرصت على عدم توسيخ السيارة حيث نظفت حذائها وقدميها في الماء قبل ركوبها السيارة .. لقد قلدت دانيال تماماً سعدت أنهُ يبدو من النوع المرتب والنظيف .. ركبت المقعد الأمامي بهدوء ظل هو يستخدم هاتفه حيث بدا مشغولاً قليلاًاخيراً أنهى هاتفه .. لمحها تراقب أدوات السيارة بفضول كبير تُدقق بكل جزء بها و كأنها تفهم نوعه و استخدامه .. قال بسخرية- تأملي تأملي .. لا اعرف كيف لجبانة مثلك أن تقود سيارة .. أراهن أنك لن تستطيعي حتى لمس المقود من الخوف ..رمقته بنظرات حاقدة ثم قالت بكبرياء ..- لا تراهن فأنا أقوى مما تتخيل .. قيادة النساء افضل من قيادة الرجال ..اطلق ضحكة غريبة و كأنهُ يريد استفزازها .. - و ما هو البرهان ..؟سألها .. ففكرت قليلاً قالت- النساء يقودن بحذر بينما الرجال شديدون المخاطرة .. النساء لا يخافون رغم كونهم نساء لكن الرجال ... صمتت لا تعرف أنها الجملة أهي حمقاءهل تكمل الرجال يخافون لأنهم رجال .. لم تصغ الجملة قبل قولها تاففت و هي تسمع صوت ضحكة دانيال المنتصرة .. ادارت رأسها لهُ بحنق قالت- إذن علمني القيادة الآن .. وسترى بنفسكلم يأبه لكلامها قال- لمَّ عساي أن افعل ..؟ لا أود الموت سلين ..- بل ستفعل ..زمجرت فنظر لها بتهديد ادركت أنهُ هو من يجيد القيادة وهي الضعيفة الآن بلين قالت - أرجوووووك .. ارجووك دانيال فقط اليوم .. دعني اجرب سيارتي ..لم تكن تستمع لرفضه المتكرر كانت عنيدة .. و تعرف أن دانيال يكرهالفتاة التي تلتزق به هكذا فعلت من أجل القيادة ابتسمت بنظر بعد دقائق و هي جالسة على مقعد السائق .. تحدق بمرآة السيارة المخصصةلرؤية الاتجاهات .. لا تصدق أنهُ اخيراً وافق .. كان جالساً على المقعد الأمامي فيما جلست هي على مقعد السائق .. ببساطة علمها كيفية تشغيل السيارة بالمفتاح .. اخيراً بدأ الجد- امسكي بالمقود جيداً .. ركزي على الطريق ..لا تستدخدمي كلتا قدميك بالدوس على المحرك فقط قدم واحدة ... ارشادات كادت أن تجن تماماً ..لا تفهم ما الذي يقوله .. داست على المحرك ببطء يديها كانتا ترتعشا على المقود ..تشعر أنها لا ترى شيء .. كل شيء كان يخالف توترها .. تحركت السيارة ببطء صرخت حين داست على المحرك اكثر لتشدد السرعة .. - نحو الامام .. دوسي فقط على المحرك بخفة ..لا تسرعي أخشى أن تهرول السيارة نحو الساحل ..- لا عليك لا تقلققالت تلك الكلمتان برعب .. وهي مركزة على القيادة بحذر كبير ..- يميناً ببطء هناك سيارة ..رفعت حاجبيها بتوتر - ها .. ! أي سيارة ..ادرك خوفها فقال - يميناً سلين .. ببطء ..بحركة غبية حركت المقود نحو اليسار لتهرول السيارة نحو جدار من حجارة البناء .. رؤيتها فقط لذاك المنظر جعلها تتخيل اشياء كثيرةصرخت وهي تفلت يديها عن المقود لتسد اذنيها وتغمض عينيها بقوة .. - حمـــــــــــــقاء .. وصفها بحقد .. ابعدت يديها عن أذنيها ثم فتحت عينيها ببطء لتتأكد أن الحادث لم يكن .. حدقت بيدين دانيال المستقرة على المقود و بداقد قطع مسافة عن جدار أحجار البناء .. ألتقطت أنفاسها فشرع ينعتها بالغباء ..بعصبية كان يقول- حقاً .. لا اعرف ما اقول .. هكذا تتصرفين .. صرخت عليه بحنق قائلة- اخفتني .. لقد قلت سيارة بنفس النبرة قائلاً- حتى لو كانت سيارة هل ستقودين طوال حياتك باماكن فارغة .. هذا يسمى جنوناً لو لم اتدخل بلحظة الأخيرة لكنا ضحية جدار من حجارة البناء .. أمرها بلحظات أن تقف بالسيارة .. ففعلت كما وصف ثم رفض أن يعلمها القيادة بتاتاً ..قالت برجاء بعد محاولات عدة بالمواصلة- لن نقود اليوم ..- نعم عقاب على تصرف احمق كتصرفك .. من الأفضل أن لا تقودي بتاتاً قالت بتحدي- سأريك .. سأحصل على شهادة قيادة ..- أخشى على من يعلمك سلين .. ستسببين كوارث صدقيني ..جدال كالعادة دار بينهم ..كانت تشرب العصير و تقضم قطعة من الشوكلاه على مشارف الساعة الواحدة ليلاً .. غادروا المنطقة الساحلية بعد أن لعبت برمال الساحل كثيراً ..مر كثيراً من الوقت في طريق العودة .. اوقف السيارة أمام مطعم .. خرج ثم عاد حاملاً كيساً تفوح منهُ رائحة الطعامالشهية ..لم تسألهُ شي لم تكن جائعة بسبب قطع الشوكلاه التي ألتهمتها بنفسها فدانيال كما لاحظت لا يحب الشوكلاه كثيراً فلم يتناول سوى قطعة صغيرة اصرت هي أن يأكلها بالقوة .. ظنت أنها ستعجبه لكنهُ لم يبدي للأمر اهتماماً .. إذن اشترى الشوكلاه لها .. كانت تفكر لكنها اصطدمتحين بدأت السيارة بدخول الحارات المتواضعة حيث منزل والدتها السابق .. ابتسمت لأنها فهمت أنها ستزور السيد برون لقد اصبحت دائماتزوره من بعد ذاك اليوم .. لقد مرت ثلاث أيام متواصلة دون أن تسمع لهُ صوت .. اشتاقت لهُ كثيراً.. توقفت السيارة أمام منزل السيد بروننزلا ثم فتح دانيال الباب بالمفتاح الأضافي .. دخلا الشقة ببطء لم تعد سلين تشعر بكآبة هذا المنزل بسبب السيد برون الذي أعاد لهُ حيويته هتفت و هي تدخل الصالة - مرحباً أيها العم الطيب. .سمعت صوت طرقات الخشب آتية من غرفة كانت غرفتها سابقاً ..طرقت الباب بخفه فاوقف السيد برون المنشار ..اطل وجهها السعيد من على الباب فابتسم مرحباً بها دخلت الغرفة بخطوات هادئة ثم اتجهت تُقبل السيد برون لحقها دانيال يفعل كما فعلت ..في البدايةلامها عن غيابها عنهُ ثلاث أيام متواصلة حتى مكالمة هاتفية لم تتصل به اعتذرت لهُ بأسف فتقبل اعتذارها بروح صافية ..جلسوا في الصالة يتبادلون الأحاديث السيد برون كان جالساً في كرسيه بينما انحشرت هي ودانيال في أريكة ضيقة تسع شخصين- لقد احضرت طعام الغداء ..لنتناولهُ معاًقال دانيال لسيد برون .. ابتسم السيد برون فردت سلين- هل تودون الان تناول طعام الغداء ..؟رد السيد برون- بالحقيقة أن أشعر ببعض الجوع ..ابتسمت لهم و هي تنسحب نحو المطبخ . .. وضعت الأطباق على الطاولة بترتيب ثم وزعت الأشواك لسلطة و الملاعق .. فتحت الثلاجة لتصب العصيرلمحت عصير التفاح فابتسمت لأن دانيال يحبهُ كثيراً .. صبت لدانيال عصير التفاح فيما صبت لنفسها و لسيد برون عصير البرتقال .. كم حاولت الانسجام مع عصير التفاح لكنها لم تستطع بتاتاً .. بعد ان وضعت ترتيبات أخيرة نادتهما نحو المطبخ ليجلسوا على طاولة الطعام .. بدئوا بتناول الطعام بشهية ..تلذذ دانيال و هو يذوق عصير التفاح مما جعل سلين تبتسم على عشقه لعصير لم تستطع الانسجام معه بتاتاً تحدث السيد برون- من أين أتيتم ....؟رد دانيال- كنت في نزهة مع سلين بسيارتها التي اشتراها والدها كهدية لها اليوم ..فرح ثم قال لسلين- مبارك لك يا سلين - شكراً عمي ..انتهى الطعام بهدوء ..الساعة اصبحت على مشارف السادسة مساء .. اضطرت أن تجلس مع السيد برون كل هذا الوقت بسبب المكالمة الضرورية التي أتتلدانيال من عمه تطالبه بالذهاب لشركة يبدو أن هناك مشكلة تتطلب وجود دانيال ..أخذ السيارة و وعدها بالعودة لم ترد أن تتصل لسائق ارادت أن تنهي يومها مع دانيال.. استغلت الوقت تنظف المنزل قليلاً تسقي الورد .. تنثر في دفترها الصغير .. ثم تحاول أن تتعلم النجارة مع السيد برون كتسلية لمرور الوقت .. جلس السيد برون أمام التلفاز يتابع الأخبار نادها لتجلس بجانبه فابتسمت مرحبة بالأمر اغلق التلفاز حين أتت نشرة أخبار رياضية .. قال ..- سلين يا بنتي ..سكت ثم اكمل ..دانيال .. صمت مجدداً فحتثه عن المواصلة ..اكمل ..دانيال شاب طيب جداً .. لو جرحك يوماً لا تنفصلي عنه ..- هاا ! ..استغرب من كلماته فواصل بتفهم لاستغرابها- اقصد دانيال عصبي يجرح دون أن يعرف .. هو دايما يجرح الجنس الأنوثي دون أن يهتم .. لذا صدمت بالخطوبة التي تمت بينكما .. لم اتوقعهسينسجم يوماً مع فتاةقالت بحيرة- اخبرني إلى أين تريد الوصول بحديثك ..؟ !تنهد قائل- اجعليه متيم بحبك.. مع دانيال عليك ابعاد دلال الفتيات فلو انجرحتي منهُ لا تطالبيه بأن يأتي ليعتذر .. حتى لو كان هو المخطئ دانيال ليس من النوع الذي يعتذر لأحد صدقيني حين يخطأ مع من يحب يلوم نفسه كثيراً .. يعتذر بطرق غير مباشرة ..فكوني فتاة ذكية دانيال يحبك كثيراً يمكننيأن أرى ذلك من تعاملهُ معك عينيه التي تريد حمايتك أما أنت فأنتِ متيمة بحبه لنخاع ..أخذت تستوعب كلمات السيد برون .. يا الله كم استطعوا خذاع الناس .. دانيال يعتذر بطريقة غير مباشرة لمن يحبهم و ليس لي أنا .. مع أنها لا تتوقع ذلكتنهدت محاولة الراحة قالت- لك ما شئت عمي .. دعني اتصل إليه الآن .. علي العودة للفلا ..أخذت هاتفها النقال من حقيبتها سارت نحو المطبخ وهي تنتظر أن يرد عليها . .. ارتعبت من صوته الغاضب على الهاتف ... لسانها ارتبطت باضطراب قالت- تأخر الوقت .. متى ستأتي ..؟توقعت صراخ عنيف .. كان يتنفس بقوة شديدة ارعبتها .. تمنت أن لا يزعج يومها بجرح كبير هل سينهي الخطوبة الآن .؟ هذا ما جرى في بالها.. حاولت أن تكون هادئة ..ثم اغمضت عينيها للحظات .. فقط محاولة أن تسمع دقات قلبها العنيفة لشخص واحد فقط .. ! ^ــ^[/frame]
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يا قلبي كفايه تنزف الناس مستانسه وعلى اوتار الحب تعزف qαнян αℓαнzαи مدونات الأعضاء 420 01-15-2013 06:54 PM
انشودة في زحمة الأحزان في العالم الحيران تاهت خطى قلبي في البحث عن انسان مؤثره وحزين مستر هدهد خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-16-2012 02:19 PM
انشودة في زحمة الأحزان في العالم الحيران تاهت خطى قلبي في البحث عن انسان مؤثره وحزين بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 05-01-2011 12:13 PM
هل حلمت بركوب سيارة تسير بماء الحنفية الى اين تسير بنا التكنولوجيا الحديثة mnci أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 04-12-2011 03:40 PM
تاهت في عينيه ,, (روايه سعوديه جريئه) مميزة غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 06-12-2010 05:31 PM


الساعة الآن 01:53 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011