عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 12-19-2018, 11:15 PM
 
[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=80947[/img3][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=80949');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





[img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=81038[/img3]



فيما سبق بقلم الأخت فريال



نهض هيكتور مصدومًا لما سمعه ولفت انتباه الجميع ، صر على اسنانه غاضبًا لما سمع و بدأت شياطين الغضب تعبث بافكاره ! تقدم نحوها و
اخذ معطفها وهو في قمة الغضب غير قادر على اتخاذ قرارٍ سليم أمسكها من يدها و سحبها مغادرًا المطعم الذي كان يومًا ما جميلٌ في
عينيه .... ما ان خرج من المطعم حتى وقف مقابلها ليغطي اكتافها بالمعطف بين يديه وكان الصمت سيد الموقف .


*************
*************


لم يستوعب هيكتور بدايةً سر كلماتها المفاجأة رغم أثرها القوي به ، إلا بعد آخر ما كشفته بين شفتيها الكرزيتين...

لقد اكشف ما كان يبتغي بمجيئه هنا ، لكنه لم يتوقع أن يكون ما يسمع سيغضبه إلى هذه الدرجة !!

قال لها أن تتبعه بهدوء و قد فعلت ذلك بعد إيماءةٍ راضية بما وصل له الحال بخروجها ، و لو كان موقفاً غير محبذ .. إلا أنه افضل من تجاهل كرامتها ، فها هي تعمل بذل لحفظ هذه الكرامة و رفعة شأنها بعد تحطيم كبرياء هيكتور...

استقل هيكتور مقعد القيادة لكونه أمر رالف بالرحيل لأمور ٍٍ أخرى، و بدأ يبحث عن مقر راحةٍ آخر، فاستغلال حيلة الهديةهذه ، تحتاج اعتذاراً فعليا و تعويضا عن تحطيمِ أعصابها...
كانَ ينظر لها بين لحظاتٍ متقاطعة ، ملاحظاً بقاء أثر الإنزعاج عليها و قد أسندت رأسها على الزجاجة يمينها تنظر للخارجِ بشرود ...

المعطف الناصع قد زادها إشراقاً وملامحها الهادئة جعلت السكينة تعكس نفسها بداخله لينسى ثوانٍ عمق المصائب التي حلَّت و تحلُّ عليه...

.
.
.
لم يتصور أن تلك الثواني القليلة ستقوده إلى نتيجة غير متوقعة ، بعدما تفاجأ بشاحنة قد ظهرت أمامه ..!

بدت روجينا بقمة انفعالها و هي تشير له بالابتعاد و لسانها يتحرك بسرعته القصوى منتهياً بصرخة : هل أنت أعمى؟؟..ابتعد عنه ، سوف نهلك...

اكتفى بإدارة المقبض بكلِّ قوته شمالاً ليكون بالطريق الصحيح : اصمتي ..

انتهت ثواني القلق تلك لتبدأ دقائق الغضب ، و كلاهما يقفان بجانب سيارته المرفهة التي تلقت ضربةً جانبية أودت بجانبها الأيمن بخسائر فادحة .. و حتى الباب ...

قد سقط بعد مقاومته ذلك الاصطدام ليضرب هيكتور وجهه بكفه لهيبة الأمل التي تواجهه و هو يشتم نفسه و روجينا سراً...

لم تكن بعيدة عن أجوائه ، فها هي تضربه على رأسه لينتبه لها و تخرج غيضها به : أنت أحمق ، لكن لم أكن أعلم أن بنظرك خطب أيضا ًً... كدنا نودع هذه الحياة بغبائك..

ردَّ عليها بدوره منفعلاً : لو لم تكوني بجانبي لما حصل لعيني خطب ما بزعمك روجينا.

أطلقت عنان قدميها لتضرب الأرض ساخطة : و ما علاقتي بعينيك؟..لو كنت أعلم أنك كنت تصوبها نحوي لاقتلعتهما..
تأفَّف معلنا لنفسه الاستسلام حالياً و هناك سائق ذو لحية كثيفة يقف على بعد أمتار ينتظر وصول شرطة المرور لأخذ حقه، فترك روجينا خلفه ليذهب نحو ذلك الرجل الكهل... و ما أن اثترب حتى نطق الآخر : لا تظن أنك ببعض التوسلات ستفلت بجلدك، قف بصبر كفتىً جيد .

" خمس مائة دولار ، أظنها ستعوِّض الخسائر و سوف تزيد..ما رأيك"

هذا ما قاله هيكتور ببرود لتتسع إبتسامة شقاءِ و رضا من صاحب الشاحنة التي لم تتلقى ضرر جدي بالواقع : تعرف كيف تسعدني .. يعجبني هذا .


***************
***************



خرج الإثنان من مركز اصلاح السيارات ، كانت الجدية هي مرافقهما الثالث حيث سألت روجينا : و ماذا ستفعل الآن؟
اجابها و هو يتقدم قدماً بخطواته الكويلة نسبة لها لتركض هي خلفه : سوف نستقل سيارة أجرة و نكمل ما بدأناه، إن عدنا للمنزل فانسي المكافئة..

صرخت خلفه و عينيها تجيب بأكثر من لسانها السليط : و كأن المكافئة هذه بقي منها ما يسر ..

وقف مكانه ينظر خلفه : ألا تجدين نفسَك قد تماديت بحديثك كثيراً اليوم آنستي الصغيرة.. لا تنسي أنك لست سوى قمامة التقطها لتكون خادمتي .

عضَّت شفتيها و قد بلغ ما نطق عمق مشاعرها لتجرح مرَّةً أخرى ، لها فرصة أن تهينه كما تشاء وتهرب في هذا المكان ..ليس بالعسير عليها..

لكنها أتعبت نفسها بتحديه كل تلك الفترة لتظهر له خطأ أفكاره المشينة هذه.. و هذا ما جعلها تتنفس الصعداء لتدخل الأكسجين رئتيها و هي تنحني له : أعتذر عن وقاحتي سيدي الشاب ، أعدك أن لا تتكرَّر هذه الحماقة .

ابتسم لما يرى، توقع ردة فعل مختلفة بالواقع،، و هذا ما كان يستهدف حيث أنه يرغب بأن يريها كم من المذلة رأى.. وكم من إهانة قد تلقى...
في الحقيقة هو كان سيقول لها أن هذه الجملة إحدى ما كان يتردد على مسامعه الصغيرة يوماً ، لكنه صمت مكتفياً بتبجيل احترامها له ليمضي بصمت ...

و هي تتبعه بسرعة لكي لا تفترق عنه لسرعة مشيه...






****************
****************



أخيراً بعض الراحة التي امتزجت مع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة ، و لا صوت ينغص عليهم هناء أكلهم بعد كل الجوع الذي ازداد مع الفترة الماضية ...
حتى أصوات بعضهم البعض ، و هذا ما كان حتى سألت روجينا سؤالاً حساساً لجليسها...

" هل ستترك أخيك هكذا ؟..الأطفال لا ذنب لهم بما بينكم من حرب صامتة.."

بالكاد استطاع أن يبلع اللقمة التي بفمه ، فقد كان سؤالاً في الصميم و هو للآن لم يجد الإجابة المناسبة ..!!

أخذ كأس الماء الذي ملئته روجينا و قدمته له ، و بعد أن هدأ أجابها بما توقعت : هو من رحل و لم أجبره على ذلك ... هو فقط يستمع لكلام تلك الأفعى.

لم تكترث لمراوغة كلماته التي تود إلقاء كلِّ الذنب على غيره ، لإراحة ضميره المتقوقع بسباتِ الغفلة و وجهت بؤبؤيها البحريان نحو عدستيه مباشره : أنت تعلم أن أقوالك هذه لن تفيد بشيئ ، حتى و إن كان الجميع مخطئ و أنت المصيب .. فهذا الوضع الذي خلقتموه غير صائب ... أنتما إخوة، هل تفهم هذا ؟؟

أغلق عينيه ليبتعد عن تأثير نظرتها التي تكاد تسحره ..بل سحرته، و نطق ممتعضا من جانب شفتيه بخفوت: ستقتلينني قريباً يا فتاة ..

أعاد فتح محجريه الحائرين ليجيبها بثقة: هو من تخلَّى عني ، عندما رحل عنا .. عندما عاد لطفل مكتئب يحتاج بعض الصبر .. و الآن أيضا.

كلماته واقع ، لكنها خاطئة ،فالتعبير خاطئ جداً...
و الفهم غير صائب بتاتاً...


فبدأت بمحاولة إقناع شبه يائسةٍ منها له : تخلى عنك ... !! ، أعد ذاكرتك للوراء... ألم يذهب للعمل في ديار غربة لجمع ثمن يساعدكم على الحياة السهلة ... ؟! ...ألم يأتيك بعد فقد والديك ليكن كل عائلتك و أنت دفعته للوراء خلفك ... و الآن ألا تحتفظ بذاكرتك الصَّدِئَة أي ذكرى عن أسلوب تعاملك السيئ لأخيك و ظنونك الواهمة به..؟؟؟!!!

أنهت كل حروفها التي صاغتها بشكلٍ مؤثرٍ حقا لينطق ببضع كلمات ألجمتها : هل أراني بعض العزة..ام سبب لي العزة ...

تبًّا لعقدة المعزة تلك ... لقد سبب له ماضيه الأسود عقدَةً يصعب تعديها..
فكبرياءه المتعالي الذي تراه روجينا ليس إلا سلاح كونه هيكتور الغني ذو الجاه و المكانة ،فكيف سيجده خطأ؟؟!!

تذكرت ما قاله لها رالف عند وصولهم ...

أنه يعز من يعزه و لا يتركه ، و هذا بالضبط ما يفتقر إليه...

لم تتحدَّث بعد ما سمعته و بقيت تفكر مليًّا كيف تجعله يرى العزة في غير الكبرياء .. فعندها ستحل كل مشاكله...




*************
*************



السوق ..


دواء لا منازع له لروجينا كأغلب النساء ، فرغم أنها تعرف ان كلَّ فضلٍ من هيكتور ليس بالمجان حتماً

إلا أنها لم تستطع بتاتاً أن تردع نفسها عن هذا الدلال الذي لن يحصل بيومٍ آخر...

و لهيكتور ذوقٌ جيد بكل شيئ ، الملابس.. المجوهرات ..النظارات الشمسية ...

و بالنهاية بعد كل ذلك المشي ، أجبرته على أخذ صورة فورية ..التي بدى بها كالأحمق غير المتزن لمعارضته..!!

كان يوماً شبه مثالي رغم مشاكله و معاركه

.
.
.
.
لكن...

دوام الحال من المحال

فبعد ساعاتٍ من المرح لروجينا الذي جر هيكتور لتجاهل الوقت لأجله

عادا ليستقبلهما رالف لدى الباب منحنيا لهيكتور مبدياً خبره : سيدي ، السيد جينيفر ينتظرك بغرفة الظيوف يرغب بالحديث معك.



**************
**************




*روجينا*


شعرتُ بشحوب وجه هيكتور بعد سماع اسم الضيف ، بدى لي غير مرغوب ٍٍ به في الواقع...
لكنه اعطاني معطفه و اللحن الجدي منه طاغٍ عليه : جهزي له بعض القهوة الداكنة ..

أكمل بعد نظرة جدية حادة لي و كأنه سيلتهمني : فقط.. لا تزيدي أي شيئ .

"فهمت"

قلتها و توجهت للمطبخ فوراً لتحضير تلك القهوة ، و لا أعرف لم قد اعتراني الخوف من نظرة هيكتور أكثر من كلِّ مرة ..

فعينه لم تحمل غضبا أو انزعاجا أو حتى حقداً ..

لقد حوت إبهاماً شرساً ،و كأنه أسد مهاجم بعد حكمة ..
آه... بالضبط كأسدٍ بعرينه..

ربما هو هكذا في أعماله التجارية لعدم ثقته بأحد...

أنهيت ُُ القهوة و وضعتها بفنجانٍ حلبي اللون ، و بعد تجهيزي للذهاب نحو مقصدي ..
سمعتُ صوتَ الهاتف...

كان هذا قابضاً لقلبي دونَ إنذار، فمن يتصل بهيكتور المنعزل ..؟؟؟

توجهتُ حيث وضعت السماعة اللاسلكية الرمادية و رفعتها : منزل السيد هيكتور بلاديمون، هل أخدمك بشيئ ؟؟

لم أشعر بشيئ إلا و قد سقط الفنجان من يدي ... !!

ما الذي يقوله هذا الشقي ؟؟!!..

هل يود قتل عمه بما يقول ..؟؟!!

ألم يكفه ما فعلته أمه...!!
لا ، طفلٌ مثله لن يكون بهذا المكر و الخبث .. بكاؤه صادق أيضا ًً...


لكن....

أنا كيف لي أن أخبر هيكتور بانتكاسة أخيه هذه..؟!





**************
**************


يتبع،،،

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][img3] http://mrkzgulfup.com/do.php?img=80948[/img3]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس