الموضوع: سماء العزلة
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-05-2017, 02:10 PM
 
الفصل الثالث

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/05_05_17149398256196061.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

صوت خطوات سريعة و أنفاس ساخنة ظهرت في تلك الأجواء الباردة الظلمة تحيط بذلك الممر الضيق بين بنايتين طويلتين توقف صاحب تلك الخطوات الهاربة أمام ذلك الجدار الحجري المشوه برسومات مضحكة تسارعت أنفاسه و نبضات قلبه أكثر التفت لصوت سقوط حاوية نفايات معدنية رأى ذلك الشخص الذي اتخذ السواد له عنوان ظهرت فقط عينيه العسليتين أخرج ذلك المسدس الفضي المتوسط الحجم نقش عليه نقوش أرجوانية متداخلة لتتوسع حدقتا ذلك الهارب الخائف ليفتح شفتيه المرتعشتين ليقول: سأخبرك بكل شيء لكن لا تقتلني رجاء لقد كان السيد كوري وراء كل شيء لقد طلب مني فعل كل ذلك لأجله لم أكن لأستطع فعل ذلك بدونه أرجوك لا تقتلني عائلتي تحتاج إليّ
لم يهتم ذلك الشخص كثيرا بالكلمات التي غادرت شفتيه ضعظ الزناد لتخرج تلك الرصاصة من فوهة ذلك المسدس لتستقر داخل جمجمته تزلجت جثته على الجدار لترسم خطا من الدماء نظر إليه بكل برود ليدخل مسدسه في حافظته الأرجوانية الداكنة اختفى من ذلك المكان تماما اكتشف الجثة أحد المارة ليتصل على الشرطة التي أحاطت المكان بالسيارات و استجوبت جميع من ساروا بالقرب من المكان وقف أمام الجثة ذلك المحقق المنزعج ليقترب منه مساعده و يقول: سيدي الأمر كما اعتقدنا إنها رصاصة الظلال
عض على شفتيه بانزعاج شديد ليبتعد عن موقع الجريمة و يدخل سيارته أغلق الباب بقوة ليتصل على شخص ما و يقول: الأمر قد تجاوز الحدود علينا إيقاف هؤلاء الأشخاص عند حدهم
قال الشخص في الخط الثاني: أعرف ما تشعر به لكن لا يمكننا فعل شيء لمنظمة كبيرة لا نعرف أيا من أفرادها على كل أنهي ملف هذه القضية سريعا
أغلق الخط بانزعاج شديد ليضع رأسه على مقود السيارة بغضب و يقول في نفسه: تبا لكم سأجدكم بالتأكيد و سأقبض عليكم جميعا
طرق نافذة سيارته بشكل متتابع ليرفع بصره لصاحبها رأى سيدة تبتسم له بمرح ضعظ على زر قريب منه لتنزل النافذة بهدوء و يقول: ماذا تريدين الآن أيتها المحققة شيري؟
قالت شيري: رأيتك مكتئبا للغاية فأتيت لإبهاجك جاي
قال جاي: لا أعرف كيف تكونين مبتهجة في مثل هذه الأوقات
قالت شيري: أنت حقا تبذل ما في وسعك لحماية الجميع لكن لا تفرط في ذلك فزوجتك بالتأكيد تريد عودتك قطعة واحدة
قهقهت بمرح شديد ليرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه اقترب مساعد جاي من السيارة ليقول: لقد وجدنا هاتف الضحية و يبدو أن آخر متصل به كانت فتاة تدى كاثرينا موريس
قال جاي: هل حاولتم الوصول إليها؟
قال المساعد: أجل لقد فعلنا و أخذنا عنوانها أرسلت ظابطي شرطة لهناك
قال جاي: هذا جيد لو حصلت على أي نتيجة أخبرني بها فورا
غادر مساعده مسرعا ليتحدث قليلا مع الطبيب الشرعي لتقول شيري: لدي شعور سيء حيال هذا الأمر جاي
نظر إليها باستغراب دون التعليق على كلماتها غادرت لتكمل تحقيقاتها بينما عاد هو للمقر الرئيسي ألقى التحية على بعض من مر بهم دخل مكتبه المتوسط الحجم جلس على كرسيه لينظر للقرص المدمج داخل الظرف البلاستيكي أخرجه باستغراب ليضعه على حاسوبه فتح محتوياته ليتعجب من وجود فيديو واحد فقط فتحه لتتوسع حدقتا عينيه بصدمة بالغة ذلك الفيديو قد تم تصويره منذ وقت قصير داخل منزله جثة زوجته على الأريكة الزرقاء بلا رأس نهض بسرعة من مكانه ليتجه لمنزله و هو يحاول تكذيب ما رأه وصل للمنزل ليفتح الباب بقوة تباطأت نبضات قلبه و أنفاسه جثى على ركبتيه أمام ذلك المنظر الفظيع في غرفة المعيشة محيت كل المشاعر من داخله تبقت الكراهية و الحقد فقط لأولئك الأشخاص شعر بذلك الحديد البارد الملتصق بعنقه ليسمع صوت يقول بسخرية: لقد حاولنا تحذيرك مرارا لكنك قررت تجاهلنا و هذه هي النهاية جاي ويليس
ضغط الزناد لتتنشر الدماء في أرجاء المكان رسمت ابتسامة راضية على شفتي ذلك الشخص المجهول الذي غادر المنزل بثقة في مكان ما بعيد عن الأنظار في تلك الغرفة البيضاء الواسعة وجدت أرائك بيضاء متوزعة في أرجاء الغرفة توسطتها طاولة زجاجية بيضاوية متوسطة الحجم عليها آنية أزهار حملت باقة كبيرة من اللافندر الأرجواني فتح الباب الزجاجي ليدخل ذلك الشخص بابتسامته المنتصرة الواثقة بحث قليلا في أرجاء الغرفة ليجد الشخص الذي بحث عنه في أرجاء المكان ليقترب منه و يضع تلك البطاقة البيضاء التي رسمت عليها زهرة أرجوانية كبيرة على الطاولة البيضاء و يقول: وجدتك أخيرا ليليان
التفتت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأشقر الداكن الطويل و العينين الزرقاويين لتبتسم له بلطف و تقول: لقد انتظرتك طويلا لويس هل كانت المهمة صعبة للغاية؟
قال لويس و هو يقبل وجنتها بمرح: بالتأكيد لا فقط أن ذلك المزعج لم يحضر مبكرا كيف لي أن أتأخر عن مخطوبتي الحبيبة هكذا؟
جلس في الجهة المقابلة لها لتبتسم له بسعادة تحدثا معا لبعض الوقت حتى دخل مجموعة من الأشخاص الغرفة لينظرا إليهم باستغراب عمت الغرفة الهادئة الفوضى و الانزعاج الشائعات و الأحاديث ملئت الأرجاء شعرت الجدران بالانزعاج الشديد من كل هذه الفوضى المفاجئة نهضا من مكانهما ليقتربا من تلك المجموعة الأكثر من مزعجة لتقول ليليان: ماذا هناك؟ لم كل هذا الإزعاج فجأة؟
قالت إحدى الفتيات: ستحل كاثرين روسيك منصب الرئاسة غدا
نظرا إليها بصدمة من الخبر الذي سمعاه توا فتح الباب على مصرعه لتدخل سيدة بابتسامة متعجرفة أزعجت الناظرين اقتربت من حيث ذلك التجمع لتعقد يديها خلف ظهرها رافعة رأسها للأعلى لتنظر لوجوههم واحدا تلو الآخر لتقول: سيكون من الرائع العمل معكم ابتداء من اليوم أتمنى أن تكونوا على قدر ما سمعت عنكم
تلك الضحكة المغرورة جعلت النظرات الحاقدة تخترق جسدها لم تهتم لهم كثيرا أوقف لحظاتها المستمتعة صوت خطوات هادئة دخلت الغرفة جلس صاحب تلك الخطوات على الكرسي الأبيض المفرد البعيد عنهم اقتربت منه تلك السيدة لتطرق بحذائها ذو الكعب العالي الأرض دالة على انزعاجها الذي بدأ يشتد مع كل دقيقة تجاهل أعطاها ذلك الشخص لها لتقول بغضب: أنت ألا ترينني هنا؟
رفع ذلك الشخص عينيه عن الكتاب ذو الغلاف الأزرق الداكن لتظهر ملامح وجهه الأنثوي البارد عينيها العسليتين الواسعتين حملتا برودا قاتلا شعرها الأسود المرفوع كذيل الفرس الطويل ارتبكت السيدة لتلك النظرات الصامتة التي اخترقت قلبها لتعيد عينيها بهدوء للكتاب من جديد دون التفوه بكلمة واحدة جعلت السيدة تغضب أكثر لتقول: أنا أحدثك لذا لا تتجاهليني هكذا
انحنت للأمام قليلا لتضع أصابعها على أطراف الكتاب بغية أخذه منها لتشعر بذلك المسدس الفضي يصطدم بجبينها توسعت حدقتا عينيها كما فعل الجميع الغرفة امتلئت بالاضطراب و الخوف لتزيح أصابعها عن الكتاب ليختفي ذلك المسدس قالت السيدة بانزعاج و خوف طغى على صوتها: أنا لن أدعك تفتلين بهذا
غادرت الغرفة و أطرافها ترتعش من شدة الخوف لتعض شفتيها و تقول في نفسها: سأجعل حياتك جحيما لا يطاق
رسمت ابتسامة شريرة واسعة على شفتيها صباح اليوم التالي في مكتب المحققة شيري التي كانت تشاهد ذلك القرص التي عثر عليه في مكتب المحقق جاي أنزلت بشاشة حاسوبها المحمول بسرعة فور رؤيتها جثة زوجته واضعة تعابير متألمة حزينة لفقدان زميل عمل و صديقة مميزة طرق الباب المفتوح ليدخل مساعد جاي نظرت إليه لتقول: أوجدتم دليلا؟
قال المساعد: لا سيدتي بحثنا عن بصمات أو آثار اقتحام لكن لا شيء
قالت شيري: هل استجوبتم الجيران؟ أي أحد؟
قال المساعد: أجل لقد فعلنا لكن لا أحد منهم شاهد أو سمع أي شيء
قالت شيري: هذا غير معقول كيف دخل القاتل إذا؟ كيف لم يترك أي بصمة أو دليل خلفه؟ من يقدر على فعل شيء كهذا؟
زفرت بانزعاج شديد لتضع رأسها على كفيها متشابكتي الأصابع أغمضت عينيها لتتذكر جثتيهما و تعض شفيتها بانزعاج شديد ليقول المساعد: بالنسبة لأدوات الجريمة
قالت شيري: هل عثرتم عليها؟
قال المساعد: لا سيدتي لكن السيد ويليس قد أصيب برصاصة الظلال في عنقه بينما زوجته قطع رأسها بشيء حاد يشتبه كونها سيفا أو منجلا
رفعت رأسها لتنظر إليه باستغراب من نوع الرصاصة لتقول: رصاصة الظلال؟
قال المساعد: أجل إنهم الأشخاص الذي كان السيد ويليس يبحث عنهم اشبته بكونهم منظمة سرية مؤلفة من قتلة محترفين و لهم رصاصة خاصة تميزهم
قالت شيري: سمعت شيء كهذا من قبل لكن كيف عرف اسم المنظمة؟
قال المساعد: إنه مجرد اسم وهمي وضعته الشرطة لا أحد يعرف أي شيء عنهم فهم....
قاطع حديثه صوت طرق باب خفيف مع صوت يقول: يقتلون ضحاياهم و لا يتركون أي دليل خلفهم
التفتا لصاحب الصوت الساخر ليصدما من رؤية ذلك المسدس الأسود اللامع اقترب أكثر منهما ليقفل الباب خلفه بهدوء نهضت شيري لتخرج سلاحها و توجهه نحو ذلك الشاب الذي انفجر ضاحكا بسخرية على الموقف ليضرب الجدار القريب منه باستمتاع شديد لتقول شيري: من تكون يا هذا؟ و كيف دخلت لهنا؟
قال الشاب: ألا تعقتدين بأن هذا ليس الوقت المناسب لأسئلة؟ المهم سيكون من الممتع اللهو مع فريستي الجديدة على كل هذا تحذيرك الأول صدقيني أنا لا أستمتع بإعطاء الناس فرص كثيرة
استدار الشاب ليقترب منه المساعد و يحيطه بذراعيه ليبتسم الشاب بمكر و ينحني ليقلب المساعد للأمام رفع سبابته ليحركها بطريقة نافية تصرفه فتح الباب ليغادر أسرعت شيري باللحاق به تفاجأت لعدم رؤيتها له في ذلك الممر الشبه الخالي نظر إليها أحد المارة ليقول لها: ماذا هناك أيتها المحققة؟
قالت شيري: ألم أترى شابا يسير هنا منذ دقائق قليلة؟
قال الرجل: لا لقد كنت أجلس في نهاية الممر منذ نصف ساعة و لم أرى أحدا
صدمت شيري و المساعد الذي لا يزال متألم من تلك السقطة على رأسه رأى الرجل ذلك النزيف ليأخذه لغرفة الاستراحة و يضمد ذلك الجرح السطحي في مكان بعيد عن مركز الشرطة كانت تلك الفتاة تسير في الطرقات و هي تسمع الأصوات المزعجة من حولها أصوات الناس المارين بقربها و أبواق السيارات المزعجة في ذلك الزحام الخانق و أعمال البناء في الجهة المقابلة تضايقت كثيرا من كل هذا وقفت قليلا أمام مبنى بني داكن من القرميد ذو طوابق ثلاث نظرت إلى لوحة بيضاء رصت عليها أحرف كبيرة بنية تشكل "Lottie Cafe" رسم بالقرب منها كوب قهوة توقفت عينيها عن التحديق بالمبنى بعد مغادرة مجموعة من الأشخاص منه لتحدق بالأرض لفترة لتكمل سيرها الهادئ في ذلك الطريق تنبهت للخطوات القريبة الملاحقة لها لتقف مع جموع الناس أمام الإشارة الحمراء تلك الخطوات توقفت في انتظار الإشارة تغير لون الإشارة لتسير بهدوء معهم لتتوقف في منتصف ذلك الشارع المزدحم العريض و تلتفت سريعا للشخص الذي تجمدت أقدامه لتلاقي أعينهما تلك العيون الباردة جعلت قلبه يرقص من الخوف حاول إخفاء تتبعه لها بإكمال سيره متجاوزا له لتمسك بيده اليسرى و تدفعه للأرض ألصقت وجهه بأرضية الشارع الساخنة التي تزداد حرارتها مع زيادة تعرضها لشمس الظهيرة الحارقة اقترب رجلي شرطة منها ليقول الأول لها: ماذا هناك يا آنسة؟
قالت الفتاة: لقد حاول سرقة حقيبتي
قال الثاني: حسنا دعيه يذهب يا آنسة سنهتم نحن بالأمر
أبعدت يديها بهدوء عن الرجل الثلاثيني المتألم ليقترب منه رجال الشرطة و يرفعاه عن الأرض نظرت له بهدوء تحاول تحديد هويته لتغادر بعدها وسط جموع الناس أكملت سيرها المنتظم الهادئ حتى وصلت المبنى الأزرق الداكن ذو الطوابق الأربع صعدت الدرجات بهدوء لتصل للطابق الرابع أخرجت مجموعة مفاتيح لتفتح الباب الأبيض دخلت الشقة الواسعة ذات الغرف الأربع الواسعة أغلقت الباب لتضع معطفها الأسود في مكانه قرب المعاطف الأخرى توجهت لغرفة نومها لتبدل ثيابها و ترتدي بنطال أزرق بنجوم بيضاء متوسطة الحجم و قميص طابقه تماما رفعت شعرها للأعلى و وضعت عليه دبوس شعر أسود تدلى منه أربع نجوم ملونة بدرجات الأزرق غادرت الغرفة لتتجه للمطبخ و تحضر وجبة خفيفة لتتناولها رن هاتفها الذهبي الموضوع على طاولة المطبخ المربعة البيضاء نظرت إليه طويلا قبل الإجابة لتحمل الهاتف و تضعه بالقرب من أذنها لتسمع صوت المتصل يقول لها: لديك مهمة جديدة تناسبك تماما عليك الحضور مساء لمكتبي فورا
أغلق المتصل صاحب الصوت الأنثوي المتعجرف الخط لتنظر إليه و تقول: سأجعلك تندمين على قرارك هذا
غرزت الشوكة في اللحم المقدد لتضعه بين فكيها بهدوء قرع جرس بطريقة مزعجة لتنهض و تفتح الباب لترى ذلك الرجل القصير و البدين يضع وجها منزعجا ليقول لها: أخبرتك أن تغادري المنزل و قلت بأنك ستفعلين ذلك كان قبل ثلاثة أشهر السكان يتشاءمون منك
قالت الفتاة: ثلاثة أشهر؟ سأنتقل هذا المساء
قال الرجل: هذا أفضل بكثير لو أشرقت شمس الغد و أنت موجودة تأكدي أن الشرطة ستتدخل في الأمر
استدار ليخطو خطوات مبتعدة عن المكان ليلتفت مجددا و يقول: سأتي لتفقدك في العاشرة يستحسن لك ألا أراك هنا
نزل الدرجات المقابلة لباب شقتها لتغلقه بهدوء أكملت تناول طعامها بهدوء في المساء في ذلك المكان السري كان الجميع في انتظار قدوم شخص ما وسط ذلك الضجيج الذي أصدره صوت حذاء بكعب عالي تعابير منزعجة بدأت تعلو وجه صاحبها ليفتح الباب و تدخل تلك الفتاة لتقول السيدة بانزعاج شديد: لم تأخرت كل هذا الوقت؟
نظرت الفتاة إليها بلا مبالاة لتقترب منها في انتظار المهمة التي أبلغتها عنها لتقول السيدة: بما أنني أصبحت رئيسة المقر سأجعلك تهتمين بطلباتي الخاصة أقصد خادمتي الخاصة
نظرت الفتاة إليها من قدميها لرأسها لتقول: كاثرين روسيك القيادة العليا تطلبك و ترغب في حضورك فورا
أبعدتها عن طريقها لتجلس على الكرسي المفضل لديها في المكان ثار غضب كاثرين لتسير بتلك الخطوات الغاضبة و المنزعجة مغادرة الغرفة اقتربت ليليان منها لتقول لها: عليك الحذر منها فقد عرفت لفترة طويلة بمكرها
لم تهتم الفتاة بالحديث إليها ليقول لويس: لا تهتمي لها عزيزتي فهي تدرك ما تفعله
نظرت الفتاة إليه لتعيد بنظرها للكتاب الجديد الذي أحضرته معها ليغادرا و يتركاها عند المحققة شيري التي كانت تقرأ الكثير من الملفات و الأوراق عن القضايا التي لا تزال أدلتها غير موجودة في غرفة كتب على بابها "سري للغاية ممنوع الدخول" لتتنهد و ترجع رأسها للخلف فالتعب قد نال منها فهي تبحث في هذه الملفات منذ زيارة الغريب لمكتبها طرق الباب ليدخل مساعد جاي و هو يحمل كوبي قهوة ساخنة ليضعه بالقرب منها و يقول: ربما يجدر بك العودة للمنزل الآن
قالت شيري: لا أستطيع عليّ معرفة ما يجري حول هؤلاء الأشخاص و لو معلومة بسيطة
قال المساعد: لقد حاولنا إمساك أي فرد منهم لكنهم دائما يسبقوننا بشوط
قالت شيري: ربما هم يختارون ضحايهم وفق آلية معينة لا يمكن أنهم يفعلون ذلك بعشوائية ثم كيف يعرفون بشأن كل ما يحدث في مراكز الشرطة؟ هل لهم جواسيس هناك؟
تنهدت بيأس لترشف رشفة بطيئة من كوب القهوة كان المساعد ينظر إليها بهدوء يراقب تصرفاتها نهض ليقول: سأتي لتفقدك لاحقا لكن حقا يجدر بك الذهاب للمنزل
ابتسمت له ليغادر و يغلق الباب بهدوء خلفه ليرسم ابتسامة خبيثة على وجهه و يقول بصوت منخفض: يبدو أنك تسرعين في طريقك للموت سيدة لوكيج
ضحك بهدوء و شر أثناء سيره ليجلب انتباه الجميع إليه مضى شهر مليء بالجرائم الغير محلولة و شيري تطارد كل الأدلة الموجودة للعثور على أولئك الظلال لكن بلا فائدة ترجى في إحدى الليالي الباردة الماطرة غادرت شيري مكتبها و هي تودع الجميع وصلت عند الباب الرئيسي لمقر الشرطة ليوقفها ذلك الشخص الذي يحمل مظلة كبيرة داكنة اللون اقتربت منه بهدوء ليرفع المظلمة عن وجهه الذي تصلبت تلك الابتسامة الساخرة عليه و هو يشير بمسدسه لرأسها ليقول: لقد أخبرتك من قبل لا أحب إعطاء فرص كثيرة
توسعت عينيها المصدومتين من اختراق تلك الرصاصة لقلبها خار جسدها على ذلك الدرج لتتدحرج منه لتصل لنهايته لم يمضي الكثير من الوقت حتى رأى تلك الجثة مجموعة من رجال الشرطة المغادرين المكان أسرعوا بالاتصال على الشرطة من مكان قريب خلف المبنى كانت تلك الأعين تراقب الموقف بابتسامة سعيدة ليقول صاحبها: هذا جزاء تدخلك سيدة لوكيج
التفت ليغادر المكان ليصطدم جبينه بفوهة مسدس مألوف بالنسبة إليه توسعت حدقتا عينيه ليقول ذلك الشاب بابتسامة مرحة: سعدنا كثيرا بالتعامل معك وداعا
فرغ الرصاصة الأخيرة في رأسه ليسقط في مكانه غادر ذلك الشاب بابتسامة سعيدة لانتهائه من هذه المهمة عند الفتاة التي كانت تقف في منتصف تلك الغرفة الواسعة جدا ذات الإضاءة الخافتة مقابلة لقيادة منظمتهم العليا شخصين يجلسان في كرسيين أبيضين الإضاءة الخافتة لم تجعل ملامحهم واضحة قال أحدهما صاحب الصوت الأنثوي الرقيق: ما فعلته مع كاثرين كان طائشا للغاية
قال الآخر صاحب الصوت الذكوري الهادئ: هذا و أنت أفضل العملاء هنا
لم تبالي كثيرا بالإجابة عليهما لينزعجا من ذلك الصمت لف المكان ليخرقه صوت خطواتها المقتربة منهما و نظراتها الحادة كالسيف الأفكار خلف تلك العاصفة المقتربة منهما أصابهما بالرعب أسرعت في خطاها لتخرج سيفها الفضي الطويل حاد النصل مقبضه الأسود اخترق جسد السيدة المذهولة من الموقف لتخرجه بسرعة و تقسم ذلك الرجل لنصفين تلطخت بدمائهما لتعود الخروج من ذلك المكان لتسير في ممر طويل مليء بالأبواب رأت مجموعة من الحراس يقتربون نحوها بسرعة لتقطع تلك المسافة الفاصلة بينهم بسرعة الريح قضت عليهم جميعا بضربة واحدة أفقدتهم حياتهم أكملت سيرها الهادئ لتغادر ذلك الممر وقفت أمام تجمع من العملاء لتنظر لتلك الوجوه المستعدة للهجوم في أي لحظة اختفت من أمامهم ليصابوا بذهول شديد بحثوا عنها في أرجاء ذلك المكان الواسع لكن بلا فائدة ترجى في مكتب كاثرين الخائفة بعد سماع هذه الأخبار السيئة لم يتوقف عرق جبينها عن التساقط لحظة واحدة و هي مختبئة أسفل مكتبها سمعت صوت الباب يفتح بهدوء لتغمض عينيها متمنية ألا يجدها ذلك الشخص كانت الغرفة مظلمة ليتقدم ذلك الشخص بهدوء رفع سيفه المغطى بالدماء ليقسم طاولة المكتب الخشبية لنصفين لتظهر كاثرين بأطرافها المرتعشة لتقول: سأفعل أي شيء لك فقط لا تقتليني أرجوك أي شيء سأفعله لك
اقتربت من قدميها لتقبلهما بتوسل لإبقائها على حياتها ابتعدت عنها حالما شعرت بذلك النصل يخترق جسدها البدين أخرجته الفتاة بلا مبالاة لتغادر ذلك المكان التفتت لتنظر لذلك المكان الذي بدأ بالاحتراق من العدم لتقول في نفسها: لن يتوقف الأمر هنا
أكملت سيرها عائدة لمنزلها في الطرف الآخر من المدينة وصلت لمبنى بدا عليه القدم بالرغم من جماله صعدت الدرجات لتصل للطابق الثاني دخلت شقتها ذات الغرف الثلاث توجهت مباشرة للحمام لتغسل جسدها من كل هذه الدماء القذرة التي لطخت جسدها النحيل ذو البشرة البيضاء لفت جسدها بمنشفة بيضاء طويلة مزينة بأزهار و فراشات وردية طابقته المنشفة الصغيرة التي لفت شعرها بها نظرت للمرآة لدقائق قليلة لتتوجه لمطبخها الصغير حضرت لنفسها كوب حليب محلى بالعسل جلست على الكرسي البني لتسند ظهرها عليه رشفت رشفة واحدة من الحليب لتشعر بالراحة تسري في جسدها المنهك أغمضت عينيها بهدوء لتسقط تلك الدموع الحزينة من عينيها أنهت كوبها لتغسله و تذهب لتنام على سريرها الأبيض و الأسود في مكان آخر بعيد عن المدينة وصلت تلك الأخبار للمقر الرئيسي لتلك المنظمة الخفية في غرفة الاجتماعات ذات الطاولة المربعة الطويلة تحلق حولها مجموعة من الرؤوساء المنتشرين حول العالم أو الأحرى من تبقى منهم قالت إحداهن: إلى متى سيستمر كل هذا؟
قالت أخرى: علينا فعل شيء ما لإيقاف هذا الشخص
قال أحدهم: حتى الآن لم نعرف من يكون وراء كل هذا
قال آخر: تبا ربما يجدر بنا أخذ احتياطاتنا من هذه المجموعة
نظروا جميعا لذلك الشخص الجالس في منتصفهم يطرق الطاولة بقلمه الذهبي حل الصمت لدقائق قبل أن يقاطع وجوده و يقول: إنه مجرد شخص واحد من يفعل كل هذا علينا الإمساك به قبل أن ينهي حياتنا جميعا وجهته التالية بالتأكيد ستكون إيطاليا فهناك تقع أكبر تجمع لمنظمتنا عليكم أن تكونوا حذرين
قالت إحدى رؤساء المنظمة في إيطاليا: أتود التضحية بنا أيضا للإمساك بهذا الشخص المجنون؟
قال آخر: لن أوافق على هذا أبدا لن أدع حياتي تذهب أمامي
ضرب الطاولة بيده بقوة ليصمت تلك الثرثرات التي بدأت في الظهور ليقول: لن أدعها تقضي عليكم بالتأكيد فنحن سنخسر أكثر
رسم على وجهه ابتسامة خبيثة ليعرفوا بأن لديه خطة ما أوقف قلوبهم صوت الضجة القادم من الباب الكبير أمامهم ليفتح على مصرعيه لينهضوا جميعا على جثث الحراس التي لطخت دمائها الأرضية البيضاء لينظروا لذلك الشخص الواقف خلف الجثث يحمل سيفا طويلا حاد النصل اقترب منهم بهدوء ليقول: هل اعتقدتم حقا بأنني سأضيع فرصة رائعة كهذه؟ بالتأكيد لن أفعل ما فعلتموه حتى الآن لن أسامحكم عليه أبدا
أسرع في خطاه ليجعل رؤوسهم تتطاير في الهواء تدريجيا وصل لقائد هذه المنظمة و مؤسسها ليضع السيف على عنقه و يقول: قتلت عشيرتي كلها بلا أي سبب يذكر سأجعلك تندم على ذلك
أبعد السيف عن عنقه ليقطع يده من الكتف أظهر تعابير متألمة على وجهه لينظر لذلك الشخص بحقد شديد ليرفع السيف من جديد و يلتف من خلفه ليصنع جرحا عميقا في ظهره و قطع ساقه اليمنى ليسقط جسده على الأرض وقف ذلك الشخص أمامه ليميل برأسه قليلا لليمين ليرفع ذلك السيف عاليا ليسقطه سريعا على رأسه الذي تدحرج ليصدم بالنافذة الزجاجية الداكنة عينياه العسليتين التمتعا في تلك الظلمة وجهه ذو البشرة البيضاء قد لطخ بالدماء تماما سار بعيدا عن المقر المحترق خلفه ليشعر بشيء من الرضا خلع تلك الثياب السوداء ليظهر ملامحه الأنثوية و شعره الأسود الطويل المرفوع كذيل فرس مسحت تلك الدماء عن وجهها اقتربت من تلك الحقيبة السوداء الملقاة على الأرض و أخرجت جاكيت أزرق فاتح بأكمام متوسطة تناسب مع بلوزتها البيضاء المطبوع على طرفها السفلي أزهار زرقاء اللون متوسطة و صغيرة الحجم على التوالي و بنطالها الأزرق الداكن أخرجت هاتفا من جيب بنطالها الخلفي لتلقيه على الأرض و تحطمه بحذائها الأسود الرياضي تابعت السير بهدوء لتنخرط مع الناس في الطريق العام رفعت رأسها للسماء الخالية من النجوم و الغيوم تلبدت عليها لتحجب الهلال الفضي أخذت نفسا عميقا لتكمل سيرها توجهت للمطار عائدة لبلدها صعدت الطائرة لتستغرق الرحلة فترة طويلة وصلت المطار لتنظر للساعة الرقمية الكبيرة المتدلية من السقف لتقول بصوت منخفض: الثامنة و النصف صباحا سأستغرق للعودة لمدينتي ساعتين و نصف من هنا بالقطار
تنهدت بتعب لتكمل سيرها مغادرة لأقرب محطة قطار أخذت تذكرة لأقرب رحلة لمدينتها كانت بعد ساعة جلست على مقاعد الانتظار التي كانت مكتظة بالناس في مثل هذا الوقت مضى الوقت بهدوء حتى لفت أنظار الجميع أصوات شجار و مطاردة بين شرطي و شخص ما يحتضن حقيبة عمل سوداء بشدة يركض بأسرع ما يمكنه في اتجاهها أخرجت ساقها من أسفل المقعد لتمده قليلا لم يمضي الكثير من الوقت حتى تعثر به ذلك الرجل ليسقط أرضا بقوة أسند الشرطي جسده للأرض ليقييد يديه بالأصفاد و يرفعه نظر للفتاة ليبتسم لها و يقول: أخيرا أمسكنا بهذا اللص و الشكر يعود لك يا آنسة
لمحت الابتسامة التي أخفت معنى ما خلف شفتيه لم تهتم بالنظر إليه أو الرد عليه نهضت من مقعدها حالما سمعت الإنذار باقتراب القطار لتتجاوزه و تقول بهمس: خدعة قديمة لن تنطلي عليّ
نظرا إليها باندهاش و انزعاج شديدين وصل القطار لتصعده بهدوء جلست على أقرب مقعد مواجهة للنافذة الزجاجية المطلة على الرجلين الواقفين هناك بلا مبالاة أغمضت عينيها قليلا لتسمع صوتا حزينا من ذكرياتها البعيدة و المبعثرة يناديها صاحب الصوت لم تظهر ملامحه جيدا لكن الدموع التي نزلت على وجنتيه أثناء تحريك شفتيه بكلمات غير مسموعة لم تفارق ذهنها قط فتحت عينيها بهدوء على صوت الإنذار بوصولهم لوجهتهم نهضت لتغادر القطار خطواتها الهادئة سارت في اتجاه منزلها رائحة البحر القريب من منطقة سكنها ملئت الهواء لتسير بهدوء على الرصيف قليل العرض المليء بالمارة المنحدر من مرتفع بسيط حيث يقع مسكنها في قمته وصلت لمبنى أخضر فاتح يشعرك بالطمأنينة لمجرد رؤيته دخلته لتصعد للطابق الثاني حيث كانت شقتها مع ثلاث شقق مختلفة أخرجت المفتاح الأسود المعدني من جيب بنطالها الأمامي الأيسر فتحت الباب بهدوء لتدخل و تغلق الباب خلفها خلعت حذائها عند الباب لتحمله و تضعه في مكانه في تلك الخزانة البيضاء الطويلة القريبة من الباب لتخرج خفيين أزرقين داكنين لتسير بهدوء في الممر القصير المؤدي للصالون المربع المتوسط الحجم المحدودة بالغرفتين الكبيرتين من الطرفين و الحمام القريب من غرفة الجهة اليسرى و المطبخ الصغير المطل عليه لتجد أشيائها التي نقلتها لهنا قبل أيام متراصة أمام أريكتها البيضاء بدأت بتحريك بعضها للغرفة اليمنى لتفتح بابها الأبيض و ترى سريرها الأسود قد ركب في تلك الغرفة مقابلا لخزانة ملابسها البيضاء المتوسطة الحجم اقتربت من النافذة لتفتح ستائرها الزرقاء الداكنة التي طبع عليها أزهار مختلفة ألوان باللوم الرمادي الفاتح لتسمح بضوء النهار يتجول في الغرفة فتحت النافذة لتترك الحرية للهواء بالتجوال في الغرفة أثناء عملها فتحت الصناديق لتخرج ملابسها و تعلقها في الخزانة بترتيب و تنسيق حسب ألوانها و تصميمها ثم وضعت الشرشف الأبيض على السرير لترتب الوسائد الثلاث عليها اثنتان مربعتان من الأطراف توسطتهما واحدة دائرة الشكل و اللحاف الأبيض و الأسود وضعته بطريقة مرتبة عليه أكملت باقي عملها في أرجاء المنزل من تنظيف و ترتيب حتى انتهت قبل غروب الشمس بدقائق قليلة استحمت بماء دافئ لترتدي بنطالا أسودا يصل لمنتصف الساق و بلوزة واسعة مخططة من أعلى الأيسر لأدنى اليمين بالأبيض و الأسود طرز عليها أشكال هندسية رباعية متداخلة على الطرف الأيسر العلوي بأكمام طويلة واسعة تضيق بعد المرفق سرحت شعرها و رفعته كذيل فرس ارتدت حذائها الأبيض الرياضي لتغادر المنزل نظرت للسماء التي بدأ اللون البرتقالي بمغادرتها لتعلن عن قدوم المساء سارت بهدوء نحو السوق المركزي لتشتري بعض ما ينقصها في المنزل من آواني و مواد غذائية أنهت تسوقها لتقف بالقرب من باب المتجر تفكر بطريقة تحمل كل هذه الأشياء للمنزل أوقفت سيارة أجرة ليأخذها لمنزلها الغير بعيد عن المكان وصلت لهناك ليساعدها السائق في حمل بعض الأشياء لمنزلها شكرته على المساعدة لتزيد على ثمن إيصالها دخلت المنزل لتدفع الصندوقين المتوسطي الحجم بالإضافة لمجموعة الأطباق التي اشترتها للمطبخ رتبتها في أماكنها بدأت بتحضير شيء خفيف لتناوله قبل إكمال التسوق بعد استراحة قصيرة أنهت الاستراحة لتغادر المنزل مجددا ذهبت للمركز التجاري لتشتري هاتفا جديدا و تلفازا بحثت عن عمل لوقت قصير لتجده عادت لمنزلها و هي تعبث قليلا بهاتفها الجديد اصطدمت كتفها اليسرى بشاب أطول منها يرتدي نظارة سوداء شمسية في هذا الليل و قبعة معطفه التي غطت ملامحه ليهمس قائلا: فراشة جميلة وحدها هنا هذا مثير للغاية
التفتت فورا لذلك الشخص الذي اختفى وسط المارين على ذلك الرصيف بعينين مصدومتين حاولت العثور عليه من بينهم لكنه ذاب تماما بينهم أسرعت في اتجاه منزلها لتدخله و تغلق الباب على نفسها جلست عند تلك العتبة الصغيرة تحاول تهدئة قلبها المندهش و أنفاسها المخطوفة لتقول في نفسها: كيف عرف ذلك؟ لم يعرف أحد ذلك من قبل؟ هل يتعقبني؟ لا يعقل ذلك أبدا لم يتعقبني أحد من سنوات يا إلهي من يكون هذا الشخص؟ و ماذا يريد مني؟
أخذت نفسا عميقا لتنهض و تتجه للمطبخ غسلت وجهها لتحضر شرابا دافئا و تشربه تحاول تصفية ذهنها أنهت ذلك الكوب لتغسله و تذهب للفراش لتنام




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس